المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
ريانية العود | ||||
عادل لطفي | ||||
عذب الكلام | ||||
zineb | ||||
azzouzekadi | ||||
بريق الكلمة | ||||
TARKANO | ||||
ليليان عبد الصمد | ||||
ام الفداء | ||||
السنديانة |
بحـث
.ft11 {FONT-SIZE: 12px; COLOR: #ff0000; FONT-FAMILY: Tahoma,Verdana, Arial, Helvetica; BACKGROUND-COLOR: #eeffff}
.IslamicData
{ font-family: Tahoma, Verdana, Arial, Helvetica, sans-serif;
font-size: 10pt; font-style: normal; line-height: normal; font-weight:
normal; font-variant: normal; color: #000000; text-decoration: none}
الساعة
عدد زوار المنتدى
التربية في سبع آيات
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
التربية في سبع آيات
خلد الله عز وجل في الذكر المحفوظ مواعظ تربوية، ووصايا أبوية تغني عن كثير من النظريات والدراسات، وتختصر الجهود والأوقات، بأبلغ عبارة، وأوضح إشارة. كيف لا! وقد آتى الله قائلها الحكمة، }ومن يؤت الحكمة فقد أُوتي خيرًا كثيراً| (البقرة: من الآية 269).
هذا، وإنا لفي زمن يحتفي فيه كثير من الباحثين في مجال التربية بأقوال المنظرين من الشرق والغرب، ولا يرفعون رأسًا بقواعد التربية الإيمانية التي بثها الله في كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأجراها على ألسنة رسله، وصالحي خلقه. لا أقول ذلك غمطًا للتجارب الإنسانية المبذولة في علم التربية والسلوك، ولكن أسى وأسفًا على الإعراض عن هدي القرآن، واتخاذه منهجًا أصيلاً، ومرجعًا تعرض عليه الأفكار والنظريات.
لقد عالجت سبع آيات في سورة لقمان موقفًا تربويًا يحتاج إليه الآباء والأمهات والمربون والمعلمون لمرحلة حساسة من عمر الناشئ، ووصفت أركان العملية التربوية: المربي، والهدف، والأسلوب. فلم يكن القرآن ليغفل هذا الجانب الخطير من حياة البشر دون بيان وتبصير. قال تعالى: }ما فرطنا في الكتاب من شيء| (الأنعام: من الآية 38).
أولاً: المربي:
وصف الله المربي الفاضل في هذه الآيات بالحكمة، فقال: }ولقد آتينا لقمان الحكمة| (لقمان: من الآية 12) قال ابن فارس: «الحاء والكاف والميم أصل واحد، وهو المنع.. والحكمة هذا قياسها، لأنها تمنع من الجهل» معجم مقاييس اللغة. ص 258. وقال ابن منظور: «العلم والفقه» لسان العرب: 3/270. وقال الراغب: «الحكمة: إصابة الحق بالعلم والعقل، فالحكمة من الله تعالى: معرفة الأشياء وإيجادها على غاية الإحكام، ومن الإنسان: معرفة الموجودات، وفعل الخيارات، وهذا الذي وُصف به لقمان» المفردات. ص: 126.
فتبين من هذه التعريفات أن الحكمة في التربية وغيره تقوم على ساقين: العلم، والفقه. وقد نبه على هذا الشيخ عبدالرحمن السعدي، رحمه الله، فقال: «الحكمة: العلم بالحق على وجهه وحكمته، فهي العلم بالأحكام، ومعرفة ما فيها من الأسرار والأحكام. فقد يكون الإنسان عالمًا ولا يكون حكيمًا، وأما الحكمة؛ فهي مستلزمة للعلم، بل وللعمل، ولهذا فسرت الحكمة بالعلم النافع والعمل الصالح» تيسير الكريم الرحمن: 3/1350.
فالمربي الحكيم هو الذي جمع العلم والفهم، وأتبع ذلك بالعمل، وحسن التصرف والتأني، فكان قدوة صالحة للمتربي. وهذا ما يفسر لنا سر اختلال التربية في كثير من المواقف التربوية، بسبب اختلال أحد أوصاف المربي، فيجيء عمله خداجًا.
ومن مظاهر حكمة المربي مراعاته للخصائص النفسية والعقلية والاجتماعية والمسلكية التي يعيشها المتربي في مرحلة ما، نلحظ ذلك في الأساليب التالية:
- أسلوب الموعظة: }وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه| (لقمان: من الآية 13).
قال ابن منظور: «الوعظ، والعِظة، والعَظة، الموعظة: النصح والتذكير بالعواقب، قال ابن سيده: هو تذكيرك للإنسان بما يلين قلبه من ثواب وعقاب» لسان العرب: 15/345. وشواهده كثيرة.
- أسلوب التودد: وذلك في تكرار الخطاب بقوله: «يا بني».
- أسلوب التدليل والتعليل: كقوله: }ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنًا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير| (لقمان: 14).
- أسلوب التنفير من الأعمال المستقبحة: كقوله: }ولا تُصعّر خدك للناس| و}واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير| (لقمان: الآيتين 19، 18).
ثانيًا: المتربي:
لم يجئ في القرآن وصف لابن لقمان، سوى وصف البنوة بصيغة التصغير «يا بني». والظاهر - والله أعلم - أنه حين الموعظة كان قد تعدى مرحلة الطفولة، التي لا تدرك إلا المحسوسات، إلى مرحلة المراهقة والبلوغ التي يدرك صاحبها المعاني والمدلولات، بل ويصح أن توجه له الأوامر والنواهي من التكليفات. كما يلتمس من السياق أنه كان مؤدبًا، مصغيًا، بارًا لا يقاطع أباه. ولا ريب أن تفاوت مستوى المستهدفين بالتربية له أكبر الأثر في نتائجها.
ثالثًا: أهداف وأساليب:
تضمنت هذه المواعظ الحكيمة زبدة الأهداف التربوية التي ينبغي أن يسعى إليها المربون في هذه المرحلة، ويقدموها على غيرها، فيقدمون ما قدم الله، ويعظمون ما عظم الله، ويبدؤون بما بدأ الله به.
- التوحيد: }يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم| (لقمان: من الآية 13).
إن الناشئ، وهو يترحل من سذاجة الطفولة، إلى مدارج البلوغ، تصحو فطرته، ويتيقظ عقله، وتتنبه مداركه لاستكناه ما حوله، والبحث عن المعاني والعلل وراء المظاهر والأشكال، فتقوده فطرته السليمة إلى الإيمان بالله وتوحيده. ولكن قد يعرض لهذه الفطرة المتوهجة، والعقل الوقاد، عوارض تحرفها عن المسار الصحيح، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل أنه قال: «إني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين، فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانًا» رواه مسلم: 4/2197.
إن على المربي أن يغتنم هذه الشفافية الإيمانية، والصدق الصراح الذي يغمر نفس الناشئ في هذه المرحلة، ويعمق فيه معاني التوحيد العلمي والعملي؛ بتعريفه أولاً بتوحيد المعرفة والإثبات وما ينبغي لله من صفات الكمال، ونعوت الجلال، وما ينزه عنه من صفات النقص والعيب ومماثلة المخلوقين. وثانيًا: بتوحيد القصد والطلب، وإفراد الرب بالعبادة وحده، والعناية التامة بالعبادات القلبية، كالمحبة، والخوف، والرجاء. كما أن على المربي أن يكشف للناشئ بشاعة الشرك بمختلف أنواعه ومظاهره، ويبين له أنه أظلم الظلم وأعتاه: }إن الشرك لظلم عظيم| (لقمان: من الآية 13). فهذا أوان استنبات هذه البذور الصالحة، وقلبه تربتها القابلة. وستسهم هذه التربية الإيمانية في مطامنة نزعات الناشئ الانفعالية، ومعالجة الانحرافات المسلكية، وإضفاء السكينة عليه.
- بر الوالدين وشكرهما: }ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنًا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير| (لقمان: 14).
إن المراهق لا يدرك في هذه المرحلة قضية الحقوق والواجبات إدراكًا جيدًا، ولا يحسن ترتيب الأولويات، فيطيش ميزانه. فكان من الضروري أن يبصر بالآداب الشرعية، والقواعد المرعية، والحقوق الاجتماعية. وأجلّها «بعد حق الله» حق الوالدين؛ ببرهما، وشكرهما وكيفية معاملتهما في حال الإيمان أو الكفر، والبر أو الفجور.
إن تنمية هذا الهدف في حس الناشئ سيستتبع احترامه لبقية الحقوق، كحق ذوي الأرحام، والجيران، والزوج، والصاحب، والولاة، وسائر المسلمين. وسينشئ عنده حرجًا، وقلقًا تجاه انتهاك الحقوق، والتفريط بالواجبات. وهذا أساس متين في التربية الاجتماعية السوية.
- الاتباع والانتماء للحق وأهله }واتبع سبيل من أناب إليّ| (لقمان: من الآية 15).
يشعر الناشئ بحاجة إلى الانتماء، والانضمام إلى فئة ما، يأوي إليها، ويذب عنها، ويتحمس لمقاصدها، مهما بدت تافهة، كما نلمس ذلك لدى الناشئة المنتمين إلى فرق رياضية. وهي حاجة فطرية، جبل عليها الآدميون، بالميل إلى من يجانسهم، ويشاكلهم. وتكون أقوى ما تكون لدى المراهق، لكونها تحقق له عنصر الأمن النفسي والاجتماعي، فيتعين تلبيتها بطريقة صحيحة، تستثمر طاقاته، وتحفظ أوقاته من أن تضيع سدى، أو تعود عليه بالردى.
لا ريب أن المحضن الصالح، والبيئة النقية التي ينبغي أن يترعرع الناشئ في أعطافها، بيئة الصالحين، المنبين، السالكين سبيل الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، ولابد أن ينأى به عن سبيل المغضوب عليهم والضالين والغافلين والفسقة والبطالين. إنه من الخطأ الواضح أن يعمد بعض الآباء المشفقين إلى ضرب نطاق محكم حول أبنائهم، وخفرهم في البيوت، بدعوى صيانتهم من رفقاء السوء، فإن ذلك لن يدوم، ولن يستطيعوا، وربما ولّد ذلك عقدة حرمان في ضمير الناشئ، يتربص للخلاص منها. والتصرف الصحيح أن يُوفر له سبيل آمن، ومهيع رشيد، يقضي فيه نهمته، ويفرغ فيه جهده وهمته، وسط كوكبة من أقرانه الأخيار، تحت رعاية من أئمة الهدى والفضل. قال عبدالله بن شوذب: «إن من نعمة الله على الشاب إذا تنسك، أن يؤاخي صاحب سنة يحمله عليها».
- مراقبة الله: }يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير| (لقمان: 16).
إن من طبيعة الناشئ التقحم، والطيش، وعدم التحسب لعواقب الأمور، مما قد يوقعه في أعمال وأقوال يشقى بآثارها. فكان من المبكر المهم أن يزرع المربي في نفسه شعورًا داخليًا بمراقبة الله وخشيته، يصاحبه في خلوته وجلوته وسره وعلانيته، يحجزه عما تمليه طبيعة المرحلة من انتهاك الحقوق العامة والخاصة، سواء ما تعلق بحق الله، أو ما تعلق بحقوق الناس. بل ورفع درجة التحسس إلى أقصى ما يكون }مثقال حبة من خردل|. والنتيجة: أن يكون مؤمنًا صالحًا لا مواطنًا صالحًا فحسب، فإن المفهوم الغربي للمواطنة يقف عند حد الاصطدام بحقوق الآخرين فقط، يحميها القانون، بينما تنشئ التربية الإسلامية صلاحًا ذاتيًا تجاه النفس والآخرين، تزعه رقابة الله، والشعور بدقة علمه، وسعة إحاطته.
- إقام الصلاة: }يا بني أقم الصلاة| (لقمان: 17).
إن الحاجة إلى العبادة حاجة فطرية، لا تستقيم النفس الإنسانية بدونها، ولا تكون سوية بفقدها: }ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكًا ونحشره يوم القيامة أعمى| (طه: 124) والصلاة من أعظم صور العبودية التي تلبي هذه الحاجة، بأذكارها وهيئاتها، إذا هي أديت على وجه الاستقامة، كما يدل التعبير المطرد في القرآن: «أقم، أقيموا، إقام، يقيمون...». وفي نفس الناشئ توق، وظمأ لا يطفئه إلا أن يصف قدميه في محرابه، ويصوب بصره إلى موضع سجوده، ويناجي ربه ويدعوه أقرب ما يكون إليه وهو ساجد. إنها عبادة ضرورية لحصول الطمأنينة التي ينشدها المراهق. قال صلى الله عليه وسلم: «والصلاة نور». رواه مسلم.
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: }وأمر بالمعروف وانه عن المنكر| (لقمان: من الآية 17).
إن امتلاك روح المبادرة البناءة، والشجاعة الأدبية، وصف نادر في صفوف ناشئنا، لأسباب متعددة، لعل من أهمها عدم الدربة، والخوف من التبكيت. ويعتقد كثير من الناس أن مثل هذه المهمة الإشرافية تفتقر إلى الطعن في العمر، والتضلع في العلم، فيستنكرون صدورها من الشاب، وربما سفهوه، فينكفئ على نفسه، ويعود سلبيًا، لا يرى في المنكر بأسًا، ولا يرفع بإنكاره رأسًا. وبذلك تضمر هذه النزعة الإيجابية الخيرة، في موسم خصبها.
وينبغي أن يتفطن المربون إلى أهمية تنمية روح الغيرة العامة، والرغبة في الإصلاح، والجرأة المؤدبة لدى الناشئ، وتقويمها، وتوجيهها الوجهة الصائبة، التي تستجمع شروط الأمر والنهي، من: العلم قبله، والرفق معه، والصبر بعده. ويحسن القيام بتطبيقات عملية من قبل المربي، يقتدي بها الناشيء، حتى يصبح عنصرًا فعالاً نافعًا لمجتمعه.
- الصبر: }واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور| (لقمان: 17).
حقيقة الصبر حبس النفس عن الجزع، وحملها على ما تكره. ولهذا فهو أصل تفرعت عن كثير من الأخلاق الفاضلة، والمروءات. وفي الحديث: «وما أعطي ابن آدم عطاءً خيرًا وأوسع له من الصبر». وهو كغيره من الأخلاق له جانب جبلّي، وجانب كسبي يستفاد بالدربة والرياضة.
ويغلب على حال الناشئة، ولا سيما في زمن الترف وتيسر سبل العيش، الهلع، والجزع، وسرعة نفاد الصبر. فينبغي أن يُبرز جانب الصبر بالبيان والمثال، والقدوة الحسنة.
- التنفير من الكبر وازدراء الناس: }ولا تُصعر خدك للناس| (لقمان: 18).
هذا مبتدأ جملة من الصفات المسلكية المنحرفة، تعتري الشباب خاصة، وتظهر فيهم أكثر من غيرهم. فإن الفتى يزهو بنفسه، ويعجبه حاله، فيأنف عن التبسط والاتضاع للخلق، ويزدريهم. قال ابن جرير: «وأصل الصعر داء يأخذ الإبل في أعناقها، أو رؤوسها، حتى تلفت أعناقها عن رؤوسها. فيشبه به الرجل المتكبر على الناس. ومنه قول عمو بن حُني التغلبي:
وكنا إذا الجبار صعر خده
أقمنا له من ميله فتقوما
جامع البيان: 21/74
قال ابن كثير: «لا تعرض بوجهك عن الناس إذا كلمتهم أو كلموك، احتقارًا منك لهم، واستكبارًا عليهم، ولكن ألن جانبك، وابسط وجهك إليهم، كما في الحديث: ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منبسط، وإياك وإسبال الإزار، فإنها من المخيلة، والمخيلة لا يحبها الله». تفسير القرآن العظيم: 6/338.
ولا يخطئ السمع والبصر عبارات وتصرفات تبدو من ناشئتنا تنم عن ازدراء بعض الناس، إما بسبب ألوانهم، أو أعراقهم، أو بلدانهم، أو غير ذلك، بل إنه كثير! ولابد من رصد هذه القالات، والممارسات وتأثيمها، ورد الناشئ إلى جادة العدل والإنصاف، ولو بنوع مخاشنة وتعنيف، كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم بأحد أصحابه حين قال لبلال: «يا ابن السوداء» فقال: «إنك امرؤ فيك جاهلية» فحمله ذلك على أن يضع خده في التراب ويقول لبلال: «طأ» ليخرج مادة الجاهلية العالقة في طبعه، ويستفرغها.
- ذم الخيلاء والفخر: }ولا تمش في الأرض مرحًا إن الله لا يحب كل مختال فخور| (لقمان: من الآية 18).
قال ابن كثير: «مختال: معجب في نفسه، فخور: أي على غيره» تفسير القرآن العظيم: 6/339.
فهما وصفان ذميمان؛ أحدهما باطني، والثاني ظاهري. الأول يضر خاصة نفسه، والثاني يستطيل به على الآخرين بغير حق. وكلاهما مما يقع للناشئ في مقتبل عمره، وفوعة شبابه.
إن على المربي أن يطامن من غلواء الناشئ، ويرده إلى حال السواء، ويبصره بأن معيار الكرامة والفخار التقوى }إن أكرمكم عند الله أتقاكم| (الحجرات: من الآية 13).
وعلى المربي أن يلحظ الحركات واللفتات التي تنم عن هذا الخلق، كالمشية الفاجرة المتجبرة، التي تروق لبعض شبابنا، فيبين له قبحها عند الله وعند الناس، وينقله إلى حال أرقى.
- الوقار والسمت الحسن: }واقصد في مشيك| (لقمان: من الآية 19).
قال ابن كثير: «امش مشيًا مقتصدًا، ليس بالبطيء المتثبط، ولا بالسريع المفرط، بل عدلاً وسطًا، بين بين» تفسير القرآن العظيم: 6/339. وما أعجب أن يقع ذلك للشاب! إنه ليضفي عليه رونقًا وبهاءً وجلالاً. وليس ذلك بممتنع مع دوام التربية والتقويم من مرب ناصح حكيم.
- اعتدال المنطق، وأدب الحديث: }واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير| (لقمان: من الآية 19).
قال ابن كثير: «لا تبالغ في الكلام، ولا ترفع صوتك فيما لا فائدة فيه» تفسير القرآن العظيم: 6/339.
إن الأعم الأغلب أن الشاب ينزع إلى رفع الصوت، والتشدق بالكلام، والتفاصح، كما هو جلي لدى المراهقين، الذين يجدون في ذلك تعبيراً عن القوة والسطوة الكاذبة، فكان بحاجة إلى الغض من الصوت، والتنفير من رفعه بلا داع، بمثال مستقبح. قال السعدي: «أنكر الأصوات: أفظعها وأبشعها.. فلو كان في رفع الصوت البليغ فائدة ومصلحة، لما اختص بذلك الحمار، الذي قد علمت خسته وبلادته».
م ن
هذا، وإنا لفي زمن يحتفي فيه كثير من الباحثين في مجال التربية بأقوال المنظرين من الشرق والغرب، ولا يرفعون رأسًا بقواعد التربية الإيمانية التي بثها الله في كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأجراها على ألسنة رسله، وصالحي خلقه. لا أقول ذلك غمطًا للتجارب الإنسانية المبذولة في علم التربية والسلوك، ولكن أسى وأسفًا على الإعراض عن هدي القرآن، واتخاذه منهجًا أصيلاً، ومرجعًا تعرض عليه الأفكار والنظريات.
لقد عالجت سبع آيات في سورة لقمان موقفًا تربويًا يحتاج إليه الآباء والأمهات والمربون والمعلمون لمرحلة حساسة من عمر الناشئ، ووصفت أركان العملية التربوية: المربي، والهدف، والأسلوب. فلم يكن القرآن ليغفل هذا الجانب الخطير من حياة البشر دون بيان وتبصير. قال تعالى: }ما فرطنا في الكتاب من شيء| (الأنعام: من الآية 38).
أولاً: المربي:
وصف الله المربي الفاضل في هذه الآيات بالحكمة، فقال: }ولقد آتينا لقمان الحكمة| (لقمان: من الآية 12) قال ابن فارس: «الحاء والكاف والميم أصل واحد، وهو المنع.. والحكمة هذا قياسها، لأنها تمنع من الجهل» معجم مقاييس اللغة. ص 258. وقال ابن منظور: «العلم والفقه» لسان العرب: 3/270. وقال الراغب: «الحكمة: إصابة الحق بالعلم والعقل، فالحكمة من الله تعالى: معرفة الأشياء وإيجادها على غاية الإحكام، ومن الإنسان: معرفة الموجودات، وفعل الخيارات، وهذا الذي وُصف به لقمان» المفردات. ص: 126.
فتبين من هذه التعريفات أن الحكمة في التربية وغيره تقوم على ساقين: العلم، والفقه. وقد نبه على هذا الشيخ عبدالرحمن السعدي، رحمه الله، فقال: «الحكمة: العلم بالحق على وجهه وحكمته، فهي العلم بالأحكام، ومعرفة ما فيها من الأسرار والأحكام. فقد يكون الإنسان عالمًا ولا يكون حكيمًا، وأما الحكمة؛ فهي مستلزمة للعلم، بل وللعمل، ولهذا فسرت الحكمة بالعلم النافع والعمل الصالح» تيسير الكريم الرحمن: 3/1350.
فالمربي الحكيم هو الذي جمع العلم والفهم، وأتبع ذلك بالعمل، وحسن التصرف والتأني، فكان قدوة صالحة للمتربي. وهذا ما يفسر لنا سر اختلال التربية في كثير من المواقف التربوية، بسبب اختلال أحد أوصاف المربي، فيجيء عمله خداجًا.
ومن مظاهر حكمة المربي مراعاته للخصائص النفسية والعقلية والاجتماعية والمسلكية التي يعيشها المتربي في مرحلة ما، نلحظ ذلك في الأساليب التالية:
- أسلوب الموعظة: }وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه| (لقمان: من الآية 13).
قال ابن منظور: «الوعظ، والعِظة، والعَظة، الموعظة: النصح والتذكير بالعواقب، قال ابن سيده: هو تذكيرك للإنسان بما يلين قلبه من ثواب وعقاب» لسان العرب: 15/345. وشواهده كثيرة.
- أسلوب التودد: وذلك في تكرار الخطاب بقوله: «يا بني».
- أسلوب التدليل والتعليل: كقوله: }ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنًا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير| (لقمان: 14).
- أسلوب التنفير من الأعمال المستقبحة: كقوله: }ولا تُصعّر خدك للناس| و}واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير| (لقمان: الآيتين 19، 18).
ثانيًا: المتربي:
لم يجئ في القرآن وصف لابن لقمان، سوى وصف البنوة بصيغة التصغير «يا بني». والظاهر - والله أعلم - أنه حين الموعظة كان قد تعدى مرحلة الطفولة، التي لا تدرك إلا المحسوسات، إلى مرحلة المراهقة والبلوغ التي يدرك صاحبها المعاني والمدلولات، بل ويصح أن توجه له الأوامر والنواهي من التكليفات. كما يلتمس من السياق أنه كان مؤدبًا، مصغيًا، بارًا لا يقاطع أباه. ولا ريب أن تفاوت مستوى المستهدفين بالتربية له أكبر الأثر في نتائجها.
ثالثًا: أهداف وأساليب:
تضمنت هذه المواعظ الحكيمة زبدة الأهداف التربوية التي ينبغي أن يسعى إليها المربون في هذه المرحلة، ويقدموها على غيرها، فيقدمون ما قدم الله، ويعظمون ما عظم الله، ويبدؤون بما بدأ الله به.
- التوحيد: }يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم| (لقمان: من الآية 13).
إن الناشئ، وهو يترحل من سذاجة الطفولة، إلى مدارج البلوغ، تصحو فطرته، ويتيقظ عقله، وتتنبه مداركه لاستكناه ما حوله، والبحث عن المعاني والعلل وراء المظاهر والأشكال، فتقوده فطرته السليمة إلى الإيمان بالله وتوحيده. ولكن قد يعرض لهذه الفطرة المتوهجة، والعقل الوقاد، عوارض تحرفها عن المسار الصحيح، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل أنه قال: «إني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين، فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانًا» رواه مسلم: 4/2197.
إن على المربي أن يغتنم هذه الشفافية الإيمانية، والصدق الصراح الذي يغمر نفس الناشئ في هذه المرحلة، ويعمق فيه معاني التوحيد العلمي والعملي؛ بتعريفه أولاً بتوحيد المعرفة والإثبات وما ينبغي لله من صفات الكمال، ونعوت الجلال، وما ينزه عنه من صفات النقص والعيب ومماثلة المخلوقين. وثانيًا: بتوحيد القصد والطلب، وإفراد الرب بالعبادة وحده، والعناية التامة بالعبادات القلبية، كالمحبة، والخوف، والرجاء. كما أن على المربي أن يكشف للناشئ بشاعة الشرك بمختلف أنواعه ومظاهره، ويبين له أنه أظلم الظلم وأعتاه: }إن الشرك لظلم عظيم| (لقمان: من الآية 13). فهذا أوان استنبات هذه البذور الصالحة، وقلبه تربتها القابلة. وستسهم هذه التربية الإيمانية في مطامنة نزعات الناشئ الانفعالية، ومعالجة الانحرافات المسلكية، وإضفاء السكينة عليه.
- بر الوالدين وشكرهما: }ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنًا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير| (لقمان: 14).
إن المراهق لا يدرك في هذه المرحلة قضية الحقوق والواجبات إدراكًا جيدًا، ولا يحسن ترتيب الأولويات، فيطيش ميزانه. فكان من الضروري أن يبصر بالآداب الشرعية، والقواعد المرعية، والحقوق الاجتماعية. وأجلّها «بعد حق الله» حق الوالدين؛ ببرهما، وشكرهما وكيفية معاملتهما في حال الإيمان أو الكفر، والبر أو الفجور.
إن تنمية هذا الهدف في حس الناشئ سيستتبع احترامه لبقية الحقوق، كحق ذوي الأرحام، والجيران، والزوج، والصاحب، والولاة، وسائر المسلمين. وسينشئ عنده حرجًا، وقلقًا تجاه انتهاك الحقوق، والتفريط بالواجبات. وهذا أساس متين في التربية الاجتماعية السوية.
- الاتباع والانتماء للحق وأهله }واتبع سبيل من أناب إليّ| (لقمان: من الآية 15).
يشعر الناشئ بحاجة إلى الانتماء، والانضمام إلى فئة ما، يأوي إليها، ويذب عنها، ويتحمس لمقاصدها، مهما بدت تافهة، كما نلمس ذلك لدى الناشئة المنتمين إلى فرق رياضية. وهي حاجة فطرية، جبل عليها الآدميون، بالميل إلى من يجانسهم، ويشاكلهم. وتكون أقوى ما تكون لدى المراهق، لكونها تحقق له عنصر الأمن النفسي والاجتماعي، فيتعين تلبيتها بطريقة صحيحة، تستثمر طاقاته، وتحفظ أوقاته من أن تضيع سدى، أو تعود عليه بالردى.
لا ريب أن المحضن الصالح، والبيئة النقية التي ينبغي أن يترعرع الناشئ في أعطافها، بيئة الصالحين، المنبين، السالكين سبيل الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، ولابد أن ينأى به عن سبيل المغضوب عليهم والضالين والغافلين والفسقة والبطالين. إنه من الخطأ الواضح أن يعمد بعض الآباء المشفقين إلى ضرب نطاق محكم حول أبنائهم، وخفرهم في البيوت، بدعوى صيانتهم من رفقاء السوء، فإن ذلك لن يدوم، ولن يستطيعوا، وربما ولّد ذلك عقدة حرمان في ضمير الناشئ، يتربص للخلاص منها. والتصرف الصحيح أن يُوفر له سبيل آمن، ومهيع رشيد، يقضي فيه نهمته، ويفرغ فيه جهده وهمته، وسط كوكبة من أقرانه الأخيار، تحت رعاية من أئمة الهدى والفضل. قال عبدالله بن شوذب: «إن من نعمة الله على الشاب إذا تنسك، أن يؤاخي صاحب سنة يحمله عليها».
- مراقبة الله: }يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير| (لقمان: 16).
إن من طبيعة الناشئ التقحم، والطيش، وعدم التحسب لعواقب الأمور، مما قد يوقعه في أعمال وأقوال يشقى بآثارها. فكان من المبكر المهم أن يزرع المربي في نفسه شعورًا داخليًا بمراقبة الله وخشيته، يصاحبه في خلوته وجلوته وسره وعلانيته، يحجزه عما تمليه طبيعة المرحلة من انتهاك الحقوق العامة والخاصة، سواء ما تعلق بحق الله، أو ما تعلق بحقوق الناس. بل ورفع درجة التحسس إلى أقصى ما يكون }مثقال حبة من خردل|. والنتيجة: أن يكون مؤمنًا صالحًا لا مواطنًا صالحًا فحسب، فإن المفهوم الغربي للمواطنة يقف عند حد الاصطدام بحقوق الآخرين فقط، يحميها القانون، بينما تنشئ التربية الإسلامية صلاحًا ذاتيًا تجاه النفس والآخرين، تزعه رقابة الله، والشعور بدقة علمه، وسعة إحاطته.
- إقام الصلاة: }يا بني أقم الصلاة| (لقمان: 17).
إن الحاجة إلى العبادة حاجة فطرية، لا تستقيم النفس الإنسانية بدونها، ولا تكون سوية بفقدها: }ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكًا ونحشره يوم القيامة أعمى| (طه: 124) والصلاة من أعظم صور العبودية التي تلبي هذه الحاجة، بأذكارها وهيئاتها، إذا هي أديت على وجه الاستقامة، كما يدل التعبير المطرد في القرآن: «أقم، أقيموا، إقام، يقيمون...». وفي نفس الناشئ توق، وظمأ لا يطفئه إلا أن يصف قدميه في محرابه، ويصوب بصره إلى موضع سجوده، ويناجي ربه ويدعوه أقرب ما يكون إليه وهو ساجد. إنها عبادة ضرورية لحصول الطمأنينة التي ينشدها المراهق. قال صلى الله عليه وسلم: «والصلاة نور». رواه مسلم.
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: }وأمر بالمعروف وانه عن المنكر| (لقمان: من الآية 17).
إن امتلاك روح المبادرة البناءة، والشجاعة الأدبية، وصف نادر في صفوف ناشئنا، لأسباب متعددة، لعل من أهمها عدم الدربة، والخوف من التبكيت. ويعتقد كثير من الناس أن مثل هذه المهمة الإشرافية تفتقر إلى الطعن في العمر، والتضلع في العلم، فيستنكرون صدورها من الشاب، وربما سفهوه، فينكفئ على نفسه، ويعود سلبيًا، لا يرى في المنكر بأسًا، ولا يرفع بإنكاره رأسًا. وبذلك تضمر هذه النزعة الإيجابية الخيرة، في موسم خصبها.
وينبغي أن يتفطن المربون إلى أهمية تنمية روح الغيرة العامة، والرغبة في الإصلاح، والجرأة المؤدبة لدى الناشئ، وتقويمها، وتوجيهها الوجهة الصائبة، التي تستجمع شروط الأمر والنهي، من: العلم قبله، والرفق معه، والصبر بعده. ويحسن القيام بتطبيقات عملية من قبل المربي، يقتدي بها الناشيء، حتى يصبح عنصرًا فعالاً نافعًا لمجتمعه.
- الصبر: }واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور| (لقمان: 17).
حقيقة الصبر حبس النفس عن الجزع، وحملها على ما تكره. ولهذا فهو أصل تفرعت عن كثير من الأخلاق الفاضلة، والمروءات. وفي الحديث: «وما أعطي ابن آدم عطاءً خيرًا وأوسع له من الصبر». وهو كغيره من الأخلاق له جانب جبلّي، وجانب كسبي يستفاد بالدربة والرياضة.
ويغلب على حال الناشئة، ولا سيما في زمن الترف وتيسر سبل العيش، الهلع، والجزع، وسرعة نفاد الصبر. فينبغي أن يُبرز جانب الصبر بالبيان والمثال، والقدوة الحسنة.
- التنفير من الكبر وازدراء الناس: }ولا تُصعر خدك للناس| (لقمان: 18).
هذا مبتدأ جملة من الصفات المسلكية المنحرفة، تعتري الشباب خاصة، وتظهر فيهم أكثر من غيرهم. فإن الفتى يزهو بنفسه، ويعجبه حاله، فيأنف عن التبسط والاتضاع للخلق، ويزدريهم. قال ابن جرير: «وأصل الصعر داء يأخذ الإبل في أعناقها، أو رؤوسها، حتى تلفت أعناقها عن رؤوسها. فيشبه به الرجل المتكبر على الناس. ومنه قول عمو بن حُني التغلبي:
وكنا إذا الجبار صعر خده
أقمنا له من ميله فتقوما
جامع البيان: 21/74
قال ابن كثير: «لا تعرض بوجهك عن الناس إذا كلمتهم أو كلموك، احتقارًا منك لهم، واستكبارًا عليهم، ولكن ألن جانبك، وابسط وجهك إليهم، كما في الحديث: ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منبسط، وإياك وإسبال الإزار، فإنها من المخيلة، والمخيلة لا يحبها الله». تفسير القرآن العظيم: 6/338.
ولا يخطئ السمع والبصر عبارات وتصرفات تبدو من ناشئتنا تنم عن ازدراء بعض الناس، إما بسبب ألوانهم، أو أعراقهم، أو بلدانهم، أو غير ذلك، بل إنه كثير! ولابد من رصد هذه القالات، والممارسات وتأثيمها، ورد الناشئ إلى جادة العدل والإنصاف، ولو بنوع مخاشنة وتعنيف، كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم بأحد أصحابه حين قال لبلال: «يا ابن السوداء» فقال: «إنك امرؤ فيك جاهلية» فحمله ذلك على أن يضع خده في التراب ويقول لبلال: «طأ» ليخرج مادة الجاهلية العالقة في طبعه، ويستفرغها.
- ذم الخيلاء والفخر: }ولا تمش في الأرض مرحًا إن الله لا يحب كل مختال فخور| (لقمان: من الآية 18).
قال ابن كثير: «مختال: معجب في نفسه، فخور: أي على غيره» تفسير القرآن العظيم: 6/339.
فهما وصفان ذميمان؛ أحدهما باطني، والثاني ظاهري. الأول يضر خاصة نفسه، والثاني يستطيل به على الآخرين بغير حق. وكلاهما مما يقع للناشئ في مقتبل عمره، وفوعة شبابه.
إن على المربي أن يطامن من غلواء الناشئ، ويرده إلى حال السواء، ويبصره بأن معيار الكرامة والفخار التقوى }إن أكرمكم عند الله أتقاكم| (الحجرات: من الآية 13).
وعلى المربي أن يلحظ الحركات واللفتات التي تنم عن هذا الخلق، كالمشية الفاجرة المتجبرة، التي تروق لبعض شبابنا، فيبين له قبحها عند الله وعند الناس، وينقله إلى حال أرقى.
- الوقار والسمت الحسن: }واقصد في مشيك| (لقمان: من الآية 19).
قال ابن كثير: «امش مشيًا مقتصدًا، ليس بالبطيء المتثبط، ولا بالسريع المفرط، بل عدلاً وسطًا، بين بين» تفسير القرآن العظيم: 6/339. وما أعجب أن يقع ذلك للشاب! إنه ليضفي عليه رونقًا وبهاءً وجلالاً. وليس ذلك بممتنع مع دوام التربية والتقويم من مرب ناصح حكيم.
- اعتدال المنطق، وأدب الحديث: }واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير| (لقمان: من الآية 19).
قال ابن كثير: «لا تبالغ في الكلام، ولا ترفع صوتك فيما لا فائدة فيه» تفسير القرآن العظيم: 6/339.
إن الأعم الأغلب أن الشاب ينزع إلى رفع الصوت، والتشدق بالكلام، والتفاصح، كما هو جلي لدى المراهقين، الذين يجدون في ذلك تعبيراً عن القوة والسطوة الكاذبة، فكان بحاجة إلى الغض من الصوت، والتنفير من رفعه بلا داع، بمثال مستقبح. قال السعدي: «أنكر الأصوات: أفظعها وأبشعها.. فلو كان في رفع الصوت البليغ فائدة ومصلحة، لما اختص بذلك الحمار، الذي قد علمت خسته وبلادته».
م ن
ريانية العود- إدارة
- عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع : قلب قطر
رد: التربية في سبع آيات
لك مني فائق التحية والتقدير ...
عذب الكلام- مشرف
- عدد المساهمات : 6185
تاريخ التسجيل : 17/01/2011
العمر : 45
مواضيع مماثلة
» آيات الحج في القرآن الكريم
» سلسلة آيات الحج في القرآن الكريم
» حكم دخول الخلاء وفي محفظته آيات من القرآن
» البسمة آية من آيات الله إنها سحر حلال تنبثق من القلب
» التربية الدينية للاطفال
» سلسلة آيات الحج في القرآن الكريم
» حكم دخول الخلاء وفي محفظته آيات من القرآن
» البسمة آية من آيات الله إنها سحر حلال تنبثق من القلب
» التربية الدينية للاطفال
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يونيو 20, 2024 12:29 pm من طرف azzouzekadi
» لحدود ( المقدرة شرعاً )
الثلاثاء يوليو 04, 2023 1:42 pm من طرف azzouzekadi
» يؤدي المصلون الوهرانيون الجمعة القادم صلاتهم في جامع عبد الحميد بن باديس
الأحد ديسمبر 15, 2019 10:06 pm من طرف azzouzekadi
» لا اله الا الله
الأحد يناير 28, 2018 7:51 pm من طرف azzouzekadi
» قصص للأطفال عن الثورة الجزائرية. بقلم داؤود محمد
الثلاثاء يناير 31, 2017 11:52 pm من طرف azzouzekadi
» عيدكم مبارك
الإثنين سبتمبر 12, 2016 11:14 pm من طرف azzouzekadi
» تويتر تساعد الجدد في اختياراتهم
السبت فبراير 06, 2016 3:47 pm من طرف azzouzekadi
» لاتغمض عينيك عند السجود
السبت يناير 30, 2016 10:52 pm من طرف azzouzekadi
» مباراة بين لاعبي ريال مدريد ضد 100 طفل صيني
الخميس يناير 14, 2016 11:18 pm من طرف azzouzekadi