بريق الكلمة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أهلا بك من جديد يا زائر آخر زيارة لك كانت في الخميس يناير 01, 1970
آخر عضو مسجل Ehab فمرحبا به
الموسوعة الاْدبية ...ادخل - صفحة 2 Pl6sppqunumg
ادخل هنا
المواضيع الأخيرة
» عند الدخول والخروج من المنتدى
الموسوعة الاْدبية ...ادخل - صفحة 2 Emptyالخميس يونيو 20, 2024 12:29 pm من طرف azzouzekadi

» لحدود ( المقدرة شرعاً )
الموسوعة الاْدبية ...ادخل - صفحة 2 Emptyالثلاثاء يوليو 04, 2023 1:42 pm من طرف azzouzekadi

» يؤدي المصلون الوهرانيون الجمعة القادم صلاتهم في جامع عبد الحميد بن باديس
الموسوعة الاْدبية ...ادخل - صفحة 2 Emptyالأحد ديسمبر 15, 2019 10:06 pm من طرف azzouzekadi

» لا اله الا الله
الموسوعة الاْدبية ...ادخل - صفحة 2 Emptyالأحد يناير 28, 2018 7:51 pm من طرف azzouzekadi

» قصص للأطفال عن الثورة الجزائرية. بقلم داؤود محمد
الموسوعة الاْدبية ...ادخل - صفحة 2 Emptyالثلاثاء يناير 31, 2017 11:52 pm من طرف azzouzekadi

» عيدكم مبارك
الموسوعة الاْدبية ...ادخل - صفحة 2 Emptyالإثنين سبتمبر 12, 2016 11:14 pm من طرف azzouzekadi

» تويتر تساعد الجدد في اختياراتهم
الموسوعة الاْدبية ...ادخل - صفحة 2 Emptyالسبت فبراير 06, 2016 3:47 pm من طرف azzouzekadi

» لاتغمض عينيك عند السجود
الموسوعة الاْدبية ...ادخل - صفحة 2 Emptyالسبت يناير 30, 2016 10:52 pm من طرف azzouzekadi

» مباراة بين لاعبي ريال مدريد ضد 100 طفل صيني
الموسوعة الاْدبية ...ادخل - صفحة 2 Emptyالخميس يناير 14, 2016 11:18 pm من طرف azzouzekadi

بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

الموسوعة الاْدبية ...ادخل - صفحة 2 56303210
جرائد وطنية
أهم الصحف الوطنية
 
 
 
أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:
الساعة
Place holder for NS4 only
عدد زوار المنتدى

 


أكثر من 20.000  وثيقة
آلاف الكتب في جميع المجالات
أحدث الدراسات
و أروع البرامج المنتقاة


الموسوعة الاْدبية ...ادخل - صفحة 2 Image


الموسوعة الاْدبية ...ادخل

صفحة 2 من اصل 2 الصفحة السابقة  1, 2

اذهب الى الأسفل

الموسوعة الاْدبية ...ادخل - صفحة 2 Empty رد: الموسوعة الاْدبية ...ادخل

مُساهمة من طرف ريانية العود الأحد مايو 08, 2011 1:14 am

الأَخطَل19 - 90 هـ / 640 - 708 م
غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة بن عمرو، أبو مالك، من بني تغلب.
شاعر مصقول الألفاظ، حسن الديباجة، في شعره إبداع. اشتهر في عهد بني أمية بالشام، وأكثر من مدح ملوكهم. وهو أحد الثلاثة المتفق على أنهم أشعر أهل عصرهم: جرير والفرزدق والأخطل.
نشأ على المسيحية في أطراف الحيرة بالعراق واتصل بالأمويين فكان شاعرهم، وتهاجى مع جرير والفرزدق، فتناقل الرواة شعره. وكان معجباً بأدبه، تياهاً، كثير العناية بشعره. وكانت إقامته حيناً في دمشق وحيناً في الجزيرة.

وهو القائل :


عقدْنا حبلَنَا لبني شئيمٍ ...........فأضحى العزُّ فينا واللواءُ
وأضحتْ عامرٌ تعتادُ دوْساً ...........كما اعتاد المطلقة َ النساءُ
يُطِفْنَ بها وما يُغْنينَ شَيْئاً ............وقَد يُبنى على الصَّلَفِ الخِباءُ




ومحبوسة ٍ في الحيّ ضامنة ِ القرى .................إذا الليلُ وافاها، بأشعت ساغبِ
معفرة ٍ لا تنكرُ السيفَ وسطَها ................إذا لمْ يكنْ فيها معسِّ لحالبِ
مزاريحُ في المأوى ، إذا هبتِ ...............الصّبا تُطيفُ أوابيها بأَكْلَفَ ثالِبِ
إذا استَقْبَلَتْها الرّيحُ، لمْ تَنْفَتِلْ لها ..................وإنْ أصْبحتْ شُهبُ الذُّرى والغواربِ
إذا ما الدَّمُ المُهْرَاقُ أضْلَعَ حَمْلُهُ ...............ونابَ رهناها بأغْلى النوائبِ
إذا ما بدا بالغيبِ منها عصابة ٌ ...............أوَيْنَ لهُ مشْيَ النّساء اللّواغِبِ
يَطُفْنَ بزَيّافٍ، كأنَّ هديرَهُ إذا................... جاوزَ الحيزومَ، ترجيعُ قاصبِ
تَرُدُّ على الظِّمْءِ الطَّويلِ نِطافَها .................إذا شَوَتِ الجوْزاءُ وُرْقَ الجنادِبِ
كأنَّ لَهاها في بلاعيمِ جِنّة ٍ ................وأشداقَها السُّفْلى مَغارُ الثّعالبِ
إذا لم يكنْ إلا القتادُ تجزعتْ ..................مَناجِلُها أصْلَ القَتادِ المُكالِبِ
تُحطّمُهُ تَحْتَ الجليدِ فؤوسُها .................إذا قفعَ المشتى أكفَّ الحواطبِ
كأنَّ علَيْها القَصْطلانيَّ مُخْمَلاً ..................إذا ما اتَّقَتْ شَفّانَهُ بالمناكِبِ
شَفى النفس قتلى من سليم ...............وعامرِ بيَوْمٍ بدَتْ فيهِ نحوسُ الكواكبِ
تُطاعِنُهُمْ فِتْيانُ تَغْلِبَ بالقَنا ...................فطاروا وأجلوا عن وجوده الحبائبِ

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الموسوعة الاْدبية ...ادخل - صفحة 2 Empty رد: الموسوعة الاْدبية ...ادخل

مُساهمة من طرف ريانية العود الأحد مايو 08, 2011 1:14 am

الراعي النُمَيري
? - 90 هـ / ? - 708 م
عُبَيد بن حُصين بن معاوية بن جندل، النميري، أبو جندل.
من فحول الشعراء المحدثين، كان من جلّة قومه، ولقب بالراعي لكثرة وصفه الإبل وكان بنو نمير أهل بيتٍ وسؤدد.
وقيل: كان راعَي إبلٍ من أهل بادية البصرة.
عاصر جريراً والفرزدق وكان يفضّل الفرزدق فهجاه جرير هجاءاً مُرّاً وهو من أصحاب الملحمات.
وسماه بعض الرواة حصين بن معاوية.
وهو القائل :


عجبتُ منَ السّارينَ والرّيحُ قرّة ٌ إ...............لى ضَوْءِ نَارٍ بين فَرْدَة َ والرَّحَى
إلى ضَوْءِ نَارِ يَشْتَوِي الْقَدَّ أهْلُهَا ................وَقَدْ يُكْرَمُ الأضْيَافُ والقِدُّ يُشْتَوى
فَلَمَّا أتَوْنَا فاشْتَكَيْنَا إلَيْهِمُ بَ....................كَوْا وَكِلاَ الْحَيَّيْنِ مِمَّا بِهِ بَكَى
بكى معوزٌ منْ أنْ يلامَ وطارقٌ ...............يَشُدُّ مِنَ الْجُوعِ الإزَارَ علَى الْحَشَا
فَأَلْطَفْتُ عَيْنِي هَلْ أرَى مِنْ سَمِينَة ٍ .................وَوَطَّنْتُ نَفْسِي لِلْغَرَامَة ِ والْقِرَى
فَأَبْصَرْتُها كَوْمَاءَ ذاتَ عَرِيكَة ٍ ..................هجانًا منَ اللاّتي تمنّعنَ بالصّوى
فَأَوْمَأْتُ إيِمَاءً خَفِيّاً لِحَبْتَرٍ ........................وللهِ عينا حبترٍ أيّما فتى
وقلتُ له ألصقْ بأيبسِ ساقها ....................فَإنْ يَجْبُرِ الْعُرْقُوبُ لاَ يَرْقَإِ النَّسَا
فأعجبني منْ حبترٍ أنَّ حبترًا ........................مضى غيرَ منكوبٍ ومنصلهُ انتضى
كأنّي وقدْ أشبعتهمْ منْ سنامها .....................جَلَوْتُ غِطَاءً عَنْ فُؤَادِيَ فانْجَلَى
فَبِتْنَا وَبَاتَتْ قِدْرُنَا ذَاتَ هِزَّة ٍ................ لنا قبلَ ما فيها شواءٌ ومصطلى
وأصبحَ راعينا بريمة ُ عندنا ......................بِسِتِّينَ أنْقَتْهَا الأخِلَّة ُ والْخَلاَ
فقلتُ لربِّ النّابِ خذها ثنيّة ً ..................ونابٌ علينا مثل نابكَ في الحيا
يشبُّ لركبٍ منهمُ منْ ورائهمْ ....................فكُلُّهُمُ أمْسَى إلى ضَوْئِهَا سَرَى

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الموسوعة الاْدبية ...ادخل - صفحة 2 Empty رد: الموسوعة الاْدبية ...ادخل

مُساهمة من طرف ريانية العود الأحد مايو 08, 2011 1:15 am

الطرماح
? - 125 هـ / ? - 743 م
الطِّرمَّاح بن حكيم بن الحكم، من طيء.
شاعر إسلامي فحل، ولد ونشأ في الشام، وانتقل إلى الكوفة فكان معلماً فيها. واعتقد مذهب (الشراة) من الأزارقة (الخوارج).
واتصل بخالد بن عبد الله القسري فكان يكرمه ويستجيد شعره.
وكان هجاءاً، معاصراً للكميت صديقاً له، لا يكادان يفترقان.
قال الجاحظ: (كان قحطانياً عصبياً).


وهو القائل :


وأبو الفَوَارِسِ مُحْتَبٍ بِفِنَائِهِ............... نفرُ النفيرِ، وموئلُ الهرّابِ
فَهُناكَ، إِنْ تسْألْ تَجِدْهُمْ والِدي..................... وهُمُ سَناءُ عَشِيرَتي ونِصَابي
يَهْدِي أوائِلَها، كَأنَّ لِواءَهُ................... لَمّا اسْتَمَرَّ بِهِ جَناحُ عُقابِ
وَعلا مُسَيْلِمَة َ الكَذُوبَ بِضَرْبَة ٍ....................... أوْهَتْ مَفارِقَ هامَة ِ الكَذَّابِ
وعلا سجاحاً مثلها، فتجدلتْ...................، ضَرْباً بكُلِّ مُهَنَّدٍ قَضَّابِ
يومَ البُطاحِ، وطيىء ٌ تردي .......................بها جُرْدُ المُتُونِ، لَوَاحِقُ الأقْرابِ
يَصْهَلْنَ للِنَّظَرِ البَعِيدِ كَأنَّها ......................عِقْبَانُ يَوْمِ دُجُنَّة ٍ وضَبابِ
بل أيها الرجلُ المفاخرُ طيئاً ...........................أعزبتَ لبّكَ أيّما إعزابِ
إِنَّ العَرَارَة َ والنُّبُوحَ لِطَيِّىء ٍ ..................والعزَّ عندَ تكاملِ الأحسابِ

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الموسوعة الاْدبية ...ادخل - صفحة 2 Empty رد: الموسوعة الاْدبية ...ادخل

مُساهمة من طرف ريانية العود الأحد مايو 08, 2011 1:15 am

الفَرَزدَق38 - 110 هـ / 658 - 728 م
همام بن غالب بن صعصعة التميمي الدارمي، أبو فراس.
شاعر من النبلاء، من أهل البصرة، عظيم الأثر في اللغة.
يشبه بزهير بن أبي سلمى وكلاهما من شعراء الطبقة الأولى، زهير في الجاهليين، والفرزدق في الإسلاميين.
وهو صاحب الأخبار مع جرير والأخطل، ومهاجاته لهما أشهر من أن تذكر. كان شريفاً في قومه، عزيز الجانب، يحمي من يستجير بقبر أبيه.
لقب بالفرزدق لجهامة وجهه وغلظه. وتوفي في بادية البصرة، وقد قارب المئة

وهو القائل :


لَقَدْ كُنتُ أحْياناً صَبُوراً فَهاجَني ..................مَشاعِفُ بالدّيرَينِ رُجْحُ الرّوادِفِ
نَواعِمُ لمْ يَدْرِينَ ما أهْلُ صِرْمَةٍ................ عِجافغ وَلمْ يَتبَعنَ أحمالَ قائِفِ
وَلَمْ يَدّلِجْ لَيْلاً بِهنّ مُعَزِّبٌ ..................شَقيٌّ وَلمْ يَسمَعن صَوتَ العَوَازِفِ
إذا رُحْنَ في الدّيباجِ، والخَزُّ فَوْقَهُ،................ مَعاً، مثل أبكارِ الهِجانِ العَلائِفِ
إلى مَلْعَبٍ خَالٍ لَهُنّ بَلَغْنَهُ .......................بدَلِّ الغَوَاني المُكرَماتِ العَفائِفِ
يُنازَعْنَ مَكنُونَ الحَديِثِ كأنّما ...................يُنازعْن مِسكاً بالأكُفّ الدّوَائِفِ
وَقُلْنَ للَيْلى: حَدّثِينا، فَلَمْ تكدْ ....................تَقُولُ بِأدْنَى صَوْتِها المُتَهانِفِ
رَوَاعِفُ بِالجادِيّ كُلَّ عَشِيّةٍ، ....................إذا سُفْنَهُ سَوْفَ الهِجانِ الرّوَاشِفِ
بَناتُ نَعِيمٍ زانَها العيشُ والغِنى................... يَمِلنَ إذا ما قُمنَ مثلَ الأحاقِفِ

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الموسوعة الاْدبية ...ادخل - صفحة 2 Empty رد: الموسوعة الاْدبية ...ادخل

مُساهمة من طرف ريانية العود الأحد مايو 08, 2011 1:16 am

النابِغَة الشيباني? - 125 هـ / ? - 743 م
عبد الله بن المخارق بن سليم بن حضيرة بن قيس، من بني شيبان.
شاعر بدوي من شعراء العصر الأموي.
كان يفد إلى الشام فيمدح الخلفاء من بني أمية، ويجزلون له العطاء.
مدح عبد الملك بن مروان وولده من بعده، وله في الوليد مدائح كثيرة، ومات في أيام الوليد بن يزيد.

وهو القائل :


لَقَدْ كُنتُ أحْياناً صَبُوراً فَهاجَني................. مَشاعِفُ بالدّيرَينِ رُجْحُ الرّوادِفِ
نَواعِمُ لمْ يَدْرِينَ ما أهْلُ صِرْمَةٍ ................عِجافغ وَلمْ يَتبَعنَ أحمالَ قائِفِ
وَلَمْ يَدّلِجْ لَيْلاً بِهنّ مُعَزِّبٌ شَقيٌّ ..................وَلمْ يَسمَعن صَوتَ العَوَازِفِ
إذا رُحْنَ في الدّيباجِ، والخَزُّ فَوْقَهُ، ..................مَعاً، مثل أبكارِ الهِجانِ العَلائِفِ
إلى مَلْعَبٍ خَالٍ لَهُنّ بَلَغْنَهُ ب...............دَلِّ الغَوَاني المُكرَماتِ العَفائِفِ
يُنازَعْنَ مَكنُونَ الحَديِثِ كأنّما ...............يُنازعْن مِسكاً بالأكُفّ الدّوَائِفِ
وَقُلْنَ للَيْلى: حَدّثِينا، فَلَمْ تكدْ ....................تَقُولُ بِأدْنَى صَوْتِها المُتَهانِفِ
رَوَاعِفُ بِالجادِيّ كُلَّ عَشِيّةٍ، ..................إذا سُفْنَهُ سَوْفَ الهِجانِ الرّوَاشِفِ
بَناتُ نَعِيمٍ زانَها العيشُ والغِنى .................يَمِلنَ إذا ما قُمنَ مثلَ الأحاقِفِ

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الموسوعة الاْدبية ...ادخل - صفحة 2 Empty رد: الموسوعة الاْدبية ...ادخل

مُساهمة من طرف ريانية العود الأحد مايو 08, 2011 1:16 am

جَرير28 - 110 هـ / 648 - 728 م
جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي بن بدر الكلبي اليربوعي، أبو حزرة، من تميم.
أشعر أهل عصره، ولد ومات في اليمامة، وعاش عمره كله يناضل شعراء زمنه ويساجلهم فلم يثبت أمامه غير الفرزدق والأخطل.
كان عفيفاً، وهو من أغزل الناس شعراً

وهو القائل :


عجبتُ لهذا الزائرِ المترقب و ..............إدلالهِ بالصرم بعدَ التجنب
أرى طائراً أشفقتُ من نعبائه................. فان فارقوا غدراً فما شئتَ فانعبِ
إذا لمْ يزَلْ في كلّ دارٍ عَرَفْتَهَا ...............لهذا رفٌ منْ دمهع عينيكِ يذهب
فما زال يتنعي الهوى ويقودني ب...................حَبْلَينِ حتى قالَ صَحبي ألا ارْكَبِ
وَقَد رَغِبَتْ عن شاعِرَيها مُجاشعٌ ...................ومَا شِئتَ فاشُوا من رُواة ٍ لتَغلِبِ
لَقَدْ عَلِمَ الحَيُّ المُصَبَّحُ أنّنَا م.................تى ما يقلْ يا للفوارسِ نركب
أكَلّفْتَ خِنْزِيرَيكَ حَوْمة َ زاخرٍ ....................بعيدِ سواقي السيلِ ليسَ بمذنبِ
قرنتم بني ذاتِ الصليب بفالجٍ................... قطوع لأغاق القرائنِ مشغب

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الموسوعة الاْدبية ...ادخل - صفحة 2 Empty رد: الموسوعة الاْدبية ...ادخل

مُساهمة من طرف ريانية العود الأحد مايو 08, 2011 1:17 am

جَميل بُثَينَة? - 82 هـ / ? - 701 م
جميل بن عبد الله بن معمر العذري القضاعي، أبو عمرو.
شاعر من عشاق العرب، افتتن ببثينة من فتيات قومه، فتناقل الناس أخبارهما.
شعره يذوب رقة، أقل ما فيه المدح، وأكثره في النسيب والغزل والفخر.
كانت منازل بني عذرة في وادي القرى من أعمال المدينة ورحلوا إلى أطراف الشام الجنوبية. فقصد جميل مصر وافداً على عبد العزيز بن مروان، فأكرمه وأمر له بمنزل فأقام قليلاً ومات فيه



بثينة ُ قالتْ: يَا جَميلُ أرَبْتَني،............ فقلتُ: كِلانَا، يا بُثينَ، مُريبُ
وأرْيَبُنَا مَن لا يؤدّي أمانة ً، ..............ولا يحفظُ الأسرارَ حينَ يغيبُ
بعيدٌ عل من ليسَ يطلبُ حاجة ً ...............وأمّا على ذي حاجة ٍ فقريبُ





وما بكتِ النساءُ على قَتيلٍ،............. بأشرفَ من قتيلِ الغانيات
فلمّا ماتَ من طَرَبٍ وسُكْرٍ، ..............رددنَ حياته بالمسمعاتِ!
فقامَ يجُرّ عِطفَيهِ خُماراً،............... وكان قريبَ عهدٍ بالمماتِ

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الموسوعة الاْدبية ...ادخل - صفحة 2 Empty رد: الموسوعة الاْدبية ...ادخل

مُساهمة من طرف ريانية العود الأحد مايو 08, 2011 1:18 am

قيس بن الملوّح بن مزاحم بن عدس بن ربيعة بن جعده بن كعب بن ربيعة العامري والملقب بمجنون ليلى (545م - 688), شاعر غزل عربي، من المتيمين، من أهل نجد. عاش في فترة خلافة مروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان في القرن الأول من الهجرة في بادية العرب.

لم يكن مجنوناً وإنما لقب بذلك لهيامه في حب ليلى العامرية التي نشأ معها وعشقها فرفض أهلها ان يزوجوها به، فهام على وجهه ينشد الأشعار ويأنس بالوحوش ويتغنى بحبه العذري، فيرى حيناً في الشام وحيناً في نجد وحيناً في الحجاز، إلى أن وجد ملقى بين أحجار وهو ميت فحمل إلى أهله.
من الواضح أن معظم التراجم والسير أجمعت على أن قيس بن الملوح هو في الحقيقة ابن عم ليلى، وقد تربيا معا في الصغر وكانا يرعيان مواشي أهلهما ورفيقا لعب في أيام الصبا، كما يظهر في شعره حين قال :

تعلَقت ليلى وهي ذات تمائم ولم يبد للأتراب من ثديها حجم

صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا إلى اليوم لم نكبر، ولم تكبر البهم

وكما هي العادة في البادية، عندما كبرت ليلى حجبت عنه، وهكذا نجد قيس وقد اشتد به الوجد يتذكر أيام الصبا البريئة ويتمنى لها أن تعود كما كانت لينعم بالحياة جوارها. فهكذا هام قيس على وجهه ينشد الأشعار المؤثرة التي خلدتها ذاكرة الأدب له في حب ابنة عمه الممتنع. ويذكر أن قيس قد تقدم لعمه طالبا يد ليلى وبذل لها خمسين ناقة حمراء، ولكن، حيث كانت العادات عن العرب تأبى تزويج من ذاع صيتهم بالحب وقد تشبب بها (أي تغزل بها في شعره)ورفض أيضا بسبب خلاف شب بين والد قيس ووالد ليلى بسبب المال ظنا من والدها ان عائلة قيس سرقت امواله منه ولم يبق معه شيء ليطعم اهله فقد رفض أبوها هذا الطلب من ولد أخيه فقد اغتنم الفرصة للانتقام من اخيه الظالم فزوجها لفتى من ثقيف يدعى ورد بن محمد العُقَيليَ، وبذل لها عشرا من الإبل وراعيها، ورحلت ليلى مع زوجها إلى الطائف بعيدا عن مجنونها قيس. ويقال أنه حين تقدم لها الخطيبين قال أهلها : نحن مخيروها بينكما، فمن اختارت تزوجته، ودخلوا إليها فقالوا : والله لئن لم تختاري وردا لنمثلن بك، فاختارت وردا وتزوجته على كره منها. وقد ذهب اليه قيس في يوم شات شديد البروده وكان جالسا مع كبار قومه حيث اوقدوا النار للتدفئه فقال له المجنون
بربك هل ضممت اليك ليلي...... قبيل الصبح أو قبلت فاها.
.وهل رفت عليك قرون ليلي.............. رفيف القحوانه في نداها.
كأن قرنفلا وسحيق مسك......وصوب الغانيات قد شملن فاها
فقال له اما إذ حلفتني [فنعم] فقبض المجنون بكلتا يديه علي النار ولم يتركها حتي سقط مغشيا عليه
من صور الحب / الجنون
قيل في قصة حبه إنه مر يوما على ناقة له بامرأة من قومه وعليه حلتان من حلل الملوك، وعندها نسوة يتحدثن، فأعجبهن، فاستنزلنه للمحادثة، فنزل وعقر لهن ناقته وأقام معهن بياض اليوم، وجاءته ليلى لتمسك معه اللحم، فجعل يجز بالمدية في كفه وهو شاخص فيها حتى أعرق كفه، فجذبتها من يده ولم يدر، ثم قال لها : ألا تأكلين الشواء ؟ قالت : نعم. فطرح من اللحم شيئا على الغضى، وأقبل يحادثها، فقالت له : أنظر إلى اللحم، هل استوى أم لا ؟ فمد يده إلى الجمر، وجعل يقلب بها اللحم، فاحترقت، ولم يشعر، فلما علمت ما داخله صرفته عن ذلك، ثم شدت يده بهدب قناعها. روي ان اباه ذهب به الي الحج حتي يدعو الله ان يشفيه مما الم به من حب ليلي وقال له تعلق باستار الكعبه ودعو الله ان يشفيك منها فتعلق المجنون باستار الكعبه وقال [اللهم زدني لليلي حبا وبها كلفا ولا تنسني ذكرها ابدا]
لقيس بن الملوح ديوان شعري في عشقه لليلى حيث كان لقصة مجنون ليلى التأثير الكبير في الأدب العربي بشكل خاص كما كان له تأثير في الأدب الفارسي حيث كانت قصة قيس بن الملوح إحدى القصص الخمسة ل بنج غنج أي كتاب الكنوز الخمسة للشاعر الفارسي نظامي كنجوي. كما أنها أثرت في الأدبين التركي والهندي ومنه إلى الأدب الأردوي.


من أبياته في حبيبته ليلى
تذكرت ليلى والسنين الخواليا

وأيام لا اعدي على الدهر عاديا
أعد الليالي ليلة بعد ليلة

وقد عشت دهرا لا أعد اللياليا
أمر على الديار ديار ليلي

أقبل ذا الجدار وذا الجدارِ
وما حب الديار شغفن قلبى

ولكن حب من سكن الديار
ومنها أيضا: فياليت إذ حان وقت حمامها

احكم في عمري لقاسمتها عمري
فحل بنا الفراق في ساعه معا

فمت ولا تدري وماتت ولا ادري

وقد كانت ليلى تبادله العشق فقالت فيه
كلانا مظهر للناس بغضا

وكل عند صاحبه مكين
تحدثنا العيون بما اردنا

وفي القلبين ثم هوى دفين
من أشهر قصائده قصيده المؤنسه وقيل سميت بذلك لانه كثيرا ما كان يرددها ويانس بها واول هذه القصيده
[تذكرت ليلي والسنين الخواليا.......واياما لانخشي علي الحب ناهيا

خلليا ان ضنو بليلي فقربا ليا..........النعش والاكفان واستغفرا ليا]

توفي سنة 688م، وقد وجد ملقى بين أحجار وهو ميت، فحُمل إلى أهله.وروي ان امراه من قبيلته كانت تحمل له الطعام الي الباديه كل يوم وتتركه فاذا عادت في اليوم التالي لم تجد الطعام فتعلم انه ما زال حيا وفي أحد الايام وجدته لم يمس الطعام فابلغت اهله بذلك فذهبوا يبحثون عنه حتي وجدوه في وادي كثير الحصي وقد توفي ووجدوا بيتين من الشعر عند راسه خطهما بصبعه هما:



توسد احجار المهامه والكفر................ ومات جريح القلب مندمل الصدر

فياليت هذا الحب يعشق مره............... فيري ويعرف ما يلاقي الحبيب من الهجر

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الموسوعة الاْدبية ...ادخل - صفحة 2 Empty رد: الموسوعة الاْدبية ...ادخل

مُساهمة من طرف ريانية العود الأحد مايو 08, 2011 1:18 am

عمر بن أبي ربيعة644 – 711 م
شاعر قريش وفتاها ، ولم تكن العرب تقر لقريش بالشعر حتى نبغ ابن أبي ربيعة فأقرت لها به ، كما أقرت لها بالشرف والرياسة . وكان جرير إذا أنشد شعر عمر قال : "هذا شعر تهامي ، إذا أنجد ، وجد البرد ." حتى أنشد رائيته الشهيرة فقال : "ما زال هذا القرشي يهذي حتى قال الشعر " وسمع الفرزدق شيئاً من نسيبه فقال : "هذا الذي كانت الشعراء تطلبه ، فأخطأته وبكت الديار ، ووقع هذا عليه " وسئل حماد الراوية عن شعره فقال: "ذاك الفستق المقشر " .
وكان الشاعر لا يشتهر في ذلك الحين إلا إذا مدح وهجا ، ورفع قبيلة وأسقط أخرى ، فتقاس فحولته بمقياس مدائحه وأهاجيه ، ويجعل له طبقة بين الشعراء . أما ابن أبي ربيعة وإن لم يعد من أصحاب الطبقات فقد طارت له شهرة في الغزل يحسده عليها أكثرهم. واعترف له بالشاعرية كبار الشعراء أمثال الفرزدق وجرير ، وجعل الغزل فناً مستقلاً يعرف به صاحبه ، بعدما كان غرضا تابعاً لغيره من الأغراض ، أو وسيلة يستهل بها الشاعر قصيدته للوصول إلى غايته . فقد وقف الشاعر القرشي شعره على المرأة ، فلم يقصد من المدح غير محاسنها . لا حسنات الرجال ، فكان أتبع لها من ظلها لا تروقه الحياة إلا في مجلس حب ولهو ودعاب . وكان له من شبابه وجماله وشاعريته ومحتده وثروته ما سهل له سبل الملذات ، فلها وعبث ما شاء أن يلهو ويبعث . فما وقعت عينه على حسناء قرشية أو غير قرشية إلا تتبع خطاها وشهرها بأشعاره ، ولولا نسبه في قريش وشوكة بني مخزوم لناله من وطأة السلطان ما نال سواه من الشعراء الغزلين . ومع ذلك لم ينجُ من التهديد والوعيد إما من قبل العشائر وإما من قبل الولاة ، فقد حدثنا الرواة أن بني تيم بن مرة القرشيين ثاروا غضاباً من غزله في نسائهم ، وأن الحجاج بن يوسف كتب إليه يتوعده إن ذكر فاطمة بنت عبد الملك بن مروان بشعره .
وسبب ذلك أن عمر كان ينتظر موسم الحج حتى إذا حان اعتمر ولبس الحلل الفاخرة وخرج من مكة يتلقى الحواج المدنيات والعراقيات والشاميات ، فيتعرض لهن ويتبعهن إلى مناسك الحج . ولا يزال يترقب خروجهن للطواف في الكعبة حتى ينظر إليهن محرمات ، فيرى منهن ما لا يراه خارج الحرم فيصفهن ويشهرهن بشعره . فاتفق ذات يوم أن رأى عائشة بنت طلحة تطوف بالبيت ، وكانت من أجمل أهل دهرها ، فبهت لما رآها وعلمت أنها قد وقعت في نفسه ، فبعثت إليه جارية لها وقالت : "قولي له : اتق الله ولا تقل هجراً؛ فإن هذا مقام لابد فيه مما رأيت " فقال للجارية : "أقرئيها السلام وقولي لها: ابن عمك لا يقول إلا خيراً." وقال فيها :
لعائشة ابنة التيمي عندي---حمىً في القلب لا يرعى حماها
فتأثر فتيان بني تيم عندما روي لهم شعره فيها، وقال أحدهم : " يا بني تيم بن مرة ليقذفن بنو مخزوم بناتنا بالعظائم !" فمشى ولد أبي بكر وولد طلحة بن عبيد الله إلى عمر ، وأنكروا عليه غزله بعائشة ، وأظهروا له استياءهم . فقال لهم : "والله، لا أذكرها في شعر أبداً " ثم أخذ يكني عن اسمها في قصائده ويتلطف في تبليغها ما يريد على أعواد المغنين .
وروى صاحب الأغاني خبره مع فاطمة بنت عبد الملك الخليفة الأموي ، قال: إن فاطمة حجت ، فكتب الحجاج إلى عمر يتوعده بكل مكروه ، إن ذكرها في شعره . فسكت عنها خوفاً من الحجاج ، مع أنها كانت تحب أن يقول فيها شيئاً لما له من الشهرة في وصف النساء . فلما قضت حجها ، خرجت فمر بها رجل ، فقالت له: "من أنت؟ " قال: " من أهل مكة . " قالت: "عليك وعلى أهل بلدك لعنة الله!" قال : "ولم ذاك؟ " قالت : "حججت فدخلت مكة ومعي من الجواري ما لم تر الأعين مثلهن، فلم يستطع الفاسق ابن أبي ربيعة أن يزودنا من شعره أبياتاً نلهو بها في الطريق في سفرنا . " قال: " فإني لا أراه إلا قد فعل . " قالت : " فأتنا بشيء إن كان قاله ، ولك بكل بيت عشرة دنانير . " فمضى إليه فأخبره . فقال : " لقد فعلتُ، ولكن أحب أن تكتم عليّ . " ثم أنشده قوله :
راع الفؤادَ تفرقُ الأحبابِ---يوم الرحيل، فهاج لي أطرابي
ولكنه لم يذكرها باسمها خوفاً من أبيها ومن الحجاج.
وهكذا كان ابن أبي ربيعة موكلاً بالجمال يتبعه ويصوره في شعره غير مقتصر على امرأة واحدة يتعشقها ويخصها بفؤاده وفنه ، فكثرت عنده أسماء النساء ، ومنهن معروفات الحلة والنسب ، ومنهن غير معروفات ، وتزوج غير مرة ، وله في كل زواج خبر طريف رواه الأغاني في جملة ما روى من أخباره . على أن الحياة الزوجية لم تحل دون توزع قلبه بين الحسان ومطاردته لهن في الحج والطواف، والاستئناس بحديثهن في الخلوات والنزهات ، حتى بلغ الأربعين فتاب إلى ربه، كما يقول الرواة، وحلف ألا يقول بيت شعر إلا أعتق رقبة ، حتى مات ؛ وكانت وفاته في خلافة الوليد بن عبد الملك .
وشعر ابن أبي ربيعة في المرأة لا يتميز عن غيره في ذكر محاسنها الخارجية ، فقد وصفها كما وصفها غيره ، وأعطاها التشابيه المألوفة في عصره وقبل عصره ، ولكنه يتميز بإدراك نفسيتها ، وتصوير أهوائها وعواطفها ، والتنبه لحركاتها وإشاراتها ، ومعرفة حديثها وطرق تعبيرها ، فليست المرأة شبحاً غامضاً يتراءى في شعرة ، بل روح خافق الفؤاد مختلج بعناصر الحياة .
وجاء القصص الغرامي عنده أوسع وأتم مما هو عند أستاذه امرئ القيس ، فله قصائد نجد فيها القصة مستكملة الهيكل من تمهيد وعقدة وحل طبيعي ، على ما يتخللها من حوار لذيذ تشترك فيه أشخاصها ، حتى ليخيل إليك أنك تقرأ قطعة تمثيلية تطالعك بأحاديث الحب ولغة المرأة في صدر الإسلام . فقد وسع عمر نطاق الحوار ولم يقصره على شخصين ، وأكثر منه في غزله وراعى فيه ذهنية المرأة وتعابيرها ، ففاق به من تقدمه وأحرز السبق على معاصريه .
وأضفى على غزله شيئاً كثيراً من خفة روحه ورقة طبعه فجاء لين الملمس طيب المساغ حلو الألفاظ يرتفع به حيناً إلى الصياغة الجميلة المحكمة التي أرضى بها أعلام الشعراء كالفرزدق وجرير ، ويميل به حيناً إلى التعابير الخفيفة السهلة التي تروق المغنين والمغنيات ، ويسف به أحياناً فما يستهويك فيه فن وجمال ، وإن اشتمل على ما يشتمل المرأة من نكتة وحوار ومداعبة ، وهو الذي رأى فيه جرير هذيان القرشي مثل قوله :
ولوت رأسها مراراً ، وقالت ،---إذ رأتني : اخترت ذلك أنتا
حين آثرتَ بالمودة غيري،---وتناسيت وصلنا ومللتا
قلتَ لي قول مازح تستبيني---بلسانٍ مقولٍ ، إذ حلفتا
عاشري فاخبري فمن سوء جدي---وشقائي عوشرتَ ثم خبرتا
فوجدناك، إذ خبرنا ، ملولاً--- طرفاً، لم تكن كما كنت قلتا
قلت: مهلاً ، عفواً جميلاً ! فقالت:---لا وعيشي ، ولو رأيتك متا
ويستوقفنا قولها له : فوجدناك ملولاً طرفاً ، فقد كان عمر كذلك في معاشرة المرأة ؛ والطرف : الرجل الذي لا يثبت على صحبة أحد لملله ، وكثيراً ما شكت النساء تقلبه وتنقله من واحدة إلى أخرى على إعجابهن به، وحبهن له، وميلهن إلى شعره . وقد عرف مكانته لديهن ، فاستغل تهافتهن عليه، مع ما به من زهو وخيلاء ، واعتداد بجماله وشبابه ، فتحول شيء من حبه الجسماني إلى شخصه ، فأخذ يشبب بنفسه ، ويجعل النساء تطلبه بدلاً من أن يطلبها وتعترف بإمارته على قلوبها ، وتغمزه إذا رأته في طريقها ، وتنعته بالقمر ، ولا تتحرج من أن تدعوه إليها في الخلوات . فكان من تلك الطبقة التي تعشقت ذاتها . وهو على كل حال أشهر الغزلين وأكبر زعماء هذا الفن في صدر الإسلام .

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الموسوعة الاْدبية ...ادخل - صفحة 2 Empty رد: الموسوعة الاْدبية ...ادخل

مُساهمة من طرف ريانية العود الأحد مايو 08, 2011 1:19 am

ذي الرُّمَةاسمه ونسبه:
أجمعت كلّ المصادر والمراجع التي ترجمت لذي الرمّة على أن اسمه "غيلان" ولكنّها اختلفت فيما بينها في نسبه.
فقد جاء في كتاب الشعر والشعراء ما يلي :
" هو غيلان بن عقبة بن بُهيش. ويكنّى أبا الحارث ، وهو من بني صعب بن مِلكان بن عديّ بن عبد مناة".
وذكر البغدادي :
"وذو الرّمة هو غيلان بالمعجمة ابن عقبة . من بني صعب بن مالك بن عديّ ابن عبد مناة ".
وورد في دائرة المعارف الإسلامية ما يلي :
"اسمه غيلان من عقبة بن مسعود (أو بهيش) ".
وقال صاحب وفيات الأعيان:
"غيلان بن عقبة بن بهيش بن مسعود بن حارثة بن عمرو بن ربيعة بن ساعدة ابن كعب بن عوف بن ربيعة بن ملكان بن عديّ بن عبد مناة بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان ".
وجاء في كتاب طبقات الشعراء:
" وذو الرّمة واسمه غيلان وهو الذي يقول :"أنا أبو الحارث، واسمي غيلان" ابن عقبة بن بهيش بن مسعود بن حارثة بن عمرو بن ربيعة بن ساعدة بن كعب ابن عوف بن ثعلبة بن ربيع بن ملكان بن عديّ بن عبد مناة بن أُدّ ،وهم عديّ التيَّم . وتيم عديّ ، والتّيم من الرباب "
وقال بروكلمان :
"غيلان بن عقبة من بني عديّ ".
وذكر صاحب الأغاني ما يلي :
"اسمه غيلان بن عقبة بن مسعود بن حارثة بن عمرو بن ربيعة بن ملكان بن عديّ بن عبد مناة بن أدّ بن طابخة بن الياس بن مضر ".
كنيته ولقبه :
أجمعت المراجع والمصادر على أنّ "غيلان" كان يكنّى " أبا االحارث " ، وقد اختلفت في أسباب لقبه بذي الرِّمة . والرُّمة والرِّمّة : قطعة من الحبل بالية، هذا ما ذكره صاحب "لسان العرب " وأضاف : وبه سمّي غيلان العدوي الشاعر ذا الرّمة لقوله في أرجوزته يعني وتداً:
لم يبقَ منها أبدَ الأبيدِ غيرُ ثلاثٍ ماثلاتٍ سودِ
وغيرُ مشجوج القفا موتودِ فيه بقايا رُمَّةِ التَّقليدِ
يعني ما بقي في رأس الوتد من رُمَّةِ الطُّنبِ المعقود فيه ، ومن هذا يقال: أعطيته الشيء برمَّتِه أي بجماعته .
قال صاحب الخزانة عن ثعلب :" إنّ ميّة لقبته بذلك ،وذلك أنّه مرّ بخبائها قبل أن يتشبّب بها ، فرآها فأعجبته ، فأحبّ الكلام معها ، فخر ق دلوه وأقبل إليها وقال :
يا فتاة اخرزي لي هذا الدّلو.
فقالت: إنّني خرقاء ، (والخرقاء التي لاتحسن عملاً )، فخجل غيلان، ووضع دلوه على عنقه ،وهي مشدودة بقطعة حبل بال ، وولّى راجعاً .فعلمت ميّة ما أراد ، فقالت : يا ذا الرّمّة انصرف . فانصرف ، فقالت له : إن كنت أنا خرقاء فإنّ أمَتي صناع ، فاجلس حتى تخرز دلوَك ، ثم دعتْ أمَتها قالت : اخرزي له هذا الدّلو . وكان ذو الرّمة يسمّي " مية "خرقاء لقولها إنني خرقاء ، وغلب عليه ذو الرّمّة لقولها يا ذا الرّمّة .
وقال ابن قتيبة :
وإنّما سمّي ذا الرّمّة بقوله في الوتد :
لم يبقَ منها أبد الأبيدِ غيرُ ثلاثٍ ماثلاتٍ سودِ
وغيرُ مرضوخِ القفا موتودِ أشعثَ باقي رُمَّةِ التّقليد
وجاء في الحاشية نقلاً عن الديوان :
لم يبق غير مثل ركود على ثلاث باقيات سود
وغير باقي ملعب الوليد وغير مرضوخ القفا موتود
أشعث باقي رمّة القليد
أما الأصبهاني ، فقد استرسل كعادته ، في سبب اللقب ، فقال :
"ذو الرّمّة لقب . يقال : لقّبته به ميّة ؛ وكان اجتاز بخبائها وهي جالسة إلى جنب أمها فاستسقاها ماءً ، فقالت لها أمها : قومي فاسقيه . وقيل : بل خرق إداوته لما رآها ، وقال لها : اخرُزي لي هذه ، فقالت : والله ما أُحسنُ ذلك ، فإنّي لخرقاء. قال : والخرقاء التي لا تعمل بيدها شيئاً لكرامتها على قومها ، فقال لأمها : مُريها أن تسقيني ، فقالت لها : قومي يا خرقاء فاسقيه ماءً ، فقامت فأَتَته بماء ، وكانت على كتفه رُمًّة ، وهي قطعة من حبل ، فقالت : اشرب يا ذا الرّمّة ، فلُقّب بذلك . وحكى ابن قتيبة أن هذه القصة جرت بينه وبين خرقاء العامريّة . وقال ابن حبيب : لقّب ذا الرّمّة لقوله :
أشعثَ باقي رُمَّةِ التّقليدِ
وقيل : بل كان يُصيبه في صغره فزَعٌ ، فكُتب له تميمة ، فعلّقها بحبْل ، فلُقِّب بذلك ذا الرُّمّة .
ونسخت من كتاب محمد بن داود بن الجرّاح : حدثني هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات عن .... :
أن أمّ ذي الرّمة جاءت إلى الحصين بن عبدة بن نعيم العدويّ وهو يُقرئ الأعراب بالبادية احتساباً بما يُقيم لهم صلاتَهم . فقالت له : يا أبا خليل ، إنّ ابني هذا يُرَوًّع بالليل ، فاكتب لي معاذةً أعلِّقها على عنقه ،فقال لها : ائتني برقّ أكتب فيه ، قالت : فإن لم يكن ، فهل يستقيم في غير رقٍّ أ، يُكتب له ؟ قال : فجيئيني بجلد ، فأتته بقطعة جلد غليظ ، فكتب له معاذة فيه ، فعلّقته في عنقه ، فمكث دهراً . ثم إنّها مرّت مع ابنها لبعض حوائجها بالحصين وهو جالس في ملأ من أصحابه ومواليه ، فدنت منه ، فسلّمت عليه ، وقالت : يا أبا خليل ، ألا تسمع قول "غيلان " وشِعرَه ؟ قال : بلى . فتقدّم فأنشده ، وكانت المعاذة مشدودة على يساره في حبل أسود ، فقال الحصين : أحسن ذو الرّمّة ، فغلبت عليه ".
وهكذا نلاحظ اختلاف الروايات بسبب لقب "غيلان " بذي الرّمّة ، إذ إحداها تقول : لأنّه ورد في شعره ، أو في أرجوزته قوله :
أشعث باقي رمّة التقليد
وثانية تذكر أنّ " مية " التي عشقها وتغزّل فيها هي التي لقبته "ذا الرّمّة " ،وثالثة تقول بل "خرقاء" ، وهي محبوبة ثانية ، لقبته بهذا اللقب ، أمّا الرواية الرابعة فتقول : إنّ لقبه هذا كان بسبب تميمة ، كان يعلقها " غيلان " بحبل ، لفزعٍ كان يصيبه في صغره ، والمشهور القول الأول .
وفاته :
اختلفت الروايات في وفاة ذي الرمّة ، من حيث الأسباب ، والمكان ،والزمان .
تقول بعض الروايات أنه خرج إلى الخليفة هشام بن عبد الملك ومات في الطريق ، ودفن بحُزوى وهي الرملة التي كان يذكرها في شعره ، فقد ذكر ابن سلاّم عن أبي الغرّاف أنه مات وهو يريد هشاماً ، وقال في طريقه ذلك :
بلادٌ بها أهلونَ لستُ ابنَ أهلِها وأخرى بها أهلونَ ليس لها أهلُ
بينما يذكر صاحب الأغاني في إحدى رواياته ، أنّه وجد ميتاً وعليه خِلعُ الخليفة ، وهذا يعني موته لدى إيابه وليس حين ذهابه إلى هشام . ويتابع روايته قائلاً : فلما توسّط الفلاة نزل عن راحلته فنفرت منه ، ولم تكن تنفر منه ، وعليها شرابه وطعامه ، فلما دنا منها نفرت حتى مات ، فيقال إنّه قال عند ذلك :
ألاَ أبلغِ الفتيانَ عنِّي رسالةً أهينوا المطايا هنَّ أهلُ هوانِ
فقد تركتني صيدحٌ بمضلَّةٍ لسانيَ ملتاثٌ منَ الطَّلوانِ
قال هارون : وأخبرني أحمد بن محمد الكلابيّ بهذه القصّة ، وذكر أنّ ناقته وردت على أهله في مياههم ، فركبها أخوه ، وقصّ أثره ، حتى وجده ميّتاً وعليه خلع الخليفة ، ووجد هذين البيتين مكتوبين على قوسه .
وهناك رواية تقول إنّه مات في مرض " الجدري" وفي ذلك يقول :
ألمْ يأتِها أنِّي تلبَّستُ بعدها مفوَّفةً صوَّاغُها غيرُ أخرقِ
وعن محمد الأسديّ عن أبيه ، قال :
وردت حجراً وذو الرمّة فيه ، فاشتكى شكايته التي كانت منها منيَّتُهُ ، وكرهت أن أخرج حتى أعلم بما يكون في شكاته ، وكنت أتعهّده ، وأعوده في اليوم واليومين ، فأتيته يوماً وقد ثقلَ ، فقلت : يا غيلان ، كيف تجدُكَ ؟ فقال : أجدني والله يا أبا المثنّى اليوم في الموت ، لا غداة .
وهناك رواية ثالثة تقول إنه أصابه ورم في الصّدر أو غدّة في البطن أهلكته وهذا المرض اسمه " النَّوطة" . فقد ورد عن رجلٍ من بني تميم أنّه قال :
كانت ميتة ذي الرمّة أنّه اشتكى " النّوطة" فوجعها دهراً ، فقال في ذلك :
ألِفتُ كلابَ الحيِّ حتى عرفنني ومُدَّتْ نساجُ العنكبوت على رَحلي
ويتابع صاحب الرواية فيخبرنا أنّ ذا الرمّة تماثل للشفاء قليلاً وأراد زيارة بني مروان ، وفي الطريق قمصت به ناقته لأنّها كانت معفاة من الركوب فترة مرضه ، فانفجرت " النّوطة" التي كانت به ومات .
ويقول ابن قتيبة : إنّه دفن بالبادية دون تحديد مكان معيّن ، وكذلك " كارل بروكلمان ". أما " الزركلي" فيقول : توفي بأصبهان أو بالبادية ، ولا أدري من أين أتى بأصبهان ، وجاء في دائرة المعارف الإسلامية أنّه دفن في الصحراء غير بعيد من البصرة ، أما أصحاب الموسوعة العربية الميسّرة فيقولون دفن في "الدّهناء" .
وبالنسبة إلى الفترة التي عاشها ذو الرمّة وتاريخ وفاته فإنّ معظم المصادر والمراجع تذكر أنه مات في الأربعين من عمره ، ويُنسبُ إليه أنّه قال لمّا حضرته الوفاة : "أنا ابن نصف الهرم ، أي أنا ابن أربعين " . وكان ذلك سنة /117/ هجريّة الموافق لسنة /735/ ميلادية .

أما صاحب العقد الفريد فإنه يختلف مع تلك المراجع والمصادر إذ جاء فيه ما يلي :
قال أبو عبيدة : حدّثني يونس بن حبيب قال :
لمّا استُخلفَ " مروان بن محمد " دخل عليه الشعراء يهنّئونه بالخلافة فتقدّم إليه ... ثم تقدّم إليه ذو الرمّة متحانياً كبرةً وقد انحلّت عمامته منحَدِرةً على وجهه ، فوقف يُسَوِّيها . فقيل له : تقدّم . قال : إني أُجلّ أمير المؤمنين أن أخطب بِشرفه مادحاً بلوثه عِمامتي . فقال مروان : ما أمَّلتُ أنّه قد أبقت لنا منك "ميّ" ولا " صيدح" في كلامك إمتاعاً . قال : بلى والله يا أمير المؤمنين ، أرِد منه قراحا ، والأحسن امتداحاً . ثم تقدّم فأنشد شعراً يقول فيه :
فقلتُ لها سيري أمامك سيِّدٌ تفرَّع من مَروان أو من مُحمّد
فقال له :
ما فعلت " ميّ" ؟ فقال :
طُويت غدائرُها ببُردٍ بَلِيَ ،ومحا التُّرب محاسن الخدّ .
فالتفت مروان إلى العباس بن الوليد ، فقال : أما ترى القوافي تنثال انثيالاً ، يُعطى بكلّ من سمّى من آبائي ألف دينار . قال ذو الرمّة : لو علمت لبلغت به عبدَ شمس .
هناك تناقض واضح بين الروايات السابقة ، التي تقول إنّ ذا الرمّة مات في نصف الهرم أي في سنّ الأربعين ، وبين هذه الرواية التي ذكرها صاحب العقد حيث يقول إنّ ذا الرمّة دخل على الخليفة " متحانياً كبرة" أي مقوّس الظهر لكبر سنّه وهذا يعني أنّه تجاوز الثمانين من عمره . وقوله أيضاً :" قد انحلّت عمامته منحدرة على وجهه " توحي أيضاً أنّه كبير السنّ .
وهناك ملاحظة أخرى وهي : إن مجمل المصادر والمراجع تقول إنّ وفاة ذي الرمّة كانت سنة /117/ هجريّة ، وكانت بداية خلافة مروان سنة /127/ هجريّة أي بعد وفاة ذي الرمّة بعشر سنين فكيف يمكن الربط بين هذه وتلك ؟ وأيتها الأصح ؟ العلم عند الله .
وقيل إنّه كان آخر ما قال من الشعر وهو يجود بنفسه :
يا ربّ قد أشرفتْ نفسي وقد علمَتْ عِلماً يقيناً لقد أحصيتَ آثاري
يا مُخرجَ الرّوح من جسمي إذا احتُضِرتْ وفارجَ الكربِ زحزحني عن النَّارِ
وقد ورد البيت الثاني كما يلي :
يا قابضَ الرّوحِ من نفسي إذا احتُضِرتْ وغافرَ الذّنبِ زحزحني عن النّارِ

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الموسوعة الاْدبية ...ادخل - صفحة 2 Empty رد: الموسوعة الاْدبية ...ادخل

مُساهمة من طرف ريانية العود الأحد مايو 08, 2011 1:20 am

كثير عزة



اسمه ونسبه :
هو كُثيّر بنُ عبد الرحمن بن الأسود بن عامر بن عُويمر بن مَخلد ينتهي إلى خُزاعة بن ربيعة القحطاني . وذكر حفيدُه من ابنته ليلى أنه كُثيّر بن عبد الرحمن بن الأسود بن عامر بن مَخْلد بن سُبيع ولم ينتهِ به إلى قحطان . وقد جاء في شعر كُثيّر ما يفيد أنه كان يعتدّ بنسبته إلى الصَّلتِ بنِ النضر ،وهو خزاعة على زعم ما ، ويبدو أنّ خزاعة لقب لأحد أجداده اشتهر كثيّر بنسبته إليه فقيل إنه كثيّر بن عبد الرحمن الخزاعي . وقد بذل كُثيّر جهد ما يستطيع ليلحق نسبه بقريش لينتهي إلى عدنان تقرّباً إلى البيت الأموي فادّعى قائلاً :
أليسَ أبي بالصّلت أم ليسَ إخوتي بكلِّ هِجانٍ من بني النَّضْر أزهرا
فقال له الخليفة الأموي عبد الملك متحدّياً : لا بدّ أن تنشد هذا الشعر على مِنْبَرَي الكوفةِ والبصرة ، وحمله وكتب إلى العراق في أمره .وذُكر أن خزاعة الحجاز قد أجابته إلى دعواه ، ولكنه حين أتى منبر الكوفة لم يجرؤ على إعلان نسبته إلى بني النضر . وقال له سراقةُ البارقي : إن قلتَ هذا على المنبر قتلتك قحطان وأنا أوّلهم ، فانصرفَ كثيّر إلى منزله ولم يعُدْ إلى عبد الملك .
وكانت أمُّ كثيّر جمعةَ بنتَ الأشيم ،وليس في نسبها ما يؤكّد أنها عدنانية .
وكانت كنيةُ الأِشيم جدّه لأمّه أبا جمعة ، ولذلك قيل لكثيّر من جملة كناه : ابن أبي جمعة . كما عُرف بكنيته أبي صخر .
لكثيّر ابن يقال له ثَواب كان شاعراً وتوفي عام 141 هـ ، وابنة يقال لها ليلى ،وكان لها ولد شاعر يكنّى أبا سَلَمة .
كان اسمُ كثير – من غير تصغير – اسماً شائعاً عند العرب ، وفي عصر شاعرنا بالذات ،ولكنّه أطلق عليه مصغّراً بتشديد الياء في وسطه . ويغلب على الظّنّ أنَّ اسم كثيّر ، قد صغّر حين رأى الناسُ قصرَهُ وضآلة جسمه . وهذا ما قرّره ابنُ خلّكان في وفيات الأعيان قائلاً : " وإنما صُغّرَ لأنه كانَ حقيراً شديدَ القِصَر "
مولده ونشأته :
حين يتناول الدارسون حياة المشاهير من الشعراءِ وسواهم يصعب عليهم تحديد سنة الولادة لكلِّ منهم . هذا بخلاف سنة الوفاة ، لأنّ العلَم المشهور يكون قد استوفى شهرته في عيون أهل زمانه ، فإذا بهم يرصدون اختفاءه بالموت وهم على بيّنةٍ وعلم.
وما تقدّم يصدقُ على شاعرنا كثيّر بن عبد الرحمن تماماً ، فنحن لا نعرفُ سنةَ مولده ولا مكانَ على وجه التحديد . وبشيءٍ من الدراسة ومقارنةِ الأحداث ، يمكننا أن نخمّن أنَّ مولدَهُ كانَ عُقَيْبَ مقتلِ الخليفة عثمان بن عفّان عام 35 هـ . وهذا التخمين الأقرب إلى اليقينِ باستقراءِ الأحداث التي عاشها الشاعر وحكى عنها ، فنحن مثلاً ، لا نجد لكثيّر أيةَ علاقة بمعاوية بن أبي سفيان ،أو بابنه يزيد ، أو بمروان بن الحكم ، وعهود هؤلاء الخلفاء تمثّلُ مرحلة الحداثة من سنِّ كُثيّر . وأوّلُ علائقهِ تأتي بعبد الملك ابن مروان الذي حكم ما بين 65 – 86 هـ . ونحن نفترض أن يكون قد بلغَ فيها مرحلة الشباب الناضج من العمر فهو آنئذٍ بين الخامسة والعشرين والثلاثين سنّاً . وهذا التقدير هو أقلُّ ما تسمح به رواية التاريخ عن خروج عبد الملك بن مروان لقتال مصعب بن الزبير عام 71 هـ ، إذ كان في موقف وداع زوجته عاتكة بنت يزيد بن معاوية ، فبكت وبكى معها جواريها ، فقال عبد الملك : قاتل الله كُثيّر عزّة ، كأنه شاهَد هذا حين قال :
إذا ما أرادَ الغَزْوَ لم يثنِ همَّهُ حصانٌ عليها نظمُ دُرِّ يزينُها
نهتهُ فلمّا لمْ ترَ النّهيَ نافعاً بَكَتْ فبكى ممّا شجاها قطينُها
وهذا الاستشهاد بشعر كُثيّر من قِبَلِ عبد الملك ، يجعل تقديرنا لِسنةِ مولد الشاعر مقبولاً ،إن لم يكن مؤكّداً .وثمّة فرصٌ أخرى للمقارنة والتقدير ، نخشى أن تتّسع وتستفيض أكثرَ مما يجب . هذا كلّه مع مراعاة أن وفاته كانت في خلافةِ يزيد بن عبد الملك عام 105 هـ .
ولد كُثيّر بن عبد الرحمن في منزلٍ من منازل خزاعة في موضع من مواضع وادي القُرى التي ترددت أسماؤها في شعره ،ومجملها من المراعي والمواطن الموقتة التي يُرحل عنها إلى غيرها . وهذا مما يؤكّد أنه من شعراء البداوة . وقد اقتصر وجودُه في مكّة أو المدينة أو الفسطاط أو دمشق أو الكوفة على أخبار بعينها وإن كان وفاته ومدفنه في المدينة المنورة . وفي نشأته الأولى ما ينبّئنا بأنه رعى الشاء والإبل وباع فيها واشترى ، وما زال حتى بلغ حظّاً من الشهرة ، فوصله الخلفاء والأمراء الأمويون ، وعلى رأسهم عبد الملك بن مروان وأخوه العامل على مصر عبد العزيز بن مروان . وكانت هذه الصلة بينه وبين البيت المروانيّ الأمويّ بعد أن تغاضى عن تشيّعه المُغالي لآل البيت من بني هاشم بدءاً من محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب إلى سائر ولده من سلالةِ الحسن والحسين.
وفاته :
كان يزيدُ بنُ عبد الملك آخر مَنْ مدحهم كُثيّر عزّة من خلفاء بني أمية ، فإذا علمنا أن وفاة يزيد كانت عام 105 هـ صدّقنا ما أجمعت عليه الروايات من أنّ شاعرنا قد توفي أيضاً عام 105 هـ ، وفي أواخر خلافة يزيد بن عبد الملك . وقد ذكر صاحب الأغاني أن وفاة كُثيّر كانت في المدينة المنوّرة ، وقد تصادف أن توفي معه في اليوم نفسِه عِكرِمةُ مولى ابنِ عبّاس وصُلي عليهما معاً بين قائلٍ وقائلة : ماتَ اليوم أفقهُ الناس وأشعرُ الناس . ورُوي أنَّ جنازة كُثيّر كانت أحفَلَ بالنساء يبكين فيه الشاعرَ الذي اقترنَ اسمهُ باسم صاحبتهن عزّة ،ويندبن العاشقَ والمعشوقةَ في آنٍ . . . وكانَ على رأسِ مشيّعيه وحاملي جثمانه أبو جعفر محمد بن عليّ

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الموسوعة الاْدبية ...ادخل - صفحة 2 Empty رد: الموسوعة الاْدبية ...ادخل

مُساهمة من طرف ريانية العود الأحد مايو 08, 2011 1:21 am

ليلى الأخيلية
ليلى الأخيلية وتوبة بن الحمير ، اسمان جمع بينهما النسب ثم ألف بين قلبيهما الحب ، فإذا هما في كتاب الهوى نظير قيس وليلى أو جميل وبثينة أو المجنون وصاحبته العامرية …
التقى هؤلاء جميعاً في محنة العلاقة الصعبة ، داخل أطر التقاليد الصارمة وأعراف الحياة القبلية الوطيدة، وما أضفت عليها لآداب الإسلام من ضوابط خلقية حادة ، حتى غدت أفئدة أهل الصبابة وأصحاب المواجيد محلاً للفح الهجران ورمضاء الحرمان ، وحتى بات هدر دماء العشاق المتيمين جدثاً مألوفاً في بوادي نجد على تخوم الدولة وحواضرها ، في عصر بني أمية .
هي ليلى بنت عبد الله بن الرخالة بن شداد بن كعب بن معاوية ، الأخيل بن عبادة من عقيل بن كعب انتهاء إلى ربيعة بن عامر بن صعصعة . وهو توبة بن الحمير بن حزم بن كعب بن خفاجة بن عمرو بن عقيل .
كان القوم في منازل واجدة متجاورة ، وكانت أموالهما من الإبل والماشية تنتجع مواطن الكلأ في مراعي الحيين المشتركة ، وكان رجال القبيلتين وفرسانهما يترافقون في الحل والترحال ، وينهضون متعاضدين للغرة والغزو: ينطلقون الغداة ويروحون العشي ، في وئام والتئام ، على مرأى من الربع،ويرعاهما الأقل بالأمل والرجاء ويلقونهم بالتهاليل والترحيب .
وفي غمرة هذا المنوال من السعي الدؤوب ، كان اللقاء بين الأخيلية والخفاجي كان أول هذا اللقاء ألحاظاً مشرقة مشفقة لم تحول اللحظ كلمات صامتة ، قبل أن يصدر الوجد آهات وأنفاساً مشبوبة من أعماق العاشقين لتترجمها الشفاه هياماً مفتوناً وولعاً مشدوهاً يكشف عن نفسه ، عارماً قوياً ولعل الأنطاكي أحسن من صور بداية هذا الفتون الذي ما لبث أن تمادى ليعلن عن ذاته أو يكاد
جاء في "تزيين الأسواق "ما مؤداه: أن توبة كان فارساً مبرزاً في قومه سخياً فصيحاً مشهوراً بمكارم الأخلاق ، ومحاسنها وأن قومه كانوا يقيمون في جوار منازل بني الأخيل ، ولهؤلاء فتاة تدعى ليلى ذاع ذكرها بالحسن والجمال وأنها كانت مشهورة ببيانها وفصاحتها وحفظها أنساب العرب وأيامها وأشعارها . ثم يستأنف الأنطاكي سرده فيقول بأن القوم " غزوا يوماً فلما رجعوا حانت من توبة التفاتة وقد برزت النساء بالبشر والأسفار للقاء القادمين من الغزو فرأى ليلى فافتتن بها فجعل يعاودها ، وأطارت لبه فشكاها يوماً ما نزل به حسنها ، فأعلمته أن بها منه أضعاف ذلك" وفيما ذكره أبو الفرج صاحب الأغاني ،من خبر ليلى وتوبة بن الحمير ما يلقي الضوء على قصة هذا الحب ، وما اتنفه من الأمور والأحوال ، التي نراها شبيهة بأحوال المتيمنين من بني عذرة.
فقد طفق توبة يعبر عن هواه ، ويقول الشعر في ليلى ، وعندما فقد القدرة على الاحتمال والصبر على مكاره الحب وآلام الحنين والشوق ، جاء إلى أبيها فخطبها " فأبى أن يزوجه إياها وزوجها في بني الأدلع" ، على نحو ماهو معروف في أخبار من ذكر من شعراء بني عذرة وأمثالهم. غير أن زواج ليلى لم يضع جداً لزيارات توبة ، فقد كان يلم بأبياتها ويأتي لزيارتها فتخرج إليه في برقع حين شهر أمره وشكي إلى السلطان الذي أباح أهلها دمه إن هو أتاهم. هكذا راحوا يترصدون مقدمه. ومكثوا في المكان الذي كان يدلف إليه للقائها وكان زوجها الأدلعي غيوراً ، وهددها بالقتل إن هي أنذرت العاشق الحميري . فما علمت به خرجت سافرة حتى جلست في طريقه . فلما رآها سافرة فطن لما أرادت وعلم أنه قد رصد ، وأنها سفرت لذلك تحذره فركض فرسه فنجا ، وفي هذا يقول :
نأتك بليلى دارها لا تزورها وشطت نواها واستمر مريرها
وكنت إذا ما جئت ليلى تبرقعت فقد رابني منها الغداة سفورها
وهاذان البيتان من قصيدة طويلة تعد من مقاطع النسيب الجيدة في ديوان الغزل عند العرب ، يكشف فيها توبة عن عواطف مشبوبة وأسى مقيم ، ولهفة تهيج الذكرى وترسل العبرة ، ومنها قوله:
يقول رجال لا يضيرك نأيها بلى ما شق النفوس يضيرها
أظن بها خيراً وأعلم أنها ستنعم يوماً أو يفك أسيرها
أرى اليوم يأتي دون ليلى كأنما أتت حجج من دونها وشهورها
حمامة بطن الواديين ترنمي سقاك من الغر الغوادي مطيرها
أبيني لنا ما زال ريشك ناعماً ولا زلت في خضراء عال بريرها
وأشرف بالفوز اليفاع لعلني أرى نار ليلى أو يراني بصيرها
وكنت إذا ما جئت ليلى تبرقعت فقد رابني منها الغداة سفورها
علي دماء البدن إن كان بعلها يرى لي ذنباً غير أني أزورها
وأني إذا ما زرتها قلت يا اسلمي وما كان في قولي اسلمي ما يضيرها
ومن شعر توبة الذي يصورتفانيه في حبه الذي ملك عليه وجدانه وحواسه فوله من قصيدة :
ولو أن ليلى الأخيلية سلمت علي ودوني تربة وصفائح
لسلمت تسليم البشاشة أو زقا إليها صدى من جانب البر صائح
ولو أن ليلى في السماء لأصعدت بطرفي إلى ليلى العيون اللوامح
فإذا تجاوزنا هذه المعطيات التي تلقى ضوءاً خافتاً على إحدى قصص الحب الشهيرة التي تلامس قليلاً أو كثيراً ما نعرف من قصص الحب البدوي بالرغم من فرادتها ، وعدم صلة بطليها ببني عذرة فإن نعلن بكثير من شعور الخيبة بأننا نكاد لا نملك المزيد من شؤون حب ليلى الأخيلية ، سوى ما جاء في رواية كل من الأصبهاني وابن الجوزي عن زيارتها قبر توبة في أواخر حياتها كما سيأتي في سياق هذه المقدمة.
ويلاحظ الباحث في استقصائه أخبار حياة الأخيلية عدم توفر سبل التعريف المطرد بها وبالتالي صعوبة رسم الإطار المتكامل لسيرتها . وبالرغم من اللحمة تبقى مفقودة بين تلك الشذرات، فضلاً عن الافتقار إلى المادة الكفيلة ببناء ترجمتها بناء متكاملاً أو معقولاً . وكل ما أمكن استخلاصه من مصادر دراستها نحاول أن نوجز فيما يلي :
إن ليلى الأخيلية شاعرة مخضرمة بين صدر الإسلام والعصر الأموي لكنها عاشت أكثر حياتها زمن الأمويين ، وأكثر ما نعرف من أخبارها متصل بهذه المرحلة الثانية من سيرتها .
إن الاجتهاد وحده هو الذي يحدونا إلى القول بأن ولادتها ربما كانت في حدود السنة الخامسة عشرة للهجرة (15ه –636 م ) أي في خلافة عمر بن الخطاب بدليل أنها تركت لنا شعراً ترثي به الخلفية عثمان ، ووفاته كانت سنة (35ه – 655م) ، اعتقاداً منا بأن هذا الشعر لا يصح أن تقوله وهي دون العشرين من عملاها بكثير . وهكذا فاحتمال أن تكون ولادتها قبل هذا التاريخ ليس أمراً بعيد الاحتمال . ومما قالته في رثاء الخليفة الراشدي الثالث:
أبعد عثمان ترجو الخير أمته وكان آمن من يمشي على ساق
خليفة الله أعطاهم وخولهم ما كان من ذهب جم وأوراق
أما وفاة ليلى الأخيلية فقد اختلف الرواة في تحديد سنتها كما تباينوا في موضعها :
- أما لجهة مكان الوفاة فابن عساكر في تاريخ دمشق – نقلاً عن البلاذري في كتابه فتوح البلدان – يذكر بأنها ماتت بساوة ، وفها دفنت ، زمن الحجاج بن يوسف الثقفي بعد أن قدمت عليه وطلبت منه الكتابة إلى مرؤوسه في الري.
- وذهب الأصمعي – الذي كان معجباً بشعر الأخيلية – إلى أن ليلى وفدت على الحجاج وطلبت إليه أن يحملها إلى ابن عمها قتيبة بن مسلم وهو على خراسان يومذاك ففعل وأجازها ثم همت راجعة إلى البادية فلما كانت بالري ماتت.
- أما الأصبهاني فقد رد رواية الأصمعي وغلطها ، ثم قال – نقلاً عن عمه الحزنبل – أنها ماتت ودفنت إلى جانب قبر توبة ، وكانت قد مرت به – ومعها زوجها – فسلمت عليه ثم قالت وهي تنظر إلى القوم : ما عرفت له – أي لتوبة- كذبة قط قبل هذا ، فقيل لها : كيف فأجابت :أليس هو الذي يقول :
ولو أن ليلى الأخيلية سلمت علي ودوني تربة وصفائحُ
لسلمت تسليم البشاشة أو زقا إليها صدى من جانب القبر صائحُ
فما باله لم يسلم علي كما قال . وأردف الأصبهاني : وكانت إلى جانب القبر بومة كامنة ، فلما رأت الهودج واضطرابه فزعت وطارت في وجه الجمل فنفر فرمى بليلى على رأسها فماتت من وقتها ، فدفنت إلى جنبه . وهاهو الصحيح من خبر وفاتها.
- وبين هذه الروايات رواية القالي الذي ذكر في اماليه أن ليلى الأخيلية ماتت في قومس أو حلوان ن وهو ما لم تؤكده رواية ثانية ولا ندري في الواقع أين وجه الصواب بين هذه الروايات.
- أما السنة التي ماتت بها فقد جعلها سنة 75ه (694م) ، وهي السنة ذاتها التي مات فيها توبة ز وهذا الخبر الذي أورد في عيون التواريخ ينفي صحة ما أورده صاحب الأغاني ، وأنها ماتت بعد قدومها على قتيبة والي خراسان ، وكان قتيبة قد ولي أمر خراسان سنة 85ه . فلعل وفاتها كانت بعد هذا التاريخ .
- ذكرنا آنفاً أن ليلى الأخيلية لم يكتب لها أن تتزوج بالرجل الذي أحبت ، وأن أباها حملها على الزواج من عوف بن ربيعة وهو من رهط بني الأدلع أو الذلع وهؤلاء يرتقون في نسيهم إلى بني عقيل .
- ويفهم من بعض المصادر وفي طليعتها تاريخ دمشق لابن عساكر أن عوفاً هذا مات فتزوجت ليلى من رجل آخر هو سوار بن أوفى القشيري. وكما احاط الغموض بجوانب شتى من سيرة الأخيلية كذلك فنحن نفتقر إلى الأضواء الكفيلة بوقوفنا على حياتها العائلية واجوائها وعلاقتها بزوجيها الأول والثاني اللذين كانا على بينة من جوارح وجدانها العميقة لعدم اقترانها بتوبة الذي أحبت ولمقتله غدراً على يد بني عوف.
إلا أننا نستشف من تعدد زيارتها للحجاج واستدارارها نواله بالثناء على شمائله في الحزم والكرم كيف أنها واجهت وعائلتها سنين "مجحفة مظلمة" لم تدع – كما قالت – " فصيلا ولا ربعاً " ولم تبق عافطة ولا نافطة فقد أهلكت الرجال ومزقت العيال وافسدت الأموال .
إذاً لم تحرم الأقدار الأخيلية العزاء عن توبة بالاستقرار النسبي في ظل روض عائلي مزهر بفلذات أكباد هن لكننا لا نعرف شيئاً عن أولادها ومصيرهم وكل ما أمكن الوقوف عليه أنها رزقت العديد منهم وكافحت في سبيلهم فاجتازت الأصقاع لتكسب من أجلهم المال والعطاء كما يطالعنا الأصبهاني في كلامه على سيرتها وأخبارها مع الحجاج وعبد الملك بن مروان وغيرهما
في ضوء التاريخين اللذين حددنا بهما – على وجه التقريب – تاريخي ولادة ووفاة الشاعرة تكون ليلى قد عمرت وعاشت نحواً ست سبعين عاماً وهذا لا يتفق مع ما جاء من أخبارها وبأنها أسنت في اواخر حياتها وذهبت معالم شبابها وقال لها الحجاج في واحدة من المزارات التي دخلت فيها عليه مداعباً : " إن شبابك قد ذهب ، واضمحل أمرك ، وأمر توبة ، فأقسم عليك إلا صدقتيني هل كانت بينكما ريبة …الج
وهكذا في الفترة التي امتدت بها حياة الأخيلية قد تكون عاصرت أحداثاً من عهدي صدر الإسلام وبني أمية :
فقد رافقت في طفولتها فتوح مدن الشام وبلاد الأهواز ، وطاعون عمراس سنة 18ه (639م)، وولاية المغيرة بن شعبة على الكوفة سنة 21ه (641م) ، بعد عزل سعد بن أبي وقاص . وفي عهدها الأول كذلك وعت ولو قليلاً مقتل الخليفة عمر رضي الله عنه وبيعة عثمان ثم مقتله وعاصرت عهد الإمام علي ، وكانت ميعة الصبا – حين أودى ابن ملجم الخارجي بحياة آخر الخلفاء الراشدين – لتشهد الفتنة ومعركة صفين ومسألة التحكيم ، وقيام ملك بني أمية ,
لم يصلنا من بدايات شعر ليلى الأخيلية – أي الذي قالته زمن صدر الإسلام – إلا الأبيات القلائل وفي مقدمها رثاء الخليفة عثمان رضي الله عنه لهذا كان ديوانها الحال يمثل شعرها في المرحلة الأموية ، والأصح ما بقي من شعر تلك المرحلة بل من مجموعة ديوانها . فالراجح ضياع الكثير من قصائدها غذ لم تبق إلا أبيات وأحياناً البيت الواحد من فصائد أخرى .
عاصرت ليلى الأخيلية من خلفاء بني أمية معاوية وابنه يزيد ، وواكبت الأحداث الجسام التي أحدقت بقيام الدولة الأموية ، وانتقال السلطة فيها من السفيانيين إلى المروانيين وكانت لها وقفة بباب عبد الملك بن مروان ومعرفة بزوجته عاتكة ، وفي الأغاني خبر ذلك الحوار بينهما وبين الخليفة يتم عن ثورة الأخيلية لكرامتها واعتدادها بها إذ تقول في تلك المناسبة:
ستحملني ورحلي ذات وخد عليها بنت آباء كرام
فليس بعائد أبداً إليهم ذوو الحاجات في غلس الظلام
أعانك لو رأيت غداة بنا عزاء النفس عنكم واعتزامي
إذا لعلمت واستيقنت أني مشيعة ولم ترعي ذمامي
أأجعل مثل توبة في نداه أبا الذبان فوه الدهر دامي
كذلك أثبتت المصادر بينها الأغاني حواراً بينها وبين معاوية الذي تحراها عن حقيقة توبة فدافعت عن الرجل الذي وهبته قلبها واخلصت لحبة في حياته وبعد موته دون أن يكون هذا الحب على حساب إخلاصها للزوج واحترام الواجبات الزوجية وليس أدل على إعجاب معاوية بشخصيتها وشعرها من ثنائه عليها ونفحها بجائزة عظيمة . إن النذر القليل الذي بلغنا من أخبار ليلى الأخيلية وشعرها لا يحول دون دراسة شخصيتها دراسة ملية وتقويم معطياتها وتحديد ما تميزت به امرأة وشاعرة . أما ليلى الأخيلية المرأة فشخصية غنية متعددة الوجوه وتبعث في اتجاهاتها المتعددة على الأكبار كما تحمل على الإعجاب . فهي على التوالي المرأة المعشوقة والزوجة الأم. فإذا نظرنا إلى الجانب الأول في حياتها طالعتنا فيها شخصية المرأة السوية التي تستجيب للحب وتحرص فيه على قيم الصدق والوفاء والجمال ، مؤثرة في الجميل جوهره . وجوهر الجميل في الحب عندها هذا العناق الأمثل بين العفة والرجولة . وفي التمثيل للحب العفيف ترتسم شخصية ليلى الأخيلية الزوجة الحريصة على صون خلقية العلاقة الزوجية في الشرف والإخلاص ، إذ تأبى أن يكون الحب مطية للخيانة والعبثية أليست هي التي أقسمت – حين سألها الحجاج عن أية ريبة بينها وبين توبة : - لا والله أبها الأمير ، غلا أنه قال لي ليلة وقد خلونا ظننت أنه قد خضع فيها لبغض الأمر ، فقلت له :
وذي حاجة قلنا له لا تبح بها فليس عليها ما حييت سبيل
لنا صاحب لا ينبغي أن نخونه وأنت لأخرى فارغ وخليل
وامرأة تلك هي مثلها حبيبة وزوجة لا يشك بأمومتها الصادقة وهل من أمير أو وال حاجة – لمثل هذه الغايات السامية التي تنتدب المرأة نفسها غليها بباعث وجدان الأمومة – فقد كانت أشد ما تكون تشبثاً تسمو النفس وعزتها فقد سألها الحجاج يوماً : ما أعملك علينا قالت : " السلام على الأمير ، والقضاء لحقه ، والتعرض لمعروفه"
وهي في كل ما وصلنا من أخبار انتجاعها لموارد العون تسلك سبيل الكتابة وتركب إلى حاجتها فوق مطايا المجاز ولم نرها تنهج منهج الكدية والاستجداء : فقد دخلت على الحجاج يوماً فقال لها : ما أتى بك يا ليلى فقالت : " إخلاف النجوم وكلب البرد وشدة الجهد" . وقد قصدت أن نصف قلة المطر ، وإجداب الأرض ، وضيق الحال . قالت مرة : " أصابتنا سنون مجحفة مظلمة لم تدع لنا فصيلاً ولا ربعاً .. فقد أهلكت الرجال ومزقت العيال وأفسدت الأموال" هذه ملامح ذات مغزى ودلالة تتراءى من خلالها المرأة المثلى حبيبة وحليلة وأماً ذات عيال .

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الموسوعة الاْدبية ...ادخل - صفحة 2 Empty رد: الموسوعة الاْدبية ...ادخل

مُساهمة من طرف ريانية العود الأحد مايو 08, 2011 1:21 am

عروة بن أذينة
؟- نحو 130 ه / 717 م
هو عروة بن أذينة ، وأذينة لقبه ، واسمه يحيى بن مالك الليثي الكناني بن الحارث ابن عمرو بن عبد الله بن زحل بن يعمر ، وهو الشدّاخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبدِ مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار . ويكنى عروة بن أذينة ، أبا عامر ، وهو شاعر غزل مقدّم ، من شعراء أهل المدينة عاش فيها في العصر الأموي ، وهو معدودٌ في الفقهاء والمحدّثين ولكن الشعر أغلب عليه .
وهو القائل :
لقد علمت وما الإسراف من خلقي أنّ الذي هو رزقي سوف يأتيني
أسعى إليه فيعنّيني تطلّبه ولو قعدت أتاني لا يعنّيني
روى عنه مالك بن أنس ، وعبيد الله بن عمر العدويّ . لا نعرف الكثير عن أمه وأبيه ، إلا أن والده كان من أهل المدينة . ولعروة ولد يدعى يحيى ، وأخ اسمه بكر فمات فرثاه عروة بقوله :
سرى همي وهم المرء يسري وغاب النجم إلا قيد فترِ
أراقب في المجرّة كل نجم تعرض أو على المجراة يجري
لهمِّ ما أزال له قريناً كأن القلب ابطن حرّ جمر
على بكر أخي ، فارقت بكراً وأيُّ العيش يصلح بعد بكر
ولما سمعت السيدة سكينة ابنة الحسين بن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنهم ، هذا الشعر قالت : ومن هو بكر هذا ؟ فوصف لها ، فقالت : أهو ذلك الأسيد الذي كان بمر بنا ؟ قالوا نعم ، قالت لقد طاب بعده كل شيء حتى الخبز والزيت . وعاش عروة في المدينة وكان في أول عمره يصنع الألحان ، وكانت حياته حياة نسك وزهد وعبادة وكان من أعيان العلماء وكبار الصالحين ، وله أشعار رائقة . ويروى أن سكينة وفقت على عروة بن أذينة فقالت له: أنت قائل :
إذا وجدت أوار الحبِّ في كبدي أقبلت نحو سقاء الماء أبتردُ
هبني بردتُ ببرد الماء طاهرهُ فمن لنار على الأحشاء تتقدُ
فقال لها نعم ، فقالت : وأنت القائل :
قالت وأبثثتها سرّي فبحت به قد كنت عندي تحبّ الستر فاستتر
ألست تبصر من حولي ؟ فقلت لها غطّي هواك وما ألقى على بصري
فقال : نعم ، فالتفتت إلى جوارٍ كنَّ حولها وقالت : هن حرائر إن كان خرج هذا من قلب سليم قط
وكان أسلوبه في الغزل رقيقاً وعذباً ، وكان كثير القناعة ، وله في ذلك أشعار سائرة ، وكان قد وفد من الحجاز على هشام بن عبد الملك بالشام في جماعة من الشعراء ، فما دخلوا عليه عرف عروة ، فقال له: ألست القائل :
لقد علمت وما الإسراف من خلقي أن الذي هو رزقني سوف يأتيني
أسعى له فيعنّيني تطلّبه ولو قعدت أتاني لا يعنّيني
وما أراك فعلت كما قلت ، فإنك أتيت من الحجاز إلى الشام في طلب الرزق ، فقال : لقد وعظت يا أمير المؤمنين فبالغت في الوعظ ، وأذكرت ما أنسانيه الدهر ، وخرج من فوره إلى راحلته فركبها وتوجه راجعاً إلى الحجاز ، فمكث هشام يومه غافلاً عنه ، فلما كان في الليل استيقظ من منامه وذكره ، وقال : هذا رجل من قريش قال حكمة ووفد إليّ فجبته ورددته عن حاجته ، وهو مع هذا شاعر لا آمن لسانه ، فلما أصبح سأل عنه ، فأخبر بانصرافه ،فقال :لا جرم ليعلمنّ أن الرزق سيأتيه ، ثم دعا بمولى له وأعطاه ألفي دينار ، وقال : الحق بهذه عروة بن أذينة فأعطه إياها ، قال : فلم أدركه إلا وقد دخل بيته ، فقرعت عليه الباب ، فخرج فأعطيته المال ، فقال أبلغ أمير المؤمنين السلام وقل له : كيف رأيت قولي ؟ سعيت فأكديت ، ورجعت إلى بيتي فأتاني فيه الرزق . توفّى عروة بن أذينة نحو سنة 130ه/ 717 م ولم نعثر على ترجمة تثبت تاريخ الوفاة .

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الموسوعة الاْدبية ...ادخل - صفحة 2 Empty رد: الموسوعة الاْدبية ...ادخل

مُساهمة من طرف ريانية العود الأحد مايو 08, 2011 1:22 am

عدى بن الرقاع

سيرته
هو عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع بن عك بن شعل بن معاوية بن الحارث العملي ، شاعر عربي مغمور نشأ في دمشق من سوريا و سكانها كان هواه مع بني أمية يمدح أحيائهم ، و يرثي أمواتهم ، و يؤيد سياستهم ، و يتحمس لهم ، و بخاصة للوليد بن عبد الملك الذي نادمه و مدحه .
و عدي بن الرقاع سكن الأردن (( الحولة )) كما انه نزل المدينة و جال فيها ، يكنى أبو داوود و قيل أبو دواد ، و هو من أشراف بني عاملة ، نسبه الناس الى الرقاع و هو جد جدته لشهرته بذلك .
يلف الغموض جوانب حياته ، و لم تذكر الكتب غير شذرات منها ، فتاريخ مولده غير محدد و زوجته و أولاده مغمورون إلا ابنة واحدة اسمها سلمى كانت تقول الشعر ، و لها حادثة مع قوم من الشعراء أتوه ليماتنوه و كان غائباً ، فسمعت و هي صغيرة فخرجت إليهم و أنشأت تقول :
تجمعتم من كل أوب و بلدة على واحد لا زلتم قرن واحد
فأفحمتهم .
كان أبرص ، و هو من حاضرة شعراء الشام لا من باديتهم و مع ذلك فقد أجاد في وصف الظباء و الرواحل حتى اعتبر منأفضل من وصف المطايا علماً أنه أحسن في فنون المديح و النسيب الرقيق اللطيف الخالي من تغزل شعراء الحجاز و العراق و عده بعضهم من أنسب الشعراء .
جالس عدي كلاً من الفرزدق و جرير و الأخطل و كثير عزة و الراعي و هاجى جريراً و الراعي و حسده كثير و جرير .
فالشاعر جرير كان يهزأ منه و يعيره بنسبه ، و كان أن جرى مثل ذلك في حضرة الوليد بن عبد الملك و استجار عدي به على جرير فأجاره .
و الراعي لم يقم له وزناً و لا قيمة و صرح بذلك بقوله :
لو كنت من أحد يهجى هجوتكم ??يا بن الرقاع و لكن لست من أحد
أجابه عدي :
حدثت أن رويعي الإبل يشتمني ??و الله يصرف أقواماً عن الرشد
فأنت و الشعر ذو تزجي قوافيه ??كمبتغي الصيد في عريسة الأسد

أما كثير فقد كان يحسده بخاصة إذا برع في قول الشعر و يحكى أنه أنشد للوليد قصيدته التي أولها :
عرق الديار توهماً فاعتادها
و عنده كثير و قد كان يبلغه عن عدي أنه يطعن على شعره و يقول : (( هذا شعر حجازي مغرور إذا أصابه قر الشام جمد و هلك )) فأنشده إياها حتى أتى على قوله :
و قصيدة قد بت أجمع بينها حتى أقوم ميلها و سنادها
فقال كثير : (( لو كنت مطبوعاً او فصيحاً او عالماً لم تأت فيها بميل و لا سناد فتحتاج الى أن تقومها ثم أنشد :
نظر المثقف في كعوب قناته حتى يقيم ثقافه ميادها
فقال له كثير : لا جرم أن الايام إذا تطاولت عليها عادت عوجاء و لأن تكون مستقيمة لا تحتاج الى ثقاف أجود لها ثم أنشد :
و علمت حتى ما أسائل واحداً عن علم واحدة لكي أزدادها
فقال كثير : كذبت و رب البيت الحرام فليمتحنك أمير المؤمنين بأن يسألك عن صغار الأمور دون كبارها حتى يتبين جهلك ، فضحك الوليد و من حضر ، و كان قبلها قد هدد جريراً إذا أساء لعدي ولام الراعي ايضاً ، مما يؤكد الحظوة المميزة لعدي لدى الخليفة .
في الوقت الذي تناسته الأقلام و لم تحفل به صفحات الكتب ، فإن ثمة ناقدين أنزلوه منازل عالية فابن دريد يلقبه في كتاب الاشتقاق بشاعر أهل الشام و جرى هذا اللقب على ألسنة النقاد و المؤرخين اذ كثيراً ما كانوا يشيرون الى عدي بقولهم : قال شاعر أهل الشام كذا ... و الجمحي يجعله في الطبقة السابعة من الشعراء مع يزيد بن ربيعة بن مفرغ و زياد الأعجم ، و عده ابن سلام في الطبقة الثالثة .
عني عدي بنظم الشعر الذي ذاع صيته و تعدى عصره فإلى الاندلس وصل و غناه المغنون ، و كان ابن سريج يحصل الاموال الوفيرة لإنشاده ورويت أشعاره في العصر العباسي و في حضرة الرشيد على لسان الأصمعي و اتخذ من شعره صاحب لسان العرب غير شاهد في سفره اللغوي و في كتب يشار الى عدي بالقول صاحب البيت المشهور :
تزجي أغن كأن ابره روقه ??قلم اصاب من الدواة مدادها
كما قيل :
ما من أحد وصف عيني امرأة إلا احتاج الى قول عدي بن الرقاع العاملي :
لولا الحياء و ان رأسي قد عثا ??فيه الشيب لزرت ام قاسم
كان عدي ذكياًو نبيهاً لا يحشر و لا ترتج عليه الإجابات اذا سئل او صادفه التحجدي و عرف بمروءته ووفائه .
توفي في دمشق سنة 95/714 أي في ولاية الوليد بن عبد الملك و دفن في دمشق و قيل انه ادرك سليمان بن عبد الملك و له معه أخبار إذ قال له يوماً انشدني قولك في الخمر :
كميت إذا شجت و في الكأس وردة ??لها في عظام الشاربين دبيب
تريك القذى من دونها و هي دونه ??لوجه أخيها في الإناء قطوب
فأنشده ، فقال له سليمان : شربتها و رب الكعبة .
قال عدي : و الله يا أمير المؤمنين لئن رابك وصفي لها قد رابني معرفتك بها ، فتضاحكا و أخذا في الحديث .
و ذات يوم كتب سليمان الى عامله بالأردن : إجمع يدي عدي بن الرقاع الى عنقه ، و ابعث به إلي قتب بلا وطاء ، ووكل به من ينخس به ففعل ذلك ، فلما انتهى الى سليمان بن عبد الملك ألقي بين يديه إلقاء لا روح فيه ، فتركه حتى ارتد إليه روحه ، ثم قال له :
أنت أهل لما نزل بك ، ألست القائل في الوليد :
معاذ ربي أن نبقى و نفقده ??و أن نكون لراع بعده تبعا
عندها استحضر عدي ذكاءه و فطنته و قال بنباهة على الفور : لا و الله يا أمير المؤمنين ما هكذا قلت و إنما قلت :
معاذ ربي أن نبقى و نفقدهم ??و أن نكةن لراع بعدهم تبعا
فنظر اليه سليمان و استضحك ، فأمر له بصلة و خلى سبيله .
لعدي مجموعة شعرية جلها في مدح الوليد بن عبد الملك ، ووصف المطايا ، علماً انه تعرض للهجاء و الرثاء و الغزل و الخمرة و غير ذلك .
أما تاريخ ولادة عدي فأخذ لم يذهب الى تحديده ، و بقي غامضاً ، شأنه في ذلك شأن كل من كثير عزة و الراعي و روح بن زنباع ....
و إذا رصدنا السنوات التي ولد فيها كل من عاصره عدي أو جالسه و خالطه ، لوجدنا أقدمهم ابن سريج المغني و الأخطل 20/640 و بعدهما الفرزدق 21/641 و جرير 33/653 و أحدثهم و لادة الخليفتان سليمان بن عبد الملك 54/674 و عمر بن عبد العزيز 61/681 .
و هذا يعني ان مولده محصور بين 20/640 و 61/681
و بالتأكيد لا ينتمي عدي الى رعيل المرحلة اثانية بل يبدو أنه من مواليد الرعيل الأول أي من جيل الفرزدق و الأخطل و جرير و ابن سريج المغني ، و ثمة دلائل تشير الى ذلك أهمها :
1 - غناء ابن سريج لشعره .
2 - انتدابه شاعراً و مداحاً للخليفة الوليد بن عبد الملك .
3 - مهاجاته لجرير و مجالسته للفرزدق و الأخطل و هؤلاء كلهم شيوخ .
فابن سريج لا يختار شاعراً فتياً لا يجاريه في لالسن ، و الوليد بن عبد الملك الخليفة الأموي يحتاج الى شاعر يمدحه من شيوخ القوم لا فتيانهم ، ، و جرير لا يتهور الى درجة انه يتنازل صبياً او شاباً لا يبلغ الخمسة و العشرين بعد كما أن الفرزدق و الأخطل و هما من الفحول كيف يقعدان لسماع هذا الشويعر الصبي .
كل ذلك يرجح ان مولد عدي لا يبارح مرحلة ما بين 645م و 655 م و على الأغلب ما بين 650م و 655م إذ أن ثمة إشارة خاصة تشير الى أنه من جيل جرير لا غيره ، تلك الحادثة التي جرت في حضرة الوليد بن عبد الملك .

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الموسوعة الاْدبية ...ادخل - صفحة 2 Empty رد: الموسوعة الاْدبية ...ادخل

مُساهمة من طرف ريانية العود الأحد مايو 08, 2011 1:23 am

قيس بن شريح

كان شعره ـ منذ داعبته عرائس الفن وأشرقت شموسها في سمائه ـ أشبه بمعزف ذي أوتار ثلاثة : يشده الأول إلى مسرح الجماعة ، والثاني إلى مثله الأعلى في الوجود والحياة . هكذا تغنى عبيد الله بن قيس الرقيات بقريش ولم ير سواها أحق بالزعامة والقيادة، وهام وجداً بالحسان الفاتنات لكنه كان أشد شغفاً برقية بنت عبد الواحد ، وانبرى في غمرة الاضطراب السياسي ووسط زعازع الأحداث يبحث عن المنقذ والمخلص فلم يجد أهلاً للولاء من الزبيريين بعامة ومن عبد الله بن الزبير وأخيه مصعب بخاصة ، فمحضهما حبه وصدقهما المدح والثناء .

هو عبيد الله بن قيس بن شريح بن مالك بن ربيعة بن أهيب .. بن عبد الله بن معيص بن عامر بن لؤي ، وأمه ـ كما جاء في الأغاني ـ هي " قتيلة بنت وهب " بن عامر بن ربيعة بن طريف .. بن عبد مناة بن كنانة . وواضح أنه قرشي الأبوين ، ولا شك أنه كان لهذا النسب أثر كبير في حياته وشعره .
اختلف الرواة في حقيقة اسمه ، هل هو عبيد الله ، أم عبد الله . والراجح ما أثبتناه بشهادة ابن سلام ، وابن قتيبة ، والبغدادي . أما عبد الله فأخوه .
أما لقبه "الرقيات" فأبو الفرج يعزوه إلى "ـ تشببه ـ بثلاث نسوة سمين جميعاً "رقية" ، هن:رقية بنت عبد الواحد ، وابنة عم لها ، وامرأة من بني أمية . ولعل هيامه ـ كما هو مشهور ـ كان أشد برقية بنت عبد الواحد، وبها قال أرقَّ شعره الغزلي، وكان قد رآها في الحج ، فنزلت من نفسه ، وتبعها إلى بلدة الرقة . وفيها يقول:
رقـيَّ بعيشـكم لا تهجـرينا ومنِّينـا المنى ثم امطلينا
عـدينا في غـدٍ ما شئت إنَّا نحب وإن مطلت الواعدينا
أغـرَّك أنني لا صبر عندي علـى هجرٍ وأنكِ تصبرينا
ويوم تَبِعْتُكـم وتركتُ أهلي حنينَ العـود يتّبعُ القرينا

كانت ولادة عبيد الله في خلافة عمر بن الخطاب بين 13 و23 هـ على اختلاف بين الرواة: وقد نشأ في المدينة إلى مكة، وخالط المغنين والمغنيات، وأثبتت كتب الأدب، مقطوعات كنيرة في الغزل نظمها للغناء ،وكانت مثار طرب وموضع إعجاب. وممن غني بشعره سائب خاثر، ويونس، ومالك، وابن محرز وغيرهم .
وكان عبيد الله يتعرض لمروان بن الحكم والي مكة، في خلافة معاوية، ويشكو من تشدده في مراقبة دور اللهو والغناء. وعندما ولي يزيد، وثار الناس في مكة على بني أمية، رحل الشاعر إلى بلاد الجزيرة. وهناك ترامت إليه أخبار"موقعة الحرَّة"، ومقتل العديد من أهله وقومه، فثار ثائره على الأمويين، ونقم على يزيد نقمة عارمة، وهو يبكي أهله و أنسباءه من قتلى" الحرة"، ويرثي لما حل بهم رثاء صادقا‍ً مليئاً بالحسرة واللوعة، كمثل قوله:
كيـف الرقـاد وكلما هجعتْ عيـني ألمّ خيـالُ إخوِتِيَهْ
تبكـي لـهم أسمـاء معـولة وتقـول لليلـى: وارزيَّتِيَهْ
تبكـي بنـي عبـد وأخوتَهم حِسلاً وتنعـى لي أقارَبِيهْ
وفي هذه القصيدة يهدد بالثأر، ويتوعد بالانتقام قائلاَ:
والله أبــرح في مقدمـةٍ أهدي الجيوشَ عليَّ شِكَّتِيَه
حـتى أفجِّعهـم بأخوتـهم وأسـوق نسوتهم بنسوَتِيَه

بعد موت يزيد بن معاوية، وقيام الحرب بين القيسية واليمنية ، غادر عبد الله أرض الجزيرة، وقدم إلى فلسطين، ثم تركها إلى العراق حين ولي مصعب بن الزبير شؤونه في ظل سيادة أخيه عبد الله على الحجاز. وفي العراق اتصل ابن قيس الرقيات بمصعب وظل ملازما إياه، يمدحه ويؤيد سياسته حتى مصرعه في دير الجاثليق سنة 71 هـ (782م)، وهو يتصدى بثبات واستبسال لجيش عبد الملك بن مروان.
حدّث محمد بن العباس اليزيدي وآخرون نقلاً عن عبد الله بن بصير مولى قيس بن عبد الله بن الزبير، عن قيس بن الرقيّات ـ وقد وصف هذه المرحلة من حياته ـ فقال:" خرجت مع مصعب بن الزبير حين بلغه شخوص عبد الملك بن مروان إليه، فلما نزل مصعب بن الزبير بمسكِن ورأى معالم الغدر ممن معه دعاني ودعا بمال ومناطق فملأ المناطق من ذلك المال . . وألبسني منها، وقال لي : انطلق حيث شئت فإني مقتول، فقلت له والله لا أريم حتى أرى سبيلك فأقمت معه حتى قتل، ثم مضيت إلى الكوفة".
أقام عبيد الله في الكوفة متخفياً عاماً كاملاً في دار امرأة تدعى كثيرة قيل إنها أنصارية، لم تسأله ـ كما قال ـ من هو ؟ ولا هو سألها من هي؟ ولعلها هي التي ذكرها في العديد من قصائده، كمثل قوله:
لججـت بحبـك أهل العـراقِ ولـولا كثـيرةُ لم تلْجـجِ
فليـت كثيـرةَ لم ألقـهـا كثـيرةَ أخـت بني الخـزرجِ
ومـا كلَّمتْنــا و لكنهـا جَلَتْ فِلْقـةَ القمـر الأبـلجِ
حين ترك عبيد الله بيت المرأة الكوفية قدم المدينة المنورة وجاء دار عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وحين آنس منه خلوة دخل عليه وكشف له عن وجهه وقال له: جئتك عائذاً بك، فقال له: ويحك ما أجدّهم في طلبك وأحرصهم على الظفر بك ولكني سأكتب إلى أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان فهي زوجة الوليد بن عبد الملك، وعبد الملك أرق شيء عليها. فكتب إليها يسألها أن تشفع له إلى عمها وكتب إلى أبيها يسأله أن يكتب إليها كتاباً يسألها الشفاعة".
. . ويفوز ابن قيس الرقيّات ـ بفضل تلك المساعي والشفاعات ـ بعفو عبد الملك، ويمثل الشاعر بين يدي الخليفة بعد أن أذن له ويقول في مديحه:
يعتدل ُ التـاج ُ فوقَ مفرقهِ على جبين كأنـه الذهبُ
ويقول له عبد الملك: يا ابن قيس تمدحني بالتاج كأني من العجم وتقول في مصعب:
إنما مصعب شهـابٌ من اللـ ـه تجلت عن وجهه الظلماءُ
ملكه ملك عزة ليس فيه جبـروت ولا بـه كبـريـاءُ
ويردف: أما الأمان فقد سبق لك، ولك والله لا تأخذ مع المسلمين عطاء أبداً.

هكذا تقرب ابن قيس الرقيات من بني أمية إثر نقمته عليهم بسبب وقعة الحرة، بعد أن محض الزبيريين ولاءه ووده، ولكن صلته بعبد الملك لم تكن وطيدة، إذ كان أوثق علاقة بأخيه بشر بن مروان والي العراق الذي أنعم عليه بالرعاية ولم يحرمه مالاً أو عطاء.
ولعل خوف الشاعر من تألب عبد الملك بن مروان هو الذي حثه على أن يشد الرحال إلى مصر ليمدح عبد العزيز بن مروان الذي كان يتطلع إلى الخلافة. وغضب عبد الملك ثانية من ابن قيس الرقيّات لأنه شعر بوقوفه إلى جانب رغائب أخيه عبد العزيز في الوقت الذي كان الخليفة يهيئ فيه ابنه الوليد ليخلفه. ولم يجد عبيد الله مفراً من نفي ما وصل إلى مسامع عبد الملك في الشام حول هذه المسألة حرصاً على سلامته، ودفعاً للوعيد وسوء العاقبة.

استمرت حياة عبيد الله الرقيّات عرضة لمخاطر السياسة في مرحلة اتصاله بالأمويين، كما في مرحلة اتصاله بالزبيريين ومع أنه جهد في مدح بني أمية لينتزع شأفة غضبهم، لكنه لم يكن مخلصاً في مدائحه هذه إخلاصه في مدائحه الزبيرية ولا سيما ما قاله في مصعب بن الزبير، وقصائده فيه دليل صارخ على ذلك.
وانتهت حياة شاعرنا القرشي في أواخر خلافة عبد الملك بن مروان سنة 84 هـ وبداية خلافة ابنه الوليد، سنة 87 هـ، ولم يتفق المؤرخون على تحديد سنة وفاته بين هذين التاريخين شأنهم في ذلك كمثلهم في العديد من الأحداث والأمور المتصلة بهاتيك الحقب التاريخية.

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الموسوعة الاْدبية ...ادخل - صفحة 2 Empty رد: الموسوعة الاْدبية ...ادخل

مُساهمة من طرف ريانية العود الأحد مايو 08, 2011 1:23 am

الطرماح



اسمه ونسبه ولقبه:
هو الحكم بن الحكيم بن الحكم بن نقر بن قيس بن جحدر بن ثعلبة بن عبد رضا بن مالك بن أمام بن عمرو بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيىء.
وكنيته أبو نقر. ويكنى أبا ضبيبة أيضاً.
والطرماح لقب عرف به الشاعر، حتى غلب على اسمه الأصلي فاشتهر به منذ القدم.
وقد استعمله في شعره، فقال:
أنا الطرماح، فاسأل بي بني ثعل قومي إذا اختلط التصدير بالحقبِ
والكلمة بمعنى الطويل المرتفع ثم أطلقت مجازاً على الرجل الذي يرفع رأسه زهواً. ومن هذا المعنى الأخير أخذ له هذا اللقب، لأنه كان مزهواً بنفسه، فيه كبر وفخر. ويأيد هذا الرأي ما رواه أبو الفرج الأصفهاني عن أبي تمام الطائي: "قال: مر الطرماح بن حكيم في مسجد البصرة، وهو يخطر في مشيته. فقال الرجل: من هذا الخطار؟ فسمعه، فقال: أنا الذي أقول:
لقد زادني حباً لنفسي أنني بغيضٌ إلى كل امرىءِ غير طائلِ"
وقد سئل حفيد الطرماح أبو مالك: "لمَ قيل لجدك الطرماح؟ وما الطرماح في كلام العرب؟ فقال: أما في كلامنا، معشر طيىء، فإنه الحية الطويل".
وقال أحمد بن فارس في مقاييس اللغة: "طرمح البناء: أطاله. ومنه اسم الطرماح".
وبين صاحب اللسان هذا القول أفضل بيان، فقال: "ومنه سمي الطرماح بن حكيم الشاعر". ورأيهما صحيح بالمعنى المجازي الذي ذكرناه آنفاً، وإن أغفلا الاشارة إليه صراحة.
وقال أبو الفرج الأصفهاني في الأغاني: "كان الطرماح بن حكيم يلقب الطرماح لقوله:
ألا أيها الليل الطويل، ألا أصبحي بصبح، وما الإصباح منك بأروح
بلى، إن للعينينِ في الصبح راحةً بطرحهما طرفيهما كل مطرح
ولا يصح هذا الرأي عندنا، بل هو تكلف ظاهر، تكلفه الرواة، واصطنعوه اصطناعاً، ليضاهوا به عادة العرب منذ القديم في تلقيب الشعراء بألقاب يتخذونها من أبيات لهم مشهورة.
نشأته:
نشأة الطرماح الأولى غامضة، يكتنفها الظلام، فلا نستبين من أخبارها شيئاً كثيراً. وقد اختلف العلماء منذ القديم في مكان نشأته، وتضاربت في ذلك آراءهم. فالأصمعي يروي عن شعبة بن الحجَّاج أنه سأل الطرماح: "أين نشأت؟ فأجابه الطرماح: بالسواد". وأراد بالسواد سواد العراق. وأيد الأصمعي ذلك بقول الطرماح:
طال في شط نهروان اغتماضي
وأراد الأصمعي أن يتخذ من قول الطرماح هذا دليلاً على نشأته في سواد العراق. ولكن هذا القول لا ينهض دليلاً قوياً على ذلك، لأن اغتماض الطرماح قد يطول في النهروان وهو كهل قد تقدمت به السن، ثم إن رواية هذا الشعر في أصول الديوان والمراجع الأخرى:
قل في شط نهروان اغتماضي
وانفرد كتاب الموشح وحده برواية "طال". ورواية الأصول عندنا أجود وأعلى وأقرب صلة بمعنى الغزل الذي يريده الشاعر.
ومن العلماء الذين قالوا بهذا الرأي ابن قتيبة في الشعراء، إذ ذكر أن الطرماح نشأ بالسواد.
على أن أبا الفرج الأصفهاني قال في الأغاني: "ومنشؤه بالشام. وانتقل إلى الكوفة بعد ذلك مع من وردها من جيوش أهل الشام". وكذلك قال ابن عساكر بأبي الطرماح "شامي المولد والمنشأ، كوفي الدار". ونقل أبو الفرج الأصفهاني أيضاً في الأغاني، حين الكلام على صداقة الكميت والطرماح، عن ابن قتيبة الرواية التالية: "فقيل للكميت: لأعجب من صفاء ما بينك وبين الطرماح على تباعد ما يجمعكما من النسب والمذهب والبلاد، وهو شامي قحطاني، وأنت كوفي نزاري…".
ونحن أميل إلى قبول الرأي الذي يقول بأن الطرماح شامي النشأة والأصل. ويدفعنا إلى هذا القبول وتصحيح نشأة الطرماح في الشام تعصبه لأهل الشام دون أهل الكوفة. فقد قال الجاحظ في كتاب البيان حين كلامه على حال الكميت والطرماح: "وكان الكميت يتعصب لأهل الكوفة، وكان الطرماح يتعصب لأهل الشام". وما نرى تعصبه لأهل الشام إلا أنه شامي الأصل.
وتظهر عصبية الطرماح لأهل الشام في شعره. فهو لا يفتأ يذكر الشام وأهل الشام في مجال الفخر والتباهي. ويريد بأهل الشام قومه طيئاً والقبائل اليمنية من قحطان الذين يدل بهم، ويباهي تميماً وغيرهم من قبائل العرب المضرية. فمن ذلك قوله للفرزدق:
ونجّاك من أزد العراق كتائب لقحطان أهل الشام لما استهلّت
وقوله:
إذا الشام لم تثبت منابر ملكه وطدنا له أركانه فاستقرت
وقوله:
في عزنا انتصر النبي محمد وبنا تثبت في دمشق المنبر
وبعد أن ثبت لدينا أن الطرماح شامي الأصل بقي علينا أن نقول إنه بدوي، كانت نشأته الأولى في البادية بين أهله وأهراب قومه من طيىء النازلين في بادية الشام. وقد ذكر ذلك ابن عساكر صراحة في أثناء كلامه على صداقة الكميت والطرماح، فقال: "وكان الكميت عراقياً كوفياً، وكان الطرماح شامياً بدوياً".
ويدلنا على بدوية الطرماح وأصالته في البداوة لغته البدوية الشديدة الأسر، الخالصة من تراكيب أهل الحضر وأساليبهم اللينة، ثم معرفته الجيدة بأحوال البادية وأحوال أهلها وأنماط حياتهم فيها. وقد انشغل في شعره بوصف الرمال والفلوات والهجير والسراب وحيوان البادية ووحوشها وما إلى ذلك من مناظر البادية وأحوالها. ولا يحسن ذلك، ولا يقدر عليه إلا البدوي الصميم الذي نبت في الصحراء، وشب فيها. وهذا ديوان الطرماح بين أيدينا يشهد على ذلك. ويضاهي الطرماح في هذا كله شعراء البادية أمثال كعب بن زهير وابن مقبل وذي الرمة الذين عاشوا في البادية، واعتادوا أنماط الحياة فيها، وعرفوا أحوالها، فبدا أثر ذلك في أشعارهم. وسيكون لنا مزيد من القول في هذه المسألة حين الكلام على شعر الطرماح. ولا عبرة للرواية التي تقول أنه قروي، فليس هذا بصحيح، كما سنرى.
أخلاقه:
كان في طبع الطرماح حدة وزهو، كما بينا آنفاً. فكان لذلك يستشعر في نفسه الكبر والاستعلاء، وهذا قوله:
أنا الشمس لما أن تغيب ليلها وغارت فيما تبدو لعين نجومها
تراها عيون الناظريم إذا بدت قريباً، ولا يسطيعها من يرومها
أجر خطايا في معد وطيىء وأغشمها، فلينه نفساً حليماً
ونرى ما يشبه هذا المعنى يترد كثيراً في شعره. والطرماح من بيت شرف ومجد في قومه طيىء. وطيىء قبيلة ذات عز قديم، وزادت مآثر ومكارم في الجاهلية والاسلام. وهو يحس بما لذلك كله من خطر وشأن في القبائل العربية، وما يحققه له من رفعة ومكانة بين الناس. فيدل بهذه المكانة، ويفخر بها حين يشاء في شعره، كقوله:
لقد زادني حباً لنفسي أنني بغيض إلى كل امرىء غير طائل
إذ ما رآني قطع الطرف بينه وبيني فعل العارف المتجاهل
ملأت عليه الأرض حتى كأنها من الضيق في عينيه كفة حابل
ولعلنا نجد في هذه الخصلة من طبع الطرماح عسيراً مقبولاً لكثرة شعر الفخر وجودته في ديوانه. فهذا الديوان الذي نخرجه اليوم يبدأ بقصيدة رنانة في الفخر، وينتهي بمقطوعة لاذعة في التيه.

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الموسوعة الاْدبية ...ادخل - صفحة 2 Empty رد: الموسوعة الاْدبية ...ادخل

مُساهمة من طرف ريانية العود الأحد مايو 08, 2011 1:24 am

مروان بن أبي حفصة
1-

مولده ونسبه:
شاعر مخضرم ، اسمه مروان بن سليمان بن أبي حفصة . ولد في اليمامة سنة خمسة ومئة للهجرة .كنيته أبو الهندام أو أبو الهندام ، ويكّنى أيضاً بأبي السمط، لأن السمط اسم لأحد أبنائه(1) ،كما جاء في قوله:
أهْلا ًبطَيْـفٍ لِأُم السمطِ أَرقنا ونحن لاصدد منا ولاكتب
ولقبه : ذو الكمرْ .أما نسبه فهو موضع خلاف بين الرواة الذين ترجموا له في أصله . فقد ذهب بعضهم إلى أن جدّه يزيد المكّنى بأبي حفصة كان طبيباًَ يهودياً ، أسلم على يد الخلفية عثمان بن عفّان ، وقيل على يد مروان بن الحكم .
وادّعت قبيلة عكْـل العربية أن أبا حفصة ينتمي إليها ، وقد أجمع أهل اليمامة وغيرهم على صحة هذا الادعاء . إلا أن أبا حفصة نفسه لم يقرّلهم بذلك حتى في عهد عبد الملك بن مروان(2) حيث كان الانتماء العربي مدعاة فخر واعتزاز .
كما أن حفيد أبي حفصة ، وهو محمد بن إدريس بن سليمان بن يحبى بن أبي حفصة ينكر زعم قبيلة عكْـل أن جده أبا حفصة منهم ، ويصرح بأنه من العجم ، كما جاء على لسانه :
"إنه رجل من العجم من سبي فارس ، نشأ في عكْـل وهو صغير "(1) والأرجح أنه فارسي الأصل ، وكان من سبي اصطخر التي هاجمها المسلمون مرتين وأصابوا منها ماشاؤوا(2). وقد يكون أبو حفصة أحد ما أ أصابوه، فنشأ في قبيلة عكْـل وهو غلام ، ثم اشتراه عثمان بن عفّان وباعه فيم بعد إلى مروان بن الحكم.
ولئن اختلف الروايات في نسب أبي حفصة ، فإنها قد أجمعت على أنه كان مولى لمروان بن الحكم.
وقف أبو حفصة إلى جانب مولاء يوم الفتنة المعروف بيوم الدار الذي انتهى بمقتل عثمان بن عفّان.
وقد أبلى أبو حفصة البلاء الحسن في ذلك اليوم ، ودعا رفاقه من المقاتلين إلى الصبر والثبات ،وعدم القبول بالصلح مع الخصرم . فقال :
وّمَا قٌلْتُ يَوْمَ الدَّارِ لِلْقَوْمِ صَالِحُوا أَجَلْ لا ، وَلاَ اْخْتَرْتُ الْحَيَاة عَلَـى الْقَتْلِ
وَلَكنِّني قَدْ قُلْـتُ لِلْقَوْمِ جَالِدُوا بِاَسْيَافِكُمْ لاَ يََخْلُصَنَّ إلى الْـكَهْلِ
وقد جرح مروان بن الحكم في هذه المعركة ، فحمله أبو حفصة إلى دار امرأة من عنزة ، وضل يداويه حتى تماثل للشفاء فأعتقه مروان عرفاناًَ لجميله . وإلى ذلك يشير أبو حفصة بقوله:
بَنُو مَرْوَانَ قَوْمٌ أَعْتَقُوني وَكُلُّ النَّاس ِ بَعْدُ لَهُمْ عَبيدُ
وزاد مروان في تكريمه إذ نزل له عن أم ولد تدعى : سكّر اسمها حفصة ، فحضنها وكني بها.
جاء في الأغاني:
"فحفصة على هذا بنت مروان بن الحكم "(2).
وفاته :
إن طمع الشاعر بالمال قاده إلى تناسي هواه الأموي وإلى الإغراق في مديح خلفاء بني العباس والمجاهرة بالدفاع عن حقهم في الخلافة ، ومعارضته العلويين بشدة دون أن يفطن إلى ما ستكون ردة فعلهم عليه :
لقد أحنق عليه العلويون وتربصوا به شراً سيما بعد قوله :
أنى يكون وليس ذاك بكائن لبني البنات وراثة الأعمام
ويذكر أن أحدهم ويدعى صالح بن عطية الأضجم قد عاهد الله على أن يقتل الشاعر انتقاماً منه لموقفه المعادي للعلويين . وقد استطاع أن يوهم مروان بصداقته وظل يلازمه طوال وقته مبدياً له كل لطف ومحبة حتى مرض الشاعر من حمى ألمت له ،فزاد مودته له وملازمته إياه وذات يوم خلا به وأمسك بعنقه ولم يتركه حتى قضى عليه ثم انبرى يتباكى مع أهله عليه ولم يفطنوا إلى فعلته وكانت وفاته زمن الخليفة الرشيد سنة 181هـ لما ورد عن إدريس بن سليمان بن أبي حفصة قوله (إن وفاة مروان كانت سنة 181هـ .
بيد أن الجاحظ يحدد تاريخ وفاته بسنة 182هـ 798هـ وكذلك يقول المرزباني في معجمه :
إن وفاة مروان كانت في شهر ربيع الأول سنة 182هـ وأنه دفن في مقابر نصر بن مالك الخزاعي وهي المعروفة بالمالكية .



ما يلمعُ البرقُ إلاَّ حنَّ مغتربُ كأنه من دواعي شوقهِ وصبُ
أهلاً بطيفٍ لأمَّ السمطِ أرقنا ونحن لا صددٌ منها ولاَ كثبُ
ودي على ما عهدتهمْ في تجددهِ لا القلبُ عنكم بطولِ النأي ينقلبُ
كفى القبائلَ معنٌ كلَّ معضلةٍ يحمى بها الدينُ أو يرعى بها الحسبُ
كنزُ المحامدِ والتقوى دفاترهُ وليسَ منْ كنزهِ الأوراقُ والذهبُ
أنتَ الشهابُ الذي يرمى العدوُّ بهِ فيستنيرُ وتخبو عندهُ الشهبُ
بنو شريكٍ همُ القومُ الذين لهمْ في كلَّ يومٍ رهانٌ يحرزُ القصبُ
إنَّ الفوارسٍ منْ شيبانَ قدْ عرفوا بالصدقِ إنْ نزلوا والموتِ إنْ ركبوا
قدْ جربَ الناسُ قبلَ اليومِ أنهمُ أهلُ الحلومِ وأهلُ الشغبِ إنْ شغبوا
قلْ للجوادِ الذي يسعى ليدركهُ أقصرْ فمالكَ إلاَّ الفوتُ والطلبُ

لام في أم مالك عاذلاكا ولعمر الإله ما أنصفاكا
وكلا عاذليك أصبح مما بك خلوا هواه غير هواكا
عذلا في الهوى ولو حرباه أسعداَ إذ بكيت أو عذراكا
كلما قلت بعض ذا اللوم قالا إن جهلاً بعد المشيب صباكا
بث في الرأس حؤثه الشيب لما حان إبان حرثه فعلاكا
فاسل عن أم مالك وانه قلباً طالما في طلابه عناكا
أصبح الدهر بعد عشر وعشر وثلاثين حجة قد رماكا
ما ترى البرق نحو قران إلا هاج شوقاً عليك فاستبكاكا
قد نأتك التي هويت وشطت بعد قرب نواهم من نواكا
وغدت فيهم أوانس بيض كعزاطي الظباء تعطو الأراكا
كنت ترعى عهودهن وتعصى فيهواهن كل لاح لحاكا
إذ تلاقى من الصبابة برحا وتجنب الهوى إذا ما دعاكا
عد عن ذكرهن واذكر هماماً بقوى حبله عقدتَ قواكا
أين لا اين مثل زائدة الخيرات إلا أبوه لا أين ذاكا
بابن معن يفك كل اسير مسلم لا يبيت يرجو الفكاكا
وبه يقعص الرئيس لدىالمو ت إذا اصطكت العوالي اصطكاكا
مطري أغر تلقاه بالعرف قؤولا وللخنا تراكا
من يوم جاره يكن مثل مارام بكفيه أن ينال السماكا
إن معناً يحمي الثغور ويعطي ماله في العلا وأنت كذاكا
لا يضر امرأ إذا نال وداً منك إلأأن يناله من سواكا
ما عدا المجتدى أباكَ وما منْ راغبٍ ينتدبهِ إلا اجتداكا
قد وفي البأسُ والندى لكَ بالعقدِ كمت قدْ وفيت إذ حالفاكا
وأجاباك إذ دعوت بلبيكَ كما قد أجبتَ غذ دعواكا
فهما دون من له تخلص الود وترعى إخاءه أخلواكا
لستَ ما عشتَ والوفاءً سناءٌ بهما مخفراً ولنْ يخفراكا
رفعت في ذرا المعالي قديماً فوق أيدي الملوك يداكا
فبمعنٍ تسمو وزائدة الخير وعبد الإله كلٌّ نماكا
زين ما قدموا تلف صعباً فس سلاليم مجدهم مرتقاكا
أعصمتْ منكم نزار بحبل لم يريدوا بغيره استمساكا
ورأبتم صدوعها بحلومٍ راجحات دفعن عنها الهلاكا
فأرشدت معاً إليكم وقالت إنما يرأب الصدوغ أولاكا
يئس الناس أن ينالوا قديماً في المعالي لسعيكم إدراكا
إن معناً كما كساه أبوه عزة السابق الجواد إياكا
كم به عارفاً يخالك إيا ة وطوراً يخاله إياكا
بكَ منْ فضل بأسهِ يعرفُ البأس كما منْ نداه نداكا
سبقَ الناسَ إذ جرى وصليتَ كما منْ أبيه جاءَ كذاكا
دانياً منْ مدجى أبيه مداه مثل ما مداهُ أمسى مداكا
ما جدا النيل نيلِ مصرَ إذا ما طم آذيه كبعضِ مداكا
زاد نعمى أبي الوليد تمتماً فضل ما كان منْ جدى نعماكا
سخطكَ الحتف حين تسخط والغنمُ إذا ما رضيتَ يوماً رضاكا
كل ذي طاعةٍ من الناسِ يرجو كَ كما كل مجرمٍ يخشاكا





:ان الشمي يومَ أصيبَ معنٌ من الإظلام ملبسةٌ جلالاَ
هو الجبل الذي كانت نزارٌ تهد منَ العدو به الجبالاَ
وعطلتِ الثغور لفقد وأرثتها مصيبتهُ المجللةُ اختلالا
وظل الشام يرجع جانباه لركن العز حين وهي فمالا
وكادت من تهامة كا أرضٍ ومنْ نجد تزول غداة زالا
فإن يعل البلاد له خشوعٌ فقد كانت تطول بهِ اختيالاَ
أصاب الموت يومَ اصابَ معناً منَ الأحياءِ أكرمهمْ فعالاَ
وكانَ الناسُ كلهم لمعنٍ إلى أن زار حفرتهُ عيالا
ولم يكُ طالٌ للعرف ينوي إلى غير ابن زائدة ارتحالا
مضى من كان يحمل كل ثقلٍ ويسبق فضل نائله السؤلا
وما عند الوفود لمثل معن ولا حطوا بساحته الرحالا
ولا بلغت أكف ذوي العطايا يميناً منْ يديه ولا شمالاَ
وما كانت تجف له حياضٌ منَ المعروف مترعةٌ سجالاَ
لأبيض لا يعدُّ المال حتى يعم به بغاةَ الخير مالا
فلبيتَ الشامتين بهِ فدوه وليت العمر مد له فطالا
ولمْ يكُ كنزه ذهباً ولكنْ سيوفَ الهندِ ةالحلقَ المذالا
وذابلة منَ الخطى سمراً ترى فيهن ليناً ةاعتالاَ
وذخراً منْ محامد باقياتٍ وفضل تقى بهِ التفضيلَ نالاَ
لئن أمستْ رويداً قدْ أذيلت جياداً كانَ يكرهُ أنْ تذالاَ

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الموسوعة الاْدبية ...ادخل - صفحة 2 Empty رد: الموسوعة الاْدبية ...ادخل

مُساهمة من طرف ريانية العود الأحد مايو 08, 2011 1:27 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ريانية

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صفحة 2 من اصل 2 الصفحة السابقة  1, 2

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى