الخيمة الخضراء ناقشت العلاقة بين الإسلام والبيئة..الاهتمام بالبيئة يعد من أهم الجوانب العقائدية في حياة المسلم

2011-08-09



الحجري: المحافظة على البيئة يجب أن يكون معبرا عن سلوك المسلم
بسيوني: الإسلام سبق الجميع في المحافظة على البيئة
عبدالبديع عثمان:
دعا المتحدثون خلال ندوة الاسلام والبيئة بمركز اصدقاء البيئة في اولى فعاليات الخيمة الخضراء لشهر رمضان المبارك الى ضرورة الاهتمام بالبيئة باعتبارها جانبا عقائديا في حياة المسلم وان الاسلام سبق الجميع في الاهتمام بالبيئة فقد جاء في الايات القرآنية والاحاديث النبوية الشريفة ولفت المتحدثون الى اهمية تطبيق الاهداف البيئية لا سيما التي جاءت في صميم الدين الاسلامي الداعية للحفاظ على كل المخوقات الكونية مشيرين الى ان الاقتصادي العالمي يقوم على عدم الاكتراث بالبيئة داعين الى ضرورة تضمين الاسس البيئة ضمن المناهج الدراسية وجعل البيئة من ضمن القضايا الملحة في العالم الاسلامي.
تحدث في الندوة فضيلة الشيخ عبدالسلام بسيوني وفضلية الشيخ مصطفى الصيرفي والدكتور خالد هنداوي وقام بادارة الندوة الدكتور محمد سالم عامر منسق ومدير برامج الخيمة الخضراء.
واكد الدكتور سيف الحجري رئيس مجلس ادارة مركز اصدقاء البيئة في كلمته الافتتاحية ان الاسلام يعتبر اول من نادى بالمحافظة على البيئة والمحافظة على النعم خاصة المياه والنعم غير الحية، وحيا الحجري جمهور الخيمة الخضراء لافتا الى ان الخيمة لهذا العام تتميز بعدد من الفعاليات الهادفة التي تعكس الوجه الثقافي لمركز اصدقاء البيئة. واشار الى ان المسلم تجب عليه المحافظة على البيئة من منظور ديني وان المصادر الاسلامية ثرية بالدعوة للمحافظة على البيئة، لافتا الى ان المسلم يجب ان يقوم بتطبيق القيم الاسلامية وان يكون الدين الاسلامي معبرا عن سلوك المسلم.
من جهته اكد فضيلة الشيخ عبدالسلام بسيوني ان الاسلام يعتبر رائدا في المحافظة على البيئة وان الاسلام سبق الجميع في مسألة المحافظة على البيئة لافتا الى ان الحديث اليوم عن البيئة اصبح صدى للاخرين وليس مرتكزا على الدين الاسلامي. واشار بسيوني الى ان الاسلام تحدث بصورة شاملة عن البيئة عن الارض والسماء والبحر والانهار وكل ما يحيط بالكائن الحي مشيرا في الوقت نفسه الى ان الرسول الكريم (ص) قد وضع الاسس الاسلامية والمحيط الفطري الذي نعيش فيه كما ان القرآن الكريم دعا للتفكر واستخدام العقل والنظر في قضية البيئة.
واشار الى ان الاسلام دعا للمحافظة على الكائنات الاخرى بل اكد انها امم امثالنا وهذا يعتبر سبقا حققه الاسلام على الجميع لافتا الى ان الله سبحانه وتعالي قد خلق الكون بميزان وبنسب وكميات وضوابط ملمحا الى التوازن البيئي في هذا الصدد.
وشدد فضيلته على ان الرسول الكريم (ص) قد دعا من خلال السنة النبوية الى اعمار الارض وعلى وجه الخصوص الى الزراعة والغرس وان ذلك يعتبر ثوابا لمن قام به، كما منع الاسلام والسنة النبوية تلويس الماء الجاري والظل ومجالس الناس وعدم الاسراف في استخدام الماء ولو كنت على شاطئ نهر لافتا في هذا السياق الى ان الاسلام دعا للمحافظة على الحيوان وأن امرأة دخلت النار في هرة كما دخلت امرأة اخرى الجنة في كلب.
واشار بسيوني الى ان تلويث الماء والانهار والبحار تعبر عن قمة غياب الوعي البيئي وان من يفعلون ذلك يخالفون الدين الاسلامي مشددا بان انسان هذا العصر بحاجة للتوعية بالمخاطر التي قد تنجم عن ثقب الاوزون وارتفاع درجة الحرارة التي حدثت بسبب ما يقوم به الانسان في الغرب بصورة خاصة بالقطع الجائر للاشجار والتوسع الصناعي على حساب البيئة.
المخاطر البيئية
من جهته اكد فضيلة الشيخ مصطفى الصيرفي في مداخلته خلال الندوة ان شهر رمضان يعتبر شهر التنمية الروحية والاخلاقية والاجتماعية لافتا الى ان المخاطر البيئية الراهنة التي نتج عنها ثقب الاوزون جاءت نتيجة لصنع البشر وان المجهودات الرامية لايقاف ذلك لن تكلل بالنجاح الا اذا تبنت ايقاف التربح على حساب البشرية الذي تنتهجه الدول الغربية.
واواضح الصيرفي ان كل سلوكيات المسلم يجب ان تكون مستمدة من الدين الاسلامي وان الاهتمام بالبيئة يندرج تحت عقيدة المسلم مشيرا الى ان الرسول الكريم (ص) قد قال في معنى الحديث الشريف: ان اماطة الاذي من طريق جزء لا يتجزأ من الايمان وان الرسول الكريم (ص) اعطى اشارة الى الطريق والمقصود به كل مكان في الارض فيه منفعة وان الصلاة في الاسلام لا تصح الا بعد نظافة الجسد والمكان وهذا دليل على اهتمام الاسلام بالنظافة.
وشدد فضيلته على ان الاسلام دعا الى الزراعة والغرس من المهد الى اللحد كدليل على نهج الاسلام الداعي لاعمار الارض وان القرآن الكريم والسنة النبوية لم تترك صغيرة ولا كبيرة حول البيئة والا تحدثت عنها وان الاسلام جعل الناس شركاء في الماء والنار والكلأ لافتا بان هذه الاشياء الثلاثة محتكرة في عالم لدى المتقدمة ما نتج عنه المجاعات والكوارث لافتا بان الاسلام دين يدعو لتقاسم هذه الموارد والتشارك فيها كما ان البيئة تعتبر عقيدة لدى المسلم وليست منفعة.
من جانبه اكد الدكتور خالد هنداوي في ورقته التي قدمها خلال الندوة ان البيئة والتعامل معها اصبح يشكل ازمة الانسان المحورية وان عدم معالجة المشكلات البيئة اصبح امرا يتهدد التوازن البيئي لافتا بان البيئة ظلت ولمدة من الزمان جزءا من النسيج الثقافي العام حتى تطور ذلك خلال المائة سنة الاخيرة ليصبح امر البيئة علما مستقلا بسبب الثورة الصناعية التي احدثت عددا من الاثار السلبية على البيئة جراء الاستنزاف للموارد البيئية مما نشأ عن الاختلال في التوازن ومظاهر التلوث.
واشار هنداوي الى ان الاسلام يملك تصورا عميقا عن البيئة ضمن ضمن الرؤية العقدية للوجود والحياة والانسان لافتا في الوقت نفسه بان الاسلام تقدم الجميع في مجال المحافظة على البيئة والتوجيه بالتعامل مع البيئة بصورة متوازنة والانتفاع بمرافقها والمحافظة عليها من الفساد.
وقال: الا ان علاقة الانسان بالبيئة قد دخلت في مراتب الضروريات والحاجيات والتحسينات في مقاصد الشرع ومن هنا نرى ان الاسلام يهتم بمصلحة الانسان دون ان يفرق بين جيل وجيل لحماية البيئة وثرواتها في الحاضر والمستقبل حتى انه يهتم بحقوق الحيوان.
واضاف اما في جانب اهتمام الاسلام بالتخلص من الامراض المتعدية مثلا فقد قال الرسول الكريم (ص) "لا يوردن ممرض على مصح" لافتا بان الاسلام قد دعا للمحافظة على البيئة في السلم والحرب حيث اوصى سيدنا ابوبكر الصديق رضي الله عنه الجنود في احدى الغزاوت بالمحافظة على البيئة حيث قال لهم: "لا تعقروا نخلا ولا تحرقوه ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تذبحوا شاة ولا بعيرا الا لمأكله".
من ناحية اخرى تتواصل فعاليات الخيمة الخضراء اليوم لتستضيف ندوة عن دورة الالعاب العربية يتحدث خلالها عدد من المختصين.

بارك الله فيك...