المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
ريانية العود | ||||
عادل لطفي | ||||
عذب الكلام | ||||
zineb | ||||
azzouzekadi | ||||
بريق الكلمة | ||||
TARKANO | ||||
ليليان عبد الصمد | ||||
ام الفداء | ||||
السنديانة |
بحـث
.ft11 {FONT-SIZE: 12px; COLOR: #ff0000; FONT-FAMILY: Tahoma,Verdana, Arial, Helvetica; BACKGROUND-COLOR: #eeffff}
.IslamicData
{ font-family: Tahoma, Verdana, Arial, Helvetica, sans-serif;
font-size: 10pt; font-style: normal; line-height: normal; font-weight:
normal; font-variant: normal; color: #000000; text-decoration: none}
الساعة
عدد زوار المنتدى
ارحل وحزبك في يديك ....فاروق جويدة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ارحل وحزبك في يديك ....فاروق جويدة
ارحل كزين الفاسقين وما نراه أضل منك
ارحل وحزبك في يديكْ
ارحل فمصر بشعبها وربوعها تدعو عليكْ
ارحل فإني ما أرى في الناس فرداً واحداً يهفو إليكْ
لا تنتظرْ طفلاً يتيماً بابتسامته البريئة أن يقبلَ وجنتيكْ
لا تنتظر أماً تطاردها هموم الدهر تطلب ساعديكْ
لا تنتظر صفحاً جميلاً فالخراب مع الفساد يرفرفان بمقدميك
ارحل وحزبك في يديكْ
ارحل بحزب إمتطى الشعب العظيمْ
وعثى وأثرى من دماء الكادحين بناظريكْ
ارحل وخزيكَ في يديكْ
ارحل فصوت الجائعين وإن علا لا تهتديه بمسمعيكْ
فعلى يديك خراب مصر بمجدها عاراً يلوث راحتيكْ
مصر التي كانت بذاك الشرق تاجا ًللعلاء وقد غدت قزماً لديكْ
كم من شبابٍ عاطلٍ أو غارق في بحر فقر وهو يلعن والديكْ
كم من نساء عذبت بوحيدها أو زوجها تدعو عليكْ
ارحل وإبنك في يديك
ارحل وإبنك في يديك قبل طوفانٍ يطيحْ
لا تعتقد وطناً تورثه لذاك الابن يقبل او يبيحْ
الناس ضاقت من وجودك. هل لإبنك تستريح؟
هذي نهايتك الحزينة هل بقى شيء لديكْ
ارحل وعارك أي عارْ
مهما اعتذرتَ أمامَ شعبكَ لن يفيد الاعتذارْ
ولمن يكونُ الاعتذارْ؟
للأرضِ.. للطرقاتِ.. للأحياءِ.. للموتى..
وللمدنِ العتيقةِ.. للصغارْ؟!
ولمن يكونُ الاعتذارْ؟
لمواكب التاريخ.. للأرض الحزينةِ
للشواطئِ.. للقفارْ؟!
لعيونِ طفلٍ
مات في عينيه ضوءُ الصبحِ
واختنقَ النهارْ؟!
لدموعِ أمٍّ لم تزل تبكي وحيداً
فرَّ يأملُ في حياةٍ وانتهى تحت البحار
لمواكبٍ العلماء أضناها مع الأيام غربتها وطول الانتظارْ؟!
ولمن يكون الاعتذار؟
**
ارحل وعارك في يديكْ
لا شيء يبكي في رحيلك رغم أن الناس تبكي عادة عند الرحيلْ
لا شيءَ يبدو في وجودك نافعاً
فلا غناء، لا حياة، ل ا صهيلْ..
مالي أرى الأشجار صامتةً
وأضواءَ الشوارعِ أغلقتْ أحداقها
واستسلمتْ لليلِ في صمت مخيف..
مالي أرى الأنفاسَ خافتةً
ووجهَ الصبح مكتئباً
وأحلاماً بلون الموتِ تركضُ خلفَ وهمٍ مستحيلْ
ماذا تركتَ الآن في أرض الكنانة من دليلْ؟
غير دمع في مآقي الناس يأبى أن يسيلْ
صمتُ الشواطئ..
وحشةُ المدن الحزينةِ..
بؤسُ أطفالٍ صغارٍ ..
أمهات في الثرى الدامي ..
صراخٌ.. أو عويلْ..
طفلٌ يفتش في ظلام الليلِ عن بيتٍ توارى
يسأل الأطلالَ في فزعٍ ولا يجدُ الدليلْ
سربُ النخيل على ضفافِ النيل يصرخ
هل تُرى شاهدتَ يوماً غضبةَ الشطآنِ من قهرِ النخيلْ؟!
الآن ترحلُ عن ثرى الوادي
لتحملَ عارك المسكونَ
بالحزب المزيفِ
حلمَكَ الواهي الهزيلْ..
***
ارحلْ وعارُكَ في يديكْ
هذي سفينَتك الكئيبةُ في سوادِ الليل تبحر في الضياع
لا أمانَ ولا شراعْ
تمضي وحيداً في خريف العمرِ لا عرشٌ لديكَ ولا متاعْ
لا أهلَ.. لا أحبابَ.. لا أصحابَ لا سندا.. ولا أتباعْ
كلُّ العصابةِ تختفي صوب الجحيمِ
وأنت تنتظرُ النهايةَ بعد أن سقط القناعْ
النيل في عينيكَ كان مغارة للنهب، والدنيا قطيعٌ من رعاعْ
الأفق يهربُ والسفينةُ تختفي بين العواصفِ والقلاعْ
هذا ضميرُ الشعب يصرخُ والشموعُ السودُ تلهثُ خلفَ قافلةِ الوداعْ
والدهر يروي قصةَ السلطانِ
يكذبُ.. ثم يكذبُ.. ثم يكذبُ
ثم يحترفُ التنطُّعَ.. والبلادةَ والخداعْ
هذا مصيرُ الحاكمِ الكذابِ: موتٌ.. أو سقوطٌ.. أو ضياعْ
***
ما عاد يُجِدي أن تُعيدَ عقاربَ الساعاتِ يوما للوراءْ
أو تطلبَ الصفحَ الجميلَ..
وأنت تُخفي من حياتكَ صفحةً سوداءْ
هذا كتابك في يديكَ فكيف تحلم أن ترى عند النهايةِ صفحةً بيضاءْ؟
الأمسُ ماتَ ولن تعيدَك للهدايةِ توبةٌ عرجاءْ
وإذ ا اغتسلتَ من الذنوبِ فكيف تنجو من دماء الأبرياءْ
وإذا برئتَ من الدماءِ فلن تُبَرئَكَ السماءْ
لو سالَ دمعك ألفَ عامٍ لن يطهرَكَ البكاءْ
كل الذي في مصر يلعنُ وجهكَ المرسومَ
من جوع الصغارِ وقهرة الاباءْ
أخطأتَ حين ظننتَ يوماً أن في التاريخ أمجاداً لبعضِ الأغنياءْ الاغبياء
***
ارحلْ وعاركَ في يديكْ
ما عاد يُجدي أن يفيقَ ضميركَ المهزومُ،
أن تبدي أمامَ الناسِ شيئاً من ندمْ
فيداكَ غارقتانِ في سلب ونهب ونهمْ
والكونِ أطلالٌ.. وطفل جائعٌ من ألفِ عامٍ لم ينمْ
جثثٌ النخيل على الضفافِ وقد تبدل حالُها
واستسلمتْ للموتِ حزنا.. والعدمْ
شطآن نيل كيف شردها الخرابُ ومات في أحشائها أحلى نغمْ
وطنٌ عريق كان أرضا للبطولةِ صار مأوىً للرممْ!
الآن يروي الهاربونَ من الجحيمِ حكايةَ الذئبِ الذي أكل الغنمْ:
كان الجميع مكبلاً من أمنه
وتضخمت في حزب ه تلك القوافل
كل قافلةٍ يزيُّنها صنمْ
يقضون نصفَ الليلِ في وكرِ البغايا يشربونَ الوهمَ في سفحِ الهرمْ
الذئب طافَ على الشواطئ
أسكرته روائحُ الزمنِ اللقيطِ
لأمةٍ عرجاء قالوا إنها كانت -وربِّ الناس- من خير الأممْ..
يحكون كيف تفرعنَ الذئبُ القبيحُ
فغاصَ في دمّ القناة..
وهام في أرض تُباع وعَاثَ فيهم وانتقمْ
سجنَ الصغارَ مع الكبارِ..
وطاردَ الأحياءَ والموتَى
وأفتى الناسَ زوراً في الحرمْ
قد أفسدَ الذئبُ اللئيمُ
طبائعَ الأيام فينا.. والذممْ
الأمةُ الخرساءُ تركع دائما
للغاصبين.. لكل أفاق حكمْ
لم يبقَ شيء للقطيعِ
سوى الضلالة.. والكآبةِ.. والسأمْ
أطفالُ مصر سيرسمونَ على ثراها ألفَ وجهٍ للرحيلِ وألفَ وجهٍ للألمْ
الموتُ حاصرهم فناموا في القبورِ وعانقوا أشلاءهم
لكن صوتَ الحقِ فيهم لم ينمْ
يحكون عن ذئبٍ حقيرٍ أطلقَ الفئرانَ ليلا في المدينةِ
ثم أسكره الفسادْ
ومضى سعيداً.. وابتسمْ..
في صمتها تنعى المدينةُ أمةً غرقتْ مع الطوفانِ واستلقت سنينا في العدمْ
يحكون عن زمنِ النطاعةِ، عن خيولٍ خانها الفرسانُ
عن وطنٍ تآكل وانهزمْ
والراكعون على الكراسي
يضحكون مع النهاية..
لا ضميرَ.. ولا حياءَ.. ولا ندمْ
الذئب يجلسُ خلف قلعته المهيبةِ يجمع الحراسَ فيها والخدمْ
ويطلُ من عينيه ضوءٌ شاحبٌ
ويرى الفضاءَ مشانقاً سوداءَ تصفعُ كل جلادٍ ظلمْ
والأمةُ الخرساءُ تروي قصةَ الذئبِ الذي خدعَ القطيعَ..
ومارسَ الفحشاءَ.. واغتصبَ الغنمْ
******
الآن ارحل غيرَ مأسوفٍ عليكْ
في موكبِ التاريخِ سوفِ يطلُ وجهك
بين تجارِ الفساد وعصبةِ الطغيانْ
ارحل وسافرْ في كهوفِ الصمتِ والنسيانْ
فالأرضُ تنزع من ثراها كلَّ سلطان تجبر.. كلَّ وغْدٍ خانْ
الآن تسكر والنبيذ الأسود الملعونُ
من دمع الضحايا.. من دم الجوعانْ
سيطل وجهك دائما في ساحةِ الفقر الجبانْ
وترى النهايةَ رحلةً سود اءَ سطرها جنونُ القمع والعدوانْ
في كل عصرٍ سوف تبدو قصةً مجهولةَ العنوانْ
في كل عهدٍ سوف تبدو صورةً للزيفِ.. والتضليلِ.. والبهتانْ
في كل عصرٍ سوف يبدو وجهك الموصومُ بالكذبِ الرخيص
فكيف ترجو العفو والغفرانْ
قُلْ لي بربكَ كيف تنجو الآن من هذا الهوانْ؟!
ما أسوأَ الإنسانَ حين يبيع سرَّ اللّه للشيطانْ
***
ارحلْ و حزبك في يديكَ وخذ وليدك ذلك الظمآنَ يبغي
قصرك العالي بيومٍ أيها السلطان
سيزورك القتلى بلا استئذانْ
وترى الجياع الراحلينَ شريط أحزانٍ على الجدرانْ
يتدفقونَ من النوافذِ.. من حقولِ الموتِ.. أفواجا على الميدانْ
يتسللونَ من الحدائقِ.. والمخابئ
من جُحُورِ الأرضِ كالطوفانْ
وترى بقاياهمْ بكل مكانْ
ستدور وحدك في جنونٍ تسألُ الناسَ الأمانْ
أين المفر وكل ما في الأرضِ حولكَ يُعلن العصيانْ؟!
والآن لا جيش.. ولا بطش.. ولا سلطا نْ
وتعود تسأل عن رجالك: أين راحوا؟
كيف فر الأهلُ.. والأصحابُ.. والجيرانْ؟
يرتد صوتُ الشعب يجتاح المدينَةَ لم يَعُدْ أحدٌ من الأعوانْ
هربوا جميعاً بعد أن سرقوا المزادَ.. وكان ما قد كانْ!
ستُطِلُّ خلف الأفق قافلةٌ من الأحزانْ
أطلالُ بلدتنا الحزينةِ
صرخةُ امرأةٍ تقاومُ خسةَ السجانْ
صوتُ الشهيدِ على ضفاف النيل يقرأ سورةَ الرحمنْ
وعلى امتدادِ الأفقِ مئذنةٌ بلونِ الفجرِ
في شوقٍ تعانق مريم العذراءَ/ يرتفع الأذانْ
الوافدونَ أمامَ بيتكَ يرفعون رءوسهم
وتُطل أيديهم من الأكفانْ
مازلتَ تسأل عن ديانتهم وأين الشيخُ.. والقديسُ.. والرهبانْ؟
هذي أياديهم تصافحُ بعضَها
وتعود ترفُع رايةَ العصيانْ
يتظاهرُ الشرقي والغربي والقبطي والنوبي ضد مفاسد الشيطانْ
حين استوى في الأرض خلقُ اللّه كان العدل صوتَ اللّه في الأديان
فتوحدت في كل شيء صورةُ الإيمانْ
وأضاءت الدنيا بنور الحق في التوراةٍ.. والإنجيلِ.. والقرآنْ
اللّه جل جلاله.. في كل شيء كرم الإنسانْ
لا فرقَ ف ي لونٍ ولا دينٍ ولا لغةٍ ولا أوطانْ
الشمسُ والقمر البديعُ على سماء الحب يلتقيانْ
العدلُ والحقُ المثابر والضميرُ.. هدى لكل زمانْ
كل الذي في الكون يقرأ.
ارحل وحزبك في يديكْ
ارحل فمصر بشعبها وربوعها تدعو عليكْ
ارحل فإني ما أرى في الناس فرداً واحداً يهفو إليكْ
لا تنتظرْ طفلاً يتيماً بابتسامته البريئة أن يقبلَ وجنتيكْ
لا تنتظر أماً تطاردها هموم الدهر تطلب ساعديكْ
لا تنتظر صفحاً جميلاً فالخراب مع الفساد يرفرفان بمقدميك
ارحل وحزبك في يديكْ
ارحل بحزب إمتطى الشعب العظيمْ
وعثى وأثرى من دماء الكادحين بناظريكْ
ارحل وخزيكَ في يديكْ
ارحل فصوت الجائعين وإن علا لا تهتديه بمسمعيكْ
فعلى يديك خراب مصر بمجدها عاراً يلوث راحتيكْ
مصر التي كانت بذاك الشرق تاجا ًللعلاء وقد غدت قزماً لديكْ
كم من شبابٍ عاطلٍ أو غارق في بحر فقر وهو يلعن والديكْ
كم من نساء عذبت بوحيدها أو زوجها تدعو عليكْ
ارحل وإبنك في يديك
ارحل وإبنك في يديك قبل طوفانٍ يطيحْ
لا تعتقد وطناً تورثه لذاك الابن يقبل او يبيحْ
الناس ضاقت من وجودك. هل لإبنك تستريح؟
هذي نهايتك الحزينة هل بقى شيء لديكْ
ارحل وعارك أي عارْ
مهما اعتذرتَ أمامَ شعبكَ لن يفيد الاعتذارْ
ولمن يكونُ الاعتذارْ؟
للأرضِ.. للطرقاتِ.. للأحياءِ.. للموتى..
وللمدنِ العتيقةِ.. للصغارْ؟!
ولمن يكونُ الاعتذارْ؟
لمواكب التاريخ.. للأرض الحزينةِ
للشواطئِ.. للقفارْ؟!
لعيونِ طفلٍ
مات في عينيه ضوءُ الصبحِ
واختنقَ النهارْ؟!
لدموعِ أمٍّ لم تزل تبكي وحيداً
فرَّ يأملُ في حياةٍ وانتهى تحت البحار
لمواكبٍ العلماء أضناها مع الأيام غربتها وطول الانتظارْ؟!
ولمن يكون الاعتذار؟
**
ارحل وعارك في يديكْ
لا شيء يبكي في رحيلك رغم أن الناس تبكي عادة عند الرحيلْ
لا شيءَ يبدو في وجودك نافعاً
فلا غناء، لا حياة، ل ا صهيلْ..
مالي أرى الأشجار صامتةً
وأضواءَ الشوارعِ أغلقتْ أحداقها
واستسلمتْ لليلِ في صمت مخيف..
مالي أرى الأنفاسَ خافتةً
ووجهَ الصبح مكتئباً
وأحلاماً بلون الموتِ تركضُ خلفَ وهمٍ مستحيلْ
ماذا تركتَ الآن في أرض الكنانة من دليلْ؟
غير دمع في مآقي الناس يأبى أن يسيلْ
صمتُ الشواطئ..
وحشةُ المدن الحزينةِ..
بؤسُ أطفالٍ صغارٍ ..
أمهات في الثرى الدامي ..
صراخٌ.. أو عويلْ..
طفلٌ يفتش في ظلام الليلِ عن بيتٍ توارى
يسأل الأطلالَ في فزعٍ ولا يجدُ الدليلْ
سربُ النخيل على ضفافِ النيل يصرخ
هل تُرى شاهدتَ يوماً غضبةَ الشطآنِ من قهرِ النخيلْ؟!
الآن ترحلُ عن ثرى الوادي
لتحملَ عارك المسكونَ
بالحزب المزيفِ
حلمَكَ الواهي الهزيلْ..
***
ارحلْ وعارُكَ في يديكْ
هذي سفينَتك الكئيبةُ في سوادِ الليل تبحر في الضياع
لا أمانَ ولا شراعْ
تمضي وحيداً في خريف العمرِ لا عرشٌ لديكَ ولا متاعْ
لا أهلَ.. لا أحبابَ.. لا أصحابَ لا سندا.. ولا أتباعْ
كلُّ العصابةِ تختفي صوب الجحيمِ
وأنت تنتظرُ النهايةَ بعد أن سقط القناعْ
النيل في عينيكَ كان مغارة للنهب، والدنيا قطيعٌ من رعاعْ
الأفق يهربُ والسفينةُ تختفي بين العواصفِ والقلاعْ
هذا ضميرُ الشعب يصرخُ والشموعُ السودُ تلهثُ خلفَ قافلةِ الوداعْ
والدهر يروي قصةَ السلطانِ
يكذبُ.. ثم يكذبُ.. ثم يكذبُ
ثم يحترفُ التنطُّعَ.. والبلادةَ والخداعْ
هذا مصيرُ الحاكمِ الكذابِ: موتٌ.. أو سقوطٌ.. أو ضياعْ
***
ما عاد يُجِدي أن تُعيدَ عقاربَ الساعاتِ يوما للوراءْ
أو تطلبَ الصفحَ الجميلَ..
وأنت تُخفي من حياتكَ صفحةً سوداءْ
هذا كتابك في يديكَ فكيف تحلم أن ترى عند النهايةِ صفحةً بيضاءْ؟
الأمسُ ماتَ ولن تعيدَك للهدايةِ توبةٌ عرجاءْ
وإذ ا اغتسلتَ من الذنوبِ فكيف تنجو من دماء الأبرياءْ
وإذا برئتَ من الدماءِ فلن تُبَرئَكَ السماءْ
لو سالَ دمعك ألفَ عامٍ لن يطهرَكَ البكاءْ
كل الذي في مصر يلعنُ وجهكَ المرسومَ
من جوع الصغارِ وقهرة الاباءْ
أخطأتَ حين ظننتَ يوماً أن في التاريخ أمجاداً لبعضِ الأغنياءْ الاغبياء
***
ارحلْ وعاركَ في يديكْ
ما عاد يُجدي أن يفيقَ ضميركَ المهزومُ،
أن تبدي أمامَ الناسِ شيئاً من ندمْ
فيداكَ غارقتانِ في سلب ونهب ونهمْ
والكونِ أطلالٌ.. وطفل جائعٌ من ألفِ عامٍ لم ينمْ
جثثٌ النخيل على الضفافِ وقد تبدل حالُها
واستسلمتْ للموتِ حزنا.. والعدمْ
شطآن نيل كيف شردها الخرابُ ومات في أحشائها أحلى نغمْ
وطنٌ عريق كان أرضا للبطولةِ صار مأوىً للرممْ!
الآن يروي الهاربونَ من الجحيمِ حكايةَ الذئبِ الذي أكل الغنمْ:
كان الجميع مكبلاً من أمنه
وتضخمت في حزب ه تلك القوافل
كل قافلةٍ يزيُّنها صنمْ
يقضون نصفَ الليلِ في وكرِ البغايا يشربونَ الوهمَ في سفحِ الهرمْ
الذئب طافَ على الشواطئ
أسكرته روائحُ الزمنِ اللقيطِ
لأمةٍ عرجاء قالوا إنها كانت -وربِّ الناس- من خير الأممْ..
يحكون كيف تفرعنَ الذئبُ القبيحُ
فغاصَ في دمّ القناة..
وهام في أرض تُباع وعَاثَ فيهم وانتقمْ
سجنَ الصغارَ مع الكبارِ..
وطاردَ الأحياءَ والموتَى
وأفتى الناسَ زوراً في الحرمْ
قد أفسدَ الذئبُ اللئيمُ
طبائعَ الأيام فينا.. والذممْ
الأمةُ الخرساءُ تركع دائما
للغاصبين.. لكل أفاق حكمْ
لم يبقَ شيء للقطيعِ
سوى الضلالة.. والكآبةِ.. والسأمْ
أطفالُ مصر سيرسمونَ على ثراها ألفَ وجهٍ للرحيلِ وألفَ وجهٍ للألمْ
الموتُ حاصرهم فناموا في القبورِ وعانقوا أشلاءهم
لكن صوتَ الحقِ فيهم لم ينمْ
يحكون عن ذئبٍ حقيرٍ أطلقَ الفئرانَ ليلا في المدينةِ
ثم أسكره الفسادْ
ومضى سعيداً.. وابتسمْ..
في صمتها تنعى المدينةُ أمةً غرقتْ مع الطوفانِ واستلقت سنينا في العدمْ
يحكون عن زمنِ النطاعةِ، عن خيولٍ خانها الفرسانُ
عن وطنٍ تآكل وانهزمْ
والراكعون على الكراسي
يضحكون مع النهاية..
لا ضميرَ.. ولا حياءَ.. ولا ندمْ
الذئب يجلسُ خلف قلعته المهيبةِ يجمع الحراسَ فيها والخدمْ
ويطلُ من عينيه ضوءٌ شاحبٌ
ويرى الفضاءَ مشانقاً سوداءَ تصفعُ كل جلادٍ ظلمْ
والأمةُ الخرساءُ تروي قصةَ الذئبِ الذي خدعَ القطيعَ..
ومارسَ الفحشاءَ.. واغتصبَ الغنمْ
******
الآن ارحل غيرَ مأسوفٍ عليكْ
في موكبِ التاريخِ سوفِ يطلُ وجهك
بين تجارِ الفساد وعصبةِ الطغيانْ
ارحل وسافرْ في كهوفِ الصمتِ والنسيانْ
فالأرضُ تنزع من ثراها كلَّ سلطان تجبر.. كلَّ وغْدٍ خانْ
الآن تسكر والنبيذ الأسود الملعونُ
من دمع الضحايا.. من دم الجوعانْ
سيطل وجهك دائما في ساحةِ الفقر الجبانْ
وترى النهايةَ رحلةً سود اءَ سطرها جنونُ القمع والعدوانْ
في كل عصرٍ سوف تبدو قصةً مجهولةَ العنوانْ
في كل عهدٍ سوف تبدو صورةً للزيفِ.. والتضليلِ.. والبهتانْ
في كل عصرٍ سوف يبدو وجهك الموصومُ بالكذبِ الرخيص
فكيف ترجو العفو والغفرانْ
قُلْ لي بربكَ كيف تنجو الآن من هذا الهوانْ؟!
ما أسوأَ الإنسانَ حين يبيع سرَّ اللّه للشيطانْ
***
ارحلْ و حزبك في يديكَ وخذ وليدك ذلك الظمآنَ يبغي
قصرك العالي بيومٍ أيها السلطان
سيزورك القتلى بلا استئذانْ
وترى الجياع الراحلينَ شريط أحزانٍ على الجدرانْ
يتدفقونَ من النوافذِ.. من حقولِ الموتِ.. أفواجا على الميدانْ
يتسللونَ من الحدائقِ.. والمخابئ
من جُحُورِ الأرضِ كالطوفانْ
وترى بقاياهمْ بكل مكانْ
ستدور وحدك في جنونٍ تسألُ الناسَ الأمانْ
أين المفر وكل ما في الأرضِ حولكَ يُعلن العصيانْ؟!
والآن لا جيش.. ولا بطش.. ولا سلطا نْ
وتعود تسأل عن رجالك: أين راحوا؟
كيف فر الأهلُ.. والأصحابُ.. والجيرانْ؟
يرتد صوتُ الشعب يجتاح المدينَةَ لم يَعُدْ أحدٌ من الأعوانْ
هربوا جميعاً بعد أن سرقوا المزادَ.. وكان ما قد كانْ!
ستُطِلُّ خلف الأفق قافلةٌ من الأحزانْ
أطلالُ بلدتنا الحزينةِ
صرخةُ امرأةٍ تقاومُ خسةَ السجانْ
صوتُ الشهيدِ على ضفاف النيل يقرأ سورةَ الرحمنْ
وعلى امتدادِ الأفقِ مئذنةٌ بلونِ الفجرِ
في شوقٍ تعانق مريم العذراءَ/ يرتفع الأذانْ
الوافدونَ أمامَ بيتكَ يرفعون رءوسهم
وتُطل أيديهم من الأكفانْ
مازلتَ تسأل عن ديانتهم وأين الشيخُ.. والقديسُ.. والرهبانْ؟
هذي أياديهم تصافحُ بعضَها
وتعود ترفُع رايةَ العصيانْ
يتظاهرُ الشرقي والغربي والقبطي والنوبي ضد مفاسد الشيطانْ
حين استوى في الأرض خلقُ اللّه كان العدل صوتَ اللّه في الأديان
فتوحدت في كل شيء صورةُ الإيمانْ
وأضاءت الدنيا بنور الحق في التوراةٍ.. والإنجيلِ.. والقرآنْ
اللّه جل جلاله.. في كل شيء كرم الإنسانْ
لا فرقَ ف ي لونٍ ولا دينٍ ولا لغةٍ ولا أوطانْ
الشمسُ والقمر البديعُ على سماء الحب يلتقيانْ
العدلُ والحقُ المثابر والضميرُ.. هدى لكل زمانْ
كل الذي في الكون يقرأ.
رد: ارحل وحزبك في يديك ....فاروق جويدة
شكرا
ما أجمل ما إنتقيت
جزاك الله كل الخير
ما أجمل ما إنتقيت
جزاك الله كل الخير
عادل لطفي- إدارة
- عدد المساهمات : 7724
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
مواضيع مماثلة
» الأرض قد عادت لنا....فاروق جويدة
» لماذا أراك .... فاروق جويدة .
» رائعة فاروق جويدة .. اغضب
» عندما أحسب عمري ...فاروق جويدة ..
» مقطع من ..إلي شهداء ثورة25 يناير فاروق جويدة
» لماذا أراك .... فاروق جويدة .
» رائعة فاروق جويدة .. اغضب
» عندما أحسب عمري ...فاروق جويدة ..
» مقطع من ..إلي شهداء ثورة25 يناير فاروق جويدة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يونيو 20, 2024 12:29 pm من طرف azzouzekadi
» لحدود ( المقدرة شرعاً )
الثلاثاء يوليو 04, 2023 1:42 pm من طرف azzouzekadi
» يؤدي المصلون الوهرانيون الجمعة القادم صلاتهم في جامع عبد الحميد بن باديس
الأحد ديسمبر 15, 2019 10:06 pm من طرف azzouzekadi
» لا اله الا الله
الأحد يناير 28, 2018 7:51 pm من طرف azzouzekadi
» قصص للأطفال عن الثورة الجزائرية. بقلم داؤود محمد
الثلاثاء يناير 31, 2017 11:52 pm من طرف azzouzekadi
» عيدكم مبارك
الإثنين سبتمبر 12, 2016 11:14 pm من طرف azzouzekadi
» تويتر تساعد الجدد في اختياراتهم
السبت فبراير 06, 2016 3:47 pm من طرف azzouzekadi
» لاتغمض عينيك عند السجود
السبت يناير 30, 2016 10:52 pm من طرف azzouzekadi
» مباراة بين لاعبي ريال مدريد ضد 100 طفل صيني
الخميس يناير 14, 2016 11:18 pm من طرف azzouzekadi