بريق الكلمة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أهلا بك من جديد يا زائر آخر زيارة لك كانت في الخميس يناير 01, 1970
آخر عضو مسجل Ehab فمرحبا به
الحروب الإيطالية وتأثيرها على النهضة  Pl6sppqunumg
ادخل هنا
المواضيع الأخيرة
» عند الدخول والخروج من المنتدى
الحروب الإيطالية وتأثيرها على النهضة  Emptyالخميس يونيو 20, 2024 12:29 pm من طرف azzouzekadi

» لحدود ( المقدرة شرعاً )
الحروب الإيطالية وتأثيرها على النهضة  Emptyالثلاثاء يوليو 04, 2023 1:42 pm من طرف azzouzekadi

» يؤدي المصلون الوهرانيون الجمعة القادم صلاتهم في جامع عبد الحميد بن باديس
الحروب الإيطالية وتأثيرها على النهضة  Emptyالأحد ديسمبر 15, 2019 10:06 pm من طرف azzouzekadi

» لا اله الا الله
الحروب الإيطالية وتأثيرها على النهضة  Emptyالأحد يناير 28, 2018 7:51 pm من طرف azzouzekadi

» قصص للأطفال عن الثورة الجزائرية. بقلم داؤود محمد
الحروب الإيطالية وتأثيرها على النهضة  Emptyالثلاثاء يناير 31, 2017 11:52 pm من طرف azzouzekadi

» عيدكم مبارك
الحروب الإيطالية وتأثيرها على النهضة  Emptyالإثنين سبتمبر 12, 2016 11:14 pm من طرف azzouzekadi

» تويتر تساعد الجدد في اختياراتهم
الحروب الإيطالية وتأثيرها على النهضة  Emptyالسبت فبراير 06, 2016 3:47 pm من طرف azzouzekadi

» لاتغمض عينيك عند السجود
الحروب الإيطالية وتأثيرها على النهضة  Emptyالسبت يناير 30, 2016 10:52 pm من طرف azzouzekadi

» مباراة بين لاعبي ريال مدريد ضد 100 طفل صيني
الحروب الإيطالية وتأثيرها على النهضة  Emptyالخميس يناير 14, 2016 11:18 pm من طرف azzouzekadi

بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

الحروب الإيطالية وتأثيرها على النهضة  56303210
جرائد وطنية
أهم الصحف الوطنية
 
 
 
أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:
الساعة
Place holder for NS4 only
عدد زوار المنتدى

 


أكثر من 20.000  وثيقة
آلاف الكتب في جميع المجالات
أحدث الدراسات
و أروع البرامج المنتقاة


الحروب الإيطالية وتأثيرها على النهضة  Image


الحروب الإيطالية وتأثيرها على النهضة

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

الحروب الإيطالية وتأثيرها على النهضة  Empty الحروب الإيطالية وتأثيرها على النهضة

مُساهمة من طرف الاشبيلي الأربعاء يونيو 15, 2011 2:15 am


الحروب الإيطالية وتأثيرها على النهضة وفيها








تعريف الحروب الإيطالية :

يقصد
بالحروب الإيطالية سلسلة الصراعات التي استمرت من عام 1494 إلى عام 1559م
لأجل السيطرة على شبه الجزيرة الإيطالية , طرفي الصراع الرئيسي هما فرنسا
وإسبانيا ويشار إليها بالحروب الكبرى في إيطاليا وكذلك بحرب هابسبورغ
وفالوا ويسمى دورها الثاني بالحروب الأسروية , كان الغرض من هذه الحروب هو
السيطرة على شبه الجزيرة الإيطالية الغنية ومحاولة فرض مذاهب فكرية سياسية ,
في أحايين أخرى استخدم الدين والسياسة والقوة والنفوذ
والمنفعة من أجل ذلك الغرض , شملت الحرب معظم المدن الإيطالية ودخلت في
الصراع أغلب الدول الأوروبية الكبرى , فرنسا وإسبانيا والامبراطورية
الرومانية المقدسة وإنجلترا -اسكتلندا والدولة العثمانية كحلفاء لفرنسا .


السرد التاريخي للحروب الإيطالية :

لقد
خرجت فرنسا من الحرب قوية أكثر ومتماسكة أكثر لكنها أقل رصانة وحكمة , إن
َّ النهضة الفرنسية خبت بسبب حرب المئة عام مع إنجلترا , لكنها
استطاعت أن تُهبى حكما ً قويا مركزيا متماسكا فقد استطاع الملك لويس
الحادي عشر أن يقضي على النبلاء الإقطاعيين واستطاع كذلك بما سخره له قدر ُ
الله أن يجعل فرنسا دولة ذات حكومة مركزية موحدة , كانت فرنسا في ذلك
الوقت أقوى مما كانت عليه سابقا لكن هذا لا يعني أنها لم تكن تحوي مشاكلها
الكفيلة بإشغالها عن غيرها , رغم كل الظروف الداخلية المقلقة والحاجة الماسة للتفرغ لها , ترك
الملك شارل الثامن بعد توليه العرش ذلك فقد راودته أحلامه وعبثت فيه
أمانييه قائلة له : بأنه ربما يكون الاسكندر الأكبر ! أو ربما هو من سيوحد
أوروبا , أو ربما يكسب شرعية لدى العالم النصراني بالقضاء على العثمانيين
وطردهم من أوروبا وإنشاء مملكة صليبية تستولي على أراضي المسلمين وتستعيد
بيت المقدس والأماكن المقدسة بالشرق, لكن الحقيقة تكمن في الرغبة في التوسع
والنفوذ فلدى فرنسا جيش متمرس قوي تميز فيه سلاح المدفعية – الذي هو من
مخلفات حرب المئة عام بل من مخلفات العصور الوسطى - فقد أظهر كفاءته في
الحروب ضد إنجلترا و برجنديا , وما أغراه كذلك لغزو إيطاليا هو انقسامها
فيما بينها فقد كانت منقسمة إلى عدد من الدول والإمارات / جمهورية البندقية
, ميلان , فلورنسا , الولايات أو الممتلكات البابوية , مملكة نابولي ,
دوقية سافوا , جمهورية جنوا , فلا وحدة سياسية تجمعها , فما كان موحدا ً
فيها هو مطامع المتنفذين الشخصية بها والتنافس الحميم بينها, والمعلوم أن
انقسام الدول وتفككها يسنح الفرص لنفوذ دول أخرى وتغلغلها فيها سياسيا
وعسكريا وثقافيا كذلك مثلما حدث ذلك مع اليونان أصحاب الثقافة والنبوغ
الفكري الذين صدروا العلوم لمن حولهم لكنهم لم يظنوا يوما أن مقدونيا
البربرية , ستكون من سيتسلط عليهم فما أشبه وضع إيطاليا ذات النهضة الفكرية
الكبيرة باليونان في ذلك العصر , فقد أخذ الإيطاليون العلوم من اليونان
والرومان و بعثوا القديم متمسكين به من أجل الرقي بالتفكير في شتى العلوم ,
وكانوا مأوى لغيرهم ممن ارتحل بسبب الحرب عندهم , فصدّروا النهضة لسواهم
ومن حولهم لكن ذلك لم يكن شفيعا لهم عند القوى الطامعة , فقد قرر الملك
شارل الثامن عام 1494 م غزو إيطاليا ومهد لذلك بعدة أسباب , منها أحقية
فرنسا في وراثة عرش نابولي إذ أن آل أنجلو الذين اغتصب آل أراجون عرشهم لهم
صلة قرابة بأسرة آل فالوا الحاكمة في فرنسا , كذلك صلة القرابة بين
الملكية في فرنسا و أسرة سفورزا الذي اغتصب الحكم من أسرة
فيسكونتي , كذلك امتلاكه جيشا قويا مما يجعله القوة الأولى لتوحيد أوروبا ,
متناسيا قوة إنجلترا وأسبانيا , ظانا أن الثمن البخس الذي أنفقه لاتقاء
شرور تلك القوى قد جنى عليه خيرا , فقد عقد اتفاقية تابل مع إنجلترا في 3
نوفمبر عام 1492 م وتنص المعاهدة بأن يدفع الملك شارل الثامن تعويضات ضخمة
للملك هنري السابع الإنجليزي مقابل التخلي عن المصالح الإنجليزية في بريتني
Brittany و بإتفاقية ناربون في 19 يناير 1493 م اعترف بسيادة أسبانيا على سيرداقن Cerdagne واقليم روسيون Roussillon
وتراجع لأراغون وعقد معاهدة مع مكسيميليان الأول امبراطـــــــــــور
الامبـــــــراطوريـة الرومـــــــــــــــانية المقدســـــة في عام 23
مايـــــو 1493 م وتنـــــازل لــه عـن أرتـــــو
Artois و فرنــش كومتيه Franche Comte وشاروليه Charolais ,
هذه الاتفاقيات والمعاهدات لم تلغ الحقيقة القائلة بأنه ترك أعداءه خلفه ,
فالمعلوم أن جميع الدول التي عقد اتفاقيات معها لها مصالح في إيطاليا ربما
تفوق مصالح فرنسا وسيتضح ذلك جليا فيما بعد , كذلك ظن أن إيطاليا بتفككها
وانقسامها وتعدد المذاهب بها ربما ترحب به كمنقذ للنصارى ومدافع مستميت عن
العالم النصراني من خطر المجاهدين العثمانيين , كل تلك الدوافع وغيرها جعلت
ذلك كافيا بأن يتنازل الملك شارل الثامن عن أقاليمه في فرنسا - التي
استمات من أجلها ملوك فرنسا خاصة سلفه الملك لويس الحادي عشر - من أجل أن
يحتل دولة أخرى فلربما يسطره التاريخ بطلا مهيبا أو محررا عظيما , وقد شكك
المؤرخ هربرت فيشر في قدرات الملك شارل العقلية ! , فقد تنازع على سلطة
ميلان كلا ً من : لودرفيكو سفورزا
Ludvic Sforza وجان جالياز Jean-Caleas
فاستنجد الأول بالملك تشارل الثامن والثاني بمملكة نابولي , ارسل سفورزا
بعثة دبلوماسية إلى فرنسا واعدا شارل الثامن بأن يكون مددا لفرنسا بالأموال
والرجال إذا ما مارس الملك حقوقه على عرش مملكة نابولي , لقد غرر بالملك
وأغراه , لقد صدّق الملك ذلك وآمن به فقد صور له رجال سفورزا أن الإيطاليين
ينتظرونه وأنهم مجمعين على مجيئ الفرنسيين إليهم جعله يظن أنه ملاك وجيشه
من الملائكة ! , انضم إلى هذه البعثة كذلك البارونات المتعطلين في مملكة
نابولي حيث كانوا لاجئين سياسيين في فرنسا , للحقيقة فإنَّ شارل الثامن كان
يتحين الفرص للانقضاض على إيطاليا سواء ٌ بسبب وحجة ودافع حقيقي أو
بدونهما , استعد وأعد للحملة على إيطاليا وأظهر نفسه كمحرر للإيطاليين
ومدافع عن العالم النصراني فهو رسول الرب الآن , فقد أمر بأن تكتب هذه
الشارة على ألبسة الجيش وأعلامه , إرادة الرب أن أكون مبعوث الرب , كما كان
يفعل البابوات عند إثارة و تهييج الجماهير والقوات الصليبية
ضد المسلمين زاعمين أنهم يدافعون عن النصارى من المسلمين , على أية حال
فإن الملك شارل الثامن لم يأل جهدا لحشد كامل قواه من أجل هذه الحملة التي
تهدف إلى السيطرة على مملكة نابولي وعلى شبه الجزيرة الإيطالية بشكل عام ,
ومن ثم الزحف للقسطنطينية وإنشاء مملكة صليبية , حيث زحف جيشه الجرار
متوجها لإيطاليا عبر جبال الألب في سبتمبر عام 1494م وقد قدر
عدده بـثلاثين ألف جندي , ونزل الجيش في بيدمنت , اجتاح فلورنسا وليفورن
وبيزا دون أن يلقى مقاومة تذكر , وأعلن الملك شارل الثامن قيام نظام جمهوري
في فلورنسا , وذلك أدى بدوره إلى حرية جعلت من دعاة الاصلاح الديني أن
يخرجوا للساحة ويباشروا نشاطهم الدعوي ومن أشهرهم الراهب الثائر سافونارولا
وسنفصل دوره لاحقا , ففي 31 ديسمبر عام 1494 م دخل الجيش الفرنسي روما في
منتصف الليل وفي أثناء تواجده في روما حاول الملك شارل الثامن أن يحصل من
البابا اسكندر السادس على مرسوم بابوي يكسبه شرعية للظفر بعرش مملكة نابولي
, لكن ذلك لم يحصل فقد أنف ذلك البابا اسكندر السادس محتاطا ً
بعقد تحالف مع أراغونيي نابولي صادق عليه من خلال زواج ابنه غوفريدو من ساشا ابنة ألفونسو الثاني ملك نابولي , من أجل أن يجعل أراجونة في صفه , وفي
28 يناير من عام 1495 م غادر شارل الثامن مدينة روما متوجها إلى نابولي
وعلى الأرجح أنه لم يواجه مقاومة تذكر في طريقه إليها بل كان أعيان المدن
يرسلون بمفاتح بوابات المدن للملك شارل بل إن أهالي مملكة نابولي خلعوا
الملك فرديناند الثاني , ورحبوا بالملك شارل الثامن ترحيبا كبيرا عندما دخل
نابولي , ففي ظل نشوة الفرح والبهجة والسرور والاحتفالات المتعاقبة تناسى
شارل الثامن مشروعه الصليبي الهادف إلى خدمة العالم النصراني واعتراه الكسل
, لكن إذا أردنا أن نحقق في ذلك فسنعرف أن الملك شارل الثامن لم يكن لديه
جيشا يؤهله لدخول حرب صليبية , فقد كان جيشه من المرتزقة السويسريين
والألمان وجنود فرنسيين يبحثون عن إشباع غرائزهم مثل ملكهم الذي ما فتئ عن
ارتكاب الموبقات فقد توالت الفضائح المخزية به هو وجيشه الشهواني , ما دفعه
للبحث عن ذرائع تحفظ ماء وجهه وذلك بدعوى أن أخ السلطان با يزيد الثاني قد
توفي قبل أن يخرج للحملة الصليبية وبوفاته تأرجحت الكرة لصالح العثمانيين
حيث كان يريد أن يستخدم الأمير العثماني جم أخ السلطان با يزيد الثاني ثم
يستنفذه لأغراضه السياسية الصليبية , وراح يسوف ويؤجل إلى أن افتضح أمره
وبان عوره , كان ذلك نصرا سريعا خاطفا أحرزه الجيش الفرنسي حيث لم تستغرق
الحملة سوى خمسة أشهر من لحظة تحركها من فرنسا إلى دخول نابولي , أدت هذه
الحملة إلى نتائج أثرت في سير الكثير من القضايا في عصر النهضة الإيطالية ,
منها احتكاك الفرنسيين عن قرب بالإيطاليين ومباشرتهم عيانا لما وصلت إليه
إيطاليا من مستوى مرموق في الفنون والسياسة والاقتصاد والتجارة , أدى ذلك
إلى تسرب كثير من العلوم إلى فرنسا فقد بهر الفرنسيون بجمال وروعة المدن
الإيطالية وبسمو النهضة الأدبية والعلمية في إيطاليا , وبهر الإيطاليون
بقدرة الجيش الفرنسي وقوته وسرعته وخاصة سلاح المدفعية .
الاشبيلي
الاشبيلي
مشرف عام
مشرف عام

عدد المساهمات : 528
تاريخ التسجيل : 15/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الحروب الإيطالية وتأثيرها على النهضة  Empty رد: الحروب الإيطالية وتأثيرها على النهضة

مُساهمة من طرف الاشبيلي الأربعاء يونيو 15, 2011 2:17 am

تحالف البندقية :

دافع ذلك التحالف هو المبدأ الذي ظهر بعد أول معاهدة سلام في أوروبا وهي معاهدة آرس Ares
, والذي سيتم تطبيقه على فرنسا كدولة توسعية قوية لا تستطيع دولة واحدة
ردعها , وينص المبدأ : أنَّ أي انتصار كبير تحققه أي دولة عسكريا وإقليميا
يؤدي إلى عقد تحالف ضدها بحيث لا يمكِن ذلك أي دولة بأن تسيطر على أوروبا
أو تستطيع أن تمثل القطب الأوحد أوروبيا . فبعدما أفاق
الإيطاليون من نشوة الدخول الفرنسي لبلادهم وبهجتهم بهم اتضح لهم عكس ما
كانوا يؤملون فقد عبث الجيش الفرنسي بكل شيئ واستخدم واستنفذ كل شيئ وقادته
غرائزه لفعل كل شيئ , لقد تيقنوا الآن أن احتلالا فرنسيا يهدف إلى نفوذ
سياسي ومطامع تخدم مصلحته لربما وعلى الأرجح يودي بالمدن الإيطالية للهاوية
, فقد عرقل الفرنسيون الشراء والتملك وزاحموا الناس في أرزاقهم حتى
النبلاء منهم لم يسلموا من نهب الأراضي وبيعها بأسعار مرتفعة , فقد صدق ما
كانوا يؤمنون به سلفا بأنَّ الشعوب المتبربرة لن تجيئ لإيطاليا بأي خير ,
على أية حال تململ الإيطاليون من الاحتلال الفرنسي , فتكاتفت الجهود
الإيطالية لتكوين حلف دولي للتخلص من فرنسا بتكوين حلف البندقية في مارس
عام 1495 م من عدة دول , ميلان والبابا اسكندر السادس الذي كان معارضا
للتدخل الفرنسي و مكسيمليان الأول امبراطور الامبراطورية الرومانية المقدسة
وفرديناند الكاثوليكي حاكم أرجوانة وإيزابيلا حاكمة قشتالة , هذا التحالف
الدولي يظهر سذاجة الملك شارل الثامن الذي اعتقد أن حفنة من المال تمكنه من
شراء إيطاليا بشراء سكوت دول غدت أكبر من حجمه وذات ثقل على الساحة
الدولية , فإسبانيا في عام 1492 م كانت قد توصلــت عبر كرستوف
كولبــــــــوس لاكتشاف الأمريــكيتين والبرتـــغاليين اكتشفـــوا رأس
الـرجاء الصـــالح عام 1488 م بينما هو اكتشف بعد ثاقب تفكير
ونظر بعيد أن احتلال إيطاليا هو الأنجع وهو القرار الصائب الذي سيعود عليه
بالنفع ولفرنسا , إن المراجع والمصادر الأوربية توضح حقيقة سذاجة ذلك
الملك الذي خسر كل ما يملكه من أجل ما لا يملكه فقد تبعثرت الاتفاقيات التي
عقدها من أجل شراء سكوت الدول الأوروبية في أول محاولة لتكوين تحالف دولي
ضده ! وأظهر الإيطاليون مكيدة عظيمة سطرتها كتب التاريخ باستمالتهم لسفير
الحملة الفرنسية على إيطاليا وهو – فيلي دي كومين
Philippe de Commines
الذي كان قد ارسله ملك فرنسا منذ بداية الحملة لكي يعقد تحالفا مع
البندقية مقابل ممتلكات في نابولي ومراكز تجارية وقواعد حربية بعد أن
يستولي على أراضي المسلمين ويقيم مملكة صليبية من الغرب إلى الشرق , تحالف
البندقية الدولي كان ظاهره هو الدفاع عن إيطاليا وتكوين حلف ضد الدولة
العثمانية والحفاظ على الدول المعنية , لكن باطنه كان حلفا دوليا ضد فرنسا , لقد
تسربت الشائعات و الأقاويل عن هذا الحلف داخل البندقية لكن دوق البندقية
طمأن السفير الفرنسي بأن تلك الشائعات ما هي إلا أقاويل لا أساس لها من
الصحة وأنه لا يتواجد الآن في فرنسا بل في البندقية بحيث يستطيع أي شخص أن
يقول ما يشاء وقتما شاء , وأردف قائلا : ( يتوجب على السفير ألا يلقي بالا
لما يقال في المدينة , لأنَّ لكل فرد فيها الحرية المطلقة في أن يقول ما
يشاء , ثم عاد يؤكد مرة أخرى أنَّ فكرة عقد تحالف ضد فرنسا لم تدر في خلد
أي فرد , بل على النقيض تلاقت الآراء عند ضرورة عقد حلف يضم ملك فرنسا وملك
إسبانيا وإمبراطور الامبراطورية الرومانية المقدسة وحكام جميع الولايات
الإيطالية وعلى رأسها البندقية , وأن يكون هدف ذلك الحلف هو محاربة الأتراك
العثمانيين المسلمين ) . تم استمالة السفير الفرنسي لحين اكمال اتفاقية
الحلف وبعدها تم اظهار كل شيئ علنا مما دعى السفير لأن يرحل عن البندقية
سرا دون أن يأسف عليه أو يودعه أحد , لذلك لا نلوم ميكافيلي عندما قال
مقولته ( بأن الفرنسيين ينقصهم الحس السياسي ! ), فهم لا يفقهون في السياسة
إلا ما يعرفه رعاة البقر عنها أي بمعنى أصح سياسة رعاة البقر , أبلغ مليكه
الذي كان في نابولي بأمر ذلك الحلف , رأى الملك شارل ضرورة الانسحاب
والقفول من حيث أتى , فقد كان مرض الزهري ( السفلس ) قد أنهك جنوده وأودى
بحياة العشرات منهم , وقد سمّاه الإيطاليون بالمرض الفرنسي بينما سمّاه
الفرنسيون بالمرض الإيطالي – مرض نابولي , كذلك شعور الملك
شارل الثامن بأن جنوده غير مرغوبين في إيطاليا بسبب ما ارتكبوه من فضائع
وما قاموا به من نهب وسلب بل اعتبروا أن إيطاليا برمتها ملكا لهم يفتعلون
بها كيفما شاءوا أو عاهرة يغتصبونها متى ما أرادوا , كذلك أدرك شارل أنه
محاصر غربا وجنوبا من إسبانيا عبر جزيرة صقلية الإيطالية فيما إذا عزمت
مهاجمته وشمالا من حاكم ميلان الذي بموجب الحلف قد يشن هجمات عليه بمساندة
من الامبراطورية الرومانية المقدسة , خشي شارل كذلك من قطع خط الرجعة عند
المسير لشمال إيطاليا , اتجه الملك شارل بقواته إلى روما حيث أقام بها ليومين ومن ثم واصل انسحابه شرق سلسلة جبال أبنين عند المرور من مدينة بوجيليوسي
Poggilousi
وفيها قابل شارل الراهب الدومينيكاني الثائر سافونارولا الراغب في اصلاح
كنيسة روما الذي عاتب الملك قائلا : بأن أكبر خطأ ارتكبه عدم عزل بابا
روما الاسكندر السادس , لأن هذا البابا هو أس الفساد وهو أكبر عقبة تقف في
وجه أي اصلاح لكنسية روما أو تطهير لها مما حل بها من تفسخ وانحراف .


عندما
واصل الانسحاب بقواته وقع ما خشيه الملك شارل فقد قامت قوات التحالف
بمهاجمته عند عبور ممرات وشعاب جبال أبنين عند فورنوفو و تعتبر هذه المعركة
أول المعارك الكبرى في الحروب الإيطالية , وقد حققت القوات الفرنسية
انتصارا صعبا على قوات التحالف بخدعة حرب ذكية حينما قام الفرنسيون بترك
أمتعتهم فاضطرب الإيطاليون وانشغلوا بجمع الغنائم , عندئذ لاذ الجيش
الفرنسي بالفرار من حيث أتى , وقد اختلف المؤرخون في ترجيح النصر لأي طرف
لكنني أرجح ما تمليه المصادر بأن هذه المعركة كانت نجاحا باهرا للقوات
الفرنسية حيث استطاعت الانسحاب بسرعة كبيرة رغم عدم تكافؤ القوى , كذلك كان
هدف الفرنسيين هو الانسحاب أصلا لأنهم ابتعدوا عن قواعدهم العسكرية
واعترتهم الأمراض والأوبئة بحيث لم ولن يتمكنوا من البقاء في إيطاليا أكثر
من ذلك , غير أنه تم الكشف عن مؤامرة دبرت لقتل لملك , واستاء الأنجوفيين
من قيادة فرنسا لاحتكارهم الوظائف الكبرى لهم دون غيرهم , وكذلك فداحة
الضرائب التي كانت تفرضها القيادة الفرنسية , إضافة للعوامل الأخرى التي تم
ذكرها ثم إن قوات الحلف سواء ٌ قامت بمهاجمة القوات الفرنسية أو لم تهاجم
فإن الملك شارل كان قد عزم على الانسحاب إلا أنني أفضل القول بأن قوات
الحلف ساهمت في سرعة خروج قوات شارل من إيطاليا أو هروبهم إن صح التعبير ,
إن َّ انسحاب الجيش الفرنسي من إيطاليا يعتبر خسارة نفسية للفرنسيين فقد
أضاع الملك شارل كل ما حققه من مكاسب وأنزل بسمعة الفرنسيين للحضيض , فقد
فقدت فرنسا كافة مكاسبها الإقليمية في إيطاليا , على أي حال فبعد نجاح
الانسحاب تفكك حلف البندقية لأن الحلف كان هدفه هو انسحاب الفرنسيين من
إيطاليا وعادت المصالح لتبني العلاقات بين أعضائه , وعادت مع المصالح
الخلافات والنزاعات أكثر من ذي قبل .
الاشبيلي
الاشبيلي
مشرف عام
مشرف عام

عدد المساهمات : 528
تاريخ التسجيل : 15/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الحروب الإيطالية وتأثيرها على النهضة  Empty رد: الحروب الإيطالية وتأثيرها على النهضة

مُساهمة من طرف الاشبيلي الأربعاء يونيو 15, 2011 2:18 am

الحملة الفرنسية الثانية للسيطرة على شبه الجزيرة الإيطالية :

بعد
وفاة الملك شارل الثامن في أبريل من عام 1498 م تولى العرش ابن عمه الملك
الإنساني لويس الثاني عشر الذي استمر حكمه من عام 1498 – 1515 م , عرف بنفس
سياسة سلفه فقد انتهج نفس السيرة , وعبد المسير لغزو إيطاليا وشجعه على
ذلك نفس عوامل سابقه , فقد تفكك حلف البندقية وعادت الصراعات والخلافات في
إيطاليا , إضافة لرغبته في استعادة نابولي , استخدم الملك لويس الثاني عشر
حجة تشبه حجة سلفه بأن له حقوق في حكم ميلان فقد كان ينتمي من جهة جدته
المسماة فالنتين فيسكونتي إلى أسرة فيسكونتي الشهيرة
[1]
, حيث كانت هذه الأسرة تحكم ميلان لفترة طويلة قبل أسرة سفورزا , وله حقوق
في وراثة عرش نابولي الذي اغتصبه الأراغونيون من آل أنجو , كذلك كان يرى
في سفورزا تابعا ً وحليفا ً لمكسيمليان , وكذلك التأثير الداخلي على الملك
الذي كان بطله هو المطران الساعي لاصلاح الكنيسة جورج دي أمبواز
[2]
, فالعلاقات قد تدهورت حقا بين جمهورية البندقية وحاكم ميلان من أسرة
سفورزا وهو لودوفيكو سفورزا بسبب مدينة بيزا , انضمت البندقية لفرنسا ,
وسرعان ما بارك البابا التدخل العسكري الفرنسي لاحتلال اقليم لومباردي , بل
واعتبر هذا التدخل العسكري عملا مباحا ً بخلاف الحملة الفرنسية الأولى
في عهد الملك شارل الثامن فقد كان البابا اسكندر السادس معارضا للتدخل
الفرنسي وكان هو السبب الرئيسي في عقد حلف البندقية ويعود السبب إلى أن
البابا في الحملة الأولى لم تكن له مصلحة من التدخل الفرنسي لأنَّ فرنسا
كانت متحالفة مع لودوفيكو سفورزا وستكون الولايات البابوية
ملزمة بالسيطرة الفرنسية والسبب يعود لموقع ميلان الذي يقطع خط المدد
البابوي التوسعي الإقليمي و مطالبة فرنسا المتكررة بأحقية وراثة أسرة
سفورزا لعرش ميلان , لكن الآن التقت مصالح البابا اسكندر السادس مع أطماع
الفرنسيين في ميلان , فإعلان المباركة وإباحة اقليم لومباردي لفرنسا لم يكن
اجتهادا دينيا بل من أجل أن تعطي فرنسا ابنه سيزار بورجيا إقليما يحكمه هو دوقية فالنتينوا
Valentinois وتمنحه شرعية لحكم اقليم رومانا Romagne , فيكون قد حقق مكاسب من طرفي النزاع فرنسا واسبانيا قبل التمهيد لعقد معاهدة غرناطة التي سنفصل عنها في موضعها , أما
فيما يخص فرنسا فقد نجح الملك لويس الثاني عشر في عقد اتفاقيات مثل سلفه
مع كل من : إنجلترا و إسبانيا ومكسيمليان امبراطور الامبراطورية الرومانية
المقدسة و سويسرا , لكي تلزم كل تلك القوى الصمت والحياد تجاه الصراع
المرتقب , فقد كانت مصالح تلك الدول تصب في غزو فرنسا لإيطاليا من أجل أن
تعطي نفسها حق التدخل بعد ذلك وسيظهر ذلك جليا في حينه , كان قوام الجيش
الفرنسي من المرتزقة السويسريين و سلاح المدفعية والفرسان والمشاة , اجتاز
الجيش الفرنسي في أغسطس عام 1499 م جبال الألب ومنها إلى سهول لومباردي
متجها إلى ميلان , دخلت قواته ميلان وقام بإنشاء نظام حكم إداري داخلها ,
لم تتنفس القوات الفرنسية هواء مدينة ميلان إلا وقد عاد إليها لودوفيكو
سفورزا بعد عام من سيطرت القوات الفرنسية عليها حيث جمع قوات من المرتزقة
السويسريين والألمان بدعم من مكسيمليان , تفاجأ الفرنسيون
بذلك الهجوم الخاطف وانسحبوا من ميلان ثم عاودوا الكرة لينتزعوها من
لودوفيكوا سفورزا ونجح الفرنسيون في الاستيلاء على ميلان وأسر حاكمها , فقد
بقي في الأسر إلى أن توفي عام 1508 م , وقد صدق فيه المثل : جنت على نفسها
براقش ! , إنَّ لودوفيكو اغتصب العرش من أسرة فيسكونتي وأول من دعا لتدخل أجنبي لشبه جزيرة إيطاليا عندما ارسل بعثة دبلوماسية لفرنسا في زمن شارل الثامن تعده بكل نفيس من أجل حقوق له في عرش مملكة نابولي .


الرغبة الفرنسية للسيطرة على نابولي :

مؤكدا
ً أن ما كان يدور في خلد الملك لويس الثاني عشر هو اتمام سيطرته على شبه
الجزيرة الإيطالية وعدم الاكتفاء بما حققه من مكاسب , وهنا يتضح جليا ً فإن
هدف فرنسا وكذلك بقية الدول هو المصالح السياسية والاقتصادية و لم يكن
لعامل الدين التأثير الكبير وإنما استخدم الدين وسيق لتلك المصالح , فالكل
كان لا يريد لمصالحه أن تتضرر في إيطاليا , فرنسا الطموحة في السيطرة ,
وإسبانيا التي تخشى على مصالحها في نابولي ولها ادعاءات بها ,
والامبراطورية المقدسة التي تخشى من توسع فرنسا وازدياد قوتها لأنها كانت
منشغلة بالنزاعات بينها وبين الولايات البابوية والأقاليم الإيطالية ,
التقاء المصالح وافتراقها ميز الحروب في عصر النهضة عنها في العصور الوسطى
ففي العصور الوسطى أغلب الصراعات لم تشهد تحالفات وكانت الكنيسة من تقودها
وتوجهها وتؤججها , استعد الملك لويس الثاني عشر لمهاجمة نابولي لكنه اصطدم
بإسبانيا التي تسوق نفس حجج فرنسا في أن لها الحق في عرش نابولي وكادت أن
تستعر الحرب بين الطرفين , هنا ساهم البابا كما خطط سابقا في عقد معاهدة
غرناطة عام 1500 م بين الدولتين , اتفقا في المعاهدة على ارسال قوات مشتركة
من الطرفين للاستيلاء على مملكة نابولي واقتسامها بعد النصر عليها ,
تستولي فرنسا على الأقاليم الشمالية بينما يكون نصيب إسبانيا الأقاليم
الجنوبية , كذلك اتفقا بأن يتخذ ملك فرنسا لنفسه لقب ملك نابولي ويتخذ ملك
إسبانيا فرديناند لنفسه لقب الدوق الكبير , لكنهما لم يتفقا على كل ما
يتوجب منهما الاتفاق عليه فقد كانت المعاهدة يلبسها بعض الغموض فيما يخص
بقية المناطق في مملكة نابولي , وقد نسرف عندما نقول بأنَّ البابا وهو راعي
هذه الاتفاقية قد خطط لضرب الطرفين ببعضهما من أجل اخراج القوات الفرنسية
من إيطاليا , بعد ادخالها في حروب مع عدو قوي ومن ثم وراثة تركة فرنسا
وإنشاء مملكة بابوية أسروية , إلا أنَّ هذا القول يحتاج للكثير من التدقيق
والبحث عن مكامن الأمور في المصادر المعاصرة , على أي حال فموت البابا حال
دون تحقيق أحلامه بالانفراد في شبه جزيرة إيطالية وإنشاء مملكة وامبراطورية
بابوية قوامها أسرة بورجيا , لكنه بدون علم قد مهد الطريق لسلفه الذي
سينقلب كما هو مرسوم له على فرنسا ويتحالف مع إسبانيا .


البابا المحارب والمناور ( يوليوس الثاني ) :

لقد
ذكر معاصرو البابا اسكندر السادس بما يستوجب ذكره وما لا يستوجب ذلك , فقد
كان يستخدم المصالح من أجل توسيع رقعة الكنيسة ويقدم مصلحته على مصلحة
الكنيسة لقد كان مخلصا ً للكنيسة فمهمته صعبة وهو الدفاع عن الكرسي البابوي
وتوسيع واستعادة أملاك البابوية وكذلك خلق نفوذ لأسرته أسرة بورجيا وتقديم
شهواته ونزواته على كليهما , استخدم البابا الاسكندر الغدر والخيانة والغش
والبطش وكل وسيلة من أجل مصالحه ثم مصالح البابوية اتهم هذا البابا
بالمحسوبية والسيمونية
[3] , فلقد
وصفه الراهب سافونارولا الذي كان يدعوا لإصلاح الكنيسة ويدعوا للتعلق
بالفضائل , وصفه قائلا : (( أقسم لكم أن هذا الرجل ليس بابا , وأوكد أنه
ليس نصرانيا , ولا يعتقد في وجود الرب )) ووصف حال كنيسة روما في زمنه
قائلا ً : (( إنَّ الفساد يبدأ في روما , ثم يمتد إلى الإكليروس جميعا ,
إنهم أسوأ من الأتراك ومسلمي المغرب . سنرى أن الجميع في روما قد جمعوا
ثرواتهم عن طريق بيع الوظائف الدينية : فهم يشترون الحظوة ثم يخلعونها على
أبنائهم أو إخوتهم الذين يتملكونها بالعنف وبكل الطرائق الآثمة . إنَّ
شراهتهم ونهمهم لا تقف عند حد , إنهم يأتون كل قبيح من أجل الحصول على
الذهب . إنهم لا يدقون أجراسهم إلا في مقابل المال والشموع , وهم لا يحضرون
التراتيل والصلوات والقداس إلا إذا توقعوا كسبا . إنهم يبيعون دخل كنائسهم
, ويبيعون القربان المقدس , ويتجرون بالقداس .... وإذا ما عاش قس أو كاهن
حياة بسيطة يسخرون منه وينعتونه بالمنافق . وأصبح من الشائع أنَّ الجميع
يحذّّرون من روما وأن َّ الناس يقولون : " إذا أردت أن تحطم ابنك فاجعله
قسَّـا ")) وقيل عنه أيضا : (( إذا كان يهوذا قد باع المسيح بثلاثين دانقا ً
[4]
فإن الاسكندر السادس يبيعه بتسع وعشرين )) , لقد استلهم ميكافيلي من
الحروب الإيطالية والصراعات التي عاشها ما جعله يؤلف كتابه الشهير ( الأمير
) فقد سبقه واقعه لكتابة كتابه والإتيان بآراء جديدة في عالم السياسة , بل
لقد مثل في كتابه عن البابا وابنه , فإن كان البابا اسكندر السادس يساير
فرنسا في سياستها التوسعية لأجل مطامعه الأسروية الشخصية ومصالح البابوية و
يدفع بها لأعداءها عنــدما تنفـذ تلك المصــالح أو تـُضـــاد , فإن
البابــا اللاحـــق وهـو جوليــان دولا روفيــر الملقـــــــــــــــب بـ ( يوليوس الثاني ) الذي هو جندي بالأصل كان يقاتل مع فرنسا أو أي قوة أخرى من أجل أن تكون لبابوية روما اليد الطولى في إيطاليا مساحة ونفوذا وقوة ! فقد
كان محاربا أكثر من كونه رجل دين يقضي وقته في قراءة العهدين ووعظ العامة ,
فلا غرابة من وصف تريفيسان له بأنه يريد أن يصبح صاحب السيادة و الممسك
بزمام الأمور في العالم كله ! لقد انصرف عن الرهبانية وصار يلملم مخلفات
امبراطوريته المجتزأة , يعقد الرايات ويقود الدفة لكي يستعيد ما أضاع
أسلافه , يبرم الاتفاقيات ويعقد التحالفات ويوجه السياسات , يعد الجيوش
ويوازن بين القوى والمدن عسكريا داخل إيطاليا , فإن استعادة الأراضي
البابوية لن يكون بخارطة طريق أو طاولة مفاوضات بل باستخدام كافة الاساليب
من أجل الوصول للهدف , فإن كان سلفه يعمل بالسياسة والنفوذ والإدارة والمال
, فإن البابا يوليوس الثاني الجنوي الذي يكن حقدا قديما على
جمهورية البندقية التي طالما نافست جنوا ومنعتها رزقها وحالت دون سؤددها
ومجدها , أضاف على كل صفات سابقه كونه مقاتلا ً ومحاربا ً يقود الجيوش
لخدمة البابوية ومصالحها , يستخدم المتحالفين ثم يستنفذهم من أجل مصلحة
كنيسة روما , وسيتضح ذلك جليا في سرد الحوادث التاريخية تباعا ً .


البندقية وحلف – كامبراي War of the League of Cambrai:

لأجل
أن نجلي الحقيقة لقد كانت البندقية الحليفة القوية لفرنسا , وعاشت حياة
هنيئة حالمة باستفادتها من الصراعات الدائرة بين المدن الإيطالية , استفادت
من ضعف الامبراطورية الرومانية المقدسة لتحتل بعض أقاليم لها , واستفادة
من ضعف نابولي لتحتل موانئ واقعة في شرق شبه الجزيرة
الإيطالية , لقد كان البنادقة يفكرون قبل أن يقدمون على أي عمل فاستطاعوا
بذلك التوسع شرقا وغربا ومنافسة جميع المدن الإيطالية بل واخراجها خارج
المنافسة , على أي حال بعد أن فشل سيزار بورجيا ابن البابا اسكندر السادس
في الاستيلاء على كرسي البابوية كأبيه عن طريق الرشاوى والغش بسبب افتضاح
أمره , تولى كرسي البابوية البابا المحارب – يوليوس الثاني وتسميه بعض
المصادر بـ ( جيل الثاني ) الذي كان من أصل جنوي كما ذكرنا , لقد كانت
رغائب هذا البابا عسكرية سياسية تهدف إلى استعادة صولجان وهيبة البابوية
كقوة رادعة لها اليد الطولى والتأثير الأكبر في أوروبا , استعمل البابا
أساليب شتى لتثبيت أركان البابوية وهي في الحقيقة أسهمت في بُعد الكنيسة عن
عامة الناس وانشغالها بمكاسب عسكرية وتحالفات استراتيجية أشغلتها عن
مواجهة حركات الإصلاح التي كان له صدى واسع في الشارع الأوروبي آنذاك , قرر
البابا يوليوس الثاني القضاء على جمهورية البندقية – فينيسيا – واتخذ
من عقد الأحلاف الوسيلة الأنجع لمصارعتها , لقد راقت فكرة مهاجمة البندقية
لجميع أطراف الحلف بسبب التقاء مصالح الجميع , فلا ضير عند بابا روما
الجديد من جلب جيوش غازية لا همّ لها سوى تنفيذ مصالحها طالما أن مصالحه
ستتحقق , قام البابا باتصالات مع عدة دول وجدت في فكرة البابا مصالح
استراتيجية أو إطفاء أحقاد دفينة , فالبابا وهو العضو الرئيس في الحلف كان
يسوؤه عدم رجوع جمهورية البندقية للبابوية فيما يخص إدارة شؤونها ويخشى أن
تستقل لوحدها , كذلك كان يطمع في زيادة رقعة مساحة الممتلكات البابوية التي
تعود بالنفع إليها , كذلك حقده القديم على البنادقة الذين ساهموا في ضعف
جمهورية جنوا , أما مكسيمليان امبراطور الامبراطورية الرومانية المقدسة فقد
كان يرغب في استعادة أقاليم استولت عليها جمهورية البندقية , أما فلورنسا
كانت تريد التخلص من البندقية المنافسة الأولى لها في التجارة والصناعة
والمال , وكان لميكافيلي دورا رهيبا في دخولها للحلف , بل إن ميكافيلي هو
من أوعز البابا وأثار أحقاده ضد جمهورية البندقية , حيث كان يعمل بالنميمة
السياسية , وأما فرنسا فقد نزلت منزلتها للحضيض وترى في الاستيلاء على
البندقية حفظا لماء وجهها , أعضاء الحلف هم : فرنسا , الامبراطورية
الرومانية المقدسة , فلورنسا , إسبانيا , أدواق كلا ً من : فرار
Ferrare ومانتو Mantoue وأربان Urbin
, كان سفير البندقية حاضرا ذلك الحلف وقد حاول إعاقة التحالف بتقديم
تسهيلات , لكن البابا قاطعه قائلا : إني سوف أعيد البندقية للحالة التي
كانت عليها في التاريخ الغابر : مجرد قرية من الصيادين . فرد عليه السفير
البندقي قائلا إن حكومة دولته ستجعل من هذا البابا قسيسا صغيرا ً , يبدو أن
ظاهر ذلك الحلف هو مهاجمة الأتراك العثمانيين والقضاء عليهم , لكنه في
الحقيقة كان لمهاجمة جمهورية البندقية وهنا تتضح كياسة السفير البندقي الذي
كشف عن حقيقة الحلف و ما يصبو إليه , أسفرت الاتصالات الدبلوماسية
واللقاءات المشتركة على التوقيع في العاشر من ديسمبر عام 1508 م على حلف
كامبراي
The League of Cambrai ,
الذي بموجبه يجعل جمهورية البندقية في وجه المدفع , فقد أذاع البابا في 27
من أبريل لعام 1509م مرسوما ً بحرمان جمهورية البندقية وطردها من الجماعة ,
وبموجب الحلف تشن الدول الأعضاء هجوما ً على البندقية ثم تقتسمها فيما
بينها .
الاشبيلي
الاشبيلي
مشرف عام
مشرف عام

عدد المساهمات : 528
تاريخ التسجيل : 15/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الحروب الإيطالية وتأثيرها على النهضة  Empty رد: الحروب الإيطالية وتأثيرها على النهضة

مُساهمة من طرف الاشبيلي الأربعاء يونيو 15, 2011 2:18 am

البندقية وحلف – كامبراي War of the League of Cambrai:

لأجل
أن نجلي الحقيقة لقد كانت البندقية الحليفة القوية لفرنسا , وعاشت حياة
هنيئة حالمة باستفادتها من الصراعات الدائرة بين المدن الإيطالية , استفادت
من ضعف الامبراطورية الرومانية المقدسة لتحتل بعض أقاليم لها , واستفادة
من ضعف نابولي لتحتل موانئ واقعة في شرق شبه الجزيرة
الإيطالية , لقد كان البنادقة يفكرون قبل أن يقدمون على أي عمل فاستطاعوا
بذلك التوسع شرقا وغربا ومنافسة جميع المدن الإيطالية بل واخراجها خارج
المنافسة , على أي حال بعد أن فشل سيزار بورجيا ابن البابا اسكندر السادس
في الاستيلاء على كرسي البابوية كأبيه عن طريق الرشاوى والغش بسبب افتضاح
أمره , تولى كرسي البابوية البابا المحارب – يوليوس الثاني وتسميه بعض
المصادر بـ ( جيل الثاني ) الذي كان من أصل جنوي كما ذكرنا , لقد كانت
رغائب هذا البابا عسكرية سياسية تهدف إلى استعادة صولجان وهيبة البابوية
كقوة رادعة لها اليد الطولى والتأثير الأكبر في أوروبا , استعمل البابا
أساليب شتى لتثبيت أركان البابوية وهي في الحقيقة أسهمت في بُعد الكنيسة عن
عامة الناس وانشغالها بمكاسب عسكرية وتحالفات استراتيجية أشغلتها عن
مواجهة حركات الإصلاح التي كان له صدى واسع في الشارع الأوروبي آنذاك , قرر
البابا يوليوس الثاني القضاء على جمهورية البندقية – فينيسيا – واتخذ
من عقد الأحلاف الوسيلة الأنجع لمصارعتها , لقد راقت فكرة مهاجمة البندقية
لجميع أطراف الحلف بسبب التقاء مصالح الجميع , فلا ضير عند بابا روما
الجديد من جلب جيوش غازية لا همّ لها سوى تنفيذ مصالحها طالما أن مصالحه
ستتحقق , قام البابا باتصالات مع عدة دول وجدت في فكرة البابا مصالح
استراتيجية أو إطفاء أحقاد دفينة , فالبابا وهو العضو الرئيس في الحلف كان
يسوؤه عدم رجوع جمهورية البندقية للبابوية فيما يخص إدارة شؤونها ويخشى أن
تستقل لوحدها , كذلك كان يطمع في زيادة رقعة مساحة الممتلكات البابوية التي
تعود بالنفع إليها , كذلك حقده القديم على البنادقة الذين ساهموا في ضعف
جمهورية جنوا , أما مكسيمليان امبراطور الامبراطورية الرومانية المقدسة فقد
كان يرغب في استعادة أقاليم استولت عليها جمهورية البندقية , أما فلورنسا
كانت تريد التخلص من البندقية المنافسة الأولى لها في التجارة والصناعة
والمال , وكان لميكافيلي دورا رهيبا في دخولها للحلف , بل إن ميكافيلي هو
من أوعز البابا وأثار أحقاده ضد جمهورية البندقية , حيث كان يعمل بالنميمة
السياسية , وأما فرنسا فقد نزلت منزلتها للحضيض وترى في الاستيلاء على
البندقية حفظا لماء وجهها , أعضاء الحلف هم : فرنسا , الامبراطورية
الرومانية المقدسة , فلورنسا , إسبانيا , أدواق كلا ً من : فرار
Ferrare ومانتو Mantoue وأربان Urbin
, كان سفير البندقية حاضرا ذلك الحلف وقد حاول إعاقة التحالف بتقديم
تسهيلات , لكن البابا قاطعه قائلا : إني سوف أعيد البندقية للحالة التي
كانت عليها في التاريخ الغابر : مجرد قرية من الصيادين . فرد عليه السفير
البندقي قائلا إن حكومة دولته ستجعل من هذا البابا قسيسا صغيرا ً , يبدو أن
ظاهر ذلك الحلف هو مهاجمة الأتراك العثمانيين والقضاء عليهم , لكنه في
الحقيقة كان لمهاجمة جمهورية البندقية وهنا تتضح كياسة السفير البندقي الذي
كشف عن حقيقة الحلف و ما يصبو إليه , أسفرت الاتصالات الدبلوماسية
واللقاءات المشتركة على التوقيع في العاشر من ديسمبر عام 1508 م على حلف
كامبراي
The League of Cambrai ,
الذي بموجبه يجعل جمهورية البندقية في وجه المدفع , فقد أذاع البابا في 27
من أبريل لعام 1509م مرسوما ً بحرمان جمهورية البندقية وطردها من الجماعة ,
وبموجب الحلف تشن الدول الأعضاء هجوما ً على البندقية ثم تقتسمها فيما
بينها .
الاشبيلي
الاشبيلي
مشرف عام
مشرف عام

عدد المساهمات : 528
تاريخ التسجيل : 15/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الحروب الإيطالية وتأثيرها على النهضة  Empty رد: الحروب الإيطالية وتأثيرها على النهضة

مُساهمة من طرف الاشبيلي الأربعاء يونيو 15, 2011 2:19 am

معركة أجناديل battle of Agnadello :

معركة أجناديل - عرفت أيضا باسم معركة فيليا , من أهم المعارك الكبرى في الحروب الإيطالية في
15 من أبريل لعام 1509 م عبر الجيش الفرنسي تحت قيادة الملك لويس الثاني
عشر ميلان ودخل أراضي البندقية , حشد البنادقة جيشا قوامه من المرتزقة قرب
برغامو متجنبين المواجهة المباشرة مع الفرنسيين بسبب أوامر تلقوها من مجلس
العشرة الأورسيني - من أجل استدراج الفرنسيين للأمام واختيار
الوقت المناسب والمكان المناسب و القيام بمناوشات خفيفة الهدف منها إعياء
الجيش الفرنسي وإجباره على سلوك طرق مليئة بالمستنقعات من أجل ارهاقه
بالكمائن الفردية والجماعية , تم تكوين قيادة مشتركة قوامها أبناء العمومة
من أورسيني
Orsini وهما بارتولوميو دي ألفيانو Bartolomeo d'Alvian و نيكولو دي بيتيقليانو Niccolò di Pitigliano ,
ينحدر الأول من مدينة ألفيانو والأخير من مدينة بتليقانو و كليهما يمثلان
فرعا من أسرة أورسيني الشهيرة . تقدم جيش لويس الثاني عشر عابرا نهر أدا في
بلدة كاسانو أدا
Cassano d'Adda , أما القائدين ألفيانــو Alviano و بيتيقليانو Pitigliano نزلوا عند بلدة ترفيقلو Terviglio اختلفا بشأن كيفية التعامل مع جيش لويس , ألفيانو أشار إلى مهاجمة الفرنسيين , مخالفا للأوامر , ففي 14 من مايو , تحرك جيش البنادقة للجنوب , لقد حشد القائد الألفيانوي قواته حول قرية أجناديل Agnadel
مما
جعله يتواجه مع مفرزة فرنسية بقيادة امبواز شومو ديفوار حاكم ميلان ,
موضَع القائد الألفيانوي قواته على سلسلة تلال مطلة على بعض مزراع العنب ويقدر
عددها بثمانية آلاف تقريبا , حاول القائد الفرنسي الهجوم بداية ضد كتيبة
الفرسان ثم مع كتيبة المحاربين المكونة من المرتزقة السويسريين , لكن
الفرنسيين اضطروا العبور بقواتهم لأعلى التلال مرورا بمسافة طويلة من الأرض
الوحلة مما جعل تقدمهم واختراقهم لصفوف البنادقة صعبا إن لم يكن مستحيلا . أما
القائد بوتيقليانو فقد تقدم عن قوات أليفانو وكان على مسافة ليست بالبعيدة
عندما حصل الهجوم , طلب القائد ألفيانو مساعدته لكن أخبره بضرورة تجنب
معركة ضارية واستمر في سيره للجنوب .في نفس الوقت كان لويس مع ما تبقى لديه
من الجيش الفرنسي قد وصل إلى أجناديل مما جعل قوات ألفيانو محاطة من ثلاث
جهات وتم تدمير قواته في خلال 3 ساعات فقط , خار فرسان البندقية ولاذوا
بالفرار , وأصيب القائد أليفانو نفسه وتم أسره , كل ذلك بسبب أوامره , فقد
قتل 4000 مقاتل وقام الجيش الفرنسي بمجازر فظيعة على أي حال تجنب القائد
بيتيقليانو الاشتباك مع القوات الفرنسية مباشرة , حيث وصلت له أخبار
المعركة مساءا , وكانت قواته قد تركت مواقعها بحلول الصباح متراجعة على عجل
إلى تريفيزو والبندقية , استمر الجيش الفرنسي في تقدمه واحتل لومباردي ,
حينئذ كانت القوات البابوية تشق طريقها لاستعادة الممتكلات التي كانت تطالب
بها , على إثر هذه المعركة اعترفت البندقية بالهزيمة وأعادت لكل ناعق حقه ,
فقد أعادت الموانئ التي استولت عليها من إسبانيا وأعادت للبابوية ما كانت
تطالب به , لكن ذلك لم يفتأ أعضاء الحلف عن اصرارهم في تحطيم البندقية ,
فقد استمرت فرنسا والامبراطورية في تقدمهما , جعل ذلك دوق
البندقية وهو ليوناردو لوريدانو يذيع بيانا في مجلس الشيوخ قال فيه : (
إنَّ الاستنجاد بالأتراك العثمانيين المسلمين هو الوسيلة الوحيدة أمام
جمهورية البندقية لإنقاذها مما بيته لها الأب الروحي للعالم النصراني وهو
البابا يوليوس الثاني ) , رغم أن المؤرخين يختلفون في مروياتهم بشأن الدافع
الذي جعل البابا ينكص على عقبه ويغير موقفه تجاه البندقية , لكني أرى أن
السبب لا يعود لعاطفته القومية أو قلقه من الفرنسيين وإنما
السبب الرئيسي هو خوفه من تقدم القوات العثمانية من الشرق وكذلك تهديد دوق
البندقية بالاستعانة بالأتراك العثمانيين , فقد كانت جمهورية البندقية هي
الحاجز الذي يمنع تقدم العثمانيين لغرب أوروبا وهي الجدار الفولاذي الذي
تعتمد عليه أوروبا في الدفع عن نفسها من جهة الشرق وبالذات إيطاليا , لكن
هذا لا ينفي استخدامه للدوافع القومية من أجل مصالحه ولكي يظهر كمحرر
إيطاليا من البرابرة وكبطل قومي , بعد أن فكر البابا وقدّر أعلن عفوه عن
البندقية في فبراير من عام 1510 م بعد أن حصل على ممتلكاته وهي فانزا و
رافنا و ريميني , لذلك رأى البابا ضرورة إبقاء البندقية كخط دفاع أول لشبه
الجزيرة الإيطالية وقال في ذلك : (( إذا لم تكن البندقية قد وجدت على وجه
الأرض , فيجب بناء بندقية أخرى )) , نتيجة ذلك تمت اتصالات بين البندقية
والبابا واستقبل البابا وفدا رسميا من البندقية ليقدم له خالص الولاء راكعا
ً تحت أقدام البابا وهو جالس على عرشه ومن ثم سحب البابا قرار الحرمان
وتمت إجراءات عقد الصلح بين الطرفين , أراد البابا بعد ذلك فك حلف كامبراي
وتفكيكه واخراج الفرنسيين لأنهم أقوى قوة داخل شبه الجزيرة الإيطالية فقام
بالتحالف مع ماتياس شينر المعروف بعدائه للفرنسيين وله قبول في أوساط
الكونتونات – المقاطعات - السويسرية , والذي له تأثير في الدبلوماسية
البابوية وكذلك في البلاط الإسباني وكذلك الداعي لتحرر الولايات البابوية
من الهيمنة الفرنسية
[5].


استشاط
الملك لويس الثاني عشر غضبا وقابل قرارات البابا بعبسة مالك الغضبان !
ورفض الامبراطور مكسيمليان إيقاف الحرب و استمرا في مهاجمة البندقية حيث
هدد لويس بالانفصال عن الكنيسة وخلع البابا من منصبه , استعد الملك لويس
الثاني عشر لمواجهة البابا بنفس أسلحته فقد جمع في مدينة تور
Tours
أساقفة
فرنسا وتلى أحد الكرادلة عريضة اتهم فيها البابا بجرائم سياسية وأنه استغل
منصبه من أجل خلق صراعات لا تعود بالنفع على العالم النصراني بل من أجل
أغراض ٍ دنيوية صرفة , ووصف البيان البابا بخيانة الكرسي البابوي والانشغال
بجمع الثروة والمال وبسط نفوذ سياسي , وأجاز البيان للحكام بمحاربة البابا
وخلعه , و أعلن بطلان كل ما يصدره البابا من قرارات من تاريخ هذا البيان ,
واستدعى لويس كل رجال الدين النصارى داخل إيطاليا من ضمنهم البابا يوليوس
حيث كان بانتظاره خمسة كرادلة في بلدة رميني يطلبون منه الحضور لمجمع بيزا ,
ففي الأول من مايو لعام 1511م تم بإشراف الملك لويس مجمع
بيزا ثم انتقل إلى ميلان ثم إلى آستي لكي يجمع التأييد من الأساقفة
والكرادلة حتى أصدر قرارا بخلع البابا في يناير من عام 1512 م , قبله و
بموجبه بدأت فرنسا بمهاجمة البابا حيث بدأت القوات الفرنسية هجومها في مايو
من عام 1511 م على مدينة بولونا واسندت العمليات الحربية للقائد جاستون دي
فوا , فرّ البابا من بولونا إلى رميني حيث كان مكروها فيها فقد قامت ثورة
عارمة حطم فيها الثوار تمثال البابا يوليوس الثاني , في الحقيقة كان
الامبراطور مكسيمليان يرغب كذلك في خلع البابا وتنصيب نفسه بابا على كنيسة
روما , لكن البابا قام بتحركات مضادة لتلك الدعاوى ولمجمع بيزا , حيث وصل
البابا إلى روما ودعا إلى مجمع كنسي في قصر لاتران في 19 أبريل لعام 1512م ,
وهدد بعزل كل رجل دين لم يحضر المجمع , كذلك دعا البابا قبل ذلك لتكوين
الحلف المقدس ضد فرنسا وأعضاؤه : فرديناند الكاثوليكي ملك أسبانيا و هنري
الثامن ملك إنجلترا وجمهورية البندقية والقوات السويسرية المرتزقة وترك
المجال مفتوحا للامبراطور مكسيمليان لكي ينضم للحلف , لكن مكسيمليان في
بداية الأمر رأى أن يكون مع ملك فرنسا فقد كان متفقا مع مشروع الملك لويس
ضد البابا , كان أهم هدف للحلف هو طرد الفرنسيين لما وراء جبال الألب وأن
يسترجع البابا كافة الأقاليم التي يريدها وأهمها بولونا و فرارا , كذلك
إبطال مجمع بيزا ومعاقبة الأساقفة والكرادلة الذين اشتركوا في مجمع بيزا
وحرمانهم من معاشاتهم , حوَت بنود الحلف خططا تنظيمية للقضاء على الفرنسيين
وخططا حربية لتنفيذ ذلك الهدف , بدأت العمليات الحربية في ديسمبر من عام
1511 م وتقدمت القوات الإسبانية والبابوية نحو مدينتي بولونا وفرارا وزحف
السويسريون والبنادقة على سهل لومباردي , أما القوات الفرنسية بقيادة
جاستون دي فوا فقد ثبتت وأفشلت هجوم المحاربين السويسريين وأنقذت مدينة
بولونا واستولت على برسيكا وتعتبر من أغنى المدن , لكن كعادة الجيش الفرنسي
قام بمجازر وأعمال فظيعة فقد عجز القائد الفرنسي عن كبح جماح جنوده فقد
وعدهم مسبقا بنهب المدينة إذا استولوا عليها , بعد ذلك تقدم الجيش الفرنسي
إلى رافينا عاصمة رومانا والتقى بالجيش الإسباني في 11 أبريل لعام 1512م ,
استعان الجيش الفرنسي بدوق فيرارا الذي استخدم المدفعية الإستية لضرب
القوات الإسبانية
[6]
, في تلك الأثناء وصل كتاب إلى قائد الجيش الفرنسي بضرورة سحب القوات
الألمانية التابعة للامبراطور مكسيمليان لكن القائد تجاهل ذلك إلى ما بعد
المعركة , على أي حال انتصر الجيش الفرنسي انتصارا حاسما لكنه فقد قائده
المخضرم جاستون دي فو ا
[7],
وبوفاته توالت الهزائم تترا على الجيش الفرنسي , بل إنَّ الجيش الفرنسي
انقسم قافلا إلى قواعده العسكرية في ميلان متقاعسا عن مهاجمة روما , بعد
ذلك عادت الكتائب الألمانية من حيث أتت بعد أن أعفاها الامبراطور من مهمتها
.


في
الـ 17 من مايو لعام 1512 م وبعد المجمع الكنسي في قصر لاتران نجح البابا
في ضم الامبراطور المتردد مكسيمليان , فقد أذيع رسميا نبأ الحلف في روما
وجميع أوروبا مما زاد الطينة بلة للفرنسيين فقد تعرضوا لهجومات خاطفة من
قوات البندقية مما جعلهم يفقدون القلاع وقواعدهم العسكرية شيئا فشيئا إلى
أن قفلوا من حيث جاءوا عابرين جبال الألب , أعلن البابا الانتصار مدعيا أنه
طهر إيطاليا من البرابرة متناسيا وجود قوات أجنبية أخرى فيها , يبدو أن
البابا كان يخطط لعقد تحالفات أخرى من أجل إخراج القوات الأجنبية لكن
المنية وافته في ليلة 21 فبراير من عام 1513 م .


تسلم
البابا ليو العاشر المنحدر من أسرة مديتشي العريقة - لذلك لا غرابة من
عودة أسرة مديتشي للحكم بعد هزيمة فرنسا - كرسي البابوية وكان أمامه أحد
أمرين إما أن يكون مع فرنسا أو مع إسبانيا , فرنسا التي تتطلع لدوقية ميلان
وسهول لومباردي , وإسبانيا التي تقاسمت ميلان ونابولي مع السويسريين , لكن
سبق سيف الملك لويـس الثاني عشر عذله , وفك حيرة البابــــا عندما عقـــد
حلـــف بلــو
treaty of blois في الـ 23 من مارس لعام 1513 م مع جمهورية البندقية حيث استطاع أن يكسب قائد البندقية رئيس مجلس العشرة السجين الهارب أندريا غريتي Andrea Gritti الذي
ترك التحالف المقدس وانضم حليفا لفرنسا حيث نصت هذه المعاهدة على الحلف
الدائم والمستمر مع فرنسا حيث تمد البندقية فرنسا بـ 12000 ألف مقاتل
لاستعادة سهل لومباردي أما البندقية فتستعيد ممتلكاتها المفقودة بموجب حلف
كامبراي , حلف بلو مهد طريق القرار السياسي للبابا فقد ردّ البابا بتكوين حلف مضاد سمي بحلف ( مالين )
Treaty of Maline عقده
في العام نفسه , وأعضاؤه : الولايات البابوية و مكسيمليان الأول
الامبراطور الروماني المقدس وفرديناند الكاثوليكي ملك إسبانيا وهنري الثامن
ملك إنجلترا , مما أدى إلى صراع جديد يغير وجه الحروب الإيطالية .
الاشبيلي
الاشبيلي
مشرف عام
مشرف عام

عدد المساهمات : 528
تاريخ التسجيل : 15/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الحروب الإيطالية وتأثيرها على النهضة  Empty رد: الحروب الإيطالية وتأثيرها على النهضة

مُساهمة من طرف الاشبيلي الأربعاء يونيو 15, 2011 2:20 am

الجيش الفرنسي يُمنى بالهزيمة :

بدأت
الحملة العسكرية الفرنسية على شمال إيطاليا قاصدة ً ميلان , سقطت البلدات
تترا ومن ضمنها جنوا ثم بقية البلدات والمدن الأخرى , وتوالت الانتصارات
إلى أن تواجه الجيش الفرنسي في مدينة نوفارا
Novare مع المرتزقة السويسريين الذين أغدق عليهم البابا من خزائنه حيث
تعرض الفرنسيون لهزيمة مخزية جعلتهم يتراجعون عابرين ممرات جبال الألب
لفرنسا , أما البنادقة فقد هـُزموا كذلك وقصفت مدينة القديس مرقص وخربت ,
بعد تحقيق هذا الانتصار السريع أطلق البابا على الجنود المرتزقة السويسريين
لقب (حماة الكنيسة ) , أما فرنسا فما زالت تتكبد الخسائر بسبب هجوم
الحلفاء من كل جهة , إنجلترا تستولي على إقليم نورماندي في شمال فرنسا ,
وإسبانيا إقليم نافار والبرجنديون ديجون , كل هذا جعل الملك لويس يقرر بأن
يحل المجمع الكنسي الذي استقر في مدينة ليون مؤخرا كخطوة
أولى لعقد الصلح مع البابا ليو العاشر حيث تم عقد الصلح فيما بعد مع البابا
ومن ثم مع فرديناند ملك إسبانيا ومع هنري الثامن ملك إنجلترا وبموجب هذا
الصلح يتزوج لويس الثاني عشر الأميرة ماري الأخت الصغرى لملك إنجلترا لتغدو
ملكة على فرنسا , بعد هذا الزواج السياسي بثلاث أشهر توفي الملك لويس
الثاني عشر في العقد السادس من عمره في اليوم الأول من يناير لعام 1515 م .


اعتلى
العرش بعد الملك لويس الثاني عشر الملك الشاب فرانسوا الأول ينحدر من فرع
أنجوليم لأسرة فالوا العريقة , كان كسابقيه في تأييد سياسة فرنسا التوسعية
في شبه الجزيرة الإيطالية , ويتمنى لو يسطره التاريخ قائدا نبيلا ً وبطلا ً
شجاعا ًولو في معركة من معارك الحروب الإيطالية , أعد الملك فرانسوا الأول
لمبتغاه عبر الحجج الدبلوماسية السياسية أولا ومن ثم العمل العسكري ثانيا ً
كما فعل أسلافه , متذرعا ً بحقوق له في عرش ميلان , لكنه لم يطالب بحقوقه
في عرش نابولي خشية أن يصطدم مع إسبانيا بشكل مباشر , لم يكن أمام فرنسوا
من حليف سوى جمهورية البندقية , في الوقت ذاته لم يك لحلفائه من بد ّ سوى
استخدام الجنود المرتزقة السويسريين لحماية ما استولوا عليه داخل شبه
الجزيرة الإيطالية , من العوامل التي ساعدت فرانسوا الأول هو أن جميع
أعدائه مسنين فقد تلقفتهم المنية واحدا ً تلوَ الآخر , مما جعل الفرصة
سانحة أمامه لكي يواصل تقدمه صوب إيطاليا , معتمدا على جيش قوي تعداده
يتجاوز الأربعين ألف جندي متسلحا بسلاح مدفعية قوي وحديث
[8] .


عبرت القوات الفرنسية جبال الألب بسرعة وخفة رهيبة جعلت بعض المؤرخين يشبهون الجيش الفرنسي بـهانيبال [9] متوجهة صوب ميلان وبالقرب منها أوقع فرنسوا الأول هزيمة ساحقة بالحلفاء في معركة مارينيان Battle of Marignano في
13 من ديسمبر لعام 1515م , فقد فاجأ فرانسوا الأول القوات السويسرية عندما
اشتق طريقا جديدا عبر جبال الألب لم يكن معروفا ً سابقا ً حيث عبرت منه
فرق المدفعية المكونة من 70 مدفعية حديثة , وقعت المعركة ومنيت القوات
السويسرية بهزيمة ساحقة رغم أنها كانت أقوى قوات مشاة في العالم
[10], وكذلك لقيت القوات البابوية نفس المصير وألقى الجيش الفرنسي القبض على قائد القوات البابوية بروسبيرو كولونا
Prospero Colonna وذلك عندما قام القائد الإقطاعي بايارد دي شوفالييه[11]
بشق صفوف قوات الحلفاء بجرأة وشجاعة غير مسبوقتين وقد قيل عنه : (( فارس
لا يعتريه الخوف و لا تدنوا إليه النقائص )) , غنم الفرنسيون 600 من الخيول
المدربة , لكن كان للكاردينال ما تياس شينر دور عندما حث السويسريين على
معاودة الكرة حيث قامت القوات السويسرية بهجوم مفاجئ لقوات فرانسوا في قرية
محترقة بالقرب من مارينيان , حيث كانوا يخططون لهجوم مباغت على كتيبة
الفرسان وهجوم سريع آخر على كتيبة المدفعية قبل أن يستعد الملك ويرتب صفوفه
, آملين استخدام سلاح المدفعية بعد الاستيلاء عليها ضد أصحابها ! , نجح
السويسريون في اختراق الصفوف الأولى مما أدى إلى قتلى وجرحى في صفوف
الفرنسيين , استمرت المعركة من الليل إلى الصباح وكاد أن يتقهقر الجيش
الفرنسي لولا وصول النجدات من البندقية بقيادة بارتولوميو كوت
Bartolomeo d'Alviano
الذي شدّ على السويسريين وفرق صفهم مما دفع السويسريون للانسحاب , مما جعل
هذه الواقعة انتصارا صريحا لفرانسوا الأول , الذي بموجب هذه الانتصارات
عقد عدت اتفاقيات لتأمين قواته و لكي لا تسنح الفرصة لتكوين تحالفات مضادة ,
عقد مع السويسريين معاهدة ( السلم الدائم ) في نوفمبر من عام 1516 م تعهد
السويسريون فيها بعدم المشاركة في أي حرب ضد ملك فرنسا في أراضيه أو أي
إقليم يسيطر عليه خارج أراضي مملكته , ظلت هذه المعاهدة قائمة إلى عام
1792م بنشوب الثورة الفرنسية , وعقد اتفاقا مع البابا ليو العاشر سمي
باتفاق بولونا عام 1516 م , حيث التقى البابا ليو العاشر بالملك فرانسوا
الأول بعد سماعه نبأ انتصار الفرنسيين من سفير البندقية في مدينة بولونا
لمناقشة عودة ميلان إلى فرنسا – وهو الاجتماع الذي حضره ليوناردو دي فينشي .
هناك ، أقنع فرانسوا ليوناردو أن يرافقه إلى فرنسا ، ومَنَحه قصر لوس كلوس
مانور
[12]
– فبمقتضى الاتفاق تعهدت فرنسا بدفع الأموال الكنسية للبابا , حيث أن
فرنسا قد توقفت عن دفعها منذ عام 1438 م , كما تقرر في هذا الاتفاق تخويل
ملوك فرنسا بأحقية تعيين رجال الدين في وظائف ومناصب الكنيسة العليا , اطلق
على هذا الاتفاق ( اتفاق بولونيا ) , نجح الطرفين في هذا الاتفاق من تحقيق
أكبر قدر من المنفعة . كذلك عقد فرانسوا الأول معاهدات مع كل من
الامبراطور مكسيمليان ومع جمهورية البندقية من أجل أن تعترفا بأحقية فرنسا
بميلان وجنوا , كذلك أبرم فرانسوا في 13 من أغسطس لعام 1516 م معاهـــدة نويون
Noyon مع شارل أرشيدوق[13]
النمسا ووارث عرش إسبانيا منذ وفاة مليكها فرديناند الكاثوليكي , وقد جدد
في هذه المعاهدة وعده بأن يتزوج أميرة فرنسية يكون صداقها مملكة نابولي
التي طالما ادعت فرنسا بأحقيتها في وراثة عرشها , ومن ثم تم عقد معاهدة
لندن في عام 1518 م وتنص المعاهدة على عدم الاعتداء بين الدول الأوروبية
الكبرى الموقعة فرنسا ، انجلترا ، الامبراطورية الرومانية المقدسة ،
البابوية ، إسبانيا ، برجنديا و هولندا ، وجميعهم اتفقوا على عدم مهاجمة
أحد ، وفي حال حصل أي هجوم من أي دولة تقوم الدول الأخرى بمد يد العون .
وكان المدبر الحقيقي لهذه المعاهدة هو الكاردينال ولزي
[14]
, الذي له تأثير كبير في بلاط ملك إنجلترا هنري الثامن , جاء ذلك استجابة
للقوة المتصاعدة للدولة العثمانية التي فتحت منطقة البلقان , تهدف
الاتفاقية إلى تحقيق السلام الدائم بين الدول النصرانية والاتجاه لمحاربة
الكفار فالحروب الصليبية كانت نقطة محورية في نص المعاهدة , جميع الدول
الأوروبية دعيت إلى لندن باستثناء الأتراك العثمانيين في محاولة لربط الدول
جميعا وفق معاهدة سلام وإنهاء الحروب بين الدول الأوروبية , وأن أي اعتداء
على أي دولة أخرى يعد انتهاكا ً صارخا لبنود المعاهدة . بهذا بدا للجميع
أن الحروب الإيطالية قفَلت بلا رجعة وأن السلام عاد إلى أوروبا لكن ذلك كان
أحلاما وردية , فقد عادت الصراعات أشد وأعتى وظهرت فيها النسوة كمؤثرات في
القرارات وسير الحوادث .






الحروب الإيطالية في طورها الجديد الأخير ( حروب فالوا الفرنسية و هابسبورغ الألمانية ) :

عادت
الحروب الإيطالية أعتى من قبل وأشد أثرا ً وقسوة , وأشد تأثيرا ً على عصر
النهضة وفيه , سمي هذا الدور من الحروب الإيطالية بالحروب الأسروية أو حرب
فالوا و هابسبورغ , فقد اشتركت أغلب الدول الأوروبية في هذه الصراعات ,
كانت وقود هذه الصراعات هو بسبب المنافسة الشديدة بين كلا من فرنسا
وإسبانيا على منصب الامبراطور .


معركة الوصول للتاج الامبراطوري :

بعد
وفاة الامبراطور مكسيمليان الأول في 12 يناير من عام 1519 م , أُعلن شغور
منصب الامبراطور , ترتب على ذلك عملية انتخاب لهذا المنصب الذي صار شاملا
لكافة الحكام الأوروبيين ومن قبل كان خاصا ً بالعنصر الجرماني الأصيل فقط ,
وقد ترشح للمنصب كلا من شارل الخامس ملك إسبانيا و فرانسوا الأول ملك
فرنسا وهنري الثامن ملك إنجلترا , لكنه عدل عن ترشيح نفسه بعد ذلك .


الملك شارل الخامس مزاياه الانتخابية :

لقد
امتاز كل من المتنافسين بمزايا تؤهله لأن يكون الامبراطور فشارل الخامس
ينتمي من أسرة هابسبورج النمساوية الجرمانية العريقة وولد في مدينة جنت في
الأراضي المنخفضة التي هي ضمن الامبراطورية الرومانية المقدسة وإسبانيا قد
بلغت أوجا من القوة والعظمة بفضل الاتحاد بين أراجونة و قشتالة وكذلك بفضل
اكتشاف كرستوف كولمبوس للأمريكيتين فقد كانت تسيطر تقريبا على حوض البحر
الأبيض المتوسط وعلى أغلب أراضي أوروبا الغربية عدا ممتلكاتها الواسعة في
جزر الهند الغربية وأمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية , واستمرت الكشوف
الحغرافية تباعا تحقق مكاسب تدر لخزائن الامبراطورية ربحا خياليا , مما
جعلها أغنى دول أوروبا ماليا و أقواها عسكريا , هذا إضافة لانفراد شارل
الخامس و أباه قبله بعرش إسبانيا مما جعلها مستقرة مستقلة موحدة , كذلك
ارتباط إسبانيا بأعرق الأسرات المالكة الأوروبية , إضافة
لأسطولها المهيب وقواتها الضخمة وعدم رغبتها في إقامة وحدة سياسية أو نزع
امتيازات المتنفذين في ألمانيا .


الملك فرانسوا الأول مزاياه الانتخابية :

من
أسوأ ما كان يضعف موقف فرانسوا الأول الانتخابي كونه من أسرة ليس لها أي
صلة سابقة بالامبراطورية الرومانية المقدسة فأسرة هابسبورغ ظلت تحكم
الامبراطورية لمدة 3 قرون متعاقبة , كان كثير من الساسة والخبراء الألمان
يرون في شخص فرانسوا الأول الحل الأنجع للقضاء على المجاهدين العثمانيين
الذين يهددون أوروبا من الشرق , فنصره الأخير في معركة مارينيان يثبت أن
القوات المسلحة الفرنسية ذات كفاءة عالية في التسليح وجاهزية تامة في
التدريب , وتتقن أساليب قتال حديثة , رأى البابا ليو العاشر الذي كان يؤمل
لحملة صليبية تخرج المسلمين من أوروبا وتنكس الهلال وترفع راية الصلبان على
الآستانة , وقد عزم فرانسوا الأول في إعداد حملة صليبية للشرق إذا تم
انتخابه امبراطورا بتوحيد أوروبا لصد هجمات الأتراك العثمانيين , وصرح بذلك
قائلا : (( إنَّ هدفـي من خوض معركة الانتخاب هو أن أكون امبراطورا
للامبراطورية الرومانية المقدسة والقائد الأعلى للحملة الصليبية المرتجاة ,
فإذا فزت في الانتخابات فإني سأكون في الآستانة في خلال ثلاث سنوات , وإذا
فشلت في الاستيلاء عليها فإني أستحق الموت )) , وأخذ يروج لحملته الصليبية
التي ستقصم العثمانيين مستفيدا من الدعم البابوي والغرور الشخصي الذي كان
يخيل إليه أنه شارلمان ( شارل العظيم ) .


اختصار للسرد التاريخي للدور الثاني من الحروب الإيطالية :

أدى اعتلاء كارلوس ملك إسبانيا عرش الإمبراطورية الرومانية المقدسة ، إلى
انهيار العلاقات بين الفالويين و الهابسبورغيين , حاول كلا الطرفين البحث
عن حليف فرأو في ملك إنجلترا هنري الثامن مبتغاهم , دعا فرانسوا الأول هنري
الثامن كضيف على البلاط الفرنسي وتم استقباله بكل حفاوة وتكريم في المكان
الذي سمي فيما بعد ( معسكر القماش الذهبي )
[15] عقد اللقاء في الفترة من 7 يونيو إلى 24 يونيو 1520 م ,
أظهر كلا الطرفين مدى ما يتمتع به من حسن الطالع والجاه والثروة , تكرر
عناق الملكين في هذه اللقاءات مع كثرة الاحتفالات والبذخ , لكن لم تحقق هذه
اللقاءات أغراضها من جهة فرنسا إذ كان الإنجليز قد زجوا بهذه الاتفاقات في
عرض بحر الشمال سواء ٌبمعاهدة لندن أو معاهدة أنجلو أو سواهما , وتحالفوا
مع شارل الخامس في لقاء غرافولين وذلك من أجل مصالحهم الاقتصادية , حيث يرمي الاتفاق معه إلى تطويق فرنسا وقام بالتوقيع على هذا الاتفاق ولزي
Thomas Wolsey الذي يأمل في التاج البابوي , تعتبر
هذه اللقاءات نقطة تحول في عصر النهضة حيث ظهر فيها مبدأ الاحترام
المتبادل بين الدول , بدأت فرنسا بالحرب بهجمات على مملكة ألبيرينيه و في
اللوكسمبورغ لكن منيت بالهزيمة , على إثر ذلك تتابعت الهزائم
حيث قام شارل الثامن بتدعيم تحالفه مع هنري الثامن وهاجم القوات الفرنسية
في إيطاليا مما جعلها تخسر ميلان حيث تفوقت تكتيكات القربينات
[16] الإسبانية على القوة الفرنسية التي عانت من هزائم شلتها في بيكوكا و معركة سيسيا
battle of the Sesia على
يد القوات الإسبانية بقيادة فرناندو دي أفالوس . بعد سقوط ميلان في أيدي
الامبراطورية ، قاد فرانسوا شخصياً الجيش الفرنسي نحو لومباردي في عام 1525
م ، إلا أنه هزم وأسر في معركة بافيا , فقد استخدم الإسبانيون أسلحة أحدث
[17]
من نظيرتها لدى الفرنسيين مما جعلهم هدفا ًسهلا . انطلقت سلسلة من
المناورات الدبلوماسية حول إطلاق سراح فرانسوا الأسير في إسبانيا بما في
ذلك البعثة الفرنسية الخاصة التي بعثت بها أم فرانسوا لويز من سافوا إلى
بلاط سليمان القانوني الذي أصدر إنذاراً عثمانياً صرّح فيه السلطان بأنه لن
يكتفي بسحق المجر بل سيهدد ممتلكات آل هابسبورغ في جنوب إيطاليا , لتحالف
شارل الخامس في سابقة من نوعها حيث تحالف ملكان مسلم و
نصراني و التي تسببت في فضيحة في العالم النصراني . استغل سليمان الفرصة
لغزو المجر في صيف عام 1526 م ، وهزم حلفاء شارل الخامس في
معركة موهاج ، ولكن ورغم هذه الجهود وقـّع فرانسوا مرغما في الأسر على
معاهدة مدريد والتي تنازل فيها عن مطالبه في إيطاليا و الفلاندرز
[18] و بورغونيا .


حرب ( حلف كونياك ) :

في عام 1526 م ، شكل البابا كليمنس السابع [19]
( حلف كونياك ) انطلاقاً من جزعه حيال القوة المتنامية لامبراطورية كارلوس
الخامس ( شارل الخامس ) . قام كليمنس بالتحالف مع جمهورية البندقية
وجمهورية فلورنسا وعدد من الدول الإيطالية الصغيرة مع فرنسا . رغم ذلك رفضت
البندقية المساهمة بقوات عسكرية ؛ و مع انسحاب القوات الفرنسية من
لومباردي ، سارع شارل الخامس في إخضاع فلورنسا وفي عام 1527 م سيطر على
روما نفسها , ومن ثم تم اقتحامها على أيدي الكتائب الألمانية المتمردة بسبب
تأخر أجورهم وقاموا بالهجوم على روما وتحطيمها واغتصبوا الراهبات العذارى
وأما المسنات منهن فأبرحوهم ضربا ً وأعملوا السيف في قرابة 4000 شخص ممن
كانوا داخل روما يعود ذلك لأن الجنود الألمان لوثريين بالأصل وليسوا
كاثوليك دفعهم الشعور بالظلم وكذلك التعصب الديني لاقتراف تلك الموبقات وتم
في الوقت ذاته حصار البابا الذي تمكن من الهروب متخفيا بلباس الخدم , إلا
أنه سجن على يد القوات الامبراطورية ، و لم يبد أي مقاومة لشارل الخامس , مع إبرام هدنة كامبراي ( سلم السيدات ) في
عام 1529 م ، والتي انسحب فيها فرانسوا رسمياً من الحرب انهار الحلف و
أبرمت البندقية سلاماً مع شارل الخامس ، في حين سُلمت فلورنسا مرة أخرى
لحكم آل ميديشي , التقى الامبراطور شارل الخامس بالبابا في مدينة بولونيا
وتم تتويجه في فبراير من عام 1530 م امبراطورا مقدسا معترفا به من قبل
كنيسة روما , كان ذلك آخر امبراطور يتوِّجه البابا في التاريخ , وآخر تتويج
يحصل عليه امبراطور من قبل البابوية .


استمرار الحروب بعد فشل حلف كونياك :

بدأت
الحرب الثالثة بين شارل الخامس و فرانسوا مع وفاة فرانشيسكو ماريا سفورزا
دوق ميلانو , عندما ورث فيليب بن كارلوس ( شارل الخامس ) الدوقية ، غزا
فرانسوا إيطاليا و استولى على تورينو ولكنه فشل في السيطرة على ميلان ,
رداً على ذلك غزا شارل الخامس بروفنس متقدماً إلى ايه أن بروفانس ، لكنه
انسحب إلى إسبانيا بدلاً من مهاجمة مدينة أفينيون شديدة التحصين. أنهت هدنة
نيس
[20]
Truce of Nice الحرب حيث بقيت تورينو في أيدي الفرنسيين لكن دون إحداث أي تغييرات كبيرة في خريطة إيطاليا.

بحث فرانسوا عن حلفاء فلم يجد سوى البروتستانتيون و العثمانيون , فقد تحالف فرانسوا مع سليمان الأول – القانوني[21]
- و أطلق غزواً أخيراً لإيطاليا , سيطر أسطول مشترك فرنسي عثماني بقيادة
الأدميرال العثماني خير الدين بربروس على مدينة نيس في أغسطس 1543 م , و
فرض حصاراً على قلعتها ، لكن الحصار رفع في غضون شهر , هَزم الفرنسيون
بقيادة الكونت دو بوربون كونت إنغين الجيش الامبراطوري بقيادة ألفونسو دي
أفالوس في معركة سيريسول
[22]في 1544
م، لكنه فشل في اختراق لومباردي والسيطرة على ميلان , شرع شارل الخامس ملك
إسبانيا و هنري الثامن ملك إنكلترا بغزو شمال فرنسا و استولوا على بولوني و
سواسون , دفع غياب التنسيق بين الجيوش الإسبانية والإنجليزية إضافة إلى
تزايد شدة الهجمات العثمانية على قوات شارل الثامن إلى التخلي عن هذه
الفتوحات و القبول بالوضع الراهن مرة أخرى .


أعلن
هنري الثاني ملك فرنسا في عام 1551 م بعد أن خلف فرانسوا على عرش البلاد
الحرب ضد كارلوس ناوياً إعادة احتلال إيطاليا و ضمان السيطرة الفرنسية على
الشؤون الأوروبية بدلاً من آل هابسبورغ , كان الهجوم المبكر على لورين ناجحاً ، لكنه هزم في محاولته غزو توسكانا في عام 1553 م في
معركة مارشيانو , أدى تنازل كارلوس عن العرش في عام 1556 م إلى تقسيم
امبراطورية هابسبورغ بين فيليب الثاني ملك إسبانيا وفرديناند الأول و تحول
التركيز إلى حرب الفلاندرز ، حيث نجح فيليب بالتعاون مع ايمانويل فيليبير
من سافوي بالانتصار على الفرنسيين في معركة سانت كينتان
battles of Saint-Quentin عام 1557 م ومعركة غرافيليين Graveline
, هذه الهزائم إلى جانب بداية الصراع الديني بين الكاثوليك و الهاجينوتيون[23]
الفرنسيون , والصعوبات المالية التي تواجه جميع الأطراف بسبب تضاعف
الإنفاق الحربي على التسلح واستخدام المعادن والحديد على إثر تطور التقانة
الحربية التي جعلت الحروب مكلفة أكثر , أدى دخول إنجلترا الحرب في وقت لاحق
من ذلك العام إلى سيطرة الفرنسيين على كاليه كما نهبت الجيوش الفرنسية
الممتلكات الإسبانية في البلدان المنخفضة ؛ لكن هنري اضطر رغم ذلك لقبول
السلام في كاتو - كامبريسيس متنازلاً بذلك عن أي مطالب أخرى في إيطاليا .
الاشبيلي
الاشبيلي
مشرف عام
مشرف عام

عدد المساهمات : 528
تاريخ التسجيل : 15/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الحروب الإيطالية وتأثيرها على النهضة  Empty رد: الحروب الإيطالية وتأثيرها على النهضة

مُساهمة من طرف الاشبيلي الأربعاء يونيو 15, 2011 2:21 am

اتفاقية كاتو-كامبريسيس Peace of Cateau-Cambrésis :

نهاية الحروب الإيطالية :

معاهدة السلام , المسماة كاتوكمبريسيس في الثالث من أبريل لعام 1559 م , اختير تاريخ الاتفاق بمناسبة مرور
65 عاما ً على الصراع بين إيطاليا و إسبانيا من أجل السيطرة على شبه
الجزيرة الإيطالية , بقيت أسرة هابسبورغ القوة المهيمنة والمسيطرة لمدة 150
عاما .


في
مدينة كاتو كامبريسيس التي تبعد نحو عشرين كيلوا مترا ً عن الجنوب الشرقي
من كامبراي , اجتمع قادة الدول الأوروبية المتصارعة من أجل إنهاء الحرب ,
فالرغبة في السلام قد طغت على الجميع وتلاشت المصالح , التقت إليزابيث
الأولى ملكة إنجلترا بـهنري الثاني ملك فرنسا في اليوم الثاني من شهر أبريل
لعام 1559 م , واجتمع ملك فرنسا هنري الثاني في اليوم الثالث من شهر أبريل
لعام 1559 م بملك أسبانيا فيليب الثاني , واضعين نهاية للحرب ومتفقين على
الآتي :


تعيد فرنسا بديمونت سافوي إلى دوق سافوي , وكورسيكا لجمهورية جنوا , و لكن تحتفظ بسالوتزو Saluzzo وكاليه
و أسقفيات كلا من , ميتز و تول وفردان , و تحتفظ إسبانيا بفرانش و كونت
ولكن الأهم أنَّ المعاهدة أكدت على سيطرة إسبانيا المباشرة على ميلان و
نابولي وصقلية وسردينيا و دولة برزيدي
Presidi
[24]
, وسيطرتها الغير مباشرة من خلال الهيمنة على حكام توسكانا , جنوا , ودول
صغيرة أخرى من شمال إيطاليا , وكان البابا أيضا حليفهم الطبيعي , أما
الكيانات المستقلة داخل إيطاليا فهي سافوي و جمهورية البندقية , استمرت
السيطرة الإسبانية الإيطالية حتى أوائل القرن الثامن عشر . يتزوج إيمانويل
فيليبرت
Philibert دوق سافوي ماغريت الفرنسية , دوقة بيري Berry أخت هنري الثاني ملك فرنسا , يتزوج فيليب الثاني ملك إسبانيا إليزابيث , ابنة هنري الثاني ملك فرنسا .

على
إثر الاحتفالات التي تمت بموجب توقيع المعاهدة , في خضم تلك الاحتفالات
قتل الملك هنري الثاني خلال بطولة مبارزة عندما تحطمت شظية من رمح الإقطاعي
قائد الجيش الاسكتلندي غابرييل مونتغمري
Gabriel, comte de Montgomery
, أدت إلى خرق عين الملك هنري الثاني و دخلت لدماغه كانت الإصابة قاتلة مما أدى لوفاته , في احتضاره برأ الملك هنري الثاني مونتغمري [25] من تعمد إصابته .







الحروب الإيطالية وأثرها على النهضة :

1 – ساهمت الحروب الإيطالية في عدم الاستقرار الذي كان يسود في شبه الجزيرة الإيطالية مما أبطأ عملية النهوض وجعلها تتأخر كثيرا ً .

2 – انشغال الولايات والمدن الإيطالية بعقد التحالفات وخوض الحروب عن دعم العلوم .

3 – خروج أسرة مديتشي واحتلال مملكة نابولي ساهم في عرقلة النهضة العلمية .

5 – زيادة المصروفات على المجهودات الحربية مما ساهم في ضعف النهضة في دول كانت أقرب إليها مثل فرنسا .

6
– الحروب لا تجلب إلا الدمار وتقوم بتعطيل الاقتصاد والتجارة وكل شيئ وما
قامت به القوات المتصارعة من فضائع ساهم في تأخر النهضة أعواما كثيرة , مثل
ما قام به الجيش الفرنسي ضد البنادقة وما قامت به عصابة الامبراطور
الألمانية ضد العاصمة روما .


أثر الحروب الإيطالية في النهضة الأوروبية :

1- أسهمت الحروب الإيطالية بالاهتمام بالتسلح وتطورت فيه الأسلحة الحربية وارتقت الأساليب القتالية لما يسمى بالأساليب القتالية الحديثة , حيث قل استخدام السيوف والتروس وتحول التسلح بالمسدسات والبنادق والمدافع و انتشر استعمال البارود بنطاق واسع وقد قيل : ( الحاجة أم الاختراع ) .

2- ساهمت الحوادث السياسية في ظهور النزعة القومية مثلما حدث في قضية انتخاب الامبراطور شارل الخامس .

3- أسهمت الحروب الإيطالية في ظهور الحدود الطبيعية للدول الحديثة , مثل الأراضي المنخفضة : بلجيكا , هولندا .

4- زادت الحروب الإيطالية من ظهور آراء جديدة في عالم السياسة مبنية على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل .

5- أوعزت الحوادث السياسية في الحروب الإيطالية كثيرا من الحكام إلى قبول فكرة السيطرة والنفوذ والتماشي مع آراء سياسية جديدة .

6- في
خضم الصراعات رغب عامة الناس بأن يغيروا الأنظمة السياسية والدينية في عصر
النهضة لأجل الرقي بالعلوم وإزالة العقبات التي تحول دون تحقيق ذلك مما
ساهم في رغبة العامة في التغيير .


7- تميزت
الحروب الإيطالية بتقديم المصالح الاستراتيجية والسياسية على المصالح
الدينية التي كانت ظاهرة في العصور الوسطى و يعتبر ذلك بذرة نشوء العلمانية
.


8- ظهور
فكرة الاستعانة بالحكم الأجنبي و تأييدها من أجل الاصلاح وتوفير مناخ
ملائم للنهضة , مثل أمبواز الاصلاحي , وكذلك ميكافيلي وكذلك سافونارولا .


9- ظهور مبدأ التوازن الدولي الذي وضع حدا لتوحيد أوروبا والسيطرة الكاملة .

10- كان
لفرنسا دورا ً رياديا ً في نقل النهضة خاصة في زمن الملك فرانسوا الأول
الذي عرض على آل مديتشي السكنى في فرنسا , وكذلك وزيره الآمبوازي الاصلاحي .


11- ارتفعت
ميزانية الإنفاق على التسلح في أثناء الحروب الإيطالية , مما أدى لأزمات
مالية لكن انعكس بدوره على الطبقة الأرستقراطية التي تقلصت بشكل كبير , و
على ابتكار وتطوير أسلحة جديدة ورقي الأساليب القتالية الحربية , مثل
القربينات وأسلحة الكتف النارية – الهارقيو بص - وكذلك المدافع النوعية والسريعة
[26] .

12- زادت الحروب الإيطالية من اهتمام الدول بالتسلح وشق السبيل لذلك عبر المغامرات البحرية واكتشاف مستعمرات حديثة .





خصائص وميزات الحروب الإيطالية :

1 – تميزت الحروب الإيطالية بطابع الولاء للمصالح دون أي شيئ آخر وتقديمها على الدين والدولة أحيانا .

2 – تميزت الحروب الإيطالية بتكوين الأحلاف السياسية وإظهار الصداقة النفعية .

3 – تميزت الحروب الإيطالية بكثرة الدول التي دخلت الصراع وأثرت في أوروبا بشكل عام .

4
– امتازت الحروب الإيطالية بالهجوم أكثر من الدفاع وذلك لأن الخصوم كانوا
من غير أصحاب الحق وإنما متصارعين على أراض خارج حدودهم السياسية .


5 – امتازت الحروب الإيطالية بتجربة أسلحة جديدة وأساليب عسكرية حديثة داخل الدولة المتصارع عليها .

6
– امتاز الإيطاليون بالدهاء السياسي , فقد خدعوا الفرنسيين عدة مرات خلال
الحرب فقد صَدقوا عندما وصفوا أنفسهم بأنهم دقيقي الأفكار شديدي الملاحظة ,
يتغلبون بذلك على عقلية رجال ما وراء الألب الغليظة , وأما الفرنسيون فصدق
فيهم قول ميكافيلي : لا يملكون حسّا سياسيا .


7 – نمت الدبلوماسية الأوروبية في أثناء الحروب الإيطالية وظهرت العواصم السياسية كمراكز نشاط دبلوماسي .

8 – اختفت أثناء الحروب الإيطالية المظاهر الإقطاعية تقريبا وغدت قوة الدولة قوة مركزية أكثر من ذي قبل .
الاشبيلي
الاشبيلي
مشرف عام
مشرف عام

عدد المساهمات : 528
تاريخ التسجيل : 15/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الحروب الإيطالية وتأثيرها على النهضة  Empty رد: الحروب الإيطالية وتأثيرها على النهضة

مُساهمة من طرف الاشبيلي الأربعاء يونيو 15, 2011 2:22 am

- قراءة حيادية في تأثير الحروب الإيطالية في النهضة :لقد
ذكر كثير من المؤرخين بأنَّ الحروب الإيطالية ساهمت في الانتقال السريع
للنهضة الإيطالية إلى غيرها من الدول الأوروبية , وعارض بعضا منهم ذلك
الرأي قائلا ً بأن الحروب الإيطالية إنما هي بصمة عار في التاريخ البشري
ولم تجلب أية منافع , وأن الفريق الأول يعتمد على الظنون فقط , وليس لديه
دليل تاريخي وإنما يستند على العقل والظن فقط , إني أقول في هذا الصدد بأن
الحروب الإيطالية هي كأي حروب بشرية بين قوى متصارعة لها مصالح في البلد
المتصارع عليه أو الاقليم المقصود في الصراع , فما يذكره كثير من المؤرخين
ليس المقصود منه وضع مبررات لقتل الناس وإيقاد الحروب وإنما المقصود هو كيف
استفاد الأوروبيون من الحوادث الحربية في أثناء الحروب الإيطالية ؟ كيف
استفادوا منها عسكريا ً وكيف استفادوا منها ثقافيا ؟ وهل ساهمت تلك الحروب
في ابتداع آراء ٍ سياسية جديدة لم تكن من قبل مطروحة بهذا الشكل ؟ كيف
استفاد دعاة الاصلاح من انشغال الامبراطور والملك فرانسوا الأول بحروبهما
من أجل الترويج لأفكارهم , وكيف استطاعت حركة الاصلاح أن تجمع أنصارا ً في
أوروبا خلال فترة وجيزة ومن قبل كان يتم إعدام الاصلاحيين على أنهم هراطقة ,
وما هي الظروف التي أدت لقبول الناس للإصلاح وهل لذلك علاقة بالحروب
الإيطالية ؟ إن عدم الاستقرار الذي يكون نتاج أي حرب إما أن يستغل من قبل
النخبة بشكل جيد لتأطير الناس وتوجيههم أو يستغل بشكل قبيح فيؤجج الصراعات
أكثر فأكثر , إن الحرب تحمل في طياتها مساوئ عظيمة ً جدا ً وليس هناك عذر ٌ
البتة يبرر قتل الناس , لكن النفس البشرية فيها نزعات شر تجعلها تعتقد أن
القوة تغير الواقع وأن بالقوة يحصل كل شيئ , إن القوة تساهم في تغيير كثير
من المفاهيم وأن المغلوب دائما ما يكون مولعا بالغالب كما ذكر ابن خلدون في
مقدمته , لكن هذا لا يعني أن القوة فقط تصنع ذلك , فالحروب العالمية
الأولى والثانية رغم ما احتوته من شرور إلا أنَّ كثيرا من الأمم استطاعت أن
تخرج من هذه الصراعات أكثر وعيا وأكثر تقدما وحضارة مادية , فتأثير الحروب
الإيطالية الإيجابي لم يكن بسبب الحروب لذاتها وإنما بسبب ما أفرزته تلك
الحروب وما نتجت عنه بلا تعمد بل نتجت ارتجالا , هذا يعني
أننا لا نصنع الحروب من أجل أن تتقدم الشعوب ولكن إن حصلت الحروب فلا بد
فيها من منافع رغم عِظم المفاسد التي تحويها , يقول الحق تبارك وتعالــــى :
{
إِن
يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ
الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ
آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ
}آل عمران آية 140 , و قـــال تعالــــى : {الَّذِينَ
أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا
اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ
لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا
اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ
اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحج
آية 40 , إنه إن صدقت ُ التعبير فأعني بسبب استفادة الطيبين من صراع
السيئين , فالحرب عمومـــا ً ليست منبوذة فلربمـــا تكــون لنصرة مظلــوم
أو لمنـــع ظالـــم من عدوانــــــه وقد قيل ( الأرض ليست مليئة بالأشرار
لكن الطيبين لا يصنعون شيئا ) , فليس هناك شيئ كله شر .
الاشبيلي
الاشبيلي
مشرف عام
مشرف عام

عدد المساهمات : 528
تاريخ التسجيل : 15/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الحروب الإيطالية وتأثيرها على النهضة  Empty رد: الحروب الإيطالية وتأثيرها على النهضة

مُساهمة من طرف ليليان عبد الصمد الأربعاء يونيو 15, 2011 7:41 pm

مشكور على المعلومات التاريخية
جزاك الله خيرا
ليليان عبد الصمد
ليليان عبد الصمد
كبار الشخصيات
كبار الشخصيات

عدد المساهمات : 2383
تاريخ التسجيل : 17/04/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى