الإكوادور .. بداية عهد إسلامي جديد (محمود بيومي )

من طرف **الاشبيلي** الإثنين فبراير 21, 2011 8:31 pm

إكوادور .. هي إحدى دول أمريكا الجنوبية .. وقد عرفت بهذا الاسم نسبة إلى خط الاستواء .. فإكوادور باللغة الأسبانية معناها " الاستواء" .. وكانت هذه الدولة جزءا من امبراطورية الهنود الحمر .. وقد هاجر إليها عدد من مسلمي الأندلس منذ خمسة قرون .. لكنهم لم يجهروا بعقيدتهم الإسلامية بسبب وقوع إكوادور في قبضة المستعمر الأسبانى في الفترة من 1532 ميلادية وحتى عام 1821 ميلادية .

الدولة والناس

وتطلّ " إكوادور" من ناحية الغرب على المحيط الهادي .. وتحدّها من الشرق والجنوب : جمهورية " بيرو" .. ومن الشمال : كولومبيا .. وتبلغ مساحة إكوادور 283 ألف و561 كيلو متراً مربعاً .. وعاصمتها هي مدينة " كيتو" .. والعملة المتداولة هناك اسمها " سوكر" .
وقد انضمت إكوادور إلى دولة كولومبيا في عام 1822 ميلادية – أي بعد استقلالها عن أسبانيا بعام واحد – ثم انفصلت عن كولومبيا في عام 1830 ميلادية .. وقد تقلصّت مساحة إكوادور حيث ضمت بعض أراضيها إلى " بيرو" بسبب الحروب التي دارت بينهما .. إلى أن تم التوقيع على معاهدة بين البلدين لإنهاء الحروب .. وذلك في عام 1942 ميلادية .. وقد انضمت إكوادور إلى الأمم المتحدة في 21 ديسمبر عام 1945 ميلادية .

عربي يتولى الرئاسة

وأغلب سكان إكوادور من الهنود الحمر .. إذ يشكلون نسبة 60% من إجمالي عدد السكان البالغ قدرهم نحو 12 مليون نسمة .. وهناك نحو 30% من السكان خليط من الأسبان والهنود الحمر.. كما توجد هناك أقلية أسبانية وأقلية من أصل أفريقي .. ويبلغ عدد المسلمين في إكوادور أكثر من 350 ألف نسمة يعيشون في العاصمة " كيتو" وبعض المدن الأخرى .. كما توجد في إكوادور جالية عربية لها ثقل اقتصادي ووزن سياسي كبير .
وقد فاز عربي من أصل لبناني بمنصب رئيس جمهورية إكوادور في الانتخابات التي أجريت هناك .. وقد أوردت مصادر المركز الإسلامي في العاصمة " كيتو" .. أن الرئيس الإكوادوري الجديد – العربي الأصل – قد نجح في الانتخابات بسبب دعوته إلى محاربة الرذائل والتصدي لانتشار الربا في المعاملات الاقتصادية .. ودعوته إلى احتشام النساء في ملابسهن .. وإصراره على مكافحة الإرهاب ومحاربة الفساد وعلاج الفقر الذي يعاني منه نصف سكان إكوادور .
وقد أعرب سكان لبنان عن فرحتهم لتولي عبد الله أبو كرم – اللبناني الأصل – رئاسة جمهورية الإكوادور .. وقد شهدت قرية " وجه الحجر" في لبنان – التي تبعد عن بيروت بحوالي 80 كيلو متراً – احتفالات سجلتها وسائل الإعلام العالمية .. لأن الرئيس من أبناء هذه القرية اللبنانية .

إقامة المراكز الإسلامية

وبالرغم من أن دستور إكوادور ينص على حرية العقيدة واحترام الأديان والأنبياء – عليهم السلام – إلاّ أن نصيب المسلمين في إقامة مؤسساتهم الدينية كان قليلاً .. حيث لم يتمكن المسلمون إلاّ من إنشاء جمعية إسلامية واحدة هي جمعية خالد بن الوليد في العاصمة .. وإقامة مركز إسلامي في ذات المدينة .
وأشارت مصادر الجمعية الإسلامية في مدينة " كيتو" العاصمة .. أن الرئيس الجديد وافق على مطالب المسلمين بتخصيص قطعة أرض لإنشاء مركز إسلامي جديد في العاصمة .. ومركز إسلامي آخر في مدينة " جويا كيل" التي تعتبر من أهم موانئ إكوادور .. وإقامة مساجد في المدن التي يعيش فيها المسلمون .

مؤتمر إسلامي

وقد أفادت مصادر المركز الإسلامي في كيتو .. أنه سيتم عقد مؤتمر إسلامي كبير في العاصمة .. لمناقشة أحوال المسلمين في إكوادور واقتراح السبل الكفيلة بالتعريف الأمثل بحقائق وهدايات الدين الإسلامي الحنيف .. ويشارك في هذا المؤتمر رؤساء المراكز الإسلامية في الأمريكتين ودول البحر الكاريبي .. وكبار علماء الإسلام في بلدان العالم الإسلامي والعربي .
كما أعلنت الجمعية الإسلامية في إكوادور إنشاء عدد من المساجد والمدارس القرآنية في البلاد .. وقد أجرى قادة العمل الإسلامي في إكوادور لقاءات مع سفراء الدول الإسلامية والعربية هناك .. للحصول على دعم لإقامة المؤسسات الإسلامية الدعوية والتعليمية .

مخطوطات إسلامية

كما كشفت بعض الأسر المسلمة في إكوادور عما لديها من مخطوطات إسلامية نادرة .. حملها المسلمون الأول إلى هناك ومن أهمها المصاحف الشريفة وكتب الحديث النبوي الشريف وعلوم القرآن الكريم وبعض دواوين الشعر التي تتضمن قصائد في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم .. وقد دونت هذه المخطوطات باللغات العربية والأسبانية التي وضعها مسلمو الأندلس الذين هاجروا إلى إكوادور منذ خمسة قرون .. وبعض الكتب الدينية المدّونة بلغات أفريقية مثل " الهوسا" و"اليوربا" و" الفولاني" .
وأوضحت مصادر الجمعية الإسلامية .. أن الأسر المسلمة قد توارثت هذه المخطوطات لعدة قرون وحافظت عليها .. وقد آن الأوان لتحقيقها ونشرها وترجمتها .. وإنشاء مكتبة إسلامية خاصة بهذه المخطوطات النادرة .. وتوقعت ذات المصادر أن أعداد المسلمين سوف تتزايد في السنوات القليلة القادمة .. حيث توجد هناك العديد من الأسر ذات أصول إسلامية ولابد لها أن تدرك حقيقة هدايات الدين الإسلامي الحنيف .. وفي مقدمة هذه الأسر الذين وفد أجدادهم من الأندلس بعد انهيار الحكم الإسلامي هناك .

صحيح التاريخ الإسلامي

ووفقاً لما تضمنته المخطوطات الإسلامية من معلومات نادرة عن المسلمين الأول الذين هاجروا إلى إكوادور .. سيتم تصحيح تاريخ الإسلام هناك .. حيث أن السائد في إكوادور أن بداية الوجود الإسلامي ترجع إلى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي .. في حين أن مسلمي الأندلس الذين هاجروا إلى إكوادور منذ خمسة قرون.. هم البداية الصحيحة والثابتة تاريخياً وهم أصل التواجد الإسلامي وباكورة المجتمع الإسلامي في إكوادور .. التي تشهد حالياًَ صحوة إسلامية معاصرة التي تضع نصب مسيرتها الاهتمام بتربية النشء المسلم تربية إسلامية صحيحة .. وإبراز معالم الهوية الإسلامية في إكوادور .