بحث جاهز حول التكاثر من الناحية التشريحية و الوظيفية

من طرف وفاء الجمعة مايو 20, 2011 10:53 am

التكاثر من الناحية التشريحية والوظيفية

أثبت العلم المعاصر أن الفروق العديدة بين الذكر والأنثى ترجع إلي وجود صبغي مفرد يسمي الصبغي (y) , وإلي زوج من الغدد الصماء تسمي الغدد التناسلية (أو المناسل ) وهما الخصيتان في الذكر , والمبيضان في الأنثى , و في الإنسان يتحدد وراثيا تتمايز الغدد التناسلية الأولية داخل الرحم إلي خصيتين أو مبيضين ..

تبقي الغدد التناسلية بعد الولادة في حالة كمون حتى فترة المراهقة , والتي يبدأ عندها تنشيط الغدد التناسلية بواسطة هرمونات يفرزها الفص الأمامي للغدة النخامية تسمي منشطة المناسل ( (gonadotropins, فتبدأ الغدد التناسلية في إفراز الهرمونات الجنسية :

الخصيتان في إفراز الهرمونات التناسلية الذكرية و التي تسمي منشطات الذكورة ( the androgens ) , و المبيضان في إفراز الهرمونات التناسلية الأنثوية و التي تسمي منشطات الأنوثة ( the estrogens ) .

وهذه الهرمونات الجنسية مختلفة التأثير , فمنشطات الذكورة تسبب الرجولة ومنشطات الأنوثة تسبب التأنث , وإفراز هذه الهرمونات الجنسية يؤدي إلي التغيرات الجسدية والنفسية التي تحدث أثناء المراهقة , وتؤدي أيضا إلي ظهور الصفات المميزة للبلوغ في الذكر أو الأنثى و كذلك بداية الدورات الجنسية في الأنثى و التي يمثلها بداية الحيض ( الطمث).

و التكاثر في الإنسان من النوع الجنسي و يحدث من خلال الإخصاب ( التلقيح) الداخلي , حيث تقترب الأمشاج من بعضها وتندمج مكونة خلية ثنائية الصبغيات ( diploid ) , وهي تحتوي علي مجموعتين كاملتين من الصبغيات تمثل العدد الصبغي المميز للنوع , و هي تسمي بالخلية المخصبة ( الملقحة أو اللاقحة) ( zygote ) , وحسب قواعد علم الأجنة المعاصر تعتبر عملية الإخصاب أول خطوة لإنشاء ( تكوين ) فرد جديد .

الأجهزة التناسلية :

وهي أعضاء وأجزاء الجسم في كلا الجنسين و التي تشارك في عملية التكاثر الجنسي , والأعضاء التناسلية تنشأ من أعضاء أولية متشابهه ثم تتمايز بعد ذلك إلي أعضاء ذكرية أو أنثوية لتكون الجهاز التناسلي , ولذلك نجد لكل عضو في أحد الجنسين عضوا نظيرا له من حيث البنية في الجنس الأخر , و عملية التكاثر في الإنسان تعتمد علي تكامل الأداء بين الأجهزة التناسلية و الجهاز العصبي و تأثير الهرمونات , وبالطبع تختلف الأجهزة التناسلية في الذكر عن الأنثى تشريحيا ووظيفيا:

1- الجهاز التناسلي في الذكر 2- الجهاز التناسلي في الأنثى

الدورات الأنثوية :

يتميز الجهاز التناسلي في الأنثى بحدوث تغيرات دورية منتظمة والتي يمكن اعتبارها إعدادات دورية للإخصاب و الحمل , و هذه التغيرات تحدث بسبب النمو و النضوج الدوري للجريبات الأولية في قشرة المبيض , و تغطي الدورة المبيضية الأحداث الواقعة في المبيض والرحم , وهذه الدورات هي : 1- دورة المبيض 2- دورة الرحم

الجهاز التناسلي في الذكر

1.الأعضاء الجنسية الأولية :

و هما الخصيتان (testes), وهما خارج تجويف البطن و معلقتان داخل كيس من الجلد يسمي الصفن (scrotum ) , و تتحرك الخصيتان قربا أو بعدا من الجسم لتتوفر درجة الحرارة المثالية لعملية الإنطاف ( وهي 36 درجة مئوية ).

و تحتوي الخصيتان علي عروات(loops ) من أنيببات ناقلة للمني ( seminiferous tubules ) شديدة الالتفاف ويوجد حوالي 250 مترا من هذه الأنيبيبات بصورة مكدسة داخل كل خصية , وتحتوي جدار الأنيبيبات علي خلايا جنسية أولية تسمي الخلايا حاملة المني ( (spermatogoniaومنها يتم إنتاج الحوينات المنوية عن طريق الانقسام الاختزالي و التي تتحرر إلي تجويف هذه الأنيبيبات , و طرفي كل عروة من هذه الأنيبيبات الناقلة للمني تكونا أنيبيبات مستقيمة قصيرة تتحد مع بعضها لتكون شبكة من الأنيبيبات تسمى شبكة الخصية(rete testis ) وهي تتصل بالبربخ (epididymis ) عن طريق 15 – 20من الأنيبيبات تسمي بالأوعية الصادرة(vasa efferentia ) و التي تؤدي إلي شبكة من القنيات داخل رأس البربخ .

2.الأعضاء الجنسية الثانوية :

وهي تشمل كل القنوات التي تمر من خلالها الحوينات المنوية وأيضا الغدد التي تصب إفرازاتها عليها , فبمجرد تكوين الحوينات المنوية فإنها تتحرك نحو البربخ والذي يقع علي الجهة الخلفية من الخصية, حيث يتم تخزينها حتى نضوجها.

و البربخ عبارة عن قناة رقيقة شديدة الالتفاف يبلغ طولها حوالي 6 متر , مكونة من رأس وجسم وذيل , و بعد ذلك تمر الحوينات المنوية من ذيل البربخ إلي الوعاء الناقل (vas deferens ) , الذي يتكون من قناة سميكة صلبة تمر من خلال الحبل المنوي (spermatic cord ) لتصل إلي تجويف الحوض .

يتمدد (يتسع) الجزء الأخير من الوعاء الناقل - خلف المثانة البولية - مكونا أمبولة الوعاء الناقل (ampulla of vas deferens ) ثم يضيق ثانية ليتحد مع قناة إحدى الحويصلات المنوية (seminal vesicle ) فيكونا معا قناة قصيرة قاذفة للمني (ejaulatory duct ) و التي تمر خلال غدة البروستاتة لتصب في الجزء البروستاتي للإحليل , ويخترق الإحليل( urethra ) القضيب و يفتح للخارج عن طريق فتحة الإحليل الخارجية(external urethral meatus ).

و الحويصلات المنوية عبارة عن غدتان , واحدة علي كل جانب , خلف جدار المثانة البولية و تضيف إفرازاتها سكر الفركتوز و مواد كيميائية تسمي البروستاجلاندينات إلي الحوينات المنوية أثناء مرورها , أما غدة البروستاتة فتقع أسفل المثانة البولية حول الجزء الأنسي من الإحليل و هي تفرز سائل لبني قلوي التأثير , كما يوجد الغدد البصلية الإحليلية (bulbo-urethral glands ) أو غدد كوبر( Cowper’s glands) , وهي تفرز سائلا مخاطيا لزجا يعمل علي تسهيل التزلق أثناء الاتصال الجنسي , و يطلق علي كلا من الحوينات المنوية و إفرازات الغدد التناسلية المصاحبة أسم السائل المنوي أو المني.

3.الأعضاء الجنسية الخارجية :

وهي الأعضاء الجنسية الخارجية المرئية , و هي في الذكر عبارة عن القضيب و كيس الصفن , و في الذكور الغير مختنة يغطي القضيب بثنية جلدية تسمي القلفة , وهذا الجزء يزال بعملية الختان عند المسلمين.

التحكم الهرموني في وظيفة الخصية

تحتوي الخصيتان , بين الأنيبيبات الناقلة للمني , علي مجموعات من الخلايا تحتوي علي حبيبات دهنية تسمي خلايا ليدج الخلالية , ( Interstitial cells of Leydig) , وهي التي تفرز هرمون الجنس في الذكر أو الهرمون المنشط للذكورة " تستوستيرون" ( testosterone ) إلي تيار الدم , و الذي يلعب دورا هاما في إنتاج الحوينات المنوية وفي إظهار الصفات الذكرية الثانوية .
يفرز الفص الأمامي للغدة النخامية ( anterior lobe of pituitary gland ) :

الهرمون المنشط لنمو الأجربة (follicle-stimulating hormone , FSH) و
الهرمون المكون للجسم الأصفر (luteinizing hormone , LH)

يفرز تحت المهاد (hypothalamus) الهرمون المحرر لمنشط المناسل ( gonadotropin- releasing hormone ,GnRH) , والذي ينشط إفراز الهرمون المنشط للأجربة (FSH) , والهرمون المكون للجسم الأصفر (LH) .
يعمل الهرمون المكون للجسم الأصفر علي تنشيط خلايا ليدج بالأنيبيبات الناقلة للمني لإفراز هرمون التستوستيرون , بينما يساعد الهرمون المنشط للأجربة خلايا سيرتولي في عملية إنضاج الحوينات المنوية ( بالتأثير علي خلايا سيرتولي - Sertoli cells) .

هرمون التستوستيرون يسبب الذكورة , و له أيضا تأثير بنائي للجسم (anabolic) , كما يعمل علي تنشيط خلايا سيرتولي للمساعدة في إنضاج الحيوانات المنوية , ويؤدي زيادة مستوي التستوستيرون في الدم إلي نقص إفراز كلا من الهرمون المكون للجسم الأصفر (LH) , و الهرمون المحرر لمنشط المناسل ( gonadotropin- releasing hormone ,GnRH) عن طريق ما يسمى تغذية مرتدة سلبية .

تفرز أيضا خلايا سيرتولي , وهي خلايا معقدة التركيب و كبيرة الحجم نسبيا و توجد في جدار الأنيبيبات ناقلة المني (seminiferous tubules) , وتمتد من الرقيقة القاعدية إلي تجويف الأنيبوبة , عامل يسمي المثبط (inhibin ), والذي يؤثر مباشرة علي الفص الأمامي للغدة النخامية لتثبيط إفراز الهرمون المنشط لنمو الأجربة (FSH) .

الجهاز التناسلي في الأنثى

1.الأعضاء الجنسية الأولية :

وهما المبيضان (ovaries), اللذان يقعان داخل الجزء الأسفل من تجويف البطن و الذي يسمي الحوض, و لكل مبيض مسرايقا خاص به ( جزء من غشاء البريتون ) يسمي مسراق المبيض (mesovarium ) , علي الجهة الخلفية من الرباط العريض للرحم , للمبيض علاقة مباشرة مع أهدب أنبوبة الرحم , وللمبيض قشرة ونخاع , تحتوي القشرة علي العديد من كتل من الخلايا تسمي الأجربة المبيضية الأولية أو الابتدائية (primary or primordial ovarian follicles ) , و يتكون كل جريب أولي من بييضة ناشئة تشمي البييضة الأولية (primary oocyte ) , تحتوي علي 46 صبغي ومحاطة بطبقة خارجية من خلايا مسطحة تحدد السيتوبلازم (هيولي الخلية ) نظرا لعدم وجود غشاء خلوي لها .

و عند ولادة الجنين الأنثى , تحمل مخزون العمر من البييضات الناشئة , وتكون كل بييضة منها في الطور التمهيدي للانقسام الاختزالي الأول وتظل هكذا حتى البلوغ , و هذا التوقف يحدث بسبب عامل مثبط لنضوج البييضة تقوم بإفرازه خلايا الجريب , و تظل الأجربة المبيضية في حالة كمون حتى مرحلة البلوغ , و عند البلوغ , تضمر معظم البييضات الأولية فيبقى منها حوالي 40.000 في كل مبيض , يتم تبويض حوالي 400 منها فقط , بحيث تتحرر بييضة ناشئة واحدة ( البييضة الثانوية ) كل شهر أثناء فترة الخصوبة للمرأة العادية من البلوغ وحتى انقطاع الحيض (سن اليأس ).

و بعد البلوغ , تتكون مجموعة من الجريبات النامية في قشرة المبيض , يبدأ من 15 إلي 20 منها عملية النضج , و بالرغم من أنه من المألوف نمو عدة أجربة بشكل طبيعي نوعا ما في كل شهر , إلا أن الشائع هو نمو واحد منها فقط إلي النضوج التام , وتحلل الأجربة الأخرى و تحولها في النهاية إلي أجربة مرتوقة (ضامرة ومصمتة ).

2 .الأعضاء الجنسية الثانوية :

الرحم(uterus ) :

عضو أجوف مكون من عضلة لاإرادية , يسمي ثلثاه العلويان بجسم الرحم , ويسمى ثلثه السفلي بعنق الرحم و هو الجزء الذي يتصل بأعلى المهبل , ويتكون الرحم من ثلاثة طبقات : طبقة خارجية مصلية تسمي ظهارة الرحم , و طبقة عضلية سميكة في الوسط تسمى عضل الرحم , وطبقة مخاطية مبطنة تسمى بطانة الرحم و هي التي توفر وسطا ملائما لحمل محصول الحمل ( أي ناتج الحمل وهو الجنين والأغشية المحيطة به ) , و يتكون عنق الرحم في أغلبه من نسيج ليفي مرن وله بطانة مخاطية تفرز مخاطا يظهر تغيرات دورية , فهذا المخاط يصبح أرق و أكثر قلوية قبل الإباضة ( تحت تأثير هرمون الإستيروجين ) , وهذه التغيرات تناسب نقل الحوينات المنوية وتعمل علي المحافظة علي حياتها , و بالإضافة إلي ذلك , فخلال الاتصال الجنسي يختلج (يتشنج ) عنق الرحم بطريقة ما تؤدي إلي سحب المني من المهبل إلي داخل الرحم و ويعتقد أن ذلك يزيد من إمكانية حدوث الحمل .

أثناء الحمل , يتم إغلاق عنق الرحم بواسطة سدادة من المخاط المضاد للجراثيم و التي تمنع دخول العدوى , و أثناء الولادة أو قبل ذلك بوقت قصير تقع هذه السدادة مع بداية تمدد( اتساع ) عنق الرحم , وتمدد عنق الرحم أثناء الولادة و الذي يسمح بمرور الطفل , يحدث استجابة لانقباض عضلة الرحم بقوة .

أنبوبتا الرحم , وهما الأبواق أو قناتي فالوب أو قناتي البيض : يبلغ طول كل أنبوب منها حوالي 10 سنتيمتر و تمتد عبر تجويف الحوض لتصل إلي المبيض , وتتحرك أنبوبتا الرحم بحرية تامة لتساعد علي دخول البييضة بواسطة الحركات التمعوجية ( peristalsis ) , كما أنها طويلة بدرجة تسمح بإعطاء الوقت الكافي للبييضة ( التي تم تخصيبها في الثلث الوحشي أو الخارجي المسمي بجزء الأمبولة ) حتى تنضج وتصبح مهيأة لعملية الإنطمار أو الغرس قبل الوصول إلي جسم الرحم .

المهبل (vagina ) :

عبارة عن قناة من عضلة لا إرادية تقع في الجزء السفل من الجهاز التناسلي للأنثى , يستقبل الجزء العلوي منه عنق الرحم , بينما يفتح جزئه السفلي في الدهليز و هو مغلق جزئيا في الأنثى العذراء بغشاء رقيق يسمى غشاء البكارة , ويعمل المهبل كوعاء يستقبل القضيب أثناء الاتصال الجنسي , كما يمثل أيضا قناة الولادة , و تتكون إفرازات المهبل من إفرازات عنق الرحم القلوية , و من خلايا ظهارية متقشرة , ومن البكتريا , كما أن للمهبل طبقة ظهارية غنية بالنشا الحيواني و الذي يتم تحويله إلي حمض اللبنيك بواسطة عصويات دودرلين ( Doderlein’s bacilli ) , و هذا يجعل للمهبل وسطا حمضيا يعمل كحاجز فعال تماما العدوى .

كما يوجد غدتان تسميان الغدتان الدهليزيتان الكبيرتان ( غدتا بارثولين ) , وهما ينتجان عند الإثارة , إفراز مخاطي لزج إلي الدهليز لتسهيل عملية الاتصال الجنسي , كما توجد غدد أخرى تسمى الغدد الدهليزية الصغرى تنتج أيضا مخاط إلي الدهليز .

3.الأعضاء الجنسية الخارجية :

وهي الأعضاء الجنسية الخارجية المرئية , وفي الأنثى تسمي كلها مجتمعة بالفرج , وهي تتكون من الشفرين الصغيرين , و هما عبارة عن غشاءين رقيقين من جلد منثني يحيطان بالدهليز الذي يحتوي علي فتحتي الإحليل والمهبل , أما البظر , فهو نظير أثري للقضيب , و هو مغطي بثنية من الجلد تسمي الحشفة , و يغطي المنطقة التناسلية و يحميها اثنان من الثنيات الجلدية السميكة , تسميان الشفرين الكبيرين .