أمثال....منتقاة من كتاب الأمثال للميداني

تجشأ لقمان من غير شبع

تجشأ، أي تلكف الجشاء. يضرب لمن يدعي ما ليس يملك. ويقال: تجشأ لقمان من غير شبع من
علبتين وثمان وربع. قال أبو الهيثم: فهذه عشر علب مع ربع لم يعدها لقمان شيئاً
لكثرة حاجته إلى الأكل وقد تجشأ تجشؤ غير الشبعان.


تشكو إلى غير مصمت

أي، إلى من لا يهتم بشأنك قال:

إنك لا تشكو إلى مصمت ... فاصبر على الحمل الثقيل أو مت

تنهانا أمنا عن الغي وتغدو فيه

يضرب لمن يحسن القول ويسيء الفعل.

تربت يداك

قال أبو عبيد: يقال للرجل إذا قل ماله، قد ترب. أي افتقر حتى لصق بالتراب. وهذه
كلمة جارية على ألسنة العرب يقولونها ولا يريدون وقوع الأمر. ألا تراهم يقولون: لا
أرض لك. ولا أم لك. ويعلمون أن له أرضاً وأما. قال المبرد: سمع أعرابي في سنة قحط
بمكة يقول:

قد كنت تسقينا فما بدا لكا ... رب العباد ما لنا ومالكا
أنزل علينا الغيث لا أبا لكا

قال: فسمعه سليمان بن عبد الملك فقال: أشهد أنه لا أبا له ولا أم ولا ولد.

اتق الصبيان لا تصبك بأعقائها

الأعقاء، جمع العقي وهو ما يخرج من بطن المولود حين يولد. يضرب للرجل تحذره من تركه
له مصاحبته. أي جانب المريب المتهم.

تطأطأ لها تخطئك

الهاء، للحادثة. يقولك أخفض رأسك لها تجاوزك. وهذا كقولهم: دع الشر يعبر. يضرب في
ترك التعرض للشر.




أترك الشر يتركك


أي، إنما يصيب الشر من تعرض له. زعموا أن لقمان الحكيم قال لابنه: اترك الشركما
يتركك. أراد كيما يترك، فحذف الياء وأعملها.


التقي ملجم

أي، كان له لجاماً بمنعه من العدول عن سنن الحق قولاً وفعلاً. وهذا من كلام عمر بن
عبد العزيز رحمه الله.

التجلد ولا التبلد

يعني، أن التجلد ينجيك من الأمر لا التبلد. ونصب التجلد على معنى الزم التجلد ولا
تلزم التبلد. ويجوز الرفع على تقدير حقك أو شأنك التجلد. وهذا من قول أوس بن حارثة
قاله لابنه مالك فقال يا مالك التجلد ولا التبلد، والمنية ولا الدنية.

التثبت نصف العفو

دعا قتيبة بن مسلم برجل ليعاقبه فقال: أيها الأمير التثبت نصف العفو. فعفا عنه،
وذهبت كلمته مثلاً.


تقطع أعناق الرجال المطامع

يضرب في ذم الطمع والجشع. قال أبو عبيد: وفي بعض الحديث أن الصفاة الزلاء التي لا
تثبت عليها أقدام العلماء الطمع.

تناس مساوئ الإخوان يدم لك ودهم

يضرب في استبقاء الإخوان.

تضرع إلى الطبيب قبل أن تمرض

أي، افتقد الإخوان قبل الحاجة إليهم. قاله لقمان لابنه.


التجارب ليست لها نهاية والمرء منها في زيادة

قال عمر رضي الله عنه: يحتلم الغلام لا ربع عشرة، وينتهي طوله لإحدى وعشرين، وعقله
لسبع وعشرين، إلا التجارب. فجعل التجارب لا غاية لها ولا نهاية.

-منتقاة من كتاب الأمثال للميداني -

م ن