السكن والمودة والرحمة علاج لتأخر الحمل

من طرف وفاء الأربعاء يونيو 08, 2011 1:02 am

انتظام الدورة عملية بيولوجية.. والتبويض يتأثر بالحالة النفسية

السكن والمودة والرحمة علاج لتأخر الحمل

تحقيـــق: إيمــان محمــود

البيت الخالي من السكن والمودة والرحمة قد يخلو أيضاً من الأطفال، هذه العلاقة أثبتتها دراسة علمية حديثة تضيف بعداً إيمانياً واجتماعياً لأسباب العقم أو تأخر الإنجاب.

الدراسة أجراها الدكتور أحمد إسماعيل ـ الخبير في علاج العقم بلندن، وأستاذ أمراض النساء والتوليد ـ وجاء فيها أن المودة والرحمة بين الزوجين تصنع الكثير وتحقق التوازن في جميع أجهزة الجسم المختلفة المسؤولة عن التخصيب والتبويض، الأمر الذي يعجل بالإنجاب، وأكدت الدراسة أن الصفاء الذهني واستقرار الحياة الزوجية يرفع درجة الإخصاب.

ويعلق على هذه الدراسة بعض الأطباء من تخصصات مختلفة:

فالدكتور أحمد التاجي ـ أستاذ أمراض النساء والولادة بكلية الطب جامعة الأزهر ـ يثني على ما جاء في الدراسة مؤكداً أن الحب وما يتبعه من سكن وراحة نفسية بين الزوجين يؤثر تأثيراً مباشراً على الدورة الشهرية وانتظامها، وأيضاً على حدوث التبويض والحمل.

ويضيف أن الدورة الشهرية تحدث من الرحم، كما هو متعارف عليه علمياً، وهرمونات المبيض هي المسؤولة ، أما الذي ينظم عمل هذه الهرمونات فهو جزء من المخ يسمى "الهيبوثالاموس" وهو المتحكم في الغدد الصماء جميعها، ومن بينها المبيض، ويعتبر "الهيبوثالاموس" المنظم الحقيقي لهرمونات الجسم بوجه عام، ومن ضمنها هرمون المبايض، الذي يتأثر بالحزن والحالة النفسية السيئة تأثيراً سلبياً والعكس صحيح.

ونستنتج من ذلك أن المودة بين الزوجين تؤدي إلى حدوث توازن في جميع أجهزة الجسم المسؤولة عن التخصيب والتبويض، وبالتالي يسرع من حدوث الحمل والإنجاب.

وتؤيد د. محاسن علي حسن ـ أستاذة المخ والأعصاب ـ الدراسة السابقة قائلة:

إن الحب عموماً نوع من أنواع الراحة النفسية والتفاهم والتآلف الوجداني، وهذا يتحقق بالفعل في الزواج، بل هو الصورة الطبيعية للزواج الناجح، وبالتالي هذا من شأنه أن يحقق نوعاً من أنواع الراحة النفسية تنعكس على جميع أجهزة الجسم المختلفة عن طريق مركز معين لتلقي المشاعر والأحاسيس بالمخ، والذي بدوره ينقلها إلى الجهاز العصبي المركزي، الذي يستوعب كل هذا ويذهب به إلى أعضاء الجسم المختلفة، وأيضاً إلى الغدد الصماء، ومن هنا يتحقق التوازن الفسيولوجي المطلوب في جميع وظائف الهرمونات الخاصة بالذكر والأنثى معاً.

وانطلاقاً من ذلك، فإن أي ارتباط بين الزوجين يكون مبنياً على التفاهم، من شأنه أن يجعل كل أجهزة الجسم تعمل في تناغم تام من الناحية الوظيفية الفسيولوجية، وتصبح إفرازات الغدد والهرمونات في صورة منضبطة.
ولقد ثبت علمياً أن الكثير من أمراض الجهاز المناعي ناتج من سوء الحالة النفسية، إضافة إلى أن الضغوط النفسية تؤدي إلى أمراض أصبحنا نطلق عليها أمراضاً "نفسجسمية" مثل ضغط الدم، وقرحة المعدة، والقولون العصبي، وتتأثر أيضاً إفرازات الهرمونات الخاصة بالتبويض تبعاً للحالة النفسية، ومن هنا يظهر تأخر أو عدم انتظام الدورة وبالتالي يؤثر ذلك على فرص الإنجاب، ولذا وجد أن العلاقات الزوجية الجافة أو المتوترة والخالية من السكن والمودة والرحمة تؤدي في النهاية إلى الإحباط والاكتئاب، ولهذا دوره الفعال في تأخير عملية الإنجاب.

علاقة ممتدة
ويتفق مع الرأي السابق د.عادل مدني ـ أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر ـ قائلاً: إنه من الطبيعي أن أي سيدة يحدث لها تبويض بشكل منتظم لابد أنها قابلة للإخصاب، ولكن قد يحدث التبويض عند بعض السيدات ولا يحدث الحمل.

وبالبحث عن أبعاد هذه المشكلة ثبت أنه لكي يحدث الحمل في البداية: فإنه يحدث نتيجة لبعض الانقباضات المنتظمة في قناة فالوب، والتي من شأنها أن تأخذ البويضة وتدفعها دفعاً لكي تنزل في الرحم وتستقر فيه ويحدث الحمل، وتؤدي الحالة النفسية غير المستقرة عند بعض النساء إلى حدوث مثل هذه الانقباضات، ولكن بصورة عشوائية وغير منتظمة، وبذلك يتأثر خط سير البويضة من المبيض إلى الرحم، فلاتستقر فيه البويضة ولا يحدث الحمل.

ويضيف د. مدني أن المرأة غالباً ما تكون أكثر واقعية من الرجل في الحياة الزوجية، فإذا لم يتحقق لها عنصر الاستقرار والشعور بالأمان، فهذا من شأنه أن يصيبها بالقلق والتوتر، وقد يحدث لها دورة شهرية منتظمة ولكن بدون تبويض، وبالتالي لا يحدث حمل.

ولذلك فإن على كل زوجين تأخر إنجابهما أن يراجعا حياتهما معاً قبل مراجعة الأطباء، فربما كان السبب كامناً في نفسيهما وليس في جهاز معين من أجهزة الجسم، وربما كان الحب والفهم والمودة والرحمة هي العلاجات الناجحة التي تعجل بالحمل ولا تكلف شيئاً سوى بعض الصبر، وكثير من حسن النية.. وكثير جداً من التسامح.