المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
ريانية العود | ||||
عادل لطفي | ||||
عذب الكلام | ||||
zineb | ||||
azzouzekadi | ||||
بريق الكلمة | ||||
TARKANO | ||||
ليليان عبد الصمد | ||||
ام الفداء | ||||
السنديانة |
بحـث
.ft11 {FONT-SIZE: 12px; COLOR: #ff0000; FONT-FAMILY: Tahoma,Verdana, Arial, Helvetica; BACKGROUND-COLOR: #eeffff}
.IslamicData
{ font-family: Tahoma, Verdana, Arial, Helvetica, sans-serif;
font-size: 10pt; font-style: normal; line-height: normal; font-weight:
normal; font-variant: normal; color: #000000; text-decoration: none}
الساعة
عدد زوار المنتدى
الدول الإسلامية المستقلة في الهند
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الدول الإسلامية المستقلة في الهند
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الدولة الغزنويَّة.. وبداية الدول المستقلة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كانت الهند كغيرها من الولايات الإسلامية التابعة لسلطان الخلافة العباسية، ولما كانت الدولة العباسيةفي أوج عصرها الذهبي (132- 232هـ)، كان نفوذها ممتدًّا على كل الأقاليم والولايات الإسلامية من شرقها لغربها، بما في ذلك ولاية الهند، فكان عمال الدولة خاضعين لسلطان الخليفة العباسي في بغداد، فلما ضعفت شوكة الخلافة العباسية، بدأت الكثير من الدويلات الإسلامية في الظهور، والاستقلال بالحكم- خاصَّة في المناطق المترامية - حيث خضعت الأجزاء المفتوحة من الهند وقتئذٍ لسلطان السامانيِّين من عام 261هـ حتى بَدْء الغزوات الغَزْنَوِيَّة على الهند عام 392هـ. فتَكَوَّنت هناك عدَّة دُول إسلامية.
ومن هذه الدول الدولة الغزنوية (392-582هـ) التي أسسها ناصر الدين سبكتكين في مدينة غزنة[1], حيث امتدَّت فتوحاتها إلى شبه القارة الهندية بَدْءًا من مملكة "جيبال" التي استسلمت خلال حروبها مع "سبكتكين", وتعهَّدت بدفع الجزية له, ثم نَقَضَت العهد، فسار إليها، وألحق بها هزيمة أخرى[2].
وعلى الرغم من حروب سبكتكين في شبه القارة الهندية إلا أنها لا تَعْدُو إلا غزوات مهَّدَت الطريق لابنه محمود الغزنوي، والذي بدأ غزواته للهند عام 392هـ، فالتقى بملكها جيبال، وانتصر عليها انتصارًا ساحقًا، ووقع ملكهم في الأَسْر، ودخلت المملكة تحت راية الإسلام عام 397هـ، واستولى محمود على بيشاور، ثم استسلمت بهندا وذلك في عام 393هـ، وفي عام 395هـ رجع محمود الغزنوي ليغزو الهند فغزا كلاًّ من بهاطية ومُلْتَان، وفي عام 396هـ سار إلى قلعة كواكير، وكان بها ستمائة صنم، فافتتحها وحرَّق أصنامها، وفي عام 402هـ توجَّه محمود لغزو "تهانسير" لما سمع أن الهندوس يتَّخذون فيها صنمًا يعتقدون قِدَمَ وجوده، ويحيطونه بضروب التعظيم والهيبة، وفي عام 406هـ توجَّه محمود الغزنوي إلى كشمير التي أسلم مَلِكُها على يديه.
وفي عام 407 هـ خرج محمود الغزنوي بنفسه وأخضع كل ملوك الشرق حتى وصوله لقنوج، فقد أخذ محمود في زحفه وانتصاراته حتى وصوله واستيلائه على قلعة ميرت، ومترا، وكلجندا، التي كانت تابعة لسلطان دِهْلَى، وفي عام 410هـ أرسل محمود للخليفة العباسي يُبَشِّره بما تمَّ على يديه من فتوحات وإنجازات، فابتهج الخليفة لذلك، وأنعم عليه بالألقاب والخِلَعِ[3].
وبعد وفاة محمود الغزنوي تناحر الغزنويُّون على السلطة، فتمرَّدت البلاد التي فتحوها عليهم، وطمع فيهم من حولهم.
واعتماد السلاطين الغزنويين على قوَّة السيف وحده في المحافظة على ملكهم - دون النظر في الغالب إلى إقامةِ الحكومةِ الإدارةَ على أساس صالح ونظام سليم - قد أدَّى إلى تداعي بناء الدولة كله حين تراخت الأيدي التي كانت تقبض على هذا السيف، هذا إلى جانب تهالك أغلب الحكام ورجال الدولة أنفسهم على حياة البذخ والترف؛ بسبب ما أصابوه من ثروات الهند وكنوزها الطائلة، حتى تَمَكَّن منهم السلاجقة ثم التركمان، وأخيرًا الْغُوريُّون الذين ورثوهم[4].
الدولة الغورية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ولما ضعفت الدولة الغزنوية جاء الغُوريُّون[5](582-602 هـ) إلى شمال شبه القارة الهندية بعدما استولَوْا على غَزْنَة عام 566هـ، ليحافظوا على أملاك المسلمين فيها، فعَبَرَ محمد الغُورِيُّ شمال شبه القارة الهندية غازِيًا من البنجاب إلى البنغال في فتوحات متعاقبة استمرَّت ثلاثين عامًا، بدأها بغزو المُلْتَان، والاستيلاء عليها من أيدي القرامطة عام 570 هـ، ولكن الهندوس قد جمعوا حشودهم لمواجهة محمد الغوري، فواجهوه عند ترين عام 581هـ، حيث ألحقوا به هزيمة منكرة كاد أن يُقْتَل فيها.
وفي سنة 588هـ كوَّن محمد الغُورِيُّ جيشًا عظيمًا سار به إلى الهند، حيث تقابل الجيشان في نفس الموقع الذي هُزم فيه من قبلُ، وقد كتب له ملك أجمير يُهدِّده ويُنذره بالمصير الذي لَقِيَه من قبلُ، فخادعه، وانتصر عليه انتصارًا ساحقًا.
ثم عَيَّن محمد الغُورِيُّ "قطب الدين أيبك" نائبًا له، ففتح قلعة ميرت وقلعة كول، ودخل دِهْلَى، وضمَّها للبلاد الإسلامية عام 589هـ، وقد توجَّه في نفس العام إلى قنوج فاستولى عليها، وقد دخلت كثير من بلاد الهند الشمالية تحت حكمه في حدود عام 590هـ[6].
دولة المماليك ( 602-815 هـ)
وفي عام 602هـ[7] سقطت الدولة الغورية بموت محمد الغوري، والذي لم يترك له وريثًا للعرش من بعده، إذ يُذْكَر عنه أنه كان يقول: إن الله قد عوضه عن الأبناء بمواليه المخلصين من الأتراك، يحافظون على ملكه، ويُجْرُون الخطبة بذِكْرِه، وقد نصَّب نائبُه قطبُ الدين أيبك نفسَه سلطانًا على الهند من بعده عام 602هـ[8].
فبدأ بذلك عهد دولة المماليك ( 602-815 هـ) التي اجتهد سلطانها قطب الدين أيبك في توطيد سلطان المسلمين في شمال شبه القارة الهندية، فأقطع البنغال وبهار للْخَلْجِيِّين، وأسند السند والمُلْتَان للقائد ناصر الدين قباجة، وأَكْرَمَ كلَّ قادة المماليك، وقد تُوُفِّيَ قطب الدين أيبك على أَثَر سقوطه من على جواده عام 607هـ[9].
وبعد وفاته اجتمع رجال الدولة واختاروا "شمس الدين التمش" خَلَفًا له, ومن أعظم أعماله أنه حفظ الهند من هجمات المغول, وأكمل فتح الهند الشمالية, وكان مشهورًا بعدله وإنصافه للمظلومين.
كما يُعَدُّ غياث الدين بلبن من خيرة سلاطين المماليك، فقد بذل جهدًا عظيمًا في تعمير البلاد وتحسينها وسَدِّ الثغور، كما كان محافظًا على صيام النافلة، لا يُدَاهِن في العدل والقضاء، ولا يُسامح أحدًا، ولو كان من أهل قرابته وخاصَّته[10].
وفي نهاية حكمه مَرِضَ مرضًا شديدًا , فقام خلافٌ على الحُكْم بين الأتراك والأفغان, فالأتراك يُرِيدون أن يستمرَّ الحُكْم في أسرة بلبن، والأفغان يريدون الاستيلاءَ على الحكم منهم، وجَعْلَ جلال الدين فيروز شاه سلطانًا، وانتصر الأفغان في نهاية المطاف.
أسرة الخَلْجِيِّين
ثم بدأ حُكْم أسرة الخَلْجِيِّين بعهد السلطان جلال الدين فيروز شاه (689-695هـ)، الذي امتاز بحسن سياسته، وعدله ومودَّته؛ فألَّف القلوب حوله، وأقرَّ مُلْكَ الخَلْجِيِّين في العاصمة دِهْلَى[11].
ثم جاء السلطان علاء الدين الخَلْجِي الذي يُعَدُّ من أقوى السلاطين الخَلْجِيِّين،حيث أكمل فتح شبه القارة الهندية، فانتقل إلى وسط القارة الهندية، فغزا مملكة "الكَجَرَات" و "تشيتوا"، وأجبر مَلِكَها على أن يَدْخُل في طاعته، وقد وجَّه أحدَ قوَّادَه "كافور" إلى الدكن، وعندما امتنع راجا[12] مملكة المهرات عن دفع الجزية؛ أغار على بلاده, كما غزا مملكة تلينفاتا، ودخل عاصمتها فارنغال، وفي عام 711هـ غزا علاء الدين مملكة هاليبيد، وعند عودته إلى دِهْلَى قتل راجا المهرات الذي عاد إلى عصيانه، وقد لُقِّبَ بالإسكندر الثاني؛ لأنه وُفِّق في فتح جنوب شبه القارة الهندية، مع أن كلاًّ من الإسكندر المقدوني ومحمود الغزنوي ومحمد الغُورِي لم يُوَفَّقُوا إلى فتح جنوب شبه القارة الهندية[13]، كما أقام في البلاد العديد من المنشآت المعمارية النافعة، كما اهتمَّ بنشر الثقافة، وأسبغ رعايتَه على علماء زمانه وشعرائهم؛ كالشيخ نظام الدين أوليا، والعالم الفقيه ركن الدين، والشاعر خسرو الدِّهْلَوِيِّ، وقد مات السلطان علاء الدين الخَلْجِيُّ في عام 715هـ[14].
ولقد تَرَكَ من خلفه كافور الذي كان وصيًّا على العرش، فما لَبِث أن اتَّبع سياسة البطش والتجبُّر، والزجِّ بكُلِّ مَن يقفُ في طريقه، إلا أنه قُتل في نهاية الأمر على يَدِ مجموعة من المماليك، وقد جاء في نهاية هذه الدولة الأمير خسرو الهندوسي عام 720هـ، فأراد أن يُعِيد الديانة الهندوسيَّة إلى سابق سلطانها، فاستغاث بقيَّة الأمراء المماليك بالقائد "غياث الدين طغلق" حاكم دِهْلَى، فقضى على خسرو عام 721هـ، وبذلك انتهى عهد السلاطين الخَلْجِيِّين في الهند[15].
أسرة آل طغلق ونهاية حكم المماليك
وبدأ عهد آل طغلق فارتقى غازي (غياث الدين طغلق) عرش دِهْلَى عام 720هـ، وهو تركي الأصل، وقد لمع نجمه في عهد السلطان علاء الدين الخَلْجِيِّ حين ساهم بجهود بارزة في دفع المغول عن الحدود الغربيَّة، وقد جهد طغلق في تدعيم مُلْكِه واستعادة سلطنة دِهْلَى، وردِّه للأمراء والأعيان ما اغْتُصِبَ من أملاكهم وامتيازاتهم، كما أحاط بالإكرام والعناية كُلَّ مَنْ بالبلاد مِن الأمراء الخَلْجِيِّين، فأقام دولة في الهند استمرَّت من 721- 817هـ[16].
ويُعَدُّ فيروز شاه الطغلقي من أشهر وأفضل السلاطين الطغلقيين في الهند حيث تولَّى الحكم عام 752هـ، فكان محبًّا للعدل، فبدأ تصحيح الأخطاء التي ارتكبها سلفه محمد طغلق، فأخذ يُوَاسِي المظلومين، ويرفع عنهم المظالم التي أَلَمَّت بهم، واتَّجه إلى الشعب الذي أرهقته الضرائب، فأعفى المزارعين من الدُّيُون التي كانت عليهم، وأحرق صكوكها، وقد ألغى نظام الإقطاع الذي كان سائدًا في ذلك الوقت، وأكثر مِن حَفْرِ التُّرَعِ، والقنوات، والأنهار، والآبار، وبناء المساجد والمدارس، والحمامات والمستشفيات، وأنشأ مدينة جديدة قرب دِهْلَى عام 755هـ، أسماها فيروز آباد، وقد تسامح مع الهندوس، وعاملهم معاملة حسنة، وقد كانت سياسته بعيدةً كلَّ البُعْدِ عن إراقة الدماء، وإزهاق الأرواح، فقد كان محبًّا للعفو والصفح مع من تجرَّءوا عليه وخرجوا على طاعته، كما فعل مع حاكم البنغال عام 756هـ.
وكان السلطان فيروز شاه – رغم انشغاله بأمور الحكم وشئون الرعية - مشتغلاً بالتأليف، فألَّف كتابًا في الرياسة والسياسة، ألَّفه على ثمانية أبواب، كما اخترع السلطان ساعة عجيبة يَخْرُج كُلَّ ساعة منها صوتٌ عجيب يَتَرَنَّم ببيتٍ من الشعر، وكانت تُسْتَخْرَج منها أوقات الليل والنهار، ووقت إفطار الصائم، وكيفيَّة الإظلال، وزيادة اليوم ونقصانه باعتبار الفصول[17].
ضعف المُلْكُ بعد فيروز شاه الذي تُوُفِّيَ عام 790هـ، واشتدَّ الخلاف بين أركان الدولة، وكثُرت القلاقل في عهد ملوكٍ ضعفاءَ، وكثُرت الثورات والخلافات، وأخذ الهندوس يقومون ضدَّ سلطان دِهْلَى، وكذلك بعض أمراء المسلمين، وفي هذا الوقت هجم تيمورلنك على الهند عام 801هـ، فاستولى على دِهْلَى، ونهبها كما نهب السند والبنجاب، وفرَّ سلطانها محمود بن محمد بن فيروز شاه إلى الكَجَرَات، ثم إلى حاكم مالوا، ولقد ظلَّ محمود بن محمد بن فيروز شاه حاكمًا من الناحية الاسميَّة طيلة عشرين عامًا، مُلِئَتْ بالفتن والثورات، وقد تُوُفِّيَ عام 815هـ، وبموته انتهى حكم سلطان المماليك في الهند
[18].
[1] موجودة حاليًّا في أفغانستان.
[2] الدكتور حازم محفوظ: ازدهار الإسلام في شبه القارة الهندية, ص24.
[3] عبد المنعم النمر: تاريخ الإسلام في الهند ص83-89 بتصرف.
[4] الدكتور أحمد محمود الساداتي: تاريخ المسلمين في شبه القارة الهندية وحضارتهم ص110، 111.
[5] الغوريون: تنسب إلى مكان نشأتها وهو "الغور"، جبال وولاية بين هراة وغزنة، وهي منطقة واسعة موحشة.
[6] عبد المنعم النمر: تاريخ الإسلام في الهند ص99.
[7] السابق: ص100- 102.، وانظر أحمد عبد القادر الشاذلي: المسلمون في الهند ص52-54.
[8] أحمد محمود الساداتي: المسلمون في شبه القارة الهندية، 1/122 بتصرف.
[9] حازم محفوظ: ازدهار الإسلام في شبه القارة الهندية ص33، 34 بتصرف.
[10] السابق ص113 بتصرف.
[11] أحمد محمود الساداتي: تاريخ المسلمين في شبه القارة الهندية، 1/148، 149 بتصرف.
[12] لفظ يطلق على رئيس القبيلة أو المدينة.
[13] حازم محفوظ: ازدهار الإسلام في شبه القارة الهندية ص 38 بتصرف.
[14] السابق نفس الصفحة، والدكتور أحمد محمود الساداتي: تاريخ المسلمين في شبه القارة الهندية، 1/164، 165.
[15] حازم محفوظ: ازدهار الإسلام في شبه القارة الهندية ص38، 39 بتصرف.
[16] الساداتي: السابق، 1/169 بتصرف، وانظر، عبد المنعم النمر: السابق ص127.
[17] الساداتي: السابق، 1/182-190 بتصرف، وانظر عبد المنعم النمر: السابق، 134-140 بتصرف.
[18] عدنان علي رضا النحوي: ملحمة الإسلام في الهند ص50، 51 بتصرف.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كانت الهند كغيرها من الولايات الإسلامية التابعة لسلطان الخلافة العباسية، ولما كانت الدولة العباسيةفي أوج عصرها الذهبي (132- 232هـ)، كان نفوذها ممتدًّا على كل الأقاليم والولايات الإسلامية من شرقها لغربها، بما في ذلك ولاية الهند، فكان عمال الدولة خاضعين لسلطان الخليفة العباسي في بغداد، فلما ضعفت شوكة الخلافة العباسية، بدأت الكثير من الدويلات الإسلامية في الظهور، والاستقلال بالحكم- خاصَّة في المناطق المترامية - حيث خضعت الأجزاء المفتوحة من الهند وقتئذٍ لسلطان السامانيِّين من عام 261هـ حتى بَدْء الغزوات الغَزْنَوِيَّة على الهند عام 392هـ. فتَكَوَّنت هناك عدَّة دُول إسلامية.
ومن هذه الدول الدولة الغزنوية (392-582هـ) التي أسسها ناصر الدين سبكتكين في مدينة غزنة[1], حيث امتدَّت فتوحاتها إلى شبه القارة الهندية بَدْءًا من مملكة "جيبال" التي استسلمت خلال حروبها مع "سبكتكين", وتعهَّدت بدفع الجزية له, ثم نَقَضَت العهد، فسار إليها، وألحق بها هزيمة أخرى[2].
وعلى الرغم من حروب سبكتكين في شبه القارة الهندية إلا أنها لا تَعْدُو إلا غزوات مهَّدَت الطريق لابنه محمود الغزنوي، والذي بدأ غزواته للهند عام 392هـ، فالتقى بملكها جيبال، وانتصر عليها انتصارًا ساحقًا، ووقع ملكهم في الأَسْر، ودخلت المملكة تحت راية الإسلام عام 397هـ، واستولى محمود على بيشاور، ثم استسلمت بهندا وذلك في عام 393هـ، وفي عام 395هـ رجع محمود الغزنوي ليغزو الهند فغزا كلاًّ من بهاطية ومُلْتَان، وفي عام 396هـ سار إلى قلعة كواكير، وكان بها ستمائة صنم، فافتتحها وحرَّق أصنامها، وفي عام 402هـ توجَّه محمود لغزو "تهانسير" لما سمع أن الهندوس يتَّخذون فيها صنمًا يعتقدون قِدَمَ وجوده، ويحيطونه بضروب التعظيم والهيبة، وفي عام 406هـ توجَّه محمود الغزنوي إلى كشمير التي أسلم مَلِكُها على يديه.
وفي عام 407 هـ خرج محمود الغزنوي بنفسه وأخضع كل ملوك الشرق حتى وصوله لقنوج، فقد أخذ محمود في زحفه وانتصاراته حتى وصوله واستيلائه على قلعة ميرت، ومترا، وكلجندا، التي كانت تابعة لسلطان دِهْلَى، وفي عام 410هـ أرسل محمود للخليفة العباسي يُبَشِّره بما تمَّ على يديه من فتوحات وإنجازات، فابتهج الخليفة لذلك، وأنعم عليه بالألقاب والخِلَعِ[3].
وبعد وفاة محمود الغزنوي تناحر الغزنويُّون على السلطة، فتمرَّدت البلاد التي فتحوها عليهم، وطمع فيهم من حولهم.
واعتماد السلاطين الغزنويين على قوَّة السيف وحده في المحافظة على ملكهم - دون النظر في الغالب إلى إقامةِ الحكومةِ الإدارةَ على أساس صالح ونظام سليم - قد أدَّى إلى تداعي بناء الدولة كله حين تراخت الأيدي التي كانت تقبض على هذا السيف، هذا إلى جانب تهالك أغلب الحكام ورجال الدولة أنفسهم على حياة البذخ والترف؛ بسبب ما أصابوه من ثروات الهند وكنوزها الطائلة، حتى تَمَكَّن منهم السلاجقة ثم التركمان، وأخيرًا الْغُوريُّون الذين ورثوهم[4].
الدولة الغورية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ولما ضعفت الدولة الغزنوية جاء الغُوريُّون[5](582-602 هـ) إلى شمال شبه القارة الهندية بعدما استولَوْا على غَزْنَة عام 566هـ، ليحافظوا على أملاك المسلمين فيها، فعَبَرَ محمد الغُورِيُّ شمال شبه القارة الهندية غازِيًا من البنجاب إلى البنغال في فتوحات متعاقبة استمرَّت ثلاثين عامًا، بدأها بغزو المُلْتَان، والاستيلاء عليها من أيدي القرامطة عام 570 هـ، ولكن الهندوس قد جمعوا حشودهم لمواجهة محمد الغوري، فواجهوه عند ترين عام 581هـ، حيث ألحقوا به هزيمة منكرة كاد أن يُقْتَل فيها.
وفي سنة 588هـ كوَّن محمد الغُورِيُّ جيشًا عظيمًا سار به إلى الهند، حيث تقابل الجيشان في نفس الموقع الذي هُزم فيه من قبلُ، وقد كتب له ملك أجمير يُهدِّده ويُنذره بالمصير الذي لَقِيَه من قبلُ، فخادعه، وانتصر عليه انتصارًا ساحقًا.
ثم عَيَّن محمد الغُورِيُّ "قطب الدين أيبك" نائبًا له، ففتح قلعة ميرت وقلعة كول، ودخل دِهْلَى، وضمَّها للبلاد الإسلامية عام 589هـ، وقد توجَّه في نفس العام إلى قنوج فاستولى عليها، وقد دخلت كثير من بلاد الهند الشمالية تحت حكمه في حدود عام 590هـ[6].
دولة المماليك ( 602-815 هـ)
وفي عام 602هـ[7] سقطت الدولة الغورية بموت محمد الغوري، والذي لم يترك له وريثًا للعرش من بعده، إذ يُذْكَر عنه أنه كان يقول: إن الله قد عوضه عن الأبناء بمواليه المخلصين من الأتراك، يحافظون على ملكه، ويُجْرُون الخطبة بذِكْرِه، وقد نصَّب نائبُه قطبُ الدين أيبك نفسَه سلطانًا على الهند من بعده عام 602هـ[8].
فبدأ بذلك عهد دولة المماليك ( 602-815 هـ) التي اجتهد سلطانها قطب الدين أيبك في توطيد سلطان المسلمين في شمال شبه القارة الهندية، فأقطع البنغال وبهار للْخَلْجِيِّين، وأسند السند والمُلْتَان للقائد ناصر الدين قباجة، وأَكْرَمَ كلَّ قادة المماليك، وقد تُوُفِّيَ قطب الدين أيبك على أَثَر سقوطه من على جواده عام 607هـ[9].
وبعد وفاته اجتمع رجال الدولة واختاروا "شمس الدين التمش" خَلَفًا له, ومن أعظم أعماله أنه حفظ الهند من هجمات المغول, وأكمل فتح الهند الشمالية, وكان مشهورًا بعدله وإنصافه للمظلومين.
كما يُعَدُّ غياث الدين بلبن من خيرة سلاطين المماليك، فقد بذل جهدًا عظيمًا في تعمير البلاد وتحسينها وسَدِّ الثغور، كما كان محافظًا على صيام النافلة، لا يُدَاهِن في العدل والقضاء، ولا يُسامح أحدًا، ولو كان من أهل قرابته وخاصَّته[10].
وفي نهاية حكمه مَرِضَ مرضًا شديدًا , فقام خلافٌ على الحُكْم بين الأتراك والأفغان, فالأتراك يُرِيدون أن يستمرَّ الحُكْم في أسرة بلبن، والأفغان يريدون الاستيلاءَ على الحكم منهم، وجَعْلَ جلال الدين فيروز شاه سلطانًا، وانتصر الأفغان في نهاية المطاف.
أسرة الخَلْجِيِّين
ثم بدأ حُكْم أسرة الخَلْجِيِّين بعهد السلطان جلال الدين فيروز شاه (689-695هـ)، الذي امتاز بحسن سياسته، وعدله ومودَّته؛ فألَّف القلوب حوله، وأقرَّ مُلْكَ الخَلْجِيِّين في العاصمة دِهْلَى[11].
ثم جاء السلطان علاء الدين الخَلْجِي الذي يُعَدُّ من أقوى السلاطين الخَلْجِيِّين،حيث أكمل فتح شبه القارة الهندية، فانتقل إلى وسط القارة الهندية، فغزا مملكة "الكَجَرَات" و "تشيتوا"، وأجبر مَلِكَها على أن يَدْخُل في طاعته، وقد وجَّه أحدَ قوَّادَه "كافور" إلى الدكن، وعندما امتنع راجا[12] مملكة المهرات عن دفع الجزية؛ أغار على بلاده, كما غزا مملكة تلينفاتا، ودخل عاصمتها فارنغال، وفي عام 711هـ غزا علاء الدين مملكة هاليبيد، وعند عودته إلى دِهْلَى قتل راجا المهرات الذي عاد إلى عصيانه، وقد لُقِّبَ بالإسكندر الثاني؛ لأنه وُفِّق في فتح جنوب شبه القارة الهندية، مع أن كلاًّ من الإسكندر المقدوني ومحمود الغزنوي ومحمد الغُورِي لم يُوَفَّقُوا إلى فتح جنوب شبه القارة الهندية[13]، كما أقام في البلاد العديد من المنشآت المعمارية النافعة، كما اهتمَّ بنشر الثقافة، وأسبغ رعايتَه على علماء زمانه وشعرائهم؛ كالشيخ نظام الدين أوليا، والعالم الفقيه ركن الدين، والشاعر خسرو الدِّهْلَوِيِّ، وقد مات السلطان علاء الدين الخَلْجِيُّ في عام 715هـ[14].
ولقد تَرَكَ من خلفه كافور الذي كان وصيًّا على العرش، فما لَبِث أن اتَّبع سياسة البطش والتجبُّر، والزجِّ بكُلِّ مَن يقفُ في طريقه، إلا أنه قُتل في نهاية الأمر على يَدِ مجموعة من المماليك، وقد جاء في نهاية هذه الدولة الأمير خسرو الهندوسي عام 720هـ، فأراد أن يُعِيد الديانة الهندوسيَّة إلى سابق سلطانها، فاستغاث بقيَّة الأمراء المماليك بالقائد "غياث الدين طغلق" حاكم دِهْلَى، فقضى على خسرو عام 721هـ، وبذلك انتهى عهد السلاطين الخَلْجِيِّين في الهند[15].
أسرة آل طغلق ونهاية حكم المماليك
وبدأ عهد آل طغلق فارتقى غازي (غياث الدين طغلق) عرش دِهْلَى عام 720هـ، وهو تركي الأصل، وقد لمع نجمه في عهد السلطان علاء الدين الخَلْجِيِّ حين ساهم بجهود بارزة في دفع المغول عن الحدود الغربيَّة، وقد جهد طغلق في تدعيم مُلْكِه واستعادة سلطنة دِهْلَى، وردِّه للأمراء والأعيان ما اغْتُصِبَ من أملاكهم وامتيازاتهم، كما أحاط بالإكرام والعناية كُلَّ مَنْ بالبلاد مِن الأمراء الخَلْجِيِّين، فأقام دولة في الهند استمرَّت من 721- 817هـ[16].
ويُعَدُّ فيروز شاه الطغلقي من أشهر وأفضل السلاطين الطغلقيين في الهند حيث تولَّى الحكم عام 752هـ، فكان محبًّا للعدل، فبدأ تصحيح الأخطاء التي ارتكبها سلفه محمد طغلق، فأخذ يُوَاسِي المظلومين، ويرفع عنهم المظالم التي أَلَمَّت بهم، واتَّجه إلى الشعب الذي أرهقته الضرائب، فأعفى المزارعين من الدُّيُون التي كانت عليهم، وأحرق صكوكها، وقد ألغى نظام الإقطاع الذي كان سائدًا في ذلك الوقت، وأكثر مِن حَفْرِ التُّرَعِ، والقنوات، والأنهار، والآبار، وبناء المساجد والمدارس، والحمامات والمستشفيات، وأنشأ مدينة جديدة قرب دِهْلَى عام 755هـ، أسماها فيروز آباد، وقد تسامح مع الهندوس، وعاملهم معاملة حسنة، وقد كانت سياسته بعيدةً كلَّ البُعْدِ عن إراقة الدماء، وإزهاق الأرواح، فقد كان محبًّا للعفو والصفح مع من تجرَّءوا عليه وخرجوا على طاعته، كما فعل مع حاكم البنغال عام 756هـ.
وكان السلطان فيروز شاه – رغم انشغاله بأمور الحكم وشئون الرعية - مشتغلاً بالتأليف، فألَّف كتابًا في الرياسة والسياسة، ألَّفه على ثمانية أبواب، كما اخترع السلطان ساعة عجيبة يَخْرُج كُلَّ ساعة منها صوتٌ عجيب يَتَرَنَّم ببيتٍ من الشعر، وكانت تُسْتَخْرَج منها أوقات الليل والنهار، ووقت إفطار الصائم، وكيفيَّة الإظلال، وزيادة اليوم ونقصانه باعتبار الفصول[17].
ضعف المُلْكُ بعد فيروز شاه الذي تُوُفِّيَ عام 790هـ، واشتدَّ الخلاف بين أركان الدولة، وكثُرت القلاقل في عهد ملوكٍ ضعفاءَ، وكثُرت الثورات والخلافات، وأخذ الهندوس يقومون ضدَّ سلطان دِهْلَى، وكذلك بعض أمراء المسلمين، وفي هذا الوقت هجم تيمورلنك على الهند عام 801هـ، فاستولى على دِهْلَى، ونهبها كما نهب السند والبنجاب، وفرَّ سلطانها محمود بن محمد بن فيروز شاه إلى الكَجَرَات، ثم إلى حاكم مالوا، ولقد ظلَّ محمود بن محمد بن فيروز شاه حاكمًا من الناحية الاسميَّة طيلة عشرين عامًا، مُلِئَتْ بالفتن والثورات، وقد تُوُفِّيَ عام 815هـ، وبموته انتهى حكم سلطان المماليك في الهند
[18].
[1] موجودة حاليًّا في أفغانستان.
[2] الدكتور حازم محفوظ: ازدهار الإسلام في شبه القارة الهندية, ص24.
[3] عبد المنعم النمر: تاريخ الإسلام في الهند ص83-89 بتصرف.
[4] الدكتور أحمد محمود الساداتي: تاريخ المسلمين في شبه القارة الهندية وحضارتهم ص110، 111.
[5] الغوريون: تنسب إلى مكان نشأتها وهو "الغور"، جبال وولاية بين هراة وغزنة، وهي منطقة واسعة موحشة.
[6] عبد المنعم النمر: تاريخ الإسلام في الهند ص99.
[7] السابق: ص100- 102.، وانظر أحمد عبد القادر الشاذلي: المسلمون في الهند ص52-54.
[8] أحمد محمود الساداتي: المسلمون في شبه القارة الهندية، 1/122 بتصرف.
[9] حازم محفوظ: ازدهار الإسلام في شبه القارة الهندية ص33، 34 بتصرف.
[10] السابق ص113 بتصرف.
[11] أحمد محمود الساداتي: تاريخ المسلمين في شبه القارة الهندية، 1/148، 149 بتصرف.
[12] لفظ يطلق على رئيس القبيلة أو المدينة.
[13] حازم محفوظ: ازدهار الإسلام في شبه القارة الهندية ص 38 بتصرف.
[14] السابق نفس الصفحة، والدكتور أحمد محمود الساداتي: تاريخ المسلمين في شبه القارة الهندية، 1/164، 165.
[15] حازم محفوظ: ازدهار الإسلام في شبه القارة الهندية ص38، 39 بتصرف.
[16] الساداتي: السابق، 1/169 بتصرف، وانظر، عبد المنعم النمر: السابق ص127.
[17] الساداتي: السابق، 1/182-190 بتصرف، وانظر عبد المنعم النمر: السابق، 134-140 بتصرف.
[18] عدنان علي رضا النحوي: ملحمة الإسلام في الهند ص50، 51 بتصرف.
ريانية العود- إدارة
- عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع : قلب قطر
عذب الكلام- مشرف
- عدد المساهمات : 6185
تاريخ التسجيل : 17/01/2011
العمر : 45
مواضيع مماثلة
» معاني اسماء الدول العربية وبعض الدول الاجنبيه وسبب تسميتها
» الهند في عهد دول الخلافة المختلفة
» رحلة عمرة للطلاب المتفوقين بالريان المستقلة
» قصة الإسلام في الهند
» جوز الهند بالتوت...لذيذذذة
» الهند في عهد دول الخلافة المختلفة
» رحلة عمرة للطلاب المتفوقين بالريان المستقلة
» قصة الإسلام في الهند
» جوز الهند بالتوت...لذيذذذة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يونيو 20, 2024 12:29 pm من طرف azzouzekadi
» لحدود ( المقدرة شرعاً )
الثلاثاء يوليو 04, 2023 1:42 pm من طرف azzouzekadi
» يؤدي المصلون الوهرانيون الجمعة القادم صلاتهم في جامع عبد الحميد بن باديس
الأحد ديسمبر 15, 2019 10:06 pm من طرف azzouzekadi
» لا اله الا الله
الأحد يناير 28, 2018 7:51 pm من طرف azzouzekadi
» قصص للأطفال عن الثورة الجزائرية. بقلم داؤود محمد
الثلاثاء يناير 31, 2017 11:52 pm من طرف azzouzekadi
» عيدكم مبارك
الإثنين سبتمبر 12, 2016 11:14 pm من طرف azzouzekadi
» تويتر تساعد الجدد في اختياراتهم
السبت فبراير 06, 2016 3:47 pm من طرف azzouzekadi
» لاتغمض عينيك عند السجود
السبت يناير 30, 2016 10:52 pm من طرف azzouzekadi
» مباراة بين لاعبي ريال مدريد ضد 100 طفل صيني
الخميس يناير 14, 2016 11:18 pm من طرف azzouzekadi