بريق الكلمة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أهلا بك من جديد يا زائر آخر زيارة لك كانت في
آخر عضو مسجل Ehab فمرحبا به
لماذا لم يقمْ أهل الأندلس بالثورات رغم ضآلة الحاميات الإسلامية في الأندلس؟ Pl6sppqunumg
ادخل هنا
المواضيع الأخيرة
» عند الدخول والخروج من المنتدى
لماذا لم يقمْ أهل الأندلس بالثورات رغم ضآلة الحاميات الإسلامية في الأندلس؟ Emptyالثلاثاء فبراير 20, 2024 11:24 pm من طرف azzouzekadi

» لحدود ( المقدرة شرعاً )
لماذا لم يقمْ أهل الأندلس بالثورات رغم ضآلة الحاميات الإسلامية في الأندلس؟ Emptyالثلاثاء يوليو 04, 2023 1:42 pm من طرف azzouzekadi

» يؤدي المصلون الوهرانيون الجمعة القادم صلاتهم في جامع عبد الحميد بن باديس
لماذا لم يقمْ أهل الأندلس بالثورات رغم ضآلة الحاميات الإسلامية في الأندلس؟ Emptyالأحد ديسمبر 15, 2019 10:06 pm من طرف azzouzekadi

» لا اله الا الله
لماذا لم يقمْ أهل الأندلس بالثورات رغم ضآلة الحاميات الإسلامية في الأندلس؟ Emptyالأحد يناير 28, 2018 7:51 pm من طرف azzouzekadi

» قصص للأطفال عن الثورة الجزائرية. بقلم داؤود محمد
لماذا لم يقمْ أهل الأندلس بالثورات رغم ضآلة الحاميات الإسلامية في الأندلس؟ Emptyالثلاثاء يناير 31, 2017 11:52 pm من طرف azzouzekadi

» عيدكم مبارك
لماذا لم يقمْ أهل الأندلس بالثورات رغم ضآلة الحاميات الإسلامية في الأندلس؟ Emptyالإثنين سبتمبر 12, 2016 11:14 pm من طرف azzouzekadi

» تويتر تساعد الجدد في اختياراتهم
لماذا لم يقمْ أهل الأندلس بالثورات رغم ضآلة الحاميات الإسلامية في الأندلس؟ Emptyالسبت فبراير 06, 2016 3:47 pm من طرف azzouzekadi

» لاتغمض عينيك عند السجود
لماذا لم يقمْ أهل الأندلس بالثورات رغم ضآلة الحاميات الإسلامية في الأندلس؟ Emptyالسبت يناير 30, 2016 10:52 pm من طرف azzouzekadi

» مباراة بين لاعبي ريال مدريد ضد 100 طفل صيني
لماذا لم يقمْ أهل الأندلس بالثورات رغم ضآلة الحاميات الإسلامية في الأندلس؟ Emptyالخميس يناير 14, 2016 11:18 pm من طرف azzouzekadi

بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

لماذا لم يقمْ أهل الأندلس بالثورات رغم ضآلة الحاميات الإسلامية في الأندلس؟ 56303210
جرائد وطنية
أهم الصحف الوطنية
 
 
 
أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:
الساعة
Place holder for NS4 only
عدد زوار المنتدى

 


أكثر من 20.000  وثيقة
آلاف الكتب في جميع المجالات
أحدث الدراسات
و أروع البرامج المنتقاة


لماذا لم يقمْ أهل الأندلس بالثورات رغم ضآلة الحاميات الإسلامية في الأندلس؟ Image


لماذا لم يقمْ أهل الأندلس بالثورات رغم ضآلة الحاميات الإسلامية في الأندلس؟

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

لماذا لم يقمْ أهل الأندلس بالثورات رغم ضآلة الحاميات الإسلامية في الأندلس؟ Empty لماذا لم يقمْ أهل الأندلس بالثورات رغم ضآلة الحاميات الإسلامية في الأندلس؟

مُساهمة من طرف ريانية العود الأربعاء فبراير 29, 2012 4:22 pm

د. راغب السرجاني
وقفات


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بعد استشهاد عبد الرحمن الغَافِقِيّ -رحمه الله- في موقعة بلاط الشهداء في منطقة بواتيه، وبعد هزيمة المسلمين فيها انسحب المسلمون، وتوقَّفت الفتوحات الإسلامية في هذه المنطقة، وقبل استكمال الطريق والخوض في تفاصيل ما حدث بعد بلاط الشهداء، هناك بعض النقاط المهمَّة، والتي نَوَدُّ الوقوف أمامها قليلاً.



أولها: لماذا لم يقمْ أهل الأندلس بالثورات رغم ضآلة الحاميات الإسلامية في الأندلس؟


كان قِوَامُ الجيش الإسلامي في بلاد الأندلس ثلاثين ألفَ مقاتلٍ، كان مع طارق بن زياد منهم اثنا عشر ألفًا[1]، وقد استُشهِد منهم في وادي بَرْبَاط ثلاثةُ آلافٍ، واستشهد مثلُهم في الطريق من وادي بَرْبَاط إلى طُلَيْطِلَة، فوصل طارق بن زياد إلى طُلَيْطِلَة بستة آلاف فقط من الرجال، ثم عبر موسى بن نصير بثمانية عشر ألفًا[2]، فأصبح قِوَام الجيش الإسلامي أربعة وعشرين ألف مقاتل، تمَّ توزيعهم على كل مناطق الأندلس الواسعة وبعض مناطق جنوب فرنسا، كحاميات إسلامية وفاتحين لمناطق أخرى لم تُفْتَح.



فلماذا لم يقم أهل هذه البلاد -على سَعَتِها- بالثورة على المسلمين، أو على الحاميات الإسلامية الموجودة فيها؛ رغم قِلَّتها الملحوظة التي لا تُقارَن بعدد السكان على الإطلاق؟!



ومثل هذا السؤال هو العجب كل العجب! فالسؤال الذي كان متوقعًا هو: لماذا يثور أهل الأندلس؟ وليس لماذا لم يثوروا؟ كان أهل الأندلس قبل دخول الإسلام يعيشون ظلمًا مريرًا وضنكًا شديدًا؛ تُنهب أموالهم وتُنتهك أعراضهم فلا يعترضون؛ حُكَّامهم في الثروات والقصور يتنعَّمُون، وهم لا يجدون ما يسدُّ الرمق، يزرعون الأرض وغيرُهم يأكل ثمارها، بل إنهم يُباعون ويُشترَوْن مع تلك الأرض التي يزرعونها.



فلماذا إذًا يثور أهل الأندلس؟! أيثورون من أجل هذا الذي أذاقهم العذاب ألوانًا؟! أم يثورون من أجل ظهور لُذريق جديد؟!أم يثورون من أجل ذكريات أليمة مليئة بالجوع والعطش، والنهب والسرقة، والظلم والتعذيب والتنكيل، والفساد والرشوة والجبروت؟!



ثم ماذا كان البديل المطروح؟ إنه الإسلام الذي حملته أرواح المسلمين الفاتحين، إنه الإسلام الذي حرَّم كل ما سبق، وجاء ليقول لهم: تعالَوْا أُعْطِكم بدلاً من الظلم عدلاً؛ ليس هبةً مني، لكنه حقٌّ لكم ولقومكم وأولادكم وذريتكم من بعدكم. إنه الإسلام الذي لم يُفَرِّق بين حاكم ومحكوم، فإن حدث لأيٍّ منكم مظلمة قام القاضي لا يُفَرِّق بين المسلم واليهودي والنصراني، أيًّا كان شكله أو لونه أو جنسه.



إنه الإسلام الذي لا يرفع من قيمة الأشخاص بقدر أموالهم أو صورهم أو أجسامهم؛ إنما بقدر أعمالهم، والأعمال متاحة للجميع الغني والفقير، الحاكم والمحكوم، إنه الإسلام الذي يقول فيه الحاكم لك: إِنْ كنتَ من المسلمين وكنت غنيًّا فلن تدفع إلاَّ 2.5٪ زكاةً لأموالك، إذا بلغت النِّصابَ، وحال عليها الحَوْلُ، وإن كنت فقيرًا فلن تدفع شيئًا، بل ستأخذ من بيت مال المسلمين إلى أن تغتني.



وإن كنت من غير المسلمين وكنت غنيًّا وقادرًا على القتال -وليس غيرَ ذلك- فستدفع جزيةً؛ هي أقل بكثير من زكاة المسلمين، نظير أن يُدَافعوا عنك، وإن هم فشلوا في الدفاع عنك فستُرَدُّ إليك أموالك.

إنه الإسلام خلاص الشعوب؛ وحين عرفه أهل الأندلس تمسَّكوا به، واعتنقوه اعتناقًا، ولم يرضَوْا عنه بديلاً؛ فكيف يحاربونه ويُضَحُّون بهذا النعيم المقيم في الدنيا والآخرة من أجل حياة المرارة والعذاب والذلِّ والحرمان؟!



ثانيًا: ولكن البعض سيقول: هل من المعقول أن كل أهل الأندلس أُعجبوا بهذا الدين؟! ألم يكن هناك ولو رجل واحد يُريد أن يثور ويعترض حبًّا في سلطان أو مصلحة كانت قد ضُيِّعَتْ عليه؟!


نقول:بلى؛ كان هناك كثير من الناس من أصحاب المصالح، الذين كان لهم أعوان كثيرون أرادوا أن يثوروا على حكم الإسلام؛ ليسترجعوا مجدهم، ويُحَقِّقوا مصالح كانت لهم، أمَّا لماذا لم يثوروا؟ فالجواب عندهفي قوله: {لأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَفْقَهُونَ}[الحشر: 13].



فلقد كانت للمؤمن زمنَ الفتوحات رهبة في قلوب النصارى واليهود، وفي قلوب المشركين بصفة عامَّة، فاللهيُلقي على المؤمن جلالاً ومهابةً؛ فيخافه القريب والبعيد، يقول:«نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ»[3].ويقول: {فَأَتَاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ}[الحشر: 2].



ولم يكن هذا الرعب بسبب بشاعة في الحرب، أو إجرام منقطع النظير، إنما كان هبة ربانية لجند اللهولأوليائه، فلم تكن حرب الإسلام إلاَّ رحمةً للناس كل الناس؛ فها هو ذاكما جاء في الحديث الشريف عن بُريدة t حين كان يُوَدِّع الجيوش فكان يخاطبهم؛ قائلاً: «اغْزُوا بِاسْمِ اللهِ، فِي سَبِيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللهِ، اغْزُوا وَلاَ تَغُلُّوا، وَلاَ تَغْدِرُوا، وَلاَ تُمَثِّلُوا، وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا»[4].

وفي رواية: «وَلاَ تَقْتُلُوا شَيْخًا فَانِيًا وَلاَ طِفْلاً صَغِيرًا وَلاَ امْرَأَةً»[5].



فأين هذا من حروب غير المسلمين مع المسلمين؟! أين هذا مِن قَتْلِ مائتي ألف مسلمٍ من المدنيين في البوسنة والهرسك وكوسوفا؟!أين هذا من فِعْل الروس في الشيشان، وفِعْل الهنود في كشمير، وفِعْل اليهود في فلسطين، وفِعْل أميركا فيأفغانستان والعراق؟!



فرغم أن الرهبة والرعب أُلقِيَ في قلوب الأعداء، إلاَّ أن حروب المسلمين كانت رحمة للعالمين؛ حتى لقد سَعِدَ الذين لم يدخلوا في الإسلام من اليهود والنصارى في ظلِّ حكم الإسلام أيما سعادة؛ عملاً بقوله: {لاَ يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}[الممتحنة: 8].



فقد تُركَتْ لهم كنائسُهم، وكان لهم قضاءٌ خاصٌّ بهم، ولم يُفَرَّق بين مسلم ونصراني ويهودي في مظلمة؛ فكان العجب حقًّا أن يثوروا، العجب كل العجب أن ينقلبوا على الإسلام، والعجب كل العجب أن يرفضوا حكم الإسلام وقد جاء من عند حكيم خبير، يَعْلَمُ ما يُصلِحُ كونَه وأرضه وعبيده؛ {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ}[غافر: 19].



ثالثًا: تساؤل البعض عن عوامل الهزيمة في بلاط الشهداء؛ إذ كيف تتعلق قلوب هذا الجيل القريب من عهد رسول الله r وصحابته -وهو جيل التابعين أو تابعي التابعين- بالغنائم وحب الدنيا؟! وكيف تظهر فيهم هذه العنصرية القبلية؟!


وللإجابة على الشقِّ الأول من هذا السؤال، نقول: إذا كانت هذه العوامل قد حدثت في سنة 114هـ=732م فإنها قد حدثت مع الصحابة y في عهد الرسولسنة3هـ=625م وذلك في غزوة أُحُد، والتي نزل فيها قولهمخاطبًا الصحابة: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآَخِرَةَ}[آل عمران: 152]، وكأنَّ غزوة أُحُدٍ تُعيد نفسَها من جديد في بلاط الشهداء.



فقد نزلت هذه الآية في الصحابة y حين خالفوا أمر الرسول، ونزل الرماة وتركوا مواقعهم طلبًا للغنيمة، بعد أن تيقَّنوا من النصر، فكانت الهزيمة بعد النصر؛ حتى إن



عبدالله

اللهب



مسعود t قال: ما كنتُ أحسب أنَّ مِنَّا مَنْ يُريد الدنيا حتى نزلت هذه الآية: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآَخِرَةَ}[آل عمران: 152][6].



وهكذا في بلاط الشهداء كانت الغَلَبَةُ للمسلمين في أول المعركة في أول يومين أو أول ثلاثة أيام، ثم لما التفَّ النصارى حول الغنائم يأخذونها -وكان قد وقع حبُّها في قلوب المسلمين- حدث الانكسار في الجيش ثم هُزِمُوا.



يقولابن كثير -رحمه الله- في تفسير قوله: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}[آل عمران: 152]، يقول: {وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ}؛ أي: لم يستأصلكم في هذه الموقعة، وأعطاكم الفرصة للقيام من جديد[7]. وهكذا في بلاط الشهداء، لم يُستَأْصَلِ الجيش الإسلامي، لكنه عاد وانسحب ليقوم من جديد.



وإذا جئنا إلى ما قبل أُحُد، وإلى الرَّعيل الأول من الصحابة y في غزوة بدر وجدنا -أيضًا- صورةً من صور بلاط الشهداء، وذلك حين انتصر المسلمون ثم اختلفوا على الغنائم؛ حتى إن سورة الأنفال التي نزلت بعد ذلك تُعَظِّم من هذا النصر المجيد قد بدأت بقوله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ للهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [الأنفال: 1].وهو كلام له وَقْعُ السِّهَام على الصحابة، لكنه أمر قد حدث وهو أصيل في النفس البشرية.



ومن هنا فما حدث في بلاط الشهداء ليس بجديد؛ لأنه من عيوب النفس البشرية، وقد حدث مثله في بدر وفي أُحُد، لكن كان هناك اختلافٌ؛ فالرسولبعد غزوة أُحُد تدارك الأمر بسرعة؛ فحمَّس المسلمين على الجهاد، وذكَّرهم بالآخرة حتى قاموا في حمراء الأسد[8]، فكانت الغلبة وردُّ الاعتبار، أمَّا بعد بلاط الشهداء فلقد قام بالفعل رجل من المسلمين هو عقبة بن الحجاج -رحمه الله-، يُحَمِّسهم ويُشَجِّعهم، إلاَّ أنه لم تحدث موقعة بعد بلاط الشهداء كموقعة حمراء الأسد بعد أُحُد -يسترد فيها المسلمون اعتبارهم وثقتهم بأنفسهم.



كذلك اختلف الفريقان في أن معظم جيش المسلمين في بلاط الشهداء لم يرجع عن حبِّه للدنيا وتعلُّقه بها، أمَّا في أُحُد فقد قال عنهم: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآَخِرَةَ}[آل عمران: 152]؛ ولذلك لم يَعُدِ المسلمون بعد بلاط الشهداء كما عادوا بعد أُحُد مباشرة.



ومن أَوْجُهِ الشبه الكبيرة -أيضًا- بين أُحُد وبلاط الشهداء أنه عندما أُشيع خبر وفاة الرسولفي أُحُد حدث الانكسار[9]، وانهزم المسلمون وفرُّوا، وكذلك بالنسبة لبلاط الشهداء، فحينما قُتِلَ عبدُ الرحمن الغافقي -رحمه الله- انسحب المسلمون، وانكمشوا على أنفسهم إلى الداخل، وهنا تكمن العبرة والعِظَة من أحداث المسلمين المتكرِّرة وشديدة التشابه.



مشكلات القومية والعنصرية


وهي الشق الثاني من السؤال، وكسابقتها فإن مسألة القومية والعنصرية كانت قد ظهرت -أيضًا-في عهد الرسول، وهذا لا يُعَدُّ قَدْحًا في هذا العهد أو في هؤلاء الصحابة، بقدر ما هو بيانٌ لأمور فُطِرَت وجُبِلَت عليها النفسُ الآدمية، لكن فرقٌ بين أن تعود هذه النفس إلى طريق بارئها وبين أن تتمادى في غيِّها.

ولعلَّنَا نذكر هنا تلك الحادثة المشهورة التي حدثت بين أبي ذرٍّ tوبين بلال بن رباح t؛ حين عيَّره أبو ذرٍّ بأُمِّه في خلاف بينهما؛ قائلاً لبلال:يابن السوداء.

فذهب بلال إلى رسول اللهمغاضبًا يحكى له ما حدث، فما كان من الرسولإلاَّ أن غضب غضبًا شديدًا، وقال لأبي ذرٍّ:«طَفُّ الصَّاعِ[10]، إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ، إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ[11]، جَعَلَهُمُ اللهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلْ وَلْيُلْبِسهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلاَ تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ»[12].



والعبرة هنا بردِّ فعل أبي ذرٍّ tحيال هذا الغضب من رسول الله، وحيال هذا الذنب الذي اقترفه، فما كان من أبي ذرٍّ إلاَّ أن وضع رأسه على التراب مُصرًّا على أن يطأ وجهَه بلالٌ t بقدمه؛ حتى يُكَفِّر عن خطيئته تلك، وكان رَدُّ فعل بلال tأن غفر لأبي ذرٍّ، ورفض أن يطأ وجهه، وقد حدث مثل هذا -أيضًا- بين الأوس والخزرج، حين فَتَنَ بينهم شاسُ بن قيس، فقالت الأوس: يا لَلأَوس. وقالت الخزرج: يا لَلْخَزرج. وحينها قال الرسول: «اللهَ اللهَ! أَبْدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرْكُمْ، دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ [

13].



وليس أدل على تلك القَبَلِيَّة مما حدث بمجرَّد وفاة الرسولمن فتنة بني حنيفة، واجتماع الناس حول مُسَيْلِمَة الكَذَّاب، حتى سُئِلَ رجلٌ من أتباع مُسَيْلِمَة: أتعلم أن محمدًاصادق ومسيلمة كاذب؟ فأجاب قائلاً: والله أعلمُ أنَّ محمدًا صادق، وأن مسيلمةَ كاذب، ولكنَّ كاذب بني ربيعة، أحبُّ إليَّ من صادق مضر[14].هكذا كانت النظرة قَبَلِيَّة تمامًا في نظر هذا الرجل، ولو لَمَسَ الإيمانُ قلبَه ما قال مثل قولته هذه.



إذًا فقد ظهرت العنصرية والقبلية منذ عهد رسول الله، إلاَّ أن الرسولكان يتدارك هذا الأمر بسرعة، ويُحَفِّز الناس بالإيمان ويُقَرِّبهم إلى ربهم، ويُذَكِّرهم بالآخرة: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}[الذاريات: 55]. فسرعان ما يتجاوزون ما حدث ولا يعودون، متذكِّرين قولهفي كتابه الكريم: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ(101) فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ} [المؤمنون: 101- 103].






[1] مجهول:أخبار مجموعة ص17، وابن عذاري: البيان المغرب 2/6، والمقري: نفح الطيب 1/254.


[2] مجهول:أخبار مجموعة ص24.


[3] البخاري:كتاب التيمم 328 عن جابر بن عبد الله، ومسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة 521.


[4] مسلم: كتاب الجهاد والسير، باب تأمير الإمام الأمراء على البعوث ووصية إياهم بآداب الغزو وغيرها، 1731.


[5] أبو داود: كتاب الجهاد، باب في دعاء المشركين 2614 عن أنس بن مالك.


[6] الطبري:جامع البيان في تأويل القرآن 7/294، وابن كثير: تفسير القرآن العظيم 2/136.


[7] ابن كثير:تفسير القرآن العظيم 2/133.


[8] ابن عبد البر القرطبي: الدرر في اختصار المغازي والسير 1/167، وابن كثير:السيرة النبوية 4/52.


[9] ابن كثير:السيرة النبوية 1/158.


[10] طَفُّ الصاع: أي كلكم قريبٌ بعضُكم من بعض؛ فليس لأحد فضْلٌ على أحد إلا بالتقوى؛ لأَنَّ طَفَّ الصاع قريب من ملئه، انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة طفف 9/221.


[11] خولكم:خدمكم، انظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 1/115.


[12] البخاري:كتاب الإيمان، باب المعاصي من أمر الجاهلية، ولا يكفر صاحبها بارتكابها إلا بالشرك30، ومسلم: كتاب الأيمان والنذور، باب إطعام المملوك مما يأكل... 1661.


[13] البخاري:كتاب التفسير، باب سورة المنافقون 4624 عن جابر بن عبد الله، ومسلم: كتاب البر والصلة والآداب، باب نصر الأخ ظالمًا أو مظلومًا 2584.


[14] الطبري:تاريخ الأمم والملوك 2/277، وابن كثير: البداية والنهاية 6/360.

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

لماذا لم يقمْ أهل الأندلس بالثورات رغم ضآلة الحاميات الإسلامية في الأندلس؟ Empty رد: لماذا لم يقمْ أهل الأندلس بالثورات رغم ضآلة الحاميات الإسلامية في الأندلس؟

مُساهمة من طرف الاشبيلي الأربعاء فبراير 29, 2012 8:21 pm

بارك الله فيك
صحيح لم يقوموا بالثورات لانهم وجدوا في سماحة وعدل الاسلام ما يغنيهم عن ظلم وطغيان ملوك القوط
الاشبيلي
الاشبيلي
مشرف عام
مشرف عام

عدد المساهمات : 528
تاريخ التسجيل : 15/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

لماذا لم يقمْ أهل الأندلس بالثورات رغم ضآلة الحاميات الإسلامية في الأندلس؟ Empty رد: لماذا لم يقمْ أهل الأندلس بالثورات رغم ضآلة الحاميات الإسلامية في الأندلس؟

مُساهمة من طرف ريانية العود الأربعاء فبراير 29, 2012 10:56 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى