المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
ريانية العود | ||||
عادل لطفي | ||||
عذب الكلام | ||||
zineb | ||||
azzouzekadi | ||||
بريق الكلمة | ||||
TARKANO | ||||
ليليان عبد الصمد | ||||
ام الفداء | ||||
السنديانة |
بحـث
.ft11 {FONT-SIZE: 12px; COLOR: #ff0000; FONT-FAMILY: Tahoma,Verdana, Arial, Helvetica; BACKGROUND-COLOR: #eeffff}
.IslamicData
{ font-family: Tahoma, Verdana, Arial, Helvetica, sans-serif;
font-size: 10pt; font-style: normal; line-height: normal; font-weight:
normal; font-variant: normal; color: #000000; text-decoration: none}
الساعة
عدد زوار المنتدى
المعتزلة أصولهم وعقائدهم..(.مقال)
صفحة 1 من اصل 1
المعتزلة أصولهم وعقائدهم..(.مقال)
[center][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تعريفهم : المعتزلة فرقة إسلامية تنتسب إلى واصل بن عطاء الغزال، تميزت بتقديم العقل على النقل، وبالأصول الخمسة التي تعتبر قاسما مشتركا بين جميع فرقها، من أسمائها القدرية والوعيدية والعدلية، سموا معتزلة لاعتزال مؤسسها مجلس الحسن البصري بعد خلافه معه حول حكم الفاسق
[]مؤسسها :
واصل بن عطاء الغزال: قال الإمام الذهبي في ترجمته في السير :" البليغ الأفوه أبو حذيفة المخزومي مولاهم البصري الغزال .. مولده سنة ثمانين
بالمدينة، .. طرده الحسن عن مجلسه لما قال الفاسق لا مؤمن ولا كافر فانضم إليه عمرو واعتزلا حلقة الحسن فسموا المعتزلة "
عمرو بن عبيد: قال الذهبي في ترجمته في السير : " عمرو بن عبيد الزاهد العابد القدري كبير المعتزلة .. قال ابن المبارك دعا - أي عمرو بن عبيد - إلى القدر فتركوه، وقال معاذ بن معاذ سمعت عمروا يقول إن كانت { تبت يدا أبي لهب } في اللوح المحفوظ فما لله على ابن آدم حجة، وسمعته ذكر حديث الصادق المصدوق، فقال : لو سمعت الأعمش يقوله لكذبته، إلى أن قال ولو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لرددته .. مات بطريق مكة سنة ثلاث وقيل سنة أربع وأربعين ومائة "
]العقائد والأفكار :
بدأت المعتزلة بفكرة أو بعقيدة واحدة، ثم تطور خلافها فيما بعد، ولم يقف عند حدود تلك المسألة، بل تجاوزها ليشكل منظومة من العقائد والأفكار، والتي في مقدمتها الأصول الخمسة الشهيرة التي لا يعد معتزليا من لم يقل بها، وسوف نعرض لتلك الأصول ولبعض العقائد غيرها، ونبتدئ بذكر الأصول الخمسة:
]1- التوحيد: ويعنون به إثبات وحدانيته سبحانه ونفي المثل عنه، وأدرجوا تحته نفي صفات الله سبحانه، فهم لا يصفون الله إلا بالسلوب، فيقولون عن الله : لا جوهر ولا عرض ولا طويل ولا عريض ولا بذي لون ولا طعم ولا رائحة ولا بذي حرارة ولا برودة .. إلخ، أما الصفات الثبوتية كالعلم والقدرة فينفونها عن الله سبحانه تحت حجة أن في إثباتها إثبات لقدمها، وإثبات قدمها إثبات لقديم غير الله، قالوا : ولو شاركته الصفات في القدم الذي هو أخص الوصف لشاركته في الألوهية، فكان التوحيد عندهم مقتضيا نفي الصفات.
[2- العدل: ويعنون به قياس أحكام الله سبحانه على ما يقتضيه العقل والحكمة، وبناء على ذلك نفوا أمورا وأوجبوا أخرى، فنفوا أن يكون الله خالقا لأفعال عباده، وقالوا: إن العباد هم الخالقون لأفعال أنفسهم إن خيرا وإن شرا، قال أبو محمد ابن حزم: " قالت المعتزلة: بأسرها حاشا ضرار بن عبد الله الغطفاني الكوفي ومن وافقه كحفص الفرد وكلثوم وأصحابه إن جميع أفعال العباد من حركاتهم وسكونهم في أقوالهم وأفعالهم وعقودهم لم يخلقها الله عز وجل ". وأوجبوا على الخالق سبحانه فعل الأصلح لعباده، قال الشهرستاني:" اتفقوا - أي المعتزلة - على أن الله تعالى لا يفعل إلا الصلاح والخير، ويجب من حيث الحكمة رعاية مصالح العباد وأما الأصلح واللطف ففي وجوبه عندهم خلاف وسموا هذا النمط عدلا "، وقالوا أيضا بأن العقل مستقل بالتحسين والتقبيح، فما حسنه العقل كان حسنا، وما قبحه كان قبيحا، وأوجبوا الثواب على فعل ما استحسنه العقل، والعقاب على فعل ما استقبحه.
]3- المنزلة بين المنزلتين: وهذا الأصل يوضح حكم الفاسق في الدنيا عند المعتزلة، وهي المسألة التي اختلف فيها واصل بن عطاء مع الحسن البصري، إذ يعتقد المعتزلة أن الفاسق في الدنيا لا يسمى مؤمنا بوجه من الوجوه، ولا يسمى كافرا بل هو في منزلة بين هاتين المنزلتين، فإن تاب رجع إلى إيمانه، وإن مات مصرا على فسقه كان من المخلدين في عذاب جهنم.
4- الوعد والوعيد: والمقصود به إنفاذ الوعيد في الآخرة على أصحاب الكبائر وأن الله لا يقبل فيهم شفاعة، ولا يخرج أحدا منهم من النار، فهم كفار خارجون عن الملة مخلدون في نار جهنم، قال الشهرستاني:" واتفقوا - أي المعتزلة - على أن المؤمن إذا خرج من الدنيا على طاعة وتوبة استحق الثواب والعوض .. وإذا خرج من غير توبة عن كبيرة ارتكبها استحق الخلود في النار لكن يكون عقابه أخف من عقاب الكفار وسموا هذا النمط وعدا ووعيدا "
]5- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وهذا الأصل يوضح موقف المعتزلة من أصحاب الكبائر سواء أكانوا حكاما أم محكومين، قال الإمام الأشعري في المقالات :" وأجمعت المعتزلة إلا الأصم على وجوب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر مع الإمكان والقدرة باللسان واليد والسيف كيف قدروا على ذلك" فهم يرون قتال أئمة الجور لمجرد فسقهم، ووجوب الخروج عليهم عند القدرة على ذلك وغلبة الظن بحصول الغلبة وإزالة المنكر .
]هذه هي أصول المعتزلة الخمسة التي اتفقوا عليها، وهناك عقائد أخرى للمعتزلة منها ما هو محل اتفاق بينهم، ومنها ما اختلفوا فيه، فمن تلك العقائد :
]6- نفيهم رؤية الله عز وجل: حيث أجمعت المعتزلة على أن الله سبحانه لا يرى بالأبصار لا في الدنيا ولا في الآخرة، قالوا لأن في إثبات الرؤية إثبات الجهة لله سبحانه وهو منزه عن الجهة والمكان، وتأولوا قوله تعالى :{ وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة } أي منتظرة .
]7- قولهم بأن القرآن مخلوق: وقالوا إن الله كلم موسى بكلام أحدثه في الشجرة.
]8- نفيهم علو الله سبحانه، وتأولوا الاستواء في قوله تعالى : { الرحمن على العرش استوى } بالاستيلاء .
]9- نفيهم شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الكبائر من أمته . قال الإمام الأشعري في المقالات : " واختلفوا في شفاعة رسول الله هل هي لأهل الكبائر فأنكرت المعتزلة ذلك وقالت بإبطاله "
]10- نفيهم كرامات الأولياء، قالوا لو ثبتت كرامات الأولياء لاشتبه الولي بالنبي .
]فرق المعتزلة
عادةً ما تبدأ الفرق في عددها وأفكارها صغيرة ثم ما تلبث أن تتشعب وتتفرق، فتصبح الفرقة فرقاً والشيعة شيعاً، وهكذا كان الحال مع المعتزلة فقد بدأت فرقة واحدة ذات مسائل محدودة، ثم ما لبثت أن زادت فرقها، وتكاثرت أقوالها وتشعبت، حتى غدت فرقا وأحزابا متعددة، ونحاول في هذا المبحث أن نذكر بعضا من تلك الفرق، ونقدم موجزاً تعريفياً بها وبمؤسسها، مع ذكر بعض أقوالها التي شذت بها عن أصحابها المعتزلة، فمن فرق المعتزلة:
]1- الواصلية: وهم أصحاب أبى حذيفة واصل بن عطاء الغزال، كان تلميذا للحسن البصري يقرأ عليه العلوم والأخبار، ثم فارقه بسبب خلافه معه في مسألة مرتكب الكبيرة، وقول واصل فيه بأنه في الدنيا في منزلة بين منزلتين .
]2- الهذيلية: وهم أصحاب أبي الهذيل حمدان بن الهذيل العلاّف شيخ العتزلة ومقدمهم، أخذ الإعتزال عن عثمان بن خالد الطويل عن واصل بن عطاء، من مفردات قوله: أن حركات أهل الجنة والنار تنقطع وأنهم يصيرون إلى سكون دائم خمودا، وتجتمع اللذات في ذلك السكون لأهل الجنة، وتجتمع الآلام في ذلك السكون لأهل النار.
]3- النظامية: أتباع إبراهيم بن يسار بن هانئ النظّام كان قد خلط كلام الفلاسفة بكلام المعتزلة، وانفرد عن أصحابه بمسائل منها قوله: أن الباري سبحانه لا يوصف بالقدرة على أن يزيد في عذاب أهل النار شيئا، ولا على أن ينقص منه شيئا، وكذلك لا ينقص من نعيم أهل الجنة، ولا أن يخرج أحدا من أهل الجنة، وليس ذلك مقدورا له، وقد ألزم بأن يكون البارى تعالى مجبورا على ما يفعله تعالى الله .
]4- الخابطية والحدثية: أصحاب أحمد بن خابط وكذلك الحدثية أصحاب الفضل الحدثي، كانا من أصحاب النظام وطالعا كتب الفلاسفة، ومن مفردات أقوالهما القول - موافقة للنصارى- بأن المسيح عليه السلام يحاسب الخلق في الآخرة . وكذلك قولهم: أن الرؤية التي جاءت في الأحاديث، كقوله صلى الله عليه وسلم: (إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون فى رؤيته ) متفق عليه، هي رؤية العقل الأول الذي هو أول مبدع وهو العقل الفعّال الذي منه تفيض الصور على الموجودات، فهو الذي يظهر يوم القيامة وترفع الحجب بينه وبين الصور التي فاضت منه فيرونه كمثل القمر ليلة البدر فأما واهب العقل "الله" فلا يُرى.
]5- البشرية: أصحاب بشر بن المعتمر كان من علماء المعتزلة ، قال الذهبي: " وكان .. ذكيا فطنا لم يؤت الهدى، وطال عمره فما ارعوى، وكان يقع في أبي الهذيل العلاف وينسبه إلى النفاق " من أقواله :" أن الله تعالى قادر على تعذيب الأطفال وإذا فعل ذلك فهو ظالم " .
]6- المردارية: أصحاب عيسى بن صبيح المكنى بأبي موسى الملقب بالمردار، ويسمى راهب المعتزلة، من مفردات أقواله : أن الله تعالى يقدر على أن يكذب و يظلم ولو كذب وظلم كان إلها كاذبا ظالما تعالى الله، وقال إن الناس قادرون على مثل القرآن فصاحة ونظما وبلاغة، وكان مبالغا في القول بخلق القرآن وتكفير من خالفه، وقد سأله إبراهيم بن السندي مرة عن أهل الأرض جميعاً فكفّرهم، فأقبل عليه إبراهيم، وقال الجنة التي عرضها السموات والأرض لا يدخلها إلا أنت وثلاثة وافقوك، فخزي ولم يحر جوابا.
7- الثمامية: أصحاب ثمامة بن أشرس النميري كان جامعا بين سخافة الدين وخلاعة النفس، انفرد عن أصحابه المعتزلة بمسائل منها قوله: في الكفار والمشركين والمجوس واليهود والنصارى والزنادقة والدهرية أنهم يصيرون في القيامة ترابا، وكذلك قال : في البهائم والطيور وأطفال المؤمنين .
8- الهشامية: أصحاب هشام بن عمرو الفوطي كان مبالغا في نفي القدر، وكان يمتنع من إطلاق إضافات أفعال إلى الباري تعالى وإن ورد بها التنزيل، منها قوله: أن الله لا يؤلف بين قلوب المؤمنين بل هم المؤتلفون باختيارهم، وقد ورد في التنزيل { ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم } ، ومنها قوله : أن الله لا يحبب الإيمان إلى المؤمنين ولا يزينه في قلوبهم، وقد قال تعالى : { وحبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم } ومن أقواله: أن الجنة والنار ليستا مخلوقتين الآن، وقال كذلك : أن النبوة جزاء على عمل وأنها باقية ما بقيت الدنيا.
فهذه هي المعتزلة نشأة وأقوالا ورجالا وعقائد، عرضناها مختصرة بغية تعريف القارئ بحال تلك الفرقة التي أوجدت جدلا شديدا في مراحل كثيرة من التاريخ الإسلامي ، ووضعت الشرع المطهر في مخاصمة مفتعلة مع العقل، فكان أثرها على الشرع سيئاً إذ قللت من هيبته، وأثرها على العقل أسوأ إذ وضعته في مكان لا يرتقي إليه .
وقفة مع المعتزلة
ربما ظن البعض أن المعتزلة قد ذهبت من غير ر جعة، وأن أفكارهم الجريئة لم يعد لها وجود، وأن التوازن قد عاد لجدلية العقل والنقل، إلا أن هذا الظن خاطيء، فالمذهب المعتزلي ما زال موجودا حيا في الصدور ومكتوبا في السطور، وما زالت فرق عديدة تتبناه، وإن اختلفت مسمياتها، فضلا عن انتصار كثير من الحداثيين لمنهج الاعتزال في تقديم العقل على النقل وجعله حاكما على نصوص الشريعة، فالاعتزال قائم مبثوث في العقائد والأفكار ولكن الذي ذهب هو حدته وصولته بعد زوال دولته، وتعرضه لعملية نقد متواصلة على أيدي أئمة السنة، فغدا هامدا يظنه الناس ميتا وليس بميت، ونحاول في خاتمة عرضنا لعقيدة المعتزلة أن نقف وقفة مع هذا المنهج نبين فيه أمرا غاية في الأهمية هذا الأمر هو مخالفة منهج المعتزلة لمنهج السلف، ومباينة عقائد الاعتزال لعقائد الصحابة الكرام، ولنروي في هذا الإطار المناظرة الشهيرة التي قصمت ظهر المعتزلة، والتي جرت بين شيخ من شيوخ السنة وشيخ المعتزلة أحمد بن أبي دؤاد، فقد جيء بشيخٍ سني كبير موثقا بحديده ، حتى أوقفوه في حضرة الخليفة الواثق، فطلب منه الخليفة مناظرة أحمد بن أبي دؤاد فوافق، بعد أن طعن في قدرة أحمد بن أبي دؤاد على المناظرة، وابتدأ السؤال قائلا : مقالتك هذه التي دعوت الناس إليها، من القول بخلق القرآن أداخلة في الدين، فلا يكون الدين تامًّا إَّلا بالقول بها ؟ قال أحمد بن أبي دؤاد : نعم .فقال الشيخ : فرسول الله صلى الله عليه وسلم دعا الناس إليها أم تركهم ؟ قال أحمد : لا . قال له: يعلمها أم لم يعلمها ؟قال : عَلِمَهَا .قال: فلم دعوت إلى ما لم يدعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ، وتركهم منه ؟ فأمسك.
فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين هذه واحدة. ثم قال له: أخبرني يا أحمد، قال الله في كتابه العزيز:{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ ديِنَكُمْ }( المائدة :3)، فقلت أنت : الدين لا يكون تاماًّ إلا بمقالتك بخلق القرآن، فالله تعالى – عز وجل – صدق في تمامه وكماله ، أم أنت في نقصانك ؟! فأمسك .
فقال الشيخ يا أمير المؤمنين ، هذه ثانية .ثم قال بعد ساعة : أخبرني يا أحمد ، قال الله عز وجل:{ يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ }( المائدة :67) فمقالتك هذه التي دعوت الناس إليها، فيما بلَّغه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأمة أم لا ؟ فأمسك.
فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين، هذه الثالثة. ثم قال بعد ساعة: أخبرني يا أحمد، لمّا عَلِم رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالتك التي دعوت الناس إليها، أَتَّسع له أن أمسك عنها أم لا ؟ قال أحمد : بل اتَّسع له ذلك .فقال الشيخ : وكذلك لأبي بكر ، وكذلك لعمر ، وكذلك لعثمان ، وكذلك لعلي رحمة الله عليهم ؟ قال : نعم .فصرف وجهه إلى الواثق، وقال: يا أمير المؤمنين، إذا لم يسع لنا ما اتسع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأصحابه فلا وسع الله علينا.
فقال الواثق: نعم، لا وسع الله علينا، إذا لم يتسع لنا ما اتسع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأصحابه، فلا وسع الله علينا.
وبهذه المناظرة كسر الله شوكة المعتزلة فتحول وجه الخليفة عنهم، وما زال مذهبهم في هبوط إلى يومنا هذا، ولنختم بكلمة للعلامة ابن الوزير اليماني، يبين فيها هذا الأصل، قال رحمه الله : " وقد أجمعت الأمة على أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، فكل ما لم يُبين من العقائد في عصر النبوة فلا حاجة إلى اعتقاده، ولا الخوض فيه والجدال، والمراد سواء كان إلى معرفته سبيل [ غير النقل ] أو لا، وسواء كان حقا أو لا، وخصوصا متى أدى الخوض فيه إلى التفرق المنهي عنه، فيكون في إيجابه إيجاب ما لم ينص على وجوبه " . فاستمسك أخي القارئ بمثل هذا الأصل العظيم، واحفظ به دينك فما لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته دينا فليس اليوم دين.
عدل سابقا من قبل ريانية العود في الثلاثاء فبراير 21, 2012 1:02 am عدل 1 مرات
ريانية العود- إدارة
- عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع : قلب قطر
رد: المعتزلة أصولهم وعقائدهم..(.مقال)
الأب سهيل قاشا ينتحل مقدمة كتاب «معتزلة البصرة وبغداد» كاملة
له 77 كتابا في المسيحية والفكر القديم والتراث الإسلامي
<TABLE border=0 width=380> <TR> <td align=center>[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]</TD></TR> <TR> <td class=caption>غلاف كتاب «المعتزلة»</TD></TR></TABLE> |
<TABLE border=0 width=380> <TR> <td align=center>[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]</TD></TR> <TR> <td class=caption>غلاف كتاب «معتزلة البصرة وبغداد»</TD></TR></TABLE> |
لندن: رشيد الخيون
<p>ننشر هنا مقال الباحث رشيد الخيون، عن انتحال الأب سهيل قاشا لمقدمة كتاب «معتزلة البصرة وبغداد»، الذي نشره الخيون عام 1997، بينما نشر قاشا كتابه «المعتزلة»، عام 2010. وقد اطلعت «الشرق الأوسط» على الكتابين، ووجدت أن الأب نشر مقدمة الخيون كاملة، وكما هي من دون أي تغيير، وبلغت كلماتها أربعة آلاف وثلاثمائة وثمانية وعشرين كلمة.
<p>كشفت أكثر من سرقة أدبية وعلمية، على صفحات جريدة «الشرق الأوسط»، منها كتب كاملة في الأديان والمذاهب، وعلى وجه الخصوص الإيزيدية والصابئة المندائيين. فدفعني ذلك إلى استفتاء فقهاء الدين، ومن مختلف المذاهب: علماء الأزهر، وآية الله خامنئي، وآية الله فضل الله، وغيرهم، ونشرت فتاواهم، التي وصلتني، تعقيبا على مقال في جريدة «الشرق الأوسط»، العدد: 9021 المؤرخ في 10 أغسطس (آب) 2003.
<p>وقبلها نشرت مادة عن سرقة كتاب حول اليزيدية، قام بها أكاديمي سوري، رئيس لقسم أكاديمي، في «الشرق الأوسط»، العدد: 8302 والمؤرخ في 21 أغسطس 2001. ونشرت مادة عن سرقة كتاب حول الصابئة المندائيين، قام بها كاتب عراقي، في «الشرق الأوسط» أيضا، العدد: 8421 والمؤرخ في 18 ديسمبر (كانون الأول) 2001. ومادة في جريدة «إيلاف»، 3 مايو (أيار) 2004، فضحت سرقة بحث في الصابئة المندائيين أيضا. وفي الجريدة ذاتها بينت أن الدبلوماسي الإيراني علي دشتي ترجم إلى الفارسية بتصرف كتاب الرصافي «الشخصية المحمدية»، ولم يؤلف «23 عاما.. دراسة في السيرة النبوية المحمدية»، «الشرق الأوسط»، العدد: 9703 المؤرخ في 22 يونيو (حزيران) 2005. وكتبت أيضا مادة «القرصنة والتدليس في نشر الكتب»، عما يحصل في إيران من قرصنة طباعة الكتب العربية، «الشرق الأوسط»، العدد: 9941 والمؤرخ في 15 فبراير (شباط) 2006.
<p>وكنت قد ناشدت رئيس إقليم كردستان العراق السيد مسعود بارزاني في مقالة نشرتها على صفحات الرأي في «الشرق الأوسط»، العدد: 10068 والمؤرخ في 22 يونيو 2006، تساءلت فيها عن توزير أحد سراق الحروف، حيث أصبح أحدهم وزيرا، وقيل لي إن أحد مستشاريه لم يطلع الرئيس على المقالة، تحت حجة أن هناك وزراء لهم باع في الفساد المالي، فما قيمة سرقة الحروف؟ مع أنها أخطر بكثير من سرقة الدراهم، فإذا كانت الدراهم تخص الجيوب فالحروف تخص العقول.
<p>وأتذكر أنني دخلت في معارك كي أمنع أحد المتسترين بالعمامة والدين من نشر مواد منتحلة في المجال الثقافي، عندما كنت محررا في جريدة «المؤتمر» العراقية (2000 - 2003)، لكن هذا المعمم أخذ حزبه يناديه بالشيخ الدكتور، بتوجيه على ما يظهر من رئيس حزبه، الذي يرى أنه في حاجة إلى عمائم تقدمه للجمهور العراقي المغلوب على أمره وعقله، وهو لم يحصل على الشهادة المتوسطة، ويمتلك الآن معهدا يعيد به تشكيل العقل العراقي، فتأمل حجم الكارثة.
<p>لكل ما تقدم لا أجد عذرا لترددي في الكتابة عما انتحله الأب سهيل قاشا من كتابي «معتزلة البصرة وبغداد»، لندن: دار الحكمة 1997 الطبعة الأولى، حيث ظهرت المقدمة كاملة في كتابه «المعتزلة ثورة الفكر الإسلامي الحر»، بيروت: مكتبة السائح والتنوير، وتوزيع دار الفارابي 2010. أقول ترددي لأنني كنت أظن بالأب قاشا أنه سيملأ بعض الفراغ الذي تركه آباء وباحثون مسيحيون كبار. كنت أظنه سيسد ثغرة مما تركه الأب أنستاس الكرملي (ت 1947)، وكوركيس عواد (ت 1993)، وغيرهما من كبار الباحثين والمحققين العراقيين، المسيحيين تحديدا!
<p>لهذا حرصت على اللقاء به في بيروت (يوليو 2007)، وتم نشر اللقاء أو المقابلة في جريدة «الشرق الأوسط» أيضا، وقد أطنبت حينها في الإطراء عليه، ونشرت المقابلة في صفحة كاملة. وهذا شيء مما قلته في تقديمه لتلك المقابلة: «كتب نحو 77 كتابا في مختلف مجالات التاريخ والثقافة، وكانت حصة التاريخ الإسلامي منها غير قليلة... بدأ كاتبا قبل أن يرتسم كاهنا، وبعدها لم تتغير الحال... ظل كاتبا وباحثا إضافة إلى الكهانة» «الشرق الأوسط»، العدد: 10563 المؤرخ في 3 أكتوبر (تشرين الأول) 2007. واقتنيت معظم ما كتبه الأب المذكور، مطمئنا أن الكرملي أورق كراملة، ومنهم الأب سهيل قاشا.
<p>كنت في معرض الشارقة، 29 أكتوبر 2010، فلمحت عند دار الفارابي كتابا تحت عنوان «المعتزلة»، اشتريت الكتاب لمؤلفه لا لموضوعه، فما لدي من كتب حول المعتزلة ليست قليلة، وبتصفحي له وجدت أن المواضيع مطروقة كثيرا من قبل. عدت وأنا أتصفح الكتاب، ووجدته رجع إلى كتابي «معتزلة البصرة وبغداد» كثيرا، وليس في الأمر مثلبة، مع أنه لم يضع الكتاب كأحد مراجعه مع ثبت المراجع، وقلت إنه النسيان، وزحمة الوقت عند الانتهاء من العمل في الكتاب، ومعلوم أن المصادر آخر ما يرصد في الكتاب، وكذلك المقدمة!
<p>لكن المفاجأة، عندما بدأت بقراءة المقدمة، وإذ هي كلماتي عينها، ومن ينسى كلامه المكتوب؟ وأيضا صبرت ولم أحكم أو أقطع بالحكم على أنه سرقة، فقلت ربما هناك تخيلات في الأمر مني، أو هو توارد خواطر مثلما يقال. لكن بعد المقابلة بين مقدمتي لكتاب «معتزلة البصرة وبغداد»، وما وضعه الأب قاشا من مقدمة لكتابه «المعتزلة» وجدته انتحلها حرفيا، وحينها ذهلت ولم أعرف كيف أتصرف؟ حتى حزمت أمري وقلت: لا بد من الكتابة! ولماذا أقف موقفين حيال سراق الحروف، والسرقة هي السرقة، سواء قام بها البعيد أو قام بها القريب؟ فمن كتبت عنهم سابقا لم يحصل أن التقيت بهم، أو حتى قرأت لهم. أما الأفظع في الأمر فقد قدم الأب سهيل قاشا لمقدمته بالكلمات التالية: «خدمة للعلم والمعرفة، ثم نزولا على رغبة طلابنا في معهد مار بولص للفلسفة واللاهوت، زيادة في الإيضاح والفائدة، نعمل على إبرازه إلى النور بمقدمة جديدة، هاك نصها..» (قاشا، المعتزلة، طبعة 2010 ص 11). والنص هو مقدمتي بحروفها ومفرداتها ومقاطعها وأفكارها، والشبه بين المقدمتين هو شبه الغراب للغراب (معتزلة البصرة وبغداد 1997). وتبلغ عدد كلماتها أربعة آلاف وثلاثمائة وثمانية وعشرين كلمة، وهي المقدمة كاملة.
<p>هنا أجد من الصعب نشر المقدمتين كي أظهر التطابق التام بينهما، لكن آتي بأول المقدمة ونهايتها ومن الكتابين، فلعل الصورة تتضح للقارئ اللبيب.
<p>جاء في مقدمة الأب قاشا (المعتزلة 2010): «من بين مخلفات التاريخ يبرز الاعتزال، بمقالات شيوخه، محفزا نشطا في استلهام دلالات العقل مقابل النقل، والتحرر من أسر رتابة النصوص. بسبب أن هذا الفكر يمتلك رؤية حيوية حيال معرفة الوجود، طبيعة ومجتمعا، وعلاقتهما بالله. رؤية تمكن الإنسان، إلى حد ما، من حرية التصرف في شأنه الاجتماعي، ومن التأثير الواعي على الطبيعة، وتوجيهها لمصلحته. حاول المعتزلة في مختلف مراحلهم الكلامية والفلسفية تأكيد مسؤولية الإنسان عن أفعاله. ومن دون شك، يقود ذلك إلى تفعيل دور العقل في تنظيم الحياة الاجتماعية والاستفادة من الطبيعة بشكل خلاق، بعد فهم قوانينها عن طريق، تكدس، التجارب. ويبرر أحد رموز الاعتزال البصريين القاضي عماد الدين عبد الجبار في (فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة) اعتبار العقل الأصل الأول في الإيمان والحياة، حتى قبل القرآن الكريم والسنة النبوية، بقوله: (لأن به يميز بين الحسن والقبيح، ولأن به يعرف الكتاب حجة، وكذلك السنة والإجماع، وربما تعجب من هذا الترتيب بعضهم، فيظن أن الأدلة هي الكتاب والسنة والإجماع فقط، أو يظن أن العقل إذا كان يدل على أمور فهو مؤخر. وليس الأمر كذلك، لأن الله تعالى لم يخاطب إلا أهل العقل، ولأن به يعرف أن الكتاب حجة، وكذلك السنة والإجماع، فهو الأصل في هذا الباب» (قاشا، ص 11).
<p>جاء في مقدمة كتابي (معتزلة البصرة وبغداد 1997) ما نصه: «من بين مخلفات التاريخ يبرز الاعتزال، بمقالات شيوخه، محفزا نشطا في استلهام دلالات العقل مقابل النقل، والتحرر من أسر رتابة النصوص. بسبب أن هذا الفكر يمتلك رؤية حيوية حيال معرفة الوجود، طبيعة ومجتمعا، وعلاقتهما بالله. رؤية تمكن الإنسان، إلى حد ما، من حرية التصرف في شأنه الاجتماعي، ومن التأثير الواعي على الطبيعة، وتوجيهها لمصلحته. حاول المعتزلة في مختلف مراحلهم الكلامية والفلسفية تأكيد مسؤولية الإنسان عن أفعاله..».(رشيد الخيون، معتزلة البصرة وبغداد، طبعة 1997، ص 5).
<p>خاتمة مقدمة كتاب «المعتزلة» للأب قاشا:
<p>«في هذا الكتاب تمت دراسة عشرين ونيف من الشخصيات الكلامية، من نفاة القدر والصفات والقائلين بخلق القرآن من غير المعتزلة ومن شيوخ الاعتزال البارزين. كان في مقدمة هذه الشخصيات الفقيه المعروف الحسن البصري، الذي لا تربطه رابطة بالاعتزال، كما يشاع عنه ذلك، سوى أن مؤسسي الاعتزال واصل بن عطاء الغزال وعمرو بن عبيد الباب كانا من مرتادي مجلسه في مسجد البصرة، ولعل بحث تفاصيل حياته يكشف عن ظروف الحركة الفكرية والكلامية آنذاك، ويكشف أيضا موقفه وفقهاء عصره من الاعتزال. أما الإمام أبو حنيفة النعمان، والمقتولون الأربعة الجعد بن درهم ومعبد الجهني وجهم بن صفوان وغيلان الدمشقي فأمرهم له صلة بمقدمات ظهور الاعتزال الفكرية، فالمذكورون تبنوا تلك الأفكار بدرجات مختلفة من الوعي والمساهمة. لم يستوعب الكتاب مفكري الاعتزال من بصريين وبغداديين كافة، مع ذلك سيكون تلامذتهم عين اهتمام مشروع آخر» (الأب قاشا، المعتزلة، طبعة 2010، ص 26 - 27).
<p>خاتمة المقدمة الأصل من كتاب «معتزلة البصرة وبغداد»:
<p>«في هذا الكتاب تمت دراسة عشرين ونيف من الشخصيات الكلامية، من نفاة القدر والصفات والقائلين بخلق القرآن من غير المعتزلة ومن شيوخ الاعتزال البارزين. كان في مقدمة هذه الشخصيات الفقيه المعروف الحسن البصري، الذي لا تربطه رابطة بالاعتزال، كما يشاع عنه ذلك، سوى أن مؤسسي الاعتزال واصل بن عطاء الغزال وعمرو بن عبيد الباب كانا من مرتادي مجلسه في مسجد البصرة، ولعل بحث تفاصيل حياته يكشف عن ظروف الحركة الفكرية والكلامية آنذاك، ويكشف أيضا موقفه وفقهاء عصره من الاعتزال. أما الإمام أبو حنيفة النعمان، والمقتولون الأربعة الجعد بن درهم ومعبد الجهني وجهم بن صفوان وغيلان الدمشقي فأمرهم له صلة بمقدمات ظهور الاعتزال الفكرية، فالمذكورون تبنوا تلك الأفكار بدرجات مختلفة من الوعي والمساهمة. لم يستوعب الكتاب مفكري الاعتزال من بصريين وبغداديين كافة، مع ذلك سيكون تلامذتهم عين اهتمام مشروع آخر» (رشيد الخيون، معتزلة البصرة وبغداد، طبعة 1997 ص 19).
<p>لا أدري هل هو استغباء القارئ أن يأخذ الأب قاشا المقدمة حرفيا ويتورط بالإشارة إلى العشرين من شيوخ معتزلة البصرة وبغداد، ولم يعن بدراستهم، ثم يأمل القارئ أن يكون أبو حنيفة والآخرون في مشروع آخر! أم الثقة الزائدة بالنفس؟
<p>أرخ الأب سهيل قاشا لمقدمته (دير يسوع الملك 11/ 7/ 2009). أما تاريخ كتابة مقدمة «معتزلة البصرة وبغداد» فهو يناير (كانون الثاني) 1997. وكتب يقول في مستهل مقدمته قبل انتحال مقدمة كتابي كاملة إنه نشر كتابا عام 1998 تحت عنوان «رؤية جديدة في المعتزلة»، ولم أرها.
<p>لا أدري كيف درس طلبة الفلسفة على يد الأب قاشا، وبماذا وعدهم؟ أوعدهم أنه سينتحل لهم مقدمة كتاب كاملة؟! ولا أدري كيف سينظر في كتب الأب الأخرى التي بلغت 77 كتابا، في المسيحية والفكر القديم والتراث الإسلامي. لست حزينا لانتحال مقدمة كتابي، بقدر ما أحزنني خيبتي في الأب الباحث قاشا، وإحباطي من الأمل في تكرار ظاهرة الأب الكرملي وكوركيس عواد وميخائيل عواد.
<p>كذلك ما يحز في النفس أننا فقدنا رجل دين كنا ندخره لتصويب خطايانا، ونسمع منه الكلمة الثقة والفعل القويم. حقيقة أُصبت بخيبة كبرى وأنا أراجع ما اعتمدته من الأب سهيل قاشا في مقالاتي وفي كتبي، وما كتبته فيه في تلك المقابلة، وكيف قدمته إلى جريدة «الشرق الأوسط» كأحد مفاخرنا نحن العراقيين، الذين أطفأ الرماد نار ثقافتنا، وننتظر فينيقها ينهض من جديد، والأب قاشا إحدى الجذوات، ولكن! في الختام أتقدم بالشكر الجزيل للأب إبراهيم سروج المشرف على مكتبة السائح لتفهمه وحرصه على تبيان الحقيقة. ولا شك عندي أنه سيعمل على حجب الكتاب وسحبه من المكتبات.
م ن
<p>ننشر هنا مقال الباحث رشيد الخيون، عن انتحال الأب سهيل قاشا لمقدمة كتاب «معتزلة البصرة وبغداد»، الذي نشره الخيون عام 1997، بينما نشر قاشا كتابه «المعتزلة»، عام 2010. وقد اطلعت «الشرق الأوسط» على الكتابين، ووجدت أن الأب نشر مقدمة الخيون كاملة، وكما هي من دون أي تغيير، وبلغت كلماتها أربعة آلاف وثلاثمائة وثمانية وعشرين كلمة.
<p>كشفت أكثر من سرقة أدبية وعلمية، على صفحات جريدة «الشرق الأوسط»، منها كتب كاملة في الأديان والمذاهب، وعلى وجه الخصوص الإيزيدية والصابئة المندائيين. فدفعني ذلك إلى استفتاء فقهاء الدين، ومن مختلف المذاهب: علماء الأزهر، وآية الله خامنئي، وآية الله فضل الله، وغيرهم، ونشرت فتاواهم، التي وصلتني، تعقيبا على مقال في جريدة «الشرق الأوسط»، العدد: 9021 المؤرخ في 10 أغسطس (آب) 2003.
<p>وقبلها نشرت مادة عن سرقة كتاب حول اليزيدية، قام بها أكاديمي سوري، رئيس لقسم أكاديمي، في «الشرق الأوسط»، العدد: 8302 والمؤرخ في 21 أغسطس 2001. ونشرت مادة عن سرقة كتاب حول الصابئة المندائيين، قام بها كاتب عراقي، في «الشرق الأوسط» أيضا، العدد: 8421 والمؤرخ في 18 ديسمبر (كانون الأول) 2001. ومادة في جريدة «إيلاف»، 3 مايو (أيار) 2004، فضحت سرقة بحث في الصابئة المندائيين أيضا. وفي الجريدة ذاتها بينت أن الدبلوماسي الإيراني علي دشتي ترجم إلى الفارسية بتصرف كتاب الرصافي «الشخصية المحمدية»، ولم يؤلف «23 عاما.. دراسة في السيرة النبوية المحمدية»، «الشرق الأوسط»، العدد: 9703 المؤرخ في 22 يونيو (حزيران) 2005. وكتبت أيضا مادة «القرصنة والتدليس في نشر الكتب»، عما يحصل في إيران من قرصنة طباعة الكتب العربية، «الشرق الأوسط»، العدد: 9941 والمؤرخ في 15 فبراير (شباط) 2006.
<p>وكنت قد ناشدت رئيس إقليم كردستان العراق السيد مسعود بارزاني في مقالة نشرتها على صفحات الرأي في «الشرق الأوسط»، العدد: 10068 والمؤرخ في 22 يونيو 2006، تساءلت فيها عن توزير أحد سراق الحروف، حيث أصبح أحدهم وزيرا، وقيل لي إن أحد مستشاريه لم يطلع الرئيس على المقالة، تحت حجة أن هناك وزراء لهم باع في الفساد المالي، فما قيمة سرقة الحروف؟ مع أنها أخطر بكثير من سرقة الدراهم، فإذا كانت الدراهم تخص الجيوب فالحروف تخص العقول.
<p>وأتذكر أنني دخلت في معارك كي أمنع أحد المتسترين بالعمامة والدين من نشر مواد منتحلة في المجال الثقافي، عندما كنت محررا في جريدة «المؤتمر» العراقية (2000 - 2003)، لكن هذا المعمم أخذ حزبه يناديه بالشيخ الدكتور، بتوجيه على ما يظهر من رئيس حزبه، الذي يرى أنه في حاجة إلى عمائم تقدمه للجمهور العراقي المغلوب على أمره وعقله، وهو لم يحصل على الشهادة المتوسطة، ويمتلك الآن معهدا يعيد به تشكيل العقل العراقي، فتأمل حجم الكارثة.
<p>لكل ما تقدم لا أجد عذرا لترددي في الكتابة عما انتحله الأب سهيل قاشا من كتابي «معتزلة البصرة وبغداد»، لندن: دار الحكمة 1997 الطبعة الأولى، حيث ظهرت المقدمة كاملة في كتابه «المعتزلة ثورة الفكر الإسلامي الحر»، بيروت: مكتبة السائح والتنوير، وتوزيع دار الفارابي 2010. أقول ترددي لأنني كنت أظن بالأب قاشا أنه سيملأ بعض الفراغ الذي تركه آباء وباحثون مسيحيون كبار. كنت أظنه سيسد ثغرة مما تركه الأب أنستاس الكرملي (ت 1947)، وكوركيس عواد (ت 1993)، وغيرهما من كبار الباحثين والمحققين العراقيين، المسيحيين تحديدا!
<p>لهذا حرصت على اللقاء به في بيروت (يوليو 2007)، وتم نشر اللقاء أو المقابلة في جريدة «الشرق الأوسط» أيضا، وقد أطنبت حينها في الإطراء عليه، ونشرت المقابلة في صفحة كاملة. وهذا شيء مما قلته في تقديمه لتلك المقابلة: «كتب نحو 77 كتابا في مختلف مجالات التاريخ والثقافة، وكانت حصة التاريخ الإسلامي منها غير قليلة... بدأ كاتبا قبل أن يرتسم كاهنا، وبعدها لم تتغير الحال... ظل كاتبا وباحثا إضافة إلى الكهانة» «الشرق الأوسط»، العدد: 10563 المؤرخ في 3 أكتوبر (تشرين الأول) 2007. واقتنيت معظم ما كتبه الأب المذكور، مطمئنا أن الكرملي أورق كراملة، ومنهم الأب سهيل قاشا.
<p>كنت في معرض الشارقة، 29 أكتوبر 2010، فلمحت عند دار الفارابي كتابا تحت عنوان «المعتزلة»، اشتريت الكتاب لمؤلفه لا لموضوعه، فما لدي من كتب حول المعتزلة ليست قليلة، وبتصفحي له وجدت أن المواضيع مطروقة كثيرا من قبل. عدت وأنا أتصفح الكتاب، ووجدته رجع إلى كتابي «معتزلة البصرة وبغداد» كثيرا، وليس في الأمر مثلبة، مع أنه لم يضع الكتاب كأحد مراجعه مع ثبت المراجع، وقلت إنه النسيان، وزحمة الوقت عند الانتهاء من العمل في الكتاب، ومعلوم أن المصادر آخر ما يرصد في الكتاب، وكذلك المقدمة!
<p>لكن المفاجأة، عندما بدأت بقراءة المقدمة، وإذ هي كلماتي عينها، ومن ينسى كلامه المكتوب؟ وأيضا صبرت ولم أحكم أو أقطع بالحكم على أنه سرقة، فقلت ربما هناك تخيلات في الأمر مني، أو هو توارد خواطر مثلما يقال. لكن بعد المقابلة بين مقدمتي لكتاب «معتزلة البصرة وبغداد»، وما وضعه الأب قاشا من مقدمة لكتابه «المعتزلة» وجدته انتحلها حرفيا، وحينها ذهلت ولم أعرف كيف أتصرف؟ حتى حزمت أمري وقلت: لا بد من الكتابة! ولماذا أقف موقفين حيال سراق الحروف، والسرقة هي السرقة، سواء قام بها البعيد أو قام بها القريب؟ فمن كتبت عنهم سابقا لم يحصل أن التقيت بهم، أو حتى قرأت لهم. أما الأفظع في الأمر فقد قدم الأب سهيل قاشا لمقدمته بالكلمات التالية: «خدمة للعلم والمعرفة، ثم نزولا على رغبة طلابنا في معهد مار بولص للفلسفة واللاهوت، زيادة في الإيضاح والفائدة، نعمل على إبرازه إلى النور بمقدمة جديدة، هاك نصها..» (قاشا، المعتزلة، طبعة 2010 ص 11). والنص هو مقدمتي بحروفها ومفرداتها ومقاطعها وأفكارها، والشبه بين المقدمتين هو شبه الغراب للغراب (معتزلة البصرة وبغداد 1997). وتبلغ عدد كلماتها أربعة آلاف وثلاثمائة وثمانية وعشرين كلمة، وهي المقدمة كاملة.
<p>هنا أجد من الصعب نشر المقدمتين كي أظهر التطابق التام بينهما، لكن آتي بأول المقدمة ونهايتها ومن الكتابين، فلعل الصورة تتضح للقارئ اللبيب.
<p>جاء في مقدمة الأب قاشا (المعتزلة 2010): «من بين مخلفات التاريخ يبرز الاعتزال، بمقالات شيوخه، محفزا نشطا في استلهام دلالات العقل مقابل النقل، والتحرر من أسر رتابة النصوص. بسبب أن هذا الفكر يمتلك رؤية حيوية حيال معرفة الوجود، طبيعة ومجتمعا، وعلاقتهما بالله. رؤية تمكن الإنسان، إلى حد ما، من حرية التصرف في شأنه الاجتماعي، ومن التأثير الواعي على الطبيعة، وتوجيهها لمصلحته. حاول المعتزلة في مختلف مراحلهم الكلامية والفلسفية تأكيد مسؤولية الإنسان عن أفعاله. ومن دون شك، يقود ذلك إلى تفعيل دور العقل في تنظيم الحياة الاجتماعية والاستفادة من الطبيعة بشكل خلاق، بعد فهم قوانينها عن طريق، تكدس، التجارب. ويبرر أحد رموز الاعتزال البصريين القاضي عماد الدين عبد الجبار في (فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة) اعتبار العقل الأصل الأول في الإيمان والحياة، حتى قبل القرآن الكريم والسنة النبوية، بقوله: (لأن به يميز بين الحسن والقبيح، ولأن به يعرف الكتاب حجة، وكذلك السنة والإجماع، وربما تعجب من هذا الترتيب بعضهم، فيظن أن الأدلة هي الكتاب والسنة والإجماع فقط، أو يظن أن العقل إذا كان يدل على أمور فهو مؤخر. وليس الأمر كذلك، لأن الله تعالى لم يخاطب إلا أهل العقل، ولأن به يعرف أن الكتاب حجة، وكذلك السنة والإجماع، فهو الأصل في هذا الباب» (قاشا، ص 11).
<p>جاء في مقدمة كتابي (معتزلة البصرة وبغداد 1997) ما نصه: «من بين مخلفات التاريخ يبرز الاعتزال، بمقالات شيوخه، محفزا نشطا في استلهام دلالات العقل مقابل النقل، والتحرر من أسر رتابة النصوص. بسبب أن هذا الفكر يمتلك رؤية حيوية حيال معرفة الوجود، طبيعة ومجتمعا، وعلاقتهما بالله. رؤية تمكن الإنسان، إلى حد ما، من حرية التصرف في شأنه الاجتماعي، ومن التأثير الواعي على الطبيعة، وتوجيهها لمصلحته. حاول المعتزلة في مختلف مراحلهم الكلامية والفلسفية تأكيد مسؤولية الإنسان عن أفعاله..».(رشيد الخيون، معتزلة البصرة وبغداد، طبعة 1997، ص 5).
<p>خاتمة مقدمة كتاب «المعتزلة» للأب قاشا:
<p>«في هذا الكتاب تمت دراسة عشرين ونيف من الشخصيات الكلامية، من نفاة القدر والصفات والقائلين بخلق القرآن من غير المعتزلة ومن شيوخ الاعتزال البارزين. كان في مقدمة هذه الشخصيات الفقيه المعروف الحسن البصري، الذي لا تربطه رابطة بالاعتزال، كما يشاع عنه ذلك، سوى أن مؤسسي الاعتزال واصل بن عطاء الغزال وعمرو بن عبيد الباب كانا من مرتادي مجلسه في مسجد البصرة، ولعل بحث تفاصيل حياته يكشف عن ظروف الحركة الفكرية والكلامية آنذاك، ويكشف أيضا موقفه وفقهاء عصره من الاعتزال. أما الإمام أبو حنيفة النعمان، والمقتولون الأربعة الجعد بن درهم ومعبد الجهني وجهم بن صفوان وغيلان الدمشقي فأمرهم له صلة بمقدمات ظهور الاعتزال الفكرية، فالمذكورون تبنوا تلك الأفكار بدرجات مختلفة من الوعي والمساهمة. لم يستوعب الكتاب مفكري الاعتزال من بصريين وبغداديين كافة، مع ذلك سيكون تلامذتهم عين اهتمام مشروع آخر» (الأب قاشا، المعتزلة، طبعة 2010، ص 26 - 27).
<p>خاتمة المقدمة الأصل من كتاب «معتزلة البصرة وبغداد»:
<p>«في هذا الكتاب تمت دراسة عشرين ونيف من الشخصيات الكلامية، من نفاة القدر والصفات والقائلين بخلق القرآن من غير المعتزلة ومن شيوخ الاعتزال البارزين. كان في مقدمة هذه الشخصيات الفقيه المعروف الحسن البصري، الذي لا تربطه رابطة بالاعتزال، كما يشاع عنه ذلك، سوى أن مؤسسي الاعتزال واصل بن عطاء الغزال وعمرو بن عبيد الباب كانا من مرتادي مجلسه في مسجد البصرة، ولعل بحث تفاصيل حياته يكشف عن ظروف الحركة الفكرية والكلامية آنذاك، ويكشف أيضا موقفه وفقهاء عصره من الاعتزال. أما الإمام أبو حنيفة النعمان، والمقتولون الأربعة الجعد بن درهم ومعبد الجهني وجهم بن صفوان وغيلان الدمشقي فأمرهم له صلة بمقدمات ظهور الاعتزال الفكرية، فالمذكورون تبنوا تلك الأفكار بدرجات مختلفة من الوعي والمساهمة. لم يستوعب الكتاب مفكري الاعتزال من بصريين وبغداديين كافة، مع ذلك سيكون تلامذتهم عين اهتمام مشروع آخر» (رشيد الخيون، معتزلة البصرة وبغداد، طبعة 1997 ص 19).
<p>لا أدري هل هو استغباء القارئ أن يأخذ الأب قاشا المقدمة حرفيا ويتورط بالإشارة إلى العشرين من شيوخ معتزلة البصرة وبغداد، ولم يعن بدراستهم، ثم يأمل القارئ أن يكون أبو حنيفة والآخرون في مشروع آخر! أم الثقة الزائدة بالنفس؟
<p>أرخ الأب سهيل قاشا لمقدمته (دير يسوع الملك 11/ 7/ 2009). أما تاريخ كتابة مقدمة «معتزلة البصرة وبغداد» فهو يناير (كانون الثاني) 1997. وكتب يقول في مستهل مقدمته قبل انتحال مقدمة كتابي كاملة إنه نشر كتابا عام 1998 تحت عنوان «رؤية جديدة في المعتزلة»، ولم أرها.
<p>لا أدري كيف درس طلبة الفلسفة على يد الأب قاشا، وبماذا وعدهم؟ أوعدهم أنه سينتحل لهم مقدمة كتاب كاملة؟! ولا أدري كيف سينظر في كتب الأب الأخرى التي بلغت 77 كتابا، في المسيحية والفكر القديم والتراث الإسلامي. لست حزينا لانتحال مقدمة كتابي، بقدر ما أحزنني خيبتي في الأب الباحث قاشا، وإحباطي من الأمل في تكرار ظاهرة الأب الكرملي وكوركيس عواد وميخائيل عواد.
<p>كذلك ما يحز في النفس أننا فقدنا رجل دين كنا ندخره لتصويب خطايانا، ونسمع منه الكلمة الثقة والفعل القويم. حقيقة أُصبت بخيبة كبرى وأنا أراجع ما اعتمدته من الأب سهيل قاشا في مقالاتي وفي كتبي، وما كتبته فيه في تلك المقابلة، وكيف قدمته إلى جريدة «الشرق الأوسط» كأحد مفاخرنا نحن العراقيين، الذين أطفأ الرماد نار ثقافتنا، وننتظر فينيقها ينهض من جديد، والأب قاشا إحدى الجذوات، ولكن! في الختام أتقدم بالشكر الجزيل للأب إبراهيم سروج المشرف على مكتبة السائح لتفهمه وحرصه على تبيان الحقيقة. ولا شك عندي أنه سيعمل على حجب الكتاب وسحبه من المكتبات.
م ن
ريانية العود- إدارة
- عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع : قلب قطر
مواضيع مماثلة
» مقال...الأشاعرة فرقة إسلامية تنتسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري .
» انكسر,حصار,غزة,/مقال:فهمي هويدي
» مقال عن خطوات عملية تصنيع منتج ( ماسك ورق )
» الهندسة النفسية .. مقال رائع للدكتور ابراهيم الفقي ,,,,,,
» مقال....القدس الآن وحتى عام 2020 /نبيل السهيلي
» انكسر,حصار,غزة,/مقال:فهمي هويدي
» مقال عن خطوات عملية تصنيع منتج ( ماسك ورق )
» الهندسة النفسية .. مقال رائع للدكتور ابراهيم الفقي ,,,,,,
» مقال....القدس الآن وحتى عام 2020 /نبيل السهيلي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يونيو 20, 2024 12:29 pm من طرف azzouzekadi
» لحدود ( المقدرة شرعاً )
الثلاثاء يوليو 04, 2023 1:42 pm من طرف azzouzekadi
» يؤدي المصلون الوهرانيون الجمعة القادم صلاتهم في جامع عبد الحميد بن باديس
الأحد ديسمبر 15, 2019 10:06 pm من طرف azzouzekadi
» لا اله الا الله
الأحد يناير 28, 2018 7:51 pm من طرف azzouzekadi
» قصص للأطفال عن الثورة الجزائرية. بقلم داؤود محمد
الثلاثاء يناير 31, 2017 11:52 pm من طرف azzouzekadi
» عيدكم مبارك
الإثنين سبتمبر 12, 2016 11:14 pm من طرف azzouzekadi
» تويتر تساعد الجدد في اختياراتهم
السبت فبراير 06, 2016 3:47 pm من طرف azzouzekadi
» لاتغمض عينيك عند السجود
السبت يناير 30, 2016 10:52 pm من طرف azzouzekadi
» مباراة بين لاعبي ريال مدريد ضد 100 طفل صيني
الخميس يناير 14, 2016 11:18 pm من طرف azzouzekadi