الدوحة في 16 مارس /قنا/ عام أول على انتفاضة الشعب السوري،

الدوحة في 16 مارس /قنا/ عام أول على انتفاضة الشعب السوري، وما زال هذا النظام المستبد مصرّاً على أن الحل الأمني هو السبيل الوحيد لمواجهة مطالب بنيل الحريات الانسانية العامة، رافضا طوال الشهور الماضية كل ما عرض عليه من مبادرات للخروج من الأزمة التي تزداد تعقيدا وتسيل فيها دماء المدنيين الذين حققوا أول انتصاراتهم بإسقاط الخوف والرعب الذي عاشوه طوال عقود مضت، من النظام وأجهزته الأمنية القمعية التي تسببت بسقوط اكثر من تسعة آلاف شخص، غالبيتهم من المدنيين، فيما يتوقع تدفق آلاف آخرين من السوريين الى دول الجوار عبر الحدود.
عام أول انتفاضة يطرح السؤال التالي، هل نظام الأسد الابن وحده يملك مفتاح حل الأزمة التي دخلت عامها الثاني، وما أوجه الشبه بين الانتفاضة السورية ضد نظام الأسد، وبين الانتفاضة الفلسطينية الاولى والثانية ضد الاحتلال الاسرائيلي؟
بالقراءة الاولى للوقائع على الأرض واهداف كل من الانتفاضتين في فلسطين وسوريا، نرى قاسما مشتركا فجر الثورتين، وهو الاحتلال والظلم ومطالب الانسحاب والرحيل، وترك الشعب يقرر مصيره وغير ذلك الكثير.
يمكن القول إن نظام "الاخوين اسد" في سوريا لا يزال يمارس استراتيجية الارض المحروقة وحرب الاستنزاف الهادفة الى قمع واخضاع الشعب السوري البطل وثورته، ولتوصيل رسالة اليه، والى المجتمع الدولي بأنه لا يمكن اسقاطه، وانه على استعداد للذهاب الى أبعد مدى وقتل المزيد وبالآلاف ليبقى متربعا على سدة الحكم.
والقراءة الأخرى الملازمة للمشهد السوري مع مرور عام على الانتفاضة الباسلة، انه على الرغم من أن الاسد يملك القوة العسكرية اللازمة لمواجهة شعبه بمزيد من القتل والتشريد والاعتقال والتصفية، كما حصل اخيرا في احياء حمص وريفها، وتاليا في أدلب وبلداتها وقراها، وقبلها في درعا وريفها وفي ريف دمشق وحماة، فهذا يعني في حقيقة الأمر ان النظام هو الخاسر وبالتالي في حكم المنتهي على المدى القريب وأي حل للأزمة السورية لابد أن يشمل النظام واذرعته الامنية بشكل أو بآخر حتى إذا كان هذا يعني وجود مرحلة انتقالية تجعله يتنحى في نهاية الأمر.
الحل في سوريا ليس بإظهار الموالين للنظام عبر وسائل اعلامه في مظاهرات مرتّبة ومدفوعة بأوامر حزبية تأييدا له في بعض شوارع العاصمة وعدد من المدن الاخرى، فهذا لن يوقف القتل ولن يوقف الثورة ايضا المصرّة على تقديم بديل للنظام قابل للحياة.
الحل في سوريا يتوقف على مدى استعداد النظام للرحيل نزولا عند طموحات الشعب السوري المشروعة للكرامة والحرة والعدالة.
واليوم الجمعة، سيحمل في طياته ما ستؤول اليه آخر الفرص أمام الرئيس الاسد بشأن المقترحات التي عرضها عليه المبعوث الأممي والعربي كوفي عنان للخروج من الازمة، فلم يعد هناك امامه مجال للتلاعب على الوقت والتهرب من استحقاقات الرضوخ لمطالب الشعب السوري وانه بات على المجتمع الدولي الا يمنح الاسد المزيد من الرخص لقتل شعبه كما حان الوقت كي يتحد العالم لاتخاذ خطوات فعالة لوقف هذا الامر.