التضارب الحاصل في مواقف الدول العربية

ترى أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في القاهرة، منار الشوربجي، أن هناك ثلاثة عوامل تفسر التضارب الحاصل في مواقف الدول العربية حيال الثورات التي يعج بها الشارع في كل من تونس ومصر وليبيا والبحرين واليمن.
وقالت الدكتورة منار الشوربجي في اتصال مع ''الخبر'' إن ''الانقسام العربي لم يظهر فقط في الحالتين الليبية والبحرينية، وإنما ظهر أيضا في الحالة المصرية والتونسية من قبل، وتبين أن الموقف العربي لم يكن واحدا في الحالات الأربع ولا حتى في اليمن''. وقدرت أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية أن ''أغلب الأنظمة العربية ترى نفسها الآن عرضة لما يجري في بلدان الجوار، فهذه الأنظمة لديها شكوك حول شرعيتها وبالتالي هي الأخرى معرضة لهذا النوع من الثورات، وهو ما يمكن اعتباره العامل الأول في تباين المواقف العربية''.
أما العامل الثاني الذي يفسر تضارب المواقف العربية حيال ثورات الشعوب، فيتمثل حسب المتحدثة في أنه ''كلما اقترب القمع من الفضيحة الدولية كلما تبرأت الأنظمة العربية ممن يرتكبها، وهنا تظهر الحالة الليبية بقوة، حيث اتفق أغلب حكام العرب على إدانة نظام القذافي عندما قصف مواطنيه بالطائرات''. مضيفة بالقول ''هذه جريمة دولية ضد الإنسانية ولهذا سارعت الأنظمة العربية لإدانتها''. ويتمثل العامل الثالث والأخير الذي يفسر ارتباك الأنظمة حيال ثورات الشعوب في ''وجود تحالفات بعضها تحالفات ثنائية بين الأنظمة، بحيث يلجأ نظام حليف إلى دعم نظام آخر، كما هو بارز في حالة السعودية والبحرين''.
وسألت ''الخبر'' الدكتورة منار الشوربجي عن موقف الإدارة الأمريكية المتذبذب هو الآخر مما يجري في المنطقة العربية فأجابت ''مواقف الإدارة الأمريكية مرتبطة بمدى قوة العلاقة مع الدولة التي تعيش الثورة، حيث رأينا تأييدا أمريكيا قويا لانتفاضة المعارضة في إيران بحكم أن الولايات المتحدة تعادي نظام أحمدي نجاد، لكن أمام الحالة المصرية ظهر التردد الكبير للإدارة الأمريكية في اتخاذ موقف واضح حيال المتظاهرين''.
ورفضت المتحدثة نظرية المؤامرة التي يتحدث عنها كثيرون لتفسير حالة الحراك في الشارع العربي، وأوضحت بالقول ''لا أعتقد أن هناك تحريكا مقصودا على الأقل في الحالة المصرية التي كنت شاهدة عليها، فهي ثورات شعبية انتظرت طويلا، والسؤال الذي يجب أن يطرح هو لماذا تأخرت هذه الثورات وليس لماذا ثارت الآن''.
وتجيب الدكتورة منار على سؤال ''الخبر'' حول مشكلة استنساخ الثورات الشعبية دون مراعاة اختلاف الأنظمة العربية، بالقول ''في الواقع هناك اختلاف بين كل حالة وأخرى، ولا يوجد برأيي استنساخ للثورات وإنما هناك إلهام فقط، وأنا هنا أعترف بأن المصريين استلهموا من الثورة التونسية، وربما الليبيون استلهموا من الثورة المصرية، هذا ما هو حاصل''.

جزاك الله خيرا
وشكرا لك