المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
ريانية العود | ||||
عادل لطفي | ||||
عذب الكلام | ||||
zineb | ||||
azzouzekadi | ||||
بريق الكلمة | ||||
TARKANO | ||||
ليليان عبد الصمد | ||||
ام الفداء | ||||
السنديانة |
بحـث
.ft11 {FONT-SIZE: 12px; COLOR: #ff0000; FONT-FAMILY: Tahoma,Verdana, Arial, Helvetica; BACKGROUND-COLOR: #eeffff}
.IslamicData
{ font-family: Tahoma, Verdana, Arial, Helvetica, sans-serif;
font-size: 10pt; font-style: normal; line-height: normal; font-weight:
normal; font-variant: normal; color: #000000; text-decoration: none}
الساعة
عدد زوار المنتدى
كتاب من مكتبتي 11
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
كتاب من مكتبتي 11
[img:81d1][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أثناء تنظيفي لمكتبة المنزل
وجدت هذا الكتاب القيم
كتاب
(مع الله ) للغزالي
فذكرني يايام الجامعة
وايام الدراسة ..... أخذتة في مادة ثقافة اسلامية
وكان ت فصول معينة منة
كم فرحت بة ....فقرأت فية قليلا واحببت ان ابحث عن هذا الكتاب في المتصفح الاكتروني
كي انقلة لكم واعرفكم ماذا يوجد فية
رغم كنت اتمنى لو اقوم انا بتلخيصة
ولكنني ,,,,,لااجد الوقت الكافي
ولاكن ساحاول في كتب صغيرة وفصولها قليلة
=============================================
الله يبارك في من نقل هذا الكتاب
الاستاذ احمد سليمان
اترككم مع هذا الكتاب
========================================
يشير المؤلف العلامة الشيخ محمد الغزالي –رحمه الله- في مقدمة كتابه (مع الله)، إلى أن عنوانه يوحي للقارئ بأنه يتضمن معاني كثيرة من ذلك اللون المثير للخشوع، الباعث على الإنابة، الصاعد بالناس من دنياهم المعتمة إلى آفاق الملأ الأعلى. لعله صلوات قانتة تغمر المحاريب بالأسى الرقيق.. أو دعوات محتبسة ترسلها عاطفة مُلتاعة.. إن هذا الكتاب ليس هذا، ولا ذاك..! إنه مع الله على نحو آخر-أي الكتاب- نحو يدرج مع الإنسان في واقعه المشحون ويلتصق به في دنياه الطافحة بالنـزاع. وهو يحرس الإيمان في تلك الميادين العملية، ويتابع خَطوَة هنا وهناك ليطمئن على سلامة الوجهة واستواء الطريق.
ولكن الإسلام يبتغي إيماناً يصحب المرء في أحيانه كلها، ويصبغ أحواله المتباينة بصبغة ثابتة، ويظل معه في صحواته وغفواته، في بيعه وشرائه، في صداقته وخصومته، في فرحه وفي ترحه، في وحدته وعشرته.
وهو بهذا الإيمان يكون مع الله، أو يكون الله معه.
وقد استخدم العلامة الشيخ الغزالي -رحمه الله- في تأليف الكتاب المنهج الاستقرائي والمنهج التحليلي، حيث استقراء نصوص الوحي المعصوم قرآنا وسنة، وتحليل واقع المسلمين وما به من مشكلات، ناجمة عن التفريط في تبليغ ديننا للعالمين، مستشرفا المستقبل، وما يجب علينا حياله، من خلال إعداد الدعاة إعدادا يتناسب مع مباشرة مهامهم في عالم سريع التطور، وملئ بالتحديات...
وعن الظروف والدوافع وراء تأليف هذا الكتاب، يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله: هذا الكتاب للدعاة وليس للعامة.. ألفته لهم، ودرَّستُ جملةً من أبوابه معهم. ذلك أن مشيخة الأزهر رأت -مشكورة- أن أحاضر في تخصص الدعوة والإرشاد، بكلية أصول الدين، وأن ألقي على الطلاب كلمات في "الدعوة إلى الله"، وفق منهج مرسوم، وقد صادف هذا الكتاب هوى في نفسي فنشطت للنهوض به. وإن كنت أعترف بأن حال الطلبة تقبض الصدر، وتملأ النفس كآبة. وهيهات أن يتكون منهم –بهذا الوضع- جهاز للدعاية الإسلامية الناجحة!!، ولابد من إعادة النظر في هذه الكلية شكلا وموضوعا، كي تحقق الآمال المعلقة عليها..
إن تكوين الدعاة يعني تكوين الأمة، فالأمم العظيمة ليست إلا صناعة حسنة لنفر من الرجال الموهوبين..... ومن هنا أرى أن سبيل النهضة الناجحة لا يتمهد إلا إذا استطعنا –على عجل- بناء جماعات من الدعاة المدربين البواسل.. ينطلقون في أقطار العالم الإسلامي ليرأبوا صدعه، ويجمعوا شمله، ويمسِّكوه ويبصِّروه لغايته، ويتعهدوا مسيره، ويقوموا عوجه، ويذودوا عنه كيد الخصوم، ومكر الأعداء، وعبث الجهال، وسفاه المفتونين.. فالإسلام أحوج الأديان الآن إلى من يتعلمه على حقيقته النازلة من رب العالمين، ثم يكرس حياته لإنعاش المسلمين به، بعدما سقطوا في غيبوبة طويلة عِلَّتُها الأولى والأخيرة الجهل الطامس البليد.. الإسلام أحوج الأديان إلى الدعاة الذين يغسلون عنه ما التصق به من خرافات، ويُقْصُون من طريقه الحواجز التي شَعَّبَتْ أهله، وقسمتهم طوائف، ومذاهب.. الإسلام فقير إلى رجولات متجردة تهب حياتها لله، وتجعل مماتها فيه، متأسية بالإمام الأعظم الذي نزل على لسانه (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام: 162)، سيكون هؤلاء الدعاة طلائع النور، في أمة طال عليها الليل، وبوادر اليقظة في أمة تأخر بها النوم.. ولابد للحفاظ على حياتنا، والإبقاء على تراثنا، والنجاة من عدونا، أن نعود سراعًا إلى إسلامنا جملة وتفصيلا؛ لنكون مع الله، ويكون الله معنا. وعبء هذا العمل على الدعاة الأذكياء الأتقياء، الدعاة الذين ألفت لهم هذا الكتاب.. بهذا الكلمات المباركة افتتح الشيخ الجليل هذا الكتاب القيم..
التعريف بالدعوة والحاجة إليها:
لقد بعث الله الرسل مبشرين ومنذرين؛ ليعرفوا جماهير البشر بالله، وبما أمر به، وبما نهى عنه، وليقودوهم قيادة حسنة إلى الصراط المستقيم.. ولما كان الناس خطَّائين بطبيعتم، وكانت أهواؤهم تغلب على أحوالهم، فإن نقلهم إلى الصواب وتثبيتهم عليه يحتاج إلى جهد متصل ودعوة مستمرة، كما يحتاج إلى تلطف وإصرار.. ولذلك جاء الأمر بالدعوة في مواطن كثيرة من القرآن... والدعوة إلى الله ليست صيحة مبهمة، أو صرخة غامضة، إنها برنامج كامل يضم في أطوائه جميع المعارف التي يحتاج إليها الناس ليبصروا الغاية من محياهم، وليستكشفوا معالم الطريق التي تجمعهم راشدين..
والدعوة إلى الله طريق مأنوسة، لم يفتتحها محمد r، إنما مشى فيها على أعقاب من سبقوه من إخوانه المرسلين الذين أوحى الله لهم... ومعالم هذه الدعوة لا ترسمها اجتهادات الأنبياء، ولا تنبع من فلسفات فكرية خاصة، بل هي توقيف من الله، وتمشٍ مع أمره، والبعد عنها هو ميل مع الشهوات واتباع للضلالات.. وثمرة الجهاد الطويل للدعاة إلى الله هي من حظ الناس وحدهم، فالله غني عن عباده... كما أن الأمم إذا لم تنتعش برسالات السماء، فهي جماهير من موتى القلوب، أو هي ألوف من الرِّمم الهامدة، وإن حَرّكَتْها الغرائزُ السافلة..
والحاجة إلى الدعوة حاجة ماسة، ذلك أن الجفاف الروحي، والانقطاع الرهيب عن الله رب العالمين، والصدود الغريب عن تراث النبيين، وغلبة الأثرة والجشع على الأقوياء، وسيادة المنطق الجشع في كل شيء، إن هذا نذير شُؤم.. وأيُّ تقدم يحرزه العلم في تلك الميادين لا يبعث على التفاؤل، ما لم يصحبه عود سريع على الله، وإعزاز لأمره، وإعلاء لشرع.. إننا مع احترامنا البالغ للعقل الإنساني والضمير الإنساني، غير أننا لا نرى فيهما غَناء عن كلام الله، وسنن المرسلين.. فالناس لا يستغنون عن رزق الله ولا عن هدايته، فهم فقراء إليه فيما يطعم أبدانهم من جوع، وفيما يزكي أرواحهم من كدرٍ.. ومهما أوتي بعضهم من ذكاء أو صفاء، فإنه لن يستطيع تدبير شأنه وإصلاح أمره بعيدًا عن وحي الله وتعاليم أنبيائه.
وإذا قلنا: إن الناس بحاجة إلى الدين، وإلى الدعوة الدينية، فإنما نعني الإسلام الحنيف، لا أي تدين مبهم. فالإسلام يبني ولا يهدم، ويجمع ولا يفرق...إلخ، ومن هنا نؤكد أن حاجة العالم إلى الإسلام هي حاجته إلى كل علم صحيح.. والعالم محتاج إلى أن يعرف الله كما عرَّف نفسه إلى عباده في القرآن الكريم.. والعالم بحاجة إلى أن يعرف "محمدا" r وأن يدرس سيرته، بعيدة عن الافتراء والتزايد؛ ليأخذ من الإحاطة بهذه السيرة أمجد درس فيما تستطيع المواهب البشرية بلوغه من خير وفضل وجلالة وسناء.. العالم محتاج إلى أن يدرك جملة الحقائق التي جاء بها الإسلام من عقائد وعبادات وأخلاق ومعاملات.. إنني معجب برحابة الحرية الميسرة للفرد في العالم الغربي، ومعجب بكفالة الضرورات المطلوبة للناس في العالم الشرقي، ومعجب بطمأنينة القلب التي يخلقها اليقين في العالم الإسلامي.. والإسلام حقيقة سماوية تشع الخير كله، وتنفح الناس بجدواه، ولو أن الأقدار يسَّرَت تقريبه وتحقيقه للعالمين لاستفاد منه البشر أجمعون. ولكن كم خسر العالم من انحطاط المسلمين؟!
ويتعرض الشيخ أيضا لأضرار تغير الكتابة العربية، وحكم أولئك الذين لم تبلغهم الدعوة..
السنن العامة في دعوة الرسل على الدين:
الأنبياء واضحون في رسالتهم، ليس في دعواهم جانب غامض أو غرض مستور.. وهم بهذا المنهج يلقون الناس كلهم، الصديق والعدو، لا يحاولون طي شيء من رسالتهم يتألم منه هذا، أو المواربة في وصف حقيقة يكرهها ذاك.. وقد كان من الممكن أن تعرض الدعوات على الكارهين والناقمين بأسلوب مُلْتَوٍ كَليل الحدّ يُهادن الشهوات ويسالم الإفك والخرافات إلى حين، ولكن الله عز وجل رفض هذا الأسلوب، فقال: (فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ. وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) (القلم: 8-9) وقد تمنى المشركون لو نزل رسول الله عن بعض ما يدعو إليه، وأبدَوا استعدادهم لتصديق ما يلائم أفكارهم وأمزجتهم من رسالته.. لكن الحق لا يتجزأ والإيمان به لا ينقسم.. فالوفاء للحق، والقيام على أمره، ومواجهة الناس أجمعين به، والمثابرة على الدعوة، والاستعانة على وعثاء الطريق بطول الصبر، وحسن التأسي، وصدق الاعتماد على الله، وتفاني الداعية نفسه في حقيقة رسالته، هو طريق النجاح..
وفي دعوات الأنبياء الأولين نلحظ بساطة العرض، وسهولة الفكرة، ورقة الإخلاص، وجلاء الغاية، وتدفق الرحمة، وصدق النصيحة، وقوة التوجيه إلى الله والإعداد للقائه.. وكان جهد كل واحد منهم محليا، أما الرسالة الخاتمة فلم تكن "مشروعًا" صغيرًا لإصلاح قريةٍ موبؤةٍ؛ بل كانت برنامجًا واسع الدائرة، رحيب الأكناف، يستهدف وضع خطط لوقاية العالم كله، ورسم سياسات كثيرة للإصلاح والاستشفاء، وحشد قوى جبارة لتطهير الأرض من جراثيم الفساد..
وفي هذا السياق يتعرض الشيخ -رحمه الله- لقضية مهمة وهي كيف انتشر الإسلام؟ ويقدم ردودا مسهبة على أقاويل المستشرقين ومفترياتهم.
الدعوة وحملتها:
إن انعدام طبقة "الكهان والقساوسة" من المجتمع الإسلامي، وإحساس كل تابع لهذا الدين بأنه رجل له، محاسب أمام الله وحده عنه، جعل انطلاق الإسلام في المشارق والمغارب أثرًا لهذا الشعور القوي، ومن ثَمَّ فليس هناك تاريخ خاص بالدعاة، كما أنه ليس هناك تاريخ خاص للأمناء والأوفياء، والمقيمين الصلاة والمؤتين الزكاة.. ولا يزال انتشار الإسلام في أعماق إفريقيا وآسيا راجعًا إلى الجنود المجهولين من جماهير المسلمين الذين يعملون في شتى الحرف، والذين لم تشغلهم ضروب التكسُّب في الدنيا عن رعاية آخرتهم، فنشروا الإسلام بالإقناع والقدوة الطيبة..
وفي هذا الفصل أيضا يتعرض الشيخ لأهم صفات الداعية وأهمها الصلة القوية بالله، وإصلاح النفس، ودقة الفهم للدين، والإخلاص والشجاعة، وبعض الصور للثبات على الحق والمجاهرة به، وقضايا العلم والعلماء، والدين والعلم، وأزمة التدين، ولا مكان للإلحاد بيننا، وأساس الوحدة العظمى..
وسائل الدعوة:
إن صلاح المؤمن هو أبلغ خطبة تدعو الناس على الإيمان، وخُلُقه الفاضل هو السحر الذي يجذب إليه الأفئدة ويجمع عليه القلوب. وأصحاب القلوب الكبيرة لهم من شرف السيرة، وجلال الشمائل ما يبعث على الإعجاب بهم، والركون إليهم، ومن ثم فإن الداعية الموفق الناجح هو الذي يهدي على الحق بعمله، وإن لم ينطق بكلمة، لأنه مثلٌ حيٌّ متحرك للمبادئ التي يعتنقها.. وقد شكا الناس في القديم والحديث من دعاة يحسنون القول ويسيئون الفعل! والواقع أن شكوى الناس من هؤلاء يجب أن تسبقها شكوى الأديان والمذاهب منهم، لأن تناقض فعلهم وقولهم أخطر شغب يمسُّ قضايا الإيمان، ويصيبها في الصميم، ولا يكفي –لكي يكون المرء قدوة- أن يتظاهر بالصالحات، أو يتجمل للأعين الباحثة، فإن التزوير لا يصلح في هذا الميدان..
ومن ثمَّ نرى لزامًا علينا التوكيد بأن القدوة وحدها وما يبعث على الاقتداء من إعزاز وإعجاب هما السبيل الممهدة لنشر الدعوة في أوسع نطاق، يُضاف إلى القدوة التعليم والتذكير للفت الأنظار إلى طريق الحق وإيضاح الخفي وشرح المبهم، والخطابة وقد جعلها الله من شعائر الإسلام في كل أسبوع وفي كل عيد وفي كل موسم جامع للحجيج... والترغيب والحث على فعل الخير وأداء الطاعات والاستقامة على أمر الله ونيل الجوائز، والترهيب ذلك أن النفس كما تقاد عن طريق الرغبة تقاد عن طريق الرهبة، فتكف عن الرزيلة وتندفع إلى الفضيلة خوفًا من مغبة التراخي والتفريط، فضلا عن القصص الديني والكتابة العلمية التي يجب أن تتسع في هذا العصر..
موضوعات الكتابة المعاصرة:
ومن هذه الموضوعات التي يجب أن يعكف علماء المسلمين الأفذاذ على الكتابة فيها والإبداع فيها: الدين ضرورة اجتماعية، والإسلام والديانات السابقة، ومصادر التشريع الإسلامي، والمذاهب الفقهية الإسلامية، والمجتهدون في الشريعة الإسلامية، والإسلام والمدنية الحديثة، وأسباب انتكاس المسلمين ووسائل نهوضهم، والإسلام بين المادية والروحية، والمسلمون بين التيارات السياسية الحديثة، والإسلام مصدر الحريات، وأساليب الاستعمار، وبراءة الإسلام من البدع والخرافات، والتيارات الدخيلة في الإسلام، والمشكلات الإسلامية المعاصرة، ومجاراة العربية لعوامل التطور، وحكمة التشريع الإسلامي، وبطولات إسلامية، والأسرة الإسلامية، والإسلام دين السلام، والبلاد الإسلامية..
مقاومة الهدامين:
على الداعية المسلم أن يواجه الغارة الشعواء التي شنها خصوم الإسلام عليه، وأن يستبين الأغراض الهائلة الكامنة في لفح هذه الغارة وإلحاحها واتساع هجماتها.. فهناك ثلاثة أنواع من الهدم تعمل جنبًا إلى جنبٍ منذ وطئت أقدام المستعمرين بلادنا المترامية الأطراف (الهدم الروحي، الهدم التاريخي، الهدم العسكري) وغايتها أن تتلاقى على أنقاضنا، ولابد أن يعلم الداعية مظاهر هذا الهدم؛ ليكون خبيرًا بمقاومته، موفقًا في لفت الأنظار إلى جراثيمه، فإن إيقاظ المشاعر له أول الأسباب للانتصار عليه..
الهدم الروحي: يجتهد الاستعمار في صرف المسلمين عن دينهم بكل ما يتاح له من وسائل، وفي جعل حركات التحرر الناشطة في بلادهم مبتوتة العلاقة بالدين، حتى تولد ميتة، أو تحيا عقيمة لا ثمر لها ولا زهر..
والهدم التاريخي الذي يحمل رايته المبشرون وأغلب المستشرقين، غايته كما نرى إفقادنا الثقة بأنفسنا، واليأس من حاضرنا لأنه لا ماضي لنا، ولا عراقة...!! وهيهات وهيهات... فيكفي من آثارنا الغائرة في التاريخ، الخالدة على الزمن، أننا نحمل رسالة الحق، ونتلو آياته، وأن أمجادنا القديمة إذا غطاها نكران الجميل حينًا، فلابد أن تُعرف على وجهها الصحيح، طوعًا أو كرهًا، وحبل الباطل قصير..
الهدم العسكري: من خلال صور كثيرة ومتنوعة أهمها: زرع إسرائيل شوكة في ظهر العرب والمسلمين، والقضاء على الحركات الإسلامية وحركات المقاومة، وزرع قواعد الاستعمار في بلادنا.. وغيرها كثير.
ولا عجب فالحقل الذي لا يزرعه صاحبه وينصرف عنه، يزرعه الشيطان بالشوك والحسك، أو يبقى جَدْبًا لا يرى إلا الطين..
نماذج حية:
القرآن الكريم: الداعية إلى الله تعالى صديق لكتابه الكريم، يألف تلاوته، وينتظم في أداء ورده، ويستوحش إذا حجزته عنه شواغل طارئة. والأصل أن يستوعبه كله حفظا وتجويدا، فإن قصر عن تلك الدرجة، فلن يقصر في إدمان مطالعته، واستذكار مواضع الاستشهاد منه.. يجب أن تكون المعاني العلمية للقرآن الكريم جزءًا كبيرا من الحياة العقلية للداعية، تسبح في فكره كما تسبح الكواكب في أجواء الفضاء، ففي رأسه صورة للكون كله كما وصفته آيات القرآن، وفيه تاريخ للأمم البائدة، ولِمَ لقيَتْ مصارعها؟ وفي رأسه أيضا إحصاء لأحوال النفوس وبيان للمطلوب منها، ووعي لشتى التشريعات الموزعة في السور وفقه لأحكامها، وتصور لمشاهد الحشر والنشر، يزاحم صورة الحياة الحاضرة، وحسٌّ بقيام الله على الخلائق كلها.. وكما أن عقل الداعية يمتلئ بهذه المعارف النظرية، فإن قلبه يجب أن ينتعش ببواعث الذكر الميسر له..
زاد الدعاة:
ويختتم الكتاب بمجموعة من الخطب والمواعظ والوصايا تعد زاد للدعاة للقراءة والتدبر، لا للحفظ والإلقاء.
قصدت من سوقها إثارة ما في النفوس من مشاعر الخير والصدق..
وفي نهاية كتابه يوصي الشيخ المسلمين بقوله: يجب أن يبقى الإسلام في أرض لتبقى لها صلة بالسماء، ولتبقى بين الأحياء رسالة تكفل لهم الرشد واليُمن. فلن تنقطع حاجة العالم إلى الإسلام، إلا يوم تستغني العيون عن الضياء، والصدور عن الهواء.. فيا دعاة الإسلام في المشارق والمغارب، أدوا حق الله عليكم، وانقلوا الإسلام إلى الأجيال اللاحقة نقيًّا مصفَّى، كما انتقل إليكم عن الأجيال السابقة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عنوان الكتاب: مع الله دراسات في الدعوة والدعاة
لفضيلة العلامة الشيخ محمد الغزالي
الناشر: نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة العاشرة
إبريل 2009م
عدد صفحات الكتاب: 424 صفحة
تحياتي
ريانية
أثناء تنظيفي لمكتبة المنزل
وجدت هذا الكتاب القيم
كتاب
(مع الله ) للغزالي
فذكرني يايام الجامعة
وايام الدراسة ..... أخذتة في مادة ثقافة اسلامية
وكان ت فصول معينة منة
كم فرحت بة ....فقرأت فية قليلا واحببت ان ابحث عن هذا الكتاب في المتصفح الاكتروني
كي انقلة لكم واعرفكم ماذا يوجد فية
رغم كنت اتمنى لو اقوم انا بتلخيصة
ولكنني ,,,,,لااجد الوقت الكافي
ولاكن ساحاول في كتب صغيرة وفصولها قليلة
=============================================
الله يبارك في من نقل هذا الكتاب
الاستاذ احمد سليمان
اترككم مع هذا الكتاب
========================================
مـع الله
دراسات في الدعوة والدعاة
لفضيلة العلامة الشيخ محمد الغزالي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دراسات في الدعوة والدعاة
لفضيلة العلامة الشيخ محمد الغزالي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قراءة وعرض: أحمد علي سليمان
الباحث والمحاضر – المدير التنفيذي لرابطة الجامعات الإسلامية
يشير المؤلف العلامة الشيخ محمد الغزالي –رحمه الله- في مقدمة كتابه (مع الله)، إلى أن عنوانه يوحي للقارئ بأنه يتضمن معاني كثيرة من ذلك اللون المثير للخشوع، الباعث على الإنابة، الصاعد بالناس من دنياهم المعتمة إلى آفاق الملأ الأعلى. لعله صلوات قانتة تغمر المحاريب بالأسى الرقيق.. أو دعوات محتبسة ترسلها عاطفة مُلتاعة.. إن هذا الكتاب ليس هذا، ولا ذاك..! إنه مع الله على نحو آخر-أي الكتاب- نحو يدرج مع الإنسان في واقعه المشحون ويلتصق به في دنياه الطافحة بالنـزاع. وهو يحرس الإيمان في تلك الميادين العملية، ويتابع خَطوَة هنا وهناك ليطمئن على سلامة الوجهة واستواء الطريق.
ولكن الإسلام يبتغي إيماناً يصحب المرء في أحيانه كلها، ويصبغ أحواله المتباينة بصبغة ثابتة، ويظل معه في صحواته وغفواته، في بيعه وشرائه، في صداقته وخصومته، في فرحه وفي ترحه، في وحدته وعشرته.
وهو بهذا الإيمان يكون مع الله، أو يكون الله معه.
وقد استخدم العلامة الشيخ الغزالي -رحمه الله- في تأليف الكتاب المنهج الاستقرائي والمنهج التحليلي، حيث استقراء نصوص الوحي المعصوم قرآنا وسنة، وتحليل واقع المسلمين وما به من مشكلات، ناجمة عن التفريط في تبليغ ديننا للعالمين، مستشرفا المستقبل، وما يجب علينا حياله، من خلال إعداد الدعاة إعدادا يتناسب مع مباشرة مهامهم في عالم سريع التطور، وملئ بالتحديات...
وعن الظروف والدوافع وراء تأليف هذا الكتاب، يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله: هذا الكتاب للدعاة وليس للعامة.. ألفته لهم، ودرَّستُ جملةً من أبوابه معهم. ذلك أن مشيخة الأزهر رأت -مشكورة- أن أحاضر في تخصص الدعوة والإرشاد، بكلية أصول الدين، وأن ألقي على الطلاب كلمات في "الدعوة إلى الله"، وفق منهج مرسوم، وقد صادف هذا الكتاب هوى في نفسي فنشطت للنهوض به. وإن كنت أعترف بأن حال الطلبة تقبض الصدر، وتملأ النفس كآبة. وهيهات أن يتكون منهم –بهذا الوضع- جهاز للدعاية الإسلامية الناجحة!!، ولابد من إعادة النظر في هذه الكلية شكلا وموضوعا، كي تحقق الآمال المعلقة عليها..
إن تكوين الدعاة يعني تكوين الأمة، فالأمم العظيمة ليست إلا صناعة حسنة لنفر من الرجال الموهوبين..... ومن هنا أرى أن سبيل النهضة الناجحة لا يتمهد إلا إذا استطعنا –على عجل- بناء جماعات من الدعاة المدربين البواسل.. ينطلقون في أقطار العالم الإسلامي ليرأبوا صدعه، ويجمعوا شمله، ويمسِّكوه ويبصِّروه لغايته، ويتعهدوا مسيره، ويقوموا عوجه، ويذودوا عنه كيد الخصوم، ومكر الأعداء، وعبث الجهال، وسفاه المفتونين.. فالإسلام أحوج الأديان الآن إلى من يتعلمه على حقيقته النازلة من رب العالمين، ثم يكرس حياته لإنعاش المسلمين به، بعدما سقطوا في غيبوبة طويلة عِلَّتُها الأولى والأخيرة الجهل الطامس البليد.. الإسلام أحوج الأديان إلى الدعاة الذين يغسلون عنه ما التصق به من خرافات، ويُقْصُون من طريقه الحواجز التي شَعَّبَتْ أهله، وقسمتهم طوائف، ومذاهب.. الإسلام فقير إلى رجولات متجردة تهب حياتها لله، وتجعل مماتها فيه، متأسية بالإمام الأعظم الذي نزل على لسانه (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام: 162)، سيكون هؤلاء الدعاة طلائع النور، في أمة طال عليها الليل، وبوادر اليقظة في أمة تأخر بها النوم.. ولابد للحفاظ على حياتنا، والإبقاء على تراثنا، والنجاة من عدونا، أن نعود سراعًا إلى إسلامنا جملة وتفصيلا؛ لنكون مع الله، ويكون الله معنا. وعبء هذا العمل على الدعاة الأذكياء الأتقياء، الدعاة الذين ألفت لهم هذا الكتاب.. بهذا الكلمات المباركة افتتح الشيخ الجليل هذا الكتاب القيم..
التعريف بالدعوة والحاجة إليها:
لقد بعث الله الرسل مبشرين ومنذرين؛ ليعرفوا جماهير البشر بالله، وبما أمر به، وبما نهى عنه، وليقودوهم قيادة حسنة إلى الصراط المستقيم.. ولما كان الناس خطَّائين بطبيعتم، وكانت أهواؤهم تغلب على أحوالهم، فإن نقلهم إلى الصواب وتثبيتهم عليه يحتاج إلى جهد متصل ودعوة مستمرة، كما يحتاج إلى تلطف وإصرار.. ولذلك جاء الأمر بالدعوة في مواطن كثيرة من القرآن... والدعوة إلى الله ليست صيحة مبهمة، أو صرخة غامضة، إنها برنامج كامل يضم في أطوائه جميع المعارف التي يحتاج إليها الناس ليبصروا الغاية من محياهم، وليستكشفوا معالم الطريق التي تجمعهم راشدين..
والدعوة إلى الله طريق مأنوسة، لم يفتتحها محمد r، إنما مشى فيها على أعقاب من سبقوه من إخوانه المرسلين الذين أوحى الله لهم... ومعالم هذه الدعوة لا ترسمها اجتهادات الأنبياء، ولا تنبع من فلسفات فكرية خاصة، بل هي توقيف من الله، وتمشٍ مع أمره، والبعد عنها هو ميل مع الشهوات واتباع للضلالات.. وثمرة الجهاد الطويل للدعاة إلى الله هي من حظ الناس وحدهم، فالله غني عن عباده... كما أن الأمم إذا لم تنتعش برسالات السماء، فهي جماهير من موتى القلوب، أو هي ألوف من الرِّمم الهامدة، وإن حَرّكَتْها الغرائزُ السافلة..
والحاجة إلى الدعوة حاجة ماسة، ذلك أن الجفاف الروحي، والانقطاع الرهيب عن الله رب العالمين، والصدود الغريب عن تراث النبيين، وغلبة الأثرة والجشع على الأقوياء، وسيادة المنطق الجشع في كل شيء، إن هذا نذير شُؤم.. وأيُّ تقدم يحرزه العلم في تلك الميادين لا يبعث على التفاؤل، ما لم يصحبه عود سريع على الله، وإعزاز لأمره، وإعلاء لشرع.. إننا مع احترامنا البالغ للعقل الإنساني والضمير الإنساني، غير أننا لا نرى فيهما غَناء عن كلام الله، وسنن المرسلين.. فالناس لا يستغنون عن رزق الله ولا عن هدايته، فهم فقراء إليه فيما يطعم أبدانهم من جوع، وفيما يزكي أرواحهم من كدرٍ.. ومهما أوتي بعضهم من ذكاء أو صفاء، فإنه لن يستطيع تدبير شأنه وإصلاح أمره بعيدًا عن وحي الله وتعاليم أنبيائه.
وإذا قلنا: إن الناس بحاجة إلى الدين، وإلى الدعوة الدينية، فإنما نعني الإسلام الحنيف، لا أي تدين مبهم. فالإسلام يبني ولا يهدم، ويجمع ولا يفرق...إلخ، ومن هنا نؤكد أن حاجة العالم إلى الإسلام هي حاجته إلى كل علم صحيح.. والعالم محتاج إلى أن يعرف الله كما عرَّف نفسه إلى عباده في القرآن الكريم.. والعالم بحاجة إلى أن يعرف "محمدا" r وأن يدرس سيرته، بعيدة عن الافتراء والتزايد؛ ليأخذ من الإحاطة بهذه السيرة أمجد درس فيما تستطيع المواهب البشرية بلوغه من خير وفضل وجلالة وسناء.. العالم محتاج إلى أن يدرك جملة الحقائق التي جاء بها الإسلام من عقائد وعبادات وأخلاق ومعاملات.. إنني معجب برحابة الحرية الميسرة للفرد في العالم الغربي، ومعجب بكفالة الضرورات المطلوبة للناس في العالم الشرقي، ومعجب بطمأنينة القلب التي يخلقها اليقين في العالم الإسلامي.. والإسلام حقيقة سماوية تشع الخير كله، وتنفح الناس بجدواه، ولو أن الأقدار يسَّرَت تقريبه وتحقيقه للعالمين لاستفاد منه البشر أجمعون. ولكن كم خسر العالم من انحطاط المسلمين؟!
ويتعرض الشيخ أيضا لأضرار تغير الكتابة العربية، وحكم أولئك الذين لم تبلغهم الدعوة..
السنن العامة في دعوة الرسل على الدين:
الأنبياء واضحون في رسالتهم، ليس في دعواهم جانب غامض أو غرض مستور.. وهم بهذا المنهج يلقون الناس كلهم، الصديق والعدو، لا يحاولون طي شيء من رسالتهم يتألم منه هذا، أو المواربة في وصف حقيقة يكرهها ذاك.. وقد كان من الممكن أن تعرض الدعوات على الكارهين والناقمين بأسلوب مُلْتَوٍ كَليل الحدّ يُهادن الشهوات ويسالم الإفك والخرافات إلى حين، ولكن الله عز وجل رفض هذا الأسلوب، فقال: (فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ. وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) (القلم: 8-9) وقد تمنى المشركون لو نزل رسول الله عن بعض ما يدعو إليه، وأبدَوا استعدادهم لتصديق ما يلائم أفكارهم وأمزجتهم من رسالته.. لكن الحق لا يتجزأ والإيمان به لا ينقسم.. فالوفاء للحق، والقيام على أمره، ومواجهة الناس أجمعين به، والمثابرة على الدعوة، والاستعانة على وعثاء الطريق بطول الصبر، وحسن التأسي، وصدق الاعتماد على الله، وتفاني الداعية نفسه في حقيقة رسالته، هو طريق النجاح..
وفي دعوات الأنبياء الأولين نلحظ بساطة العرض، وسهولة الفكرة، ورقة الإخلاص، وجلاء الغاية، وتدفق الرحمة، وصدق النصيحة، وقوة التوجيه إلى الله والإعداد للقائه.. وكان جهد كل واحد منهم محليا، أما الرسالة الخاتمة فلم تكن "مشروعًا" صغيرًا لإصلاح قريةٍ موبؤةٍ؛ بل كانت برنامجًا واسع الدائرة، رحيب الأكناف، يستهدف وضع خطط لوقاية العالم كله، ورسم سياسات كثيرة للإصلاح والاستشفاء، وحشد قوى جبارة لتطهير الأرض من جراثيم الفساد..
وفي هذا السياق يتعرض الشيخ -رحمه الله- لقضية مهمة وهي كيف انتشر الإسلام؟ ويقدم ردودا مسهبة على أقاويل المستشرقين ومفترياتهم.
الدعوة وحملتها:
إن انعدام طبقة "الكهان والقساوسة" من المجتمع الإسلامي، وإحساس كل تابع لهذا الدين بأنه رجل له، محاسب أمام الله وحده عنه، جعل انطلاق الإسلام في المشارق والمغارب أثرًا لهذا الشعور القوي، ومن ثَمَّ فليس هناك تاريخ خاص بالدعاة، كما أنه ليس هناك تاريخ خاص للأمناء والأوفياء، والمقيمين الصلاة والمؤتين الزكاة.. ولا يزال انتشار الإسلام في أعماق إفريقيا وآسيا راجعًا إلى الجنود المجهولين من جماهير المسلمين الذين يعملون في شتى الحرف، والذين لم تشغلهم ضروب التكسُّب في الدنيا عن رعاية آخرتهم، فنشروا الإسلام بالإقناع والقدوة الطيبة..
وفي هذا الفصل أيضا يتعرض الشيخ لأهم صفات الداعية وأهمها الصلة القوية بالله، وإصلاح النفس، ودقة الفهم للدين، والإخلاص والشجاعة، وبعض الصور للثبات على الحق والمجاهرة به، وقضايا العلم والعلماء، والدين والعلم، وأزمة التدين، ولا مكان للإلحاد بيننا، وأساس الوحدة العظمى..
وسائل الدعوة:
إن صلاح المؤمن هو أبلغ خطبة تدعو الناس على الإيمان، وخُلُقه الفاضل هو السحر الذي يجذب إليه الأفئدة ويجمع عليه القلوب. وأصحاب القلوب الكبيرة لهم من شرف السيرة، وجلال الشمائل ما يبعث على الإعجاب بهم، والركون إليهم، ومن ثم فإن الداعية الموفق الناجح هو الذي يهدي على الحق بعمله، وإن لم ينطق بكلمة، لأنه مثلٌ حيٌّ متحرك للمبادئ التي يعتنقها.. وقد شكا الناس في القديم والحديث من دعاة يحسنون القول ويسيئون الفعل! والواقع أن شكوى الناس من هؤلاء يجب أن تسبقها شكوى الأديان والمذاهب منهم، لأن تناقض فعلهم وقولهم أخطر شغب يمسُّ قضايا الإيمان، ويصيبها في الصميم، ولا يكفي –لكي يكون المرء قدوة- أن يتظاهر بالصالحات، أو يتجمل للأعين الباحثة، فإن التزوير لا يصلح في هذا الميدان..
ومن ثمَّ نرى لزامًا علينا التوكيد بأن القدوة وحدها وما يبعث على الاقتداء من إعزاز وإعجاب هما السبيل الممهدة لنشر الدعوة في أوسع نطاق، يُضاف إلى القدوة التعليم والتذكير للفت الأنظار إلى طريق الحق وإيضاح الخفي وشرح المبهم، والخطابة وقد جعلها الله من شعائر الإسلام في كل أسبوع وفي كل عيد وفي كل موسم جامع للحجيج... والترغيب والحث على فعل الخير وأداء الطاعات والاستقامة على أمر الله ونيل الجوائز، والترهيب ذلك أن النفس كما تقاد عن طريق الرغبة تقاد عن طريق الرهبة، فتكف عن الرزيلة وتندفع إلى الفضيلة خوفًا من مغبة التراخي والتفريط، فضلا عن القصص الديني والكتابة العلمية التي يجب أن تتسع في هذا العصر..
موضوعات الكتابة المعاصرة:
ومن هذه الموضوعات التي يجب أن يعكف علماء المسلمين الأفذاذ على الكتابة فيها والإبداع فيها: الدين ضرورة اجتماعية، والإسلام والديانات السابقة، ومصادر التشريع الإسلامي، والمذاهب الفقهية الإسلامية، والمجتهدون في الشريعة الإسلامية، والإسلام والمدنية الحديثة، وأسباب انتكاس المسلمين ووسائل نهوضهم، والإسلام بين المادية والروحية، والمسلمون بين التيارات السياسية الحديثة، والإسلام مصدر الحريات، وأساليب الاستعمار، وبراءة الإسلام من البدع والخرافات، والتيارات الدخيلة في الإسلام، والمشكلات الإسلامية المعاصرة، ومجاراة العربية لعوامل التطور، وحكمة التشريع الإسلامي، وبطولات إسلامية، والأسرة الإسلامية، والإسلام دين السلام، والبلاد الإسلامية..
مقاومة الهدامين:
على الداعية المسلم أن يواجه الغارة الشعواء التي شنها خصوم الإسلام عليه، وأن يستبين الأغراض الهائلة الكامنة في لفح هذه الغارة وإلحاحها واتساع هجماتها.. فهناك ثلاثة أنواع من الهدم تعمل جنبًا إلى جنبٍ منذ وطئت أقدام المستعمرين بلادنا المترامية الأطراف (الهدم الروحي، الهدم التاريخي، الهدم العسكري) وغايتها أن تتلاقى على أنقاضنا، ولابد أن يعلم الداعية مظاهر هذا الهدم؛ ليكون خبيرًا بمقاومته، موفقًا في لفت الأنظار إلى جراثيمه، فإن إيقاظ المشاعر له أول الأسباب للانتصار عليه..
الهدم الروحي: يجتهد الاستعمار في صرف المسلمين عن دينهم بكل ما يتاح له من وسائل، وفي جعل حركات التحرر الناشطة في بلادهم مبتوتة العلاقة بالدين، حتى تولد ميتة، أو تحيا عقيمة لا ثمر لها ولا زهر..
والهدم التاريخي الذي يحمل رايته المبشرون وأغلب المستشرقين، غايته كما نرى إفقادنا الثقة بأنفسنا، واليأس من حاضرنا لأنه لا ماضي لنا، ولا عراقة...!! وهيهات وهيهات... فيكفي من آثارنا الغائرة في التاريخ، الخالدة على الزمن، أننا نحمل رسالة الحق، ونتلو آياته، وأن أمجادنا القديمة إذا غطاها نكران الجميل حينًا، فلابد أن تُعرف على وجهها الصحيح، طوعًا أو كرهًا، وحبل الباطل قصير..
الهدم العسكري: من خلال صور كثيرة ومتنوعة أهمها: زرع إسرائيل شوكة في ظهر العرب والمسلمين، والقضاء على الحركات الإسلامية وحركات المقاومة، وزرع قواعد الاستعمار في بلادنا.. وغيرها كثير.
ولا عجب فالحقل الذي لا يزرعه صاحبه وينصرف عنه، يزرعه الشيطان بالشوك والحسك، أو يبقى جَدْبًا لا يرى إلا الطين..
نماذج حية:
القرآن الكريم: الداعية إلى الله تعالى صديق لكتابه الكريم، يألف تلاوته، وينتظم في أداء ورده، ويستوحش إذا حجزته عنه شواغل طارئة. والأصل أن يستوعبه كله حفظا وتجويدا، فإن قصر عن تلك الدرجة، فلن يقصر في إدمان مطالعته، واستذكار مواضع الاستشهاد منه.. يجب أن تكون المعاني العلمية للقرآن الكريم جزءًا كبيرا من الحياة العقلية للداعية، تسبح في فكره كما تسبح الكواكب في أجواء الفضاء، ففي رأسه صورة للكون كله كما وصفته آيات القرآن، وفيه تاريخ للأمم البائدة، ولِمَ لقيَتْ مصارعها؟ وفي رأسه أيضا إحصاء لأحوال النفوس وبيان للمطلوب منها، ووعي لشتى التشريعات الموزعة في السور وفقه لأحكامها، وتصور لمشاهد الحشر والنشر، يزاحم صورة الحياة الحاضرة، وحسٌّ بقيام الله على الخلائق كلها.. وكما أن عقل الداعية يمتلئ بهذه المعارف النظرية، فإن قلبه يجب أن ينتعش ببواعث الذكر الميسر له..
زاد الدعاة:
ويختتم الكتاب بمجموعة من الخطب والمواعظ والوصايا تعد زاد للدعاة للقراءة والتدبر، لا للحفظ والإلقاء.
قصدت من سوقها إثارة ما في النفوس من مشاعر الخير والصدق..
وفي نهاية كتابه يوصي الشيخ المسلمين بقوله: يجب أن يبقى الإسلام في أرض لتبقى لها صلة بالسماء، ولتبقى بين الأحياء رسالة تكفل لهم الرشد واليُمن. فلن تنقطع حاجة العالم إلى الإسلام، إلا يوم تستغني العيون عن الضياء، والصدور عن الهواء.. فيا دعاة الإسلام في المشارق والمغارب، أدوا حق الله عليكم، وانقلوا الإسلام إلى الأجيال اللاحقة نقيًّا مصفَّى، كما انتقل إليكم عن الأجيال السابقة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عنوان الكتاب: مع الله دراسات في الدعوة والدعاة
لفضيلة العلامة الشيخ محمد الغزالي
الناشر: نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة العاشرة
إبريل 2009م
عدد صفحات الكتاب: 424 صفحة
تحياتي
ريانية
ريانية العود- إدارة
- عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع : قلب قطر
رد: كتاب من مكتبتي 11
بارك الله فيك على الكتاب القيم أختي ..
واصلي عطاءك
واصلي عطاءك
ياسين- صديق المنتدى
- عدد المساهمات : 85
تاريخ التسجيل : 19/01/2011
رد: كتاب من مكتبتي 11
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لحضورك ..... ولتواجدك بيننا وشكرا لانك عطرت صفحتي
لك احترامي
لك احترامي
ريانية العود- إدارة
- عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع : قلب قطر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يونيو 20, 2024 12:29 pm من طرف azzouzekadi
» لحدود ( المقدرة شرعاً )
الثلاثاء يوليو 04, 2023 1:42 pm من طرف azzouzekadi
» يؤدي المصلون الوهرانيون الجمعة القادم صلاتهم في جامع عبد الحميد بن باديس
الأحد ديسمبر 15, 2019 10:06 pm من طرف azzouzekadi
» لا اله الا الله
الأحد يناير 28, 2018 7:51 pm من طرف azzouzekadi
» قصص للأطفال عن الثورة الجزائرية. بقلم داؤود محمد
الثلاثاء يناير 31, 2017 11:52 pm من طرف azzouzekadi
» عيدكم مبارك
الإثنين سبتمبر 12, 2016 11:14 pm من طرف azzouzekadi
» تويتر تساعد الجدد في اختياراتهم
السبت فبراير 06, 2016 3:47 pm من طرف azzouzekadi
» لاتغمض عينيك عند السجود
السبت يناير 30, 2016 10:52 pm من طرف azzouzekadi
» مباراة بين لاعبي ريال مدريد ضد 100 طفل صيني
الخميس يناير 14, 2016 11:18 pm من طرف azzouzekadi