بريق الكلمة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أهلا بك من جديد يا زائر آخر زيارة لك كانت في
آخر عضو مسجل Ehab فمرحبا به
تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران Pl6sppqunumg
ادخل هنا
المواضيع الأخيرة
» عند الدخول والخروج من المنتدى
تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران Emptyالثلاثاء فبراير 20, 2024 11:24 pm من طرف azzouzekadi

» لحدود ( المقدرة شرعاً )
تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران Emptyالثلاثاء يوليو 04, 2023 1:42 pm من طرف azzouzekadi

» يؤدي المصلون الوهرانيون الجمعة القادم صلاتهم في جامع عبد الحميد بن باديس
تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران Emptyالأحد ديسمبر 15, 2019 10:06 pm من طرف azzouzekadi

» لا اله الا الله
تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران Emptyالأحد يناير 28, 2018 7:51 pm من طرف azzouzekadi

» قصص للأطفال عن الثورة الجزائرية. بقلم داؤود محمد
تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران Emptyالثلاثاء يناير 31, 2017 11:52 pm من طرف azzouzekadi

» عيدكم مبارك
تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران Emptyالإثنين سبتمبر 12, 2016 11:14 pm من طرف azzouzekadi

» تويتر تساعد الجدد في اختياراتهم
تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران Emptyالسبت فبراير 06, 2016 3:47 pm من طرف azzouzekadi

» لاتغمض عينيك عند السجود
تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران Emptyالسبت يناير 30, 2016 10:52 pm من طرف azzouzekadi

» مباراة بين لاعبي ريال مدريد ضد 100 طفل صيني
تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران Emptyالخميس يناير 14, 2016 11:18 pm من طرف azzouzekadi

بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران 56303210
جرائد وطنية
أهم الصحف الوطنية
 
 
 
أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:
الساعة
Place holder for NS4 only
عدد زوار المنتدى

 


أكثر من 20.000  وثيقة
آلاف الكتب في جميع المجالات
أحدث الدراسات
و أروع البرامج المنتقاة


تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران Image


تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران

اذهب الى الأسفل

تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران Empty تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران

مُساهمة من طرف ريانية العود الثلاثاء يونيو 28, 2011 1:29 am

تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران
بعد مراجعتي لمعظم الآيات القرآنية ، التي تحكي سيرة بني إسرائيل ، تبيّن لي الكثير من الوقائع المبهمة في تاريخهم ، والكثير من المفاهيم المغلوطة ، التي كنت أحملها ويحملها عامة المسلمين ، والتي سيرد تفصيلها في هذا الفصل إن شاء الله . كنت سأقتصر بحثي في تاريخ بني إسرائيل ، لإثبات تحقق وعد المرة الأولى من علو وإفساد وعقاب ، ولكن تبين لي من خلال الأحاديث العامة ، وعند طرحي لموضوع هذا البحث ، أن كثيرا من الناس يجهلون تاريخ بني إسرائيل ، وخاصة ماهيّة الأحداث التي حصلت معهم وموقعها من حيث الزمان والمكان ، والتي ذُكرت متفرقة في القرآن وبلا ترتيب في أغلب الأحيان ، ويجهلون أيضا حتى ترتيب أنبياء بني إسرائيل وتعاقبهم ، لذلك كان لا بد لنا من تعقب تاريخهم منذ البداية .
إبراهيم عليه السلام
حسبما ورد عن أهل الكتاب فإن إبراهيم عليه السلام كان مقيما في بلدة أور في جنوب العراق ( فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنجَاهُ اللَّهُ مِنْ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (24 العنكبوت ) ، ( فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26 العنكبوت ) ، ( وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71 الأنبياء ) ومن ثم انتقل إبراهيم ولوط عليهما السلام إلى فلسطين .
وسكن لوط عليه السلام قريتي ( سدوم وعمورة ) حسب تسمية التوراة ، في موضع البحر الميت حاليا ، واستمر إبراهيم عليه السلام على الأرجح ، حتى وصل إلى المدينة المسمّاة باسمه لغاية الآن – وهي الخليل جنوبي القدس - وسكن فيها ، وظاهر النص القرآني يفيد بأنهما لم يكونا متزوجين ، ولو كانا كذلك لذُكِرَ أهلهما عند النجاة ، كما اقترن ذِكْر الأهل مع الأنبياء ، في كل من حالات النجاة والهجرة التي وردت في القران ، كما في الآية ( وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنْ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76 الأنبياء ) ، والآية ( قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا … لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنْ الْغَابِرِينَ (32 العنكبوت ) ، والآية ( فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ (29 القصص ) ليفيد ذلك أنهما هاجرا منفردين وفي مقتبل العمر ، وأن الزواج حصل بعد الإقامة ، وعلى الأرجح ، من نفس الأقوام التي دخلوا عليها وعايشوها كأفراد ، والله أعلم .
قال تعالى على لسان إبراهيم ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لي عَلَى الْكِبَرِ ، إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ، إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39 إبراهيم ) ومرت سنون طويلة ، وبعد أن تقدم إبراهيم عليه السلام في العمر ، وهبه الله جلّ وعلا إسماعيل أولا من هاجر ، فأسكنه وأمه في مكة ، ومن ثم رُزِقَ بإسحاق في شيخوخته ، من سارة التي كانت عجوزا ، ومن ثم وُلِدَ يعقوب لإسحاق عليهما السلام ، قال تعالى ( وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَوَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72 هود ) .

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران Empty رد: تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران

مُساهمة من طرف ريانية العود الثلاثاء يونيو 28, 2011 1:30 am

مسألة بناء البيت الحرام والمسجد الأقصى :
قال تعالى ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ
وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96 آل
عمران ) .
وعَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : ( قُلْتُ : يَا
رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ أَوَّلَ ؟ قَالَ : الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ ،
قُلْتُ : ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ : ثُمَّ الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى ، قُلْتُ : كَمْ
كَانَ بَيْنَهُمَا ؟ قَالَ : أَرْبَعُونَ ، ثُمَّ قَالَ : حَيْثُمَا أَدْرَكَتْكَ
الصَّلَاةُ فَصَلِّ ، وَالْأَرْضُ لَكَ مَسْجِدٌ ) رواه الشيخان ، وأخرجه النسائي
وابن ماجة وأحمد . جاء في شرح السندي ، لنفس المتن عند ابن ماجة ، ما نصه : قوله (
وُضِعَ أول ) بالبناء على الضمة ، ( قال أربعون عاما ) قالوا : ليس المراد بناء
إبراهيم للمسجد الحرام ، وبناء سليمان للمسجد الأقصى ، فإن بينهما مدة طويلة بلا
ريب ، بل المراد بناؤها قبل هذين البناءين ، والله أعلم .
ومن معاني ( الوضع ) ،
في لسان العرب والمواضع معروفة ، وواحدها موضع ، والموضع هو اسم المكان ، وفي
الحديث : ينزل عيسى بن مريم فيَضَعُ الجزية ، فتوضع الجزية وتسقط ، وفي الحديث : و
يَضَعُ العلم أي يهدمه ويلصقه بالأرض ، ووَضَعَ الشيء وَضْعَاً أي اختلقه وأوجده ،
ووضع الشيء في المكان أثبته فيه .
ولم تأتِ ( وُضِعَ ) بأي حال من الأحوال
بمعنى ( بُنِيَ ) ، وذلك يفيد بأن الوضع كان للقواعد فقط . وقد رُوي أن آدم عليه
السلام ، هو أول من بنى الكعبة ، واتخذت مكاناً لعبادة الله ، ومن ثم تحول الموضع
لعبادة الأصنام ، وأزيلت معالم ذلك البناء ، بفعل الطوفان زمن نوح عليه السلام ،
واختفت هذه القواعد نتيجة تراكم الأتربة ، على مرّ السنين . وإعراب ( وُضِعَ ) في
كلا الموضعين ، هو فعل ماضٍ مبني للمجهول ، أي أن فاعل الوضع غير معلوم في النص ،
وجاءت بمعنى تعيين وتحديد مكان البيت ، وهناك روايات بأن الملائكة كشفت لآدم عن
موضعه ، عندما بناه لأول مرة . وبلغة مسّاحي الأراضي نستطيع القول أن ( وُضع ) ،
جاءت بمعنى تحديد وإسقاط إحداثيات الموقع على الأرض وتثبيت حدوده .
ولا يختلف
اثنان على أن من أعاد بناء البيت الحرام ، هما إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ،
بدلالة قوله تعالى ( وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا
تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ
وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26 الحج ) ، بوّأنا أي كشفنا وأظهرنا له موضعه ومكنّاه
منه وأذنا له في بنائه ، ومن ثم كان البناء برفعه فوق القواعد ، في قوله ( وَإِذْ
يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ (127 البقرة ) ،
والغاية من بناءه هو جعله مكانا للعبادة ، بما تشمله من طواف وقيام وركوع وسجود ،
لمن يستجيبوا لرسالة الإسلام ، كما ورد في الآية أعلاه ، التي كان يحملها إسماعيل
عليه السلام والمقيم في ذلك المكان ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ
إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54 مريم ) .

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران Empty رد: تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران

مُساهمة من طرف ريانية العود الثلاثاء يونيو 28, 2011 1:30 am

يعقوب ويوسف عليهما السلام
قال تعالى ( وَمِنْ
ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا
تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَانِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا (58 مريم )
ويعقوب عليه السلام هو إسرائيل ، والمقصود ببني إسرائيل هم نسل يعقوب عليه السلام ،
وحسب ما ترويه التوراة ، أنه ترك مقام أبيه إسحاق في فلسطين ، وهاجر إلى خاله في
العراق ( وهذا مما نشك في صحته ) ورعى عنده الغنم عدة سنين ، وتزوج اثنتين من بناته
، وعاد إلى فلسطين مرة أخرى ، وقد رُزق عليه السلام باثني عشر ابنا ، وأبرزهم يوسف
عليه السلام ، في قوله تعالى ( إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَأَبَتِ إِنِّي
رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا ، وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ، رَأَيْتُهُمْ لِي
سَاجِدِينَ (4 يوسف ) ، وقوله ( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا
لَهُ سُجَّدًا (100 يوسف ) أي أجلس أبوه وأمه إلى جواره ، احتراما وتقديرا وتوقيرا
، ومن ثم سجد له أخوته الأحد عشر دون أبويه ، ففي الآية (4) كانت الرؤيا الأولى ،
للأحد عشر كوكبا والشمس والقمر ، ومن ثم كانت الرؤيا الثانية ، لسجود الأحد عشر
كوكبا دون الشمس والقمر ، وهذا ما تؤكده الآية ( 100 ) حيث رُفع الأبوين إلى العرش
، ومن ثم وقع السجود من الأخوة .
أما مكان سكنى يعقوب عليه السلام ، ومن قوله
تعالى على لسان يوسف ( وَجَاءَ بِكُمْ مِنْ الْبَدْوِ (100 يوسف ) ، يتبين لنا أنهم
كانوا قد سكنوا الصحراء ، وعاشوا حياة البداوة ، ومن المعروف أن مهنة البدو ، هي
تربية المواشي وتبادل منتجاتها مع أهل الحضر ، ومن قوله على لسان أخوة يوسف أيضا (
وَاسْأَلْ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا
فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (82 يوسف ) والقرية هي مكان تواجد يوسف عليه السلام
في مصر ، حيث تركوا الأخ الشقيق ليوسف ، وقولهم هذا وتردّدهم لأكثر من مرة على مصر
، يدل على قربهم منها ، وقولهم ( وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا ) يدل أنهم
ذهبوا إلى مصر ورجعوا في قافلة ، وأفرادها يقطنون معهم أو بالقرب منهم ، والأرجح أن
تكون هذه الصحراء ، التي كانوا يقيمون فيها قريبة إلى مصر ، وربما تكون صحراء النقب
جنوب فلسطين ، وفي منطقة بئر السبع بالذات حيث سكنى بدو فلسطين ، وهو الأرجح والله
أعلم .
الانتقال إلى مصر :
وبعد أن تبوّأ يوسف عليه
السلام في مصر منصبا ، يوازي منصب وزير الخزينة أو المالية في عصرنا الحالي ، لدى
فرعون مصر . انتقل يعقوب وبنوه للحاق بيوسف في مصر ، قال تعالى ( فَلَمَّا دَخَلُوا
عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ
اللَّهُ آمِنِينَ (99) … (100) رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنْ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَني
مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ … (101 يوسف ) ، ودخلوها معزّزين مكرّمين آمنين ،
وقوله ( آمنين ) يوحي بأن ليس كل من دخل مصر آنذاك ليقيم فيه من الغرباء والدخلاء ،
سيكون آمنا على نفسه من الاضطهاد والاستعباد .

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران Empty رد: تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران

مُساهمة من طرف ريانية العود الثلاثاء يونيو 28, 2011 1:31 am

بعض مظاهر الحكم المصري :
قصة يوسف عليه السلام أشهر من
أن تعرّف لذلك سنوردها باختصار ، ونركّز على بعض ما خفي منها . حيث كانت مصر آنذاك
إحدى كُبريات الممالك القديمة ، بدلالة قوله تعالى ( وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي
بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي … (54 يوسف ) ، وعلى لسان مؤمن آل فرعون ( يَا
قَوْمِ لَكُمْ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ (29 غافر ) ، وكان
نظام الحكم فيها ملكي وراثي ، وكلمة فرعون ربما تكون اسم أو لقب للملك ، ويقال أن
الفراعنة لم يكونوا ملوك مصر في زمن يوسف عليه السلام ، فسواء كان هذا أو ذاك ،
فنحن نتحدث عن الأوضاع في مصر آنذاك بشكل عام ، حيث يبدو لنا أن المجتمع المصري كان يتألّف من أربع طبقات :-
الطبقة الأولى : العائلة
الملكية ، التي هي في مصاف الآلهة من حيث الحقوق والامتيازات .
الطبقة الثانية
: الأشراف من المصريين ، وهم الموكل إليهم الأعمال التنفيذية من وزراء وكهنة وما
شابه ، والذين يتمتعون بامتيازات استثنائية ، وهم علية القوم وسماهم سبحانه ملأ
فرعون في قوله ( وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ
زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا (88 يونس ) . ومنهم العزيز صاحب
يوسف عليه السلام ، وهامان الذي كان يشغل ما يشبه ، منصب رئيس الوزراء في عصرنا هذا
، قال تعالى ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي
أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36 غافر ) .
وانضوى يوسف عليه السلام ضمن هذه الطبقة ،
مع أنه كان من الغرباء ، كونهم كانوا بأمسّ الحاجة لعلمه وحكمته ، لإدارة شؤون
البلاد الاقتصادية في سنين الجفاف لا لشيء آخر . بعد أن أصبح عليه السلام من
المقربين للملك ، ( وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي
فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54 يوسف )
بعد أن كان عبدا مملوكا لذلك العزيز ، الذي قال عنه يوسف عليه السلام : ( إِنَّهُ
رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23 يوسف ) ولفظ ربّ
في الآية السابقة جاء بمعنى صاحب أو مالك ، ولفظ العزيز هو لقب يُطلق على الأشراف
ذوي المناصب الرفيعة ، وقد خُوطب به يوسف عليه السلام ، من قِبَل أخوته في الآية
(88) . ويبدو أن المجتمع المصري كان منغلقا على نفسه ، ولا يخالط الغرباء من منظور
الفوقية والاستعلاء ، ويخاف الغرباء ويخشاهم وبالتالي كان ينبذهم .
والطبقة
الثالثة : عامة المصريين وهم يعملون بالوظائف العامة والخاصة بامتيازات عادية ،
وشملت هذه الطبقة نسبيا بني إسرائيل في زمن يوسف عليه السلام .
والطبقة الرابعة
: العبيد وأغلبهم من غير المصريين بلا حقوق وبلا امتيازات ، بل على العكس ليس لهم
إلا المهانة والازدراء ، ويعملون بقوتهم اليومي في الزراعة والبناء والخدمة ، ومن
ضمنها صاحبيّ السجن ، وشملت هذه الطبقة بني إسرائيل بعد موت يوسف عليه السلام وحتى
بعث موسى عليه السلام . والمخطئ من هؤلاء العبيد في حق المصريين ، كان مصيره السجن
أو العذاب الشديد أو القتل ، وبدون محاكمة على الأرجح ، وخاصة إذا كان خصمه مصريا
حتى لو أُتهم زورا وبهتانا .
وأما الموقع الجغرافي لعاصمة الملك ، وبدلالة هذه
الآيات ( وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ
مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51 الزخرف
) ، ( وَاتْرُكْ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُندٌ مُغْرَقُونَ (24)كَمْ تَرَكُوا
مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا
فِيهَا فَاكِهِينَ (27 الدخان ) ، فهو يقع على مجرى نهر النيل ، في أخصب الأراضي
المصرية ، أما سكنى فرعون وآله ( أي عائلته ) كانت خارج المدينة بمعزل عن الشعب ،
وقصره مقام على ضفاف النيل .
هل كان يوسف داعية إلى الله في مصر ؟ نقول نعم ،
وقد بدأ الدعوة في السجن ، عندما قال لصاحبيّ السجن ( يَصَاحِبَيِ السِّجْنِ
أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمْ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا
تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ ،
مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ ، إِنْ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ
أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ، ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ، وَلَكِنَّ
أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40 يوسف ) ، واستمرت دعوته حتى مماته ، قال
تعالى على لسان مؤمن آل فرعون ( وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ
بِالْبَيِّنَاتِ ، فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ ، حَتَّى إِذَا
هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا ، كَذَلِكَ يُضِلُّ
اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ (34 غافر ) وهو يعني أهل مصر ، وكان يوسف
عليه السلام يدعوا إلى الله تعالى بالقسط ، فما أطاعوه تلك الطاعة إلا بمجرد
الوزارة والجاه الدنيوي ، ولهذا قال مؤمن آل فرعون : ( فما زلتم في شك مما جاءكم به
، حتى إذا هلك ، قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا ) ، وطال الأمد بقوم فرعون وببني
إسرائيل فضلّوا إلا قليلا ، وكان منهم مؤمن آل فرعون الذي كان يكتم إيمانه ، وعلى
لسانه جاءت هذه الآية ومنهم أيضا أهل موسى عليه السلام .
أحوال بني إسرائيل في
مصر بعد وفاة يوسف عليه السلام وحتى خروجهم منها :
بعد زوال سندهم لدى فرعون
أصبح حالهم حال العبيد . وربما يكون ذلك في زمن فرعون نفسه أو من مَلَك بعده ، بعد
وفاة يوسف عليه السلام ، لزوال المصلحة والنفع الذي تأتّى من علم يوسف وحكمته في
الإدارة والاقتصاد . واستمر حالهم كذلك حتى خروجهم مع موسى عليه السلام ، وحسب ما
يُروى أن المدة ، ما بين دخولهم إلى مصر وخروجهم منها هي أربعمائة سنة ، والله أعلم
، وحالهم في تلك الفترة الزمنية ، يصفه القرآن بما يلي : ( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا
فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ
يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنْ
الْمُفْسِدِينَ (4 القصص ) ، ( وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ
يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ
نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49 البقرة ) ، (
وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (30 الدخان )
وازداد العذاب والاضطهاد لهم ، ببعث موسى عليه السلام إلى فرعون وقومه .

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران Empty رد: تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران

مُساهمة من طرف ريانية العود الثلاثاء يونيو 28, 2011 1:31 am

موسى عليه السلام
والحكمة الإلهية التي أرادها الله من
بعث موسى عليه السلام ، هي ما ابتدر به رب العزة سورة القصص ، بقوله ( وَنُرِيدُ
أَنْ نَمُنَّ علَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ ، وَنَجْعَلَهُمْ
أَئِمَّةً ، وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ ،
وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ ، مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ
(6 القصص ) والقصة بتمامها ، مفصلة في سورة القصص وسورة طه ، وقصة موسى معروفة
ومألوفة لدينا ، حيث وُلد عليه السلام وألقته أمه في النيل خوفا من ذبحه ، فالتقطه
آل فرعون واعتنوا به ، حتى إذا بلغ أشدّه قتل مصريا ، فأتمر به ملأ فرعون ، فغادر
مصر متجها إلى مدين ، ولم يكن قد لقي بلاء قبل ذلك ، فقد كان ربيبا منعمّا في آل
فرعون ، ولم يكن عليه السلام قد أُوحيَ إليه بعد ، وإنما كان مسلما على دين آبائه
إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام .
الموقع الجغرافي
لمَدْيَن :

قيل فيها في المعاجم : أنها تقع قرب بحر القلزم ( البحر
الأحمر ) محاذية لتبوك ، وتقع بين وادي القرى والشام ، وقيل اتجاه تبوك بين المدينة
والشام ، وقيل هي كفر سندة من أعمال طبرية ، وقيل بلد بالشام معلوم تلقاء غزة ، وفي
( البداية والنهاية ) قال ابن كثير : كان أهل مدين قوما عربا ، ومدين هي قرية من
أرض معان من أطراف الشام ، مما يلي ناحية الحجاز قريبا من بحيرة قوم لوط ، وكانوا
بعد قوم لوط بمدة قريبة .
والقول الأخير هو أفضل ما قيل فيها ، وهو الأرجح فهي
تقع شرقيّ نهر الأردن ، في السفح المطل على فلسطين قبالة أريحا ، حيث المكان المسمى
بوادي شعيب حاليا ، والذي يقع فيه مقام النبي شعيب عليه السلام ، في جبال محافظة
البلقاء الأردنية ، وهي أرض خصبة تصلح لزراعة القثائيّات ، وفيها الأشجار المثمرة
وعيون الماء ، ويؤيد ما ذهبنا إليه قوله تعالى ، على لسان شعيب مخاطبا قومه ( وَمَا
قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (89 هود ) ، والمقصود هنا البعد المكاني ، حيث
المسافة بين قرية شعيب والبحر الميت ( بحيرة لوط ) لا تتجاوز (20) كم ، أما البعد
الزماني بين لوط وشعيب فيُقدّر بمئات السنين ، حيث أن لوط عاصر إبراهيم وأن شعيب
عاصر موسى عليهم السلام .
وكما ورد في الروايات ، كان أهل مدين يقطعون السبيل
ويخيفون المارة ، وهم أصحاب الأيكة أي الأشجار الملتفة والمتشابكة - وهي صفة موجودة
أيضا في تلك المنطقة - وكانوا من أسوء الناس معاملة ، يبخسون المكيال والميزان
ويطففون فيهما ، يأخذون بالزائد ويدفعون بالناقص ، فآمن بشعيب بعضهم وكفر أكثرهم ،
( فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ
يَوْمٍ عَظِيمٍ (189 الشعراء ) ( فَأَخَذَتْهُمْ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي
دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (91 الأعراف ) ، ولم تدمر ديارهم بل بقيت على حالها ، ويقال
أن ذلك كان في يوم شديد الحر ، فبعث الله ظللا من الغمام في بقعة قريبة من مكان
سكناهم ، فذهبوا ليستظلوا بها فنزل بهم العذاب ، وبقي في القرية من آمن لشعيب عليه
السلام من قومه وهم قلة .

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران Empty رد: تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران

مُساهمة من طرف ريانية العود الثلاثاء يونيو 28, 2011 1:32 am

مقام موسى في مدين :
( وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ
مَدْيَنَ … ) خرج موسى من مصر وحيدا ( قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ
السَّبِيلِ (22 القصص ) ولم يكن يملك من أمره ، إلا حسن ظنّه بربه عز وجل حتى صار
إلى مدين . فلبث موسى عليه السلام ( 8-10 ) سنين في أهلها ، لقوله تعالى على لسان
شعيب عليه السلام ( قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ
هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا
فَمِنْ عِنْدِكَ … (27 القصص ) وتزوج فيها ورعى الغنم ( فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي
أَهْلِ مَدْيَنَ … ) .
العودة إلى مصر :
وبعد أن قضى
المدة المطلوبة منه ( فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ (29
القصص ) غادرها مع أهله وما تحصّل عليه من أغنام باتجاه مصر ، وكان خط مسيره والله
أعلم ، باتجاه الجنوب شرقي البحر الميت ، حيث انحدر بأهله إلى وادي عربة جنوب البحر
الميت فضلّ الطريق ، وهناك أتاه هاتف السماء ، قال تعالى ( … ثُمَّ جِئْتَ عَلَى
قَدَرٍ يَمُوسَى (40 طه ) إلى موضع الوحي في الوقت المقدّر . فأوكله الله بحمل
الرسالة إلى فرعون ، وأمره بالذهاب إلى فرعون ، ومن هناك سار – بخط شبه مستقيم -
مجتازا صحراء النقب جنوب فلسطين ، وصحراء سيناء باتجاه بوابة مصر البرية من الشرق ،
ومن ثم سار جنوبا باتجاه القاهرة حيث إقامة فرعون وقومه .
تحديد الموقع الجغرافي
للمكان الذي أوحي فيه إلى موسى عليه السلام :
نزل الوحي إلى موسى مرتين ؛ الوحي
الأول : هو الذي كُلف به موسى بحمل الرسالة ، وما بعث به إلى فرعون وبني إسرائيل ،
أثناء عودته إلى مصر بعد خروجه من مدين ، والوحي الثاني : هو الشريعة الجديدة التي
كُتبت في الألواح لبني إسرائيل ، بعد خروجهم من مصر في الطريق إلى الأرض المقدسة ،
ويعتقد الكثيرون أن الوحي نزل على موسى ، على جبل سيناء الواقع في صحراء سيناء
المصرية وهذا غير صحيح ، حيث لم يوجد أي نص في القرآن يفيد ذلك . والواقع أن هذه
تسمية الصحراء المصرية بصحراء سيناء ، استندت إلى ما جاء في التوراة مع أن التوراة
لم تُحدّد موقع الصحراء أو الجبل .
وتذكر التوراة في سفر الخروج ، أن بني
إسرائيل مروا على التوالي ، بثلاثة صحارى ، هي الواردة في النص التالي بالترتيب :
15: 22: ثم ارتحل موسى بإسرائيل من البحر الأحمر ، وتوجّهوا نحو صحراء شور ، 27: ثم
بلغوا إيليم … 16: 1: ثمّ انتقلوا من إيليم حتى أقبلوا على صحراء سين ، الواقعة بين
إيليم وسيناء .
وجاء في نص آخر : 17: 1: وتنقل بنوا إسرائيل على مراحل ، من
صحراء سين … إلى أن خيّموا في رفيديم …19: 2: فقد ارتحل الإسرائيليون من رفيديم إلى
أن جاءوا إلى برية سيناء ، فنزلوا مقابل الجبل فصعد موسى للمثول أمام الله ، فناداه
الرب من الجبل … 20 : ونزل الرب على قمة جبل سيناء …
وهذه النصوص تُشير إلى أن
جبل سيناء ، هو اسم الجبل الذي أُوحي بجانبه إلى موسى ، وأن برية سيناء هي تسمية
للمكان الواقع مقابل جبل سيناء . وأن برية سيناء هي الأبعد عن مصر ، كونها كانت آخر
الصحارى التي مرّوا بها أثناء مسيرهم ، باتجاه بوابة الأرض المقدّسة شرقي نهر
الأردن ، والترجمات العربية للتوراة لا تُميّز بين القفر ، أي الخلاء غير المأهول
بالسكّان وبين الصحارى الرملية القاحلة .
وجاء في التوراة 16: 35: واقتات
الإسرائيليون بالمنّ طوال أربعين سنة ، حتى جاءوا إلى تخوم أرض كنعان العامرة
بالسكان . وهذا النص الكاذب والمضلّل ، يقول أن المنّ والسلوى كانت تنزّل عليهم
طيلة أربعين سنة ، قبل وصولهم إلى مشارف فلسطين ، أي قبل أن يُطلب منهم الدخول إلى
الأرض المقدسة ، وقبل أن يحكم عليهم بسنوات التحريم والتيه الأربعين . والصحيح أن
المنّ والسلوى كانت تنزّل عليهم خلال مسيرهم في الصحراء ، وهي مدة قصيرة ، أما
سنوات التحريم والتيه الأربعين - سنوات الغضب الإلهي - فلم يكن يتنزّل عليهم شيء
.
وتسمية الصحراء المصرية بسيناء ، وذكر التوراة أن بني إسرائيل عاشوا فيها
أربعين سنة يأكلون المن والسلوى ، ضلّلت حتى اليهود أنفسهم ، الذين بحثوا ونقبوا
فيها طويلا عن أي أثر لمقامهم فيها ولكن دون جدوى ، مما اضطر بعض الباحثين اليهود
مؤخرا ، إلى تكذيب معظم روايات التوراة ، ونشر الكثير من آرائهم ونتائج أبحاثهم في
الصحف .
أما كلمة الطور فقد وردت في القرآن (10) مرات ، (Cool منها بلفظ ( الطور )
معرّفة بأل التعريف ، بمعنى الجبل ، وواحدة بلفظ ( طور سيناء ) ( وَشَجَرَةً
تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ (20
المؤمنون ) ، وواحدة بلفظ ( طور سينين ) بنفس المعنى السابق ، ( وَالتِّينِ
وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2 التين ) . وسيناء وسنين لغة إذا لم تمنع من
الصرف ، أي لحقها التنوين جرّاً ونصباً فإنها تعني كثرة الشجر ، وإذا مُنعت من
الصرف كما هو الحال هنا فهي اسم ، والكلمات ( طور وسيناء وسينين ) ألفاظ أعجمية ،
ومما تقدم نستطيع القول بأن ( طور سيناء ) اسم لجبل معروف لبني إسرائيل ، بمعنى (
جبل الغابة ) وهو في الحقيقة ، اسم الجبل الذي أوحيَ بجانبه إلى موسى ، حسب تسمية
التوراة له ، وقد عُرّف هذا الجبل من خلال القرآن ، بأنه يُنبت التين والزيتون .
والمقصود بكلمة ( الطور ) المعرّفة بألف ولام ، أينما جاءت في القرآن هو طور سيناء
أو سينين ، والطور هو سلسلة جبال فلسطين ، التي تربض على تلالها مدينة القدس ،
والتي هي في الأصل جبل واحد ، يمتد من مدينة نابلس شمالا إلى مدينة الخليل جنوبا
.
قال تعالى ( فَلَمَّا قَضَى موسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ ، آنَسَ مِنْ
جَانِبِ الطُّورِ نَارًا ، قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا ، إِنِّي آنَسْتُ نَارًا ،
لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ ، أَوْ جَذْوَةٍ مِنْ النَّارِ ، لَعَلَّكُمْ
تَصْطَلُونَ (29 القصص ) قلنا أن موسى عليه السلام ، كان قد ضلّ طريقه بعد خروجه من
مدين باتجاه مصر ، ، لقوله عليه السلام ( لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ )
فوجد نفسه في أحد الأودية . ودخوله إلى الوادي كان عن طريق انحداره بواد فرعي جنوب
البحر الميت ، وكان ذلك ليلا وفي طقس بارد جدا . وأثناء التخييم هناك ، كان يلتفت
يمنة ويسرة بحثا عن الدفء والهداية ، فآنس نارا من جانب الجبل ، فاتجه إليها بعد أن
استأذن أهله ، ليأتيهم بجذوة منها لأجل الدفء ، أو يجد من يرشده إلى طريقه ، ولكنه
لم يجد نارا ولم يجد في المكان أحد .

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران Empty رد: تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران

مُساهمة من طرف ريانية العود الثلاثاء يونيو 28, 2011 1:33 am

نور لا نار :
( فَلَمَّا أَتَاهَا … ) أي النار وقف
تحتها ( فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنْ الشَّجَرَةِ (30 القصص ) وفي الواقع
لم تكن نارا ، بل كانت نور في شجرة ، ونعتقد بأنها الشجرة الموصوفة في قوله سبحانه
( شَجَرَةٍ ، مُبَارَكَةٍ ، زَيْتُونِةٍ ، لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ ،
يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ ، وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ (35 النور ) ، وهي (
شجرة ) ( وزيتونة ) ( ومباركة ) ، أي تقع في بقعة من أرض مباركة ينبت فيها شجر
الزيتون ، وقوله ( لا شرقية ولا غربية ) ، أي لا في الجانب الشرقي من وادي عربة ،
ولا في الجانب الغربي منه ، فهي في منتصف الوادي تقريبا ، وقوله ( يكاد زيتها يضيء
ولو لم تمسسه نار ) ، أي لها وهج من نور ، وليس ذلك من اشتعال نار فيها ، فهي مضيئة
من تلقاء نفسها ، وقوله ( يكاد زيتها يضيء ) ، أي أن الإضاءة ناتجة عن زيت الشجرة ،
فلا يكون ذلك إلا وهي مثمرة ، فالزيت يوجد في الثمر ، وتشكل الزيت في الثمر ، لا
يكون إلا في بداية فصل الشتاء ، ويؤيد ذلك طلب موسى عليه السلام للدفء ، ليتأكد لنا
أن دخوله إلى بطن وادي عربة كان في فصل الشتاء ، وأن الشجرة التي نوديَ من تحتها في
الوادي المقدس ، هي نفس الشجرة الموصوفة في سورة النور ، ولا أدري لماذا يتملكني
شعور قوي ، بأن هذه الشجرة قائمة في ذلك المكان إلى اليوم ، في منطقة موحشة ومقفرة
وغير مأهولة ، تضيء كلما أثمرت في فصل الشتاء ، والله أعلم .
( فَلَمَّا
أَتَاهَا ) وقف حائرا أمامها يتفكّر في أمرها ، حيث أنه لم يجد ما جاء يسعى إليه ،
فلا نار ولا ناس يُشعلونها ، وأثناء شروده وفي سكون الليل ، ( نُودِي يَمُوسَى (11
طه ) ( مِنْ شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ (30 القصص ) ، أي من الجانب الأيمن من
الوادي ، ( مِنْ جَانبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ (52 مريم ) ، أي من الجانب الأيمن
للجبل وليس الأيسر ، ( بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ (44 القصص ) ، أي الجبل الغربيّ وهذا
تحديد جغرافي بالغ الدقة لمكان الوحي .
أتاه النداء باسمه ممن يعرفه ، وذلك مما
آنس موسى ، ليبدّد سكون ذلك الليل الموحش ، ويقطع عليه شروده وتأمله ، ولا أخاله
إلا قد أجفل عليه السلام ، ولما التفت إلى مصدر النداء ، خاطبه رب العزة قائلا (
إِنِّي أَنا رَبُّكَ ) مطمئنا إياه ومعرّفا بنفسه ( فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ
بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى (12طه ) فأمره بخلع نعليه – إذ هو في حضرة ملك
الملوك – ليتجه حافي القدمين ، سائرا في الجانب المقدس من الوادي ، صوب الجبل ، قال
تعالى ( وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا(52 مريم ) أي كان الكلام مناجاة ، والمناجاة عادة
تستدعي القرب .
نحن نعلم أن الأرض المباركة والمقدّسة هي أرض فلسطين ، وبما أن
الوادي الذي نزل فيه موسى واد مقدّس ، فلا بد له من يكون واقعا في الأرض المقدّسة ،
وبما أن الشجرة نبتت في بقعة مباركة ، فلا بد لها من أن تكون قائمة في الأرض
المباركة ، وبما أن شجرة سورة النور زيتونة مباركة ومضيئة ، فلابد لها من أن تكون
هي الشجرة ، التي رآها موسى في بطن وادي عربة فظن نورها نارا ، والله أعلم
.
وعندما اقترب موسى بما فيه الكفاية لبدء المناجاة ، ناجاه ربه قائلا ( وَأَنا
اخْتَرْتُكَ ، فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ ، لَا إِلَهَ
إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي ، وَأَقِمْ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14 طه ) فأمره بتوحيده
وإفراده بالعبادة وإقامة الصلاة ، ومن ثم منحه آيتيّ العصا واليد وكلّفه بحمل
الرسالة ، والذهاب لدعوة فرعون ودعوة بني إسرائيل إلى الله ، ( اذْهَبْ إِلَى
فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (24 طه) . وفي الصباح عاين موسى عليه السلام المكان ،
وحفظه عن ظهر قلب فهو المكان الذي تغيّر فيه مجرى حياته عليه السلام ، ولم كان يعلم
عليه السلام ما يدبّره رب العزة من أقدار ، ستأتي به إلى هذا المكان في قادم الأيام
، عند خروجه بقومه من مصر ، متجها إلى بوابة الأرض المقدسة حيث كان في أرض مدين
.

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران Empty رد: تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران

مُساهمة من طرف ريانية العود الثلاثاء يونيو 28, 2011 1:35 am

موسى في مصر :
كنت أعتقد وربما يشاركني كثيرون أيضا ، أن
مُقام موسى في مصر ، لا يتجاوز عدة أيام أو عدة أشهر على أبعد تقدير ، ولكن تبين لي
أني كنت مخطئا ، فالأحداث والوقائع التي مرت مع موسى عليه السلام كثيرة ، وتحتاج
إلى سنوات عديدة ، وأظنه مكث هناك ما لا يقل عن30 عاما ، يدعوا فرعون وقومه وبني
إسرائيل أيضا ، ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّأَا
لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا
الصَّلَاةَ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ (87 يونس ) فلو تفكرت في الآية الكريمة ،
لتبينت أن طلبه سبحانه ببناء البيوت ، وجعلها باتجاه بيت المقدس ، وأَمْرِه إياهم
بإقامة الصلاة فيها ، ما كان إلا لطول مُقام ، ولو كان مُقامهم قصيرا أو عارضا ،
لما أمرهم بذلك . والجدل بين موسى عليه السلام وفرعون أخذ زمنا طويلا ، بدءا
باللقاء الأول الذي عرض فيه موسى رسالته ، وما أيّدها به من آيات – العصا واليد –
ولقاء يوم الزينة حيث التقى موسى بالسحرة ، وبناء الصرح ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ
يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي
يَاهَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ
مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنْ الْكَاذِبِينَ (38 القصص ) .
بناء الأهرامات :
الصرح هو البناء الضخم والمرتفع ، وأعتقد أن
الأهرامات الثلاثة هي ما أُمر هامان ببنائها من قبل فرعون لينظر إلى إله موسى ،
وفيما بعد اتُّخذت تلك الصروح مقابر ومدافن .
إذ لو فُحِصت مادة بناء الأهرامات
، لتبين أنها من الطين المشوي ، لدلالة قوله تعالى ( فَأَوْقِدْ لِي يَهَامَانُ
عَلَى الطِّينِ ) ، إذ يخبر سبحانه – وما إعلامه لنا بذلك عبثا - بأنهم كانوا
يستخدمون الطين في البناء ، وليس الحجارة كما يعتقد علماء الآثار ، الذين حاولوا
جاهدين لتفسير الآلية المعقدة والمستحيلة ، في رفع تلك الصخور ذات القطع الكبير ،
إلى قمة الهرم حيث لم يكن لديهم رافعات عملاقة . وهذا الخبر يكشف حقيقة ، ربما لم
تخطر ببال علماء الآثار من قبل ، ويجعل كيفية البناء غاية السهولة ، حيث كان عبيد
فرعون ومنهم بني إسرائيل ، ينقلون الطين – وليس الصخور والحجارة - ويضعوه في قوالب
مثبتة على الهرم نفسه ، وكل لبنة في موقعها ، وينتظرون اللَبِن حتى يتماسك ،
لينزعوا القوالب ، وكلما أنجزوا مرحلة ، قاموا بتثبيت القوالب مرة أخرى ، على ما
تمّ إنجازه ، وبدءوا بنقل الطين ليفرغوه فيها ، وهكذا دواليك حتى يكتمل بناء الهرم
. ومن الداخل ستجد أن قلب الهرم مفرغ ، وستجد أن هناك سراديب طويلة غير نافذة ،
تتوزّع بكافة الاتجاهات ، والغاية منها توزيع الحرارة ، عند إشعال النار في قلب
الهرم لشيّ الطين الجاف ، وهي عملية تحتاج إلى وقت طويل نظريا ، ولكن مع كثرة
العبيد فالأمر مختلف ، والآلية بسيطة وليست معقدّة ، ولا توحي بأن الفراعنة كانوا
جبابرة وأشداء ، فبناة الأهرام هم العبيد وليس الفراعنة أنفسهم ، وربما يكون شيّ
الطين قد تم على مراحل ، وليس دفعة واحدة . وهذه الفكرة مطروحة للمختصّين لنفيها أو
إثباتها ، وبذلك تكون الأهرامات ، رمزا من رموز الكفر والعصيان والتمرد والتحدي
الفرعوني لله ورسوله ، وربما يكون أبو الهول هو إله المصريين القدماء ، قبل أن
يُعلن فرعون ربوبيته تحديا لموسى عليه السلام وربه .
وبالإضافة إلى تلك الأحداث
، التي وقعت أثناء تواجد موسى في مصر ، ما وقع في قوم فرعون من البلاء الذي أنزله
الله ، وكلما كشف عنهم بلاء أرسل عليهم آخر ، ( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ
الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ ءَايَاتٍ
مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (133 الأعراف ) .
وستجد ما مرّ بقوم فرعون من وقائع ، أثناء تواجد موسى في مصر ، قد سُردت بإيجاز في
الآيات (103 – 136) من سورة الأعراف ، والآيات (85 – 90) من سورة النمل ، ومواضع
أخرى متفرقة في القرآن الكريم .
وفي نهاية المطاف ( وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا
إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى
أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوْا
الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (88 يونس ) أي الغرق ، فاستجيبت دعوة موسى ، وهذا بالضبط ما
حصل مع فرعون ( حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا
إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنْ
الْمُسْلِمِينَ (90 يونس ) ولو تمعنت في قول فرعون لتبينت أنه لم يؤمن ، لقوله (
الذي آمنت به بنو إسرائيل ) ، وأغلبية بني إسرائيل لم تكن تؤمن بالله ، ولم يقل
الله أو إله موسى تكبرا وعلوا .
قال تعالى ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا
فَاحِشَةً ، أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ، ذَكَرُوا اللَّهَ ، فَاسْتَغْفَرُوا
لِذُنُوبِهِمْ ، وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ ، وَلَمْ يُصِرُّوا
عَلَى مَا فَعَلُوا ، وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135 آل عمران ) ، وقال أيضا ( وَلَيْسَتْ
التَّوْبَةُ ، لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ، حَتَّى إِذَا حَضَرَ
أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ ، قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ ، وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ
وَهُمْ كُفَّارٌ ، أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (18 النساء ) .

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران Empty رد: تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران

مُساهمة من طرف ريانية العود الثلاثاء يونيو 28, 2011 1:35 am

خروج موسى ببني إسرائيل من مصر :
قال تعالى ( وَلَقَدْ
أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بعِبَادِي ، فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي
الْبَحْرِ يَبَسًا ، لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى (77 طه ) ، نتبين من ذلك أن
خروج موسى بقومه إلى البحر كان بوحي من ربه ، وإن لم يخب ظني فقد اتجه صوب البحر
الأحمر مباشرة ، أقصى الشمال من خليج السويس ، وبعد أن خرج بقومه من البحر ، اتجه
شرقا وشمالا بخط شبه مستقيم ، متجاوزا صحراء سيناء وصحراء النقب ، حيث المدخل
الجنوبي لوادي عربة ، وسار شمالا في بطن الوادي ، حتى الجبل المعهود جنوب البحر
الميت ، ليستقبل الوحي بناءا على الموعد المسبق ، الذي ضرب بينه وبين ربه ، بعد
النجاة من فرعون وقومه ، قال تعالى ( يَبَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُمْ
مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ (80 طه ) ، وهذه
الآية تدل على عدم مكوثهم لفترة طويلة ، في أي من صحراء سيناء أو النقب ، وأن
وجهتهم كانت حيث المكان الموعود ، وكان موسى يستعجل المسير وهم يبطئون ، وبعد تلقيه
الوحي ، صعد بقومه إلى المرتفعات الشرقية ، ودخل الأردن عن طريق الوادي الذي نزل به
في المرة السابقة ، ملتفا حول مملكة الآدوميين ومملكة الموآبيين شرقي البحر الميت ،
ليصل إلى مكان إقامته السابق ، حيث كان سفيرا لبني إسرائيل – ولم يكن يعلم بذلك
آنذاك - في مدين قرية شعيب عليه السلام ، ليُمَهّد لهم طيب الإقامة فيها مستقبلا
.
ترتيب الأحداث التي مرت بموسى وبني إسرائيل خلال تلك الرحلة الطويلة
الصاعقة والبعث بعد الموت :
في رحلته مع بني إسرائيل ، في طريق
العودة من مصر إلى مدين ، كانت ترافق موسى عليه السلام أمّة بأسرها بما لها وما
عليها ، وأكثرها من غير المؤمنين وغير المطيعين لله تعالى وله عليه السلام ، مما
جعل المسير فيها بطيئا وشاقا وطويلا ، قال تعالى ( فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا
ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ
يَفْتِنَهُمْ (83 يونس ) ، وقال أيضا ( وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى ، لَنْ نُؤْمِنَ
لَكَ ، حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً ، فَأَخَذَتْكُمْ الصَّاعِقَةُ ، وَأَنْتُمْ
تَنظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ
تَشْكُرُونَ (56 البقرة ) ، وكان قولهم هذا فور نجاتهم وخروجهم من البحر ، بعدما
رأوا كل ما أجراه الله على يد موسى من معجزات ، تلين لها قلوب الجبال وعقولها ،
فأماتهم الله ثم أحياهم ، ولو نظرت إلى قولهم في الآية السابقة واستخدام أداة الجزم
والتأبيد ( لن ) ، تجد أن لديهم إصرار عجيب على الكفر ، بما هو غيبيّ ومحجوب عن
حواسّهم ، رغم مشاهدتهم للآيات والآثار الدالة على وجوده ، وأنهم لا يؤمنون إلا بما
تدركه الحواس من أشياء مادية ، وهذا ما جعلهم يقعون في فتنة العجل الذهبي بعد هذه
الحادثة ، وفي فتنة الدجال مستقبلا بما لديه من فتن مادية ظاهرة للعيان ، (
فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمْ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ،
ثُمَّ ، اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ ،
فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا (153 النساء ) وقد
وقع هذا منهم قبل اتخاذهم للعجل .
تفجير الماء ونزول المنّ
والسلوى والتظليل بالسحاب أثناء المسير :

وبناءً على ما سبق ، كان خط
مسير الرحلة في معظمه في صحاري قاحلة ، وكل ما كان بحوزتهم من طعام وماء أثناء
الخروج ، كانوا قد استنفدوه في أيامهم الأولى ، قال تعالى ( وَقَطَّعْنَاهُمْ
اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا ، وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذْ
اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنْ اضْرِب بِعَصَاكَ الْحَجَرَ ، فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ
اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ، قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ ،
وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمْ الْغَمَامَ ، وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ الْمَنَّ
وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ، وَمَا ظَلَمُونَا
وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (160الأعراف ) ومن هذه الآية الكريمة نجد
أنهم قُسّموا إلى (12) جماعة لتيسير عمليّه القيادة ، ومنّ عليهم ربهم سبحانه عما
يصفون ، بأن وفّر لهم كل أسباب الراحة من ماء وغذاء ، وحتى أنه وقاهم من حر الشمس
بأن جعل السحاب يظللهم ، أينما حلوا وأينما ارتحلوا أثناء مسيرهم باتجاه الأرض
المُقدّسة ، وفي تلك الأثناء مرّوا على عبدة الأصنام ، فطلبوا من موسى أن يجعل لهم
إله كما لهؤلاء آلهة ( وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ ، فَأَتَوْا
عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ ، قَالُوا يَامُوسَى اجْعَلْ
لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ ءَالِهَةٌ ، قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138
الأعراف ) .
ولا يغب عن بالنا أن رحلة كهذه كانت تستوجب ما بين فترة وأخرى
التخييم والإقامة لبعض الوقت ، ومن ثم متابعة المسير وهكذا دواليك ، ولم تتعدى مدد
الإقامة في أي من مراحل المسير ، سوى أيام أو أسابيع معدودة ، فهم لم يركنوا إلى
مكان معين ، إذ كان هناك مواعدة للقاء في جانب الطور الأيمن في وادي عربة ، وكانت
هذه المواعدة جماعية لموسى ولبني إسرائيل ، ولكنّ موسى عليه السلام وبعد أن قطع
شوطا كبيرا في وادي عربة استعجل اللقاء ، وعندما اقترب من المكان المحدد ، استخلف
أخيه هارون في قومه وتركهم ومضى مسرعا رغبةً منه في إرضاء ربه ، واعتذارا عن
التأخير الذي تسبّب به قومه من جرّاء مماطلتهم وتذّمرهم .
اللقاء الأول لموسى بربه بعد الخروج من مصر ، واتخاذ العجل في بطن وادي
عربة :

قال تعالى ( وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَمُوسَى (83) قَالَ
هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84) وهناك كان
موسى عليه السلام ، مشتاقا ومندفعا فطلب رؤية ربه ، وكأنه نسي ما كان من قومه ،
فطلب من ربه ما طلبه قومه منه ( وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ
رَبُّهُ ، قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ، قَالَ لَنْ تَرَانِي ، وَلَكِنْ
انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ ، فَإِنْ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ،
فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا ، وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا ،
فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ
الْمُؤْمِنِينَ (143 الأعراف ) فصُعق موسى كما صُعق قومه من قبل ، وبعدما أفاق
أُعطيت له الألواح التي تحمل في ثناياها الشريعة الجديدة لبني إسرائيل ، (
وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا
لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا
سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ (145 الأعراف ) .
ومن ثم أخبره ربه بأن قومه
فُتنوا من بعده ، بعبادتهم للعجل الذهبي الذي ابتدعه السامريّ ( قَالَ فَإِنَّا
قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمْ السَّامِرِيُّ (85 طه ) ،
وكانت عقوبة الشرك بالله غاية في القسوة ، ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ ،
يَقَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمْ الْعِجْلَ ، فَتُوبُوا
إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ، ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ
بَارِئِكُمْ ، فَتَابَ عَلَيْكُمْ ، إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54
البقرة ) ، وتوحي هذه الآية بأن الأمر كان مُلزما ، وقبول التوبة كان مشروطا بقتل
النفس ، فمن رغب في التوبة آنذاك ممن عبدوا العجل ، قتل نفسه حقيقة وقُبلت توبته ،
والله أعلم .
وبالنظر في قوله تعالى ، على لسان موسى مخاطبا السامريّ (
وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ
لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97 طه ) ، نجد أن العجل الذهبي قد حُرّق
ورُمي في البحر ، وأقرب بحر لمقام بني إسرائيل في وادي عربة هو البحر الميت .

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران Empty رد: تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران

مُساهمة من طرف ريانية العود الثلاثاء يونيو 28, 2011 1:36 am

اللقاء الثاني والرجفة ونتق الجبل :
وبناءً على ما كان
منهم ، اختار موسى (70) رجلا من أفضلهم ، للاعتذار عما فعله السفهاء من قومه (
وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا ، فَلَمَّا
أَخَذَتْهُمْ الرَّجْفَةُ ، قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ
وَإِيَّايَ ، أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ، إِنْ هِيَ إِلَّا
فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ ، أَنْتَ وَلِيُّنَا
فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155 الأعراف ) فشهدوا
الوحي بمعية موسى عليه السلام دون سماعه ، وشعروا بوجود خالقهم وعظمة قدرته بأن
زلزل الأرض من تحت أرجلهم .
أخذ الميثاق ، وإلزام النقباء
الاثنيّ عشر بالسهر على تطبيقه ، والحكم بما جاء فيه :

وهناك عُرض عليهم
الميثاق ليلتزموا به ويلزموا أتباعهم على القيام به ، ويتحملوا مسؤولية نقضه
فتردّدوا وأبَوْا ، فرفع سبحانه فوقهم الجبل وأجبرهم على أخذه بالقوة ، ولو أصرّوا
على الرفض لأطبقه عليهم فقبلوه على مضض ، وكان الله أعلم بما يعتمل في صدورهم ولكنه
غفور رحيم ، حيث قال فيهم ( وَإِذْ أَخَذْنَا ميثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمْ
الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا ، قَالُوا سَمِعْنَا
وَعَصَيْنَا ، وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمْ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ ، قُلْ
بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (93 البقرة ) .
فاختير من السبعين رجلا (12) نقيبا ، بعدد الأسباط ( أي قبائل بني إسرائيل ) وهم
الذين تُسميهم التوراة بالقضاة . وهذا نص الميثاق الذي أُلزموا بالعمل على تطبيقه ،
بالإضافة إلى الوصايا الواردة في سورة الأنعام ( وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ
بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَبَعَثْنَا مِنْهُمْ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ، وَقَالَ
اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ ، لَئِنْ أَقَمْتُمْ الصَّلَاةَ ، وَآتَيْتُمْ الزَّكَاةَ
وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ ، وَأَقْرَضْتُمْ اللَّهَ قَرْضًا
حَسَنًا ، لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ، وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ، فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ ،
فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (12 المائدة ) .
رفض المن
والسلوى وطلب القثائيات ، والحكم عليهم بالنزول في موطن زراعتها :

كانت
مدة المكث بادئ الأمر في الصحراء بسيطة ، وذلك لتذمّرهم وعدم صبرهم على طعام واحد ،
أي المنّ والسلوى ، فحكم عليهم سبحانه بإكمال المسير المقدّر مسبقا ، بقوله على
لسان موسى ( وَإِذْ قُلْتُمْ يَمُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ
لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا
وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي
هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا ، فَإِنَّ لَكُمْ مَا
سَأَلْتُمْ (61 البقرة ) وحيث أنه قال ( مِصْراً ) منونةً ، ولم يقل ( مِصْرَ )
بدون تنوين ، فهي غير مصر التي خرجوا منها ، وإنما جاءت هنا بمعنى ( بلداً ) نكرة
وغير معرّفة ، وقوله ( فإنّ لكم ما سألتم ) تعني أن هذا البلد يتميّز ، بأن فيه ما
سأله بني إسرائيل من نبيهم من عدس وبصل وغيره ، ولو تساءلنا عن موقع هذا البلد ،
القريب من الأرض المقدسة ، الذي يتميز بخصوبة أراضيه ووفرة مياهه من ينابيع وآبار
ويصلح لزراعة القثّائيات ، بالتأكيد ستكون الإجابة الأرض الواقعة شرق نهر الأردن ،
وفي السفوح الغربية للجبال المطلة على فلسطين ، وبالتحديد قرية مدين التي يعرفها
موسى ، ويعرف ميّزاتها وخصائصها ، والتي كان أهلها قد هلكوا بعذاب يوم الظلّة ، قبل
أو بعد خروج موسى منها ، ليرثها بنوا إسرائيل مع القلة المؤمنة ، من قوم شعيب التي
نجت من العذاب ، والله أعلم .
دخول مدين والمُقام فيها
:

قال تعالى ( وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا
مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ
نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58 البقرة ) ، وقال في
آية أخرى ( وَإِذْ قِيلَ لَهُمْ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا
حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ
خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (161) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا
مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا
مِنْ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ (162 الأعراف ) ، ولم يكن المقصود بهذه
القرية الأرض المقدسة ، كونهم دخلوها حربا ، بعد موسى عليه السلام بأربعين عاما على
الأقل ، وهذه القرية سُكنت حقيقة بدخولها بلا قتال بمعية موسى عليه السلام ، وقد
بدّل الذين ظلموا منهم –أي العُصاة – القول والهيئة عند الدخول ، فأرسل عليهم
سبحانه رجزا من السماء .
وقوله قبل الدخول ( وَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ )
وقوله لهم في النص الآخر ( فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا ) يوحي بأنها
سكنى مؤقتة ، ولم يكن لديهم علم بأنه سيكون هناك ما بعدها ، وهو الاستعداد والتهيئة
لدخول الأرض المقدسة ، فأفشلوا أنفسهم في الدخول الأول لتلك القرية ، فاستحقوا غضب
الله عليهم ، وأفشلوا أنفسهم عندما أُمروا بالدخول الثاني بلا حرب ، فأفشلهم الله
وأذهب ريحهم . وقد قيلت هذه العبارة لآدم عليه السلام وزوجه ( وَكُلَا مِنْهَا
رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا (35 البقرة ) قبل دخوله الجنة ولم يكن لديهما علم بأن
الإقامة فيها مؤقتة ، وأن هناك ما بعدها ، وسيحاطون به علما عند وقوعه ، وفي موعده
المقدر المضمر في علم الله ، ولكن بعد فوات الأوان . وإن لم تكن مدين هي القرية
التي دخلها بنوا إسرائيل وأقاموا فيها ، فهي قرية تقع في نفس المنطقة ، والله أعلم
.

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران Empty رد: تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران

مُساهمة من طرف ريانية العود الثلاثاء يونيو 28, 2011 1:36 am

الخسف بقارون ، ورحلة موسى والفتى ، وذبح البقرة :
أقام
بنو إسرائيل في مدين بمعية موسى - على ما يبدو - سنين عديدة ، واطمأنوا بها وإليها
وطاب لهم المقام فيها ، حيث الزراعة وتربية المواشي والتجارة ، ومن الأحداث التي
نعتقد أنها وقعت فيها قصة البقرة ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ
يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ
أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ (67 البقرة ) ، وقصة سفر موسى
حيث مجمع البحرين ، للالتقاء بالعالم ، ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا
أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقبًا (60 الكهف )
وقصة قارون المعروفة ( إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَليْهِمْ
وَآتَيْنَاهُ مِنْ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ
أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا
يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76 القصص ) .
الأمر بدخول الأرض المقدّسة
وتحريمها عليهم وتيههم شرقي النهر :

وبعد مدة من مكثهم في مدين ، أمرهم
موسى بدخول الأرض المقدسة ( فلسطين ) ، ولم تكن هناك حاجة للقتال آنذاك فرفضوا
وعصوا لقلة إيمانهم ، وأخلدوا إلى الأرض وتذرّعوا بحجج واهية ليبرّروا اتكاليتهم
وعجزهم ، فدعا موسى ربه ليحكم بينه وبينهم ، فاستجاب له ربه ( قَالَ فَإِنَّهَا
مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلا تَأْسَ
عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (26 المائدة ) فكان تحريم الدخول لمدة أربعين سنة
ومن ثم التيه في الأرض .
والتيه لغة الحيرة والضلال ، ورجل تائه وتيّاه إذا كان
جسورا يركب رأسه في الأمور ، وفي الحديث : إنك امرؤ تائه ، أي متكبر أو ضال متحيّر
. والمراد من ذلك أنهم تُركوا على رؤوسهم ، وحُرموا من قيادة الأنبياء ، بأن الله
تخلى عنهم وحرمهم من رعايته لهم ، ورفع عنهم الوحي وتركهم بلا هداية ، بعد موت موسى
عليه السلام ، على مدى 40 سنة ، ولم يُقصد بالتيه الضياع والتشرّد المكاني في صحراء
سيناء كما كنا نعتقد سابقا . والصحيح أنهم حافظوا على تواجدهم ، كأمة مكونة من 12
جماعة شرقي نهر الأردن ، وأُوكلت قيادة كل جماعة إلى أحد النقباء الاثني عشر ، كل
حسب السبط الذي ينتمي إليه بعد انقطاع قيادة الوحي ، وهذا مما ينفي نبوة فتى موسى
المسمى بيوشع بن نون . وهنا تتضح الحكمة من جراء إلقاء مسؤولية حفظ الميثاق وإقامته
، على النقباء الاثني عشر بعد وفاة موسى وانقطاع الوحي والعناية الإلهية . وهذا ما
حاول مؤلّفو التوراة إخفاءه بتبديل مواضع الكلم ، فجعلوا المن والسلوى تتنزّل عليهم
لمدة أربعين سنة في الصحراء ، وهي عدد سنين التحريم والتيه التي كانوا يأكلون فيها
البصل والعدس .
ويدّعي كتبة التوراة أن بني إسرائيل ، أثناء قدومهم إلى الأرض
المقدسة بمعية موسى عليه السلام ، قد قاتلوا أقواما كثيرة شرق نهر الأردن وانتصروا
عليها ، ويدّعون أيضا أنهم هاجموا الكنعانيين بعد موسى ، وهدموا أسوار مدينة أريحا
بمعية يوشع بن نون ، وأنهم أقاموا زمن القضاة غرب النهر . وهذا كله محض افتراء
وتلفيق ، فكيف يقاتل من طلب منه مجرد الدخول ولم يدخل ، ولفظ الدخول في القرآن يوحي
بانتفاء القتال ، ونص الحوار الذي دار بين موسى وقومه لدخولها تجده كاملا في الآيات
(20 – 27) المائدة .
زمن الإخبار بنص نبوءة الإفساد والعلو في
الأرض :

وبعد مدة يسيره من الزمن من ذلك الحكم ، كشف موسى عليه السلام
النقاب عن النبوءة موضوع هذا الكتاب ، وأخبر عنها قبل أن ينتقل إلى جوار ربه .
وتركهم في غيهم وطغيانهم يعمهون ، كما حكم عليهم ربهم ، وأُوكل الأمر من بعده إلى
النقباء الإثني عشر أصحاب الميثاق ، ليحفظوا التوراة وليحكموا بين الناس بما جاء
فيها ، ومن ذلك اليوم انتقلت مسؤولية حفظ التوراة والشريعة إلى أناس عاديين ، فبدأ
ظهور الأحبار ، قال تعالى ( إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ
، يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا ، لِلَّذِينَ هَادُوا ،
وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ ،
وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ (44 المائدة ) .
طلب المُلك لدخول
الأرض المقدّسة بعد نهاية سنوات التيه :

( إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ
ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا
نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا
فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ
وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246)
وبعد انقضاء سنون التيه الأربعون ،
التي عاشوا خلالها شرقي نهر الأردن . بُعث فيهم نبيا ، يدّعون في التوراة أن اسمه (
صمويل ) . وربما لتعرضهم لضيق العيش والاضطهاد والغزو ، من قبل الممالك المجاورة
شرقي النهر ، طلبوا من هذا النبي أن يسأل الله ليبعث لهم ملكا ، قال تعالى ( أَلَمْ
تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى ، إِذْ قَالُوا
لِنَبِيٍّ لَهُمْ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ (246 البقرة
) بغية دخول الأرض المقدسة التي كتب الله لهم ، فبُعث لهم طالوت ملكا وأنزل الله
لهم التابوت تحمله الملائكة آية لملكه ، كونهم لا يؤمنون إلا بما هو محسوس ،
فأعدّهم ونظّم صفوفهم واجتاز بهم نهر الأردن على ألّا يشربوا منه فشربوا منه إلا
قليلا .
وكانت المواجهة مع الكنعانين - على الأرجح في سهول أريحا - (
فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ ) وقتل داود - الذي كان
من جنود طالوت - جالوت قائد الكنعانيين فدخلوا القدس . ومن ثم انتقل المُلك لداود
عليه السلام بغض النظر عن الكيفية ( وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ ،
وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ (251 البقرة ) ونص هذه الأحداث كاملا تجده في الآيات
(246 – 251) البقرة ، وكانت هذه أول معركة يقاتل فيها بنو إسرائيل ، وكان جيشهم
يتألف من القلة المؤمنة ، التي لم تكن قد شربت من النهر ( نهر الأردن ) ، وكان هذا
هو الدخول الأول لبني إسرائيل إلى الأرض المقدسة .

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران Empty رد: تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران

مُساهمة من طرف ريانية العود الثلاثاء يونيو 28, 2011 1:39 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] اتمنى ان اكون نقلت لكم ما يستفاد للجميع

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى