المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
ريانية العود | ||||
عادل لطفي | ||||
عذب الكلام | ||||
zineb | ||||
azzouzekadi | ||||
بريق الكلمة | ||||
TARKANO | ||||
ليليان عبد الصمد | ||||
ام الفداء | ||||
السنديانة |
بحـث
.ft11 {FONT-SIZE: 12px; COLOR: #ff0000; FONT-FAMILY: Tahoma,Verdana, Arial, Helvetica; BACKGROUND-COLOR: #eeffff}
.IslamicData
{ font-family: Tahoma, Verdana, Arial, Helvetica, sans-serif;
font-size: 10pt; font-style: normal; line-height: normal; font-weight:
normal; font-variant: normal; color: #000000; text-decoration: none}
الساعة
عدد زوار المنتدى
القصة الشعبية...دراسات أدبية
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
القصة الشعبية...دراسات أدبية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]دراسات أدبية: القصــة الشعبيــــة ولــــذة التقـــبّل .. |
الاثنين, 27-نوفمبر-2006 - 17:57:11 |
نبأ نيوز- د. مصطفى مدايني - الموضوع المطروح للدراسة ورد فى جملة اسمية جاء المسند إليه مركبا بالعطف "القصة الشعبية ولذة التقبل" أما سندها فهو ما نحن بصدد تقديمه نعنى هذا النص الذى نعتبره كلاما على كلام وهو ما يسميه اللغويون"ما وراء اللغة" وارتباطا بالموضوع المطروح نلحظ أن المسند إليه "القصة الشعبية ولذة التقبل" جاء كما قلنا آنفا مركبا بالعطف يتكون من مركبين وأداة عطف "الواو". والواو قد تكون للجمع وقد تأتى للدلالة على العلاقة. وبتمعن الدارس الحصيف للعنوان يتأكد أن الواو هى واو العلاقة أى علاقة القصة الشعبية من ناحية بلذة التقبل من ناحية أخري. وقد جاء المعطوف عليه: القصة الشعبية بدوره مركبا بالنعت: القصة منعوت، الشعبية نعت له. كما ورد المعطوف "لذة التقبل" مركبا بالإضافة. وإن دل المركب الأول: المركب النعتى على أنه محور الكلام وأسه وهو ما يبيح به كل مركب بالنعت فإن المركب الإضافى يحصر البحث فى سياق محدد هو "لذة لتقبل". حيث أن اللذة هنا تصل حد الملكية لعملية التقبل. فما هو إذن محور الحديث؟ و ما هي العلاقة بين القصة الشعبية من ناحية ولذة التقبل من ناحية أخرى؟ ثم فى الأخير لماذا كان هذا الجمع بين هذين الأمرين؟ للإجابة يحسن بالدارس أن يدقق فى المحمولات التى تكتنفها هذه المصطلحات إضافة إلى إبراز ملحوظتين نراهما أساسيتين لمزيد الفهم والتدقيق. الملحوظة الأولي: وهى ملحوظة عامة تخص المسيرة الإنسانية عبر حقبها التاريخية. فكثيرا ما يشبه العلماء المسيرة الإنسانية جمعاء بسيرة الفرد فى حد ذاته فكما أن الفرد له ميلاد وطفولة وشباب فشيخوخة كذا هى الشعوب والأقوام والأمم وكما أن سيرة الفرد تتابع عبر الأجيال كذا أيضا مسيرة الشعوب والأمم. وعبر هذه المسيرة تعرف الإنسانية مراحل تفنن العلماء فى تحديدها وذهب بعضهم إلى اعتبار المرحلة الأولى فى حياة البشرية هى مرحلة السحر والانبهار وأن المرحلة الثانية تولدت من تكيف كبير بين الإنسانية والعالم المحيط وهى مرحلة الشباب ثم جاءت المرحلة الثالثة وهى مرحلة المعرفة العلمية حيث ذهب البعض إلى القول بأن الإنسانية لم تتعرف على العالم حق المعرفة وأنه آن الأوان كى تنساق الإنسانية إلى أقصى حد فى هذه المعرفة من خلال كشف العالم فى أدق دقائقه"5". ولعل الدارس الحصيف يتعرف إلى أن القصص الشعبية برزت منذ فجر الإنسانية نعنى تلك المرحلة السحرية التى كان الإنسان فيها منبهرا غاية الانبهار بالعالم المحيط ثم تنوعت بتنوع الشعوب واختلاف الأمم والأحقاب. الملحوظة الثانية: وهى ملحوظة مخصوصة ترتبط بالفرع الثانى فى الموضوع لذة التقبل. حيث أن الحديث عن التقبل يستدعى قبل ذلك باثا مرسلا لرسالة، يحاول إيصالها إلى مستمع/قارئ/مشاهد بطريقة ما وهى كما سنرى عند التحليل تحيل فى الحقيقة إلى عمق البناء الدرامى فى القصة حيث تقوم بالأساس على عناصر الجاذبية والتشويق و الرغبة والحشمة و الفظاعة و التحدي. تحليل العنوان القصة الشعبية: ذكرنا أن هذا المركب يتكون من منعوت محور الحديث وحوله تدرس اللغة اللغة، واللفظة اللفظة، ضرب من التحليل الذاتى لمكونات اللغة والقصة كما هو متعارف عليه مسيرة حياتية لمجموعة بشرية يقع فيها التركيز تدريجيا على حياة حيوات مخصوصة هو سرد لأحداث متتابعة وفق تطور زمنى كان له بداية ونهاية إلا أن الدارس الحصيف يعلم أن هذه المسيرة هى انطلاق متواصل لا ينتهي، ذلك أن القصة باعتبارها سلسلة لغوية ستبقى حية ما دامت قد بعثت للوجود وبقيت تحيا بحياة الأجيال فإذا نحن أمام سيرة متواصلة يقوم بها سارد/باث/مرسل ويتقبلها متقبل مستمع/مشاهد/قارئ وكلما نفذ المتقبل وعيه فى القصة وتابع المسيرة، فإنه يعيد خلق القصة وفق اتصال وثيق. لذا فالقصة بهذا المفهوم هى استعادة للحياة متابعة للأحداث وقراءة لها وربما فى وعى المتلقى أو لاوعيه، يضيف إليها من عندياته خاصة إذا أمسى المتقبل ذاته باثا من جديد. فإذا أضفنا إلى القصة نعت الشعبية نسبة إلى الشعب أى الجماهير التى لها إيمان محدد ورؤية للحياة والكون. فالقصص الشعبى بهذا المفهوم هو تلك الخميرة من القصص التى يساهم فى تأليفها وتقديهما ثم عرضها وروايتها شعب ما لتصبح القصة بالنسبة إليه رؤية للحياة لها رموزها ومداليلها الخاصة ومن ثم فالقصص الشعبية هى تلك العناوين التى تفرزها ثقافة ما لتكون رصيدا لا يستهان به من المرويات والمقروءات والمشاهد المسرحية أحيانا. فالقصص إذن وسيلة تعبير ارتبطت فى الغالب بتلك المرحلة المتقدمة فى الزمن/هى من الماضى السحيق حيث كانت الإنسانية فى مرحلة طفولتها وحيث يبدو فيها الفرد منبهرا بالعالم منغمسا فيه مسحورا بما يمور فيه من أشياء لأنها بئره الأولي. أما لذة التقبل فهى الواجهة الأخرى من الموضوع حيث نسعى إلى كشف كل من اللذة من ناحية والتقبل فى ناحية أخري: اللذة هى الشهوة والانشراح والسحر والفتنة والجاذبية والأسر حد الإغراء، وهى نقيض الألم ضديد البشاعة. ووفق النظرة الفلسفية هى إدراك الملائم من حيث أنه ملائم غاية الملائمة. اللذة إذن شوق توق ورغبة صبابة وحنو نزوع هى الظمأ والصد والتطلع. وإذا ما أردفت إلى المتقبل يعنى المرسل إليه المستمع/القارئ/المشاهد وفق نوعية المراسلة الموجهة إليه، فإن الدارس يصبح أمام حالة نفسية تعترى القارئ للنص أو المستمع إلى الحكاية أو المشاهد المتابع للمشاهد الحية الممثلة أمامه. لذا فلذة التقبل هى كيفية إدراك المروى له غاية الانسجام والملائمة مع ذاته وهو يستمع/يقرأ/يشاهد الحياة المسيرة التى تمر أمامه عبر سلسلة لغوية لها قدرة فائقة على التخيل والإبداع. ولعل التوصل إلى هذه النقطة هو من الصعوبة بمكان، فلا يمكن ذلك إلا إذا استطاع الدارس أن يتفهم مكنون القصة الشعبية وكيفية بنائها، وهو ما سعى إليه النقاد سعيا دقيقا. فبناء النص القصصى وأسلوبه ولغته هى التى تبيح لنا الكشف الدقيق عن كيفية انغماس المروى له فى النص انغماسا كبيرا يجعله فى غالب الأعم ينخرط فى لعبة المراسل/المؤلف/الكاتب/البادى المتوارى فى آن. ولا مندوحة للدارس فى مثل هذا المقام إلا أن يتوسل الأمر على ما هو عليه نعنى العود إلى النصوص ذاتها والسعى إلى التوغل فى مظانها، لذا نرى لزاما أن نحلل قصصا شعبية نعتبرها منارة تبيح لنا جليل الافهام والتحليل. من القصص الشعبية عديدة هى العناوين التى يمكن أن تعتبر نماذج للقصص الشعبية لذا سنذكر بعضها ونوردها باعتبارها نماذج للذكر و لعل أهمها على النطاق العالمى "ألف ليلة و ليلة" ,"مئة ليلة وليلة", "سيرة سيف بن ذى يزن"، "الجازية الهلالية"، "قصة عنتر"، "سيرة الزير أبو ليلى المهلهل بن ربيعة"، وغيرها كثير، لكن ارتأينا فى هذه الورقة أن نقدم أقاصيص جديدة لعلها غير واسعة الانتشار أولا: "حكاية ابن الأمير والحصان الطائر رواية جرجيس بحري" "15". ثانيا: "آغا أوف" ثالثاً: "ست الستوت". وهى أقاصيص صدرت فى طبعات خاصة وجاءت قصيرة مفعمة بالخيال تستجيب بلا شك لأفق انتظار "توقع" المتقبل خاصة ذاك الذى يعيش الطفولة، تلك السمة التى تتماشى مع القص الشعبي. ولعل الدارس يستشف كما أوردنا سابقا أن مرحلة الطفولة هى مرحلة السحر والانفتاح المطلق على العالم وهو ما يمكن المروى له أن ينغمس فى القصة انغماسا كليا. أما الشاب أو الكهل أو الشيخ فانه قد ينغمس فى هذه القصص إذا بقى الطفل الذى يحمله بين جوانحه حيا قويا ثابتا... بنية القصة الشعبية درس النقاد بنية القصة الشعبية، وقد اتسمت أغلب هذه الدراسات بمنهجية عامة تركزت على استنباط خصائص هذه النصوص وقد درس بعض النقاد هذه القصة باحثين بصفة أدق فى مدى تصويرها لمجتمعاتها أو أثر البيئة فيها. وهو تناول يعتمد النص وثيقة اجتماعية إلا أن بعض الدارسين تفطنوا إلى أهمية هذا النص القصصى وبصفة أخص لبيئته. ولعل من أهم الدراسات تحليل فلادمير بروب للحكايات الشعبية الروسية وقد أقام تحليليه بصفة أدق على معنى الوظيفة فى النص الشعبي. وهو منهج ينير السبيل للدارس لفهم "لذة المتقبل" بصفة مخصوصة ويمكن باختصار شديد أن نحدد بنية أية قصة على المحاور التالية : 1- حصول الافتقار : وفيه منطلق النص/الوضع الأصل وهو فى الغالب ينبئ بالسعادة والتوازن، إلا أن ذلك الطور لن يدوم إذ تحصل إساءة ما تؤدى إلى انخرام للتوازن. مما يستوجب قيام البطل/الأبطال بالرحيل وإبان الرحيل يحصل المنع والاستخبار والانخداع فالإساءة وهذه العناصر كلها تصوير للحظة التى عنها ينشأ الافتقار. وعبر هذه المرحلة تكون لذة المتقبل على أشدها ذلك أن الانخرام/اللاتوازن/الخوف من المستقبل يولد لحظات عدم استقرار نفسى لدى الأبطال من ناحية والمتقبل/محيى القصة وممثلها من ناحية أخري. 2- الاختبار التشريحي: فى هذه المرحلة ونتيجة لما ورد فى المرحلة السابقة من افتقار يكون طلب النجدة وهو دعوة مفتوحة تكون فيها المسيرة القصصية فى مرحلة قلقة، غير مستقرة تكثر فيها التوقعات إلى أن يقبل البطل ويستجيب للدعوة بمحض إرادته رغم ما يعتور ذلك من قلق وخوف ومن ثم يكون الانطلاق وفيه تبدأ الرحلة نحو الإنجاز وفيه يتعرض البطل عادة لاختبار يرشحه لتسلم الأداة السحرية مثلا. ويرد البطل الفعل المناسب فيتسلم الإداة وإذ يستقر الحال ويمسى البطل على أهبة الفعل تأتى المرحلة الموالية. 3- الاختبار الرئيسي: فى المرحلة الاختبارية الرئيسية كثيرا ما يعمد البطل إلى الخروج وللرحيل إلى مكان آخر حيث يكون الصراع بين البطل والمعتدي. وينتصر البطل ليصلح الافتقار. ويعود البطل إلا أنه إبان هذه العودة يتعرض للمطاردة من جديد فى ضرب من تأكيد القدرة على تأكيد الانتصار. فالانتصار هنا يمكن أن يعتبر أوليا وعلى البطل الحقيقى أن يؤكده ويؤازره ويدعمه تمهيدا للعنصر الموالي. وفى هذه المرحلة يكون المتلقى المتقبل فى غاية الاهتياج والاشتياق إلى مرافقة البطل عبر هذه المراحل الحية التى تبرز من ورائها سيرة الحياة الإنسانية عبر عالم يناصب فى الغالب الفرد العداء المطلق. 4- الاختبار التمجيدي: وفى هذه المرحلة تبلغ القصة قمتها. حيث يصل البطل خفية ويبرز بطل مزيف مما يعرض البطل إلى مآزق صعبة يتمكن من التفوق عليها فيقع التعرف عليه باعتباره البطل الحقيقى وتنكشف ألاعيب البطل المزيف، فيعاقب وتكون مكافأة البطل الحقيقي. وفى هذه المرحلة يكون المتقبل قد مر بوضعيات محرجة غاية الإحراج لأنه يكون قد ارتبط فى ضرب من الانسجام مع البطل الحقيقى فيعيش على غراره مراحل التطور هذه لاهثا وراء تلك اللحظة الخاصة التى ينجلى فيها البطل ويعلن على نفسه إنها قمة التشويق ولحظة اللذة القصوى ... وباختصار شديد تقوم هذه القصص الشعبية على ثلاثة اختبارات: - اختبار ترشيحى يقوم به البطل أمام مانع قصد تسلم الإداة. - اختبار رئيسى هو موطن الصراع. - اختبار تمهيدى نتعرف بواسطته على البطل. تحليل القصص الشعبية 1- حصول الافتقار: القصص الشعبية التى وقع اختيارها تنتظم وفق هذا المنهج فحصول الافتقار، مرحلة من مراحل السرد القصص. هو البداية التى تنطلق منها القصة. "ففى قصة ابن الأمير والحصان الطائر" يلحظ الدارس أن مرحلة التوازن هامة وتتمثل فى وضعية الأمير صاحب الأملاك الشاسعة والزوجة الجميلة الطيبة ولم يكن ينقص مرحلة التوازن هذه إلا الذرية الصالحة لذا يسعى الراوى إلى الاستجابة لذلك فيسرد تدخل الطبيب لإدراك المفقود وفعلا تلد الزوجة الوفية ابنا جميلا "أحمد" إلا أن الافتقار يعود من جديد إذ تموت الأم. ويدعى الأمير ليتزوج من جديد ، فإذا المرأة فظيعة شرسة، شريرة، وكانت فوق ذلك عاقرا وهنا يصف السارد أعمالها فى القصر وكيفية تمكين أسرتها للسيطرة على كل ما فى المملكة ثم فى مرحلة ثانية تسعى بقوة إلى التخلص من الابن: أحمد. أما فى قصة "آغا أوف" فمرحلة الافتقار تتمثل فى البداية حيث يعرف الدارس/المتقبل أن التاجر الموصلى يمر بمرحلة توازن تكاد، تكون تامة فقد خرج للمتاجرة وقرر العودة بعد نجاح تجارته إلا أنه عبّر عمّا يكدره وهو عدم الاستجابة لطلب ابنته الصغرى "فستان لؤلؤ فى قمع جوزه" وهو مطلب كما نعلم غريب يصعب إن لم نقل يستحيل تحقيقه، وإذا بالتاجر يتأوه "أوف" فإذا بعملاق يمثل بين يديه و يصيح "لبيك لبيك أنا عبد بين يديك" فأجفل التاجر وسأله عن أمره فقال له العبد العملاق انك ناديتنى فلبيت الندا. وفى قصة "ست الستوت" فإن لحظة الافتقار هذه تتمثل فى طلب الزوجة من زوجها أن يضيع ابنيه فاستجاب الزوج وأهملهما فى الغابة وتركهما وحيدين. وكأن عملية التوازن هنا مفقودة إلا أن الطلب موجود حققه الزوج على حساب ابنيه. يلحظ الدارس أن هذه المرحلة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن البداية فى كل قصة هى انفتاح بضرب من التوازن. فالأمير فى القصة الأولى يعيش فى هناء لا ينقصه إلا الخلف وفى القصة الثانية ينجح التاجر فى تجارته نجاحا مبهرا إلا أن ما ينقصه هو تلبية طلب ابنته الصغري. فى حين أن القصة الثالثة يبدو فيها الزوج يسعى إلى ضرب من التوازن مع زوجه على حساب ابنيه وكل هذه الأقاصيص تشير إلى المرحلة الموالية نعنى الاختبار التشريحي. 2- الاختبار التشريحي: يتمثل هذا العنصر فى البحث الجاد عن استعادة التوازن المفقود ويتدخل الأبطال فى ضرب من التوافق من أجل دفع مسيرة الحياة إلى الأمام والمنتظر فى هذه المرحلة هو الاستنجاد الذى يأتى عبر المسار القصصى ففى القصة الأولى تسعى الزوجة الشريرة إلى التخلص من أحمد لأنه فى نظرها حجر عثرة فى مستقبل الأيام وكان اختبار البطل يزداد ضراوة مرة بعد مرة فقد أرادت قتله بالعقرب السامة لكن الحصان أبلغه بما تضمر له زوجة الأمير فسعت الزوجة من جديد إلى التخلص من الثنائى أحمد وحصانه خاصة لما علمت بقدرة الحصان الفائقة لكن الحصان استطاع أن يعين أحمد ويهربا معا بأن طار به أمام أنظار الجميع. أما فى القصة الثانية فإن العبد استجاب لطلب التاجر لكنه طلب منه أن يحضر ابنته فى لباسها البديع. ولم يجد التاجر مندوحة من الاستجابة وحزن غاية الحزن. لكن الابنة وجدت نفسها فى مقام على غاية من الروعة. لكنها أرادت أن تكشف خفايا زوجها وسر جماله ولما تفطن الزوج لذلك أمر بقتلها وهى حامل. لكن العبد رأف بها وتركها بالغابة "22". وفى القصة الثالثة كان الاختبار التشريحى لست الستوت وأخيها تلك الرحلة المخيفة عند بلوغ العين ولما شرب الصغير منها تحول إلى غزال لكن ست الستوت تمالكت ورافقت أخاها إلى أن بلغا قصرا منيفا وبقربه عاشا عيشة بسيطة اعتنت خلالها ست الستوت بشجرة فأحبتها الشجرة وكانت تمطر لها لؤلؤا. ولما شاهدها صاحب القصر أعجب أيما إعجاب بجمالها وخلقها فقرر الزواج بها. فعاد التوازن من جديد لولا وجود الزوجة الأولى التى ستسعى إلى عرقلة هذا التوازن. يتضح للدارس فى هذا الاختبار التشريحى أن الوضعية العامة تتأزم وتبلغ العقدة ما يقارب الذروة أو هو ما يعد لها. ومن ثمة تكون لذة المتقبل قد ازدادت تشوقا إلى معرفة ما هو لاحق من أعمال قد تؤدى إلى حل سعيد للقصة أو على العكس قد تزداد تأزما مفرطا وذلك هو الانجذاب والتشويق والتعقيد أس كل عمل قصصى طريف. 3- الاختبار الرئيسي:يتمثل هذا الاختبار خاصة فى ديمومته وقوته ومدى خطورته "24" فالاختبار الرئيسى هو الذى يبيح الكشف عن البطل لذا تكون التجربة المصورة على قدرة فائقة من الصعوبة. ففى القصة الأولى يبدو الاختبار الرئيسى فى مواجهة أحمد لحياته الجديدة فقد طار به الحصان إلى مكان بعيد وهناك يعيش حياة البداوة يرعى الغنم ويستطيع أن يتأقلم فيها إلى أن يأتى جند الأمير من أجل أخذ القطيع ويعلم من خلال محادثته للحراس أنهم جند أبيه وإذ يسألونه إن كان يعرف أحمد ابن الأمير فيجيبهم أن نعم. ولكنه لا يدلهم عليه إلا إذا أخذوا الحصان الأبيض إلى الأمير "25". أما فى القصة الثانية فقد جابهت الزوجة الحياة وقد طردت من القصر ووجدت نفسها فى العراء إلا أنها كافحت من أجل البقاء وتمكنت من دخول قصور ثلاثة هى منازل أخوات الزوج وقد استطاعت أن تهرب مرتين بعد اكتشاف أمرها. أما الأخت الثالثة فقد دعت أخاها لزيارتها وقد تعرفت على زوجة أخيها وابنه الذى ولد حينها فكان شبيها بأبيه. أما فى القصة الثالثة فقد اضطر صاحب القصر إلى السفر فتمكنت الزوجة الأولى من الانتقام من ست الستوت ورمتها وولدها فى البئر وحال عودة الأمير أخبرته الزوجة التى تمارضت بفقدان زوجته وادعت أنها لا تشفى إلا إذا أكلت لحم غزال قصد قتل أخ ست الستوت وقد تمكنت البطلة رغم هذه التجربة الصعبة من البقاء بإعانة أخيها الغزال. ويتضح من خلال هذا الاختبار أن التجربة الحياتية تزداد صعوبة ويجد الأبطال كلما توغلوا فى الزمن أن إيجاد التوازن أمر صعب ألا أنهم يسعون دائما إلى الدفاع عن حقوقهم فى الحياة، بل أنهم يصّرون على ذلك رغم مكابدتهم العنيفة أحيانا. ولا شك أن المتقبل/المرسل إليه يجد فى هذه المجاهدة والمكابدة خير نصير له على مواصلة تلذذه بهذه الحيوات المتعددة إنها التجربة التى يستقيها الإنسان، وكأنه هو الفاعل للأحداث لا المتابع لها، لذا كثيرا ما ينحاز المتقبل إلى البطل لا شعوريا وقد يندمج فيه حد النخاع وتلك هى المتعة الحقيقية، ومنبع اللذة، والقارئ/المشاهد/المستمع ينتظر بفارغ صبر المستقبل وما يحمل فى طياته. وذلك هو الجزء الأخير من القصة الشعبية. 4 - الاختبار التمجيدي: فى هذه المرحلة تبلغ فى الغالب القصص قمتها حيث تشتد الأزمة وتتكاثف الأحداث ويتقدم الصراع، ذلك أن الاختبار التمجيدى هو استقطاب للتجربة وبلوغ إلى الشأو. ففى القصة الأولى ينكشف للجميع أن الراعى ليس إلا الأمير أحمد الذى استطاع أن يتخلص من قبضة زوجة أبيه وتمكن من القيام بتجربة قل وندر أن يعرفها الإنسان إلا إذا كان ذا طاقة من الصبر والاصطبار. وقد استطاع أن يبهر الحاضرين بحسن منطقه وقدرته على الإقناع. فاستعاد مكانه ونصب أميرا لأنه الابن الوحيد لأمير كاد أن يكون عبدا لزوجه "28". أما فى القصة الثانية فقد عبر الأمير عن أسفه الشديد لطرد زوجته والأمر بقتلها وهو فى حالة غضب كبير لكن الأخت الصغرى أعلمته أن زوجته بانتظاره، وأنه يحق لها أن تعرف زوجها حق المعرفة فلا أسرار بين الزوجين لأنهما متكاملان "29". أما فى القصة الثالثة فقد استطاع الأمير بعد عودته أن يكتشف خبث زوجته الأولى وعرف ما فعلته بزوجته الفتية فأنقذها وأخرجها من البئر رفقة ابنها. إن مرحلة الاختبار التمجيدى هى عود إلى ضرب من التوازن المفقود. فالبطل يتدخل فى هذاالمقام لأنه مدعو باعتباره بطل المسيرة أن يوجه الأمور إلى التوجه الصحيح، الأمثل وفيه كما رأينا تتغير الرؤى وتتقلب إلا أنها فى الأخير تعود إلى اطمئنان وأمان منتظرين ومن ثمة فإن التقبل فى هذه المرحلة يكون على أشده ذلك أن المتلقى يكون منذ البداية قد خطرت له نهاية ما كثيرا ما تتفق والخاتمة القصصية. لقد عالجنا فى هذه الورقة كيف يخدم البناء القصصى فى الحكاية الشعبية لذة التقبل عند المتلقي. ولا بد فى هذا المقام أن نورد الملحوظات التالية: 1 - إن هذه اللذة التى تحدو المتقبل تقوم أساسا على ميل دفين لدى الفرد/الإنسان إلى أن يستوعب تجارب الآخرين. وهو ميل نجده بصفة خاصة لدى الطفل منذ ولادته لأنه يسعى إلى التماهى مع العالم المحيط وينمو هذا الميل ليصبح منهجا حياتيا يتضح مما يحمل الإنسان من أفاق انتظارات تخول له التبصر بما تسفر عنه الأحداث اللاحقة. 2 - إذا علمنا أن الطفل يجد لذة قصوى لفهم العالم منذ أيامه الأولى فإن ذلك يتمادى تدريجيا معه كلما تعلق الأمر بالمعرفة وبخاصة معرفة الحيوات والتجارب وسير الآخرين، فالأخر بالنسبة إلى الفرد هو جانب من الأنا مضاف إليه ما هو ليس بالأنا وذلك موطن السحر ومدار حب التطلع. 3 - وإذا عدنا إلى القصص الشعبية فى حد ذاتها فإننا نعلم أنها تقوم على التشويق وهو لحظات من الرواية/السرد يصبح فيها المتلقى فى قلق انتظار ما سيحدث. يعنى أن المعيشة/الآن أى الحاضر هو زمن مشحون ذلك أن المتقبل يترقب حصول حدث أو أحداث فى مستقبل يجهل مضمونه وما يحمل فى طياته. فيبقى القارئ/المستمع/المشاهد معلقا بين زمنين يولدان فيه القلق فينخره حد النخاع. وهذا هو التشويق فى سماته الأولي. وفى الحقيقة فإن الفرد وهو يمارس تلقيه لا يكون فى الغالب الأعم جاهلا كل الجهل بما سيحدث وإنما تكثر أمامه السبل وتتعدد الطرق إذ الحدث الواحد قد يؤدى إلى نتائج كثيرة تكون متناقضة أو متقاربة لكنها كلها ممكنة الوقوع فالتشويق عملية دافعة للذة مهيجة لها. 4- تكمن قيمة اللذة وقوتها لدى المتقبل فيما وضحناه سابقا من تعدد الخواتم والنهايات إلا أنها تزداد قوة إذ يعلم المتقبل ضمنيا أنه فى النص القصصى الشعبى هو أمام تجربة قيمة مريحة ذات فائدة لا تخلو من أمرين هامين: القصة كقصة/أدب/لغة. ومغزى يتخلل التجربة وهو مغزى تتنوع غاياته وتكثر أهدافه إلا أنه فى الأخير لا يخلو من تعليمية متجذرة. 5- إن جاذبية التشويق "لذة التقبل" تقوم على أن المتقبل قد يتصور النهاية وكثيرا ما تتطابق رؤيته مع الخاتمة الحقيقية للنص ولعل القصص الشعبية التى تداولتها الأمم والشعوب قد تنوعت وتشكلت وفق خواتم عديدة أضافتها رؤى التقبل ومن ثم جاءت فى الغالب مستجيبة لطموح دقيق كى يجد المرء نفسه أمام ما يكون قد تصوره: انجذاب نحو العدالة، الحرية، غلبة الخير والحب وعلو مقام الإنسانية واندحار الجور والبطش والظلم. 6- إن لذة المتلقى تكمن وفق ما رأيناه فيما يحمله المتلقى من رؤي/نظرة للوجود. إن اللذة إحساس بالحياة عظيم هى انشراح وحب وتوادد وتكامل نسعى إليه جميعا، واللذة العظيمة هى التى تحمل بعض ما ينغصها ولعل اللذة لا تأتى إلا تدريجيا. وكلما تعمق المرء فى مسيرة القصة بلغ ذلك المدى البعيد فى التأقلم مع النص فينجر إليه وينجذب ويلجه بكافة حواسه ويحتدم داخل الفرد الصراع هو الصراع الموجود فى الحدث ذاته لذلك فإن اللذة فى الحقيقة تحمل فى طياتها خوفا ووجلا وحبا وسلطانا قويا قصد الانغماس أكثر هناك فى منطقة "اللكن" كما يقول المحلل النفسى تلك"اللكن" التى تمورأمامنا ونحن ننساق بين براثن المسارات المتعددة وتلك هى سورة اللذة التى قد تأتى عنيفة بعد الذروة خاصة. 7- تمتاز هذه القصص الشعبية بضرب من الحشمة وهو ما قد ينفيه بعض النقاد خاصة إذا أعادوا هذه القصص إلى كم ألف ليلة وليلة، لكن الدارس الحصيف يلحظ إن لذة المتلقى تقودها هذه الحشمة التى تعترى هذه النصوص فهى وإن كانت دعوة سافرة لحب الحياة والموت فيها، فإنها أيضا لا ترعوى عن التمسك بحق الحياة ووجوب الفعل فيها. 8 - يبدو للدارس الحصيف فى الأخير أن القصص الشعبية تقوم على الفظاعة والتحدى معا فالنصوص التى نتلذذ بها هى تلك التى تحمل قدرا لا يستهان به من الفظاعة، فظاعة الفعل، فظاعة الألم، فظاعة الموت، لكن هذه الفظاعة تولد لدى المتقبل لذة، كيف يتمكن بطل من الأبطال من الصبر والاصطبار والمكافحة والمجاهدة. ومن ثمة يكون التحدى فكلما اندلع الحدث إلا وتبعته أحوال تحمل فى طياتها قوة وقدرة نفسية على التحدى فالبطل/ الشخوص فى القصص الشعبية تتحدى قدرها تتابعه وتنغمس فيه ولا تتعب لأنها مصرة على حياتها تندفع إليها فى ضرب من الجلد الذاتى أحيانا لكنها رغم ذلك تنزلق إلى الفعل المضاد كى تفرض نفسها وعبر ذلك يبدو واضحا للعيان أن اللذة لذة ممارسة النصوص تزداد قوة ومن ثمة يمكن للدارس الفطن أن يؤكد أن القصص الشعبية مدعاة بحق للذة التلقي... |
منقول
ريانية
ريانية العود- إدارة
- عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع : قلب قطر
عذب الكلام- مشرف
- عدد المساهمات : 6185
تاريخ التسجيل : 17/01/2011
العمر : 45
رد: القصة الشعبية...دراسات أدبية
مشكورة على الموضوع
zineb- كبار الشخصيات
- عدد المساهمات : 4371
تاريخ التسجيل : 18/01/2011
رد: القصة الشعبية...دراسات أدبية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ريانية العود- إدارة
- عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع : قلب قطر
رد: القصة الشعبية...دراسات أدبية
بارك الله فيكي
الصحفي الصغير- عضو ذهبي
- عدد المساهمات : 1440
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
العمر : 25
رد: القصة الشعبية...دراسات أدبية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ريانية العود- إدارة
- عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع : قلب قطر
مواضيع مماثلة
» دراسات حول الصلاة
» أكل التراب وأشياء أخرى عند الأطفال (دراسات)
» بطاقة عشق لك بلادي..............
» ( الحكاية الشعبية وأدب الأطفال )
» الموسوعة البحثية من أبحاث ، بحوث علمية ، بحوث أدبية
» أكل التراب وأشياء أخرى عند الأطفال (دراسات)
» بطاقة عشق لك بلادي..............
» ( الحكاية الشعبية وأدب الأطفال )
» الموسوعة البحثية من أبحاث ، بحوث علمية ، بحوث أدبية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يونيو 20, 2024 12:29 pm من طرف azzouzekadi
» لحدود ( المقدرة شرعاً )
الثلاثاء يوليو 04, 2023 1:42 pm من طرف azzouzekadi
» يؤدي المصلون الوهرانيون الجمعة القادم صلاتهم في جامع عبد الحميد بن باديس
الأحد ديسمبر 15, 2019 10:06 pm من طرف azzouzekadi
» لا اله الا الله
الأحد يناير 28, 2018 7:51 pm من طرف azzouzekadi
» قصص للأطفال عن الثورة الجزائرية. بقلم داؤود محمد
الثلاثاء يناير 31, 2017 11:52 pm من طرف azzouzekadi
» عيدكم مبارك
الإثنين سبتمبر 12, 2016 11:14 pm من طرف azzouzekadi
» تويتر تساعد الجدد في اختياراتهم
السبت فبراير 06, 2016 3:47 pm من طرف azzouzekadi
» لاتغمض عينيك عند السجود
السبت يناير 30, 2016 10:52 pm من طرف azzouzekadi
» مباراة بين لاعبي ريال مدريد ضد 100 طفل صيني
الخميس يناير 14, 2016 11:18 pm من طرف azzouzekadi