بريق الكلمة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أهلا بك من جديد يا زائر آخر زيارة لك كانت في الخميس يناير 01, 1970
آخر عضو مسجل Ehab فمرحبا به
مفاتيح سورة النحل Pl6sppqunumg
ادخل هنا
المواضيع الأخيرة
» عند الدخول والخروج من المنتدى
مفاتيح سورة النحل Emptyالخميس يونيو 20, 2024 12:29 pm من طرف azzouzekadi

» لحدود ( المقدرة شرعاً )
مفاتيح سورة النحل Emptyالثلاثاء يوليو 04, 2023 1:42 pm من طرف azzouzekadi

» يؤدي المصلون الوهرانيون الجمعة القادم صلاتهم في جامع عبد الحميد بن باديس
مفاتيح سورة النحل Emptyالأحد ديسمبر 15, 2019 10:06 pm من طرف azzouzekadi

» لا اله الا الله
مفاتيح سورة النحل Emptyالأحد يناير 28, 2018 7:51 pm من طرف azzouzekadi

» قصص للأطفال عن الثورة الجزائرية. بقلم داؤود محمد
مفاتيح سورة النحل Emptyالثلاثاء يناير 31, 2017 11:52 pm من طرف azzouzekadi

» عيدكم مبارك
مفاتيح سورة النحل Emptyالإثنين سبتمبر 12, 2016 11:14 pm من طرف azzouzekadi

» تويتر تساعد الجدد في اختياراتهم
مفاتيح سورة النحل Emptyالسبت فبراير 06, 2016 3:47 pm من طرف azzouzekadi

» لاتغمض عينيك عند السجود
مفاتيح سورة النحل Emptyالسبت يناير 30, 2016 10:52 pm من طرف azzouzekadi

» مباراة بين لاعبي ريال مدريد ضد 100 طفل صيني
مفاتيح سورة النحل Emptyالخميس يناير 14, 2016 11:18 pm من طرف azzouzekadi

بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

مفاتيح سورة النحل 56303210
جرائد وطنية
أهم الصحف الوطنية
 
 
 
أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:
الساعة
Place holder for NS4 only
عدد زوار المنتدى

 


أكثر من 20.000  وثيقة
آلاف الكتب في جميع المجالات
أحدث الدراسات
و أروع البرامج المنتقاة


مفاتيح سورة النحل Image


مفاتيح سورة النحل

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

مفاتيح سورة النحل Empty مفاتيح سورة النحل

مُساهمة من طرف ريانية العود الثلاثاء نوفمبر 29, 2011 1:09 am

تسمى هذه السورة بما يلى :
1- سورة النحل(1)
ذلك : لأن ما ذكر من شأن النحل ، فى دقة الفهم فى ترتيب بيوتها ، ورعيها ، وسائر أمرها ، مع اختلاف ألوان ما يخرج منها ، من أعسالها ، وجعله شفاءً ، مع أكلها من الثمار والنافعة والضارة ، وغير ذلك من الأمور ، الدال عليها قوله تعالى {وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذى من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون * ثم كلى من كل الثمرات فاسلكى سبيل ربك ذلك يخرج بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن فى ذلك لآية لقوم يتفكرون} [الآيتان 68 ، 69] .
ما ذكر من شأن النحل هذا : فيه دلالة على أنه تعالى تام القدرة ، والعلم ، فاعل بالاختيار ، منزه عن شوائب النقص ، وهذا هو مقصود السورة(2) .
كما أنه بهذه التسمية : يشير إلى أنه لا يبعد أن يلهم الله عز وجل بعض خواصه عباده 00 أن يست خرجوا الفوائد الحلوة الشافية من هذا الكتاب . يحمل كلماته على مواضع الشرف ، وعلى المعانى المثمرة ، وعلى التصرفات العالية ، مع تحصيل الأخلاق الفاضلة ، وسلوك سبيل التصفية والتزكية .
وهذا : أكمل ما يعرف به فضائل القرآن ، ويدرك به مقاصده(3).
وقال بعضهم : تسمية السورة بذلك 00 تسمية بالأمر المهم ؛ ليتفطن الغرض الذى يرمى إليه .
(الجمعة) لأهمية الاجتماع الأسبوعى ، وما ينجم عنه من مصالح الأمور العامة .
(والحديد) لمنافعه العظيمة .
(والنحل) و(العنكبوت) و(النحل) للتفطن لصغار الحيوانات الحكيمة الصنائع.
وهكذا(3) .

2- سورة النعم(4) .
وذلك : بسبب ما عدد الله تعالى فيها من النعم على عباده(5) .
إقرأ مثلاً – قوله تعالى {هو الذى أنزل من السماء ماءً لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن فى ذلك لآية لقوم يتفكرون} [الآيتان 10 ، 11] .
وقوله تعالى {وهو الذى سخر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون} [الآية 14] .
وقوله تعالى {والله جعل لكم من بيوتكم سكناً وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتاً تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها إناثاً ومتاعاً إلى حين * والله جعل لكم مما خلف ظلالاً وجعل لكم من الجبال أكناناً وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون} [الآيتان 80 ، 81] .
ومن طريف ما يذكر : أن النحل نفسه من النعم ، فيذكر أن النحل سم باسم هذا : لأن الله تعالى نحل الناس العسل الذى يخرج منه ، إذ النحلة : العطية .
هذا ..
ويذكر الإمام السخاوى لهذه السورة اسماً ثالثاً ، وهو
3- سورة النعيم(7) .



ثانياً : عدد آيات السورة و كلماتها و حروفها
آياتها : (128) ثمان وعشرون ومائة آية .
كلماتها : (2840) ألفان وثمانمائة وأربعون كلمة .
حروفها : (7707) سبعة آلاف وسبعمائة وسبعة أحرف(Cool .



ثالثاً : ترتيب السورة فى المصحف و فى النزول
1- فى المصحف ..بعد : سورة "الحجر" ، وقبل " سورة "الإسراء" .
2- فى النزول ..بعد : سورة "الكهف" ، وقبل : سورة "نوح"



رابعاً : سبب نزول السورة
لما نزلت (اقتربت الساعة وانشق القمر)(10)
قال الكفار : إن هذا يزعم أن القيامة قد اقتربت ، فامسكوا عن بعض ما كنتم تعملون ..فأمسكوا وانتظروا فلم يروا شيئاً ! .
فقالوا : ما نرى شيئاً ..!!
فنزلت (اقترب للناس حسابهم وهم فى غفلة معرضون)(11) فاشفقوا ، وانتظروا قرب الساعة ، فامتدت الأيام ..! .
فقالوا ما نرى شيئاً ..!!
فنزلت (أتى أمر الله)(12)
فوثب النبى صلى الله عليه وسلم والمسلمون ، وخافوا .
فنزلت (فلا تستعجلوه) فاطمأنوا .
فقال النبى صلى الله عليه وسلم : "بعثت أنا والساعة كهاتين" وأشار بإصبعيه : السبابة والتى تليها – يقول : ان كادت لتسبقنى فسبقتها .



خامساً : مكية السورة و مدنيتها
وهى : مكية ..سوى قوله تعالى (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ..) الخ السورة .



سادساً : فضل السورة




سابعاً : صلة السورة بما قبلها
هذه السورة شديدة الارتباط وقوية الاتصال بالسورة التى قبلها ، وتشير فيما يلى إلى بعض وجوه هذا الارتباط ، على النحو التالى(13) :


1) إذا كان تعالى قد طمأن حبيبه بعدم نجاة أعدائه من عقابه وذلك بقوله تعالى فى الحجر {فوربك لنسألنهم أجمعين* عما كانوا يعملون} [الآيتان 92، 93].
فقد بدأ النحل بتهديد هؤلاء الأعداء بعقابه قائلاً {أتى أمر الله فلا تستعجلوه}.

2) إذا كان تعالى قد أخبر النبى صلى الله عليه وسلم فى آخر سورة الحجر بما يريح فؤاده ويثبت حنانه بقوله {إنا كفيناك المستهزئين} [الآية 95] .


3) إذا كان تعالى قال لحبيبه فى آخر الحجر بصيغة المستقبل التى يفيد الرجاء {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} [الآية 99] .
فقد بدأ النحل بتهديد أعداء الحبيب بصيغة الماضى التى تفيد تحقق الوقوع مع انقطاع الرجاء قائلاً {أتى أمر الله فلا تستعجلوه} .
4) إذا كان تعالى أخبر فى الحجر أنه جعل فى السماء بروجاً وزينها فى نفسها بقوله {ولقد جعلنا فى السماء بروجاً وزيناها للناظرين} !! [الآية 16] .
فقد أخبر تعالى فى النحل أنه جعل فيها الخير لكم بقوله تعالى {هو الذى أنزل من السماء ماءً لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون * تنبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب . ومن كل الثمرات إن فى ذلك لآية لقوم يتفكرون} [الآيتان 10، 11] .
5) إذا كان تعالى فى الحجر بين أنه ألقى فى الأرض رواسى بقوله {والأرض مددناها وألقينا فيها رواسى وأنبتنا فيها من كل شئ موزون} [الآية 19] .
فقد بين تعالى فى النحل علة القاء هذه الرواسى فى الأرض بقوله تعالى: {وألقى فى الأرض رواسى أن تميد بكم} [الآية 15] .
6) إذا كان تعالى فى الحجر أشار إلى خلق الإنسان الأول بقوله تعالى {ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون} [الآية 26] مفضلاً له عن الجان 00 !!
فقد أشار تعالى فى النحل إلى خلق ذريته بقوله تعالى {خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين} [الآية 4] مبيناً عناده بعد تفضيله السابق .
7) لما ذكر المولى تعالى فى الحجر عد أبواب جهنم بقوله {وان جهنم لموعدهم أجمعين * لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم} [الآيتان 43 ، 44] .
قال تعالى – فى النحل – للظالمين {فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين} [الآية 29] .
Cool إذا كان سبحانه تحدث عن الشيطان وإغوائه للإنسان فى الحجر ، وقال له {إن عبادى ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين} [الآية 42] .
فقد قال فى النحل للنبى صلى الله عليه وسلم ومن تبعه {فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون} [الآيتان 98، 99] .
9) إذا كان تعالى تحدث عن سيدنا إبراهيم – فى الحجر – مشيراً إلى ضيفه بقوله تعالى:{ونبئهم عن ضيف إبراهيم * إذ دخلوا عليه فقاولا سلاماً قال إنا منكم وجلون * قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم * قال أبشرتمونى على أن مسنى الكبر فبم تبشرون * قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين * قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون} [الآيات 51-56] .
فقد تحدث سبحانه وتعالى عنه – فى النحل – مشيراً إلى مكانته ومنزلته وشكره لربه تعالى : {إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يك من المشركين * شاكراً لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم * وآتيناه فى الدنيا حسنة وإنه فى الآخرة لمن الصالحين} [الآيات 120-122] .
10) إذا كان تعالى قال فى الحجر لحبيبه {ولقد آتيناك سبعاً من المثانى والقرآن العظيم} [الآية 87] .
فقد بين فى النحل كيفية هذا الإيتاء والغاية منه بقوله تعالى: {قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين} [الآية 102] .
11) لما ختم تعالى سورة الحجر بقوله : {ولقد تعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون * فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين * واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}(3)[الآيات 97-99] .
وكل ذلك أفعال يؤديها الحبيب صلى الله عليه وسلم تذهب الضيق عنه .
فقد ختم النحل بنهى النبى صلى الله عليه وسلم عن هذا الضيق قائلاً {ولا تك فى ضيق مما يمكرون * إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون}(4) [الآيات 127، 128] .
وزاد على ذلك : إثبات محبة الله له ودفاعه عنه .



ثامناً : هدف السورة
تهدف سورة النحل إلى أمرين هامين :
(الأمر الأول) : وهو وضع الأساس النظرى للإسلام.
ويستغرق هذا الأمر تسعاً وثمانين آية من آيات هذه السورة الكريمة ، من الآية الأولى وحتى نهاية الآية التاسعة والثمانين .
كما أن وضع هذا الأساس يتم بشكل يستجيش عند الإنسان معانى الدخول فى الإسلام والمسارعة فى الاستسلام لله تعالى فى أمره ونهيه .
ويتم ذلك فى النقاط التالية :
النقطة الأولى : ترسيخ أصول العقيدة وأساسها
من :
أ- إيمان بالله تعالى
{هو الذى أنزل من السماء ماءً كم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون * ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن فى ذلك لآية لقوم يتفكرون}[الآيتان 10 ، 11]
{ وهو الذى سخر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون * وألقى فى الأرض رواسى أن تميد بكم وأنهاراً ولعلكم تهتدون} [الآية 14 ،15] .
وهو الذى {يعلم ما تسرون وما تعلنون}[الآية 19] .
وهو الذى {خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكى لا يعلم بعد علم شيئاًَ إن الله عليم قدير} [الآية 70] .
وهو الذى {فضل بعضكم على بعض فى الرزق} [الآية 71] .
وهو الذى {جعل لكم من أنفسكم أزواجاً وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات} [الآية 72] .
وهو الذى {يعلم وأنتم لا تعلمون} [الآية 74] .
وهو الذى {أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً}(Cool .
وهو الذى {جعل لكم السمع والأبصار والأفئدة} [الآية 78] .
وهو الذى {جعل لكم من بيوتكم سكناً وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتاً تستخفونها يوم ظغنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثاً ومتاعاً إلى حين وهو الذى جعل لكم مما خلق ظلالاً وجعل لكم من الجبال أكناناً وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون} [الآية 81] .
ب- إيمان بالملائكة
فى مثل قوله تعالى {ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده} [الآية رقم 2] .
وفى مثل قوله {هل ينظرون إلا تأتيهم الملائكة أو يأتى أمر ربك كذلك فعل الذين من قبلهم} [الآية 33] .

جـ- إيمان بالكتب المنزلة
فى مثل قوله تعالى :{وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين * ليجمعوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون}[الآيتان 24 ، 25] .
وفى مثل قوله تعالى:{وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} [الآية 44] .
وفى مثل قوله تعالى {ونزلنا إليك الكتاب تبياناً لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين} [الآية 89] .
د- إيمان بالرسل
فى مثل قوله تعالى : {ولقد بعثنا فى كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} [الآية 36] .
وفى مثل : {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحى إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} [الآية 43] .


هـ- إيمان باليوم الآخر
فى مثل قوله تعالى: {أتى أمر الله فلا تستعجلوه} .
وفى مثل قوله: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعداً عليه حقاً ولكن أكثر الناس لا يعلمون} [الآية 38] .
وفى مثل: {وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إن الله على كل شئ قدير} [الآية 77] .
و- إيمان بالقضاء والقدر
فى مثل قوله تعالى : {ولله غيب السموات والأرض} [الآية 77] .

وكان عرض هذا الأساس فى أسلوب بقيم الحجة على الخلق بوجوب الدخول فى الإسلام كله ، ويذكرهم بما أعده ت عالى للكافرين والمسلمين يوم القيامة ، بل يقيم الحجة على مجئ يوم القيامة .
النقطة الثانية : عرض بعض مظاهر القدرة الإلهية(1)
فى مثل قوله تعالى: {خلق السماوات والأرض بالحق تعالى عما يشركون} [الآية 3] .
وقوله تعالى: {هو الذى أنزل من السماء ماءً لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون * يثبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن فى ذلك لآية لقوم يتفكرون}[الآيتان 10 ، 11] .
وقوله تعالى: {وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن فى ذلك لآيات لقوم يعقلون وما ذرأ لكم فى الأرض مختلفاً ألوانه إن فى ذلك لآية لقوم يذكرون وهو الذى سخر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون وألقى فى الأرض رواسى أن تميد بكم وأنهاراً وسبلاً لعلكم تهتدون وعلامات .. } [الآيات 12-16] .
وقوله تعالى: {وإن لكم فى الأنعام لعبرة نسقيكم مما فى بطونه من بيت فرث ودم لبناً خالصاً سائغاً للشاربين * وفى ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً إن فى ذلك لآية لقوم يعقلون} [الآيتان 66 ، 67] .
وقوله تعالى {وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذى من الجبال بيوتاً من الشجر ومما يعرشون * ثم كلى من الثمرات فاسلكى سبل ربك ذللاً فلا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون}[الآيتان 68 ، 69] .
وقوله تعالى {ألم يروا إلى الطير مسخرات فى جو السماء ما يمسكهن إلا الله إن فى ذلك لآيات لقوم يؤمنون} [الآية 79] .


النقطة الثالثة : تذكير ببعض نعم الله تعالى(15)
ومعظم ما ذكر تحت بيان مظاهر قدرته تعالى هى من نعمه عز وجل
وتصرح السورة بجلاء قائلة {وما بكم من نعمة فمن الله وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم} [الآية 18] .
وتطالب بحق هذه النعم بجلاء كذلك قائلة {فكلوا مما رزقكم الله حلالاً طيباً واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون} [الآية 114] .


النقطة الرابعة : مناقشة المشركين فى عقائدهم
{وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شئ نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شئ كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل إلا البلاغ المبين} [الآية 39] .
{وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعداً عليه حقاً ولكن أكثر الناس لا يعملون} [الآية 38] .
{وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياى فارهبون} [الآية 51] .
{ويجعلون لله ما يكرهون وتصف ألسنتهم الكذب إن لهم الحسنى لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون} [الآية 62] .


النقطة الخامسة : التعرض ليوم القيامة وبعض ما فيه


قال تعالى: {ثم يوم القيامة يخزيهم ويقول أين شركائى الذين كنتم تشاقون فيهم قال الذين أوتوا العلم ان الخزى اليوم والسوء على الكافرين} .
وقال تعالى: {يوم تأتى كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون} !!!
{ الذين تتوفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون * فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين *
وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيراً للذين أحسنوا فى هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين * جنات عدن يدخلونهها تجرى من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاؤن كذلك يجزى الله المتقين * الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلاماً عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون} [الآيات 27-32] .
وقال تعالى: {يوم تأتى كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون} [الآية 111] .

ثانياً : التكليفات العملية المرتبة على الأساس النظرى
ويستغرق هذا الأمر تسعاً وثلاثين أية، هى باقى ايات السورة الكريمة
إذ يعد عرض الأساس النظرى للإسلام ، وترسيخ أصوله ، وبيان مظاهر قدرته ، والتذكير بنعمه .
تأخذ السورة فى تفصيل موضوع الدخول فى الإسلام ، واجتناب خطوات الشيطان .
ويلاحظ : أن هذه التكليفات هى من القواعد العامة ، وأصول الآداب ، ومكارم الأخلاق .
وكان هذا هو المناب لهذه الفترة من تاريخ الدعوة ، وهى الفترة المكية ، التى نزلت فيها هذه السورة .
وعلى الرغم من أن القرآن الكريم بجميع أوامره عدل وإحسان وصلة رحم، وبجميع نواهيه : نهى عن الفحشاء والمنكر والظلم .
فإن السورة ركزت – من باب – على التفصل فى التكاليف .


أ- الأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذى القربى
{إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذى القربى} [الآية 90] .


ب- الأمر بالوفاء بالعهود والعقود .
{وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم} [الآية 91] .


جـ- الأمر بأكل الطيبات
{فكلوا مما رزقكم الله حلالاً طيباً} [الآية 114] .


د-الأمر بالدعوة إلى الحكمة والموعظة الحسنة
{ادع إلى سبييل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) [الآية 125]


هـ- الأمر بالصبر
{واصبر وما صبرك إلا بالله} [الآية 127] .


و- النهى عن الفحشاء والمنكر والظلم
{وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى} [الآية 90] ..


ز- النهى عن نقض العهود
{ولا تكونوا كالتى نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً تتخذون ايمانكم دخلاً بينكم أن تكون أمة هى أربى من أمة} [الآية 92] .


ح- النهى عن التحليل والتحريم بغير ما أنزل الله
{ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون} [الآية 116] .



تاسعاً : تقسيم آيات السورة موضوعيا
هذه السورة تتكون من قسمين رئيسين :
القسم الأول : عبارة عن (89) آية
من الآية الأولى حتى نهاية الآية (89) .
وفيه : وضع الأسس الأولى النظرية فى فهم قضايا هذا الدين ، توصلاً بها إلى حسن الطاعة ، والمسارعة فى الامتثال ، فعلاً ، أو اجتناباً .
والقسم الثانى : عبارة عن (39) آية
من الآية (90) حتى نهاية الآية (128) وهى خاتمة آيات السورة .
وفيه : الأمر ، والنهى ، والتوجيه ، والتأديب 00 المبنى على الأسس النظرية التى قدمها القسم الأول .



عاشراً : أبرز موضوعات السورة
عرضنا فى النقاط السابقة لكثير من موضوعات السورة ، وبقيت بعض الموضوعات التى يتعين علينا أن نشير إليها هنا :
ومن ذلك :
1) الحديث عن عادة وأد البنات ، بما ينفر منها ويقطع دابرها .
قال تعالى ( ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون * وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم * يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسه على هون أم يدسه فى التراب ألا ساء ما يحكمون) [الآيات 57-59] .
2) الحديث عن شهادة النبى صلى الله عليه وسلم يوم القيامة على العالمين.
(ويوم نبعث فى كل أمة شهيداً عليهم من أنفسهم وجئنا بك على هؤلاء شهيداً) [الآية 89] .
3) الحديث عن علة افتراق الأمم
(ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدى من يشاء) [الآية 93] .
4) الحديث عن أدب تلاوة القرآن الكريم
(فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) [الآية 98] .
5) الحديث عن الردة عن الإسلام والتحذير من ذلك
(من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم) [الآية 106] .
6) الحديث عن النموذج الكامل للمسلم
(إن إبراهيم كان أمة قانتاً حنيفاً ولم يك من المشركين * شاكراً لأنعمه 000) [الآيتان 120 ، 121] .
7) الحديث عن سبت اليهود واختلافهم فيه
(إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) [الآية 124] .
Cool الحديث عن المنهاج الأمثل للوعاظ والدعاة إلى الله
(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عاقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين واصبروا فما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك فى ضيق مما يمكرون إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) [الآيات 125-128] .

ومجمل ما حوته السورة الكريمة من الآداب والأحكام

1) استعجل المشركين الساعة .
2) ذكر الأدلة على التوحيد بخلق العالم العلوى والسفلى وخلق الإنسان .
3)الامتنان على عبادة بخلق الأنعام وما فيها من المنافع من أكل وحمل أثقال إلى البلاد البعيدة .
4) النعى على المشركين فى عبادة الأصنام والأوثان .
5) إنذار المشركين بأن يحل بهم مثل ما حل بمن قبلهم من المثلات وبما آتاهم من العذاب من حيث لا يشعرون .
6) احتجاج المشركين بعدم الحاجة إلى إرسال الرسل بأن ما هم فيه من كفر وضلال مقدر مكتوب عليهم ، فلا فائدة فى إرسالهم ، وقد ردّ الله عليهم بأن وظيفة الرسل البلاغ والإنذار لا خلق الهداية والإيمان .
7) إجمال دعوة الأنبياء بأنها عبادة الله واجتناب الطاغوت ، ومن الناس من استجاب لدعوتهم ومنهم من حقت عليه الضلالة .
Cool إنكار المشركين للبعث والنشور وحلفهم على ذلك ، وتكذيب الله لهم فيما يقولون .
9) إنكارهم بعث محمد صلى الله عليه وسلم بأنه رجل لا ملك ، فكذبهم الله بأن الأنبياء جميعاً كانوا رجالاً لا ملائكة .
10) إنذار المشركين بعذاب الخسف .
11) جعلهم الملائكة بنات مع حزنهم إذا بشر أحدهم بالأنثى .
12) رحمة الله بعباده وعدم مؤاخذتهم بذنوبهم ، وأنه لو آخذهم ما ترك على ظهر الأرض دابة .
13) ذكر نعمه على عباده بإنزال اللين من بين الفرث والدم ، وأخذ الثمرات من النخيل والأعناب والعسل من النحل .
14) تفاضل الناس فى الأعمار والأرزاق .
15) ضرب الأمثال لدحض الشركاء والأنداد من دون الله .
16) الامتنان على عباده بخلق السمع والبصر وتسخير الطير فى جو السماء وجعل البيوت سكناً ، وجعله لنا سرابيل تقى الحر وسرابيل تقى بأس العدو.
17) جعل الأنبياء شهداء على أممهم وعدم الإذن للكافرين فى الكلام وعدم قبول معذرتهم .
18) الأمر بالعدل والإحسان وصلة الأرحام ، والنهى عن الفحشاء والمنكر والبغى ، والأمر بالوفاء بالعهود وضرب الأمثال لذلك .
19) الأمر بالاستعاذة من الشيطان وبيان أن سلطانه على المشركين .
20) تكذيبهم للرسول إذا جاءهم يحكم لم يكن فى شريعة من قبله من الأنبياء وادعاؤهم أن هذا القرآن إنما هو تعليم من عبد رومى ورد الله عليهم ذلك.
21) إنه لا ضير على من كفر بالله وقلبه مطمئن بالإيمان دون من شرح بالكفر صدراً .
22) دفاع كل نفس عن نفسها يوم القيامة وجزاء كل نفس بما عملت.
23) ذكر ما حرمه الله من المطاعم والنهى على تقوّلهم على الله بغير علم.
44)ذكر ما حرمه على اليهود بسبب ظلمهم .
25) مدح إبراهيم عليه السلام ووصفه بصفات لم يوصف بها نبى غيره ، ثم أمر النبى صلى الله عليه وسلم باتباعه وسلوك طريقته فى العقاب والصبر على الأذى .
وقد انتهى تصنيف هذا الجزء بمدينة حلوان من أرياض القاهرة عصر يوم الأربعاء الثلاثين من جمادى الآخرة من سنة ثلاث وستين وثلاثمائة من هجرة سيد ولد عدنان .



حادى عشر : بعض الدروس المستفادة
1) انشغال الناس بأمر الساعة وأهوالها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تطلع عليكم عند الساعة سحابة سوداء من المغرب مثل الترس، فما تزال ترتفع فى السماء ، ثم ينادى مناد فيها : يا أيها الناس !!
فيقبل الناسى بعضهم على بعض : هل سمعتم ؟
فمنهم من يقول : نعم
ومنهم من يقول : لا
ثم ينادى الثانية : يا أيها الناس !!
فيقول الناس بعضهم لبعض هل سمعتم ؟
فيقولون : نعم .
ثم ينادى الثالثة : يا أيها الناس (أتى أمر الله فلا تستعجلوه) .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "والذى نفسى بيده : إن الرجلين لينشران الثوب فما يطويانه أبداً ، وإن الرجل ليمدن حوضه يسقى فيه شيئاًً أبداً ، وإن الرجل ليحلب ناقته فما يشربه أبداً .
قال : ويشتغل الناس .
2) ضعف الإنسان ومجادلته وندمه
قال تعالى (خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين) [الآية 4].
وأخرج الإمام أحمد وابن ماجه عن بشر بن جحاش ، قال : بصق رسول الله صلى الله عليه وسلم فى كفه ، ثم قال : يقول الله تعالى : ابن آدم ! أنى تعجزنى وقد خلقتك من مثل هذه ، حتى إذا سويتك فعدلتك 00 مشيت بين برديك وللأرض منك وتيد ، فجمعت ومنعت ، حتى إذا بلغت الحلقوم : قلت : أتصدق ؟ وأنى أوان الصدقة ؟ !!
3) من معجزات القرآن وإعجازه
قال تعالى (والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة) [الآية 8] .
فذكر فى الآية الكريمة أدوات الركوب المعروفة وقت نزول هذا النص .
ثم أشار بقوله تعالى (ويخلق ما لا تعلمون) إلى مركوبات الإنسان ستخلق بعد لا يعلمها الإنسان حين نزول القرآن .
وقد رأينا فى عصرنا من هذا الحديد: أكثر من أى عصر مضى .
وإذا كان القرآن خطايا لكل عصر – كما هو معروف – فهذا يفيد : أن ما سيخلقه تعالى مما يركبه الإنسان ، ويكون زينة له : سيكون متطوراً ، يأتى فى العصور اللاحقة ما لا يعلمه أهل العصور السابقة .
4) مدى رأفة الله تعالى ورحمته بعباده
قال صلى الله عليه وسلم "لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله!!
إنهم يجعلون له ولداً وهو يرزقهم ويعافيهم ومع ذلك :
قال صلى الله عليه وسلم : إن الله ليملى الظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهى ظالمة إن أخذه أليم شديد) .
وصدق الله العظيم (إن ربكم لرؤوف رحيم) [الآية 7] .
5) هل فى السماوات دواب أو لا 00 ؟
إذ يقول تعالى (ولله يسجد من فى السماوات والأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون) [الآية 49] .
يفهم من ظاهر الآية : إن فى السماوات دواب ، كما فى الأرض دواب .
وفى عصرنا هذا : يزداد الكلام عن احتمالات وجود حياة فى أحرام إحدى كحرم أرضنا .
ونحن الآن : لا نستطيع أن نجزم بشئ .
ولكن : على فرض اكتشاف جرم فيه حاية ، فإن الآية يمكن أن تحمل عليه.
أما إذا لم يتبين مثل ذلك .
فالآية تحمل على أن المذكور فيها : يراد به دواب الجنة ، والله أعلم.
6) العسل (فيه شفاء للناس) [الآية 69] .
كتب العلماء فى العسـل وفوائده والتـداوى به كثيراً ، ولا نطيل هنا بذلك(14) .
بل ذكر فقط حديثاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم يكفينا فى هذا الموضوع.
روى البخارى ومسلم فى صحيحهما عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه، أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقال : إن أخى استطلق بطنه .
فقال : اسقه عسلاً .
فذهب ، فسقاه عسلاً ، ثم جاء .
فقال : يا رسول الله !! سقيته عسلاً ، فما زاده إلا استطلاقاً .
قال : اذهب فاسقه عسلاً .
فذهب ، فسقاه عسلاً ، ثم جاء
فقال : يا رسول الله ! ما زاده إلا استطلاقاً .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "صدق الله وكذب بطن أخيك ، اذهب فاسقه عسلاً" .
فذهب ، فسقاه عسلاً ، فبرئء .
وهذا 00
قال بعض علماء الطب : كان هذا الرجل عنده فضلات ، فلما سقاه – الأولى – وهو حار ، تحللت ، فأسرعت فى الاندفاع ، فزاده إسهالاً ، فاعتقد الأعرابى : أن هذا يضره ، وهو مصلحة لأخيه .
ثم سقاه – الثانية – فازداد التحليل والرفع .
ثم سقاه – الثالثة – فلما اندفعت الفضلات الفاسدة المضرة بالبطن وخرجت، استمسك بطنه ، وصلح مزاجه واندفعت الأسقام ببركة إشارته صلى الله عليه وسلم .
وفى هذا ما يفيد أن ما يقوله الله تعالى وما يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم : واجب الاتباع دون مناقشة أو تباطؤ ، بل سمة المؤمن أن يقول : سمعنا وأطعنا .
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليكم بالشفائين : العسل والقرآن".
7) الحياة الطيبة للمؤمن الذى يعمل الصالحات
عند قوله تعالى (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن : فلنحيينه حياة طيبة) [الآية 97] .
قال صاحب الظلال : العمل الصالح مع الإيمان جزاؤه : حياة طيبة فى هذه الأرض .
لا يهم أن تكون ناعمة رغدة ثرية بالمال .
فقد تكون به .
وقد لا يكون معها .
وفى الحياة أشياء كثيرة غير المال الكثير ، تطيب بها الحياة ، فى حدود الكفاية .
فيها : الاتصال بالله ، والثقة به ، والاطمئنان إلى رعايته ، وستره ، ورضاه .
وفيها : الصحة ، والهدوء ن والرضى ، والبركة ، وسكن البيوت ، ومودات القلوب .
وفيها : الفرج بالعمل الصالح ، وآثار فى الضمير ، وآثاره فى الحياة .
وليس المال إلا عنصراً واحداً يكفى منه القليل ، حين يتصل القلب بما هو أعظم وأزكى وأبقى عند الله .
كما أن الحياة الطيبة فى الدنيا : لا تنقص من الأجر الحسن فى الآخرة .
بل يكون هذا الأحد : على أحسن ما عمل المؤمنون فى الدنيا .
ويدخل فى هذا الأحد : تجاوز الله تعالى لهم عن السيئات .
مما أكرمه من حذاء !!!
Cool اختلاف اليهود فى السبت ، وأثر ذلك ثبت فى الصححين أن رسول الله صلى الله عليه
يقول تعالى (إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه 00) [الآية 124] .
ثبت فى الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال "نحن الآخرون السابقون يوم القيامة ، يبد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا ، ثم هذا يومهم الذى فوض عليهم ، فاختلفوا فيه ، فهدانا الله له ، فالناس لنا تبع ، اليهود غداً ، والنصارى بعد غد" [رواه : البخارى] .
كما روى الإمام مسلم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "أصل الله عن الجمعة من كان قبلنا ، فكان لليهود يوم السبت ، وكان للنصارى يوم الأحد .
فجاء الله بنا ، فهدانا الله ليوم الجمعة .
فجعل الجمعة والسبت والأحد .
وكذلك : هم تبع لنا يوم القيامة .
نحن الآخرون من أهل الدنيا ، والأولون يوم القيامة ، والمقضى بينهم قبل الخلائق [رواه مسلم] .
9) فى قوله تعالى
(ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ، إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون) [الآية 116] .
قال الحافظ بن كثير : يدخل فى الآية كل من ابتدع بدعة ليس له فيها مستند شرعىّ أو حلل شيئاً مما حرم اللهن . أو حرّم شيئاً مما أباح الله ، بمجرد رأيه وتشهيّه .
أخرج ابن أبى حاتم عن أبى نضرة قال : قرأت هذه الآية فى سورة النحل. فلم أزل أخاف الفتيا إلى يومى هذا .
قال فى (فتح البيان) : صدق رحمه الله . فإن هذه الآية تتناول بعموم لفظها فتيا من أفتى بخلاف ما فى كتاب الله ، أو فى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما يقع كثيراً من المؤثرين للرأى المقدّمين له على الرواية . أو الجاهلين بعلم الكتاب والسنة .
وأخرج الطبرانىَ عن ابن مسعود قال : عسى رجل يقول : إن الله أمر بكذا ونهى عن كذا . فيقول الله عز وجل : كذبت . أو يقول : إن الله حرم كذا أو أحلّ كذا : فيقول الله له : كذبت .
قال ابن العربىَ : كره مالك وقوم أن يقول المفتى : هذا حلال وهذا حرام فى المسائل الاجتهادية . وإنما يقال ذلك فيما قص الله عليه . ويقال فى المسائل الاجتهادية : إنى أكره كذا وكذا ، ونحو ذلك .



ثانى عشر : مصادر المفاتيح و هوامش البحث
1- أنظر : السخاوى .. جمال القراء 1/36
الفيروزابادى .. بصائر 1/278
البقاعى .. نظم الدرر (س رقم 16)
الزركشى .. البرهان (النوع 14)
السيوطى .. الاتقان (النوع 17)
الآلوس .. روح المعانى (س رقم 16)
القاسمى .. محاسن التأويل ( " )
2- البقاعى .. نظم الدرر (س رقم 16)
3- القاسمى .. محاسن التأويل ( " " )
4- أنظر : القرطبى .. الجامع لأحكام القرآن ( " " )
السيوطى .. الاتقان (النوع 17)
5- أنظر : السخاوى ، البقاعى، السيوطى ، الآلوس ، القاسمى (مصادر سابقة)
6- الدميرى .. حياة الحيوان 1/339
7- السخاوى .. جمال القراء 1/36
8- أنظر : مكى بن أبى طالب التبصرة 1/339
السخاوى جمال القراء 1/2.5
الفيروزابادى بصائر 1/278
نثر المرجان 3/413
الآلوس روح المعانى (سورة رقم 16)
9- أنظر : الواحدى .. أسباب النزول ص 159
البغوى .. معالم التنزيل (سورة رقم 16)
الفخر الرازى .. التفسير الكبير ( " " )
القرطبى .. الجامع لأحكام القرآن ( " " )
10- القمر (آية 1) وهى السورة رقم 54 فى المصحف الشريف .
11- الأنبياء (آية 1) وهى السورة رقم 21 فى المصحف الشريف .
12- النحل (آية 1) وهى سورة رقم 16 فى المصحف .
13- أنظر : الآلوس .. روح المعانى (سورة رقم 16)
المراغى .. تفسير المراغى ( " " )
حجازى .. التفسير الواضح ( " " )
14- أنظر : سعيد حوى .. الأساس 6/2913 ، 3020 ، 2987 ، 2921 ، 2922 ، 2947 ، 2948 ، 2966 ، 2918
15- د/ محمد حجازى التفسير الواضح 14/28
16- المراغى تفسير المراغى 14/164 ، 165
17- ابن كثير .. تفسير القرآن الكريم (سورة رقم 16)
18-
19- أى : كثر خروج ما فيه .. يريد : الاسهال (أنظر : النهارية فى غريب
الحديث والأثر – باب الطاء مع اللام) .
20- سيد قطب .. فى ظلال القرآن 14/2193


***


بقلم فضيلة الدكتور عبد الحي الفرماوي
رئيس قسم التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر




































المصدر : موقع هدى الإسلام.

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مفاتيح سورة النحل Empty رد: مفاتيح سورة النحل

مُساهمة من طرف عذب الكلام السبت يناير 07, 2012 9:50 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عذب الكلام
عذب الكلام
مشرف
مشرف

عدد المساهمات : 6185
تاريخ التسجيل : 17/01/2011
العمر : 45

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مفاتيح سورة النحل Empty رد: مفاتيح سورة النحل

مُساهمة من طرف azzouzekadi الأحد يناير 08, 2012 8:11 am

بارك الله فيك
azzouzekadi
azzouzekadi
عضو ذهبي
عضو ذهبي

عدد المساهمات : 4081
تاريخ التسجيل : 15/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى