جزائريون يشاركون في مظاهرات تونس من أجل التغيير في الجزائر

خرق التونسيون حظر التجول الليلة ما قبل الماضية، وسار الآلاف منهم مشيا على الأقدام من سيدي بوزيد وبن قردان على مسافة لا تقل عن 200 كيلومتر إلى العاصمة، واحتلوا مقر الوزارة الأولى، وقرروا تشميعه وإعلان حكومة إنقاذ. وشارك عدد من الجزائريين في الاعتصام ورفعوا الأعلام الجزائرية، وطالبوا بالوحدة المغاربية وبحركة لتغيير الأوضاع السياسية والاقتصادية في الجزائر.
بملابسهم الرثة والبالية ووجوهم الشاحبة وأياديهم الفلاحية الخشنة وعيونهم التعبة وشعرهم الأغبر، وصل الآلاف من التونسيين فجر أمس إلى العاصمة التونسية، فيما أطلقوا عليه ''قافلة الحرية والتحرير''، بعضهم يزور العاصمة التونسية للمرة الأولى في حياته، بعدما خرقوا حظر التجول المعلن من قبل السلطات التونسية، ونظموا مسيرة شعبية مشيا على الأقدام وبالسيارات والشاحنات من مناطق سيدي بوزيد والرقاب والمكناسي والمازونة والقصرين على مسافة 250 كيلومتر عن العاصمة التونسية، كما وصل المئات من المتظاهرين الذين قدموا في الحافلات والسيارات من مدن قفصة وبن قردان التي تبعد عن العاصمة بـ 600 كيلومتر، واحتلوا شارع الحبيب بورفيبة حيث تجمعوا في انتظار وصول المتظاهرين من مدن أخرى، ورفعوا صور شهداء وشعارات تتمسك بمطلب إسقاط الحكومة، وترفض أي تفاوض أو مساومة من قبل من يصفونهم ببقايا النظام السابق، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني.
وقال الشاب يحيى محمد من بن قردان لـ''الخبر'': ''قضينا 11 ساعة في المسير وقطعنا مسافة 600 كيلومتر للوصول إلى العاصمة، ولن نعود قبل أن نحقق مطالبنا''، فيما أكد مهدي بوحاجي من مدينة الرقاب التي تتبع سيدي بوزيد ''قضينا أربع ساعات من المسير من سيدي بوزيان وسيدي بوزيد للوصول إلى العاصمة، وكنا على متن أكثر من 200 حافلة وشاحنة وسيارة، وبعضهم وصلوا على الأقدام، وليعلم الغنوشي أننا لن نعود إلى بيوتنا، وسننام هنا في الشارع حتى إسقاط الحكومة''.
وتحوّل المتظاهرون القادمون من مدن الداخل التونسي بعدها إلى مقر الوزارة الأولى، حيث مكتب الوزير الأول محمد الغنوشي وعدد من الوزارات، وتمكنوا من اقتحام ساحته والاعتصام أمام البوابة الرئيسية الأخيرة للمقر، ما اضطر عناصر الجيش إلى إغلاق بوابات المقر لمنع المتظاهرين من اقتحامه، وأكد المتظاهرون أن ''إسقاط الحكومة يجب أن يتم اليوم'' وأكدوا أنهم ''لن يعودوا إلى سيدي بوزيد وبن قردان قبل رحيل الغنوشي وزمرة وزراء النظام السابق من الحكومة''.
وساهم سكان العاصمة في التموين الغذائي للمتظاهرين القادمين من الولايات البعيدة، وتبرع أصحاب محلات المواد الغذائية بالماء والخبز والبرتقال والجبن، ونظمت مجموعات من الشباب عمليات التموين الغذائي، في مشهد لم تترك فيه ثورة تونس شيئا للصدفة، ويكرس أقصى صور التضامن بين التونسيين.
وشارك عدد من الجزائريين في الاعتصام مع الآلاف من التونسيين أمام مقر مكتب الوزير الأول محمد الغنوشي، ورفعوا الأعلام الجزائرية. واستحسن التونسيون هذه المشاركة واعتبروها أكثر المواقف المشرفة على صعيد مواقف الشعوب العربية، لكن الجزائريين كانوا ينشدون ثورة تغيير أخرى في الجزائر، ترفع التضييق على الحريات السياسية والحظر على المسيرات، ومكافحة الفساد والإطاحة بالمافيا المالية التي تنهب أموال الشعب الجزائري، وقالت الجزائرية نورة عابد من ولاية قسنطينة والمقيمة في تونس إنها تشارك في ثورة تونس وترفع العلم الجزائري للتأكيد على وحدة المسيرة بين شعوب المنطقة المغاربية، وأضافت ''هذه رسالتنا من هنا إلى الرئيس بوتفليقة والحكومة في الجزائر، أن يأخذوا العبرة من ثورة الشعب في تونس ضد كل تجاوز في حقه أو إقصاء لأحلام وطموحات الجزائريين''. ويقول لسعد بن سالم الذي كان يحمل ابنه يوسف البالغ من العمر ستة أشهر ''نحن هنا لنقول للتونسيين إن الجزائريين معكم في الثورة على الظلم، ومعكم في بناء المستقبل المشترك''.
وفي وسط العاصمة خرق التونسيون حظر التجول، حيث نظموا وقفة حداد قبالة المسرح البلدي وسط شارع الحبيب بورفيبة، وأشعلوا المئات من الشموع تكريما للشهداء، ووضعوا باقات من الورود، وأصروا على البقاء. وشارك في الوقفة التضامنية مسرحيون وموسيقيون وممثلون، وأصروا على البقاء في الشارع حتى ما بعد الساعة الثامنة ليلا، وهو توقيت حظر التجول، في خطوة رمزية لكسر حظر التجول المفروض منذ أسبوعين.
وكتب عدد من الشباب والناشطين السياسيين وممثلي المنظمات الطلابية والشبانية رسالة إقالة إلى الوزير الأول محمد الغنوشي، وأعلنوا عن تشكيل حكومة الشعب والإنقاذ الوطني. وقال الناشط السياسي المعارض مكرم الخمار لـ ''الخبر'' إنه تم الاتفاق بين عدد من النشطاء السياسيين والفاعلين المدنيين على تسليم رسالة الإقالة المكتوبة باللغات الثلاثة إلى الغنوشي اليوم، وتشميع مقر الوزارة الأولى، والإعلان عن تشكيل حكومة إنقاذ وطني، رشّح لها عياض بن عاشور الذي عينته الحكومة للإشراف على لجنة الإصلاح السياسي، وأكد أكرم أن مقر الحزب الدستوري سيكون مقر حكومة الشعب الجديدة

نتمنى ان يخرق الصريون ايضا
حضر التجول العسكري

مشكور عزوز