بريق الكلمة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أهلا بك من جديد يا زائر آخر زيارة لك كانت في الخميس يناير 01, 1970
آخر عضو مسجل Ehab فمرحبا به
حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) .... - صفحة 2 Pl6sppqunumg
ادخل هنا
المواضيع الأخيرة
» عند الدخول والخروج من المنتدى
حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) .... - صفحة 2 Emptyالثلاثاء فبراير 20, 2024 11:24 pm من طرف azzouzekadi

» لحدود ( المقدرة شرعاً )
حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) .... - صفحة 2 Emptyالثلاثاء يوليو 04, 2023 1:42 pm من طرف azzouzekadi

» يؤدي المصلون الوهرانيون الجمعة القادم صلاتهم في جامع عبد الحميد بن باديس
حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) .... - صفحة 2 Emptyالأحد ديسمبر 15, 2019 10:06 pm من طرف azzouzekadi

» لا اله الا الله
حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) .... - صفحة 2 Emptyالأحد يناير 28, 2018 7:51 pm من طرف azzouzekadi

» قصص للأطفال عن الثورة الجزائرية. بقلم داؤود محمد
حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) .... - صفحة 2 Emptyالثلاثاء يناير 31, 2017 11:52 pm من طرف azzouzekadi

» عيدكم مبارك
حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) .... - صفحة 2 Emptyالإثنين سبتمبر 12, 2016 11:14 pm من طرف azzouzekadi

» تويتر تساعد الجدد في اختياراتهم
حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) .... - صفحة 2 Emptyالسبت فبراير 06, 2016 3:47 pm من طرف azzouzekadi

» لاتغمض عينيك عند السجود
حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) .... - صفحة 2 Emptyالسبت يناير 30, 2016 10:52 pm من طرف azzouzekadi

» مباراة بين لاعبي ريال مدريد ضد 100 طفل صيني
حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) .... - صفحة 2 Emptyالخميس يناير 14, 2016 11:18 pm من طرف azzouzekadi

بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) .... - صفحة 2 56303210
جرائد وطنية
أهم الصحف الوطنية
 
 
 
أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:
الساعة
Place holder for NS4 only
عدد زوار المنتدى

 


أكثر من 20.000  وثيقة
آلاف الكتب في جميع المجالات
أحدث الدراسات
و أروع البرامج المنتقاة


حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) .... - صفحة 2 Image


حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) ....

صفحة 2 من اصل 3 الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية

اذهب الى الأسفل

حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) .... - صفحة 2 Empty رد: حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) ....

مُساهمة من طرف ريانية العود الأربعاء أبريل 27, 2011 12:21 am

مدت يدها هي الأخرى وصافحتني لتقول: بالتأكيد انت زميل لي قبل كل شيء..
قلت مبتسما: هل اعتبر حديثك هذا معاهدة صلح بيننا؟..
كانت اجابتها لي هي ابتسامة ..ولكنها كانت تكفيني واكثر..ثم قلت متسائلا: وهل استطيع ان اطلب منك شيئا ما دام هذا لقاءنا الأخير؟..
ترددت قليلا ومن ثم قالت: ان كنت استطيع تلبية طلبك هذا..فلن اتأخر..
قلت وانا اتطلع لها: لقد سمعت انك تتمنين ركوب الخيل..اهذا صحيح؟..
رفعت حاجبيها باستغراب وقالت وهي تومئ برأسها: بلى..
- هل تسمحين لي اذا ان اعلمك ركوبه؟..
- وهل ركبت خيلا من قبل؟..
- لقد اشتركت لفترة في قسم الفروسية في النادي ولكني تركته بعدها بفترة..
- ولم؟..
استغربت سؤالها لي وقتها ..لا بل استغربت من محادثتنا معا ..لقد توقعت ان تصرخ في وجهي ..ان ترفض الاستماع لي منذ ان جئت للحديث لها..ولكن يبدوا انني كنت مخطأً ..مايا انسانة مرهفة المشاعر والاحاسيس ولهذا لم ترفض الاستماع الى شخص طلب الحديث اليها...
قلت مجيبا على سؤالها: بسبب ضغط الدراسة والامتحانات التي واجهتني في بداية دراستي بالجامعة..
واردفت في سرعة: والآن مارأيك؟..هل توافقين؟..
اطرقت برأسها يصمت ومن ثم قالت: ليس الآن..ربما في يوم آخر او وقت افضل من هذا..
قلت بابتسامة: أأعتبر هذا وعداً منك على تلبية طلبي يوما؟..
قالت بابتسامة باهتة: يمكنك ان تعتبره كذلك..
قلت وانا ادير ظهري لها: اذا اودعك الآن..على امل ان القاك مستقبلا..وان تفي بوعدك هذا يوما..
وسرت مبتعدا عن مايا..الفتاة التي تمكنت من امتلاك مشاعري قي يوم ..وبات لقاءنا حلم اتلهف لاجله في كل دقيقة وكل ثانية...
صمت طارق بغتة..وتوقف عن السرد..فقالت وعد بدهشة: لماذا توقفت؟..هل هذه هي نهاية الحكاية؟..
هز طارق رأسه نفيا وقال: لا لم تحن النهاية بعد..
- اذا لم توقفت عن السرد؟..
قال طارق بابتسامة باهتة: لقد طلبت نصف ساعة لأحكي لك تتمة الحكاية..وقد مضت الى الآن ساعة كاملة تقريبا..
قالت وعد بدهشة: أحقا؟..لم انتبه..المعذرة ان كنت قد اضعت وقتك..
قال طارق بهدوء: لا عليك..
وعاد لمواصلة كتابته للموضوع..ووعد تتطلع اليه دون ان ينتبه لنظراتها..كانت نظراتها له في هذه المرة تختلف..تختلف عن كل مرة..لم تكن نظرة اعجاب او فضول او اهتمام ..لقد كانت نظرة فتاة لفارس احلامها..
*********
ربما كان السبب الذي حرم هشام من لذة النوم هو تفكيره المتواصل بوعد..او ربما لقاء ما قالته تجاهه وعن علاقتها به..وانها لا تعتبره الا مجرد أخ..او ربما تفكيره المتواصل بكيفية جعل وعد تبادله المشاعر..المهم الآن..ان عيناه لم تذوقا طعم النوم ابدا..
تطلع الى ساعته التي تشير الى العاشرة صباحا ..لم يذهب الى العمل اليوم..اتصل لأخذ اجازة من العمل..ثم يوما واحدا لن يضر أحد..ولكن ما الذي عليه فعله لجعل وعد تبادله المشاعر هل يعترف لها بما يجول في صدره..هل يخبرها بحبه الكبير لها؟..هل....؟؟؟
افكار كثيرة وتساؤلات اكثر جالت بذهنه..وهو يحاول الوصول الى طريقة او وسيلة توصله الى قلب وعد..وتحرك مشاعرها تجاهه..لكن كيف؟..هل المشاعر تتحرك لشخص ما حسبما نريد نحن ام حسبما يريد هو؟..تنهد بحرارة والتقط هاتفه المحمول..عليه ان يتحدث الى وعد ..يتناقش معها على الاقل ..يفهم منها لم تعتبره مجرد اخ لا اكثر على الرغم من كل ما يفعله لاجلها..الا تشعر به؟..
ضغط رقم هاتفها في سرعة واستمع الى الرنين المتواصل ..وعقد حاجبيه..لا جواب..أتتعمد عدم الاجابة عليه ام ماذا؟..حسنا اذا كما تفعل معه سيفعل..انها تتجاهله ..لهذا سيتجاهلها هو ايضا..ولم يلبث ان رمى الهاتف على فراشه بعصبية..
لم تمض دقائق حتى انطلق هاتفه بالرنين ..تطلع الى الرقم..انها وعد..لن اهتم ولن اجيبها..ولتتصل الى الغد حتى..وتوقف الهاتف عن الرنين بغتة كما انطلق..وهنا شعر بالندم..انها لن تخسر شيئا او تهتم اذا لم يجب على اتصالها..ولكن هو من سيخسر في النهاية..انه من....
عاد الهاتف الى رنينه من جديد..فلم يكذب هشام خبرا واسرع في الاجابة قائلا: اهلا وعد..

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) .... - صفحة 2 Empty رد: حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) ....

مُساهمة من طرف ريانية العود الأربعاء أبريل 27, 2011 12:22 am

قالت وعد باستغراب: هشام..ماذا هناك لقد اتصلت بك قبل لحظة ولم تجب؟..
قال هشام بهدوء: لا شيء..
قالت مبتسمة بمرح: لا تقل انك كنت تريد اعادة الكرّه لي..فعندما لم اجب عليك..لم تجب انت كذلك..
ابتسم هشام لا اراديا وقال : من الجيد ان لديك بعض الذكاء الذي يُمكنك من فهم الامور على شكلها الصحيح..
- مضحك جدا لو لم اكن املك ذكاءا فائقا لما كنت اجلس الآن على مكتبي..والآن ماذا تريد؟..
قال هشام بسخرية: سيارة آخر طراز..
اتسعت ابتسامة وعد وقالت: لا تكن سخيفا..أخبرني ماذا تريد هيا؟..
قال باستنكار مصطنع: اتستخسرين شراء مجرد سيارة لي..يا للبخل..
قالت وعد بسخرية مماثلة: سأذهب واشتريها لك..ولكن امنحني ثمنها اولا..
قال مبتسما: على العموم لا احتاج لصدقاتك..اخبريني يا وعد هل لديك ارتباطات لهذا اليوم؟..
قالت وعد ساخرة: بلى.. لدي مؤتمر علي الذهاب له..وندوة صحفية وحفل زفاف وحفل عيد ميلاد وكذلك سأزور احدى الشركات وأحد المطاعم و....
قاطعها هشام بسخرية: والمقبرة الن تذهبي لزيارتها هي ايضا؟..من المؤسف ان لا تزوريها..
قالت وعد باستخفاف: كلا لن اقوم بزيارتها لان زيارتها تناسبك انت اكثر..
قال هشام بغتة بجدية: افكر في دعوتك على الغداء ما رأيك؟..
قالت وعد وهي تفكر: لا بأس..تعال الى الصحيفة الساعة الثانية والنصف تقريبا..
قال هشام بسعادة: حسنا سأكون هناك قبل الثانية والنصف.. اراك بخير وا...
قاطعته وعد قائلة : واهتمي بنفسك..لقد حفظتها اقسم على ذلك..
- حسنا اذا كم مرة قلتها هذا الاسبوع؟..
ضحكت وعد وقالت: اظن انها مائة مرة..ماهي جائزتي؟..
- لا شيء فاجابتك خاطئة..
قالت مبتسمة: افضل..والآن الى اللقاء..وسأهتم بنفسي لا تقلق..
- الى اللقاء يا وعد..
قالها هشام واغلق الهاتف..التقط نفسا عميقا قبل ان يتوجه الى احد ادراجه ليفتحه ويتتطلع الى تلك العلبة المتوسطة الحجم التي بداخله ويقول بابتسامة حالمة: يا ترى هل ستكون هديتي لك هي الهدية المميزة في حفل عيد ميلادك يا وعد؟..
**********
لم يتمنى عماد ان ينتهي وقت العمل سريعا في حياته..قدر ما تمناه ذلك اليوم..كان يتمنى أن ينتهي دوام العمل حتى يرى ليلى..حتى وان كان سيراها من بعيد فحسب..لهذا ما ان اعلنت عقارب الساعة الثانية ظهرا تماما تقريبا..حتى اسرع بوضع الاوراق المهمة في حقيبته..قبل ان يغادر المكتب في سرعة..
استقل المصعد الذي في نهاية الممر وضغط على زر الطابق الارضي..وانتظر في لهفة وصوله..وتوقف المصعد عند الطابق الثاني حتى يصعد موظفوا هذا الطابق ليغادروا بدورهم ..ومن بينهم كانت هي..ليلى..
ارتسمت ابتسامة على شفتي عماد..يبدوا ان القدر لا يزال مصرا على ان يكونا سويا..وانتبهت ليلى الى نظرات عماد التي تراقبها..فالتفتت له بحيرة..وهنا شاهدت ابتسامته وهو يتطلع لها بنظرات اعجاب واهتمام غريبين..فقالت بهمس: هل هناك شيء يا سيد عماد؟..
قال عماد وهو يهز كتفيه: لا ابدا..
صمتت وهي مستغربة من نظراته..يا ترى هل سيفكر مدير الشركة في مجرد موظفة..ولم لا؟..انه يعرفها قبل ان يعلم من تكون..وهي تعرفه كذلك قبل ان تعلم من يكون ..وما هي وظيفته..
ظلت صامتة حتى وصل المصعد الى الطابق الارضي وغادره الجميع الى الاستقبال ومن ثم الى المواقف الخاصة بالشركة ..ولم يجد عماد فرصة افضل من هذه حتى يتحدث فيها الى ليلى..لهذا تبعها بخطوات سريعة بعض الشيء وهو يقول: آنسة ليلى..
التفتت له ليلى بتساؤل..فقال وهو يبتسم: أتمنى ان تكون الوظيفة قد حازت على رضاك واعجابك..

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) .... - صفحة 2 Empty رد: حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) ....

مُساهمة من طرف ريانية العود الأربعاء أبريل 27, 2011 12:22 am

قالت ليلى وهي تومئ برأسها: بكل تأكيد..
قال عماد بهدوء: سعيد لسماع هذا..
واردف ببعض التردد: آنسة ليلى..هل استطيع دعوتك على كأس من العصير؟..ارغب في الحديث اليك بخصوص أمر هام بعض الشيء..
تطلعت اليه ليلى باستغراب قبل ان تقول بدهشة: تدعوني انا؟..
قال عماد وهو يتنهد: ان كان هذا يزعجك فليس هناك أي داع للامر من الاساس..
قالت ليلى وهي تزيح بعض من خصلات شعرها خلف اذنها بتوتر: ابدا ولكن...لكني لم اظن ان مدير في شركة سيدعو مجرد موظفة لديه في...
قاطعها عماد قائلا باستنكار: أي قول تقولينه يا آنسة ليلى..هل اصبحت المناصب هي التي تحرك البشر الآن؟..هل أصبح من الواجب على الامير الا يعرف سوى الامراء كما كان يحدث في الماضي؟..لقد تطور العالم بأكمله..وحتى لو لم يتطور تفكير البشر بعد..فإن العواطف والاحاسيس ليس لها أي دخل بالمناصب او المال..المشاعر هي تحرك البشر وتوفق بين الناس..وليس المال والنفوذ والسلطة...
تطلعت اليه ليلى بدهشة كبيرة..كلماته الرائعة استطاعت ان تبعث الارتياح في نفسها..لديه منطق رائع بالحديث..هذا بالاضافة الى انه كان يتحدث عن المشاعر والاحاسيس.. ترى ايعنيها هي؟..هل تحركت مشاعره تجاهها كما تحركت مشاعرها تجاهه؟..
ازدردت لعابها في توتر قبل ان تقول: معك في كل ما قلته يا سيد عماد..
قال مبتسما: لم تخبريني بعد..هل توافقين على دعوتي لك؟..
قالت وهي ترفع رأسها له وتبتسم: بكل سرور..
اتسعت ابتسامة عماد وقال وقد انفرجت اساريره : اشكرك كثيرا يا آنسة ليلى..وارجو ان لا يكون ذلك قد ازعجك..
اسرعت تقول: ابدا..ولكن اي مطعم هو؟..
قال عماد بتفكير:مطعم العاصمة..
قالت وهي تومئ برأسها: حسنا سأكون هناك..عن اذنك..
قالتها واسرعت باتجاه سيارتها لتصعدها وتنطلق بها الى حيث المطعم..وتوجه عماد الى سيارته بدوره ليركبها وينطلق بها..وهو يشعر بالرضا والارتياح لأنه قد قام بالخطوة الاولى تجاه علاقته بليلى اخيرا....
**********
نهضت وعد من خلف مكتبها مع رنين هاتفها الذي انطلق معلنا ان هشام قد وصل..وهو ينتظرها بالاسفل..وقالت في سرعة وهي تدخل حاجياتها في ادراج المكتب: اراكم غدا..الى اللقاء..
واسرعت بمغادرة القسم..وطارق يتابعها بناظريه..وبغتة قاطعه من شروده صوت أحمد وهو يقول: لم تخبرني ..ما الذي بينك وبين الآنسة وعد؟..
قال طارق متعمدا البرود في حديثه: زمالة عمل..
مال نحوه أحمد وقال وهو يبتسم: أعلم انها زمالة عمل..لست أحمقا..ولكني اقصد ما هو أكثر من ذلك..
قال طارق وهو يهز كتفيه: لا شيء أكثر من ذلك..
قال احمد وهو يرفع حاجبيه: أتحاول الكذب علي..لقد شوهدت يا صديقي العزيز طارق معها بالكافتيريا..
قال طارق بسخرية: صحيح..وبعد؟..
- لا شيء..
قال طارق بلامبالاة: اذا اصمت ولنغادر نحن ايضا..
قال أحمد وهو يفكر: لا تحاول اخفاء الامر عني..أعلم انك تحمل لوعد مشاعر ما..
قال طارق ببرود: بلى..مشاعر الزمالة..
- وهل توجد مشاعر بالعالم تسمى مشاعر الزمالة؟..انت معجب بها ومهتم لأمرها..اليس كذلك؟..
- لا ليس كذلك..
قال أحمد وهو يجذب له مقعدا ويجلس عليه في مواجهة طارق: اذا ماذا تسمي متابعتك لها بنظراتك دائما..وماذا تسمي جلوسك معها بالكافتيريا بالأمس..
قال طارق بضجر: لا اظن ان الحديث مع أحدى الزميلات قد بات جريمة هذه الايام..
مال نحوه أحمد وقال وهو يغمز له بعينه: اعترف وارح نفسك..
- لا يوجد ما اعترف به..
قال أحمد وهو ينهض من على المقعد: حسنا يا طارق..كما تشاء..ولكن صدقني سأثبت لك يوما انك مهتم جدا بهذه الفتاة..
ابتسم طارق ابتسامة باهتة وقال: سأنتظر هذا اليوم الذي لن يأتي ابدا..
قال أحمد بابتسامة: سنرى..
وتوجه أحمد الى حيث مكتبه...حتى يجمع حاجياته ويغادر هو الآخر..بينما شرد طارق قليلا ليفكر في كلمات أحمد..وفي المشاعر الغريبة التي باتت مسيطرة عليه تجاه وعد..ترى هل تحقق المثل القائل " الحب لا يأتي الا بعد عداوة".. ترى اهذا صحيح؟..هل مشاعره تجاه وعد تصل الى درجة الحب؟..لا يظن..وتحدث الى نفسه قائلا ببعض السخرية: ( لا تظن..أم انك..لا تريد ان تعترف..ان هذه الفتاة استطاعت ان تحرك مشاعرك تجاهها دون ان تشعر بذلك)..
***********

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) .... - صفحة 2 Empty رد: حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) ....

مُساهمة من طرف ريانية العود الأربعاء أبريل 27, 2011 12:23 am

ابتسمت وعد وهي تصعد سيارة هشام وتقو ل يلهجة آمرة مصطنعة: هيا تحرك..
قال بسخرية: كنت سأفعل لولا ان تحدثت..
قالت وعد وهي تلتفت له بغضب مصطنع: أتعني ان اوامري غير مستجابة..سوف اقوم بطردك ايها السائق المتمرد..
قال هشام بسخرية أكبر: أي وظيفة افضل من ان اعمل عند فتاة حمقاء مثلك..
قالت وعد بابتسامة: لم يطلب احد منك ان تدعو فتاة حمقاء على الغداء..
انطلق هشام بالسيارة لحظتها وقال مبتسما: في الحقيقة الامر لم يكن بيدي..هناك امر هام علي قوله لك..ولهذا اضطررت لدعوتك..
قالت وعد وهي تتطلع من نافذة السيارة: يمكنك ان تتراجع عن قرارك ان اردت..
قال هشام متحدثا الى نفسه وهو يختلس النظرات اليها: (أمجنون انا لاتراجع عن قرار كهذا؟..أمجنون لأتخلى عن أي لحظة تجمعنا سويا؟..سأجن فعلا يا وعد لو انك لم تكوني لي أنا..أنا مجنون بك يا وعد..أحبك أنت..الا تفهمين؟)..
تمنى هشام لو يستطيع ان ينطق بكلمة مما جال بذهنه..لكنه لم يفعل..خشى من صد وعد له..او ان تحطم آماله التي عاش عليها طويلا..أيهما الافضل ان تعيش على امل سعيد واه..أم تعيش في واقع مرير؟..
وأيقظته وعد من شروده وهي تقول: هشام..توقف هنا..
قال هشام بحيرة: ولم؟..
قالت وعد باصرار: قلت توقف هنا..
توقف هشام كماطلبت منه وعد..فقال متسائلا: ها قد توقفت..والآن ما الأمر؟..
قالت وعد مبتسمة: اهبط من السيارة..
قال هشام بسخرية: هل هذه أعمال احدى العصابات؟..
- لا ..لا تقلق..هيا اهبط..
هبط هشام وهو في حيرة من أمره..فلم يكن بجوارهما سوى حديقة عامة..وبعض المحال البسيطة..مما جعله يقول: اترغبين بشراء شيء من هنا؟..
قالت وعد وهي تهز رأسها نفيا: بل أرغب في السير قليلا في هذه الحديقة..هل تمانع؟..
هز هشام كتفيه وقال: ابدا..
أمسكت وعد بكف هشام وجذبته معها لتقول بابتسامة: اذا هيا..
ارتفع حاجبا هشام للحظة ولكنه عاد ليخفضهما وهو يبتسم بسرور..وسارا في تلك الحديقة لبضع دقائق وهما ملتزمين الصمت..كلاهما شارد ويفكر في أمر مختلف..فمن جهة كانت وعد تفكر في طريقة لتفهم هشام الأمر دون ان تجرح مشاعره او تحزنه..ومن جهة أخرى كان هشام يفكر في طريقة لجذب مشاعر وعد تجاهه..وأخيرا قطعت وعد الصمت وقالت: أتذكر يا هشام عندما كنا صغارا كنت اناديك أحيانا بكلمة أخي..كنت أظنك أحيانا شقيقي فعلا..
تطلع هشام اليها..لم تقول مثل هذا؟..هل تتعمد ان تنبه ان علاقتهما لا تتعدى كونها الأخوة..لا وألف لا..وقال : بلى أذكر..وأحيانا كنت أغضب و أخبرك بأنني لست شقيقك ...ولكنك تصرين على ذلك..وتقولين انني احاول الكذب عليك فقط و انني شقيقك وانت شقيقتي..
تنهدت وعد..وهي تبطء من خطواتها قليلا..لقد تعمدت فتح هذا الموضوع بالذات..وقد تعمدت ان تنبهه بأنها لم تعتبره في صغرها الا شقيقا..ولازالت تعتبره كذلك..لا تريده ان يحيا في أوهام لا حقيقة لها..عليه أن ينساها..ويبحث عن فتاة تحبه بحق..
قال هشام بغتة بجدية: وعد هل يمكنني ان اتحدث اليك بكل صراحة؟..
أدركت وعد ما سيقوله لذا قالت محاولة اضفاء بعض المرح: لا..لا يمكنك..
قال هشام وهو يمسك بمعصمها ويوقفها عن مواصلة سيرها: وعد..هناك أمر هام عليك أن تعلميه..
توترت وعد..وازدردت لعابها بصعوبة..لا تريد ان تجرح هشام بكلماتها..وفي الوقت ذاته لا تريده أن يحيا على آمال زائفة..فما الذي تستطيع ان تفعله؟..
وتطلع هشام الى عينيهاالعسليتين بعمق..نظرة اربكتها ..وجعلتها تشيح بعينها بعيدا.. ومن ثم قال بحنان: أتعلمين سبب عصبيتي معك أحيانا..وخاصة عندما تفكرين بالخروج الى مكان ما..أو حين تجالسين عماد؟..
قالت وعد بمرح مصطنع: ربما لأنك تكره عماد..
قال هشام وهو يهز رأسه نفيا: لا..بل لسبب مختلف..
اصطتعت وعد التفكير وهي تضيع سبابتها اسفل ذقنها ومن ثم قالت: ربما لأنك تحب التشاجر معي واستفزازي..
ابتسم هشام ابتسامة خافتة وحانية..ومن ثم انزل كفها عن ذقنها ليقول: وليس لهذا السبب ايضا..
تضاعف توتر وعد اضعافا..هاهو هشام سيخبرها بما يكنه لها من مشاعر وهي لا تستطيع سوى ان تقف كالتمثال أمامه ..لا تستطيع ان تنطق ببنت شفة أو تتهرب مما سيقوله..فلو تهربت اليوم فلن تستطيع ذلك غدا..ثم انه كلما كانت معرفته بالحقيقة في وقت اسرع كلما كان ذلك أفضل..
ووجدت هشام يمسك بذقنها ليرفع رأسها له..ويجبرها على النظر اليه ويقول بنظرات مملوءة بالحب: بل لأني أحبك أنت يا وعد..أحبك..
سرت رعشة في جسد وعد وهي تسمع كلمات هشام لها ..كانت رعشة خوف مما قاله..ومن مشاعره الصادقة تجاهها ..ترى هل ستستطيع قتل حلمه لتحيا هي..أم تنسى أحلامها لتسعد شخصا يحبها بكل صدق واخلاص..لا تعلم..لا تعلم..رأسها يوشك على الانفجار وهي تلمح نظرات الحب والحنان التي يغمرها بها هشام وهو ينتظر سماع رد منها..اي رد...
**********

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) .... - صفحة 2 Empty رد: حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) ....

مُساهمة من طرف ريانية العود الأربعاء أبريل 27, 2011 12:24 am

*الجزء الخامس عشر*
(ماذا أفعل؟)



كان هذا اصعب موقف تمر به وعد في حياتها..أصعب امتحان لها..ونطقها للكلمات التالية ستحدد مصيرها ولن يكون لها رجعة..اما احلامها هي او احلام هشام..أحست بشلل تفكيرها لا يمكنها ان تتحدث وهي ترى نظرات الحب والحنان التي يغمرها بها هشام..تشعر بأنها ستكون انانية لو رفضت حب شاب أحبها بكل اخلاص..وتتسبب في جرح مشاعره من أجلها هي..أليست هذه انانية منها..ان تسبق سعادتها على سعادة غيرها؟..
ولكن لا..انها حقا تفكر في سعادة هشام ايضا..فلو انها تزوجت شخصا وهي لا تحبه سيكون هذا ظلم وتعاسة له..لن تحقق له السعادة التي يتمناها لو انها لا تبادله المشاعر ..ثم ماذا عن طارق؟..
طارق؟؟..ما الذي أتى بطارق في ذهني الآن..ما الذي يربط بين طارق وبين هذا الموضوع؟..أحقا افكر انني سأتخلى عن طارق ومشاعري تجاهه لو انني تخليت عن احلامي ومشاعري ..وحققت احلام هشام؟..يا الهي أي حيرة هي هذه؟؟..
وعندما شعر هشام بأن صمت وعد قد طال أكثر من اللازم..قال بلهفة واهتمام: اجيبيني يا وعد..تحدثي..قولي أي شيء..لا تظلي صامتة هكذا..فصمتك هذا يكاد يقتلني..
توترت وعد وهي تتطلع الى هشام..والتقطت نفسا عميقا قبل ان تزيح كفه عن ذقنها بهدوء وتقول بشحوب: حسنا..انا اعلم انك تحبني منذ زمن..
قال هشام بذهول وهو يتتطلع اليها: تعلمين؟؟..
قالت وهي تحاول ان تبدوا لهجتها طبيعية: أجل ..أعلم ..كما أحبك انا تماما ..
كاد قلب هشام ان يرقص فرحا..كاد ان يقفز من شدة سعادته..كاد ان يحلق بالهواء وهو يسمع عبارتها السابقة ..لولا ان اردفت: كأخ لي تماما..
تطلع اليها هشام كالمصعوق ومن ثم قال: كأخ؟؟..ومن قال اني أحبك كأخت لي..أنا احبك يا وعد..وأتمناك شريكة لحياتي ..الا تفهمين؟؟..
قالت وعد بابتسامة مصطنعة: ولكنك أخي..
قال هشام بغضب: أنا لست أخاك..الا زلت تظنين ذلك؟..ألا زلت تلك الطفلة الحمقاء التي تظنني أخاها؟؟..
قالت وعد بهدوء: بل انت أخي..انت وفرح شقيقاي التي لم تلدهما والدتي ..لقد عشنا سويا..ترعرعنا معا..كأخوة تماما..

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) .... - صفحة 2 Empty رد: حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) ....

مُساهمة من طرف ريانية العود الأربعاء أبريل 27, 2011 12:24 am

أمسك هشام بكتفيها بحدة وقال بعصبية: وعد..لا تثيري جنوني أكثر من هذا..أنا لست شقيقك ولن أكون..الا تفهمين؟..أنا أحبك بكل ما أملك من مشاعر..واتمناك لترافقيني بقية حياتي..اتمناك ان تكوني الى جواري الى الابد..أنا احبك يا وعد..لم لا تصدقين؟..
قالت وعد وهي تتطلع الى هشام: اصدقك يا هشام..ولكن لكل منا امنياته واحلامه التي يتمنى تحقيقها..أنا لن احقق لك السعادة التي تتمناها صدقني..لاني سأظل أحبك كأخ طوال عمري..هل تقبل ذلك يا هشام؟..ان تتزوج فتاة وهي تعتبرك كأخ لها..وحتى ان قبلتها انت..أنا لن اقبلها..لانك عزيز علي كثيرا..
صمت هشام وهو يشعر بغضبه يتضاعف..وبآلامه تزداد ..كيف يتركها وهي حبيبة قلبه..أغلى انسانة لديه في هذا الوجود..بدونها يشعر انه تائه.. ضائع في عالم لا يعرفه ..يشعر انه انسان لا معنى له .. بقربها يشعر بالسعادة وبالحنان ..وبأن الحياة هي نبضات قلبها والسعادة هي ابتسامتها والدفء هي لمسة من كفها ..ان نبضات قلبه تهتف باسمها ..انفاسه تشهد بحبه لها ..انها من عاش بقربها سنوات عمره التي مضت ..تضاعف حبه لها كلما رآها تكبر أمام عينيه ..ولكنها لم تشعر به ابدا..وحتى عندما أعلن لها بمشاعره رفضت مشاعره..لا يستطيع ان يتخلى عنها او ينساها مهما فعلت..انها وعد..حبه الوحيد..حلمه الذي عاش ليالي من الألم لأجله..انها حلم حياته..
وشعرت وعد في هذه اللحظة بالمرارة التي يتجرعها هشام .فقالت وهي تتنهد: هشام..هل اسألك سؤالا؟..
لم يجبها واكتفى بنظرة لوم وعتاب..فقالت وهي تتحاشى نظراته: لو ان الوضع قد اختلف..وانت من كان يعتبرني مجرد أخت له..هل كنت ستتخلى عن أحلامك وحياتك لأجلي؟..
ظل هشام صامتا..فالتفتت له وعد وقالت: ارجوك أجبني..لو كنت انا من يحبك..هل ستتخلى عن كل شيء لأجلي؟..
قال هشام بعصبية: لا استطيع التفكير في شيء..ارجوك يا وعد اصمتي..
قالت وعد وهي تعقد ساعديها امام صدرها: لا لن اصمت ..عليك ان تفهم الموقف على شكله الصحيح ..ولا تظن انني اظلمك ..على العكس انا بهذا افعل ما هو في صالحك ..لو تجاهلت مشاعري تجاهك اليوم..فلن استطيع ذلك غدا او بعد غد ..اريدك ان تفهم يا هشام..انك اكثر من أخ بالنسبة لي ..انك الشخص الوحيد الذي اثق به.. واطلعه على جميع مشاكلي..لهذا لا اريد ان اكون سببا في آلامك ..هشام انا اتمنى ان تتزوج من فتاة تحبها وتحبك هي بكل صدق وبكل مشاعرها واحاسيسها..فعندها فقط تستطيع ان تحقق لك احلامك والسعادة التي لطالما تمنيتها..
قال هشام بسخرية مريرة: أجل صحيح انت لاتظلميني ابدا..ولن تسببي لي أي الم او مرارة بكلماتك هذه..انك تقتليني ببطءيا وعد ان كنت لا تشعرين بذلك الى الآن..
قالت وعد وهي تتنهد مرة اخرى بحرارة: قد تكون كلماتي لك قاسية الآن او جارحة..ولكنها ليست كلمات خادعة..على الاقل ان اخبرك بالحقيقة التي ستجعلك تحيا حياتك من دوني..ولا ادعك تحيا في خديعة..لن تلتئم جراحها طوال الدهر كله..

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) .... - صفحة 2 Empty رد: حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) ....

مُساهمة من طرف ريانية العود الأربعاء أبريل 27, 2011 12:25 am

قال هشام وهو يشعر بقبضة باردة تعتصر قلبه و يحاول ابتلاع تلك الغصة المريرة التي امتلأ بها حلقه : بل ان كلامتك لي الآن هي التي ستظل جراحا لن تلتئم ابدا يا وعد..
قالت وعد وهي تتطلع اليه برجاء: ماذا تريدني ن افعل يا هشام؟ ..اخبرني ارجوك..اتريدني ان اخدعك؟..ان اكذب واقول اني أحبك واني اوافق ان اكون شريكة لحياتك ..اتريدني ان اجعلك تكرهني وتكره حياتك معي وانت لا ترى مني أي مشاعر او تجاوب معك في كل هذه المشاعر الكبيرة التي تحملها لي..اتريدني ان أكون سببا في آلامك طوال عمرك..وانت الذي لم تتسبب في آلامي يوما..لهذا لا اريد ان اؤذيك..لا اريد ان اخدعك..هل فهمت ما قلته يا هشام؟..
طعنات كالخناجر كان يشعر بها هشام في صدره وقلبه كلما واصلت وعد كلماتها..لماذا لا تصمت؟..الا تعلم ان كل حرف تنطق به كالسكين التي تغرز في قلبه..الا تعلم ان نبتة حبه لها التي اخذ يسقيها طوال عشرون عاما لتنمو تكاد تذبل بكل برود بكلماتها القاتلة له ..فالتكذب ..فالتخدعه..ولكن لا تقول انها لا تحبه و لا تفكر به..وانه لاشيء في حياتها..سوى اخ...أخ...
شعر بالدماء تكاد تنفجر من عروفه..وتلك الكلمة تتردد في ذهنه..لم تفعلين بي هذا يا وعد؟..اتفرحين وانت تريني أنهار امام ناظريك؟..وسمع صوت وعد في تلك اللحظة تقول وهي تضع كفها على كتفه بهدوء: لا اريد ان ارى هذه النظرة في عينيك يا هشام..لقد كنت صلبا دائما..ولا تزال..ازل هذه النظرة من عينيك وانسى فتاة حمقاء تدعى وعد ..اتفقنا؟..
قال هشام وهو يزيح كفها عن كتفه بخشونة ويلتفت عنها: فلنعد الى المنزل الآن..فلاداعي لمكوثنا هنا وقت اكبر ..فكل شيء قد انتهى..
سارت وعد خلفه وهي تعلم بالألم الذي خلفته في قلب هشام..ولكن هذا هو الواقع..وعليه ان تأخذ الامور مجراها الصحيح..
في رأيكم انتم..اتعتبرون مافعلته وعد صحيحا ام خاطئا؟..هل اخطئت عندما جرحت مشاعره وآذته بكلماتها؟..ام فعلت الصواب عندما قررت ان لا تخدعه بمشاعر زائفة ؟...
*********

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) .... - صفحة 2 Empty رد: حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) ....

مُساهمة من طرف ريانية العود الأربعاء أبريل 27, 2011 12:26 am

لم يعرف عماد بم يبدأ الحديث وهو يجلس في ذلك المطعم مع ليلى..يشعر انه قد تسرع أكثر من اللازم في دعوتها..وانه لم يتوجب عليه ان يدعوها وهو لا يعرف عنها شيئا بعد..ترى هل أخطأ بذلك؟..لم يُعرف يوما بالتسرع...فلماذا قد تسرع الآن؟..هل هي اللهفة لمحادثة ليلى؟..أم كان الخوف من مغادرتها للشركة دون ان يحظى ولو بدقائق لمحادثتها؟..
ولم يجد ما يقوله لها وهو يراها تشرب العصير بهدوء سوى : هل أعجبك المطعم؟..
يعلم انه سؤال سخيف لبدء الحديث بينهما..لكنه لم يجد غيره..فقالت ليلى وهي رفع رأسها اليه: أجل..انه مطعم جيد جدا..
قال عماد بابتسامة خافتة: سعيد انه قد نال اعجابك..
دقيقة صمت مرت بينها وكلاهما مكتف بالنظر لما تحويه الطاولة او لما حوله..وشعر عماد بالضيق من هذا الصمت الذي غلفهما..هل جاءا الى هنا ليتطلعا الى محتويات هذا المطعم؟..
وقال محاولا قطع هذا الصمت مرة أخرى: مصادفة غريبة ان نكون نحن الأثنين نفضل عصير الليمون..
قالت ليلى موافقة: صحيح..
مرة أخرى يعود الصمت ليغلف المكان..ولكن في هذه المرة قطعته ليلى وهي تقول: لقد تأخرت..وأرغب في العودة..
قال عماد بخيبة أمل: كما تشائين..فلننهض..
قالها ونهض من مكانه..وهو يشعر بسخف موقفه معها..ماذا يدور في ذهنها الآن عنه..ياله من أحمق..غبي..كل ما استطاع فعله طوال جلوسه معها هو النظر الى ارجاء المطعم..عليه ان يفعل شيئا..أن يصلح من موقفه معها على الأقل..أجل ..عليه ان يعبر لها عن مشاعره ولو بشيء ضئيل...
**********
طرقات على باب غرفة هشام..سمعها هذا الأخير وهو يستلقي على فراشه ويستعيد كل لحظة قضاها مع وعد..منذ عشرون عاما حتى اللحظة..يشعر انه طوال عشرون عاما لم يتمسك الا بالهواء..ظن انه قد امسك بحلمه..تمسك ولو بالقليل منه..لكنه لم يكن يمسك طوال الوقت الا بالهواء..بذرات الغبار التي تسربت من بين اصابعه لتحلق مع حلمه في هذا الفضاء..تبا للحب..تبا لقلبي الذي لم يتعلق الا بفتاة حطته دون ان تكترث..
وعادت الطرقات على بابه..فقال بصوت عصبي بعض الشيء: من؟..
قالت فرح بصوت قلق: هشام ماذا هناك منذ ان خرجت وعدت وانت تقفل على نفسك الباب..ما الذي حدث؟..
قال هشام بعصبية أكبر: دعيني وحدي الآن يا فرح..ارجوك..
قالت فرح برجاء: لكن ما الذي حدث لكل هذا؟..أخبرني..
- لم يحدث شيء..فقط دعيني وحدي..
قالت فرح وهي تتعمد الضغط على كلماتها: هل ذهبت لوعد؟..
صمت هشام ولم يعلق..فأستطردت فرح قائلة: افتح الباب وأخبرني بما حدث بينكما..ربما استطيع ان افعل شيئا..
تنهد هشام وقال: لن يمكنك فعل شيء..فقط غادري ودعيني وحدي..
قالت فرح بألأم لحالة شقيقها: والى متى ستظل تسجن نفسك في غرفتك و تر...
قاطعها هشام قائلا بنفاذ صبر: ارجوك يا فرح يكفي..دعيني وحدي ..ولأمت ان كان هذا سيريحك..
شعرت فرح انه لافائدة ترجى من هذا النقاش..وابتعدت عن غرفته وهي تشعر بغصة في حلقها..ترى هل تستطيع ان تفعل شيء ما لتعيد هشام الى حالته الطبيعية؟..هل تستطيع أن تعيد ابتسامته المرحة التي لطالما رافقته أينما يكون؟..أم ان المرارة هي التي سيظل يتجرعها طوال عمره ؟..
**************
شردت وعد بذهنها بعيدا وهي تجلس على مكتبها بالصحيفة تتذكر أحداث الليلة الماضية..عندما اتصلت بها فرح حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف وقالت هذه الأخيرة بقلق: اهلا وعد..
قالت وعد وهي تتثائب اثر تعبها: ماذا هناك يا فرح؟..ما الذي دعاك للاتصال بي في وقت كهذا؟...
قالت فرح برجاء: ما الذي حدث بينك وبين هشام؟ ..اخبريني ..اتوسل اليك ..
رفعت وعد حاجبيها بدهشة ومن ثم قالت: ما الذي دعاك للظن ان هناك شيئا ما حدث بيني وبين هشام؟..
قالت فرح بتوتر: منذ ان أخبرته بجوابك..وانك لا تعتبرينه سوى اخ كما قلت لي..حتى تغيرت احواله تماما وقال لي انه سيفعل أي شيء لتكوني له..اخبرته انه لا فائدة مما يفعله..ولكنه لم يستمع لي..واليوم اراه يغادر المنزل ظهرا ويعود له وحالته قد انقلبت رأسا على عقب..اختفى الاصرار من عينيه ولم ارى فيهما سوى اليأس والمرارة..ثم لم يلبث ان دخل الى غرفته واغلق على نفسه الباب..ولم يخرج منها حتى الآن..
قالت وعد وهي تزدرد لعابها بقلق: ربما كان مشغولا..او يرغب في الجلوس لوحده قليلا..
قالت فرح باصرار: بل هو يتألم بسببك..أخبريني ماذا قلت له؟؟..
قالت وعد بحيرة: فرح ماذا جرى لك؟..لماذا تحدثيني هكذا؟..
- لان شقيقي يتعذب بسببك وانت لا تشعرين به..اراه يقتل نفسه لأجلك وانت لا تملكين ذرة احساس لما يفعل..وأخيرا اراه على هذه الدرجة من الانهيار بسببك..ولهذا علي ان افعل أي شيء لاجل شقيقي..اتفهمين يا وعد؟؟..
ألجمت الدهشة لسان وعد للحظات قبل ان تلتقط انفاسها وتقول: لم يحدث شيء سوى انني فضلت ان اخبره بالحقيقة على ان أخدعه ..فضلت ان اخبره بأنني اعتبره كأخ لي تماما.. لا بل اكثر من اخ..على ان اجعله يندم ويكرهني طوال عمره لأنني خدعته بمشاعر لا وجود لها..افهمت ما فعلته؟ ..أخبريني انت ايهما الصحيح في نظرك ..أخدعه ام اصارحه بالحقيقة؟..
قالت فرح بحنق: لا افهم سوى ان شقيقي يتألم بسببك انت..
- فرح..ماذا جرى لك؟..الم تعودي تنظرين الى الامور على شكلها الصحيح؟..انني لا اصلح لشقيقك ابدا..ايعجبك ان اكذب عليه اذا ؟.. ام يعجبك ان اقتل احلامي من أجله؟ ..از ربما ان اعيشه في ندم طوال عمره لانه اختار فتاة لن تبادله مشاعره حتى وان اصبحت زوجته يوما؟..أخبريني أي الحلول تفضلين؟..
قالت فرح بعصبية: لا اريد الا ان ارى اخي بخير واراه يمرح ويبتسم كعادته دوما ..لو حدث لشقيقي شيء يا وعد ..فلن اسامحك ..اتسمعين..لن اسامحك ابدا....

(وعد..وعد..)

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) .... - صفحة 2 Empty رد: حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) ....

مُساهمة من طرف ريانية العود الأربعاء أبريل 27, 2011 12:28 am

انتفضت وعد وهي تستفيق من شرودها وتلتفت الى ناطق العبارة السابقة..انه هو..طارق..لا يزال مصرا على منادتها بأسمها مجردا من أي القاب..ورفعت رأسها اليه لتقول: ماذا؟..
- انا اناديك منذ مدة..مالامر؟..
قالت وعد وهي تبتسم ابتسامة باهتة: صحيح..لم انتبه..كنت شاردة الذهن..
تطلع اليها طارق وقال: يبدوا ان هناك امرا هاما يشغل ذهنك..
قالت وعد بهدوء: شيئا كهذا..
قال طارق وهو يصطنع اللامباة : حسنا اذا استعدي فلدينا مهمة صحفية الآن..
قالت وهي تنهض من خلف مكتبها: لقاء صحفي ام حادث؟..
قال طارق وهو يغادر القسم: لقاء صحفي..
اسرعت تسير مغادرة القسم برفقة طارق الذي قال وهو يراها صامتة: هل الأمر الذي يشغل تفكيرك يسبب لك كل هذا الحيرة والقلق اللذان اراهما في عينيك؟..
ابتسمت وعد وقالت: لم اكن اعلم من قبل ان عيناي تصفان حالتي النفسية للجميع..
قال طارق بابتسامة وهما يدخلان الى المصعد: ليس للجميع..لمن يعرف لغة العيون فقط..
قالت وابتسامتها تتسع: ومن يعرف مثل هذه اللغة الغريبة؟..
قال طارق وهو يشير لها بسبابته: لا يفهمها الا من يهتم بصاحبها..
ارتفع حاجبا وعد في تلك اللحظة باستغراب وحيرة شديدين..( لا يفهمها الا من يهتم بصاحبها)..هذا لا يعني سوى امرا واحدا ان طارق مهتما بي..أحقا؟..يهتم بي انا..لااظن..انه لا يقوم بأي شيء يثبت اهتمامه بي ...ولكن ..المشاعر تُحس يا وعد ولا تُقال..فما فائدة المشاعر ان نطقت بها الشفاه ولم ينبض بها القلب..ألا تشعرين بأنه يبدي بعضا من الاهتمام نحوك؟..ثم حكايته مع مايا لماذا يخبرها لكِ؟..لمجرد انك تشبهينيها في تصرفاتها..لا هناك سببا آخر بكل تأكيد خلف اخباره لي حكاية مثل هذه..
والتفتت له لتترجم افكارها الى سؤال نطقت به شفتاها وهما يغادران المصعد الذي وصل لتوه للطابق الارضي: استاذ طارق..اريد ان اسألك..لم تخبرني بحكايتك مع مايا؟..ألمجرد انني اشبهها بشخصيتها وتصرفاتها؟..
هز طارق رأسه نفيا وقال: لا.. هناك سبب آخر ايضا..
قالت وعد متسائلة: هل لي ان اعرفه؟

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) .... - صفحة 2 Empty رد: حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) ....

مُساهمة من طرف ريانية العود الأربعاء أبريل 27, 2011 12:29 am

- ستعرفينه..عندما تنتهي الحكاية..
وظلا صامتين حتى غادرا مبنى الصحيفة الى حيث سيارة طارق وصعد اليها هذا الأخير وقال متسائلا عندما رأى وعد تقف في مكانها ولم تصعد: لم لا تصعدين؟..نحن ذاهبان في مهمة عمل ليس الا..
فتحت وعد باب السيارة بتردد قبل ان تصعد اليها..وقال طارق في تلك اللحظة: هذا وقت مناسب لاكمال الحكاية اليس كذلك؟..
قالت وعد وهي تلتفت له بابتسامة: بكل تأكيد..
قال طارق بهدوء بعد ان انطلق بالسيارة وهو يحاول العودة بذاكرته الى احداث مضت عليها ثمان سنوات تقريبا : ولقد فعلت ما وعدت به مايا تماما..لم احاول العودة الى صفوف تلك المجموعة من جديد..او الاقتراب من أي منهم..لم يكن يألمني شيء بالأمر برمته..سوى انني قد ابتعدت عن مايا..لم اعد اراها الا للحظات قليلة او في قاعات الدراسة عندما بدأ العام الجديد لنا بالجامعة..
وقد استغرب عدد من الزملاء ابتعادي المفاجئ عنهم ..ولكني تعللت بالانشغال ..وبالدراسة..ولكنهم ظلوا يصرون ان هناك امرا اخفيه عنهم..وانني لم اكن لابتعد عنهم الا لسبب طارئ جدا..
كنت اقضي طوال وقتي بمكتبة الجامعة..افعل أي شيء حتى لا التقي بهم..ولم اكن اعلم يومها بأن مايا قد ندمت على ما فعلت وعلى انها طلبت مني الابتعاد عنهم.. لم اكن اعلم انها تشعر بتأنيب الضمير وبالافتقاد لي..وخصوصا وانني كنت محبوبا من الجميع في المجموعة..وكان الجميع يشعرون بالافتقاد لحسي المرح ويعتقدون ان شخصا ما من المجموعة قد ضايقني ودفعني للابتعاد عنهم..لم اعلم كل هذا الا في وقت متأخر .. وبعد ست شهور تقريبا من بداية الجامعة عندما جاءت الي...
رأيتها تقف أمامي وانا اغادرالمكتبة..لم اصدق عيني ..لقد ظننت انه مجرد حلم وسأفيق منه قريبا..ولكنني سمعتها تقول بابتسامة شاحبة: هل يمكن ان نتحدث؟..
قلت بلا تردد: بالتأكيد..
وذهبنا سويا الى كافتيريا الجامعة وطوال جلوسنا حول احدى الطاولات لم تتحدث..وقد استغربت صمتها هذا فقلت بحيرة: مايا ماذا بك؟..هل ضايقك احدهم؟..ام وقعت بمشكلة ما؟..
رايتها تتطلع الي وتقول: بل انا من ضايق احدهم واوقعته بالمشاكل..
قلت باستغراب: ان كنت تعنيني انا..فلا تعتقدي اني قد تضايقت ابدا..فأنا من وعدك بالابتعاد..وانت لم تطلبي مني أي شيء..
قالت وهي تعض على شفتيها بمرارة: بل انا كنت سبب ابتعادك..لو لم اتضايق من وجودك بيننا لما ابتعدت عنا..لقد كنت انانية وسأظل انانية دوما ..لا افكر الا في نفسي ..قررت ابعادك عنا لمجرد انك كنت محبوبا من الجميع ..ارأيت فتاة اكثر انانية مني؟..
تطلعت اليها وقلت مبتسما: انا لا اعتبرها انانية..لانني قد دفعت الجميع لاهمال وجودك بعد ان كنت تحاطين بكل الاهتمام منهم..ولهذا كان من حقك ان تتضايقي من شخص اقتحم عليك حياتك وافسدها..
قالت مايا وهي تشعر بغصة في حلقها: أرأيت..انا المخطأة في كل شيء وعلى الرغم من هذا تحمل نفسك مسؤولية كل شيء..انا احتقر نفسي في كل ثانية وانا اراك تقول مثل هذا..
واردفت بصوت متحشرج: لم اشعر بالندم في حياتي..مثلما شعرت به عندما وجدتك تبتعد عنا..ولهذا جئت اليك اليوم..لاعتذر..واطلب منك العودة الينا من جديد..وان تطوي صفحة الماضي..ونبدأ معا حياة جديدة..
ظللت صامتا للحظة وانا افكر في كل ماقالته..لقد جاءت لتعتذر..لكن لماذا؟..ما الذي دعاها للاعتذار.شعورها بالندم..أم بتأنيب الضمير..ام انني قد اثرت شفقتها؟..وقلت وانا اعقد ساعداي امام صدري: هل هي شفقة منك؟..
قالت مايا في سرعة: ابدا..اقسم لك..
ظللت افكر في كل شيء دار بيننا منذ ان رأيتها لاول مرة..الى ان قررت الابتعاد عنهم..ومن ثم الآن..وهي تعتذر لي..وظنت هي ان صمتي تردد مني فقالت برجاء: أنا آسفة حقا..لم اقصد أن اتسبب لك بكل هذه المـ...
قاطعتها وانا أضع سبابتي على شفتي واقول: هذا يكفي يا مايا..انت زميلة عزيزة علي..ولا داعي للاعتذار..
رأيتها تطرق برأسها وتقول: هل هذا يعني انك ترفض ما طلبته منك؟..
قلت مبتسما: بل اوافق..
تطلعت الي بعينان متسعتان ومن ثم قالت بابتسامة واسعة: توافق؟؟..حقا؟؟..هل ستعود الى المجموعة من جديد..لقد افتقدتك كثيرا..
ورأيتها ترتبك وتردف في سرعة: اعني افتقدناك جميعا..
قلت مبتسما: واتمنى ان لا تندموا على افتقادكم لي بعد عودتي اليكم..
قالت مايا بسعادة او هذا ما هُيأ لي وقتها: بل جميع الزملاء سيفرحون بعودتك..
ومنذ ذلك اليوم وقد تغيرت حياتي كليا مع مايا...
صمت طارق للحظة فقالت وعد باصرار: حسنا وبعد..أكمل..
ابتسم طارق وقال وهو يلتفت لها: لقد وصلنا..
قالت وعد بضيق: الا تصل الا في لحظة مهمة كهذه؟..
اتسعت ابتسامة طارق وقال: اخشى ان تشعري بالملل من ما احكيه بعد فترة..
- على العكس لقد بت احيانا اتمنى ان يأتي الغد..لأسمع تتمة الحكاية..
قال طارق بهدوء: حسنا سأكملها لك بعد ان ينتهي اللقاء الصحفي..أعدك..
قالت وعد بابتسامة: اشكرك..
قالتها وهبطا من السيارة الى ذلك المصنع..ليبدآ بعمل اللقاء الصحفي...
ترى هل حقا تحركت مشاعر طارق تجاه وعد؟..
وما مصير هشام وحبه الكبير لوعد؟..
وماذا عن طارق ومايا؟..
كلها اسألة ستعلمون اجوبتها مع مرور الأيام..
************

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) .... - صفحة 2 Empty رد: حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) ....

مُساهمة من طرف ريانية العود الأربعاء أبريل 27, 2011 12:30 am

* الجزء السادس عشر*
(هل تجسدت احلامها على ارض الواقع؟)




قال طارق بغتة وهما في طريقهما الى المصنع: اسبقيني الى المصنع ريثما أحضر الكاميرا من السيارة..
قالت وعد وهي تومئ برأسها: حسنا..
عاد طارق الى حيث السيارة في حين استمرت وعد في سيرها باتجاه المصنع..عندما سمعت احد الاشخاص يهتف بها قائلا: من فضلك يا آنسة..
التفتت وعد الى صاحب الصوت وعقدت حاجبيها وهي تراه شابا يبدوا في العشرين من عمره ويضع كفه بداخل جيب بنطاله باستهتار..كانت الوقاحة واضحة على ملامحه..وهذا ما دعا وعد لعدم شعورها بالراحة من سؤاله فقالت ببرود: هل ناديتني؟..
قال الشاب بابتسامة صفراء: بلى..اريد ان أسألك.. كم الساعة الآن؟..
تطلعت له وعد باستخفاف ومن ثم قالت بسخرية: وما فائدة الساعة التي ترتديها حول معصمك اذا؟..
عقد الشاب حاجبيه وشعر ببعض الغضب من سخرية فتاة منه وقال وهو يلوح بكفه: انها معطلة..
قالت وعد بسخرية أكبر: اذاً ينبغي عليك استخدام الساعة الشمسية كما كان يحدث في العصور البدائية..
ازداد انعقاد حاجبي الشاب وهو يشعر بالغضب من كلمات وعد الساخرة له..في حين ابتعدت وعد عنه بلامبالاة..فهتف بها قائلا: ستندمين ايتها الجميلة..
لم تهتم وعد بما قال بل فضلت تجاهله وهي تتوجه الى المصنع ..وبغتة سمع ذلك الشاب صوتا صارما يأتي من جواره وصاحبه يقول: بل انت من سيندم ان تعرضت للآنسة مرة أخرى..
قال الشاب بابتسامة وقحة: حقا؟.. ومن انت؟..
قال طارق بسخرية: شخص سيسعده تحطيم اسنانك ان لم تصمت..
قال الشاب وهي يبتسم بسخرية: هيا ارني ما لديك اذا..
قال طارق وهو يكور قبضة يده: بكل سرور..
وهم بأن يلكم الشاب وتحقز هذا الأخير لتصدي لكمة طارق..ولكن كف وعد امسكت بمعصم طارق بغتة وهي تقول بهدوء: لا نريد أي مشاكل يا استاذ طارق فلنغادر ..ولا تهتم لأمر شاب مثله..
تطلع طارق الى الشاب بنظرات صارمة قبل ان يقول: حسنا ..هيا بنا ..
والتفتا عن الشاب ليسيرا في طريقهما وسمعاه يقول من خلفهما: يالك من جبان يا هذا..
قالت وعد وهي تلتفت لطارق: انه مجرد شاب طائش..دعه عنك..ولا تسبب أية مشاكل لك بسببه..
لم يعلق طارق على عبارتها ودلفا سويا الى حيث المصنع ثم استقلا المصعد الى الطابق الأخير..حيث مكتب المدير العام للمصنع..وسارا الى حيث مكتب السكرتيرة وشرح طارق لهذه الأخيرة سببب مجيئهم فقالت: حسنا ..يمكنكما الانتظار في مكتبه ريثما ينتهي الاجتماع..
قال طارق بتساؤل: ومتى سينتهي الاجتماع؟..
قالت السكرتيرة بعدم اهتمام: ربما بعد خمس عشرة دقيقة..
- شكرا لك..

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) .... - صفحة 2 Empty رد: حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) ....

مُساهمة من طرف ريانية العود الأربعاء أبريل 27, 2011 12:30 am

نهضت السكرتيرة من خلف مكتبها.. لتفتح لهم باب مكتب المدير العام وهي تقول: تفضلا الى الداخل..
دلف طارق برفقة وعد الى الداخل وتطلع كلاهما الى هذا المكتب الذي اقل ما يقال عنه انه قمة في الفخامة والرقي والذي يبدوا مالكه من أثرياء الدولة..وقالت وعد وهي تهمس لطارق بصوت خفيض: مجرد مدير عام..لديه مكتب فاخر كهذا..
قال طارق بتفكير: يثير حيرتي هذا الامر حقا..
وقالت السكرتيرة وهي تشير لهما بالجلوس في ركن من المكتب والذي يحتوي على اريكة ذات جلد أحمر فخم..ومقعدين آخرين من نفس لون ونوع الجلد: تفضلا للجلوس من فضلكما..
جلس طارق على الأريكة.. بينما اختارت وعد الجلوس على أحد المقعدين..وعادت السكرتيرة لتقول: ماذا تشربان؟..
قال طارق بهدوء: قهوة من فضلك..
وقالت وعد وهي تسترخي قليلا: عصير البرتقال لوسمحت..
اومأت السكرتيرة برأسها وهي تتجه مغادرة المكتب بخطوات هدئة ..وما ان اغلقت باب المكتب خلفها..حتى قال طارق وهو يتطلع من حوله: لا اظن ان مجرد مدير عام لديه المقدرة المالية على تأثيث مكتب بمثل هذا الأثاث الفاخر..
قالت وعد موافقة: والشيء الاهم من هذا..انه بكل تأكيد قد استغل رأسمال هذا المصنع لتأثيث مكتبه ..وهذا ما سيدفع مصنعا كهذا للتراجع وربما الخسارة المالية..
التفت لها طارق وقال بمكر: ما رأيك بسبق صحفي مثير اذا؟..
قالت وعد مبتسمة وقد فهمت ما يعنيه: اتعني الكتابة عن امثال هذا المدير العام؟..
اومأ طارق برأسه ومن ثم قال: أجل والاهم من هذا اننا سنقرنها بالصور..
وناولها كاميرته الشخصية وهو يردف: هيا هلمي..والتقطي الصور لكل ركن في هذا المكتب..
ابتسمت وعد وقالت وهي تتناول الكاميرا منه: سأفعل بكل تأكيد..
واسرعت بالتقاط الصور لأرجاء لمكتب..وللتحف واللوحات الفنية الراقية والتي تدل على ارتفاع ثمنها..وسمعت طارق يقول في تلك اللحظة: أظن ان سبق صحفي كهذا سيمنحك حق ان تكوني صحفية حقيقية لجريدة الشرق..
قالت وعد وهي تلتقط صورة اخرى: اتمنى هذا..
صمت طارق قليلا ومن ثم قال: هذا يكفي يا وعد..لا نحتاج لكل هذه الصور..
قالت في سرعة: صورة واحدة اخرى فحسب..
واسرعت تلتقط تلك الصورة وتعود الى مكانها حيث كانت تجلس..وناولت طارق كاميرته..فقال هذا الاخير: حاولي طرح الاسألة المتعلقة بهذا الموضوع ولكن بطريقة غير مباشرة ..طبعا انت تفهمين ما اعنيه..

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) .... - صفحة 2 Empty رد: حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) ....

مُساهمة من طرف ريانية العود الأربعاء أبريل 27, 2011 12:31 am

- بالتأكيد فلا تظن انني سأتخلى عن سبق صحفي كهذا ابدا..سأفعل أي شيء لأكون صحفية بالفعل بينكم..
قال طارق بهدوء: ونحن نرحب بك بيننا..
قالت وعد بابتسامة: وهذا يسعدني..
قالتها وشردت بذهنها قليلا..وهي أفكار كثيرة تدور في ذهنها تجاه طارق .. الشاب الوحيد الذي تمكن من السيطرة على تفكيرها على هذا النحو..والأهم..انه الوحيد الذي تحركت مشاعرها تجاهه.. .
**********
ضحك عمر ضحكة طويلة متواصلة وهو يجلس مع عماد بأحد المطاعم وقال وهو يحاول التوقف عن الضحك: أحقا احضرتها الى هنا..لتتفرجا على ارجاء المطعم..لِم لَم تسألها بعد انتهائكما ان كان تنسيق المطعم قد نال اعجابها؟..
قال عماد بعصبية: كف عن سخريتك يا عمر..انا لم اخبرك بهذا حتى تسخر من تصرفي..انا اريد ان افعل لها أي شيء لاصلح الامور..وأعوضها عن سخافة الموقف الذي وضعتها فيه..
قال عمر ضاحكا: كدعوتها الى مطعم مثلا..
قال عماد بغضب: لقد كنت مخطأ عندما أخبرتك بكل شيء منذ البداية..
قال عمر وهو يتوقف عن الضحك: حسنا انا آسف..لم اقصد السخرية..ولكن ما فعلته يثير في نفسي الضحك والغرابة في الوقت ذاته..فكيف تسمح لنفسك باضاعة فرصة من ذهب للحديث اليها على انفراد؟..
زفر عماد بعصبية وقال: هذا ماحدث..
قال عمر وهو يميل نحوه: وتريد مني ان أخبرك بطريقة لتصلح الامور اولا..ولتتحدث اليها ثانيا..اليس كذلك؟..
- بلى ..كذلك..
فكر عمر قليلا ومن ثم قال: حسنا..سأخبرك بطريقة .. قد تكون قديمة بعض الشيء..ولكن اظن انها مضمونة..
وأخذ يحدثه عن طريقته..وعماد يستمع اليه باهتمام وانصات شديدين..
**********
( الا يبدوا انه قد تأخر؟)
قالتها وعد وهي تتطلع الى ساعة معصمها..ومن ثم ترفع رأسها الى طارق منتظرة اجابته..فقال هذا الاخير: أجل..لقد تأخر ما يقارب النصف ساعة عن موعدنا معه..
قالت وعد وهي تسند رأسها الى مسند المقعد: هل تظن انه قد نسي أمرنا؟..
قال طارق بهدوء: لقد اعتدت مثل هذه الامور..ان بعض من اصحاب الشركات او رجال الاعمال لا يمنحون الصحافة أي اهمية..بل انهم يحاولون تحاشيها على الارجح..
قالت وعد متسائلة: ولم؟؟..
- لانهم يكرهون ان تطرح عليهم اسألة من النوع الذي يتدخل في اعمالهم وخصوصياتهم..و لا يريدون ان تنتشر اعمالهم على الملء..وتعلمين ان بعض هذه الاعمال ربما لا تكون قانونية..
تسائلت وعد مرة أخرى: وماذا لو تم نشر ما لا يرغب رجل الاعمال مثلا بنشره..ماذا سيفعل حينها هذا الاخير؟..
هز طارق كتفيه وقال: ربما ينشر تكذيب لما نُشر....او ربما يثبت خطأ ما نشر بدليل وهمي.. أو يتخذ اجراءات أخرى ..تدفع الصحفي الى تغيير اقواله..
قالت وعد وهي تعقد حاجبيها: تعني ان يغريه بالمال مثلا؟..
قال طارق بهدوء: ربما يحدث هذا احيانا..
صمتت وعد قليلا ومن ثم قالت: انت تعمل منذ ثلاث سنوات بالصحيفة..أليس كذلك؟..
قال طارق مصححا: بل اربع..
قالت وهي تزدرد لعابها: حسنا اذا ما رأيك بي كصحفية مبتدأة؟..هل اصلح لكي استمر في هذا المجال؟..
قال طارق وهو يتطلع لها: لو كنت تحبين عملك..ستواظبين عليه بكل جد..وأنا اراك كمبتدأة ....
بتر طارق عبارته للحظة ومن ثم اضاف وهو يبتسم: ممتازة..
قالت وعد وحاجباها يرتفعان بسرور: أحقا؟..هل أنا جيدة في مجال الصحافة..
قال طارق وهو يعقد اصابع كفيه: انت أفضل من التحق بالصحافة كمبتدأة بدون ادنى مجاملة..لديك طموح كبير..واستعداد للعمل المتواصل..كما تتمتعين بالذكاء أحيانا..
قالت وعد بحيرة: ماذا تعني بأحيانا هذه؟..
قال طارق مازحا: أحيانا تكونين على مستوى من الذكاء واحيانا لا..
قالت وعد بضيق: هل اعد كلامك هذا سخرية مني؟..
ابتسم طارق بخفوت: بل انني امزح لا اكثر..
- لا تمزح معي بمثل هذا النوع من المزاح مرة أخرى..
قال طارق بسخرية: أظن انني انا من يملك الحق فقط في اعطاء الاوامر..
همت وعد بقول شيء ما..حينما سمع كلاهما صوت تحرك مقبض الباب..والتفتت وعد لتتطلع الى من سيدخل.. كان رجلا في الاربعينيات من عمره تقريبا ضخم الجثة الى حد ما..ويرتدي حُلة فاخرة..وقال وهو يقترب منها ويجلس على المقعد الآخر: هل تركتكما تنتظران طويلا؟..
تطلع اليه طارق للحظة ومن ثم قال: ليس هذا مهما..أخبرني..هل نستطيع بدأ اللقاء الصحفي الآن يا سيد (أيمن)؟..
قال أيمن ببرود: ولكن اسرع فلدي من العمل الكثير..
قال طارق وهو يلتفت عنه ويخرج جهاز التسجيل من جيب سترته..ويضعه أمامه: حسنا..فالنبدأ اذا..
وغمز لوعد بشكل خفي..ففهمت على الفور ما يعنيه..واستمر طارق في طرح الأسألة حتى قالت وعد بعد ان توقف طارق عن سؤاله بغية ان تطرح عليه وعد الأسألة الآن : لدي بعض الأسألة التي سأطرحها عليك يا سيد أيمن..هل تسمح لي؟..
قال أيمن وهو يلتفت لها ويلوح لهابكفه بملل: حسنا..ولكن سؤالان فقط..لان لدي بعض الارتباطات بعد قليل..
قالت وعد وعلى شفتيها شبح ابتسامة: لا بأس..كنت ارغب في سؤالك..غرفة المكتب هذه شديدة الفخامة..وقد تم انتقاء الأثاث بشكل ممتاز..ولا اظن ان ميزانية المصنع تسمح بشراء اشياء كمالية بهذا السعر..ما رأيك فيما قلته؟؟..
صمت أيمن للحظات ومن ثم قال وهو يرمقها بنظرة متفحصة: في الحقيقة تم استبدال غرفة المكتب القديمة بهذه..وقد تم شارؤها بالتقسيط..لهذا لن تتأثر ميزانية الشركة كثيرا..
قالت وعد وهي تتطلع الى احدى اللوحات: وماذا عن مثل هذه اللوحات والتحف الفنية..هل يتم شراؤها بالتقسيط ايضا؟..
تطلع اليها أيمن بغضب وهو يعقد حاجبيه..ومن ثم قال محاولا تمالك اعصابه: انها بعض اغراضي الشخصية التي أحببت وضعها في المكتب..
ومن ثم قال منهيا النقاش: حسنا..كان بودي اكمال الحوار لاصحفي معكم..ولكني مشغول كما أخبرتكما..
قال طارق وهو يغلق جهاز التسجيل: بالطبع يا سيد أيمن.. نعلم مدى انشغال اشخاص مثلكم..
واردف وهو ينهض من على مقعده: سررنا بمقابلتك..هيا يا آنسة وعد..
نهضت وعد من مكانها..في حين تطلع اليها أيمن بنظرات ضيق شديد..ولم تعر نظراته هذه انتابهاً..وغادرت المكتب برفقة طارق..وقالت بعد أن خرجا من المكتب: أظن انني قد أثرت ضيقه كثيرا..
قال طارق وهو يهز كتفيه: لا عليك..أمثال هذا ..ينبغي تقديمهم على حقيقتهم للناس وبتر جذورهم من المجتمع..وهذه هي مهنة الصحفي منا..
اومأت وعد برأسها ايجابيا وقالت مبتسمة: معك حق..هذه مهنة الصحفي..أو صحفية مثلي..
ابتسم طارق بهدوء وهو يتطلع لها للحظة..قبل ان يكملا سيرهما مغادران المصنع...
***********
غادرت ليلى قسم عملها بالطابق الثاني..وتوجهت نحو قسم المصاعد لتستقل احدها..ولتهبط به الى الطابق الارضي ومن ثم تغادر الشركة..
سارت بخطوات هادئة نحو سيارتها القابعة بأحد مواقف الشركة..وأخرجت مفاتيح السيارة لتفتح الباب وتدلف اليها..ولكن شيئا ما لفت انتباهها..كانت ورقة مطوية وقد وضعت على نافذة سيارتها الامامية..

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) .... - صفحة 2 Empty رد: حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) ....

مُساهمة من طرف ريانية العود الأربعاء أبريل 27, 2011 12:32 am

ظنت انها احدى الاعلانات التي توزع في العادة على مختلف السيارات..والتقطته لتفضه ومن ثم تقرأ تلك الكلمات التي خطت فيه..وتملكتها الدهشة وهي ترى انها ليست سوى رسالة..ازدردت لعابها واخذت تقرأ كلماتها بصوت هامس قائلة:
(( العزيزة ليلى وبعد...
أعلم ان ارسالي مثل هذا الخطاب سيكون بمثابة تصرف طفولي مني..وخصوصا وانه لم يدم على معرفتنا سوى اسبوعين لا أكثر ..ولكني كنت اريد ان اعتذر ..أجل أعتذر عما بدر مني في لقاءنا الأخير ..وعلى سخافة موقفي معك..وكيف انني لم استطيع ان اتحدث اليك ولو بكلمة ..ولكن صدقيني كنت اعد حديث طويل جدا لنتحدث فيه سويا ..ولكن لا اعلم ما حدث لي..فمنذ ان وجدتك معي في المطعم..وان الفرصة سانحة لي لكي اتحدث بحرية ..حتى هربت الكلمات من على لساني..
اعرف انك لن تصدقي مثل هذا الكلام الذي ربما تعتبرينه أحمقا وتافها..ولكن هذا ما حدث حقا..لقد كنت اشعر بشعور غريب طوال جلوسنا معا يمنعني من التفوه بأي كلمة..واليوم انا اتسائل بيني وبين نفسي..ماذا ظنت بي؟..أكانت تظن انني قد دعوتها لاتسلى او ربما لأسخر منها؟..وها انذا سأخبرك بالاجابة..فربما يكون الخطاب خير وسيلة لايصال ما اود قوله لك شخصيا..
أريد ان أخبرك..بأنني ابدا لم افكر في السخرية أو ان اتسلى بأي أحد يوما..فكيف اذاكان الامر متعلق بك أنت..لست أكذب ان قلت ان المصادفات التي جمعتنا قد قربتني منك كثيرا..لقد بت اشعر احيانا بضيق كبير لو لم ارك ولو للحظة في الشركة..وأحيانا أفكر في زيارة اقسام الشركة فقط لأراك..ولكني اتراجع وأظن ان تصرف مثل هذا سيجعلني ابدوا أحمقا في نظرك..
أريد ان أطلب منك أن تقبلي اعتذاري عن تصرفي السخيف معك في ذلك اليوم..وارجو ان تعذريني لاني ارسلت لك خطابا بهذه الطريقة..ولكني لم اجد أي وسيلة للاتصال بك سوى هذه..ولم أرد التطفل على أي من معلوماتك الشخصية التي لدي بالشركة.. فربما كان ذلك سيضايقك..
وأخيرا اريد ان أسألك..ماذا أعني بالنسبة لك؟..لست أطلب منك اية أجابة..ولست أسألك لاني ارغب بان تخبريني بأي شيء..ولكني ارغب في ان تفكري بالأمر جيدا..وان كنت قد ظننت ان الامر سيختلف ان كنت رئيسا وانت موظفة لدي..فسأجيب بقول لا.. ابدا لا تهمني المناصب او الأموال أو حتى الأسرة التي تنتمين اليها..كل ما يهمني انك أنت..أنت يا ليلى ولست أي شخص آخر...
بكل اخلاص
عماد ))
طوت ليلى الخطاب بعد ان انتهت من قرائته وهي في ذهول حيرة من أمرها..أفكار عديدة تصارعت بذهنها ..الخطاب ..عماد ..ومشاعره التي تحدث عنها ..وتفكيره بها ..واهتمامه بأمرها..كل هذا لا يعني سوى ان عماد يميل لها...
هل هي تحلم؟..هل قرأت هذا الخطاب حقا قبل قليل؟..أم كانت تتخيل ان أحلامها قد اصبحت مجسدة على ارض الواقع؟..هزت رأسها بعنف..لتعود لقراءة الخطاب من جديد..وكأنها تريد التأكد من ان مرسله عماد حقا..أو ان الكلمات التي قرأتها لم تكن من وحي خيالها..
طوت الورقة بهدوء..وهي تشعر بالنشوة..وكأنها في حلم جميل لا تريد الاستيقاظ منه ابدا..ووضعتها في حقيبتها قبل أن تفتح باب السيارة و...
(أظن انك قد قبلت اعتذاري الآن..أليس كذلك؟..)
التفتت ليلى الى ناطق العبارة السابقة..ولم تستطيع كتمان تلك الدهشة التي ارتسمت على ملامحها..أو منع تلك الشهقة التي اصدرت من بين شفتيها..وهي تتطلع الى عماد الماثل امامها وهو يتطلع لها بهدوء وفي يده باقة من الورود الحمراء..
وسمعته يقول في تلك اللحظة: هل أخفتك؟؟..
هزت ليلى رأسها نفيا وقالت: لا..ولكني شعرت بالدهشة لوجودك بالقرب من هنا..
قال في هدوء: في الحقيقة كنت أعد الدقائق حتى تخرجي من الشركة..فقد مللت وقوفي هنا لفترة..
واردف وهو يمد له يده بباقة الزهور: أعبر عن اعتذاري مرة أخرى..وأرجو ان تخبرك الزهور بما عجزت أنا عن قوله..
قالت ليلى بدهشة: صدقني لم يكن هناك أي داع لكل هذا..لم يحدث شيء ابدا يستدعي كل هذا..
ابتسم عماد وقال: حسنا اقبلي مني هذه الزهور كهدية اذا..
ترددت قليلا قبل ان تمد يدها وتلتقط الباقة منه ثم تقول بابتسامة ووجنتيها قد توردتا من شدة الخجل: اشكرك..انها هدية عزيزة جدا علي..
قال عماد بابتسامة واسعة: اسعدني سماع هذا منك ..والآن انا مضطر لافارقك..الى اللقاء..
قالت ليلى وهي تشتم عبق الزهور الندي: الى اللقاء..
القى عليها نظرة أخيرة قبل ان ينصرف متجها الى سيارته ..في حين دلفت ليلى الى سيارتها وقالت هامسة لنفسها: يا أروع من عرفت في حياتي...

***********

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) .... - صفحة 2 Empty رد: حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) ....

مُساهمة من طرف ريانية العود الأربعاء أبريل 27, 2011 12:32 am

*الجزء السابع عشر*
(هل يمضي الوقت سريعا حقا وانا معك؟)


ما ان استقر بهما المقام في السيارة..حتى قالت وعد مبتسمة وهي تلتفت له: والآن ..أكمل..
قال طارق مبتسما وهو يشعل المحرك وينطلق بالسيارة: رويدك يا وعد..دعيني التقط انفاسي على الأقل..
ها هو ذا يناديها باسمها مجردا مرة اخرى..يبدوا انه قد اعتاد هذا الأمر..فلم يعد يهمه أن يناديها بلقب آنسة بحكم زمالتهما في العمل..انه يحدثها وكانه يعرفها منذ قنرة أو انها شخص قريب منه و...
ابعدت تلك الافكار عن رأسها وقالت: بصراحة لا املك مزيدا من الصبر..اريد أن أعلم ما حدث بعدها..
قال طارق بهدوء: حسنا دعيني اتذكر قليلا..لقد أخبرتك الى أن تغيرت حياتي مع مايا..أليس كذلك؟..
أومأت وعد برـسها فقال: حسنا..سأخبرك ما حدث بعد أن طلبت مني العودة الى المجموعة..ولقد فعلت نهضت من مكاني على الفور لأسير برفقتها الى حيث باقي المجموعة ..وسمعت أحد الرفاق يهتف بابتسامة واسعة: يا اصحاب ..لقد جاء طارق..
التفت الجميع نحوي وقالت احدى الزميلات: لم لم نعد نراك يا طارق.. لقد افتقدناك كثيرا..
ابتسمت وقلت وانا اختلس نظرة الى مايا: لن تفتقدوني بعد الآن مطلقا..
قالت تلك الزميلة متسائلة باهتمام: ولم؟..
في حين قال آخر في سرعة: اتعني انك ستعود الينا أخيرا؟..
تطلع الي الجميع في لهفة منتظرين اجابتي..فقلت بابتسامة: هذا اذا كنتم ترحبون بي بينكم من جديد..
صاح عدد منهم في صوت واحد: بالتأكيد يا طارق..انت أكثر من أخ بالنسبة لنا جميعا..
قلت وانا التفت لمايا وابتسامة حانية تعلو شفتي: عليكم ان تشكروا مايا فهي من اقتعنتني بالعودة..
التفت اليها أحدهم وقال بحيرة: أحقا؟..كيف تمكنت من اقناعه؟..جميعنا تقريبا حاولنا معه دون فائدة..
قلت وانا أغمز لمايا بعيني: ربما لأن لديها طرقها الخاصة..
لمحت في تلك اللحظة ابتسامة واسعة تعلوا شفتيها ..وكم شعرت بالسعادة وأنا ألمح تلك الابتسامة على شفتيها والتي تدل على سرورها بعودتي مجددا بينهم ..وتطلعت لها لفترة قبل ان ابادلها الابتسامة..
وربما ما أثار حيرة وغرابة الزملاء في الايام التالية هو ان علاقتي بمايا قد اختلفت تماما..لم تعد تشعر بالغضب لاهتمام باقي الزملاء بي ..وانا بدوري كنت احاول ان اجعلها موضع اهتمامهم معي..بالفات النظر اليها..وانتهى الامر بأن اصبحنا اغرب ثنائي في الجامعة..فكما تعلمين شخصية كل منا تختلف عن الآخر..وعلى الرغم من ذلك استطاع كلانا ان يتوافق مع الآخر..
وكم كنت اشعر بالسعادة عندما اشاهدها تنتظرني بعد انتهاء محاضرتي..كنت اشعر باهتمامها نحوي الذي أخذ يزيد مع الأيام..الى ان شعر كلانا بحاجته الماسة تجاه الآخر.. وانه قد اصبح شخصا مهما في حياته ..وازداد هذا الشعور لاشعر بحبي نحو هذه الانسانة التي امتلكت كياني وتفكيري وقلبي..ولكن لم اكن انا اعلم بنوعية مشاعرها لي..كنت اشعر باهتمامها ..باعجابها ..وحنانها في لحظات نادرة..ولكن لم اكن اعلم ان كانت تبادلني المشاعر وقلبها ينبض لاجلي..وظل ...
قاطعته وعد بغتة وهي تحاول اخفاء رنة الضيق من صوتها قائلة: لحظة واحدة..انت تقول انك قد احببت مايا..أليس كذلك؟..وانك كنت تشعر باهتمامها الشديد نحوك..فما الذي منعك من مصارحتها بمشاعرك تلك؟..
قال طارق مجيبا: اشياء كثيرة..فأولا انا لا ازال طالبا في الجامعة..وقد خشيت لو اعترفت لها بحبي ان تتعلق بي..وبعدها يكون من الصعب على اهلها القبول بشخص مثلي كزوج لها..لهذا فظلت الصمت..لأحتمل بألم البعد وحدي على ان نحتمله سويا..

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) .... - صفحة 2 Empty رد: حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) ....

مُساهمة من طرف ريانية العود الأربعاء أبريل 27, 2011 12:33 am

قالت وعد متسائلة: وايضا؟..ما الذي منعك من مصارحتها غير هذا الامر؟..
- لم اكن اعلم بمشاعرها نحوي كما اخبرتك ..وخشيت ان اخسر كل ما يربطني بها لو انني اعترفت لها بهذا الحب..
قالت وعد وهي تعقد ساعديها : لست معك في هذا ..فأولا من الصعب على الفتاة ان تعبر عن مشاعرها تجاه شاب ما..بينما يسهل على الشاب ذلك..فربما كانت تنتظرك ان تقوم انت بالخطوة الاولى..وثانيا دراستك ليست بمشكلة يمكنك ان تخطبها مثلا ريثما تكمل دراستك وتحصل على عمل..
ابتسم طارق وقال: كنت أفكر في هذا الأمر طويلا ..لكني لم احسم قراري وقتها..ولم اجد أحد يقدم لي النصح كما تفعلين الآن..
قالت وعد متسائلة: هل لي بسؤال آخر؟..
قال طارق بهدوء: نفضلي..
قالت وعد وهي تعقد حاجبيها بحيرة: اين هي مايا الآن؟.. وماذا حدث لها؟..واسمح لي بهذا..انا لا ارى في اصبعك أي خاتم زواج او خطوبة ..
ظل طارق صامتا لفترة من الوقت ومن ثم قال بلامح جامدة: لماذا تستعجلين الامور؟..ستعلمين بكل شيء عندما انتهي مما احكيه..
قالت وعد بهدوء: لم اقصد شيئا..ولكن انتابني الفضول لمعرفة مصير علاقتك بمايا فقط..
- حسنا..هل تريدين سماع باقي ما حدث ام اصمت؟..
استغربت وعد عصبيته وقالت وهي تمط شفتيها: اكمل..انا اسمعك..
التقط طارق نفسا عميقا وزفره بقوة قبل ان يقول: المهم ان علاقتنا انا ومايا كانت محصورة على الصداقة فقط طوال سنتين..ولم احاول ان اجعل علاقتي بها ما هو اكثر من ذلك ..ولكني كنت اشعر بأنها تشعر بي وبما احمله لها من مشاعر ..وخصوصا وانني قد اخبرتها بأنني احمل لها مشاعرخاصة في ذلك اليوم الذي قررت الانسحاب فيه من المجموعة ...
وجاء موعد اعلان النتائج من جديد..وقد نجحنا انا ومايا و جميع الزملاء كذلك بفضل الله..ويومها قلت لمايا بابتسامة واسعة: ما رأيك ان نذهب الى النادي مع باقي الزملاء؟..
قالت مبتسمة: بالتأكيد موافقة..
قلت وأنا أميل نحوها: وستفين بوعدك لي..
قالت بدهشة: أي وعد؟؟..
غمزت بعيني وقلت: تدريبك على ركوب الخيل..
قالت وهي تبتسم من جديد: الا زلت تذكر؟..
قلت وانا اتطلع اليها بنظرة حنان: وكيف لي ان انسى وعدك لي؟..
ظهر التردد قليلا في عينيها ومن ثم قالت: طارق كنت اريدان اخبرك بأمر ما..
قلت وانا اتطلع لها باهتمام وقد شعرت باهمية ما ستقوله: تفضلي..
همت بقول شيء ما..لولا ان اقترب احد الزملاء في تلك اللحظة وقال بمرح: انتما..الى متى ستظلان تتحدثان؟ ..الن نذهب الى النادي كما اتفقنا؟..
قلت وانا التفت له بابتسامة: بالتأكيد..فقط انتظرونا للحظات..
والتفت الى مايا من جديد..ولمحت خيبة أمل على ملامحها ..فقلت بعد ان شاهدت زميلنا يبتعد: تحدثي انا اسمعك..
لوحت لي بكفها وابتسمت ابتسامة مصطنة وقالت: لا داعي..فليس الامر مهما على الاطلاق..فلنذهب الى النادي مع باقي الزملاء..
تطلعت الى عينيها بنظرة شك وقلت: امتـاكدة بأن ليس لديك ما تقولينه؟؟..
اسرعت تشيح بعينيها بعيدا وقالت: اجل بالتأكيد ..هيا..
لم اصدق حرفا مما قالته يومها..لقد كانت ترغب باخباري بشيء ما ..وشيء مهم ايضا ولكنها تراجعت في اللحظة الاخيرة..لم اعلم لم ..ربما كانت متخوفة من قوله لي او تخجل من ان تقوله..
وذهبنا جميعا الى النادي مرة أخرى..بعد سنتين كاملتين ..بالطبع انت تذكرين المرة الاولى الذي ذهبنا فيها جميعا الى هناك..ولكن الوضع كان مختلفا هذه المرة..لم نكن انا ومايا متشاجرين ..على العكس من يرانا لا تأتي في ذهنه سوى فكرة ان كلينا يحب الآخر ..وربما مخطوبان ايضا .. لقد أحسست باندفاع في مشاعري يومها..وانا اسير الى جوارها حيث قسم الفروسية بالنادي..وقلت وانا اتطلع لها بحب: تبدين جميلة جدا هذا اليوم..
توردت وجنتيها بخجل شديد وقالت بصوت متلعثم: اشكرك..
قلت وأنا لا ارفع عيناي عنها: اتمنى لو ان عقارب الساعة تتوقف عن الدوران لأحظى بقربك اطول فرصة ممكنة..
التفت لي وقالت بارتباك محاولة تغيير دفة الحديث: الديك فرس في قسم الفروسية هنا؟..
نظرت لها بضيق وقلت: لا ليس لدي..اخبريني هل يزعجك حديثي الى هذا الحد حتى تغلقينه كلما فتحته معك؟..
قالت في سرعة: مطلقا ولكن...
صمتت بغتة..وحاولت اكمال عبارتها لكنها عادت لتطبق شفتيها وهي تركل حجرا صغيرا بحذائها في عصبية..فقلت مستحثا اياها على الحديث: تحدثي..ولا تخشي شيئا..
تطلعت الي بنظرة غامضة..تحمل ما بين الرجاء ..والتوتر ..والخوف ..فقلت بهدوء وانا احاول ان نبتعد عن هذا الموضوع قليلا: حسنا..فلنذهب الى قسم الفروسية الآن..
رأيتها تومئ برأسها باستكانة..وتتبعني الى حيث اذهب .. ووجدت هي اننا قد وصلنا الى الاسطبل..فقالت متسائلة: كيف ستستخدم حصانا وهو ليس ملكا لك؟..فكما تقول انت لا تملك احدها..
أجبتها قائلا: هناك حصان في هذا النادي وهو ملك لأحد معارفي..
وأخذت اتلفت بحثا عن ذلك الخيل..الى ان وجدته ..كان حصانا ذا لون بني قاتم تبدوا عليه علامات الصلابة ..فقلت مبتسما وانا اشير للحصان: هذا هو..ما رأيك به؟..
تطلعت اليه للحظة ومن ثم قالت وهي تقترب من الحصان: يبدوا جيدا..اريد ان اجربه..
قلت وانا امسك بلجام الحصان وافتح باب الاسطبل لأخرجه: حسنا اسبقيني انت الى الخارج..
نفذت ما طلبته منها واسرعت تغادر بخطوات سريعة بعض الشيء..في حين اخرجت انا الحصان الى الخارج..وقلت مبتسما: هاهوذا يمكنك تجريبه..
تطلعت الي ومن ثم الى الحصان في حيرة وقالت متسائلة: وكيف امتطيه؟..
ضحكت بمرح وقلت: هذه مشكلتك..
تطلعت الي باستغراب فقلت وانا الوح بكفي بابتسامة: أنا امزح..بامكانك امتطائه باستخدام هذا الدرج..
قلتها وانا التقط السلم القصير الذي يتكون من درجتين وهو خاص بامتطاء الخيل..ووضعته بجانب الخيل وقلت: هيا جربي امتطاءه..
ازدردت لعابها وقالت: وماذا لو سقطت؟..
قلت بابتسامة حانية: لا تقلقي لن اسمح لذرة غبار بأن تؤذيك..
امتطت مايا ظهر الجواد ومن ثم قالت:...

صمت طارق عن مواصلة السرد..فقالت وعد بعصبية: لا تقل اننا وصلنا وانك ستتوقف عن السرد الآن..
التفت لها طارق وقال مبتسما: لقد وصلنا ومنذ فترة ايضا ..ولكنك لم تنتبهي الى ذلك..وانا اوقف السيارة واستمر في السرد..
قالت وعد وهي ترفع حاجبيها في دهشة غير مصدقة: احقا ما تقول؟؟..
هز طارق كتفيه وقال وهو يفتح باب السيارة: اجل.. فلن اكذب من اجل شيء تافه كهذا..
قالت وعد وكأنها قد اعتادت اسلوبه المستهزئ في الحديث فلم تعر ما قاله اهتماما وخرجت من السيارة بدورها: ان الوقت يمضي سريعا حقا كلما تحدثنا..
قال طارق بهدوء وهو يدور حول مقدمة السيارة ويسير برفقتها الى داخل الصحيفة: ربما لأن اللحظات السعيدة بالنسبة لك تمضي سريعا لانك لا تتمنين ذلك..وتتمنين ان تدوم.. بينما اللحظات الحزينة تمضي ببطء شديد لأنك لا تريدين ذلك..وتشعرين بها كالساعات..
قالت وعد بابتسامة: ربما كان ما تقوله صحيحا..وربما لاننا نحن نشعر بها كذلك..فبمجرد الشعور يتولد في عقلنا احساسا بأن ما نقضيه من وقت قد يكون اكبر او اقل على الرغم من تساوي كلا الوقتين..
التفت لها طارق وقال بابتسامة اعجاب: لاول مرة اعلم انك قد بت فيلسوفة..
- اتسمي ما قلتها انا فلسفة.. ماذا عن ما قلته انت..لا بد ان يطلق عليه اسم محاظرة علمية..
قال طارق وابتسامته تتسع: اظن ان علينا ان ننتقل للعمل في الابحاث العلمية قريبا..
ابتسمت وعد بمرح وقالت: فكرة جيدة..ولكن اخبرني اولا أي الرواتب أكبر؟..
- العمل في الابحاث العلمية بكل تأكيد..
ضحكت وعد وقالت: لولا انني امتلك شهادة في الادب..لفعلتها وانتقلت الى تلك الابحاث..
قال طارق مداعبا: ليتك تفعلينها..
قالت وعد وهي ترفع حاجبيها باستنكار: هل بدأتم تشعرون بالملل مني بهذه السرعة؟..
مال طارق نحوها وقال: وبأكثر مما تتصورين..
قالت وعد وهي تعقد ساعديها امام صدرها: الا تعرف المجاملة ابدا؟..
- بل لا اعرف الكذب..
هزت رأسها وقالت: ليكن اذا..سأرى ان انتقلت انا الى قسم آخر فقط..كيف ستجدون صحفية مثلي؟..
قال طارق بغتة وكأنه قد تذكر امر ما: صحيح لا تنسي امر ذلك الموضوع الصحفي..
قالت متسائلة: تعني عن ما يتعلق بأمر ذلك المدير العام..أليس كذلك؟..
اومأ برأسه وقال: حاولي الاسراع في اعداده واي مساعدة تحتاجينها..لا تترددي في طلبها مني..
قالت وعد وهي تضع سبابتها تحت ذقنها وتتطلع اليه بسخرية: ولكني احسب انك قد اصبحت تشعر بالملل من وجودي..
قال طارق بابتسامة هادئة: لانك بلهاء.. لا تفهمين المزاح..
اشارت الى نفسها وقالت بضيق شديد: أنا بلهاء..
اتسعت ابتسامة طارق وقال: اجل عندما لا تفهمين ما اعنيه..
والتفت مبتعدا عنها ليواصل طريقه..ووعد تتابعه بعينيها وابتسامة حالمة وسعيدة تتراقص على شفتيها..وهي تفكر في فارس احلامها الذي سيطر على كيانها ومشاعرها بشكل اذهلها هي نفسها والذي يمتلك اغرب شخصية في هذا الكون بأكمله..
*********
لنرحل قليلا عن مبنى الصحيفة ولنتجه الى ذلك المنزل..والى تلك الغرفة بالذات..الذي جلس صاحبها على طرف فراشه وهو يتطلع الى علبة ما متوسطة الحجم في يده ..ويتمتم محدثا نفسه: (لم اكن اعلم انك تكرهيني الى هذا الحد يا وعد..الى درجة حتى تمنعك من الاتصال بي بعد آخر لقاء بيننا..أنا لااريد ان ابدء الحديث حتى لا اهدر كرامتي اكثر من ذلك..كنت اتوقع ان تتصلي بي او على الاقل ترسلين رسالة قصيرة لتطمأني على احوالي..ولكن يبدوا انني قد بت لا شيء في حياتك ..لا شيء..)
وترك هشام ما بيده ليضعه على طاولة صغيرة مجاورة واردف وهو لا يزال يتحدث الى نفسه: ( لكني لن اييأس..مهما حدث او سيحدث..مهما فعلتِ..فأنت تعلمين الآن بأني احبك..واني مستعد للنضحية بأي شيء في سبيل ان تبادليني مشاعري..لن اظل مكتوف اليدين حتى يأتي احدهم ويأخذك مني امام ناظري..لن اسمح بحدوث هذا مطلقا وان كان علي التضحية بأغلى ما املك..فما دمت ترفضين الزواج بي..فلن اسمح لك بالزواج من غيري ..اتفهمين ..لن اسمح بأن تتزوجي شخصا آخر سواي ..حتى وان كان هذا غرورا او انانية مني..لكنك لا تفهمين اني احبك ولا احتمل رؤيتك مع سواي ولو للحظة..لا تفهمين)..
ودفن وجهه بين كفيه في مرارة..وهو يحاول السيطرة على مشاعره وعلى الغضب الذي اخذ يجتاحه..وشرد بعقله بعيدا وهو يحلم بعالم ملئ بالأحلام..تتحقق فيه الاماني دون أي تعب او مشقة..عالم يكون فيه هو ووعد فقط..ولا شخص آخر...
*********

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) .... - صفحة 2 Empty رد: حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) ....

مُساهمة من طرف ريانية العود الأربعاء أبريل 27, 2011 12:34 am

تطلعت ليلى بابتسامة حانية الى مجموعة الزهور الحمراء التي اهداها اياها عماد بالأمس والتي احتلت احدى الزهريات في غرفتها..وقالت وهي تميل نحوها وتتنسم عبيرها: صباح الخير..كيف حالكم جميعا؟..
ومن ثم انتظرت قليلا وكأنها ترغب في سماع رد الزهور ..قبل ان تقول: ها نذا ذاهبة اليه..لكن اتمنى ان اراه وان لا يحدث مثل كل مرة..اذهب انا قبله او هو قبلي الى الشركة..
والتقطت احدى الزهرات لتقول بابتسامة واسعة: هه..ما رأيك؟..هل يحبني الآن كما احبه؟..
وعادت لتقول وهي تعيد الزهرة الى الزهرية من جديدوتتنهد بحرارة: هل اظن ايضا انه يحبني؟..يالي من واسعة الافق ..واحلق كثيرا في عالم الاحلام..
والتقطت حقيبتها على عجل واسرعت تغادر المنزل وتنطلق بسيارتها الى حيث الشركة..وما ان اوقفت سيارتها في احد المواقف حتى قالت بسخرية مريرة: ها قد صدق حدسي..فهاهي ذي سيارته تحتل أحد المواقف الخاصة..
وهبطت من السيارة وهي تهز كتفيها محاولة اصطناع الامبالاة واكملت سيرها الى حيث الشركة..و...
(صباح الخير يا آنسة ليلى..)
التفتت الى مصدر الصوت وقالت بابتسامة واسعة متحدثة الى صاحبه: صباح النور..هل جئت انا اليوم مبكرة ..ام انك انت من جاء متأخرا على غير عادتك يا سيد عماد؟..
قال عماد بهدوء: اولا لا تناديني بلقب سيد الا في وقت العمل.. وثانيا لا هذا ولاذاك.. فقد كنت انتظر مجيئك..
تطلعت اليه باستغراب وقالت: مجيئي انا؟؟..
قال بابتسامة واسعة: اجل وما الغريب في هذا؟..
صمتت دون ان تعلق على عبارته..وهي تشعر ببعض الاضطراب من وقوفهما معا هكذا..وشعر عماد باضطرابها فأسرع يقول: حسنا كل ما كنت اود قوله لك..هو انني اريد تعويضك ما حدث..
رفعت حاجبيها بدهشة وقالت: لا تقل لي بأنك تعني ذلك اليوم الذي ذهبنا فيه الى....
قاطعها قائلا: اجل اعنيه هو..
قالت وهي تتطلع اليه: صدقني انني لم افكر في الأمر حتى ..لقد سعدت بدعوتك لي.. حتى وان كان الصمت هو حوارنا طوال الوقت..
قال عماد وهو يتطلع اليها بنظرة تحمل بعضا من الرجاء: وماذا لو طلبت منك ان تقبلي دعوة اخرى مني..هل توافقين؟..
ظلت صامتة للحظة ومن ثم قالت وهي تبتسم: بالتأكيد يا سيد عماد..وهل ستتاح لي الفرصة لأن يدعوني مدير الشركة كل يوم؟..
قال عماد وهو يبتسم بدوره: بدون سيد من فضلك.. وبدون ذكر مناصب..
قالت مداعبة: حاضر يا سيدي..
تطلع اليها للحظة واتسعت ابتسامته بشكل اكبر.. قبل ان يقول : حسنا اراك اذا بعد انتهاء فترة العمل.. اتفقنا؟..
أومأت برأسها بهدوء..ومن ثم تبعته الى داخل الشركة وهي تشعر بسعادة كبيرة..فها هو ذا عماد يثبت لها انه مهتم بها بأكثر مما كانت تتصور....

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) .... - صفحة 2 Empty رد: حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) ....

مُساهمة من طرف ريانية العود الأربعاء أبريل 27, 2011 12:35 am

*الجزء الثامن عشر*
(لم خطت تلك الكلمات؟)



تطلعت وعد الى الصور التي بين يديها ومن ثم قالت متسائلة وكأنها تحدث نفسها: أي الصور اضع للموضوع؟..جميعها تبدوا جيدة..
التفت لها أحمد وقال وهو يمد يده لها: دعيني اراهم..
قدمت له الصور فأخذ يتطلع لهم.. ومن ثم قال وهو يصدر من بين شفتيه صوتا اشبه بالهمهمة: اعتقد ان هاتين الصورتين مناسيتين للموضوع..
التقطت منه الصورتين الذي يقصدهما بحديثه ومن ثم قالت: تبدوان جيدتان ولكني اظن ان الموضوع بحاجة الى صور تعبر اكثر عن فخامة ذلك المكتب..
قال طارق بغتة وقد انتبه لحديثهم: دعيني ارى كل الصور التي بحوزتك..
عادت لتجمع الصور من جديد مع بعضها وتسلمها لطارق.. الذي تطلع الى الصور باهتمام ومن ثم قال بعد تفكير: هذه غير مناسبة كثيرا.. الموضوع يحتاج الى صور تشمل أكثر المناطق بالمكتب وتدل على فخامته المبالغ فيها في الوقت ذاته..
ثم توقف عند احدى الصور.. وقال وهو يشير الى الصورة بقلمه: كهذه الصورة تماما..
تطلعت الى الصورة وقالت وهي تبتسم: هذه الصورة الاخيرة التي قمت بتصويرها والتي كدت ان تمنعني من ان احصل عليها..
قال بهدوء وهو يعيد لها الصورة : حسنا خذي الموضوع الذي قمت بكتابته بالاضافة الى هذه الصورة .. للطبع..
اومأت برأسها وقالت: حسنا ها انذا ذاهبة..وشكرا لك على المساعدة على اية حال..
ونهضت من خلف مكتبها لتغادر القسم بخطوات هادئة..وما ان تأكد أحمد من ابتعادها حتى قال: ما هذا التطور؟..
رفع له طارق عينيه وقال بعدم اهتمام: قل ما تعني علىالفور ولا داعي للمقدمات..
قال احمد وهو يغمز بعينه: اعني علاقتك بوعد بالتأكيد..لقد تطورت كثيرا حتىانك اصبحت تعرض المساعدة عليها دون ان تطلبها هي..
قال طارق وهو يهز كتفيه: ذلك لانها جديدة هنا.. وقد رغبت في مساعدتها لا اكثر..
قال احمد بخبث: حقا؟..هل هي مجرد مساعدة بالفعل؟..
قال طارق بضيق: كف عن مثل هذه الافكار.. انها مجرد صحفية هنا لا اكثر ولا اقل..
قال أحمد وهو يغمز بعينه: اعلم انها مجرد صحفية هنا وها هي ذي ترافقك اينما تذهب في كل لقاءاتك الصحفية تقريبا ..ماذا تريد اكثر من ذلك؟..
قال طارق ببرود: ان تصمت..
قال احمد مبتسما: ما بك؟..ليس الحب عيباً او ممنوعاً.. تستطيع ان تتحدث بحرية وتعبر عن مشاعرك..
قال طارق ببرود اشد وهو يعود لمراجعة الورقة التي بين يديه: اما ان تصمت او تصل عبر النافذة الى مواقف السيارات مباشرة..
ضحك أحمد بمرح وقال: منذ متى تمزح هكذا يا طارق.. يبدوا ان الآنسة وعد لها تأثير السحر عليك..
رفع طارق عينيه الى احمد وقال بحنق: أحمد.. لا اريد ان تنشر مثل هذه الاشاعات في المبنى باكمله..
غمز احمد بعينه وقال بابتسامة واسعة: أواثق انها مجرد اشاعات؟..
قال طارق بملل: يبدوا انك بالامس لم تنم جيدا..وان النعاس يؤثر على تفكيرك كثيرا..
قال احمد بخبث: بل انت الذي لم تنم بالامس.. هذا يبدوا واضحا من ملامح وجهك..
قال طارق دون ان يرفع رأسه اليه: كلا ..فلقد استغرقت في التوم بالامس.. ولكني اشعر اني متعب قليلا..
قال احمد باهتمام: هل انت على مايرام؟.. اتود العودة الى المنزل لترتاح؟..
( من هو الذي ليس على ما يرام؟..)

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) .... - صفحة 2 Empty رد: حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) ....

مُساهمة من طرف ريانية العود الأربعاء أبريل 27, 2011 12:35 am

التفت أحمد الى وعد التي دلفت للتو الى القسم ونطقت عبارتها السابقة.. وهم بقول شيء ما.. ولكن طارق قال في تلك اللحظة: ماذا حدث بشأن موضوعك؟..
ابتسمت وعد بسرور وقالت وهي تجلس خلف مكتبها: سيتم نشره في جريدة اليوم..
قال طارق بابتسامة: اتوقع ان يحظى باهتمام كبير من القراء..
التفتت له وعد وقالت مبتسمة: اتمنى هذا.. فعندها ربما اكون صحفية حقيقية بينكم أخيرا..
ساد الصمت المكان للحظات ومن ثم عادت وعد لتلتفت الى أحمد وقالت: صحيح.. لم تخبرني من الذي ليس على ما يرام..
اجابها احمد قائلا وهو يشير بقلمه الى طارق: انه طارق..
خفق قلبها في عنف والتفتت الى طارق بحدة وقالت: أحقا؟..ماذا بك؟..
قال طارق ببرود: لو لم اكن على ما يرام لما جئت اليوم الى الصحيفة .. ولكني اشعر ببعض الارهاق لا اكثر.. فلا تهولوا الموضوع..
تطلعت اليه وعد لفترة.. وانتبهت في هذه اللحظة فقط الى شحوب وجهه.. فقالت وهي تزدرد لعابها: ولكنك حقا لست على ما يرام.. انه ليس ارهاقا.. انت تعاني مرضا ما..أليس كذلك؟..
- لا ليس كذلك..وارجوك اغلقي هذا الموضوع لأني اريد ان امارس عملي بهدوء..
هزت وعد رأسها في نفاذ صبر.. فقال لها أحمد: دعيه هو هكذا دائما.. يشارك آلام الآخرين دائما.. ويرفض ان يشاركه أحد آلامه هو ولو لمرة..
ربما كانت هذه العبارة قد زادت من اعجاب وعد لطارق اضعافا.. حقا انها تراه الآن بصورة مختلفة.. لا يبدوا مغرورا او حتى يقلل من شأن الآخرين على العكس.. لقد ساعدها مرارا وساعد غيرها من الزملاء ايضا بالاضافة الى انه يبدوا في قمة التواضع..
كيف كنت اظن به ذلك من قبل؟..الأني لم اعرفه بعد ..ام لأني كنت اغضب من تجاهله وبروده لي وفي تصرفاته معي؟.. هل هو حقا فارس احلامي الذي تمنيته؟..اليس هذا من كنت اكرهه.. كيف تتغير مشاعري تجاهه هكذا الآن.. ثم ماذا عن مايا؟.. من هي؟.. ومادورها في حياته؟.. لقد اخبرني بكل صراحة انه احبها..ومن يحب لا ينسى ابدا.. هذا اذا كانت قد ابتعدت عنه كما اتوقع..كيف افكر في شخص يحب فتاة اخرى وسيظل يحبها الى الابد؟..لكن لم يخبرني بهذه القصة اذا؟.. لابد من وجود سببا ما و....
(أليس لديك عمل تقومين به الآن؟)
نطق طارق هذه العبارة متحدثا الى وعد التي تنبهت من شرودها وقالت نفيا: لا..لم؟..
قال طارق ببرود: لانك لا تفعلين شيء سوى التحديق بي..
اتسعت عينا وعد في دهشة وهي تشعر بالضيق من كلماته وبالغضب من جرأته.. كيف يجرؤ على قول مثل هذا لي؟..انا احدق به هو؟.. من يظن نفسه هذا المغرور؟ ..وقالت مصطنعة اللامبالاة: ومن قال اني كنت احدق بك؟ ..لقد كنت شاردة الذهن ليس الا..ولم انتبه الى أي شيء انظر..
قال طارق بنظرة لامبالية: انتبهي في المرة القادمة اذا..
تطلعت اليه وعد بضيق شديد.. ماذا حدث له فجأة؟.. لقد كان جيدا في تعامله معي.. بل كان مهذبا جدا كذلك .. لقد ظننت ان معاملته لي قد اختلفت وانه قد بات يعاملني كزميلة له في العمل على الاقل..ما الذي اختلف الآن؟ ..والتفتت عنه في ضيق.. وهي تمارس أي عمل..فقط لتشغل ذهنها عن طارق..
ومن جانب آخر كان طارق يشعر بالندم لما قاله.. لم قال ذلك؟؟..ما ذنبها هي ليفرغ ضيقه فيها؟..ما ذنبها هي ان كان احمد قد لاحظ اهتمامه بها؟..اكان يريد بفعله هذا ان يثبت لأحمد العكس..هل بات الاعجاب او الاهتمام بشخص ما جريمة هذه الايام؟.. ياله من احمق.. ما فعله طوال اسبوع كامل ليصلح العلاقة بينه وبين وعد تلاشى فجأة امام لحظة

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) .... - صفحة 2 Empty رد: حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) ....

مُساهمة من طرف ريانية العود الأربعاء أبريل 27, 2011 12:36 am

عصبية وضيق منه..
استغرق في التفكير وهو يختلس النظرات لها.. وابتسم لا شعوريا.. تبدوا في منتهى البراءة وهي مستغرقة في الكتابة .. تبدوا وكأنها قد عادت طفلة بحركاتها العفوية.. حتى طريقة تفكيرها بوضع سبابتها اسفل ذقنها.. تبدوا غريبة ومميزة في الوقت ذاته .. ترى لماذا انشد تفكيره لها؟ ..المجرد انها تشبه مايا؟..ولكن انقضى زمن طويل الآن.. فهل لا يزال حب مايا محفورا في قلبي؟.. احيانا حينما انظر الى وعد اشعر ان مايا هي من تقف امامي.. ولكن في اغلب الاحيان لا ارى امامي سوى وعد.. ووعد فقط..
وهم بقول شيء ما.. لولا ان التفتت له وعد وقالت بسخرية: أليس لديك عمل تقوم به سوى التحديق بي؟..
ولدهشتها رأته يبتسم بهدوء ويقول: حسنا انا آسف.. لقد انتصرتِ..
طلعت اليه وعد بدهشة وقالت بحيرة: أبكل هذه البساطة تقولها؟.. لقد توقعت ان ادخل معك متاهات في الحديث لا تنتهي..
لوح طارق بكفه وقال وهو لا يزال يحتفظ بابتسامته: لا داعي للمتاهات بعد الآن.. لقد كنت فظا معك حقا.. لذا انا اعتذر..
ابتسمت وعد ابتسامة مرتبكة بعض الشيء وقالت: هكذا تجبرني انا ايضا على الاعتذار عما قلته قبل لحظات..
- لا داعي لذلك ابدا..
وعاد لواصلة عمله في حين ابتسمت وعد ابتسامة تدل على سرورها واستغرابها في الوقت ذاته.. انه يملك اغرب شخصية رأتها حقا.. متقلب الى ابعد الحدود.. فأحيانا تراه باردا وهادئا.. واحيانا اخرى قاسيا..وتراه كذلك بشخصية عكس هذه تماما.. فيتحول الى شخص متفاؤل.. مبتسم..مهذب.. مرح ويتعاون مع الجميع بكل جهده ..حقا اريد ان اعرف ماذا تخفي خلف قناعك هذا.. واي الشخصيتين هو أنت؟..
استغرقت في شرودها وهي تعمل حتى انها لم تنتبه الى ذلك المراسل الذي طرق باب القسم بهدوء ومن ثم قال: الآنسة وعد.. المدير يطلب رؤيتك..
انتبه أحمد الىشرود وعد والى انها لم تنتبه الى ماقاله المراسل فالتفت الى وعد وقال: آنسة وعد..
انتبهت له وعد والتفتت اليه قائلة: ماذا؟..
قال وهو يشير الى المراسل: ان المدير يطلبك..
قالت باستغراب: انا؟ ولم؟..
قال المراسل وهو يهز كتفيه: لست اعلم.. بامكانك توجيه سؤالك الى المدير..
اومأت وعد برأسها وقالت: حسنا.. ها انذا قادمة..

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) .... - صفحة 2 Empty رد: حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) ....

مُساهمة من طرف ريانية العود الأربعاء أبريل 27, 2011 12:37 am

واسرعت تنهض من خلف مكتبها لتخرج من القسم..وهي تشعر بالغرابة من استدعاء المدير لها.. في حين استمر الجميع في اداء اعمالهم وبعد مضي ربع الساعة تقريبا.. سمع الجميع صوت طرقات على الباب مجددا.. فرفع طارق رأسه وسمع احد الموظفين يقول: اين هي الآنسة وعد؟..
اجابه احمد قائلا: لقد ذهبت الى المدير منذ قليل ..
قال الموظف بتساؤل: ولكننا بحاجة الى صورة اخرى لموضوعها..ماذا نفعل الآن؟..
قال أحمد متحدثا الى طارق: طارق ..أعطه صورة اخرى..لقد وضعت الآنسة وعد الصور في درجها..
قال طارق بهدوء: ولم لا تمنحه انت ما يريد؟..ان المكتب اقرب اليك مني..
قال أحمد في سرعة: انت تعلم ما يناسب الموضوع اكثر مني..
نهض طارق من خلف مكتبه وتوجه الى حيث مكتب وعد وقال متسائلا: في أي درج هم؟..
- لست اعلم..
فتح طارق الدرج الاول فلم يجد فيه غير عدد من الاوراق والمجلات.. فعاد ليفتح الدرج الثاني وعثر فيه على مظروف يحوي الصور.. فتطلع الى الصور باهتمام قبل ان يمنح احمد احدى الصور ويقول: امنحه هذه..
تسلم احمد الصورة ومنحها للموظف الذي غادر من فوره على عجل..حتى لا يتسبب في تأخير طبع الجريدة..في حين اعاد طارق المظروف الى الدرج وكاد ان يغلقه لولا ان لفت انتباهه ورقة ما.. كانت مطوية بشكل يوحي انها مرمية عن عمد وانه لا حاجة لها..شعر بالفضول لمعرفة ما تحويه هذه الورقة المرمية باهمال في هذا الدرج..ولكنه شعر بأن ذلك تعدي على خصوصيات الغير..بالاضافة الى انه لا شأن له بوعد.. وسيعد موقفه سخيفا تجاهها لو علمت بقراءته للورقة الخاصة بها..
ولكن.. يبدوا انها لا تهتم لامر هذه الورقة فهي قد قامت برميها باهمال شديد دون ان تكترث لها..بالاضافة الى انه ربما تكون هذه الورقة تحوي موضوعا جيدا كسابقه الذي رفضت نشره وتركته مهمل على مكتبها..
الفضول بالاضافة الى رغبة ما في داخله تحرضه الى قراءة الورقة.. وتبريره ان هذه الورقة تحوي موضوعا ما.. كل هذه العوامل مجتمعة دفعته الى التقاط تلك الورقة من الدرج..ووضعها في جيب سترته.. ومن ثم يغلق الدرج.. ليعود مرة اخرى للجلوس خلف مكتبه..وذهنه منشغل بأمر هذه الورقة...
*********
توقف عماد بجوار سيارته وهو يشعر بشوق ولهفة شديدين.. وتطلع الى ساعته للمرة العاشرة في ترقب منتظرا خروج ليلى من الشركة..الى الآن لا يعلم كيف سيواجهها ..وكيف سيتحدث لها ..وعن ماذا سيخبرها..لكنه سيترك كل هذا الى حينه.. فربما يحدث ما لا يتصوره.. ويكون لقاءهما بمثابة وسيلة ليبوح لها بالقليل على الاقل بما يشعر به تجاهها..
مرت ربع ساعة تقريبا وهو ينتظرها دون ان تخرج.. ترى اين هي؟..هل لا تزال تعمل الى الآن؟..ولم تأخرت ربع الساعة تقريبا؟..عاد ونظر الى مدخل الشركة.. وقرر ان يذهب لها ليعلم سبب تأخرها..
دلف الى الشركة وتوجه الى قسم المصاعد وهناك استقل المصعد الى الطابق الثاني حيث القسم الذي تعمل به ليلى.. وتردد قليلا قبل ان يخرج من المصعد..ماذا سيقول لها عندما تسأله عن سبب مجيئه لها بالقسم؟.. لا ليست هذه هي المشكلة.. انما المشكلة تكمن في نظرة الموظفين له او لها لو شاهدوه يحضر الى القسم من اجل موظفة تعمل عنده.. لا يخشى من شيء اكثر من ان يتحدثوا عن ليلى بسوء او يختلقوا الاشاعات.. ويظنوا ان توظيفها هنا كان بسبب معرفته بها..
لكنه برغم كل هذا اكمل سيره.. سوف يتعلل بأي شيء لو شاهد احد الموظفين بالقسم الذي تعمل به.. ثم ان الوقت قد تأخر بعض الشيء وأغلب الموظفين قد غادروا المكان..
وصل اخيرا الى القسم الذي تعمل به فطرق الباب المفتوح بخفوت.. قبل ان يتطلع الى كل زاوية بالقسم بحثا عن ليلى.. ووجدها تجلس وحيدة فيه خلف مكتبها وهي منشغلة بقراءة احد الملفات ومراجعته باهتمام.. ويبدوا انها لم تنتبه لطرقاته بسبب انشغالها.. فتوجه بهدوء لها وقال بخفوت حتى لا يزعجها: ليلى.. لماذا لم تغادري الى الآن؟..
وعلى الرغم من خفوت صوته الى انها انتفضت بحدة ورفعت رأسها اليه وقالت بارتباك: متى جئت؟..وكيف دخلت الى هنا؟..
ابتسم عماد وقال بمرح: أهذا ما يقلقك بالأمر.. حسنا .. متى جئت ..قبل دقائق..وكيف دخلت ..عن طريق الباب..
ابتسمت ليلى بالرغم منها وقالت: اعني لم جئت؟..
قال عماد وهو يهز كتفيه: لقد تأخرت فقلقت عليك.. وجئت لأعلم ما سبب تأخرك هذا..خصوصا ونحن متفقان على ان تقبلي دعوتي اليوم بعد انتهاء العمل..
قالت ليلى وهي تتنهد وترجع رأسها لمسند المقعد: هلا عذرتني من فضلك.. فلازال لدي عمل لم انتهي منه الى الآن.. واعدك بقبول دعوتك في يوم آخر..
جذب له مقعدا ليجلس عليه ومن ثم قال: وهل ستظلين طوال الوقت بالمكتب تعملين؟..
قالت وهي تهز كتفيها دلالة على الاستسلام: ما باليد حيلة..
قال بابتسامة واسعة: الا تحتاجين لمن يسليك؟..لابد انك ستشعرين بالضجر لوحدك..
تلعثمت ليلى وقالت وهي تشعر بالخجل: كلا شكرا لك.. يمكنك الانصراف..لا اريد ازعاجك معي..
قال عماد متسائلا: كم ملف ظل لك ولم تنهيه بعد؟..
قالت ليلى بحيرة: ربما ملفان .. لم؟..
- اذا سأنتظرك..
تطلعت له بدهشة ومن ثم قالت وهي غير مستوعبة لما يقول: ستنتظرني؟..اتعني ما تقول؟..
وضع كفيه خلف رأسه واسند رأسه لمسند المقعد ليقول: ولم لا؟..
قالت ليلى متلعثمة: ولكني سأأخرك عن اعمالك؟..
قال وابتسامة تتراقص على شفتيه: اية أعمال.. لقد انهيت عملي وكنت سأذهب معك الى احد المطاعم كما اخبرتك هذا الصباح..لولا ان انشغلت بهذا العمل..
قالت معترضة: ولكن لا يمكنني ان ادعك تبقـ...
قال عماد مقاطعا وهو يتطلع لها بطرف عينيه: انهي اعمالك سريعا وكفي عن حديثك هذا.. والا ارغمتني على البقاء معك لوقت اطول طوال فترة عملك..
تطلعت اليه مستغربة.. فضحك وقال: انا امزح.. لكن اسرعي بانهاء اعمالك حتى يتاح لنا وقت اكبر لنظل سويا..
قالت ليلى وهي تطرق برأسها خجلا: الا ترى انك تفعل الكثير لأجلي؟..وانا لا استحق أي شيء مما تفعله لي..
- بل اشعر انني مقصر كثيرا في حقك واتمنى لو استطيع فعل المزيد..
قالها وابتسم بحنان وهو يتطلع لها..في حين ارتجف جسد ليلى وهي تتطلع الى نظراته لها.. والى ابتسامته الحانية التي يحملها على شفتيه..وعادت لتواصل عملها.. ولكن بارتباك شديد هذه المرة.. فعقلها لم يكن معها..بل كان مع عماد...
ترى هل ما اشعر به الآن هو ما يطلقون عليه اسم الحب يا ترى؟..
*********
شعر هشام بالغضب.. لا.. الغضب يعد امرا بسيطا على ما كان يشعر به لحظتها.. كان كالقنبلة الموقوتة.. المستعدة للانفجار في أي لحظة لو لامسها احدهم ..أخذ يذرع موقع البناء جيئة وذهابا.. حتى ان اغلب العمال لم يسلموا من غضبه هذا.. فكان يصرخ على هذا لاتفه الاسباب ..ويعنف ذاك لمجرد خطأ بسيط..حتى انهم شعروا ان هذا المهندس الذي امامهم ليس هشام بل شخص يشبهه..ليس هشام الذي اعتادوا على طيبته وهدوءه وصبره..
لكن ما كان يشعر به هشام لحظتها يفوق حدود صبره واحتماله.. او حتى ان يبقى هادئا.. وعد..اجل وعد.. انها لم تفكر حتى بالاتصال به او حتى معرفة ان كان بخير او لا يزال على قيد الحياة منذ ثلاثة ايام من ذلك اليوم المشئوم.. هل تكرهه ام لا ترغب في ان تواجهه ام ان لا شيء يدعوها للاتصال به.. ايفعل هو؟.. لا .. يكفيه ما هدره من كرامة من اجلها.. انها لا تستحق.. على الرغم من كل ما منحها اياه من حب وحنان واهتمام الا انها رفضت كل هذا.. وواجهته بالحقيقة المرة وانه ليس سوى أخ في حياتها ..كيف يمكنه احتمال كل هذا.. اخبروه بالله عليكم..هل يستطيع احدكم احتمال ان يرى محبوبته امام ناظريه ترفضه وتجرحه وتحطم قلبه؟.. هل يستطيع احدكم احتمال مثل هذا.. هل يستطيع؟..
والأسوأ من كل هذا انها ابنة عمه.. أي له ارتباط بها على الرغم من كل شيء.. سيضطر لرؤيتها..وسيموت اكثر.. كلما شاهد نظراتها التي لا تحمل سوى الاخوة له..ماذا يفعل؟.. ما الذي يستطيع ان يفعل لفتاة مثلها؟..على الاقل حتى تشعر به.. او تشعر بكل ما يعانيه لاجلها..
تطلع حوله بهدوء مراقبا عمل عمال البناء.. ولمح احدهم قد سقطت منه النافذة الزجاجية عن طريق الخطأ.. فقال العامل في سرعة وارتباك: معذرة يا سيد هشام.. لقد سقطت مني عنوة..
استغرب هشام من العامل.. لاول مرة يشعر ان احدهم يخشاه .. وهو يكره مجرد الشعور بمثل هذا وانه قد بات قاسيا في تصرفاته الى الحد الذي يجعل الغير يهابه.. فتوجه الى النافذة الزجاجية وساعد العامل على حملها وقال بابتسامة شاحبة: لا داعي للاعتذار فكلنا يمكن ان نكون في الموقف ذاته..
شاهد العامل يتطلع له بحيرة.. ومن ثم يومئ برأسه شاكرا ويبتعد عن هشام.. الذي قال محدثا نفسه: ( كل هذا بسببك يا وعد.. الى اين ستوصليني بما فعلته بي؟.. لا استغرب ان اصبت بالجنون او فكرت بالانتحار مستقبلا بسببك.. لن استغرب ذلك مطلقا.. لقد انتهى هشام يا وعد.. لقد مات.. وانت من قتله يا وعد.. لا تنسي ذلك ابدا..)
************
فلنعد بالزمن للوراء قليلا فقبل ساعتين تقريبا وقي مبنى الصحيفة .. وبعد ربع ساعة من مغادرة وعد للقسم..تنهد طارق بهدوء وهو يدخل كفه في جيبه ويتحسس تلك الورقة التي التقطها من درج وعد.. وعد لم تعد حتى الآن من بعد ان استدعاها المدير .. وهو لا يزال يشعر بخطأ فعلته فهل يعيد الورقة الى مكانها؟.. ربما تشعر وعد بأنه قد أخذها ..او...
اسرع يبعد تلك الافكار عن رأسه ويخرج الورقة من جيبه ويفضها ببطء..ليقرأ ما نحويه.. واتسعت عيناه بدهشة وذهول وهو يقرأ ما كتب..مجرد كلمات كان لها الاثر الكبير والعميق في نفسه.. ان هذه الخاطرة تتحدث عنه لاشك في هذا..(هل تذكرون تلك الخاطرة التي كتبتها وعد عن طارق بأحد الاجزاء السابقة عندما شعرت بغرابته..والتي رمتها باهمال في احد ادراجها بعد ان احست بسخف ما كتبته..لمن لا يذكر يستطيع مراجعة الاجزاء السابقة..)..المهم الآن ان طارق يكاد يقسم ان كل كلمة تعنيه في هذه الخاطرة.. فهل كتبتها وعد عنه حقا؟..ولم فعلت؟..
وجد نفسه يبتسم ابتسامة تحمل ما بين السعادة والحنان.. ويعيد تلك الورقة الى جيبه.. ان وعد تفكر بي كما افكر بها انا.. انها مهتمة لامري.. كما مهتم انا لأمرها.. لم يعد هناك مجالا للشك في ذلك..ولكن كيف ابدأ معها؟.. ثم انها لم تعلم تتمة حكاية مع مايا.. ربما اذا علمت بتتمتها تغير رأيها عني ولا تلتفت لي بعد الآن..ستعلم يقينا ان مايا لا تزال في عقلي وربما قلبي كذلك و...
ولكن لا.. مايا هي الماضي.. ووعد هي الحاضر ..سأخبرها بكل شيءعن مايا كما قررت مسبقا لاعلم برأيها النهائي عني .. ولتعلم انني لم احاول اخفاء أي امر عنها ..وانها قد باتت انسانة مهمة في حياتي...

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) .... - صفحة 2 Empty رد: حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) ....

مُساهمة من طرف ريانية العود الخميس أبريل 28, 2011 5:15 pm

* الجزء التاسع عشر*
(ماذا تعني بكلماتها؟)


دلفت وعد الى القسم وهي تتنهد.. وتوجهت لتجلس خلف مكتبهابهدوء.. فتسائل أحمد قائلا:لم استدعاك المدير؟..
التفتت له وعد وقالت: لقد تحدث الي بشأن موضوعي وانه ربما يحدث بعض المشكلات.. واخبرني انه سيوافق عليه على ان اتحمل انا تلك المشكلات..
سألها طارق في هذه المرة قائلا: وبماذا اجبته؟..
هزت وعد كتفيها وقالت: بالتأكيد وافقت..هل ارفض فرصة نشر موضوع كهذا من اجل بضع مشكلات..
ابتسم طارق بهدوء وقال: جيد انك لم ترفضي..
وظل يتأملها لوهلة قبل ان يلتفت عنها ويعود لممارسة عمله وكلمات خاطرتها لا تكاد تبارح ذهنه.. (" برودك يغيظني..تجاهلك يثير حيرتي..أخبرني اي شخص هو أنت ..لا ..بل من أنت؟..لم اشعر بكل هذا الاهتمام؟ ..وأنت لا ترفع رأسك وتنظر الى الأمام ..إلي..انظر إلي ..حقاً أريد أن أراك..أريد أن اعلم أي شخص هو أنت ..برود وصمت..ام اهتمام خلف قناع من ثلج؟..أحقا تشعر كباقي البشر..أم بت صلبا كالصخر..بالله عليك كرهت هذا الصمت..تحدث واخبرني ...من أنت؟..")
كل كلمة من هذه الكلمات تعود لتدوي في ذهنه.. لتمنعه من مواصلة عمله.. ورمى بالقلم بهدوء ليتأمل ملامحها الجميلة ويهمس لنفسه قائلا: (ماذا فعلت بي يا وعد؟.. مجرد كلمات اجبرتني على التفكير بك طوال الوقت.. على ان تظل صورتك محفورة في ذهني..لقد بدأت اعتاد حياتي هذه ..فلم جئت الآن؟..لا اريد ان يعود قلبي للنبض مرة اخرى..لقد احطت مشاعري منذ سنين بجبال من الجليد.. فكيف في ايام فقط استطعت ان تذيبي منها الكثير.. اشعر اني قد بدأت اعود الى شخصي الاول..الى طارق الذي فارقته منذ ثمان سنين..طارق المتفاؤل.. المرح.. الذي ينظر الى الحياة بنظرة سعيدة..الذي كان يمنح الحياة كل شي دون ان يطلب منها سوى سعادته.. لم يرغب في حياته بشيء غير ان يشعر بأن احلامه ستتحقق في يوم.. احلامه التي عاش سنتين لأجلها.. ولكن ...
وكأن الحياة تبخل عليه مجرد الشعور بالسعادة.. حطمت احلامه.. قتلت أمنياته.. جرعته كأس المرارة لسنين طويلة..وكأن ليس من حقه ان يبتسم فقد ابتسم بما فيه الكفاية..

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) .... - صفحة 2 Empty رد: حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) ....

مُساهمة من طرف ريانية العود الخميس أبريل 28, 2011 5:15 pm

وعاد ليتطلع لوعد ويهمس لنفسه من جديد قائلا: ( ولكن هاهي ذي وعد أمامي..ربما ارسلها لي القدر لتعود السعادة الى حياتي الآن..لأطوي صفحة الآلام الى الابد.. وابدأ من جديد..ترى هل انا محق؟.. هل اترك قلبي لوعد؟.. ام اتجاهل مشاعري واقبل بالحياة التي اعتدت عليها منذ سنين.. لماذا دخلت الى حياتي الآن يا وعد؟.. ألتبعثي في نفسي كل هذه الحيرة وتعيدي الي آلام الماضي..ام لكي تمنحيني بصيص امل اكمل به طريقي.. لو تعلمين يا وعد..فقط لو تعلمين انني لم اعد استطيع الابتعاد عنك مطلقا.. ربما تندهشين.. تستغربين.. ولكنها الحقيقة.. لقد بات قلبي ينبض لأجلك.. اجل لأجلك انت.. هل بت تشعرين بي؟.. وبـ....
جاءه صوت وعد لتنتشله من افكاره وهي تقول: واخيرا حانت نصف ساعة الاستراحة..
رفع طارق حاجبيه للحظة وغمغم لنفسه قائلا: (هل غرقت في التفكير لكل هذا الوقت؟)
ووجد وعد تلتفت اليه وتقول بابتسامة عذبة: ألن ننهض؟..
أومأ لها طارق برأسه بهدوء وهو يقول : بلى..
نهضت من خلف مكتبها وقالت بحماس: لا زلت متشوقة لمغرفة تتمة حكايتك مع مايا..
قال طارق بهدوء: سأكملها لك اليوم اذا حصلت على الوقت الكافي..
وسارت برفقته الى حيث الكافتيريا .. وقال طارق بهدوء: اريد ان اخبرك انك ستواجهين الكثير من المصاعب في عملك هذا.. وخصوصا اذا كان الموضوع يتعلق بشخص ما مسئول في الدولة.. والصحفي الحقيقي فقط هو الذي يمكنه مواجهة مثل هذه الامور..
واردف وهو يلتفت لها: لا تستغربي ان قلت لك انه ربما تتعرضين للفصل من العمل بسبب مجرد موضوع قمت بكتابته .. او ربما يتم ايقافك عن العمل لمدة معينة.. هذا بالاضافة الى الخصم من الراتب.. ما اريده منك يا وعد.. ان لا تلتفتي لكل هذا.. مادمت تؤمنين بصدق ما تكتبين وبأثره على اصلاح وتقدم المجتمع.. تحلي بالجرأة والشجاعة .. وواجهي الجميع لتثبتي وتبيني لهم انك على حق.. وهم على باطل.. مادمت تعملين من اجل هدف نبيل..
تطلعت اليه وعد باعجاب ومن ثم سألته قائلة: أخبرني.. هل تعرضت انت لمثل هذا؟..
قا لطارق بهدوء: كثيرا.. فكثيرا ما تم الخصم من راتبي.. وكثيرا ما اوقفت عن العمل لفترة..
تطلعت اليه بحيرة: ولا زلت مستمرا فيما تكتب من موضوعات تنتقد المسئولين..
قال طارق بحزم: واكثر من هذا.. مادمت ارى الخطأ امام عيني.. فلم اصمت؟..هل انا اصم ام اخرس.. لم جئت للعمل في مجال الصحافة اذا.. ان كنت سأصمت عن الخطأ؟..

قالت وعد وهي تغمز بعينها: اخشى ان يتحول عملك يوما في الصحيفة الى عمل تطوعي اذا استمر الخصم من راتبك..
قال طارق مبتسما: لا تقلقي.. هناك حد معين لا يمكنه الخصم بما يفوقه..
قالت وعد وهي تتطلع الى طارق باعجاب: ولكنك على حق..فلا يهمني ان تم طردي من هذه الصحيفة يوما.. ما يهمني هو ان اعبر برأيي بكل حرية في هذا المجتمع وان استطيع توصيل هذه الاخطاء للناس..
قال طارق بابتسامة: تعجبني جرأتك..
خفق قلب وعد لاطراءه لها وابتسمت بدورها وقالت: وتعجبني انا طريقة تفكيرك..
واردفت بمرح: ولكن ليس دائما..
اتسعت ابتسامة طارق وهو يدلف برفقتها الى الكافتيريا ويذهب لشراء بعض الاعطمة له ولها.. قبل ان يعود ليجلس برفق وعد حول احدى الطاولات.. وقالت هي وهي ترتشف قليلا من كوب الشاي: هيا انا بشوق لسماعك ..كلي آذان صاغية..
صمت طارق قليلا ومن ثم قال: اظن انك لا تزالين تذكرين ان آخر ما رويته لك كان بخصوص تدريبها على ركوب الخيل .. اليس كذلك؟...
أومأت وعد برأسها ايجابيا فأردف طارق قائلا: حسنا.. لقد صعدت مايا آنذاك على ظهر الحصان وهي تشعر بالخوف والتوتر وتطلعت الي لفترة قبل ان تزدرد لعابها وتقول: ولكني اشعر بالخوف قليلا..
تطلعت اليها وقالت وانا امسك اللجام: لا تخشي شيئا وانا معك..
عادت لتزدرد لعابها وتقول: انها اول مرة اركب فيها حصانا.. اشعر انني ارتجف..
قلت بهدوء وانا التفت لها: لا تتوتري والا شعر الحصان بذلك..ورفض التحرك وربما تمرد ايضا..
قالت مايا بصوت مرتبك: انت تخيفني هكذا اكثر..
قلت وانا اشير بسبابتي: بل احاول تنبيهك الى بعض الامور قبل ان نبدأ..
وابتسمت لاقول مردفا: هل انت جاهزة الآن؟..
أومأت برأسها بتوتر..فأخذت أحرك الحصان بخطوات بطيئة.. واتطلع اليها بين الفينة والاخرى..والى القلق الذي يكتسي ملامحها ومن ثم قلت مبتسما وانا اسلمها اللجام: والآن حاولي قيادته وحدك..
تطلعت الي بدهشة وهتفت قائلة: ماذا تقول؟..هل تظنني قد جننت حتى اقود حصان لوحدي؟..
غمزت بعيني لها وقلت: هذا لايسمى جنونا بل تدريبا على ركوب الخيل..
واردفت بابتسامة مشجعة وانا اقدم لها اللجام: هيا حاولي لوحدك.. ستجدين الامر سهلا صدقيني..
ترددت وقالت بخوف: ولكن...

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) .... - صفحة 2 Empty رد: حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) ....

مُساهمة من طرف ريانية العود الخميس أبريل 28, 2011 5:16 pm

جذبت احدى كفيها لاناولها اللجام وقلت بابتسامة حانية: ستفعلينها يا مايا .. صدقيني.. انت قادرة على ذلك..
رأيت الارتباك يبدوا واضحا من ملامحها من مسكة يدي لكفها.. فتركت كفها وقلت: هيا يا مايا..
أومأـ برأسها..والتقطت نفسا عميقا..قبل ان تحاول تحريك الحصان.. فقلت لها: اضربيه بحذائك بخفة..
قالت بشحوب: لن يتحرك.. فالأهبط من على ظهره افضل لي..
- بل ستكملين..هيا لا تستسلمي بهذه السرعة..
فعلت كما طلبت منها ولكن الحصان لم يتحرك فطلبت منها ان تفعل ذلك بقوة اكبر.. وهنا تحرك الجواد.. وشاهدتها تبتسم ابتسامة متوترة وتقول: لقد تحرك حقا..
اومأت برأسي وقلت مشجعا: هيا اكملي..
قالت بسعادة: لأول مرة اشعر بأناحدى امنياتي قد تحققت بالفعل .. اشعر ببشيء غريب وانا ارى فسي امتطي جوادا كما تمنيت دوما..انه لشعور رائع يا طارق.. اشعر وكأنني احلق بالهواء و....
وتوقفت بغتة عن مواصلة الحديث ..لا اعلم ما الذي اوقفها عن مواصلة كلماتها السعيدة المفعمة بالحياة والامل..والتفت لها لأعرف السبب.. وهنا فقط شاهدت الشحوب يكتسي وجهها فاسرعت اوقف الجواد وانا اسألها قائلا: ماذا بك؟؟..
عضت على شفتيها بألم وقالت مكابرة: لا شيء.. انا بخير..
قلت وانا اعقد حاجبي: اخبريني الصدق يا مايا..ما الذي حدث لك فجأة؟..
ازدادت علامات الألم على وجهها وقالت بصوت خفيض بالرغم منها: اريد ان اهبط من على ظهر الجواد..
تملكني الخوف بغتة.. انها اول مرة اراها فيها على مثل هذه الحالة من الشحوب والالم هل تعاني من شيء ما.. او من مرض ما.. او انه شعورها بالخوف ؟.. واتجهت اليها في سرعة لامد لها يدي واقول: سأساعدك..هيا اهبطي..
لم تعترض وهذا ما ادهشني.. هذا يعني انها لا تستطيع حتى الاعتراض.. امسكت بكفي وهبطت بمعاونتي من على ظهر الجواد.. ولمحت بوضوح اكبر في تلك اللحظة ملامح الالم البادية على وجهها فقلت بقلق وتوتر: مايا اخبريني ماذا بك؟؟
التقطت مايا نفسا عميقا.. شعرت معه انها تحاول ملء رئتيها بالهواء الذي اخذ ينفذ من رئتيها..وهذا يعني انها تشعر بالاختناق في هذه اللحظة او بالالم الشديد.. وقالت بصوت ضعيف: لا شيء يا طارق...لا شيء..
امسكت بكتفيها وصحت بحدة: لا تكذبي.. اخبريني الصدق.. انت تكادين تصيبيني بالجنون باخفائك مثل هذا الامر عني..
تطلعت الي بنظرة لم افهم معناها.. ومن ثم قالت بصوت خافت للغاية حتى انني بالكاد كنت اسمعه: طارق..دعك مني..انا لن احيا...طويلا..
اردت ان اسألها عن معنى ما قالته.. عن معنى هذه القنبلة التي فجرتها في وجهي بكلماتها.. عن معنى هذا الكلام الاحمق الذي نطقت به منذ ثوان.. ولكني لم استطع فلقد تهاوت بين ذراعي فاقدة للوعي....
لم اعلم ماذا افعل فقد تملكني الرعب والفزع الشديدين وشلاّ اطرافي وتفكيري.. مانعاني من فعل أي شيء للسيطرة على مثل هذا الموقف وانا أكاد اسمع ضربات قلبي التي أخذت تنبض بسرعة وخوف..ولكني وجدت نفسي اصرخ طالبا النجدة .. ووجدت عدد من زملاء النادي جاؤوا لمعاونتي..لا اعلم ماذا حدث لحظتها.. لقد كنت مشتت العقل تماما..لم أكن ارى أمامي سوى ضباب كثيف أخذ يحجب عني الرؤية تدريجيا ..وأخيرا تم نقل مايا الى قسم صغير للطوارئ بالنادي..
تستطعين القول ان هذا اصعب موقف مررت به في حياتي.. وأنا ارى مايا فاقدة الوعي تماما وبصعوبة اراها تتنفس..والتف حول فراشها في تلك الغرفة الصغيرة التي تم نقلها اليها بالقسم الطبي..عدد بسيط من الاطباء لا يتعدون ثلاثة..وعدد من الممرضات.. ومنعا الجميع من الدخول.. ووجدت نفسي اهتف بانفعال في وجه احدى الممرضات: ابتعدي عن طريقي اريد ان اراها..ليس من حقك منعي..
قالت الممرضة بحزم: ارجوك يا سيد..هذه هي اوامر الاطباء.. سيتم فحصها وبعدها يمكنك الدخول..
قلت بعصبية: فلتذهب اوامرهم الى الجحيم اتفهمين.. اريد رؤيتها الآن..
قالت الممرضة بهدوء: سيدي انك تعطلنا عن عملنا هكذا.. ارجوك انتظر قليلا..
كدت ان استمر في انفعالي لولا ان شعرت بأحد الزملاء يقترب مني ويقول وهو يضع كفه على كتفي: اهدئ يا طارق قليلا.. ودعهم يمارسون عملهم.. مايا عزيزة علينا جميعا .. والجميع يرغب في رؤيتها.. ولكن من أجلها سننتظر.. أليس كذلك يا طارق؟..
التفت نحوه وقلت بحدة: لن انتظر لحظة واحدة اكثر من هذا.. اعصابي تكاد تتحطم وأنا لا اعرف ماذا بها.. وما الذي اصابها فجأة.. لا افهم معنى تلك الكلمات الحمقاء التي نطقتها قبل ان تفقد الوعي..
تطلع الي زميلي بحيرة وقال: أي كلمات؟..
كدت ان أخبره.. لكن لساني ظل عاجزا عن اعادة نطقها .. وكأن قولها قد يصيب شيء من الحقيقة.. وهذا ما أخشاه ..وارفض تصديقه.. ووجدت نفسي ابتعد بخطوات بسيطة عن غرفتها.. وارمي نفسي على أحد المقاعد بانهيار.. ان ما يصيبني الآن اكبر من ان أتحمله.. ان اعصابي تكاد تتلف وانا انتظر في لهفة وقلق خروج أحد الاطباء ليخبرنا بما حدث لمايا...
توقف طارق عن السرد للحظة.. وبدا عليه ان عاد لتلك اللحظة وانه يراها الآن امام عينيه..والتقط نفسا عميقا محاولا السيطرة على مشاعره ومن ثم قال: وأخيرا خرج أحد الاطباء من تلك الغرفة.. ولم اكد المحه حتى اسرعت اليه وقلت بتوتر: طمئنا على مايا يا ايها الطبيب..
قال الطبيب بهدوء: هذه اعراض طبيعية واظن انه لا داعي لكل هذا الخوف.. فمرضى القلب يعانون من هذه الحالات بين فترة واخرى عند شعورهم بالخوف او التوتر الشديد واظن...
قاطعته كالمصعوق : مرضى القلب؟؟..اي هراء تتفوه به يا هذا.. ان مايا بخير وليست مصابة بأي شيء..
قال الطبيب بهدوء من اعتاد مثل هذه الأمور: انه مرض وراثي لديها على ما اظن.. وهي تتعالج منه منذ فترة.. واظن انها تدرك مثل هذه الاعراض التي تصيبها اثر مرض قلبها..
اتسعت عيناي عن آخرهما وانا احاول استيعاب أي كلمة مما نطق.. وانا احاول ان اقنع نفسي ان هذا ليس سوى كابوسا سأستيقظ منه بعد قليل.. اذا هذا ما كانت تعنيه بكلماتها .. انها مريضة بالقلب.. وشبح الموت سيظل يطاردها الى الابد .. سيكون الخوف من هذا المصير هو صاحبها في كل لحظة..

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) .... - صفحة 2 Empty رد: حلم حياتي ( قصه رومانسيه متسلسله ) ....

مُساهمة من طرف ريانية العود الخميس أبريل 28, 2011 5:17 pm

في كل لحظة..
لم اشعر بنفسي الا وانا اندفع الى داخل غرفتها واسرع الى جوار فراشها لاتطلع اليها.. كانت تبدوا كالملاك وهي مغمضة العينين..بريئة الملامح.. ساكنة الاطراف..وشعرت بغصة مريرة تملأ حلقي .. وأنا اتخيل ان تكون مثل هذه الانسانة الرائعة مريضة بالقلب.. كيف يستطيع المرء تصديق ان هذا الجمال النائم سينتهي يوما ما..
حاولت تمالك نفسي لكن قدماي لم تعودا قادرتان على حملي فتهاويت على أحد المقاعد وأنا اتطلع الى وجهها بيأس كبير ..لماذا القدر لا يمنحني السعادة الذي تمنيت؟..اليس من حقي ان اكون سعيدا مثل بقية الناس؟.. هل عندما احببت وتملكت فتاة قلبي ارى هذا المصير المرعب ينتظرنا سويا.. ماذا فعلت لأشعر بكل هذا؟.. هل اخطأت عندما أحببت فتاة ما وتمنيتها لتكون شريكة لحياتي؟.. هل هذه جريمة ارتكبتها؟.. ام ان...
وتوقف عقلي عن التفكير.. لم استطع ان اتحمل المزيدمن هذه الآلام والا سأنهار..ان لم يكن الانهيار قد اصابني وقتها بالفعل .. رأيت عددا من الزملاءوالزميلات يدلفون الى الداخل ويتطلعون الى مايا بهدوء..يخفي احاسيسهم..ان الجميع يدفن بداخله حزن عميق لهذه الانسانة الرائعة التي كانت ولا تزال احدى اروع فتيات جامعتنا.. اسرت الجميع بطيبتها.. بمرحها ..باخلاقها.. برقتها وبغرورها احيانا.. اسرت قلبي ببرائتها..بشخصيتها وبأحلامها البسيطة.. وفي تلك اللحظة شاهدت احدى الزميلات تخفي فمها بكفها وهي تطلع الى مايا .. ولم تستطع الاحتمال اكثر.. فسالت دموعها على وجنتيها في الم وهي تحاول التماسك دون فائدة.. وقال احد الزملاء متحدثا لها: لا داعي للبكاء.. ان مايا بخير..
قالت وهي تتطلع اليه بعينان مغرورقتان بالدموع: لماذا لم تخبرنا مايا بهذا الامر؟..لماذا اخفته عنا؟..اريد ان اعلم..هل تظن انها لن تبقى عزيزة علينا لو اخبرتنا بحقيقة مرضها؟..
اجابها زميل آخر بهدوء: ان الامر اصعب مما تتصورين.. من الصعب على شخص ما ان يعبر عن مثل هذه الحقيقة للآخرين.. سيشعر وانهم سينظرون اليه دائما بشفقة وعطف.. وانه لا يربطه بهم سوى الشفقة لحاله لا شخصه هو..
لم تتوقف الدموع عن الانهمار من عيني تلك الزميلة.. وتبعتها زميلة اخرى .. وقال احد الزملاء لتدارك الموقف: انتن تزعجونها هكذا.. اما ان تصمتن او نخرجكن من الغرفة..
قالها بمرح مفتعل..في حين قالت احداهن: حتى التعبير عن المشاعر اصبح ممنوعا هذه الايام..
قال مبتسما بشحوب: اسمعوني جيدا.. سوف نبقى قليلا هنا ومن ثم نغادر جميعنا لندعها ترتاح.. اتفقنا..
كنت معهم بنصف عقل.. بنصف تفكير.. لم اكن استمع الى ما كانوا يقولونه بعدها الا لكلمات متفرقة.. لقد كانت انظاري معلقة بمايا طوال الوقت.. وجسدي هو الموجود بينهم فقط.. فعقلي وقلبي كانا مع مايا.. يرافقناها في كل لحظة في عالم احلامها.. تمنيت ان أخترق احلامها لأعلم بمن تفكر.. بمن تحلم في هذه اللحظة..
وايقظني من افكاري صوت أحد الزملاء وهو يقول لي: هيا يا طارق فلنغادر وندعها ترتاح.. سوف نأتي مرة اخرى لرؤيتها فيما بعد..
هززت رأسي نفيا وقلت: سأبقى معها ولن اغادر..
- وماذا سيفيد بقاءك معها؟..
- اريد ان اظل الى جوارها..
واردفت مبررا: فماذا لو نهضت ولم تجد أحد معها..ربما تحتاج الى شيء ما حينها ..
قال زميلي بهدوء: انها ليست طفلة.. ولابد انها قد اعتادت مثل هذه الامور..وكيف تتصرف لوحدها بالمشفى و..
رمقته بنظرة صارمة.. اصمتته وارغمته على عدم مواصلة حديثه.. فقال بارتباك: معذرة لم اقصد ما فهمته.. اعني انها تعرف كيف تتصرف لوحدها.. دعها لترتاح يا طارق وسنأتي جميعا لرؤيتها بعد قليل..
قال طارق باصرار: قلت لا.. ان كنتم تريدون المغادرة فغادروا لن امنع احدكم..
- لكن يا طارق سـ...
قاطعه زميل آخر قائلا: دعه وشأنه..ان كان يريد البقاء فليبقى معها..
واردف بخبث: فيبدوا انها غالية عليه بأكثر مما كنا نتصور..
تطلعت الى زميلي بصمت دون ان اعقب بشيء..لم اعترض؟.. لم ابرر؟.. لم افعل هذا؟..انني احب مايا حقا..احبها بكل مشاعري.. فهل افعل ما هو خطأ؟.. لست اخدعها او اكذب عليها .. انني مستعد للزواج بها اليوم قبل الغد ..لكن هل ستوافق هي؟.. هل ستوافق ان علمت انني قد علمت بأمر مرضها هذا؟.. ستظن انها شفقة او عطف مني.. لكن لا.. لن اسمح لها بأن تظن بي مثل هذا الظن.. انا احبها .. احبها ..ومستعد لفعل أي شيء لأجلها..لتعلم كم هي غالية بالنسبة لي..
لم اشعر بزملائي وهم يغادرون المكان..بصراحة لم اكن اشعر بشيء مما حولي مطلقا.. كانت ابصاري معلقة بمايا وهي ممدة على الفراش وشعرها الاسود الطويل يجيط بوجهها بنعومة.. بعكس بشرتها البيضاء الناصعة..ليخلق مشهد اجمل فتاة رأيتها في حياتي.. اكاد اسمع صوت ضربات قلبها.. والغرفة تخلوا من أي صوت أخر سوى صوت جهاز ضربات القلب الذي يستمر بالرنين في كل ثانية.. وانفاسها الهادئة تدل على نومها العميق..
وابتسمت بمرارة بالرغم مني.. كيف لي ان احتمل مثل هذه الفكرة .. ان مايا مريضة بالقلب.. وانها...
لكن لم اليأس.. لم؟..ان الله عز وجل قادر على كل شيء.. وقلت هامسا لتفسي: ( يا رب.. ابقي مايا لنا يا رب.. اشفها من مرضها..اسألك يارب العالمين.. اسألك وانت لا ترد سؤال الداعي اذا دعاك..ارحمنا برحمتك يا رب العالمين)..
لم اعلم كم مر من الوقت بعدها.. ساعة .. يوم.. اسبوع.. عام..لست اعلم.. كنت اشعر بكل ثانية تمر.. اشبه بالساعة.. لهذا لست اعلم كم قظيت في تلك الغرفة من الوقت..وتوقفت عقارب الساعة كلها فجأة .. اظن ان هذا ما حدث وقتها..وانا اسمع ذلك الصوت الخافت الذي همس: طارق..
تطلعت اليها بدهشة ومن ثم لم البث ان ابتسمت بحنان وانا اقترب منها قائلا: حمدلله على السلامة..
قالت بشحوب: اين انا؟..
جذبت مقعدا لي وجلست عليه وانا اقول: بقسم للرعاية الطبية بالنادي..
رأيت عيناها تتسعان بغتة.. وتمتمت بصوت مرتجف: اذا فقد عرفت..
امسكت بكفها لأقول بحب: عرفت ماذا؟..
تطلعت الى كفي الممسكة بكفها للحظة قبل ان تقول بمرارة: انني مريضة ولن احيا طويلا..
قلت مبتسما: وما ادراك؟.. هل تعرفين الغيب؟..
قالت وهي تشيح بوجهها بألم: لا.. ولكنه الواقع الذي علي ان اتقبله.. اعرف ان مرضي هذا لا شفاء منه.. وان نهايته هي الموت..
قلت محاولا تهدئتها: لا تقولي هذا .. من يدري .. هناك اشخاص اصحاء لا يعيشون لأكثر من عشرون عاما.. بينما يعيش اشخاص فقدوا الامل بالحياة لأكثر من ستون عاما..

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صفحة 2 من اصل 3 الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى