نور الايمان

ان الطيبة اقوى سلاح يتحصن به الانسان من شر الايام .ولعل قصتنا هذه اكبر دليل على ان سلامة النية وطيبه القلب درع يحمي الانسان من مصائبه.فقد كان فيمن قبلنا في غابر الزمان امراة حطاب طيبة ذات علم وجمال ودين وخلق ولقد اختارت الحطاب زوجا لها لعلمه وادبه وفقهه ونات بنفسها عن كل غني طامع في جمالها لانها رات ان العلم اجمل زاد وافضل حصن يلجا اليه الانسان وعاشت هانئة البال ناعمة بايامها معه رغم الفقر والحاجة والفاقة وقد كانت تصنع سلالا جميلة لتعين زوجها على مر الايام ورزقها الله بطفلين غاية في الجمال والادب حسن وحسين ولكن الدهر يرزانا احيانا بمصائب تهد كل امالنا فذات يوم بلغ المراة ان زوجها قد حبس في مغارة مع ولديها ولا امل في نجاتهم منها وظنت المراة انها فقدت امل حياتها وعماد ايامها ولكنها اصطبرت وفوضت امرها الى الله وقالت كلمة لا يخجل منها مؤمن (لا حول ولا قوة الا بالله) وقد كان هناك تاجر قد خطبها في ايام صباها لكنها رفضته لما علمت عنه من سوء الاخلاق .وعلم ان المراة اصبحت ايما فعاوده الطمع من جديد فيها ولكن ليس كزوجة بل كعشيقة وظن انه سيكون له عليها سبيل فعرض لها ذات مساء وطفق يغريها بكثرة ماله وجاهه لكنها طردته شر طردة واسرها الرجل في قلبه واقسم ان ينتقم منها فكيف لها ان تعرض عنه وهو صاحب الجاه والنفوذ والسلطة كيف لها ان تتحداه وهو نديم الملك ولكن الدهاء والحيلة باب يفتح كل طريق في نظره .
ارسل ذات يوم جاريته ياقوت وطلب اليها ان توهم المراة انها تريد شراء السلال التي تصنعها .وصدقت المراة كلامها لصفاء طويتها ورافقتها الى منزلها المزعوم وهناك وجدت التاجر ينتظرها وحاول ان ينقض عليها لكن الله مع عباده الصابرين فقد وصلت زوجه الى البيت بعد ان علمت انه مشغوف القلب بالمراة الحسناء ولشدة خوفه منها قال لها ان المراة تطارده منذ زمن وهي من عرضت نفسها عليه وشكرت المراة (نور القلوب ) ربها على نجاتها فهي تفضل الموت على ان تزني وخرجت من عند التاجر سالمة لكن زوجته اضمرت لها الشر واقسمت ان تخفيها عن الوجود وقصدت ذات ليلة ساحرا خارج المدينة بعد ان وصلتها اخبار عن قدراته العجيبة وانه يستطيع ان يحول الانسان الى اي حيوان يريد
وبالفعل اعطاها مبتغاها وعلمها كيف تصنع ذلك بعد ان اهدته قلادة تساوي ثروة طائلة ولقد اوصاها ان تدس العقار في تفاح طيب .
وقطفت المراة من بستانها خير التفاحات عندها وذهبت الى نور القلوب وهي تكثر التودداليها والاعتذار منها عن ما بدر من زوجها من سوء خلق واكلت المراة ونور من التفاح فلم تتحول الى قرد كما ادعى الساحر بل ان المراة هي من تحولت الى كلب يعوي واندهشت نور من هذا الامر واستفاقت من اندهاشها على صوت رجل يناديها من الخارج واذا به شيخ كبير يتوكا على عصا قال لها
هلا اعطيتني يا ابنتي امانتي
فعجبت المراة لامره وسالته
عن اي امانه تتحدث
اجابها باسما
عن المراة التي قصدتني امس من اجل ان اسحرك لكي تتحولي الى قرد لكني قصدت ان اعلمها درسا واحولها الى كلب طوال حياتها
عجبت المراة لامره وسالته ولماذا لم تفعل ما امرتك به
اجابها
ان صدقك وطيبة قلبك هاجس حرم علي لذة النوم وارقني لايام طوال. فمنذ شهر جاءني في المنام رجل وطلب مني ان لا اؤذيك لان ايمانك صادق و قلبك طيب وان عفة نفسك شيئ لا نظير له فلما جاءتني هذه المراة وطلبت مني ذلك اردت ان اعلمها درسا لا ينسى وجعلت السحر ينقلب عليها
امسكت نور بثياب الرجل وتوسلت اليه ان يعيد المراة سيرتها الاولى لاجل خاطر ابناءها الصغار واغرورقت عيناها بالدموع فاندهش الرجل من ذلك ولم يستطع ان يرد رجاءها واعاد المراة الى سابق عهدها
وكسا المراة الخجل واستسمحتها قائلة
يبدو ان طيبة القلب نجاة كل مؤمن ونقاء الطوية شيئ نتقي به غدر الايام فسامحيني ايتها المراة الطيبة على ما بدر مني لجهلي وسوء خلقي واني لارجو ان يغفر الله لي ما بدر مني وقد علمتني ان الايمان درع كل مؤمن
وانصرفت المراة تاركة نور لوحدها وفجاة سمعت صوت زوجها وطفليها وظنت نفسها واهمة فغطت الدموع وجهها لانها خالت ان الحنين جعلها تسمع نداء احباءها لكنها فوجئت لما راتهم واقفين امامها واخذت تتلمسهم وهي لا تصدق عينيها وضمتهم واحدا واحدا الى صدرها وهي تبكي
روى لها خليل انهم وقعو في مغارة اقفلت عليهم لايام بعد ان لجاو اليها احتماءا من المطر ولكن الصخرة التي سدت املغارة اخذت تنفرج يوما بعد يوم شيئا فشيئا وهم متعجبون لامرها
فابتسمت نور وقالت
هذا من صدق ايمنانك يا خليل فقد حماني الله طوال فتر ة غيابك ولعل مسامحتي لتلك المراة رغم ما صنعته معي جعل الله يراف لحالي وحالككم فاعادكم الي فالحمند لله ان ارجعكم لي سالمين
وانتشرت قصة المراة والرجل في البلاد وبلغت مسامع الحاكم الطيب فبعث الى خليل يريد ان يستخلصه لنفسه وزيرا لكنه رفض ذلك وخشي على نفسه من فتنة السلطة وفضل ان يعيش ويموت فقيرا لان المصيبة في الابدان خير له من مضيبة في الاديان ورفض رجاء الملك الذي عجب من امر رفضةه للوزارة رغم انها حلم كل طامع وطموح لكن الملك لم يدرك ان السعادة في صدق الايمان ونقاء الطوية وحسن السجية وعاش خليل ونور قانعين بحياتهما هانئين بعيشهما لا يكدر صفوهما اي شيئ حتى لقيا ربهما بزاد من الايمان وطيبة القلب .
ت

فعلا يا اختي ان الإيمان الصادق طريق للسعادة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

جميل أن تكون ممن سخر جوارحه في طاعة الله وانطلق بهمته إلى ما يحبه الله ويرضاه
حينها يكون قد أشرق في القلب نور الإيمان وامتلأت الروح بمحبة الرحمن .
إن هذه الحسنات لها ثمرة بل ثمار ومن أغلى هذه الثمار هو نور الإيمان .
جزيت الجنة

شكرا لك ريانية العود والله ابهجت خاطري شكرا لك على تشجيعك لي