بريق الكلمة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أهلا بك من جديد يا زائر آخر زيارة لك كانت في
آخر عضو مسجل Ehab فمرحبا به
سلسلة من الحوارات الدعوية..... Pl6sppqunumg
ادخل هنا
المواضيع الأخيرة
» عند الدخول والخروج من المنتدى
سلسلة من الحوارات الدعوية..... Emptyالثلاثاء فبراير 20, 2024 11:24 pm من طرف azzouzekadi

» لحدود ( المقدرة شرعاً )
سلسلة من الحوارات الدعوية..... Emptyالثلاثاء يوليو 04, 2023 1:42 pm من طرف azzouzekadi

» يؤدي المصلون الوهرانيون الجمعة القادم صلاتهم في جامع عبد الحميد بن باديس
سلسلة من الحوارات الدعوية..... Emptyالأحد ديسمبر 15, 2019 10:06 pm من طرف azzouzekadi

» لا اله الا الله
سلسلة من الحوارات الدعوية..... Emptyالأحد يناير 28, 2018 7:51 pm من طرف azzouzekadi

» قصص للأطفال عن الثورة الجزائرية. بقلم داؤود محمد
سلسلة من الحوارات الدعوية..... Emptyالثلاثاء يناير 31, 2017 11:52 pm من طرف azzouzekadi

» عيدكم مبارك
سلسلة من الحوارات الدعوية..... Emptyالإثنين سبتمبر 12, 2016 11:14 pm من طرف azzouzekadi

» تويتر تساعد الجدد في اختياراتهم
سلسلة من الحوارات الدعوية..... Emptyالسبت فبراير 06, 2016 3:47 pm من طرف azzouzekadi

» لاتغمض عينيك عند السجود
سلسلة من الحوارات الدعوية..... Emptyالسبت يناير 30, 2016 10:52 pm من طرف azzouzekadi

» مباراة بين لاعبي ريال مدريد ضد 100 طفل صيني
سلسلة من الحوارات الدعوية..... Emptyالخميس يناير 14, 2016 11:18 pm من طرف azzouzekadi

بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

سلسلة من الحوارات الدعوية..... 56303210
جرائد وطنية
أهم الصحف الوطنية
 
 
 
أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:
الساعة
Place holder for NS4 only
عدد زوار المنتدى

 


أكثر من 20.000  وثيقة
آلاف الكتب في جميع المجالات
أحدث الدراسات
و أروع البرامج المنتقاة


سلسلة من الحوارات الدعوية..... Image


سلسلة من الحوارات الدعوية.....

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

سلسلة من الحوارات الدعوية..... Empty سلسلة من الحوارات الدعوية.....

مُساهمة من طرف ريانية العود الأحد أغسطس 21, 2011 3:54 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

















حوارات دعوية



أنقلها لكم ...........

تتمثل بانها



مجموعة من الحوارات الدعوية مع رموز العمل الدعوي المؤثر في العالم الإسلامي، للتعرف على إسهاماتهم الفكرية والدعوية، نحو إعادة بناء الأمة من جديد



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]







د.إسماعيل جافاكيا رئيس جامعة تايلاند: نواجه خطر الذوبان في المجتمع البوذي





أكد د. إسماعيل لطفي جافاكيا رئيس جامعة جالا الإسلامية في تايلاند ورئيس بعثة الحج التايلاندية أن مساعي الحكم التايلاندي لتذويب هوية شعب فطاني المسلم في المجتمع البوذي تشكل أكبر تحدٍّ يواجه ملايين المسلمين في هذه المنطقة الملتهبة,لافتًا إلى أن الاهتمام والدعم العربي والإسلامي يشكلان طوق نجاة لإفشال مخططات بانكوك داخل الجنوب المسلم، والتوقف عن حملات الاعتقال والتصفية في صفوف المسلمين.



ولفت جافاكيا إلى الأوضاع الصعبة التي يعاني منها مسلمو تايلاند على كافة الأصعدة بسبب ممارسات التمييز والحرمان التي دأبت على تبنيها حكومات تايلاند المتعاقبة في تعاملها مع مسلمي الجنوب، مناشدًا العالم الإسلامي التدخل لدفع هذه الحكومة لتحسين أوضاع المسلمين، والتخلي تمامًا عن نهج التصفية والمواجهات العسكرية، وفتح صفحة جديدة معها.



ومع هذا لم يخف رئيس جامعة جالا الإسلامية تفاؤله باحتمالات تحسن أوضاع مسلمي تايلاند ولو نسبيًّا في ظل تعاطي الدولة بشكل مختلف مع شئون المسلمين في الفترة الأخيرة؛ حيث تعهدت الحكومة بتحسين أوضاع المسلمين والعمل على حل مشاكلهم وتخفيف القبضة الأمنية، وهو ما ظهر جليًّا في موافقتها على طلب بإنشاء عدد من المحاكم الشرعية بمدن الجنوب والعمل على الدخول في مشاورات لترطيب الأجواء.



كما طالب جاكافيا بتكثيف الدعم والاهتمام الإسلامي والعربي بمسلمي بلاده، مشيرًا إلى ضرورة دعم مسار الدعوة الإسلامية عبر مضاعفة المنح المقدمة للطلاب التايلانديين لاستكمال دراساتهم في الجامعات الإسلامية، وتقديم كافة أنواع الرعاية للمؤسسات الإسلامية من مساجد ومدارس إسلامية باعتبارها خط الدفاع الأول عن هوية مسلمي تايلاند.



نقاط عديدة تضمنها الحوار مع رئيس جامعة جالا الإسلامية في تايلاند، نعرضها بالتفصيل فيما يلي:



**في البداية نرجو أن تلقي لنا الضوء بصورة مختصرة عن الكيفية التي وصل بها الإسلام إلى تايلاند؟



-هناك روايات متعددة للطريقة التي دخل بها الإسلام إلى بلادنا، ولكن أدق الروايات تذهب إلى أن الدين الحنيف حطَّ أقدامه خلال القرن الثالث عشر الميلادي عبر سلسلة من التجار العرب والهنود؛ حيث لم يكتف هؤلاء التجار بدورهم الاقتصادي ومارسوا دورًا دعويًّا نشيطًا بشكل أسهم في اعتناق مئات التايلانديين الإسلام، بل وامتدت آثارهم الدعوية إلى جهات متعددة لم تطأها قدم عربي أو مسلم. وساهم احتكاك تايلاند بالمناطق الإسلامية في الأرخبيل الماليزي وخليج البنغال وإندونيسيا في تنشيط الدعوة الإسلامية، وفي وصول مسلمين لمناصب عليا في المملكة؛ حيث أعجب ملوك تايلاند بأخلاق المسلمين وقرَّبوا الكثير منهم.



أما المسلمون في جنوب تايلاند أو ما يُطلق عليه "مملكة فطاني"، فهم مواطنون أصليون لم يتصل نسبهم بالتجار العرب والمسلمين، بل نجحوا قبل ذلك في تأسيس مملكة إسلامية قوية استمرت لعدة قرون حتى مطلع القرن السابع عشر؛ حيث استقبلت المملكة أول هجوم تايلاندي بغرض إسقاطها كان بداية لصراع طويل بين الفطانيين وتايلاند استمر لأكثر من 86 عامًا، نجحت بعدها القوات التايلاندية في السيطرة على المملكة واحتلال جميع مناطقها.



إعادة تأهيل


**ما هي أعداد المسلمين في تايلاند ومناطق تواجدهم؟



-يبلغ عدد المسلمين في تايلاند حوالي عشرة ملايين نسمة ينتشرون في مختلف أنحاء البلاد، ويمثلون أكثرية في المحافظات الجنوبية وهي فطاني وجالا ونارتيوات وستول وسونجكلا، ويبلغ عدد المساجد في تايلاند حوالي 4000 مسجد أغلبهم في المحافظات الجنوبية، وتحتاج لإعادة تأهيل وترميم، إضافةً إلى وجود أكثر من 356 مسجدًا في المنطقة الوسطى والعاصمة بانكوك بنيت أغلبها بجهود أهلية، وإن كان النذر القليل منها قد بُني بدعم حكومي. ولا تقتصر أنشطة المساجد على الصلاة بل تُعد مقرًّا لجمع الزكاة وتوزيعه على المستحقين، وكذلك الإعلان عن مطالع الأشهر العربية وبدء الصيام، والاحتفال بعيدي الفطر والأضحى، فضلاً عن وجود كُتَّاب لتعليم الأطفال القرآن وحفظه ومعرفة أحكامه.



خطر الذوبان


**دائمًا ما تطالب منظمة المؤتمر الإسلامي الحكومة التايلاندية بالتدخل لتحسين أوضاع المسلمين، فما هي أبرز المشاكل والتحديات التي تواجههم؟



-يواجه المسلمون حزمة كبيرة من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية، لعل أبرزها على الإطلاق خطر الذوبان في المجتمع البوذي، وهو ذوبان يتم وفق مخطط بطيء لكنه مؤثر على المدى الطويل، غير أن وجود تنظيمات إسلامية قوية حال دون نجاح مخطط التذويب المشئوم، وهو ما ردت عليه الحكومة التايلاندية بطرد زعماء المسلمين للخارج؛ وذلك لإضعاف أي مقاومة لهذا التذويب الممنهج.



**هذا على الصعيد الاجتماعي، فماذا عن الجوانب الأخرى؟



-فيما يتعلق بالتعليم يعاني مسلمو تايلاند من نفس المشكلة؛ فالأطفال في المدرسة الابتدائية مضطرون للذهاب إلى المدارس البوذية الإلزامية، وما ينتج عنها من اكتساب التلاميذ لعادات غير إسلامية، وهو ما تحاول المؤسسات الإسلامية التصدي له عبر محاولة ربطهم بدينهم وإلزامهم بدراسة القرآن الكريم قراءة وحفظًا وتفسيرًا، والاطلاع على سيرة الرسول

. غير أن انتقال هؤلاء الطلاب إلى المراحل الأعلى من التعليم تجعلهم يصطدمون بمدارس ومعاهد إسلامية تفتقد للإمكانات والطاقات البشرية المؤهلة في هذا المجال، ولا تتوفر لها المناهج الخاصة بالتعليم الإسلامي، وتعاني ندرة الكتب الإسلامية، ووجود سياسات تعليمية معادية من قبل الحكومة التايلاندية؛ بغرض إبقاء المسلمين أسرى للتخلف التعليمي والاقتصادي.



حرمان واستهداف


**الأجواء التي تتحدث عنها تشير لنوع من التمييز على الصعيد السياسي يعاني منها مسلمو تايلاند منذ سنوات؟



-لا شك أننا عانينا من التمييز والحرمان من الحقوق السياسية لعقود طويلة ومن الحصول على وظائف في مؤسسات الدولة العامة، ومن استهداف أمني لمساجدنا ومؤسساتنا ومن عمليات تصفية أمنية في صفوفنا إلا أن هناك شعورًا في أوساط المسلمين بوجود نوع من التحسن في سبل تعاطي الدولة مع شئون المسلمين؛ حيث تعهدت الحكومة بتحسين أوضاع المسلمين والعمل على حل مشاكلهم وتخفيف القبضة الأمنية، وهو ما ظهر جليًّا في موافقتها على طلب بإنشاء عددٍ من المحاكم الشرعية بمدن الجنوب.



تخفيف القيود


**هل هناك مظاهر أخرى بتحسن سبل التعاطي الحكومي مع مشاكل المسلمين؟



-هناك تخفيف للقيود التي كانت مفروضة على العمل الدعوي عبر السماح بعودة عدد من علماء المسلمين المنفيين في الخارج، وتقديم دعم حكومي لعدد من الجامعات الإسلامية والبدء في رعاية عدد من الطلاب المبتعثين للدراسة في الجامعات الإسلامية الكبرى، وهو ما أسهم في خفض أجواء التوتر بين الحكومة والمواطنين المسلمين.



**لكننا من آن لآخر نسمع عن مواجهات دموية بين قوات الأمن والمواطنين المسلمين في الجنوب؟



-بالفعل هناك مواجهات من آن لآخر، لكن وتيرتها تراجعت لحد كبير بعد أن كانت سلوكًا يوميًّا لأجهزة الأمن بفعل مجموعة من التغييرات السياسية التي شهدتها تايلاند، وابتعاد المجموعات المعادية للمسلمين عن السلطة، وتنامي مظاهر العمل السلمي في أوساط المسلمين لاستعادة حقوقهم، وهو ما نأمل أن يجد صدى للحكومة التايلاندية؛ لإنهاء جميع مظاهر التمييز التي عانى منها المسلمون ومناطقهم طوال العقود الماضية، وتخصيص موازنات كبيرة لإعادة تأهيل هذه المناطق وحل مشاكلها.



نجاحات.. ولكن


**ترأسون جامعة إسلامية في تايلاند، فما دور هذه الجامعة في تنمية الوعي الديني لدي مسلمي تايلاند؟



-من وظائف جامعة جالا الإسلامية تخريج كوادر دينية وشرعية قادرة على رفع مستوى الوعي الديني لمسلمي تايلاند، وزيادة ارتباطهم بدينهم، وإفشال محاولات تذويبهم في المجتمع البوذي، وهو ما نحاول التصدي له بكل قوة، وقد نجحت جامعة جالا وعدة جامعات إسلامية في إيجاد نوع من الصحوة الإسلامية تبدو مظاهرها في الإقبال على الصلاة والصيام وارتداء الفتيات للحجاب وصوم رمضان، رغم نقص الإمكانات وعدم وجود عدد كبير من كوادر هيئات التدريس، وهو ما نحاول التغلب عليه بإيفاد مبعوثين إلى الجامعات الإسلامية العالمية، ومحاولة الحصول على عدد كبير من المنح من قبل دول إسلامية لطلابنا.



دعم كريم


**كيف تجدون رد الفعل من جانب الدول الإسلامية على المطالب بدعمكم؟ وما حجم تواجد المنظمات الإغاثية الإسلامية في مناطقكم؟



-هناك تعاطي إيجابي من جانب بعض الدول الإسلامية وفي الطليعة منها المملكة العربية السعودية وماليزيا مع مطالبنا فيما يتعلق بزيادة عدد المنح لطلابنا المبتعثين، وإرسال الكتب الدينية، وإقامة الدورات التدريبية لتأهيل الدعاة، وتقديم مساعدات مالية للجامعات والمؤسسات الإسلامية في الجنوب التايلندي وترميم المساجد. أما المؤسسات الخيرية الإسلامية فتقف على رأسها رابطة العالم الإسلامي، والتي لم تكف عن تقديم الدعم بكافة أشكاله للمسلمين في تايلاند بحثِّ الحكومة التايلاندية على وقف العمليات العسكرية ومناشدة الدول الإسلامية بإقامة علاقات مع تايلاند، واستغلال وجودها الدبلوماسي لتحسين أوضاع المسلمين، وافتتاح مراكز ثقافية إسلامية هناك، ناهيك عن تأمين الاحتياجات الضرورية لها من مراجع ومصاحف وكتب تراث بشكل يحفظ لهم شخصيتهم الإسلامية.



**هل تقف رابطة العالم الإسلامي وحدها في هذا المجال؟



-بالطبع لا، فهناك جمعيات إغاثية عربية وإسلامية تقدِّم خدمات جليلة للمسلمين منها الرئاسة العامة لإدارة البحوث والإفتاء والدعوة الإرشاد بالمملكة العربية السعودية، حيث تكفل العديد من الدعاة والمدرسين العاملين في حقل الدعوة الإسلامية، إضافة لتوزيع المصاحف والكتيبات إلى عدد كبير من المساجد والمعاهد الإسلامية الأهلية.كما تقدم هيئة الإغاثة الإسلامية خدمات جليلة في مجالي التعليم والدعوة تحظى بتقدير مسلمي تايلاند، إضافة إلى دور مهم تمارسه الندوة العالمية للشباب الإسلامي، والمجلس العالمي للدعوة والإغاثة، وجمعية الوقف الخيري الكويتية.



شوق وإقبال


**تشغلون منصب رئيس بعثة الحج التايلاندية إلى الأراضي المقدسة، فكيف ينظر مسلمو تايلاند لهذه الفريضة؟



-هناك شوق كبير وإقبال متنام من قبل مسلمي تايلاند على أداء فريضة الحج، لدرجة أن الأعوام الماضية شهدت زحامًا رهيبًا على المؤسسات المنظمة للحج، وعجزًا من هذه المؤسسات على الاستجابة لطلبات الحج التي تجاوزت السقف المحدد للمسلمين، وهو أمرٌ لمسه القائم بالأعمال السعودي في بانكوك، ونقله لحكومة خادم الحرمين الشريفين، وهو ما استجيب له بمكْرُمةٍ ملكية من العاهل السعودي، تضمنت زيادة الحصة المقررة لنا بألفي تأشيرة حج، وهو ما كان محل تقدير من قِبل المسلمين في تايلاند، مع أنه كرم ليس غريبًا على العاهل السعودي وحكومته.





[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]







لكم تحياتي



ريانية

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سلسلة من الحوارات الدعوية..... Empty رد: سلسلة من الحوارات الدعوية.....

مُساهمة من طرف ريانية العود الأحد أغسطس 21, 2011 3:57 pm

د.الصلابي: لن تحدث نهضة للأمة إلا إذا تمايزت الأمور





عبد الحكيم أحمين

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قال الخبير في التاريخ الإسلامي وتاريخ شمال إفريقيا الليبي الدكتور علي محمد الصلابي: إن الحضارة والثقافة الإسلامية فيها من الفكر الإصلاحي الذي يمكن أن يتعلم منه الآخرون، وإنه لا ينبغي أن نكون منهزمين أمام الصراع مع ما يسمى الطرح الإصلاحي الغربي، مشيرًا إلى أن هناك خلافًا كبيرًا بينهما؛ لأن الفكر الإصلاحي الغربي ينبثق من قيم وعقائد وثقافة فيها شيء نتفق معهم فيه، وأشياء كثيرة نخالفهم فيها في ثقافتنا وعقيدتنا.



وتاليًا نص الحوار الذي أجرته التجديد مع الدكتور علي محمد الصلابي بمقر إقامته بالعاصمة القطرية الدوحة:



**لماذا اخترت التاريخ الإسلامي؟ وما علاقتك به؟



-علاقتي بالتاريخ الإسلامي كانت في المعتقل بليبيا حيث احتككت بسياسيين ومثقفين كبار، واكتشفت بالنسبة لنـا نحن الشباب أن هناك حلقات مفقودة، خصوصًا فيما يتعلق بتاريخ البلاد وما يتعلق بشخصية محمد علي السنوسي وأحمد الشريف وعمر المختـار ومحمد المهدي. كما وجدت أن السيرة النبوية تحتاج إلى دراسة، خصوصًا فيما يتعلق بالسنن التي تعامل معها النبي

.



كما أن اهتمامي بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم وأنواعه وأسبابه وشروطه ومراحله وأهدافه، دفعني للرجوع إلى المادة التاريخية لاستخلاص فقه التمكين في القرآن الكريم وعند النبي

وكيف اهتم بالجماعة؟ كيف واكب المجتمع؟ كيف أقام الدولة؟ كيف دخل في صراع مع اليهود مع النصارى؟ كيف صنع الحضارة؟ وبعد ذلك اهتممت بعصر الخلافة الراشدة وكيف دخلت فيه أيادٍ خبيثة في تحريف رواياته التاريخية والموضوعية وشوهت شخصياته، خصوصًا في بعض المحطات الرئيسية في التاريخ مثل سقيفة بني ساعدة بعد وفاة النبي

، وغير ذلك من الأمور.



**لماذا تناولت الخلافة الراشدة بشكل مفصل في كتاباتك؟ وعن أي جانب ركزت؟



-اهتممت في هذا الجانب بالفقه السياسي وما يتعلق بحركة الفتوحات في هذا العهد والنوازل التي حدثت في عهد أبو بكر وعمر وعثمان وعلي y، وكيف تعامل معهما الخلفاء الراشدون؛ لأن الرسول

أوصى باتباع سنتهم أيضًا. ثم إن الرسول

تحدث عن عودة الخلافة الراشدة بعد المُلك الجبري والعضوض، فلا بد من فهم ما هي الخلافة الراشدة؟ ما هي معانيها وصفاتها؟ ما هي طبيعتها؟ ففقهها في حد ذاته خطوة نحو الخلافة الراشدة، ولا بد أن يكون هذا الفقه أو ثقافة الخلافة الراشدة سائدة بين الناس. من هذا المنطلق اهتممت بعهد الخلافة الراشدة، واكتشفت أن هناك خليفـة خامسًا هو الحسن بن علي رضي الله عنهما.



وسيدنا الحسن قدم للأمة مشروعًا إسلاميًّا إصلاحيًّا ضخمًا هائلاً، وقاد مشروعًا تُوج بوحدة الأمة وانطلاق حركة الفتوحات من جديد. ومن خلال مشروع الحسن الإصلاحي يمكن فهم قول الرسول

: "إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين من المسلمين عظيمتين". ومن معاني السيادة في شخصية الحسن t حرصه على وحدة الصف وحقن الدماء، وعلى انطلاق حركة الفتوحات.



**أي من المناهج تقيدت بها في كتابة التاريخ الإسلامي؟



-لم أتقيد بالمناهج المعروفة عند المؤرخين كالاهتمام بالجانب السردي أو بالمادة التاريخية المحضة، بالنسبة لي التاريخ وسيلة إلى الدعوة لله I. والمادة التاريخية التي أعتمدها أدونها بمنهج قريب من منهج القرآن الكريم في سرد قصص الأنبياء.



هذه القصص تركز على صفات الأنبياء وعلى مناهجهم وعقائدهم وعلى خطورة الشرك وأهمية الإيمان بالله واليوم الآخر. وعندما أتحدث عن الشخصيات الإسلامية مثل أبو بكر وعمر وعثمان y تكون الفكرة المركزية عندي هي كيف فهم أحدهم الإسلام؟ وكيف عاش به في حياته؟ وما هي علاقته بالقرآن؟ أي نظرته إلى الله وإلى الكون والحياة وإلى النبي

، وبالتالي لا أهتم بالجانب التاريخي المحض فقط وإنما أهتم بالجانب العقائدي وأثره أيضًا، وباستخراج ما يسمى بالدروس والعبر. لقـد كان في قصصهم عبرة، العبرة هي الهدف من دراسة التاريخ، ومحاولة التركيز على السنن؛ لأن السنن تتكرر، وكيف نتعامل معها.



**يتهمك البعض بأنك تطنب في تناول التاريخ وتحشر العقيدة في كل شيء؟



-أنا عندي قناعة هي أن الجمهور الذي يقرأ التاريخ أوسع من الجمهور الذي يقرأ كتب العقائد أو كتب التفسير أو الحديث أو الفقه؛ لأن التاريخ يمكن أن يقرأه السياسي والمفكر ومخرج المسلسلات بمعنى يقرؤه جمهور عريض وضخم، وبالتالي أسمح لنفسي من خلال المادة التاريخية أن أوصل شيئًا من العقائد والأخلاق والأحكام الشرعية تكون لها علاقة بالمادة التاريخية، فهذه وسيلة دعوية. كما أنني أضع النقاط على الحروف، ولدي نوع من الصراحة في مسألة الخلط في الإسلام حيث يدعي الكل وصلاً بالإسلام، هذه قضية غير صحيحة في وجهة نظري.



غير أنني أتقيد بالأدب ولا أشتم ولا أسب، لكن في نفس الوقت أناقش القضايا مناقشة موضوعية تبحث عن الحقيقة، حتى إنني تناولت مسألة الفتنة في كتاب سيدنا علي t، ومعروف أن علماء السنة يقولون: لا تدخل في الفتنة؛ لأن الله سلمنا منها بأيدينا فلا نلوث ألسنتنا بحديث عنها. هذه العقلية جعلت فرقًا ضالة يدخلون روايات ضعيفة مزيفة ويشوهون هذه المرحلة، ثم جاء المستشرقون اتبعوا مواقف هذه الفرق؛ لهذا أجتهد في مناقشة هؤلاء الناس لكن بأدب والحجة بالحجة والفكرة بالفكرة والدليل بالدليل، وبيان حقيقة ما حدث.



**قلتم إنكم ستتحدثون عن الصفحات البيضاء في التاريخ الإسلامي، فهل يدخل هذا في إطار القراءة الموضوعية للتاريخ؟



-أهتم بالنقاط البيضاء من حيث تسليط الأضواء عليها وكيفية التعامل معها، فهي بطبيعتها تؤثر في النفس تأثيرًا إيجابيًّا، ويحيي الله بها القلب وينور بها العقل.ثم إن النقاط البيضاء فيها مجال للاقتداء، إلا أنني أهتم أيضًا بالنقاط السوداء، لكن من حيث الدرس والعبرة والاتعاظ وكيف نبتعد عنها.



فبعد الصراع الفكري وخاصة بعد سقوط بغداد وظهور المـد الشيعي الرافضي بقوة واضحة، بدأت تثار شبهات كثيرة خصوصًا حول عهد الخلافة الراشدة أو حول التاريخ الإسلامي عمومًا؛ لهذا أهتم ببيان الحقائق، فأطرح منهج الرؤية الإسلامية السنية الصحيحة، وأهتم أيضًا بالأخطاء التي وقع فيها الصحابة y فأذكرها، وأبيِّن الصواب فيها..



فسيدنا معاوية t مثلاً شخصية دار حولها جدل خاصة فيما يتعلق بقضية توريث يزيد، فأحافظ على مقام الصحابي الجليل وعلى أعماله وماذا قدم للأمة، لكن في نفس الوقت لا أدافع عن الخطأ الذي وقع فيه عند توريثه ليزيد، وأحاكم اختيارات معاوية في عهد الخلافة الراشدة، وكيف اختير أبو بكر وعمر وعثمان وعلي؟ وكيف اختير معاوية نفسه؟ رضي الله عنهم جميعًا؛ لهذا أعتبر توريث يزيد من الأخطاء التي وقع فيها سيدنا معاوية، ولكن في نفس الوقت أعطيها حجمها الطبيعي؛ لأن الصحابي بالنسبة لنا ليس معصومًا.



إن ما يهمني هو الحقيقة والشبهة الموجه للحقيقة، ومعالجة الخطأ بطريقة نستخرج منها بعض العبر ونتفادى الأخطاء.



**هل تكتبون للحركة الإسلامية فقط؟



-طبعًا أكتب للأمة عمومًا ومن ضمنها الطلائع التي تمثلها الحركة الإسلامية، ولسان الحال يقول للآخرين سواء كانوا يهودًا أو نصارى: هذا تاريخنا من منظورنا؛ لأن تاريخنا -للأسف الشديد- الذي تُرجم إلى الإنجليزي أو الفرنساوي كله كتب بأيدي المستشرقين تختلف عن الرؤية الإسلامية السنية الصحيحة.



**التاريخ يتم تناوله حاليًا بمناهج حديثة، فكيف سيتفاعل معك الآخرون؟



-لم أتقيد بالمناهج السائدة لأن قضية المنهج قضية اجتهادية، ومن حقي أن أجتهد، كما أنه كلما ظهرت في الساحة كتب خصوصًا المراجع العلمية في مجال التاريخ، أستفيد منها ومن طريقة ما وصلت إليه من حقائق، سواء من السعودية أو المغرب أو مصر، هذا التراث جُلُّـه أهتم به وأهتم بالاستفادة من قضية الجرح والتعديل في الأساليب التي وصل إليها هذا العلم، وبالتالي نحن جزء من هذا التقدم، لكن تهمنا الرؤيا الإسلامية الصحيحة.



**ما هي ملامح المشروع الذي تقدمونه للقراء والأمة الإسلامية في كتاباتكم؟ وكيف نصنع نهضة في زماننا؟



-مشروع النهضة مشروع ضخم لا يستطيع أن يساهم فيه فرد بل يساهم فيه عشرات بل مئات من المفكرين في مجالات متعددة، لكن أقول: إن حسن قراءة التاريخ تساعد على استيعاب الحركة التاريخية للأمم والشعوب لإقامة الدول وزوالها وسقوطها، كما نستطيع من خلالها توحيد ما يسمى ثقافة النهوض الصحيحة من خلال دراسة حركات نهوض كالعثمانيين أو الزنكيين أو الأيوبيين أو الخلافة الراشدة، كحركات نهوض ضخمة من معالمها صفاء العقيدة وصفاء المنهج، فهناك صفات معينة تمثلت في أبو بكر الصديق وعثمان وعمر وسيدنا علي رضوان الله عليهم جميعًا. كما نلاحظ أن محمد الفاتح أو يوسف بن تاشفين وصلاح الدين مثلاً كقادة عسكريين كان بجانبهم قادة فكر وعلماء دين.



فيوسف بن تاشفين مثلاً كان بجانبه عبد الله بن ياسين الذي أسس الدولة ومهد له، ومحمد الفاتح كان بجانب آق شمس الدين أحد العلماء الأتراك، أما صلاح الدين فكان يقول: "ما فتحت بلدًا بسيفي، ولكن بقلم القاضي الفاضل". فالقيادة العسكرية تحتاج إلى قيادة فكرية لها رؤى ولها نقطة بداية لها ونقطة نهاية، وبالتالي قضية النهوض هي خلطة بين الجانب الفكري والسياسي والعقائدي وجوانب أخرى لا تأتي بسهولة وبتسطيح الأمور. ومن الأمور التي تؤهلنـا إلى فقه النهوض الدراسة العميقة المتأنية في التراث التاريخي الضخم، الذي أكرمنا الله به نحن الأمة الإسلامية.



**قلتم إن الإمام الحسن بن علي -رضي الله عنهما- قدم مشروعًا إصلاحيًّا ضخمًا رغم أنه قتل، فعلى ماذا كان يرتكز مشروعه؟ وما هي ملامح الإصلاح من خلال الحكم في التاريخ الإسلامي؟



-بالنسبة للحسن بن علي -رضي الله عنهما- قام بمشروع إصلاحي ضخم، إذ استطاع أن يقنع المتخاصمين في عهده بأهمية الصلح لصالح الأمة ولصالح الدين؛ فمشروع الحسن tقطع عدة مراحل واعترضت طريقه عدة عوائق حتى قام الصلح الذي نجح بشروط معينة، وعلى مقاصد الشريعة من حفظ الدماء ووحدة الصف من أجل الدعوة إلى الله والفتوحات؛ فسيدنا الحسن أصّل هذا الصلح على فقه الخلاف وفقه مقاصد الشريعة، وبالتالي أعتبرها تجربة إصلاحية ضخمة قائدة بالنسبة لوقتها، وقد كتبت فيه كتابًا سميته خامس الخلفاء الراشدين الحسن بن علي.



أما بالنسبة إلى عمر بن عبد العزيز فهذه دعوة إصلاحية من داخل الأسرة الحاكمة، حيث إن الأمويين انحرفوا بطريقة أو بأخرى في جوانب متعددة، وجاء هذا الرجل المصلح والمجدِّد العظيم فقام بحركة إصلاحية ضخمة عبر الحكم، حيث كان في فترة قريبًا من عمه عبد الملك الذي كان فيه ظلم وجور وفيه عدل، يعني ملَكَ في فترة الحكم العضوض، فلم يهجر السلطة الحاكمة بل كان قريبًا منها ويصلح بقدر المستطاع في قربه من عبد الملك والوليد وسليمان. ثم جاءت الفترة الذهبية بالنسبة له حيث وصل للحكم وعنده خبرة كافية في إدارة الدولة بحكم قربه من الحكام وإشرافه على بعض الأقاليم، فحكمه لم يأتِ من فراغ، وإنما من ثقافة وفقه في إدارة الدولة بحيث كان يعرف أين الخلل والانحراف في المجال الإداري وفي المجال الاقتصادي والسياسي.. وفي الجانب العقائدي اهتم بالحوار وناقش الخوارج والفرق المنحرفة، واهتم بالجانب الدعوي.



وهذا دليل آخر على أن حضارتنا وثقافتنا وفكرنا فيه من الفكر الإصلاحي الذي يمكن أن يتعلم منه الآخرون، ولا ينبغي أن نكون منهزمين أمام الصراع مع ما يسمى بالطرح الإصلاحي المعاصر الذي تتبناه أمريكا أو الغرب، وعلينا أن نستوعب التاريخ والفكر الإصلاحي الذي عندنا ونقدمه للآخرين للاستفادة منه. وقد ألفت كتابًا عن عمر بن عبد العزيز ومعالم التجديد والإصلاح الراشدي.



**توجد طوائف كثيرة في الأمة الإسلامية، ألا تشكل قراءتكم السنية إقصاء للطوائف الأخرى؟



-عندما أقول أهل السنة المقصود بها هو دين الله الحق الذي كان عليه رسول الله وأصحابه في الفهم لهذا الدين في الجانب العقائدي والفكري والأخلاقي والمعاملات والعبادة.. وبالتالي الإسلام الصحيح عندي هو المدرسة السنية التي تمثلت فيها علوم الصحابة وأخذها التابعون، ثم جاءت بعدها مذاهب الإمام مالك وأحمد والشافعي غيرها من المذاهب السنية التي حافظت على أصول الفهم للقرآن والسنة من خلال علماء الصحابة والتابعين ومن سار على نهجهم.



أما الآخرون مثل الاثني عشرية فإنهم خرجوا عن كتاب الله وسنة الرسول

في فهم العقائد، وفي تفسير القرآن، وفي النظر لكثير من القضايا الفكرية التي أصّل لها الصحابة وأخذوها من الرسول

.



فأنا ضد الخلط، لا بد أن تتمايز الأمور، الحق حق والباطل باطل، ونتعامل مع الأخطاء والانحرافات بنصح؛ فلن تحدث نهضة للأمة إلا إذا صفت الأمور، وعرفنا من هو على الإسلام الصحيح ومن هو المبتدع ومن هو المنحرف. فهذا أصل من أصول النهوض لهذه الأمة.

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سلسلة من الحوارات الدعوية..... Empty رد: سلسلة من الحوارات الدعوية.....

مُساهمة من طرف ليليان عبد الصمد الأحد أغسطس 21, 2011 6:44 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ليليان عبد الصمد
ليليان عبد الصمد
كبار الشخصيات
كبار الشخصيات

عدد المساهمات : 2383
تاريخ التسجيل : 17/04/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سلسلة من الحوارات الدعوية..... Empty رد: سلسلة من الحوارات الدعوية.....

مُساهمة من طرف ريانية العود الإثنين أغسطس 22, 2011 12:35 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سلسلة من الحوارات الدعوية..... Empty رد: سلسلة من الحوارات الدعوية.....

مُساهمة من طرف ريانية العود الإثنين أغسطس 22, 2011 12:38 am

داعية كولومبية: المسلمون لا يعرفون كيف يصلون والنصارى معلوماتهم عن الإسلام خاطئة









[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الدعوة إلى الله مهمة الرسل والأنبياء، وهم أشرف الخلق وأكرمهم على الله، وهم الذين اختارهم الله لهداية البشر، والعلماء هم ورثة الأنبياء، وقيامهم بالدعوة أعظم تشريف لهم؛ لذا فهي فضل من الله على الداعية, ومسئولية..



"فاطمة الهولي" امرأة عربية مسلمة, حملت المسئولية, تعمل على نشر الإسلام في كولومبيا بين المسلمين كتعاليم, وبين غيرهم كدين, ولأول مرة مع موقع عربي, تحدثت فاطمة الهولي إلينا؛ لتنقل حال الإسلام والمسلمين في كولومبيا, وأهم العقبات التي تواجههم, وما هو دورهم في نشر الإسلام؟ وما هو مركز القرطبي ودورها؟ كل هذا وموضوعات أخرى في الحوار التالي..



**كيف بدأت رحلتك مع الدعوة للإسلام في كولومبيا؟ بل كيف وصلت إلى كولومبيا نفسها؟



-تجربتي في كولومبيا هي من أغرب التجارب التي مررتُ بها, ولم أفكر في حياتي أنني يومًا ما سأكون في دولة من دول أمريكا الجنوبية التي كنا ندرسها في المدرسة، ولم ندرسها بتعمُّق, والذي كنت أسمعه عن كولومبيا هو فقط المخدرات والعصابات, ولم أسمع أي شيء إيجابي أبدًا, وبعد زواجي من مسلم كولومبي، عرض عليَّ زوجي الذهاب إلى كولومبيا؛ حيث شرح لي وضع المسلمين السيئ، فحزنت لذلك، وأحببت أن أعرف أكثر عنها,وعندما وصلت وجدتها من أجمل البلاد التي خلقها الله تعالى، ووجدت الكثير من الكولومبيين أناسًا بسطاء, فأُسرت بسحر طبيعتها وبطيبة أناسها، وبدأت معهم بتعلم الإسبانية وهي الأخرى أسرتني؛ لأنها تضم بعض الكلمات العربية.



ينقص المجتمع الكولومبي الدين الإسلامي؛ فالجالية صغيرة جدًّا مقارنة بالتعداد السكاني، وينقصها الكثير من العلوم الإسلامية والعربية, وعلى سبيل المثال وجدت الكثير من الأخوات لا يعرفن كيف يصلين، وقد أسلمن منذ سنوات! والنصارى ليست لديهم أي معلومات عن الدين الإسلامي, وإنْ عرفوا فهي معلومات خاطئة ولا تمتُّ للإسلام بصلة, فجاءت فكرة إنشاء مركز يعرِّف بالإسلام ويقدم الدروس الإسلامية ويضم الكثير من المسلمين,بحيث يجدون الجو الإسلامي العائلي لهم, ويدعو النصارى وغيرهم إلى دين الحق, وتعززت هذه الفكرة بعد أن كوَّنا مجموعة صغيرة جدًّا من المسلمين من العرب والكولومبيين المهتمين بحال ومستقبل الإسلام في كولومبيا، والذين نحسبهم على خير ولا نزكيهم على الله.



**من أين بدأت فكرة تأسيس مركز "القرطبي"؟ وما الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها؟



-بدأت الفكرة عندما درسنا أنا وزوجي حال المسلمين بعد ستة أشهر من وصولنا إلى كولومبيا, حيث تكلمنا مع الكثير من الإخوة والأخوات, وقمنا بزيارة المصليَيْن في العاصمة بوجوتا، ووجدنا أنهما في بعض الأحيان مغلقين وقت الصلاة, وإذا فُتحا فإنهم لا يُقدمان الدروس الدينية, ولا يتابعان المسلمين الجدد، ولا يوجد شيخ واحد في العاصمة,وقد أخبرنني الكثير من الأخوات بأنهن يحتجن أن يتعلمن أسس الدين؛ لأنهن أسلمن ولم يتعلمن أي شيء بعد إسلامهن. لذا فقد قررنا تأسيس مركز إسلامي، وبعد سنة من المناقشات مع مجموعتنا قررنا أن نفتح "مركز القرطبي للدراسات الإسلامية",كما أن بين مجموعتنا كان هناك أحد طلاب العلم الشرعي, فاعتبرناه شيخنا, وبدأنا.



يسعى مركز القرطبي لبناء ودعم جالية إسلامية على أسس أهل السنة والجماعة, من حيث تعليم المسلمين العقيدة, التجويد, الحديث, الفقه, الشريعة, السيرة, وإعطاء دروس في اللغة العربية, الخط العربي, وتعليم كل ما هو نافع لديننا الحنيف, كما يسعى لترجمة الكتب الدينية من العربية إلى الإسبانية, وتوعية الأفراد عن الحقائق الموجودة في كولومبيا بعيدًا عن التأثير الإعلامي, ونشر الدعوة الإسلامية لأكثر من سبعة ملايين نسمة في العاصمة بوغوتا، وفي المستقبل القريب الدعوة للقارة كلها بإذن الله.



**كمسلمة.. كيف تصفين المجتمع الكولومبي؟ وهل هناك إقبال على الدخول في الإسلام من قِبل الكولومبيين؟



-بالرغم من أنّ الكولومبيين أناس طيبون، لكن يسود المجتمع الكولومبي التفكك الأسري والانحراف بأنواعه، كأي مجتمع غربي، والكثير من الأفراد يعمل بجِدٍّ لتأمين لقمة عيشهم. أيضًا يوجد منهم المتعلم والجاهل, وعلى الرغم من كل الصعوبات التي تواجه المجتمع الكولومبي، إلا أنّ هناك إقبالاً على الإسلام, الكثير منهم بعد أن يسمع عن الإسلام يبدأ بالقراءة عنه لمعرفه المزيد، أو زيارة المركز والتحدث إلينا, والذي اكتشفناه من تجربتنا القصيرة في الدعوة في كولومبيا، هو أنّ ما يجذب الكولومبيون في الشارع إلى السؤال عن الإسلام أو البحث عنه, هو مظهر المسلم في الشارع, حيث إنهم يلتفتون ويتأثرون بما يرون, فإذا رأوا مسلمًا بثيابه الإسلامية وبزييه السُّنِّي وسواكه؛ فإنَّ ذلك يدعوهم إلى التساؤل، أو إذا رأوا مسلمة بحجابها يبدأن بالتحدث معها عن الحجاب، وبالتالي عن الإسلام.



هناك إقبال كبير على الإسلام من قبل الكولومبيين, وأذكر أنّنا في السنة الماضية كنا نشهد في كل أسبوع على التوالي لمدة أشهر إسلام واحد, وأحيانًا شهادتين, فلله الحمد والمنة.



**كمسلمة تعيش وسط مجتمع كهذا, ما هي أهم المشاكل التي تواجهك في المجتمع الكولومبي؟ وهل هناك تقبل لحجاب المسلمة في أوساط المجتمع؟



-بصراحة عندما وصلت إلى كولومبيا لم أرتح من نظرات الناس الكثيرة في الشارع, ولكن بعد فترة اعتدت على ذلك, وبمساعدة زوجي ولأنّه يفهم مجتمعه أكثر مني؛ فقال لي: استغلي ذلك بالابتسامة إلى النساء والأطفال, وألقي عليهم تحيتهم, فهذا نوع من الدعوة للغير. ووجدت ذلك فعالاً جدًّا, وأذكر أني حصل لي موقف، أنَّ امرأة كانت تعمل في أحد المجمعات التجارية في بوغوتا، ورأتني وابتسمت لها, فتقدمت للسؤال عن حجابي وأخبرتها بأنّني مسلمة، فقالت: وما ذلك؟! فقلت لها: هو ديني. فقالت: هل عندكم الإنجيل أيضًا؟ فقلت لها: لا، بل عندنا كتابنا وهو القرآن الكريم. فقالت: أنا لم أسمع قط عن كتاب اسمه القرآن الكريم.



وأيضًا الرجال الكولومبيون يغشى عليهم الاحترام عندما يرون امرأة بلباسها الشرعي، وخصوصًا أنّ المجتمع الكولومبي منتشر فيه العري كسائر المجتمعات الغربية.



**كم يقدر عدد الكولومبيين المسلمين؟ وهل هم من النساء أكثر أم من الرجال؟



-يبلغ عددهم حوالي 10.000 (عشرة آلاف) مسلم في كولومبيا, منهم العرب المهاجرون, أما عن النوع الأكثر فهم النساء, وهذه نتيجة منطقية؛ لأن عدد النساء عالميًّا أكثر من عدد الرجال, وعدد المهتديات أكثر من عدد المهتدين.



**المرأة الكولومبية التي تدخل الإسلام كيف تواجه ذلك مع عائلتها وزوجها، إن كانت متزوجة؟ وبعد ذلك على أطفالها، وهل تتم محاربتها إذا ما دخلت الإسلام في أوساط العمل أو الجامعة؟



-في الحقيقة إنّ معظم النساء اللائي يدخلن الإسلام يواجهن صعوبات كثيرة في مواجهة أسرهن النصرانية؛ فالعازبات منهن يواجهن ضغوطًا من أسرهن لترك الإسلام أو يتقبلن حقيقة إسلامهن, وبعضهن يُجبرن على ترك أسرهن؛ وذلك لصعوبة الأمر.



أما المتزوجات فقد رأيت الكثير منهن قد تُركن، أو طُلِّقن من أزواجهن النصارى, وقد أخذن معهن أطفالهن لتربيتهم التربية الإسلامية الصحيحة, وفي هذه الحالة قد تواجهن أولئك النساء مصاعب الحياة، وخصوصًا أنهن يردن التفرغ لتربية أولادهن التربية الإسلامية، وأيضًا العمل لكسب لقمة العيش لها ولأطفالها. وقد صادفت حالتين من الأخوات اللاتي قد خاضتا قضايا كثيرة مع آباء أطفالهن لكسب الحضانة.



أما بالنسبة للعمل بالحجاب فهناك جهات تقبل، وجهات لا تقبل الحجاب, ولكن في كثير من الأحيان يكون الأمر فيه بعضًا من الصعوبة.



** "مركز القرطبي" بعد فترة من التأسيس.. هل حقق بعضًا من أهدافه؟



-نعم، وبعون الله استطعنا دعوة الكثير من الناس إلى الإسلام، والكثير منهم قد أشهر إسلامه، والآن هناك بعض من مشاريع الترجمة التي تدرس، وقد بدأ فيها بعض الإخوة, قد نأخذ بعضًا من الوقت لإصدار الترجمات؛ وذلك لغياب الدعم لهؤلاء المترجمين. وأيضًا استطعنا افتتاح الدروس الإسلامية منها خلق وشخصية المرأة في الإسلام, الاقتصاد الإسلامي في القرآن, العقيدة, فقه السيرة, واللغة العربية, وفقه العبادات, وأمراض القلوب. وهذه على المستوى المبتدئ البسيط؛ ليسهل على المسلمين الجدد التعلم والفهم السريع. وأيضًا نحن الآن بصدد التحضير لإقامة زاوية في معرض الكتاب الدولي في بوغوتا.



**تنقلت بين الأرياف والقرى الكولومبية لنشر دعوة الإسلام, صفي لنا شعورك وأنت تقومين بهذه المهمة الجليلة؟



-أشكر الله على هذه الفرص الكريمة. لقد سافرت تقريبًا إلى أربع قرى أو أكثر، ومعظم هذه القرى تكون في وسط الأرياف؛ حيث من المستحيل أن تجدوا مسلمين، وبادئ الأمر كنت أسافر للتأمل والتدبر؛ لأن جمال الطبيعة هنا بصراحة لا يُوصف، فلاحظتُ ونحن في كل طريق بين القرى أنهم يضعون تمثال العذراء داخل بيت صغير، أو أحيانًا يكون تمثالاً كبيرًا؛ وذلك لاعتقادهم بأنّ ذلك يحمي الطريق ويقي من الحوادث. فبدأت بالتفكير بأن أي لحظة أعيشها في كولومبيا سواء في العاصمة أو في تنقلي بين الأرياف يجب أن تكرس للدعوة في سبيل الله؛ فهناك أناس في الأرياف لم يسمعوا عن الإسلام، وعندما نخبرهم عن الإسلام، يختلط عليهم الأمر بين اليهود والمسلمين.



**أنت كامرأة خليجية أقدمت على العيش في ذلك المجتمع الغريب والبعيد، بعد سنوات من تجربتك في نشر الإسلام هناك, ما هي أهم تجاربك المستخلصة؟



-لن أقول بأنني صاحبة علم كبير في الدين الإسلامي؛ لأنّني ما زلت أتعلم هذا الدين الحنيف, وأيضًا خبرتي في الدعوة قصيرة تحتاج إلى ممارسة وتعلم أكثر, وتفهم المجتمعات الأخرى والمنسيَّة مثل مجتمعات دول أمريكا الجنوبية, إلا أنّ خبرتي القصيرة في الدعوة من أحسن وأروع التجارب التي خضتها، وأحسست أنّني أقدِّم شيئًا للإسلام، ولو كان قليلاً. وقد ساعدت الكثير من الكولومبيين على فهم الإسلام واعتناقه، وتعلمت أنْ أكسر الحاجز بيني وبين النساء في الشارع -مثلاً- لدعوتهم إلى الإسلام، وذلك على عكس المجتمع الخليجي الذي عُشت فيه.



**بالتأكيد هذا النشاط الطيب يحتاج لدعم كبير, فمن أين تأتون به؟



-في البداية تلقينا دعمًا من بعض الإخوة لتأجير مكان, أقمنا عليه "مركز القرطبي للدراسات الإسلامية", إلا أنّ الاستمرار بعد ذلك يحتاج إلى دعم كبير؛ لذلك فإنّ الترجمات -التي نعمل عليها لنقل الكتب الإسلامية من العربية والإنجليزية إلى الإسبانية- تأخذ وقتًا, وذلك لغياب الدعم للمترجمين.



لذلك فإنّنا نُرحب بأيّ شكل من أشكال الدعم, سواء كان معنويًّا أو ماديًّا, فنحن دائمًا بحاجة للتبرعات لكافة مشاريعنا، وبحاجة للدعم المادي للدعاة. وأدعو الجميع بأن يزوروا مدونتنا الرسميّة باللغة العربية، والتي تحتوي على أخبارنا, تحت عنوان "لجنة مسلمي كولومبيا", و"موقعنا باللغة الإسبانية", حيث إننا لم نستطع ترجمته لأسباب مادية أيضًا.



**كلمة توجهها فاطمة الهولي لبنات الإسلام، وما هو دورهن في الدعوة إلى الإسلام؟ سواء في المجتمعات العربية أم في غيرها؟



-أود أولاً أنّ أشكركم على اهتمامكم بأحوال الإسلام والمسلمين في كل مكان, وأدعو بنات الإسلام إلى أن يهتموا بعلمهن الشرعي أكثر، وأن يثبتن تحت التأثيرات الخارجية الغريبة التي تُصيب مجتمعاتنا الإسلامية، وأن يقتدين بأمهات المؤمنين كمثل أعلى,وبخلق الإسلام؛ فذلك يعكس صورة طيبة عن المسلمين، ويجذب الكثير من النصرانيات إلى اعتناق الإسلام؛ فالإسلام دين عظيم.



وأقول أيضًا: إنّ الدعوة واجبة على كل مسلم, وليست الدعوة بكلمات فقط بل بالمعاملة؛ فالدين المعاملة, وأكرم وأرقى مثال على ذلك هو سيدنا محمد

، وكيف كان يدعو الكفار إلى دين الحق, وليعلمن أن الكثير من النصرانيات يتأثرن بمظهر المسلمة الملتزمة؛ فقد رأيت هذا بعيني, ويمكنكن الدعوة إمَّا في بلادكن، أو عن طريق العمل التطوعي أو عند سفركن.

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سلسلة من الحوارات الدعوية..... Empty رد: سلسلة من الحوارات الدعوية.....

مُساهمة من طرف ريانية العود الإثنين أغسطس 22, 2011 12:40 am

السرجاني .. الكتاب إضافة عن إسهامات المسلمين في العطاء الحضاري






"ماذا قدم المسلمون للعالم"

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]السرجاني .. الكتاب إضافة عن إسهامات المسلمين في العطاء الحضاري

لم تكن مفاجأة أن ينال الدكتور راغب السرجاني جائزة مبارك للدراسات الإسلامية عن عمل من أعماله، فالرجل جهد متواصل، لا يستطيع المتابع أن يلاحقه فيه، ونأمل من الله أن يعينه على بذله المتواصل فتارة جراح متميز، وأخرى داعية ومربٍّ يعلّم الناس الخير، أو تراه مطلاّ عبر الفضائيات يقول كلمة حق لله.

والدكتور راغب شخصية دأبها العمل والجدية؛ يغار على أمته ويؤمن بالبعث الحضاري لها لأنها تملك مقومات ذلك، ويربط في كل مناشطه التاريخية بين الواقع والتاريخ،وأن مسيرة التاريخ قد تكرر أحداثا، وأنّ ما صلح به أول هذه الأمة سيصلح به آخرها إن شاء الله ،ولكن لا بد أن تنهض الأمة نهضة جادة من سباتها الذي طال، ومما يميزه في كل ما يقدمه من زاد تاريخي التفاؤلُ والاستبشار رغم مسحة الحزن التي تخيم عليه حين يتطرق لمآسي المسلمين في العالم، وهذا الحوار كان بمناسبة حصوله على جائزة مبارك للدراسات الإسلامية للعام 1430 هـ في مناسبة الاحتفال السنوي بليلة القدر الأربعاء 26 رمضان 1430 هـ الموافق16 سبتمبر 2009م.



حوار : عادل صديق



ـ من وجهة نظركم لماذا وقع اختيار الجائزة على هذا الكتاب (ماذا قدم المسلمون للعالم؟)

* في الحقيقة الكتاب يسُد ثغرةً هامة لإسهامات المسلمين في العطاء [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الحضاري بصورة شاملة وأكثر من جانب ، بعض الكتب تتكلم عن جانب حضاري معين ولا تعنى بالجوانب الأخرى ـ لكن الكتاب يعدّ موسوعة في المجالات الحضارية المختلفة ولا تغفل الجوانب الإنسانية في حضارتنا، الكثير من الباحثين كانوا يركزون على جانب واحد من جوانب الحضارة الإسلامية ، لكن الكتاب بدأ بتعريف المصطلح "الحضارة" وإن اختلفنا فيه معهم فالمفهوم الحضاري لدينا هو " هي قدرة الإنسان على إقامة علاقة سويّة مع ربه، والبشرِ الذين يعيش معهم، وكذلك البيئة بكل ما فيها من ثروات".، وإذا قدر الله لنا وعملنا على ترجمته للغات الأخرى سيكون رسالة موجهة للغرب بهذا المفهوم والكتاب لا يتحدث عن حضارة عادية لها مثيلات أو أشباه، إنما نتحدَّث عن “الحضارة النموذج”، وما فعلته أني فتحت أبوابًا في الموضوع، وذكرت بعض المداخل فقط.



ـ ما هو الجديد في الكتاب هل لأنكم أوضحتم الصورة عن عمق وأصالة الحضارة الإسلامية وأنها لم تكن مجرد ناقل للتراث القديم ومعبر له إلى عصر النهضة ؟
الكثير من باحثي الغرب من الذين لا يحملون عمقا في الدراسة من غير المحايدين يرون أن المسلمين مجرد ناقلين للتراث الإغريقي القديم ، وربما لم يلتفتوا بالتراث الشرقي الساساني والهندي الذي شكل جميعا معينا رائعا للحضارة الإسلامية كتراث له عمق تاريخي، ويرى الغربيون ـ غير المنصفين ـ أن المسلمين مجرد ترجموه للغة العربية، ثم كانت الأندلس معبرا له ليطل على عصر النهضة بما فيه من غزارة إنتاج علمي فتخفت الأصوات التي تتحدث عن الحضارة الإسلامية كأنها لم تكن شيئا مذكورا، ولكن ما نقرره أنه "لا يمكن أن نستوعب ما وصلت إليه البشرية من تَقَدُّم في أي مجال من مجالات الحياة إلا بدراسة الحضارة الإسلامية" فالعلم التجريبي الإسلامي ، والعلوم الاجتماعية تحمل خصوصية واكتمال في الفهم ولا يمكن فهم العلوم المناظرة التي برزت في العصر الحديث إذا تجاوزنا الإرث الحضاري والتراث العلمي الذي أنتجه أجدادنا في كافة مناحي العلم .



ـ كثير من المنصفين قالوا بأصالة الفكر الحضاري الإسلامي على سبيل المثال زيجريد هونكة، آنه ماري شيميل الكولونيل "بودلي" "فيليب حِتي" جوستاف ليبون "ديزيزيه بلانشيه" "ماسينون الخ مع اختلاف بينهم في تفسير المعطيات الحضارية ومصادرها.. ما الجديد لديكم والذي يعدّ تميزا غير مسبوق ؟

*حقيقة لم نغفل جهود المنصفين حيث أفردنا لهم مساحة كبيرة من الكتاب، ولا ننكر كل جهد بذل في هذا المجال، وهذا من قبيل العدل الذي تعلّمناه من أوامر ربنا ـ سبحانه ـ (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) بل يعد هؤلاء المنصفين إضافة مع الاختلاف في الفهم مع بعضهم ، بل نجد منهم حيادا وتفاعلا مع الإسلام، وحين يقْدم على الدخول في هذا المجال بعد التصحيح المعرفي يكون قويا في مواجهة مقولات الغربيين غير المنصفين .



ـ انتم تدعون لإعادة كتابة التاريخ الإسلامي برؤية تصحيحية وتوثيقية جديدة .. لماذا لا يوجد معهد يسير وفق منهج قويم من أجل هذا الهدف ؟

*الدعوة إلى إعادة كتابة التاريخ الإسلامي يقوم بها عدد كبير من الباحثين المخلصين، وكلهم لديهم الغيرة على موروثنا المعرفي عامة والتاريخي خاصة، وكلنا نرى تصفية التاريخ مما شابهُ من دَخَل وافتراء تسيء لديننا، حيث قامت فئات محسوبة على الإسلام ـ لا خلاق لها ـ بالدسّ والتشويه للأحداث وسير الرموز الإسلامية والقادة بدوافع مذهبية أو سياسية، والتاريخ لم يخضع لمنهج الجرح والتعديل الذي خضعت له العلوم الشرعية وخاصة "علم الحديث" فالمنهجية تختلف، إلا من بعض المؤرخين جزئيا،والكثيرون من المؤرخين أدركوا هذا الدّخَل.

لذا ندعو لإيجاد معهد بحثي للتاريخ والحضارة الإسلامية، وننادي بهذا رجال الأعمال المخلصين، والمسؤولين الرسميين لأن تكلفة عمل كهذا كبيرة ماديا ، وتحتاج حشدا لهذه المهمة لنوعية خاصة من الباحثين.

ـ نلحظ أن الكتابات الاستشراقية المعادية مهما كانت دوافعها التبشيرية أو الاستعمارية هي التي تسيطر على مناهجنا التاريخية التي تدرس في جامعاتنا إلى اليوم لماذا لا نجد مناظرات يحق الله بها الحق منكم ومن غيركم من المخلصين للمنهج ؟

*هذه في الحقيقة مشكلة كبيرة فلا زالت المناهج التاريخية المعمول بها في جامعاتنا هي التي قام بها رواد التغريب، وتلاميذ المستشرقين غير المنصفين ، وللأسف الجهود المتوفرة للتصحيح تتسم بالفردية، ونأمل من الجهات الرسمية المشرفة على التعليم في بلادنا أن تعيد نظر في المناهج المتخصصة في التاريخ ، وأن يكون منهجنا نابعا من ثوابتنا،يعنى بالتحليل والتوثيق والنقد، ويعنى بمعايير صواب النص التاريخي ، والقيام بعمل بحثي ضخم تقوم عليه مجموعة من المؤرخين، والمتخصصين، لا يد أن يخضع للمؤسساتية المنظمة وهذا ليس متوفرا، وندعو الميسورين من المؤيدين للفكرة أن يقوموا بعمل كهذا، فالفكرة موجودة ولكن تنفيذها مكلف .



ـ لماذا لا يدخل الدكتور راغب ميدان "العمل الدرامي التاريخي" الوثائقي برؤيته التصحيحية، وهو ضرورة الآن لافتقاد شريحة القراء التي هربت إلى الإعلام المرئي؟

*لا شك أن العمل الدرامي أكثر تأثيرا بعد الهجمة الإعلامية التي تسيطر الآن وتغير المفاهيم دون جهد ناقد، وفاقد الشيء لا يعطيه، فمن السهل ترسيخ مغالطة تاريخية في ذهن المشاهد مهما كانت درجة ثقافته، والتكرار سمة للأعمال الدرامية وهي تخضع لأيديولوجية الكاتب، والمخرج، والسيناريست وفريق العمل، حتى في أدق التفاصيل، وما يحمل فريق العمل من فكر، سواء كان صائبا أو محايدا أو خائبا، للأسف الساحة الإسلامية شبه خالية من المخلصين كفريق متكامل لأنهم موزعون في القنوات الفضائية ، ومدن الإنتاج الإعلامي العربية والغربية، ولا توجد خبرة على مستوى احترافي إلا في "الدراما التقليدية" فلنكن واقعيين، وإن وجدت الدراما التاريخية فإنها تخلط غالبا الحق بالباطل، ولا تلتزم الرؤية التاريخية والرؤية الشرعية، لذا رغم أهمية الدراما إلا أنها لو لم توظف لأتت بنتائج سلبية،وخاصة للشريحة التي نستهدفها، فضعف الإمكانات تحول دون بروز الرؤية بصدق إلى حيز الوجود ولا بد أن تكون الدراما خاضعة لمعيارين:

الأول المعيار الشرعي: أي تكون بلا أخطاء شرعية من الظهور النسائي، ومراعاة المصداقية بلا إثارة، ولا تحوير للنص أو إدخال الإبهار في غير موضعه أو إطلاق العنان للخيال على حساب الحدث التاريخي الخ .

الثاني العمل الاحترافي: وهذا يشكل عبئًا كبيرا فالمنافسة اليوم شديد وتعتمد الإبهار في العمل السينمائي أو التلفزيوني ، وإن لم يوظف الجانب الاحترافي سيجد المنافسة كبيرة تؤدي إلى الانهيار السريع، بل نتمنى أن نجد أعمالا تنافس عالميا .



ـ لاشك أن جهدكم كبير بحمد الله لكن أين تلاميذكم ولا أقول محبيكم الذين يسيرون على دربكم ؟

التلاميذ من طلاب العلم ـ بفضل الله ـ كثيرون ، ونلتقي بهم كلما ذهبنا إلى أي مكان في الدنيا، ولكن الظروف لا تسمح بلقاء الجمهور، الكثيرون بفضل لله يحملون نفس الفكر وأدعو الله أن نلتقي في عمل كبير يقدره الله ..


ـ هل ترون أن الموقع التاريخي والإعلام المرئي في صورة "التوك شو" كافية لرفع درجة الوعي الذي يصل إلى ما يمكن أن نسميه "التربية التاريخية" ؟
في الحقيقة نحن نحفر في الصخر، فطموحنا أعظم من قوتنا، وكلنا أمل في الله بالتوفيق، والعزاء أننا نجد تجاوبا كبيرا من الناس، وشعارنا الذي نعمل من أجله وأن نرتفع بوعي المشاهد والقارئ لا أن ننزل إليه، ونأمل أن نجد لأفكارنا محتوى من كافة الأعمار والشرائح، وبالطبع سيظل جهدنا قليلا أمام الاحتياج الفعلي لجمهور المسلمين من جهة، والغربيين الذين يحتاجون تصحيح المفاهيم من جهة أخرى .

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سلسلة من الحوارات الدعوية..... Empty رد: سلسلة من الحوارات الدعوية.....

مُساهمة من طرف الصحفية المبدعة الإثنين أغسطس 22, 2011 4:10 pm

شكرا جزيلا على هذه السلسة

تقبلي مروري
الصحفية المبدعة
الصحفية المبدعة
عضو ذهبي
عضو ذهبي

عدد المساهمات : 721
تاريخ التسجيل : 31/07/2011
العمر : 30
الموقع الموقع : احلى منتدى بريق الكلمة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سلسلة من الحوارات الدعوية..... Empty رد: سلسلة من الحوارات الدعوية.....

مُساهمة من طرف ريانية العود الإثنين أغسطس 22, 2011 4:17 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى