تدشين مجلس قضاء الوادي في جوّ من المخاوف والاحباط

وسط تخوّفات أبداها للحوراء أعوان قضاء من محامين ومحضرين قضائيين وموثقين، دشن اليوم(الخميس 23 جوان 2011) وزير العدل حافظ الأختام السيد الطيب بلعيز المجلس القضائي بالوادي بحضور السلطات المحلية معلنا عن تنصيب رئيسه السيد بوعوينة صالح ونائبه مهدي مختار، في انتظار إدماج كتاب ضبط وقضاة ومستشارين ليفتح المجلس أبوابه رسميا.

بقلم : دودي محمد البشير

وفي سياق آخر رفض الطيب بلعيز، تنشيط ندوة صحفية بمناسبة تدشين المجلس بعد تأسيس ولاية الوادي بنحو 27 عاما، واكتفى الوزير بالكلمة التي ألقاها، ومن بين ما جاء فيها قوله: " أنه يرفض رفضا مطلقا إسناد مهمة القضاء للقضاة المبتدئين"، وربما يقصد بذلك، قضاة المجلس، لا قضاة المحاكم، اللهم إلا إذا كانت وزارته تنوي تمديد مدة تربّص القضاة أو العودة إلى تشكيلة القضاء الثلاثي ليأخذ القاضي مدة أوفر من التربّص قبل مباشرة المهام

وفي كلمة السيد الوزير، ورد أيضا قوله: "أن الجزائر قد نفّذت أحكام القضاء بنسبة 94 بالمئة، وهي النسبة التي بلغت عالميا 64 بالمئة فقط"، وظلت هذه التصريحات محل جدل لدى أهل الرأي والميدان وهم أدرى بالواقع مني ومنك قارئي الكريم

قال الوزير أيضا أن وزارته استنسخت حتى الآن أكثر من 4.500 قاضي وينتظر مضاعة الرقم خلال 2017، وهو ما أثار حفيظة بعض من حضر حفل التدشين، خاصة بعدما سكت الوزير عن مستوى القاضي ليسع صدره هموم المواطن دون خدش كبريائه عند التقاضي، وقد ثبت أن الحساسية لا تزال مفرطة لدى بعض القضاة، بحيث أن منهم من يتلذذ باهانة المواطن وقت المحاكمة، وقد أكد كثير من المتقاضين أن من القضاة من يخفي ضعفه وراء التظاهر بالنرفزة ورفع الصوت في القاعة ظنا منهم أن ذلك كافيا لاسترجاع ثقتهم في أنفسهم، ورغم ذلك فإن واقع الحال يقول بأن أن هناك قضاة أكفاء لا يتوانون في فسح المجال للخصوم للدفاع عن أنفسهم

ويخلص آخرون من رجال القانون، إلى أن القضاة الجدد يحتاجون على الأقل إلى 10 سنوات من المتابعة والمراقبة والتكفل المباشر وغير المباشر حتى يعوّل عليهم ليكونوا قضاة بحق، وعلّة ذلك أنهم من خريجي معاهد الحقوق في الجامعة، تلقوا فيها تعليما مضطربا وضعيفا، وحتى النقاط المحصل عليها مشكوك في أمرها، فهي لا تمنح على أساس الاستحقاق والجدارة، بل تمنح استخفافا واستهتارا وخبثا ونفاقا ولسواد العيون أيضا، والحكاية يحدثك عنها كل من درس في معاهد الحقوق بالجامعات الجزائرية

وأما المسابقات التي نجحوا فيها للالتحاق بالمعهد العالي للقضاء، فهي غير خافية، فهي لا تعدو أن تكون مجرد سيناريو، وحتى التكوين الذي تلقاه القاضي بعد ذلك فهو حسب مصادرنا هش ومبتذل وسخيف

كان الأجدر بسيادة الوزير إذن، كما قال أحدهم، أن لا يتحدث عن العدد، لأن الأعداد تستنسخ كما يستنسخ البشر في أرحام النساء، إما بلذة حيوانية أو بقاعدة علمية، والقاضي الذي يريده المواطن ليس هو القاضي الذي يريده سي الطيب بلعيز: مجرد شخص لا يسأل سوى عن عدد القضايا التي فصل فيها خلال الشهر والسنة

أما المخاوف التي أثرناها في بداية المقال، فمردها حسب مصدرنا العليم، إلى التشاؤم الذي خيّم على نفوس رهط من المحامين والمواطنين، من أن يصبح هذا المجلس نقمة على السوافة الذين ما انفكوا يطالبون به حتى بحّت أصواتهم وهم يعيّرون مجلس قضاء بسكرة بأن 70 بالمئة من قضاياه آتية من الوادي، فلا غرابة إذن أن يمنح للسوافة بعد هذا الجهد مجلس يجعلهم يتحسرون أسفا على أيام مجلس بسكرة، كما أسف العراقيون على أيام صدى حسين رحمه الله

الخوف آت من هذا الركن، القضاة جدد والمجلس جديد، وكل قاض جديد لا بد وأن في فكره صورة عن الذهنية السوفية، فمنهم من يقول له: احذر من السوافة فإنهم خبثاء، وآخر يقول له، بأن السوفي لن تكسب ودّه حتى تلوي رقبته، ومنهم من يوحي إليه بأن الذهنية السوفية تجنح للمسالمة والمداهنة وترفض التضحية الحقّة لتحقيق الغرض النزيه

وحقيقة الأمر أن السوافة قد أفسدوا طبع كثير من مسئوليهم الذين جاءوهم بنية العمل، لكن سرعان ما غيّروا وجهتهم أمام ضغط أصحاب المصالح والإغراءات التي استدرجوهم بها ليدخلوا معهم في صفقات ربحوا جراءها الملايير قبل أن يغادروا الوادي وهم من كبار الأثرياء

قال لي أحد المحامين الكبار: "يجب أن نتوقّع في البداية مجلسا متشددا قاسيا لا يرحم ولا يؤمن بتخفيض العقوبة، لكن من جهتنا كمحامين، فلا نملك سوى الصبر..". وقال آخر: " لا بد أن يدفع السوافة ثمن جرأتهم السابقة على مجلس قضاء بسكرة، ولا بد أن يدفعوا أيضا ثمن إلحاحهم لمدة 27 سنة، فها هو المجلس قد جاء واستعدوا يا ناس للعصا..". وقال آخر: "بأن اجتماع المحكمة والمجلس في مقر واحد لا يخدم العدالة، لأن هذا سيقرّب قضاة المجلس من قضاة المحكمة، كما يقرب النائب العام من وكيل الجمهورية، ورئيس المجلس من رئيس المحكمة... وهذا ما ينجم عنه تأييد الأحكام

من طرف **عذب الكلام** الخميس يناير 12, 2012 10:29 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تدشين مجلس قضاء الوادي في جوّ من المخاوف والاحباط

تدشين مجلس قضاء الوادي في جوّ من المخاوف والاحباط

رد: تدشين مجلس قضاء الوادي في جوّ من المخاوف والاحباط