أمريكا توقعت تخلي الجزائر عن ''محاربة القاعدة'' بعد انقلاب مالي

منسق مكافحة الإرهاب دانييل بنجامين يتحدث عن سوء تقدير ثورة ليبيا
أمريكا توقعت تخلي الجزائر عن ''محاربة القاعدة'' بعد انقلاب مالي



27-04-2012 الجزائر: عاطف قدادرة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



أفاد مسؤول أمني أمريكي كبير أن تواجد عناصر ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' في مناطق بشمال مالي ''مؤقت''، دون أن يشرح معنى هذا الوصف. وثمّن المسؤول الأمريكي إصرار ''دول الساحل الأربع، بينها الجزائر، على مواصلة محاربة الإرهاب رغم الانقلاب العسكري'' الذي أطاح بالرئيس المالي السابق.
قدّرت الاستخبارات الأمريكية أن الأحداث الأخيرة في مالي سمحت بـ''تواجد مكثف لتنظيم ''القاعدة'' في المدن الشمالية من مالي، ولكن ذلك ''مؤقتا''، وجاء هذا التوصيف على لسان المنسق الأمريكي لمحاربة الإرهاب دانييل بنجامين في جلسة استماع للجنة الشؤون الخارجية للكونغرس الأمريكي قائلا: ''للمرة الأولى هناك تواجد كبير لتنظيم القاعدة في المدن المالية الشمالية الكبرى، ونعتقد أن ذلك سيكون مؤقتا، وأن التنظيم سيعود إلى وكره في الصحراء في جبال تيغاغارا شمال مالي''.
وتحدث المسؤول الأمريكي عن سوء تقدير أمريكي لتبعات الوضع في ليبيا على جميع دول شمال وغرب إفريقيا، واستجدت عوامل متعددة خلال السنوات الماضية أدت إلى خلق فرص جديدة ومقلقة لبعض المجموعات الإرهابية خاصة في الساحل وغرب إفريقيا والقرن الإفريقي. ومن بين هذه العوامل الاضطراب الذى خلقه خلع النظام الليبي السابق الذى تخطى حدود البلاد، وأثر بشكل عميق على أجزاء من شرق وغرب إفريقيا.
وأكد المتحدث أن فقدان الأسلحة وعودة المهجرين والمرتزقة إلى بلادهم عبر الساحل قد زاد بشكل كبير من الضغوط الداخلية التي تشهدها هذه الدول، وأوضح: ''الانقلاب في مالي قد خلقته هذه الأحداث، وقد أدى إلى فراغ في شمال البلاد، ما وفر للقاعدة في بلاد المغرب حرية أكبر في تحركاتها''. أما التبعات على مالي تحديدا فقال ''العمليات التي قامت بها حركة تحرير الأزواد لاحتلال المدن الكبرى والفصيل المنشق ''أنصار الدين''، قدموا وضعية سمحت لتنظيم القاعدة بالتحرك بحرية أكبر وبالوصول إلى المصادر بأكثر سهولة.. القاعدة استفادت كذلك من قدرة كبيرة على إيجاد الأموال''.
وفي هذا الشأن تساءل بنجامين، وهو من أكثر المسؤولين الأمنيين الأمريكيين ترددا على الجزائر في السنوات الأخيرة: ''إذا كان لتنظيم القاعدة منذ زمن طويل تطلعات إقليمية مشكوك فيها، وإن كان رؤساؤه يأملون في الاستفادة من اللااستقرار الحالي في شمال غرب إفريقيا، فكيف سيستغلون التطورات الأخيرة في المنطقة؟''.
ولمّح المسؤول الأمريكي لسيناريو كان يتصوره البعض بسقوط فكرة التنسيق الأمني بين كل من الجزائر ومالي والنيجر وموريتانيا بمجرد حدوث الانقلاب على رئيس مالي السابق ''بالرغم من الانقلاب الأخير في مالي''، تحتفظ الجزائر وموريتانيا والنيجر بإرادة سياسية قوية في محاربة الإرهاب. وقال إن هذه الدول ''تحصلت على نتائج حقيقية ضد تنظيم القاعدة''. ولفت المسؤول الأمريكي أمام الكونغرس، إلى حرص الحكومة الأمريكية على ''أخذ هذا الخطر بعين الاعتبار وتواصل جهودها من أجل محاربته''.
واعتبر بنجامين أن ''الثغرات في الحدود التي تعاني منها إفريقيا والإمكانيات المحدودة في مجال المراقبة خلقت الفرصة للجماعات المسلحة مثل تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وحركة بوكو حرام والشباب في الصومال لتوسيع علاقاتها وتدريبها وتصدير التخطيط الإرهابي''.
وأضاف أن ''الحكومة الأمريكية عازمة على مساعدة بلدان المنطقة على عكس هذا التوجه والعمل من أجل القضاء على هذا الخطر، من خلال تعزيز طاقاتها والوقاية ضد تجنيد الإرهابيين وعرقلة حرية تنقلهم والوقاية من هجومات أخرى''، وقال إن بلاده تقر أن ''الإجراءات العسكرية لن تكفي للقضاء على التهديد الإرهابي في المنطقة، وأنه عليها مساعدة هذه البلدان لتعزيز مؤسساتهم المدنية وترقية سيادة القانون ومواجهة كل ما يغذي الإرهاب والتطرف''

أكاليل الزهر أنثرها في صفحتك
مع خالص تحياتى وفائق تقديري