المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
ريانية العود | ||||
عادل لطفي | ||||
عذب الكلام | ||||
zineb | ||||
azzouzekadi | ||||
بريق الكلمة | ||||
TARKANO | ||||
ليليان عبد الصمد | ||||
ام الفداء | ||||
السنديانة |
بحـث
.ft11 {FONT-SIZE: 12px; COLOR: #ff0000; FONT-FAMILY: Tahoma,Verdana, Arial, Helvetica; BACKGROUND-COLOR: #eeffff}
.IslamicData
{ font-family: Tahoma, Verdana, Arial, Helvetica, sans-serif;
font-size: 10pt; font-style: normal; line-height: normal; font-weight:
normal; font-variant: normal; color: #000000; text-decoration: none}
الساعة
عدد زوار المنتدى
الحلقة العاشرة :كاد الفاطميون أن يعودوا من باب العزيزية
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الحلقة العاشرة :كاد الفاطميون أن يعودوا من باب العزيزية
لم يقتصر الأمر على بعض المثقفين المستغلين من طرف إيران وممن يوالونها من المتشيعين في العالم العربي، فقد سجل أيضا ارتماء بعض القادة في هذه الحملة ونجد من خرج للعلن كالعقيد الليبي معمر القذافي بدعوة مثيرة ومشبوهة، حيث نقلت وكالة الأنباء الليبية (جانا) في 31 / 03 / 2007 من أن شيوخ وسلاطين التوارق بايعوا الزعيم الليبي قائدا و"أمغارهم الأعظم"؟ يعني بالعربية شيخهم الأكبر - وذلك في مدينة أغاديس النيجيرية، وقد ألقى القذافي المتعطش للزعامة المطلقة ولو بلحس دماء شعبه، خلال هذه "البيعة" كلمة تحدث فيها عما سماه بـ"الهجمة على الإسلام" واتهامه بالإرهاب، وقد وصل التطاول حتى إلى اسكندنافيا البقعة البعيدة والباردة على حد تعبيره، وقد حذر من "الانشطار" الذي يضرب منطقتنا الممتدة من المحيط الأطلسي إلى غاية الهلال الخصيب من تقسيم الإسلام اليوم إلى إسلامين: شيعي وآخر سني، وكذلك حذر من تكتل العرب ضد إيران وإيران ضد العرب.
وقال القذافي أن الاستعمار عدو للإسلام وعدو للعرب وعدو للفرس، ثم أكد على محاولة التفريق بين سنة وشيعة التي سماها "بدعة" يعرفها حتى البيت الأبيض، واستغرب من حديث الرئيس الأمريكي حينها جورج بوش المتكرر حول هذه القضية، والتي رآها العقيد غير بريئة إطلاقا، ليجدد القذافي دعوته إلى إقامة "الدولة الفاطمية الثانية" في شمال إفريقيا نسبة إلى آل البيت للقضاء على الجدل الدائر بين السنة والشيعة، واستغلال العدو للفرقة بينهما وتطبيل الحكام العرب لهذه الفرقة.
وأوضح أيضا أن هذه الدولة ستكون "دولة فاطمية" عصرية جديدة ولن نعود فيها - حسب قوله - لما سماه "السفسطة" التي كانت موجودة من قبل، وأكد أن دعوته هذه سيؤيدها كل الناس، وكل القوى الفاعلة في شمال إفريقيا والنزاريون والدروز والعلويون وكل الحركات التي كانت تتبع الدولة الفاطمية، وان الهوية ستكون "هوية فاطمية" -حسب مداخلته دائما- وستجمع كل القوميات والقبليات والعصبيات والمذهبيات لتنصهر في بوتقة واحدة.
ليضيف معمر القذافي أن الدولة الفاطمية هي الدولة الشيعية في التاريخ، ثم يوجه شكره العميق لمن سماهم "إخوة الفرس" على أنهم تشيعوا لأهل البيت وللخليفة علي بن أبي طالب، كأنه يشير إلى أن الدولة التي يدعو إليها هي الأولى بهذا التشيع وما الفرس سوى أنصار خارجين عن الأصل والانتماء العرقي لآل البيت.
ثم تنقل جانا قوله: "الشيعة… شمال إفريقيا… انقلبت الطاولة… اختلطت الأوراق من حيث لا يحتسبون… نحن نعمل الدولة الفاطمية العصرية الثانية في شمال إفريقيا، وهويتنا ستكون هوية فاطمية وينصهر فيها العرب والبربر، وتنصهر فيها الأحزاب وينصهر فيها اليمين واليسار والمتطرفون وأنصار العنف… هذه كلها تصبح هوية واحدة وينتهي الصراع حتى في شمال إفريقيا… ينتهي الصراع في الجزائر… ينتهي الصراع في السودان… وينتهي الصراع في مصر… وينتهي الصراع في الصحراء… إذا كان صراعا قبليا أو صراعا مذهبيا أو صراعا عنصريا ينتهي، لأننا أصبحنا فاطميين…". وطبعا لم يشر لبلاده، لأن جماهيريته على ما يبدو له حينذاك لا صراع فيها، بل وصل به الحال إلى أن جعل هذه الدولة الفاطمية من مصلحة الأنظمة وعلى رأسهم النظام الجزائري، الذي يبدو أنه تردد كثيرا ذكره في دعوة القذافي الغريبة.
لقد لاحظنا أشياء متعددة في ما نقلته وكالته للأخبار (جانا) من خطبته والتي طبعا اختار لها دولة إفريقية وليست ليبية، ليعطيها طابعا آخر غير محلي، هذا من ناحية المكان، أما من ناحية الزمان فهو إنعقاد القمة العربية التاسعة عشر في الرياض شهر مارس 2007 والتي قاطعها القذافي وبرر ذلك بأنه لن يشترك "في مؤامرة تشق الاسلام وتحوله الى إسلامين: إسلام شيعي وإسلام سني".
من جهة أخرى، أظهر العقيد المعروف بعجائبه، تشكيكه في الحرمين الشريفين، حيث إعتبر مفهومه و"اجتهاده" أن السعودية بها حرم واحد فقط، أما الثاني فهو القدس بفلسطين، ووصل به هجومه على السعودية ونظام آل سعود إلى التشكيك في وجود رفات الرسول (ص) في المدينة المنورة، وهذا ما يعني طعنا مباشرا في الملك السعودي الذي يطلق عليه "خادم الحرمين الشريفين"، وفي ظل تلك القمة العربية التي صب عليها جام غضبه في خرجته على قناة الجزيرة القطرية حينها.
بلا أدنى شك، أن القذافي راح يستغل الورقة الشيعية التي تعني مناهضته للنظام السلفي وما يسميه بـ"الوهابي" في السعودية، ويبدو أنه كان مستعدا للتدين بالماجوسية أو التفتيش في بطون الملل والنحل لأجل حربه على غريمه التاريخي الملك عبدالله، ويكفي ضجة توريط القذافي في التخطيط لمؤامرة اغتياله لما كان وليا للعهد، فضلا عن الملاسنة الشهيرة وعلى الهواء التي حدثت بينهما في قمة القاهرة التي جرت في مارس 2003 وهي آخر قمة حضرها ممثل شخصي للرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وتمثل حينها في نائبه عزت إبراهيم الدوري…
تعرف علاقة القذافي بالشيعة تقلبات ومزاجيات مختلفة، منذ اختفاء موسى الصدر الأب الروحي لحركة أمل الشيعية اللبنانية، ولايزال نظامه متهما من طرف أنصار الصدر ويطالبونه دائما بكشف حقيقة هذا الغياب الذي جرى أثناء زيارة الصدر لليبيا عام 1978م، ونسجل أيضا أن الزعيم الليبي صار يعزف على الوتر الإيراني خلال هذه الدعوة الجديدة، والتي اعتبرها الكثيرون من المراقبين في ذلك الوقت، الفصل الآخر والجديد من شطحات القذافي التي لا ولن تنتهي.
نحن نعرف والكل يدرك أن نظامه متورط في الدعم لإيران وخاصة في ما كان يعرف بـ "حرب المدن" إبان الحرب العراقية الإيرانية، فقد زودت طرابلس طهران بصواريخ دكت المدن العراقية وأقضت مضاجع المدنيين، وأيضا دعمه للحوثيين المتمردين في جبال صعدة على الحدود اليمنية...
إذا دعوة القذافي لدولة شيعية في شمال إفريقيا هي محطة أخرى تضاف لسجل المد الشيعي في المنطقة المغاربية، حتى ولو كان للزعيم الليبي نوايا حتمية من أن يكون هو الخليفة فيها، كان يراد منها السيطرة الفارسية بتواطؤ قذافي على شمال إفريقيا، والتي هي بوابة للضفة الأخرى من أوروبا، وقد أثارت هذه الدعوة غير البريئة ردود أفعال مختلفة وخاصة على المستوى الديني، حيث مما يمكن أن نشير إليه أن علماء الأزهر اعتبروها "شطحات فكرية لا أساس لها"، بل جددوا طعن المؤرخين في انتساب الدولة الفاطمية إلى آل البيت حسب ما نقلته صحيفة الشرق الأوسط الصادرة في 03 / 04 / 2007، ويوجد من أعاد للأذهان جرائم العبيديين الفاطميين في شمال إفريقيا وإبادتهم للسنة والسنيين، وما قام به مؤسسها أبو عبدالله الشيعي من تصفية لعلماء السنة وإتلاف للكتب ومنع تدريس المذهب المالكي… الخ.
ما يجعلنا هنا من عد النشاط المتزايد والمتواصل لتشيع الجزائريين والقادم من إيران وبدعم من أطراف شيعية سورية وحتى بعض الجهات الرسمية الليبية التي لديها خلايا في بعض الولايات المتاخمة للحدود الليبية الجزائرية، يدخل في إطار تحالف فارسي وآخر عربي مثله القذافي من أجل إشعال فتنة جديدة، وتمثلت في السيطرة على ثروات إفريقية تبقى الهاجس المجنون لأمريكا وحلفائها من عملاء عراقيين وإيرانيين وكويتيين، وحتى من طرف القذافي نفسه الذي انطلق منذ سنوات في مسابقة غيره من أجل التودد للبيت الأبيض وكسب رضاه، وبالرغم من كل ذلك لم يشفع له في شيء منذ إشعال فتيل الحرب الأهلية ببلاده.
بالرغم من أن إيران تبرز دوما نفسها كمناصر لثورات الشعوب ضد الديكتاتورية والاستبداد والاستعمار الأجنبي، وقد أظهرت دعمها للثورة المصرية وأشادت بثورة تونس، بل حتى "حزب الله" ظل يناصر ثورة الشعب ضد نظام حسني مبارك الذي ظل على خلاف جذري مع قيادة الحزب، بل طالت أجهزته الأمنية خلايا "حزب الله" في مصر. ولكن حسن نصرالله انقلب إلى موقف آخر لما أعلن مساندته لنظام بشار الأسد على حساب الشعب السوري، والسبب الرئيس في ذلك هو طائفي لا محالة، لأن العائلة الحاكمة في دمشق تنتمي للطائفة النصيرية المحسوبة على الشيعة.
لقد نقلت وكالة الأنباء الإيرانية "أرنا" عن ممثل إيران بالأمم المتحدة محمد خزاعي: "أن ثورات الشعوب المسلمة في تونس ومصر وبلدان أخرى هو استمرار لتأثيرات الثورة الإسلامية الإيرانية، وأن الحكومات أصبحت غير شعبية، وأن المشاكل الاقتصادية والضغوط الاجتماعية من أهم دوافع هذه الثورات، وأن أسباب وقوع هذه النهضات يرجع لإذلال الشعوب طيلة عقود طويلة وإبعادها عن أهدافها وقيمها الإسلامية وثقافتها، والعلاقات غير المناسبة التي أقامها قادة هذه الشعوب مع القوى الإستعمارية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية من بين أسباب السخط الذي شعرت به شعوب هذه البلدان"، معتبراً ما يحدث اليوم في مصر يشكل جزءاً من الحركات في المنطقة والتي ستستمر في المستقبل أيضاً، فيما يحاول البعض وقف هذه الحركات أو الالتفاف عليها، لكن ذلك لن يحدث.
وهو الذي يتوافق مع الموقف الرسمي للحكومة في طهران، بل حتى مع موقف الرئيس أحمدي نجاد الذي عبّر عنه في كلمته أمام جموع غفيرة من الإيرانيين بذكرى انتصارات الثورة الإيرانية، حيث حذر من سماها "قوى الاستكبار" من التدخل في شؤون مصر وتونس، داعياً في الوقت ذاته هذه القوى لترك شعوب المنطقة تختار ما تقرره بنفسها، ومشدداً على أن قوى الشعوب ستحاكمهم في المحاكم العادلة وستسدل الستار على تاريخهم، معتبرا أساس أزمات المنطقة هو الكيان الصهيوني، وأن صمود الشعوب الحرة سيبلور شرق أوسط جديد دون أمريكا ولا الكيان الصهيوني. ودعا نجاد الشعوب العربية والإسلامية إلى الوحدة والتوحد، خاصة الشباب المصري، الذين خاطبهم قائلا: "يجب أن تكونوا حذرين وأذكياء، من حقكم أن تقرروا مصيركم وأن تختاروا حكومتكم ونوعية الحكام وأن تجاهدوا في طريقها متوكلين على الله".
إيران التي تزعم مناصرة الحرية والديمقراطية، أمر ولي الفقيه فيها، "الحرس الثوري" ومليشيات الباسيج بقمع المحتجين والتنكيل بهم، بل قام بحظر الانترنت وعزل إيران عن عالمها الخارجي، ومراقبة الرسائل عبر الهاتف الخلوي، ومنع التظاهر والتجمع السلمي، وتهديد وترويع زعماء الحركات الاحتجاجية من الإصلاحيين وتهديدهم بالتصفية الجسدية وبالمحاكمة بعد تخوينهم واتهامهم بالعمالة والتجسس وتلقي أموال خارجية من الغرب، وممارسة القتل والسجن والقمع بطريقة وحشية ضد المتظاهرين.
وهي نفسها إيران التي أقامت الدنيا على ما يجري في البحرين وصعدة اليمنية لأن الأمر يتعلق بالشيعة هناك، وهي نفسها التي تواطأت مع أمريكا لتدمير العراق الذي كان يحكمه سني، ولولاها ما إحتلت أمريكا أفغانستان التي حكمتها طالبان السنية ذات المذهب الحنفي وباعتراف من محمد علي أبطحي نائب الرئيس الإيراني للشؤون القانونية والبرلمانية في ختام أعمال مؤتمر عقد بإمارة أبوظبي.
مكنت مواليها الشيعة من السيطرة على البلاد وتحويلها لمزرعة الملالي والعمامات السوداء، وهي نفسها التي صمتت مع ما يجري في حق الشعب السوري، كما صمتت أيضا عما يجري في ليبيا، لأن الأمر يتعلق بأنظمة لها ارتباطات مع أجندتها، فالأسد نصيري شيعي والقذافي أعلن يوما عن رغبته في إعادة الدولة الفاطمية للشمال الإفريقي نكاية في المملكة السعودية التي تمثل الغريم الأول للشيعة والفرس.
طهران تريد دوما أن تكون هي مصدر إلهام على طريقتها لـ "المقاومة" وحتى الثورات الشعبية صار الخلاف في الداخل ليس بين أن هذا الإلهام قد يكون مصدره من غير إيران أو أن الشعوب العربية بلغ بها النضج الحضاري لدرجة هذه الانتفاضات وتغيير الأنظمة من الساحات العمومية، بل أن الخلاف قائم بين "الدوائر المحافظة المتنفذة من مرجعيات وحكومة ترى "الثورة الإسلامية" هي الملهمة، لكن التيار الإصلاحي وعلى رأسه الحركة الخضراء، يرى أن حركة الاحتجاج الإيرانية على الانتخابات الرئاسية التاسعة هي الملهمة للشباب العربي" كما يقول محجوب الزويري. كأن قدر البلاد العربية هو إيران في كل شيء، مما يوحي لطبيعة مبدأ "تصدير الثورة" الذي صنعته النظريات الخمينية وأرست دعائمه وفق مقاربة تنطلق أساسا من غاية تشييع العالم الإسلامي وإخضاعه للفرس.
وقال القذافي أن الاستعمار عدو للإسلام وعدو للعرب وعدو للفرس، ثم أكد على محاولة التفريق بين سنة وشيعة التي سماها "بدعة" يعرفها حتى البيت الأبيض، واستغرب من حديث الرئيس الأمريكي حينها جورج بوش المتكرر حول هذه القضية، والتي رآها العقيد غير بريئة إطلاقا، ليجدد القذافي دعوته إلى إقامة "الدولة الفاطمية الثانية" في شمال إفريقيا نسبة إلى آل البيت للقضاء على الجدل الدائر بين السنة والشيعة، واستغلال العدو للفرقة بينهما وتطبيل الحكام العرب لهذه الفرقة.
وأوضح أيضا أن هذه الدولة ستكون "دولة فاطمية" عصرية جديدة ولن نعود فيها - حسب قوله - لما سماه "السفسطة" التي كانت موجودة من قبل، وأكد أن دعوته هذه سيؤيدها كل الناس، وكل القوى الفاعلة في شمال إفريقيا والنزاريون والدروز والعلويون وكل الحركات التي كانت تتبع الدولة الفاطمية، وان الهوية ستكون "هوية فاطمية" -حسب مداخلته دائما- وستجمع كل القوميات والقبليات والعصبيات والمذهبيات لتنصهر في بوتقة واحدة.
ليضيف معمر القذافي أن الدولة الفاطمية هي الدولة الشيعية في التاريخ، ثم يوجه شكره العميق لمن سماهم "إخوة الفرس" على أنهم تشيعوا لأهل البيت وللخليفة علي بن أبي طالب، كأنه يشير إلى أن الدولة التي يدعو إليها هي الأولى بهذا التشيع وما الفرس سوى أنصار خارجين عن الأصل والانتماء العرقي لآل البيت.
ثم تنقل جانا قوله: "الشيعة… شمال إفريقيا… انقلبت الطاولة… اختلطت الأوراق من حيث لا يحتسبون… نحن نعمل الدولة الفاطمية العصرية الثانية في شمال إفريقيا، وهويتنا ستكون هوية فاطمية وينصهر فيها العرب والبربر، وتنصهر فيها الأحزاب وينصهر فيها اليمين واليسار والمتطرفون وأنصار العنف… هذه كلها تصبح هوية واحدة وينتهي الصراع حتى في شمال إفريقيا… ينتهي الصراع في الجزائر… ينتهي الصراع في السودان… وينتهي الصراع في مصر… وينتهي الصراع في الصحراء… إذا كان صراعا قبليا أو صراعا مذهبيا أو صراعا عنصريا ينتهي، لأننا أصبحنا فاطميين…". وطبعا لم يشر لبلاده، لأن جماهيريته على ما يبدو له حينذاك لا صراع فيها، بل وصل به الحال إلى أن جعل هذه الدولة الفاطمية من مصلحة الأنظمة وعلى رأسهم النظام الجزائري، الذي يبدو أنه تردد كثيرا ذكره في دعوة القذافي الغريبة.
لقد لاحظنا أشياء متعددة في ما نقلته وكالته للأخبار (جانا) من خطبته والتي طبعا اختار لها دولة إفريقية وليست ليبية، ليعطيها طابعا آخر غير محلي، هذا من ناحية المكان، أما من ناحية الزمان فهو إنعقاد القمة العربية التاسعة عشر في الرياض شهر مارس 2007 والتي قاطعها القذافي وبرر ذلك بأنه لن يشترك "في مؤامرة تشق الاسلام وتحوله الى إسلامين: إسلام شيعي وإسلام سني".
من جهة أخرى، أظهر العقيد المعروف بعجائبه، تشكيكه في الحرمين الشريفين، حيث إعتبر مفهومه و"اجتهاده" أن السعودية بها حرم واحد فقط، أما الثاني فهو القدس بفلسطين، ووصل به هجومه على السعودية ونظام آل سعود إلى التشكيك في وجود رفات الرسول (ص) في المدينة المنورة، وهذا ما يعني طعنا مباشرا في الملك السعودي الذي يطلق عليه "خادم الحرمين الشريفين"، وفي ظل تلك القمة العربية التي صب عليها جام غضبه في خرجته على قناة الجزيرة القطرية حينها.
بلا أدنى شك، أن القذافي راح يستغل الورقة الشيعية التي تعني مناهضته للنظام السلفي وما يسميه بـ"الوهابي" في السعودية، ويبدو أنه كان مستعدا للتدين بالماجوسية أو التفتيش في بطون الملل والنحل لأجل حربه على غريمه التاريخي الملك عبدالله، ويكفي ضجة توريط القذافي في التخطيط لمؤامرة اغتياله لما كان وليا للعهد، فضلا عن الملاسنة الشهيرة وعلى الهواء التي حدثت بينهما في قمة القاهرة التي جرت في مارس 2003 وهي آخر قمة حضرها ممثل شخصي للرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وتمثل حينها في نائبه عزت إبراهيم الدوري…
تعرف علاقة القذافي بالشيعة تقلبات ومزاجيات مختلفة، منذ اختفاء موسى الصدر الأب الروحي لحركة أمل الشيعية اللبنانية، ولايزال نظامه متهما من طرف أنصار الصدر ويطالبونه دائما بكشف حقيقة هذا الغياب الذي جرى أثناء زيارة الصدر لليبيا عام 1978م، ونسجل أيضا أن الزعيم الليبي صار يعزف على الوتر الإيراني خلال هذه الدعوة الجديدة، والتي اعتبرها الكثيرون من المراقبين في ذلك الوقت، الفصل الآخر والجديد من شطحات القذافي التي لا ولن تنتهي.
نحن نعرف والكل يدرك أن نظامه متورط في الدعم لإيران وخاصة في ما كان يعرف بـ "حرب المدن" إبان الحرب العراقية الإيرانية، فقد زودت طرابلس طهران بصواريخ دكت المدن العراقية وأقضت مضاجع المدنيين، وأيضا دعمه للحوثيين المتمردين في جبال صعدة على الحدود اليمنية...
إذا دعوة القذافي لدولة شيعية في شمال إفريقيا هي محطة أخرى تضاف لسجل المد الشيعي في المنطقة المغاربية، حتى ولو كان للزعيم الليبي نوايا حتمية من أن يكون هو الخليفة فيها، كان يراد منها السيطرة الفارسية بتواطؤ قذافي على شمال إفريقيا، والتي هي بوابة للضفة الأخرى من أوروبا، وقد أثارت هذه الدعوة غير البريئة ردود أفعال مختلفة وخاصة على المستوى الديني، حيث مما يمكن أن نشير إليه أن علماء الأزهر اعتبروها "شطحات فكرية لا أساس لها"، بل جددوا طعن المؤرخين في انتساب الدولة الفاطمية إلى آل البيت حسب ما نقلته صحيفة الشرق الأوسط الصادرة في 03 / 04 / 2007، ويوجد من أعاد للأذهان جرائم العبيديين الفاطميين في شمال إفريقيا وإبادتهم للسنة والسنيين، وما قام به مؤسسها أبو عبدالله الشيعي من تصفية لعلماء السنة وإتلاف للكتب ومنع تدريس المذهب المالكي… الخ.
ما يجعلنا هنا من عد النشاط المتزايد والمتواصل لتشيع الجزائريين والقادم من إيران وبدعم من أطراف شيعية سورية وحتى بعض الجهات الرسمية الليبية التي لديها خلايا في بعض الولايات المتاخمة للحدود الليبية الجزائرية، يدخل في إطار تحالف فارسي وآخر عربي مثله القذافي من أجل إشعال فتنة جديدة، وتمثلت في السيطرة على ثروات إفريقية تبقى الهاجس المجنون لأمريكا وحلفائها من عملاء عراقيين وإيرانيين وكويتيين، وحتى من طرف القذافي نفسه الذي انطلق منذ سنوات في مسابقة غيره من أجل التودد للبيت الأبيض وكسب رضاه، وبالرغم من كل ذلك لم يشفع له في شيء منذ إشعال فتيل الحرب الأهلية ببلاده.
بالرغم من أن إيران تبرز دوما نفسها كمناصر لثورات الشعوب ضد الديكتاتورية والاستبداد والاستعمار الأجنبي، وقد أظهرت دعمها للثورة المصرية وأشادت بثورة تونس، بل حتى "حزب الله" ظل يناصر ثورة الشعب ضد نظام حسني مبارك الذي ظل على خلاف جذري مع قيادة الحزب، بل طالت أجهزته الأمنية خلايا "حزب الله" في مصر. ولكن حسن نصرالله انقلب إلى موقف آخر لما أعلن مساندته لنظام بشار الأسد على حساب الشعب السوري، والسبب الرئيس في ذلك هو طائفي لا محالة، لأن العائلة الحاكمة في دمشق تنتمي للطائفة النصيرية المحسوبة على الشيعة.
لقد نقلت وكالة الأنباء الإيرانية "أرنا" عن ممثل إيران بالأمم المتحدة محمد خزاعي: "أن ثورات الشعوب المسلمة في تونس ومصر وبلدان أخرى هو استمرار لتأثيرات الثورة الإسلامية الإيرانية، وأن الحكومات أصبحت غير شعبية، وأن المشاكل الاقتصادية والضغوط الاجتماعية من أهم دوافع هذه الثورات، وأن أسباب وقوع هذه النهضات يرجع لإذلال الشعوب طيلة عقود طويلة وإبعادها عن أهدافها وقيمها الإسلامية وثقافتها، والعلاقات غير المناسبة التي أقامها قادة هذه الشعوب مع القوى الإستعمارية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية من بين أسباب السخط الذي شعرت به شعوب هذه البلدان"، معتبراً ما يحدث اليوم في مصر يشكل جزءاً من الحركات في المنطقة والتي ستستمر في المستقبل أيضاً، فيما يحاول البعض وقف هذه الحركات أو الالتفاف عليها، لكن ذلك لن يحدث.
وهو الذي يتوافق مع الموقف الرسمي للحكومة في طهران، بل حتى مع موقف الرئيس أحمدي نجاد الذي عبّر عنه في كلمته أمام جموع غفيرة من الإيرانيين بذكرى انتصارات الثورة الإيرانية، حيث حذر من سماها "قوى الاستكبار" من التدخل في شؤون مصر وتونس، داعياً في الوقت ذاته هذه القوى لترك شعوب المنطقة تختار ما تقرره بنفسها، ومشدداً على أن قوى الشعوب ستحاكمهم في المحاكم العادلة وستسدل الستار على تاريخهم، معتبرا أساس أزمات المنطقة هو الكيان الصهيوني، وأن صمود الشعوب الحرة سيبلور شرق أوسط جديد دون أمريكا ولا الكيان الصهيوني. ودعا نجاد الشعوب العربية والإسلامية إلى الوحدة والتوحد، خاصة الشباب المصري، الذين خاطبهم قائلا: "يجب أن تكونوا حذرين وأذكياء، من حقكم أن تقرروا مصيركم وأن تختاروا حكومتكم ونوعية الحكام وأن تجاهدوا في طريقها متوكلين على الله".
إيران التي تزعم مناصرة الحرية والديمقراطية، أمر ولي الفقيه فيها، "الحرس الثوري" ومليشيات الباسيج بقمع المحتجين والتنكيل بهم، بل قام بحظر الانترنت وعزل إيران عن عالمها الخارجي، ومراقبة الرسائل عبر الهاتف الخلوي، ومنع التظاهر والتجمع السلمي، وتهديد وترويع زعماء الحركات الاحتجاجية من الإصلاحيين وتهديدهم بالتصفية الجسدية وبالمحاكمة بعد تخوينهم واتهامهم بالعمالة والتجسس وتلقي أموال خارجية من الغرب، وممارسة القتل والسجن والقمع بطريقة وحشية ضد المتظاهرين.
وهي نفسها إيران التي أقامت الدنيا على ما يجري في البحرين وصعدة اليمنية لأن الأمر يتعلق بالشيعة هناك، وهي نفسها التي تواطأت مع أمريكا لتدمير العراق الذي كان يحكمه سني، ولولاها ما إحتلت أمريكا أفغانستان التي حكمتها طالبان السنية ذات المذهب الحنفي وباعتراف من محمد علي أبطحي نائب الرئيس الإيراني للشؤون القانونية والبرلمانية في ختام أعمال مؤتمر عقد بإمارة أبوظبي.
مكنت مواليها الشيعة من السيطرة على البلاد وتحويلها لمزرعة الملالي والعمامات السوداء، وهي نفسها التي صمتت مع ما يجري في حق الشعب السوري، كما صمتت أيضا عما يجري في ليبيا، لأن الأمر يتعلق بأنظمة لها ارتباطات مع أجندتها، فالأسد نصيري شيعي والقذافي أعلن يوما عن رغبته في إعادة الدولة الفاطمية للشمال الإفريقي نكاية في المملكة السعودية التي تمثل الغريم الأول للشيعة والفرس.
طهران تريد دوما أن تكون هي مصدر إلهام على طريقتها لـ "المقاومة" وحتى الثورات الشعبية صار الخلاف في الداخل ليس بين أن هذا الإلهام قد يكون مصدره من غير إيران أو أن الشعوب العربية بلغ بها النضج الحضاري لدرجة هذه الانتفاضات وتغيير الأنظمة من الساحات العمومية، بل أن الخلاف قائم بين "الدوائر المحافظة المتنفذة من مرجعيات وحكومة ترى "الثورة الإسلامية" هي الملهمة، لكن التيار الإصلاحي وعلى رأسه الحركة الخضراء، يرى أن حركة الاحتجاج الإيرانية على الانتخابات الرئاسية التاسعة هي الملهمة للشباب العربي" كما يقول محجوب الزويري. كأن قدر البلاد العربية هو إيران في كل شيء، مما يوحي لطبيعة مبدأ "تصدير الثورة" الذي صنعته النظريات الخمينية وأرست دعائمه وفق مقاربة تنطلق أساسا من غاية تشييع العالم الإسلامي وإخضاعه للفرس.
أيمن- كبار الشخصيات
- عدد المساهمات : 119
تاريخ التسجيل : 12/05/2011
ليليان عبد الصمد- كبار الشخصيات
- عدد المساهمات : 2383
تاريخ التسجيل : 17/04/2011
رد: الحلقة العاشرة :كاد الفاطميون أن يعودوا من باب العزيزية
أوافقك ايمن في الكثير مما ذكت .....
خطر الشيعة لا يقل عن خطر اليهود
خطر الشيعة لا يقل عن خطر اليهود
رد: الحلقة العاشرة :كاد الفاطميون أن يعودوا من باب العزيزية
شكرا لمروركم
شكرا سي المدير تحياتنا الخالصة
شكرا سي المدير تحياتنا الخالصة
أيمن- كبار الشخصيات
- عدد المساهمات : 119
تاريخ التسجيل : 12/05/2011
مواضيع مماثلة
» تسع نجمات وأنت النجمة العاشرة
» باب الوادي تحيي الذكرى العاشرة للفيضانات
» من اى انواع حجابك يا أختاه...... الحلقة الاولي
» من اى انواع حجابك يا أختاه...... الحلقة الثانية
» اسرار القيادة النبوية النماذج القيادية الحلقة 2_3
» باب الوادي تحيي الذكرى العاشرة للفيضانات
» من اى انواع حجابك يا أختاه...... الحلقة الاولي
» من اى انواع حجابك يا أختاه...... الحلقة الثانية
» اسرار القيادة النبوية النماذج القيادية الحلقة 2_3
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يونيو 20, 2024 12:29 pm من طرف azzouzekadi
» لحدود ( المقدرة شرعاً )
الثلاثاء يوليو 04, 2023 1:42 pm من طرف azzouzekadi
» يؤدي المصلون الوهرانيون الجمعة القادم صلاتهم في جامع عبد الحميد بن باديس
الأحد ديسمبر 15, 2019 10:06 pm من طرف azzouzekadi
» لا اله الا الله
الأحد يناير 28, 2018 7:51 pm من طرف azzouzekadi
» قصص للأطفال عن الثورة الجزائرية. بقلم داؤود محمد
الثلاثاء يناير 31, 2017 11:52 pm من طرف azzouzekadi
» عيدكم مبارك
الإثنين سبتمبر 12, 2016 11:14 pm من طرف azzouzekadi
» تويتر تساعد الجدد في اختياراتهم
السبت فبراير 06, 2016 3:47 pm من طرف azzouzekadi
» لاتغمض عينيك عند السجود
السبت يناير 30, 2016 10:52 pm من طرف azzouzekadi
» مباراة بين لاعبي ريال مدريد ضد 100 طفل صيني
الخميس يناير 14, 2016 11:18 pm من طرف azzouzekadi