حديث نبوى شريف

موقفنا اليوم مع حديث نبوى شريف :
‏ عن محمد بن سيرين ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏:
قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بينما كلب‏ ‏يطيف ‏ ‏بركية كاد يقتله العطش
إذ رأته بغي من بغايا‏ ‏بني إسرائيل ‏ ‏فنزعت موقها فسقته فغفر لها به...(البخارى)

يخبرنا الرسول عليه الصلاه والسلام ان امراه تحترف البغاء مثلها مثل اى
بغي يغفر لها ..كيف؟؟ فى كلب وليس فى انسان ..؟؟ ماذا فعلت له ..سقته شربه
ماء ...؟؟؟ الامر غريب؟؟

دعنى اخى اتخيل معاك حال هذه المراه والله اعلم بها منا ربما لاتكون مثل خيالنا

هى بغى :
نعم هى بغى تحترف البغاء كمهنه لها ..نعم هو مصدر لقيمات حياتها شاءت الاقدار
ان تحترف هذه المهنه المخجله ..المشينه التى اسكنت فيها عارا لا تمحيه السنين الطوال
لا اعلم ظروف انحطاطها فى هذه المهنه ولكننى استشف انها ذاقت المر وطافت بها
الاهوال وباتت الليالى الطوال وهىتصرخ جوعا وترتعد بردا وتموت خوفا ورعبا
لم يرحمها احد...... هجرها القريب ونهرها وزجرها البعيد ..لم تجد قلبا واحد يحنو
عليها..مجتمع يناطح الجبال فى قسوته وجموده..حتى فى شحه بقطرات الماء فى يوم
شمسه قريب وظله بعيد.... وضاقت عليها الدنيا جمعاء ..ولم تجد الا مهنه الجسد تبيعه
لتسد رمقها وتروى عطشها ..

نعم هى بغى
ماذا كان حالها ..بعد ان باعت جسدها ؟؟..تبيت ليلها وهى تبكى ذنبها..وترجو ربها ان
يغفر لها وتصلى وتدعو ان يرحمها من ان تكون لقمه عيشها فى شرفها ..وتقضى
يومها مكسوره الخاطر... ذليله.. محطمه الفؤاد ... اسيره الذنب

نعم هى بغى
وتمشى فى سيرها..ظهيره يوم شديد حره واذ بكلب كاد ان يموت عطشا بجانب بئر
ماؤه عميق و كم مر كثير من اهل مدينه الشح والقسوه دون ان يلقو بالا بالكلب المسكين
الذى زاغت عينيه ولهث ينتظر الموت ..واذا بها وملاك الرحمه يحنو على قلبها لتشفق على هذا
الكلب المسكين تعطيه شربه ماء ترد بها حياته ..وتطير سعاده ان ترى حياته قد عادت
مع شربه الماء

نعم هى بغى
ولكن قلبها مملوء برحمه غريبه شملت ارجاء الكون حتى الكلب
.احست بحال الكلب كحالها .لم يرحمه احد كما لم يرحمها احد
.لم تتردد فى عطفها ورحمت كلبا ولم تشح كما شح اهلها.....
قد تكون كما تخليت اواقل مما تخيلت او لاتكون كما تخليت
ولكن ذنبها
قد غفر بشربه ماء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
.نعم هذا جزاء الرحمه...وذنبها عند ربها وهو اعلم بها
نعم الرحمه
ارحمو من فى الارض يرحمكم من فى السماء
الرحماء يرحمهم الله

{رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً }الإسراء54
{يُعَذِّبُُ مَن يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَن يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ }العنكبوت21