إمكانية استخدام مخلفات النخيل في تغذية الحيوانات

د/ عزالدين ادم بابكر
إدارة الثروة الحيوانية- وزارة الزراعة
محاضرة مقدمة ضمن نشاط منتدى القصيم الزراعي الثاني
28/5/1432هـ
النخل في القران الكريم
(وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِياًّ) [مريم آية: (25)].
(وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكاً فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الحَصِيدِ * وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ) [ق الآيتين : (9
، 10)]. (فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ) [الشعراء الآيتين: (147 ، 148)].
مقدمة

إن تطور صناعة أعلاف الحيوان واستعمال مختلف المواد العلفية أدي إلى التعرف إلى المزيد من المواد التي يمكن أن تدخل ضمن مكونات العليقة الحيوانية والاستفادة منها من اجل رفع الإنتاج الحيواني والاستغلال الأمثل للمواد العلفية المختلفة لتوفير البروتين الحيواني.
أن اقتصار صناعة الأعلاف على جزء معين من المواد الأولية المستوردة أدي إلى ارتفاع أسعار اللحوم متأثراً بالأزمة العالمية لهذا كان لازما على الباحثين والتقنيين والمربين البحث عن البديل المتوفر محليا الذي يمكن استعماله كعنصر أساسي في أعلاف الحيوان دون ضرر يذكر.
زراعة النخيل بالمملكة

تعتبر زراعة النخيل في مجتمع المملكة العربية السعودية ذات أهمية خاصة ليس فقط كمصدر للغذاء ولكن لارتباطها بعادات وتقاليد وقيم اجتماعية توارثتها الأجيال ، مما جعل للنخيل نظرة تقدير خاصة في المملكة لذلك أعتبرت شعاراً لها وتجسيداً عملياً لمكانتها ولتآلفها مع البيئة المحلية. حيث لا تخلو حديقة أو شارع من النخيل بأنواعه المختلفة الإنتاجية والتزيينية

انتشرت أشجار النخيل في العالم وأصبح عددها أكثر من 96 مليون نخلة تقريباً، ويكثر النخيل في السعودية والعراق وإيران ومصر ، أما المغرب العربي ففي الجزائر، المغرب وتونس وعموماً فإن معظم النخيل المتواجد في العالم يتواجد في العالم العربي والإسلامي ويقدر بحوالي 97.8%.

تقدر مساحة الأراضي المنزرعة بالنخيل في المملكة العربية السعودية حوالي 149 ألف هكتار و تنتج حوالي 941 ألف طن من التمور
الأهمية الاقتصادية و التركيب الكيميائي
يوجد في ثمار النخيل إضافة للمواد السكرية كميات جيدة من الفيتامينات الذائبة في الماء مثل ( الثيامين – الريبوفلافين – حامض الفوليك ) وكميات قليلة من حامض الاسكوربيك(فيتامين هـ) وفي دراسة عن تركيب الثمار وجد فيها مايلي ( على أساس الوزن الجاف ) :
-** نشا ( 20.64 % ) .
-** سكريات غير مختزلة ( 1.98% ) .
-** سكريات مختزلة ( 2.46% ) .
-** دهون (9.2%) .
-** بروتين (6.43% ) .
بالإضافة للعناصر التالية : الزنك والبوتاسيوم والصوديوم والنحاس والكالسيوم والفسفور وكلوريد المنجنيز والحديد ، بالإضافة للقيمة الغذائية للثمار . وتستعمل الأوراق لصناعة الحصر والسلال والأقفاص والمكانس وغيرها من الصناعات.
مخلفات النخيل المستغلة كعلف في المملكة
مخلفات صناعة و تعبئة التمور
الأصناف الرديئة الغير مرغوبة من المستهلك
التمور المتبقية نهاية كل موسم و التي لم يتم تسويقها حيث يمكن إعادة تسويقها بأسعار زهيدة للطن في الأسواق المركزية.
سعف النخيل
التمور و مخلفات التمور
التمور و هي ناتج* عملية الفرز بعد عملية الجني وهي عبارة عن تمور ذات نوعية رديئة وغير قابلة للتسويق من اجل الاستهلاك الآدمي( كالمسوسة ،الخلال ،الخسيان ،البلح والتمور المصابة) *التي يمكن* إعادة تدويرها في العليقه الحيوانية والاستفادة منها .
التمور و مخلفات التمور
كمية التمور الرديئة السنوية الغير صالحة للاستهلاك الآدمي تبقي غير ثابثة* فهي تختلف من سنة الى اخرى و يمكن تقدير كمياتها بحوالي 20-30% من الانتاج السنوي للتمور.
استخدام التمور في علائق التسمين
تم استخدام التمور في علائق حملان و عجول التسمين في العراق منذ العام 1956م و تم التوصل إلى نسب مسحوق التمر بالنوى و بدون نوى كما يلي:
علائق تسمين الحملان:-70% مسحوق التمر بالنوى أو 85% مسحوق النوى كحد أعلى.

علائق تسمين العجول:-50% مسحوق التمر بالنوى أو 65%مسحوق النوى كحد أعلى
يجب إضافة مصدر بروتيني في هذه العلائق و نسبة 15-17% من الشعير.
نوى التمر
نوى التمر هو عبارة عن بذور ثمار التمر سواء طازجة أو جافة أو نصف جافة وقد يكون صحيحاً أو مجروشاً خاليا من العفن والمواد الغريبة.
يعتبر غـذاء جيد غني بالطاقة لا تقل نسبة البروتين الخام فيه عن 7% ، ولا تزيد نسبة الرطوبة عن 8% ، كما لا تزيد نسبة الألياف الخام عن 40% ،و لا تزيد نسبة الرماد الخام عن 9%
يعتبر نوى التمر أحد المخلفات الرئيسية لتصنيع التمور للاستهلاك الآدمي.* وكمياتها تقدر بآلاف الأطنان سنوياً . وقد بدأ مؤخراً استخدام تلك المادة كعلف حيواني في العلائق المركزة للمجترات، أو كأعلاف تكميلية لحيوانات المراعي بعد أن أثبتت الدراسات احتوائها علي نسبة عالية من الطاقة الغذائية تعادل تقريباً الطاقة الموجودة في المصادر العلفية التقليدية كالذرة و الشعير والنخالة.
يمثل النوى حوالي 10-20% من الثمرة و بالتالي يمكن توفير كميات كبيرة منه
. نوى التمر مادة غنية بالكربوهيدرات وإلي حد ما بالدهون والبروتين. ولهذا اهتم به علماء التغذية كأحد البدائل في علائق الحيوانات وكانت العقبة الأولي في استخدامه هو صلابة النوى وكيفية تجهيزه للحيوان في صورة سهلة التناول وكانت الصورة المنطقية لتجهيزه هي الجرش(التكسير) ولكن يحتاج ذلك إلي مجارش(مطاحن أو مكسرات) من نوع خاص تتحمل صلابة النوى والتي ينتج عنها النوى بأحجام تتراوح بين 2-4 ملليمتر وهو الحجم المناسب لاستهلاكه
كيفية معاملة نوي التمر
لجأ بعض المربين في البلاد العربية التي يوجد بها النوى إلي طريقة سهلة وهي نقع النوى في مجرى مائي لمدة 4-7 أيام يتحول بعدها النوى إلي صورة طرية سهلة الاستهلاك كما أجريت محاولات أخرى تجريبية وتتلخص في تحميص النوى أولا ثم إجراء عملية الجرش بالمجارش العادية ولكن وجد أن هذه المعاملة تقلل من القيمة الغذائية للنوى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
اثر استخدام نوى التمر على التسمين
ثبت من الدراسات أن لنوى البلح تأثيراً إيجابياً علي معدلات الزيادة الوزنية لحيوانات التسمين، ويرجح أن يكون لذلك علاقة بوجود بعض هرمونات النمو في مادة النوى، وهذه تساعد في زيادة معدلات نمو الحيوان عن طريق زيادة مستوى الأحماض الامينية بالدم والإسراع في دخول تلك الأحماض إلي الأنسجة المختلفة بالجسم. كما لوحظ أن لنوى التمر تأثيره الهرموني علي أداء العمليات التناسلية في إناث الحيوانات حيث يساعد في تنبيه عضلات الرحم وتسهيل عملية الولادة في حالة أن تكون نسبته في حدود لا تتجاوز 25% من مجموع العليقة المركزة للحيوان. أما بالنسبة لتغذية الدواجن فلم تثبت حتى الآن أية نتائج إيجابية لاستخدام نوى البلح في هذا المجال، وذلك لاحتواء تلك المادة علي نسبة عالية من الألياف الخام تتراوح ما بين 15-20% مما يحد من استخدامها للدواجن نظراً لتأثير نسبة الألياف العالية علي معدل استهلاك الطاقة الغذائية والاستفادة منها في أغراض النمو وإنتاج البيضأجريت تجارب عديدة في هذا المجال لتسمين الخرفان الصغيرة* وتغذية النعاج خلال فترة التلقيح والحمل واستعمل في ذلك علائق مخلوط بها النوى مع المولاس واليوريا وقد بلغت نسبته في تلك العلائق حوالي 40-45% من مخلوط العلف المركز المستخدم وأثبتت هذه العلائق فائدتها في الأغراض التي استعملت من أجلها مما نتج عنه توفير مخلوط في تكاليف التغذية ويظهر ذلك بصورة أوضح كلما كان عدد الأفراد في القطيع أكبر
دبس التمر
هو عبارة عن عصير ثمر التمر و عجينة التمر الناتجة عن عمليات التصنيع و يحتوي على نسبة جيدة من المواد السكرية و الألياف الخام.
يمكن استخدامه كمصدر للطاقة يماثل المولاس
يمكن استخدامه كبيئة تخمر لإنتاج البروتين وحيد الخلية
من عيوبه ارتفاع سعره مقارنة بمولاس القصب أو السكر
سعف النخيل
يتم الحصول عليه بعد عملية التقليم.
يقدر عدد السعف المقلم سنوياً في حدود 8-12 جريدة /نخلة يصل وزنها 35 كجم من الجريد الجاف و تحمل كل سعفة حوالي 120- 240 خوصة.
يمكن الاستفادة من حوالي 328 ألف طن من سعف النخيل الجاف سنوياً في تغذية الحيوان في المملكة العربية السعودية.
التركيب الكيميائي للخوص و السعف مقارنة بالرودس
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الأهمية الغذائية لسعف النخيل
أثبتت التجارب و الأبحاث أن محتوى سعف النخيل من البروتين الخام ،المستخلص الخالي من النيتروجين و الرماد يماثل ما يحتويه قش القمح .
أوراق سعف النخيل تحتوي على كميات كافية من الألياف الخام (السيليلوز و اللجنين )مما يجعلها مصدراً جيداً للطاقة اللازمة للحيوانات المجترة إلا أنها تحتاج لمعاملات كيميائية لهضم و تكسير اللجنين.
معدل الزيادة في الوزن و معامل التحويل الغذائي في أغنام تمت تغذيتها على سعف النخيل كانت اكبر في قيمتها عند تغذيتها بتبن القمح
الاستهلاك و معدل النمو و كفاءة الاستفادة من مخلفات النخيل و المخلفات الأخرى بالنسبة للأغنام
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
المصدر: مدينة الملك عبد العزيز (1992)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الخلاصة و التوصيات

العمل على استغلال المخلفات و النواتج الثانوية للعمليات الزراعية و التصنيعية المحلية في توفير و تصنيع الاعلاف.
تنوع مخلفات النخيل من تمور و نوى و سعف يجعلها البديل المحلي الواعد للأعلاف المالئة و المدخلات العلفية الأخرى عالية التكلفة.
إيجاد طريقة علمية لإدخال التمور و مخلفاتها كأعلاف للأغنام و الأبقار
استخدام التمور و مخلفاتها في صناعة الأعلاف يحقق زيادة في العائد الاقتصادي للقطاع الخاص و أصحاب مزارع النخيل.
إمكانية استغلال التمر بالنوى كمصدر جيد للطاقة بنسبة تتراوح بين 15-40%في علائق الشعير لتسمين الحملان مما يقلل من كمية الشعير المستهلكة و تقل تبعاً لذلك كميات الشعير المستوردة من الخارج