متى يسقط مبارك لنتنفس الغزاويون/ الخبر

يراقب سكان قطاع غزة في فلسطين تطورات الأحداث المتسارعة في مصر، فهم أكثر سكان المعمورة الذين يتسمرون منذ أكثر من أسبوع أمام شاشات التلفزيون لمتابعة الأحداث، بعدما فرضت عليهم عوامل التاريخ والجغرافيا والسياسة والاقتصاد الارتباط الكلي بمصر.
غزة المربوطة صرتها بمصر حربا وسلاما، والتي تتحرك بمقدار ما تتحرك الأوضاع في مصر، تترقب ما ستؤول إليه الأحداث وما ستنتهي إليه التطورات في مصر، ويتابع الغزاويون بشكل قلق أخبار الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس مبارك.
ويعاني الغزاويون منذ بدء الاحتجاجات في مصر في 25 جانفي الماضي من نقص كبير في الوقود، ويتخوفون أن تعمق الأزمة في مصر من مأساتهم الإنسانية، خاصة فيما يتعلق بدخول السلع والمواد الغذائية والأدوية التي كانت تدخل عبر معبر رفح الذي تقرر غلقه للمرة الأولى منذ سبعة أشهر.
وينقل الصحفي الفلسطيني عامر محمود أبو الشباب لـ''الخبر'' صورة عن الوضع في غزة في ظل أزمة مصر، ويؤكد أن أزمة مصر: ''تمظهرت في غزة من خلال نقص الوقود الذي كان يهرّب من مصر عبر الأنفاق، إلا أن سكان غزة يبقون أكثر الناس تأثرا بالأزمة في مصر، لأنها ممرنا الوحيد إلى العالم الخارجي''.
ويعتقد عامر محمود، وهو مدير التحرير في إحدى الإذاعات الفلسطينية في غزة، أن سكان غزة قلقون من بوادر احتلال إسرائيلي للحدود مع مصر مجددا في حال استمرت الأزمة في داخل مصر، لأن إسرائيل تعتقد أن الفوضى في مصر ستساعد الفصائل الفلسطينية على تهريب السلاح الموجود في مصر والقادم من السودان، مشيرا إلى أن هذا القلق مصدره تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، خاصة وأن هناك استياء إسرائيليا من تقارير تتحدث عن تماطل مصر في موضوع إحكام السيطرة على الحدود مع قطاع غزة والتي تمتد إلى 14 كلم، إضافة إلى تقارير عن تساهل لنظام المصري الحالي وتحديدا جهاز المخابرات المصرية في السماح بتهريب السلاح إلى غزة، خاصة في ظل الظروف التي تشهدها. ويشير نفس المصدر إلى أن مستقبل غزة مع مصر يرتبط بحسب طبيعة علاقة النظام الجديد المصري الذي ستفرزه الأزمة في مصر مع إسرائيل.
الغزاويون أكثر تأثرا بأزمة مصر، لكنهم أكثر المستفيدين من سقوط نظام مبارك الذي لا ينظرون إليه بكثير من الأريحية بسبب مواقفه المتواطئة مع إسرائيل، وتورطه في الحصار الاقتصادي على غزة منذ سنوات، وتعطيله عبور قوافل الإغاثة القادمة من مختلف مناطق العالم إلى غزة، وهي المواقف التي تدفع سكان غزة إلى إعلان مواقفهم الصريحة في رغبتهم في رحيل نظام مبارك، واستبداله بنظام يكون أكثر قربا من غزة وفلسطين من قربه من إسرائيل، إضافة إلى العراقيل التي يواجهها الفلسطينيون خلال عبورهم من والى مصر في المعابر والمطارات، ويعاملون معاملة يصفها الفلسطينيون بأنها ''أمنية كمعاملة المجرمين''.

مشكور على الموضوع

مشكورة اخت زينب

العفو