المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
ريانية العود | ||||
عادل لطفي | ||||
عذب الكلام | ||||
zineb | ||||
azzouzekadi | ||||
بريق الكلمة | ||||
TARKANO | ||||
ليليان عبد الصمد | ||||
ام الفداء | ||||
السنديانة |
بحـث
.ft11 {FONT-SIZE: 12px; COLOR: #ff0000; FONT-FAMILY: Tahoma,Verdana, Arial, Helvetica; BACKGROUND-COLOR: #eeffff}
.IslamicData
{ font-family: Tahoma, Verdana, Arial, Helvetica, sans-serif;
font-size: 10pt; font-style: normal; line-height: normal; font-weight:
normal; font-variant: normal; color: #000000; text-decoration: none}
الساعة
عدد زوار المنتدى
((غيــــــــــوم ربيعية ))
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
((غيــــــــــوم ربيعية ))
السلام عليكم و رحمه الله تعالى و بركـــــــــــــــــاته
انتفض
عاصم مذهولاً عندما سمع أحدهم يقول أنت مرفوض يا عاصم من العمل , فرك عينيه , وهرش
رأسه , وشعر للحظات أنه في حلم مزعج لكنه يرى المدير أمامه يتقدم نحوه وبيده قلم
ًٌ يشير إ ليه كي يوقع على القرار .
أدرك
حينئذ أنه ليس حلماً فسأل المدير :
• لماذا
أنا مرفوض؟
• لأنك
كثير الشرود
• لكني ما
أهملت عملي يوماً , اسألوا زوجتي سمية إنها تتهمني دائماً بحب عملي أكثر منها
وتغار من ذلك .
استدار
المدير نحو مكتبه قائلاً:
لا تطٍل
الكلام وتضيع الوقت , عليك أن تنفذ القرار عاجلاً.
كانت
الشمس تشرع حقائب الرحيل الحمر نحو الغروب كعروس تشمر عن ساقيها لتغوص في بحر
الشفق كي لا يبتل ثوبها الذهبي , بينما كان عاصم يلوذ بوحدته في شرفته يتأمل
السماء وهي تشتعل بشفق الغروب , وكانت جمرات أفكاره تشعل فيه زوبعة الذهول.
أقبلت
سمية بهدوء تحمل له القهوة لتؤنس وحدته , تربت على كتفه بحنان , وهو لا يكاد
يغادره الذهول , وقد بدا على وجهه الأسمر غمام الضجر , وكأن العالم ضاق به ولم يعد يتسع لجسده النحيل وقال
بانكسار:
• هل
تعلمين أنهم يصادرون أفكاري ويعاقبونني بتهمة الشرود....؟ وكيف أنكر شرودي المدان
؟ آه يا سمية ... وهذا المرتب الذي لا يكاد يسد رمق جوع أو يشفي غليل عطش انقطع....
• لا تهلك
حزناً إن الله كفيل بالعباد.
جست
حرارة جبينه الملتهب .. كانت عيناه متسمرتين ينظر في الأرض مطرقاً رأسه , وكأنه
ينتظر شيئاً سيشق الأرض ليخرج منها , وبيديه يضغط على جبينه بينما تغادر الشمس
مملكة السماء ساحبة أطراف شعرها المتبقي في بحر الشفق ليمد الظلام أجنحته بهدوء
أبكم.
تهدُّ
سمية جدار الصمت قائلة:
• خذني إلى
السوق أريد أن أبتاع بعض الحوائج.
نظر
إليها مندهشاً , لكنها أومأت إليه بأنها تحمل نقوداً . فسألها مستنكراً :
• من أين
حصلت عليها ؟
• لقد بعت
سواري.
• منذ متى
تتصرفين دون إعلامي؟
كانت
دمعة لامعة تفضح اختلاجات روحه أمسكها وصرخ بصوت فيه ضجيج الانكسار:
• لست
راضياً عما فعلت يا سمية.
يختنق
الصوت في صدرها ودمع غزير يغسل وجنتيها وتقول:
• عليّ
مساعدتك , المدارس على الأبواب , والشتاء مهرولٌ والعيد مهلل ٌ ويغيب صوتها ...
شردت أفكاره
وعادت به الذاكرة إلى المديرية ,حيث الاستيقاظ باكراً كل يوم والمشي عبر الحديقة
العامة ذهاباً إلى المديرية , شوقه كبير لأوراق مكتبه , للنافذة التي تطل على ساحة (سعد الله الجابري) ويقول في
نفسه متحسراً: "لقد تركت هناك جزءاً من روحي وآمالي , لقد أرهقني الحنين
" . لكن سمية تفهم شروده وتعرض عليه الحل فتقول:
• عد إلى
القلم والكتابة يا عاصم ولا تستسلم للأمر , وارسم ومضات روحك على الورق كي تخمد
الزوابع التي تثور في أعماقك , اشرد كما تشاء فما أروع شرودك .
أشعلت
أفكاره أزهار دفلى وأقحوان وفاح ياسمين الذاكرة عطراً يدثر المكان , واشتعلت
المنضدة بالأوراق والأقلام , وعبقت الغرفة ببخار لطيف ينبعث من فنجان قهوة....
الفرحة تكاد ترقص على وجه سمية المستدير 0
اخترق
سكون المكان جرس الباب , تهرع سمية كي تفتح قبل أن يتكرر الطرق حرصاً منها على
أفكار عاصم المتزاحمة من التزعزع .
• من
الطارق ؟
• أريد
السيد عاصم حميد .
تفتح
الباب فينكشف وجه رجل نحيل , غائر الخدين , يحمل حقيبة سوداء , يلتقط منها ظرفاً
ورقياً....... ويكرر سؤاله:
• أين
السيد عاصم ؟
• إنه
مشغول في الكتابة .
• الأمر
مهم سيدتي. تشير للرجل بإيماءة "لحظة من فضلك " وتسرع إلى مكتب عاصم
تشير له :
• هناك من
يود التحدث إليك . فيومئ إليها بأن تتدبر الأمر. لكنه بدا مدهشاً عندما انتفض من
مقعده فرحاً ضاحكاً وكأنه عثر على ضالته وهو يقول:
• إن النهر
متجدد الماء دائماً لكن أسماكه ثابتة وصخوره صامدة لا تغادره أبداً أتعلمين لماذا؟
: لأنه موطنهم يا سمية , لم أعرف ذلك من قبل , الكل ثابت في قاع النهر والماء
متجدد دائماً .
كانت
الفرحة تحمل سمية على أجنحة بيض وتدمع عيناها فرحاً وتستدرك:
• هناك رجل
يود التحدث إليك .
يسرع
مستدركاً الأمر قائلاً :
• ماذا
تريد ؟
• هل أنت
عاصم حميد ؟
• أجل
• تفضل هذا
كتاب إليك من المديرية إنه اعتذار منك
• لماذا ؟
• لقد أخطأ
القرار وكان المقصود بالفصل من العمل هو الحارس عادل حميد .
• ماذا
تقول؟ ويضحك بصوت مجلجل يحدث نفسه مستنكراً :
لا فرق
بين مدير دائرة وبين حارس .
يزدهر
وجه سمية غبطة وهي تؤكد لزوجها بأنها كانت واثقة أنه كان في الأمر التباس وفي صباح
اليوم التالي ينهض عاصم من فراشه نشيطاً يتدثر بلباس أنيق ويحسن رباط عنقه بينما
تدور سمية حوله كالفراشة ترفرف فرحاً وتسأله :
• أإلى
المديرية ذاهب ياعاصم ؟
• إلى دار
النشر يا عزيزتي , يتابع عاصم حديثه بعد ابتسامة عريضة النهر ماؤه متجدد دائماً
لكن الصخور والأسماك لا تهجره ثابتة في القاع لأنه موطنها .
تربت
كتفه بحنان قائلة :
• أنت
الصخرة الثابتة ولكن قل لي قبل أن تمضي هل تحب عملك أكثر مني؟! .
مع فائق مودتي و احترامي
فــــــــــــــــــايزه الامــــــــــل
انتفض
عاصم مذهولاً عندما سمع أحدهم يقول أنت مرفوض يا عاصم من العمل , فرك عينيه , وهرش
رأسه , وشعر للحظات أنه في حلم مزعج لكنه يرى المدير أمامه يتقدم نحوه وبيده قلم
ًٌ يشير إ ليه كي يوقع على القرار .
أدرك
حينئذ أنه ليس حلماً فسأل المدير :
• لماذا
أنا مرفوض؟
• لأنك
كثير الشرود
• لكني ما
أهملت عملي يوماً , اسألوا زوجتي سمية إنها تتهمني دائماً بحب عملي أكثر منها
وتغار من ذلك .
استدار
المدير نحو مكتبه قائلاً:
لا تطٍل
الكلام وتضيع الوقت , عليك أن تنفذ القرار عاجلاً.
كانت
الشمس تشرع حقائب الرحيل الحمر نحو الغروب كعروس تشمر عن ساقيها لتغوص في بحر
الشفق كي لا يبتل ثوبها الذهبي , بينما كان عاصم يلوذ بوحدته في شرفته يتأمل
السماء وهي تشتعل بشفق الغروب , وكانت جمرات أفكاره تشعل فيه زوبعة الذهول.
أقبلت
سمية بهدوء تحمل له القهوة لتؤنس وحدته , تربت على كتفه بحنان , وهو لا يكاد
يغادره الذهول , وقد بدا على وجهه الأسمر غمام الضجر , وكأن العالم ضاق به ولم يعد يتسع لجسده النحيل وقال
بانكسار:
• هل
تعلمين أنهم يصادرون أفكاري ويعاقبونني بتهمة الشرود....؟ وكيف أنكر شرودي المدان
؟ آه يا سمية ... وهذا المرتب الذي لا يكاد يسد رمق جوع أو يشفي غليل عطش انقطع....
• لا تهلك
حزناً إن الله كفيل بالعباد.
جست
حرارة جبينه الملتهب .. كانت عيناه متسمرتين ينظر في الأرض مطرقاً رأسه , وكأنه
ينتظر شيئاً سيشق الأرض ليخرج منها , وبيديه يضغط على جبينه بينما تغادر الشمس
مملكة السماء ساحبة أطراف شعرها المتبقي في بحر الشفق ليمد الظلام أجنحته بهدوء
أبكم.
تهدُّ
سمية جدار الصمت قائلة:
• خذني إلى
السوق أريد أن أبتاع بعض الحوائج.
نظر
إليها مندهشاً , لكنها أومأت إليه بأنها تحمل نقوداً . فسألها مستنكراً :
• من أين
حصلت عليها ؟
• لقد بعت
سواري.
• منذ متى
تتصرفين دون إعلامي؟
كانت
دمعة لامعة تفضح اختلاجات روحه أمسكها وصرخ بصوت فيه ضجيج الانكسار:
• لست
راضياً عما فعلت يا سمية.
يختنق
الصوت في صدرها ودمع غزير يغسل وجنتيها وتقول:
• عليّ
مساعدتك , المدارس على الأبواب , والشتاء مهرولٌ والعيد مهلل ٌ ويغيب صوتها ...
شردت أفكاره
وعادت به الذاكرة إلى المديرية ,حيث الاستيقاظ باكراً كل يوم والمشي عبر الحديقة
العامة ذهاباً إلى المديرية , شوقه كبير لأوراق مكتبه , للنافذة التي تطل على ساحة (سعد الله الجابري) ويقول في
نفسه متحسراً: "لقد تركت هناك جزءاً من روحي وآمالي , لقد أرهقني الحنين
" . لكن سمية تفهم شروده وتعرض عليه الحل فتقول:
• عد إلى
القلم والكتابة يا عاصم ولا تستسلم للأمر , وارسم ومضات روحك على الورق كي تخمد
الزوابع التي تثور في أعماقك , اشرد كما تشاء فما أروع شرودك .
أشعلت
أفكاره أزهار دفلى وأقحوان وفاح ياسمين الذاكرة عطراً يدثر المكان , واشتعلت
المنضدة بالأوراق والأقلام , وعبقت الغرفة ببخار لطيف ينبعث من فنجان قهوة....
الفرحة تكاد ترقص على وجه سمية المستدير 0
اخترق
سكون المكان جرس الباب , تهرع سمية كي تفتح قبل أن يتكرر الطرق حرصاً منها على
أفكار عاصم المتزاحمة من التزعزع .
• من
الطارق ؟
• أريد
السيد عاصم حميد .
تفتح
الباب فينكشف وجه رجل نحيل , غائر الخدين , يحمل حقيبة سوداء , يلتقط منها ظرفاً
ورقياً....... ويكرر سؤاله:
• أين
السيد عاصم ؟
• إنه
مشغول في الكتابة .
• الأمر
مهم سيدتي. تشير للرجل بإيماءة "لحظة من فضلك " وتسرع إلى مكتب عاصم
تشير له :
• هناك من
يود التحدث إليك . فيومئ إليها بأن تتدبر الأمر. لكنه بدا مدهشاً عندما انتفض من
مقعده فرحاً ضاحكاً وكأنه عثر على ضالته وهو يقول:
• إن النهر
متجدد الماء دائماً لكن أسماكه ثابتة وصخوره صامدة لا تغادره أبداً أتعلمين لماذا؟
: لأنه موطنهم يا سمية , لم أعرف ذلك من قبل , الكل ثابت في قاع النهر والماء
متجدد دائماً .
كانت
الفرحة تحمل سمية على أجنحة بيض وتدمع عيناها فرحاً وتستدرك:
• هناك رجل
يود التحدث إليك .
يسرع
مستدركاً الأمر قائلاً :
• ماذا
تريد ؟
• هل أنت
عاصم حميد ؟
• أجل
• تفضل هذا
كتاب إليك من المديرية إنه اعتذار منك
• لماذا ؟
• لقد أخطأ
القرار وكان المقصود بالفصل من العمل هو الحارس عادل حميد .
• ماذا
تقول؟ ويضحك بصوت مجلجل يحدث نفسه مستنكراً :
لا فرق
بين مدير دائرة وبين حارس .
يزدهر
وجه سمية غبطة وهي تؤكد لزوجها بأنها كانت واثقة أنه كان في الأمر التباس وفي صباح
اليوم التالي ينهض عاصم من فراشه نشيطاً يتدثر بلباس أنيق ويحسن رباط عنقه بينما
تدور سمية حوله كالفراشة ترفرف فرحاً وتسأله :
• أإلى
المديرية ذاهب ياعاصم ؟
• إلى دار
النشر يا عزيزتي , يتابع عاصم حديثه بعد ابتسامة عريضة النهر ماؤه متجدد دائماً
لكن الصخور والأسماك لا تهجره ثابتة في القاع لأنه موطنها .
تربت
كتفه بحنان قائلة :
• أنت
الصخرة الثابتة ولكن قل لي قبل أن تمضي هل تحب عملك أكثر مني؟! .
مع فائق مودتي و احترامي
فــــــــــــــــــايزه الامــــــــــل
فايزه الامل- عضو فعال
- عدد المساهمات : 87
تاريخ التسجيل : 14/03/2011
رد: ((غيــــــــــوم ربيعية ))
أكتر من رائع
أحسنت فايزه
أحسنت فايزه
zineb- كبار الشخصيات
- عدد المساهمات : 4371
تاريخ التسجيل : 18/01/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يونيو 20, 2024 12:29 pm من طرف azzouzekadi
» لحدود ( المقدرة شرعاً )
الثلاثاء يوليو 04, 2023 1:42 pm من طرف azzouzekadi
» يؤدي المصلون الوهرانيون الجمعة القادم صلاتهم في جامع عبد الحميد بن باديس
الأحد ديسمبر 15, 2019 10:06 pm من طرف azzouzekadi
» لا اله الا الله
الأحد يناير 28, 2018 7:51 pm من طرف azzouzekadi
» قصص للأطفال عن الثورة الجزائرية. بقلم داؤود محمد
الثلاثاء يناير 31, 2017 11:52 pm من طرف azzouzekadi
» عيدكم مبارك
الإثنين سبتمبر 12, 2016 11:14 pm من طرف azzouzekadi
» تويتر تساعد الجدد في اختياراتهم
السبت فبراير 06, 2016 3:47 pm من طرف azzouzekadi
» لاتغمض عينيك عند السجود
السبت يناير 30, 2016 10:52 pm من طرف azzouzekadi
» مباراة بين لاعبي ريال مدريد ضد 100 طفل صيني
الخميس يناير 14, 2016 11:18 pm من طرف azzouzekadi