الزاوية المختارية بأولاد جلال في بسكرة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



تُعد الزاوية المختارية بمدينة أولاد جلال بولاية بسكرة، إحدى الزوايا العريقة التابعة للطريقة الرّحمانية، أسّسها الشيخ المختار بن عبد الرّحمان الجلالي الّذي يعتبر من رجالات العلم والتصوف والجهاد بالجزائر سنة 1815م بأمر من شيخه محمد بن عزوز.
عرفت هذه الزاوية شهرة واسعة في ظرف وجيز وأمّها الطلبة من جميع جهات الوطن، وكان لها دور بارز في تحفيظ القرآن الكريم وتدريس العلوم الشّرعية ونشر الطريقة الرّحمانية وتربية النشء على المبادئ والقيم الإسلامية وإيواء الفقراء، فضلاً على دورها الجهادي إبان الاحتلال الفرنسي.
ومن أشهر تلاميذ الزاوية، الشيخ محمد الصغير والشيخ محمد بن أبي القاسم مؤسّس زاوية الهامل بناحية بوسعادة. وإضافة إلى الشيخين المذكورين آنفا نجد الشيوخ بولنوار بن حبوب، محمد بن الزبير، لخضر بن خليف ونعيم النعيمي ومحمد بن العابد السماتي والشهيد قائد الصّحراء عاشور زيان وعبد الرّحمان النعاس والطاهر والحاج الصادق بن سيدي ناجي. أمّا أشهر المدرّسين فيمكن ذكر الشيخ محمد بن الزبير والشيخ العابد بن عبد الله السماتي والشيخ عمر بن الزوايد والشيخ مصطفى بن قويدر مبروكي وغيرهم.
لعبت الزاوية المختارية دورًا بارزًا أثناء الاحتلال الفرنسي وكانت قلعة من قلاع الجهاد والمقاومة، حيث دعا الشيخ المختار إلى الجهاد وساند مقاومة الشريف بومعزة التي استشهد فيها الكثير من أتباع الطريقة الرّحمانية دفاعًا عن مدينة أولاد جلال، كما أرسل الشيخ المختار عددًا من المجاهدين والمؤن لدعم الشيخ بوزيان في ثورة الزعاطشة.
وتعتبر الزاوية المختارية أهم المعالم المعمارية في المدينة القديمة بأولاد جلال، ومازالت صومعتها وهي ما تبقى من البناء الأصلي للمسجد العتيق في ''الرّحبة''، وتعد هذه المنارة العلمية تحفة هندسية تضافرت فيها مهارة البناء وذوق نُحّاة الأعمدة وصانع الزليج. وينتمي البناء إلى الطراز المعماري الإسلامي الصّحراوي، لكنّه ينفرد بخصوصيات ليس لها مثيل، فقبة الزاوية الرئيسية تشبه في تصميمها وإنجازها ضريح سيدي خالد