الجزائر تتفادى إهانة إسرائيلية في رام الله

نجحت الجزائر في تفادي إجراء إسرائيلي "مهين" تعرّض له وزراء خارجية ماليزيا وإندونيسيا وبنغلاديش وكوبا، حيث منعتهم السلطات الإسرائيلية، الأحد، من دخول الضفة الغربية للمشاركة في مؤتمر دول عدم الانحياز الذي يعقد لأول مرة في تاريخه داخل الأراضي الفلسطينية.

وقالت الخارجية الجزائرية إنها أبغت نظيرتها الفلسطينية - في وقت سابق- بأنها لن ترسل وفداً عن الجزائر لمؤتمر عدم الانحياز "حتى تتفادى أي إجراء إسرائيلي تجاه دبلوماسييها"، حيث لا تقيم الجزائر علاقات مع إسرائيل منذ نشأتها.

وتوعّدت إسرائيل الدول التي تقيم معها علاقات بمنع وزرائها ودبلوماسييها من المشاركة في المؤتمر، وقالت السلطات الإسرائيلية في وقت سابق إن الجزائر معنية بقرار المنع، لكن الدبلوماسية الجزائرية احتاطت لهذا الإجراء مسبقاً.

وجدير بالذكر أن الجزائر كانت سبباً في إجهاض مشروع "الاتحاد من أجل المتوسط" الذي أطلقه الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، حيث اعتبرته الجزائر بوابة لإدخال إسرائيل - باسم الاقتصاد والتعاون الأورومتوسطي - إلى الفضاء العربي في شمال إفريقيا.

كما تعدى الرفض الجزائري إقامة أي نوع من العلاقات مع إسرائيل إلى المجال الرياضي، حيث يرفض الرياضيون الجزائريون الذين تجمعهم المنافسة برياضيين إسرائيليين مواجهة هؤلاء، وهو ما حدث في رياضة الجودو مع المصارع الجزائري حشّاد وآخرين، وتقول السلطات الجزائرية إنها "لا تطلب من رياضييها عدم منازلة الإسرائيليين وتؤكد أن القرارات تعود إليهم وحدهم".

ولم ينس الجزائريون مصافحة تاريخية جمعت الرئيس بوتفليقة ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود بارك خلال جنازة ملك المغرب الحسن الثاني، وهي "زلة" لم يغفرها الجزائريون لرئيسهم رغم تأكيده أنها كانت في إطار اللياقة الدبلوماسية ليس أكثر ولا مدلول سياسياً لها.

هذه هي الجزائر ورجالها لاتخطوا خطوة حتى تمهد أرضيتها ولاتنطق بكلمة حتى تعرف تاثيرها وشعارها (قادر راسك يقادروك) ولتحمد الله إسرائيل على عدم مجاورتها أو قربها من الجزائر جنبالجنب