المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
ريانية العود | ||||
عادل لطفي | ||||
عذب الكلام | ||||
zineb | ||||
azzouzekadi | ||||
بريق الكلمة | ||||
TARKANO | ||||
ليليان عبد الصمد | ||||
ام الفداء | ||||
السنديانة |
بحـث
.ft11 {FONT-SIZE: 12px; COLOR: #ff0000; FONT-FAMILY: Tahoma,Verdana, Arial, Helvetica; BACKGROUND-COLOR: #eeffff}
.IslamicData
{ font-family: Tahoma, Verdana, Arial, Helvetica, sans-serif;
font-size: 10pt; font-style: normal; line-height: normal; font-weight:
normal; font-variant: normal; color: #000000; text-decoration: none}
الساعة
عدد زوار المنتدى
طارق بن زياد وقصة حرق الاسطول
+2
عذب الكلام
الاشبيلي
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
طارق بن زياد وقصة حرق الاسطول
قصة اشتهرت كثيرًا في التاريخ الإسلامي والتاريخ الأوروبي،ويقال إن طارق بن زياد حرق السفن التي عبر بها من المغرب إلى بلاد الأندلس؛ليرفع من معنويات الجيش، وقال لهم: البحر من ورائكم، والعدو أمامكم؛ فليس لكم نجاةٌ إلا في السيوف. لقد وقفتُ عند ردود عديدة، لكن أشدها إقناعًا ما سطره أحد الباحثين بقوله: الحقّ أنَّ هذه الرواية لا يجب أبدًا أن تستقيم، وهي من الروايات الباطلة التي أُدخِلتْ إدخالاً على تاريخ المسلمين؛ وذلك للأسباب الآتية: أوَّلاً: أنَّ هذه الرواية ليس لها سند صحيح في التاريخ الإسلامي؛ لأنَّ عندنا عِلم الرجال وعلم الجرح والتعديل، ولا بدَّ أن تكون الرواية منقولةً عن طريق أناس موثوق فيهم، فهذه الرواية لم تَرِدْ أبدًا في روايات المسلمين الموثوق في تأريخها، إنما جاءت فقط في الروايات الأوروبيَّة. ثانيًا:لا يمكن لطارق بن زياد ان يقوم بحرق الأسطول دون الرجوع الى من هم اعلى منه،باعتبار ان موسى بن نصير القائد الاعلى لطارق و لا بد أن يكون هناك تعليق من الوليد بن عبد الملك، ولا بد أن يكون هناك تعليق من علماء المسلمين: هل يَجوز هذا الفعل أم لا يَجوز، ولذلك فإن الكتب التاريخية لم تتكلم عن رد فعل موسى بن نصير والخليفة مما يدل على ان رواية حرق الأسطول مشكوك بها. ثالثًا: أن المصادر الأوروبية قد أشاعت هذا الأمر؛ لأن الأوربيين لا يستطيعون تفسير كيف انتصر 12 ألفًا من الرجال الرجَّالة على 100 ألفِ فارسٍ في بلادهم وعقر دارهم، وفي أرض عرفوها وهم من الخيَّالية؛ فقالوا إنَّ طارق بن زياد حرق سفنَه؛ ليجبر الجنود على القتال فانتصروا؛ لأنَّ الأوربيين لا يستطيعون فَهْم القاعدة القرآنية: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 249]؛ بل إنَّ الأصل المتكرر في معظم المعارك الإسلامية أن يكون المسلمون قلِّة، وأن يكون الكافرون كثرة، وأن ينتصر المسلمون بهذا العدد القليل؛ بل إنه من العجب العجاب أنه لو زاد أعداد المسلمين انهزموا؛ كما حَدَث في حنين: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا} [التوبة: 25]. رابعًا: أن المسلمين لا يحتاجون إلى تحميس بحرق السفن؛ فقد جاؤوا إلى هذه الأماكن راغبين في الجهاد في سبيل الله، طالبين الموت في سبيل الله؛ فلا حاجة للقائد أن يحمس المسلمين بحرق السفن. خامسًا: ليس من المعقول أن قائدًا محنكًا مثل طارق بن زياد - رحمه الله - يحرق سفنه ويقطع خط الرجعة عليه، ماذا لو انهزم المسلمون في معركة من المعارك؟! يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الأنفال: 15، 16]؛ أي إنَّ هناك احتمالَ أنْ ينسحبَ المسلمون من ميدان المعركة؛ إمَّا تحيُّزًا إلى فئة وفئةُ المسلمين كانت في المغرب في الشمال الإفريقي، فكيف يقطع طارق بن زياد على نفسه طريق الانحياز إلى فئة المسلمين، أو يقطع على نفسه التحرف إلى قتال جديد والاستعداد إلى قتال جديد؟! فإن مسألة الحرق هذه فيها تجاوز شرعي كبير لا يُقدِم عليه رجلٌ في ورع وتقوى وعلم وجهاد طارق بن زياد - رحمه الله، وما كان علماء المسلمين وحكَّامهم ليسكتوا على هذا الفعل إن حدث. سادسًا: أن طارق بن زياد لا يملك كلَّ السفن؛ بل كانت مؤجَّرة من يوليان حاكم سبتة، وكان طارق بن زياد يعطيه أجره عن هذه السفن، وكان سوف يردُّها إليه عندما يرجع إلى ميناء سبتة؛ فليس من حق طارق بن زياد أن يحرق هذه السفن.وفى الختام جميعنا نعرف الخطبة التي وجها طارق الى جيشه عندما قال لهم البحر من خلفكم والعدو من أمامكم لكن كيف لطارق ان يخاطب جيشه بلغة عربية بليغة كهذه ومعظم جيشه من البربر, لكل هذه الأمور نقول إن قصة حرق السفن هي قصة مختلَقة أُشيعت لتهوِّن من فتح الأندلس
الاشبيلي- مشرف عام
- عدد المساهمات : 528
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
رد: طارق بن زياد وقصة حرق الاسطول
جزاكم الله عنا كل خير
عذب الكلام- مشرف
- عدد المساهمات : 6185
تاريخ التسجيل : 17/01/2011
العمر : 45
رد: طارق بن زياد وقصة حرق الاسطول
جزاك الله كل الخير
عادل لطفي- إدارة
- عدد المساهمات : 7724
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
رد: طارق بن زياد وقصة حرق الاسطول
مشكور اخي
جزاك الله كل الخير
جزاك الله كل الخير
الصحفي الصغير- عضو ذهبي
- عدد المساهمات : 1440
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
العمر : 25
رد: طارق بن زياد وقصة حرق الاسطول
تحت عنوان : طارق بن زياد وقضية حرق السفن
احببت إضافة رأي كاتب أخر
قال الشيخ المؤرخ / راغب السرجاني في الشريط الثاني من سلسلة "الأندلس من الفتح إلى السقوط":
قبل الانتقال إلى ما بعد موقعة وادي برباط ، كان لا بد لنا من وقفة أمام قضية اشتهرت وذاع صيتها كثيراً في التاريخ الإسلامي بصفة عامة والتاريخ الأوروبي بصفة خاصة ،..
وهي قضية حرق طارق بن زياد للسفن التي عَبَر بها إلى بلاد الأندلس قبل موقعة وادي برباط مباشرة.
فما حقيقة ما يقال من أن طارق بن زياد أحرق كل السفن التي عبر عليها حتى يُحمِّس الجيش على القتال؟؟
، وهل فعلا قال لهم: البحر من ورائكم والعدو من أمامكم فليس لكم نجاة إلا في السيوف ؟.
في حقيقة الأمر فإن هناك من المؤرخين من يؤكد صحة هذه الرواية، ومنهم من يؤكد بطلانها،.
والحق أن هذه الرواية من الروايات الباطلة التي أُدخلت إدخالاً على تاريخ المسلمين، وذلك للأسباب الآتية:
أولا: أن هذه الرواية ليس لها سند صحيح في التاريخ الإسلامي، فعِلم الرجال وعِلم الجرح والتعديل الذي تميز به المسلمون عن غيرهم يحيلنا إلى أن الرواية الصحيحة لا بد أن تكون عن طريق أناس موثوق فيهم، وهذه الرواية لم تَرِد أبداً في روايات المسلمين الموثوق في تأريخهم، وإنما أتت إلينا من خلال المصادر والروايات الأوروبية التي كتبت عن موقعة وادي برباط .
ثانيا: أنه لو حدث فعلاً إحراق لهذه السفن كان لا بد أن يحدث رد فعل من قِبَل موسى بن نصير أو الوليد بن عبد الملك استفساراً عن هذه الواقعة، فكان لا بد أن يكون هناك حوار بين موسى بن نصير وطارق بن زياد حول هذه القضية، ولا بد أن يكون هناك تعليق من الوليد بن عبد الملك،.
وأيضا لا بد أن يكون هناك تعليق من علماء المسلمين: هل يجوز هذا الفعل أم لا يجوز؟
وكل المصادر التاريخية التي أوردت هذه الرواية وغيرها لم تذكر على الإطلاق أي رد فعل من هذا القبيل؛ مما يُعطِي شكَّاً كبيراً في حدوث مثل هذا الإحراق.
ثالثا: أن المصادر الأوروبيّة قد أشاعت هذا الأمر؛ لأن الأوروبيين لم يستطيعوا تفسير كيف انتصر اثنا عشر ألفاً من المسلمين الرجّالة على مائة ألف فارس من القوط النصارى في بلادهم وعقر دارهم، وفي أرض عرفوها وألفوها؟!
ففي بحثهم عن تفسير مقنع لهذا الانتصار الغريب قالوا: إن طارقا قام بإحراق سفنه لكي يضع المسلمين أمام إحدى هاتين: الغرق في البحر من ورائهم، أو الهلاك المحدق من قبل النصارى من أمامهم، وكلا الأمرين موت محقق؛ ومن ثم فلم يكن هناك حلاً لهذه المعادلة الصعبة إلا بالاستماتة في القتال للهروب من الموت المحيط بهم، فكانت النتيجة الطبيعية الانتصار، أما إذا كانت الظروف طبيعية لكانوا قد ركبوا سفنهم وانسحبوا عائدين إلى بلادهم ... فهكذا فسّر الأوروبيين النصارى السر الأعظم في انتصار المسلمين في وادي برباط، وهم معذورون في ذلك؛ فهم لم يُجربوا ولم يفقهوا القاعدة الإسلامية المشهورة والمسجلة في كتابه سبحانه وتعالى والتي تقول:
[كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ] {البقرة:249}.
فالناظر في صفحات التاريخ الإسلامي يجد أن الأصل هو أن ينتصر المسلمون وهم قلة على أعدائهم الكثيرين، بل ومن العجيب أنه إذا زاد المسلمون على أعدائهم في العدد فربما تكون النتيجة هي الهزيمة للمسلمين، وذلك هو ما حدث يوم حنين [وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ] {التوبة:25} .
ومن هنا فقد حاول الأوروبيون عن جهل منهم وسوء طوية أن يضعوا هذا التفسير وتلك الحجة الواهية حتى يثبتوا أن النصارى لم يُهزموا في ظروف متكافئة، وأن المسلمين لم ينتصروا إلا لظروف خاصة جدا.
رابعا: متى كان المسلمون يحتاجون إلى مثل هذا الحماس التي تُحرّق فيه سفنهم ؟! وماذا كانوا يفعلون في مثل هذه المواقف- وهي كثيرة- والتي لم يكن هناك سفن ولا بحر أصلاً ؟! فالمسلمون إنما جاءوا إلى هذه البلاد راغبين في الجهاد طالبين الموت في سبيل الله؛ ومن ثم فلا حاجة لهم بقائد يحمسهم بحرق سفنهم وإن كان هذا يعد جائزا في حق غيرهم.
خامسا: ليس من المعقول أن قائدا محنكا مثل طارق بن زياد رحمه الله يقدم على إحراق سفنه وإحراق خط الرجعة عليه، فماذا لو انهزم المسلمون في هذه المعركة - وهو أمر وارد وطبيعي جداً - ألم يكن من الممكن أن تحدث الكَرَّة على المسلمين ؟. خاصة وهم يعلمون قوله تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ (15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ] {الأنفال:15،16}
فهناك إذن احتمال من أن ينسحب المسلمون من ميدان المعركة؛ وذلك إما متحرفين لقتال جديد، وإمّا تحيزاً إلى فئة المسلمين، وقد كانت فئة المسلمين في المغرب في الشمال الأفريقي، فكيف إذن يقطع طارق بن زياد على نفسه التحرف والاستعداد إلى قتال جديد، أو يقطع على نفسه طريق الانحياز إلى فئة المسلمين؟!
ومن هنا فإن مسألة حرق السفن هذه تعد تجاوزاً شرعياً كبيراً لا يقدم عليه من هو في ورع وعلم طارق بن زياد رحمه الله، وما كان علماء المسلمين وحكّامهم ليقفوا مكتوفي الأيدي حيال هذا الفعل إن كان قد حدث.
سادسا: وهو الأخير في الرد على هذه الرواية أن طارق بن زياد كان لا يملك كل السفن التي كانت تحت يديه ؛ فبعضها كان قد أعطاها له يوليان صاحب سبتة بأجرة ليعبر عليها ثم يعيدها إليه بعد ذلك فيعبر بها هو (يوليان) إلى إسبانيا كما وضحنا سابقا، ومن ثم فلم يكن من حق طارق بن زياد إحراق هذه السفن.
لكل هذه الأمور نقول: إن قصة حرق السفن هذه قصة مختلقة، وما أُشيعت إلا لتُهَوِّنَ من فتح الأندلس وإنتصار المسلمين بفئتهم القليلة على النصارى بفئتهم الكثيرة .
والله سبحانه أعلم .
المصدر /
موقع : قصة الإسلام
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
احببت إضافة رأي كاتب أخر
قال الشيخ المؤرخ / راغب السرجاني في الشريط الثاني من سلسلة "الأندلس من الفتح إلى السقوط":
قبل الانتقال إلى ما بعد موقعة وادي برباط ، كان لا بد لنا من وقفة أمام قضية اشتهرت وذاع صيتها كثيراً في التاريخ الإسلامي بصفة عامة والتاريخ الأوروبي بصفة خاصة ،..
وهي قضية حرق طارق بن زياد للسفن التي عَبَر بها إلى بلاد الأندلس قبل موقعة وادي برباط مباشرة.
فما حقيقة ما يقال من أن طارق بن زياد أحرق كل السفن التي عبر عليها حتى يُحمِّس الجيش على القتال؟؟
، وهل فعلا قال لهم: البحر من ورائكم والعدو من أمامكم فليس لكم نجاة إلا في السيوف ؟.
في حقيقة الأمر فإن هناك من المؤرخين من يؤكد صحة هذه الرواية، ومنهم من يؤكد بطلانها،.
والحق أن هذه الرواية من الروايات الباطلة التي أُدخلت إدخالاً على تاريخ المسلمين، وذلك للأسباب الآتية:
أولا: أن هذه الرواية ليس لها سند صحيح في التاريخ الإسلامي، فعِلم الرجال وعِلم الجرح والتعديل الذي تميز به المسلمون عن غيرهم يحيلنا إلى أن الرواية الصحيحة لا بد أن تكون عن طريق أناس موثوق فيهم، وهذه الرواية لم تَرِد أبداً في روايات المسلمين الموثوق في تأريخهم، وإنما أتت إلينا من خلال المصادر والروايات الأوروبية التي كتبت عن موقعة وادي برباط .
ثانيا: أنه لو حدث فعلاً إحراق لهذه السفن كان لا بد أن يحدث رد فعل من قِبَل موسى بن نصير أو الوليد بن عبد الملك استفساراً عن هذه الواقعة، فكان لا بد أن يكون هناك حوار بين موسى بن نصير وطارق بن زياد حول هذه القضية، ولا بد أن يكون هناك تعليق من الوليد بن عبد الملك،.
وأيضا لا بد أن يكون هناك تعليق من علماء المسلمين: هل يجوز هذا الفعل أم لا يجوز؟
وكل المصادر التاريخية التي أوردت هذه الرواية وغيرها لم تذكر على الإطلاق أي رد فعل من هذا القبيل؛ مما يُعطِي شكَّاً كبيراً في حدوث مثل هذا الإحراق.
ثالثا: أن المصادر الأوروبيّة قد أشاعت هذا الأمر؛ لأن الأوروبيين لم يستطيعوا تفسير كيف انتصر اثنا عشر ألفاً من المسلمين الرجّالة على مائة ألف فارس من القوط النصارى في بلادهم وعقر دارهم، وفي أرض عرفوها وألفوها؟!
ففي بحثهم عن تفسير مقنع لهذا الانتصار الغريب قالوا: إن طارقا قام بإحراق سفنه لكي يضع المسلمين أمام إحدى هاتين: الغرق في البحر من ورائهم، أو الهلاك المحدق من قبل النصارى من أمامهم، وكلا الأمرين موت محقق؛ ومن ثم فلم يكن هناك حلاً لهذه المعادلة الصعبة إلا بالاستماتة في القتال للهروب من الموت المحيط بهم، فكانت النتيجة الطبيعية الانتصار، أما إذا كانت الظروف طبيعية لكانوا قد ركبوا سفنهم وانسحبوا عائدين إلى بلادهم ... فهكذا فسّر الأوروبيين النصارى السر الأعظم في انتصار المسلمين في وادي برباط، وهم معذورون في ذلك؛ فهم لم يُجربوا ولم يفقهوا القاعدة الإسلامية المشهورة والمسجلة في كتابه سبحانه وتعالى والتي تقول:
[كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ] {البقرة:249}.
فالناظر في صفحات التاريخ الإسلامي يجد أن الأصل هو أن ينتصر المسلمون وهم قلة على أعدائهم الكثيرين، بل ومن العجيب أنه إذا زاد المسلمون على أعدائهم في العدد فربما تكون النتيجة هي الهزيمة للمسلمين، وذلك هو ما حدث يوم حنين [وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ] {التوبة:25} .
ومن هنا فقد حاول الأوروبيون عن جهل منهم وسوء طوية أن يضعوا هذا التفسير وتلك الحجة الواهية حتى يثبتوا أن النصارى لم يُهزموا في ظروف متكافئة، وأن المسلمين لم ينتصروا إلا لظروف خاصة جدا.
رابعا: متى كان المسلمون يحتاجون إلى مثل هذا الحماس التي تُحرّق فيه سفنهم ؟! وماذا كانوا يفعلون في مثل هذه المواقف- وهي كثيرة- والتي لم يكن هناك سفن ولا بحر أصلاً ؟! فالمسلمون إنما جاءوا إلى هذه البلاد راغبين في الجهاد طالبين الموت في سبيل الله؛ ومن ثم فلا حاجة لهم بقائد يحمسهم بحرق سفنهم وإن كان هذا يعد جائزا في حق غيرهم.
خامسا: ليس من المعقول أن قائدا محنكا مثل طارق بن زياد رحمه الله يقدم على إحراق سفنه وإحراق خط الرجعة عليه، فماذا لو انهزم المسلمون في هذه المعركة - وهو أمر وارد وطبيعي جداً - ألم يكن من الممكن أن تحدث الكَرَّة على المسلمين ؟. خاصة وهم يعلمون قوله تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ (15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ] {الأنفال:15،16}
فهناك إذن احتمال من أن ينسحب المسلمون من ميدان المعركة؛ وذلك إما متحرفين لقتال جديد، وإمّا تحيزاً إلى فئة المسلمين، وقد كانت فئة المسلمين في المغرب في الشمال الأفريقي، فكيف إذن يقطع طارق بن زياد على نفسه التحرف والاستعداد إلى قتال جديد، أو يقطع على نفسه طريق الانحياز إلى فئة المسلمين؟!
ومن هنا فإن مسألة حرق السفن هذه تعد تجاوزاً شرعياً كبيراً لا يقدم عليه من هو في ورع وعلم طارق بن زياد رحمه الله، وما كان علماء المسلمين وحكّامهم ليقفوا مكتوفي الأيدي حيال هذا الفعل إن كان قد حدث.
سادسا: وهو الأخير في الرد على هذه الرواية أن طارق بن زياد كان لا يملك كل السفن التي كانت تحت يديه ؛ فبعضها كان قد أعطاها له يوليان صاحب سبتة بأجرة ليعبر عليها ثم يعيدها إليه بعد ذلك فيعبر بها هو (يوليان) إلى إسبانيا كما وضحنا سابقا، ومن ثم فلم يكن من حق طارق بن زياد إحراق هذه السفن.
لكل هذه الأمور نقول: إن قصة حرق السفن هذه قصة مختلقة، وما أُشيعت إلا لتُهَوِّنَ من فتح الأندلس وإنتصار المسلمين بفئتهم القليلة على النصارى بفئتهم الكثيرة .
والله سبحانه أعلم .
المصدر /
موقع : قصة الإسلام
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ريانية العود- إدارة
- عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع : قلب قطر
مواضيع مماثلة
» خبر وقصة .....غريبة وحقيقية
» الأمريكي وقصة أسلامه .
» الأمريكي وقصة أسلامه .
» أفتقدك طارق
» وينك طارق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
» الأمريكي وقصة أسلامه .
» الأمريكي وقصة أسلامه .
» أفتقدك طارق
» وينك طارق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يونيو 20, 2024 12:29 pm من طرف azzouzekadi
» لحدود ( المقدرة شرعاً )
الثلاثاء يوليو 04, 2023 1:42 pm من طرف azzouzekadi
» يؤدي المصلون الوهرانيون الجمعة القادم صلاتهم في جامع عبد الحميد بن باديس
الأحد ديسمبر 15, 2019 10:06 pm من طرف azzouzekadi
» لا اله الا الله
الأحد يناير 28, 2018 7:51 pm من طرف azzouzekadi
» قصص للأطفال عن الثورة الجزائرية. بقلم داؤود محمد
الثلاثاء يناير 31, 2017 11:52 pm من طرف azzouzekadi
» عيدكم مبارك
الإثنين سبتمبر 12, 2016 11:14 pm من طرف azzouzekadi
» تويتر تساعد الجدد في اختياراتهم
السبت فبراير 06, 2016 3:47 pm من طرف azzouzekadi
» لاتغمض عينيك عند السجود
السبت يناير 30, 2016 10:52 pm من طرف azzouzekadi
» مباراة بين لاعبي ريال مدريد ضد 100 طفل صيني
الخميس يناير 14, 2016 11:18 pm من طرف azzouzekadi