بريق الكلمة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أهلا بك من جديد يا زائر آخر زيارة لك كانت في الخميس يناير 01, 1970
آخر عضو مسجل Ehab فمرحبا به
أصل اللغات فى القرآن  - صفحة 2 Pl6sppqunumg
ادخل هنا
المواضيع الأخيرة
» عند الدخول والخروج من المنتدى
أصل اللغات فى القرآن  - صفحة 2 Emptyالثلاثاء فبراير 20, 2024 11:24 pm من طرف azzouzekadi

» لحدود ( المقدرة شرعاً )
أصل اللغات فى القرآن  - صفحة 2 Emptyالثلاثاء يوليو 04, 2023 1:42 pm من طرف azzouzekadi

» يؤدي المصلون الوهرانيون الجمعة القادم صلاتهم في جامع عبد الحميد بن باديس
أصل اللغات فى القرآن  - صفحة 2 Emptyالأحد ديسمبر 15, 2019 10:06 pm من طرف azzouzekadi

» لا اله الا الله
أصل اللغات فى القرآن  - صفحة 2 Emptyالأحد يناير 28, 2018 7:51 pm من طرف azzouzekadi

» قصص للأطفال عن الثورة الجزائرية. بقلم داؤود محمد
أصل اللغات فى القرآن  - صفحة 2 Emptyالثلاثاء يناير 31, 2017 11:52 pm من طرف azzouzekadi

» عيدكم مبارك
أصل اللغات فى القرآن  - صفحة 2 Emptyالإثنين سبتمبر 12, 2016 11:14 pm من طرف azzouzekadi

» تويتر تساعد الجدد في اختياراتهم
أصل اللغات فى القرآن  - صفحة 2 Emptyالسبت فبراير 06, 2016 3:47 pm من طرف azzouzekadi

» لاتغمض عينيك عند السجود
أصل اللغات فى القرآن  - صفحة 2 Emptyالسبت يناير 30, 2016 10:52 pm من طرف azzouzekadi

» مباراة بين لاعبي ريال مدريد ضد 100 طفل صيني
أصل اللغات فى القرآن  - صفحة 2 Emptyالخميس يناير 14, 2016 11:18 pm من طرف azzouzekadi

بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

أصل اللغات فى القرآن  - صفحة 2 56303210
جرائد وطنية
أهم الصحف الوطنية
 
 
 
أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:
الساعة
Place holder for NS4 only
عدد زوار المنتدى

 


أكثر من 20.000  وثيقة
آلاف الكتب في جميع المجالات
أحدث الدراسات
و أروع البرامج المنتقاة


أصل اللغات فى القرآن  - صفحة 2 Image


أصل اللغات فى القرآن

3 مشترك

صفحة 2 من اصل 3 الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية

اذهب الى الأسفل

أصل اللغات فى القرآن  - صفحة 2 Empty رد: أصل اللغات فى القرآن

مُساهمة من طرف ريانية العود الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 9:38 am

يتبع ان شاء الله

الموضوع طويل من روعتة لا استطيع ان انقصة حقة

في النقل والنشر للاستفاة

لكم تحيتي

يتبع ان شاءالله

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أصل اللغات فى القرآن  - صفحة 2 Empty رد: أصل اللغات فى القرآن

مُساهمة من طرف azzouzekadi الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 2:44 pm

بارك الله فيك اخية
كفيت ووفيت موضوع شيق
وكم هي اللغات موجودة في القران ولا يلقي لها المرء بال
يعطيك الله الف خير وعافية(عافية)ليس النار انها عافية (عزوز كادي) السلم والسلام
الف سلام
azzouzekadi
azzouzekadi
عضو ذهبي
عضو ذهبي

عدد المساهمات : 4080
تاريخ التسجيل : 15/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أصل اللغات فى القرآن  - صفحة 2 Empty رد: أصل اللغات فى القرآن

مُساهمة من طرف محمدالجزائري الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 5:01 pm

الموضوع في غاية الأهمية وهذابدون أي مبالغة أومجاملة لإارجو من الله أن يزد في إحسانك أختي الفاضلة دمتي منبع إعطاء وإثراء للمنتدى
محمدالجزائري
محمدالجزائري
عضو برونزي
عضو برونزي

عدد المساهمات : 172
تاريخ التسجيل : 10/10/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أصل اللغات فى القرآن  - صفحة 2 Empty رد: أصل اللغات فى القرآن

مُساهمة من طرف محمدالجزائري الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 5:06 pm

الموضوع في غاية الأهمية وهذا بدون أي مبالغة أومجاملة وارجو من الله أن يزد في إحسانك أختي الفاضلة دمتي منبع إعطاء وإثراء للمنتدى
محمدالجزائري
محمدالجزائري
عضو برونزي
عضو برونزي

عدد المساهمات : 172
تاريخ التسجيل : 10/10/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أصل اللغات فى القرآن  - صفحة 2 Empty رد: أصل اللغات فى القرآن

مُساهمة من طرف ريانية العود الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 5:13 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



شكرا اخي عزوز ...........ان شاء الله استطعت ان اجاوب على سؤالك او استفسارك

وشكرا لك ايضا ....لد اعطيتني حماس للبحث .........والقراءة في المواضيع المطروحة

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أصل اللغات فى القرآن  - صفحة 2 Empty رد: أصل اللغات فى القرآن

مُساهمة من طرف ريانية العود الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 5:55 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



اخي محمد الجزائري ............تواجدك في مواضيعي يعطرها ويزيدها جمالا

بارك الله فيك

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أصل اللغات فى القرآن  - صفحة 2 Empty رد: أصل اللغات فى القرآن

مُساهمة من طرف azzouzekadi الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 6:42 pm

ريانية العود كتب:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



شكرا اخي عزوز ...........ان شاء الله استطعت ان اجاوب على سؤالك او استفسارك

وشكرا لك ايضا ....لد اعطيتني حماس للبحث .........والقراءة في المواضيع المطروحة
والله اشكحرك
لقد اجبتي وانهيت الجزء اكبر من بحثك حول اللغات في القران
مشكورة
واعذريني عن اشغالك بالبحث عوض عنا
الف تحية
azzouzekadi
azzouzekadi
عضو ذهبي
عضو ذهبي

عدد المساهمات : 4080
تاريخ التسجيل : 15/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أصل اللغات فى القرآن  - صفحة 2 Empty رد: أصل اللغات فى القرآن

مُساهمة من طرف ريانية العود الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 8:16 pm

المفهوم القرآني للتأريخ




التأريخ ـ هذه اللفظة التي تعنينا كثيراً، لم تكن أبداً مجردة عن مدلولاتها ومعانيها التي تشكل مجموعة من العلاقات المعرفية، مرتبطةً بعدد من المفاهيم، متحركةً ومتفاعلةً مع سواها من أجل فهم أفضل لجوانب مهمة من حركة الوجود وتفاعل أكبر مع هذه الحركة ـ هذه المجموعة من العلاقات المعرفية التي أصبحت فيما بعد تدعى بنظريات تفسير التأريخ أثبتت تارةً نجاحها في الكشف عن أسرار ما حدث وأخفقت تارةً في الكشف عن أسرار أخرى. فما الذي نعنيه أولاً بلفظة «تأريخ».
إن أول ما يتبادر إلى الذهن من سماعنا لكلمة تأريخ، هو صورة الحوادث التي جرت والتي أثّرت في مسار الحياة، وخصوصاً حياة الأبطال والعظماء والانجازات العظيمة للشعوب. وربما لا يلوح لأذهان الكثيرين إن هناك مدلولاً آخر لهذه الكلمة. إلا إذا كان السامع من أصحاب التخصص، والذي يعلم على وجه الدقة ان هذا المعنى ليس دقيقاً، حتى ولو كان قريباً جداً من المعنى الأكاديمي، فالتأريخ إذا كان يعني تدوين وضبط الظواهر والحوادث التي وقعت في حياة الانسان، فإنه ـ إذن ـ لا ينحصر بالمهم أو المؤثر من الحوادث بل ربما يعني بضبط كل الوقائع بلا استثناء، سواء كانت مهمة، أم أنها غير متصفة بهذه الصفة، كل الوقائع تستحق أن تدوّن، رغم أن هذه العملية ستبدو غير ممكنة، لأن حياة المجتمع ليست سوى حياة عشرات ومئات وآلاف وربما ملايين من البشر، وكل واحد من هؤلاء معني بصنع الوقائع والحوادث، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عن طريق مساهمة الفرد بدفع الواقع باتجاه معين من غير اكتراث، أي إن عدم الاكتراث والسلبية هو أيضاً طريقة من طرق صنع الحدث أو المساهمة في صنعه، وربما كان هذا موازياً لمواقف بعض الأفراد الذين يقومون بتوجيه الأحداث وجهات محددة، أعني بذلك الأبطال والعظماء وقادة الثورات وحركات التغيير الاجتماعية.


ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أصل اللغات فى القرآن  - صفحة 2 Empty رد: أصل اللغات فى القرآن

مُساهمة من طرف ريانية العود الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 8:16 pm

وهذا الأمر بحد ذاته، من مواطن الخلاف بين المهتمين بالتأريخ. وأولئك الذين يحاولون الخروج بقواعد وتعميمات، إذ يحاول بعضهم اعطاء الأولوية للأفراد، ويحاول آخرون أن تكون للجماعات الأولوية في صناعة الأحداث.
وهكذا يواجهنا موقفان من كلمة «تأريخ» أو فهمان لها. الأول: هو الذي يعني بالقواعد والتعميمات. والثاني: الذي يرى الحوادث مجردة، أي أن هناك في التأريخ مفهومين: موضوع التأريخ وعلم التأريخ، اشتركا بلفظ واحد لبيان مدلولاتهما.
إن موضوع علم التأريخ يطلق على مجموعة الظواهر والحقائق (العلاقات) الأفعال، والانفعالات، الولادات والوفيات من جراء الحوادث. نشوء الطبقات، ظهور واضمحلال الحضارات والمجتمعات. جميع الظواهر والحوادث التي تخص الانسان وعلاقته بالطبيعة، وبالآخرين، ومنذ العصور الغابرة وحتى يومنا الحاضر.
ويتناول الأمر الثاني، علمنا واطلاعنا وإيماننا بالعلاقة بين هذه الظواهر، كما يشمل هذا الأمر إيماننا بالطريق الذي سلكته البشرية على مر العصور والقوانين التي يتحرك ضمن اطارها الانسان وتجعله يزاول نشاطاته الحياتية المتكاملة، وهذا التعريف ينطبق على «علم التأريخ، والذي يسمى بدوره تأريخاً».
غير أن التمييز ليس مستعصياً. وخصوصاً في الفترة التي بات فيها الاهتمام بالتعميمات معروفاً، وأخذت حيزها في عالم اليوم، في ما عرف بـ«فلسفة التأريخ» أو محاولات الكشف عن عوامل حركة التأريخ واتجاه سيره وما إلى ذلك مما يدخل في هذا الاطار، الذي عرف بأنه «علم صيرورة الانسان» والذي قال عنه الشيخ محمد مهدي شمس الدين ـ في معرض تعريفه للتأريخ ـ بأنه: «حركة الشيء في محيطه خلال الزمن، وبعبارة أخرى، عملية التحول والتغير والانتقال «الصيرورة» من حالة إلى حالة، التي ينجزها خلال علاقته بعناصر محيطة عبر الزمن».
وكما يلوح أن التأريخ بالمعنى الأول، أي موضوع علم التأريخ سيشكل اهتمامنا به من هذه الزاوية، أي انه هو الذي يوفر المادة العلمية التي تمكننا من الوصول إلى تعميمات، بينما يبقى الجانب الآخر مهماً، لأنه يتكفل بالإجابة على أسئلة غاية في الحيوية، ويساهم في بناء رؤانا الشاملة للكون والحياة.

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أصل اللغات فى القرآن  - صفحة 2 Empty رد: أصل اللغات فى القرآن

مُساهمة من طرف ريانية العود الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 8:18 pm

ولهذا جعلنا المعنى الثاني مدار اهتمامنا، لأسباب، منها: انه يمكن أن لا تأتي نتائجه واحدة، وثانياً: لأنه يرتبط بأدق خصوصيات الانسان وعقائده.
ونعني بالأول، إن هناك فلسفات للتأريخ، ونعني بالثاني، ان هذه الفلسفات ترتبط بالنظرة الكلية للكون والحياة.
فالفلسفة، أو قوانين الصيرورة التأريخية للانسان تعنينا من حيث أنها ترتبط بعقائدنا، ولهذا سعى العلماء للحديث عنها والبحث فيها. وما سنحاوله الآن هو الخروج بتعريف للتأريخ نستلّه من الرؤية القرآنية له، أي إننا سنسعى لتوضيح المقابل القرآني لما أطلق عليه تسمية تأريخ.
إذا تتبعنا النصوص القرآنية، فقد لا نجد استخداماً لكلمة تأريخ ضمن هذه النصوص، ولهذا، فإننا سنقصر سعينا للبحث في المضامين، إذ أن القرآن تطرق إلى الحديث عن التأريخ بصورة واسعة، وأعطاه مساحة مهمة في بنائه النظري. ولهذا، فإننا نتوقع العثور على مقابل مفردة تأريخ من هذا الباب.
فالقرآن دأب على سرد الوقائع التأريخية والأحداث، ثم انتقل إلى الخروج بتعميمات بصورة مباشرة، أو اكتفى ـ أحياناً ـ بدعوتنا إلى استنتاجها والانتفاع من هذه الحقائق للاعتبار. وللدلالة على هذا، نورد النصوص الآتية: (أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم..) غافر/ 82.
(قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض..) آل عمران/ 137.
(أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمّر الله عليهم) محمد/ 10.
(قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين) الأنعام/ 11.
وتطالعنا آيات أخرى تدعو لاستخراج التعميم من خلال الواقعة التأريخية: (فتلك بيوتهم خاويةً بما ظلموا..) النمل/ 52.
(فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلاً..) القصص/ 58.
فهذه الأمثلة، والدعوة إلى الاعتبار لبعض المشاهد، تأتي لدعم التعميم القرآني.
من جهة أخرى، أشار الله تعالى إلى كتابه والتي سماها ذكراً (.. قل سأتلوا عليكم منه ذكراً) الكهف/ 83.
فتكون الخلاصة، هي أن القرآن سمى الحوادث بالذكر، لأنها تأتي من خلال التذكر، لوقوعها ماضية مما يجعلها صالحة لأن تكون مقابلاً لكلمة تأريخ، التي تعني تدوين حوادث الماضي، كما أشار إلى علاقات وتعميمات يمكن التوصل إليها من خلال الواقعة التأريخية والتي ذكرها أحياناً بصراحة من خلال حديثه عن السنن، مميزاً لها عن الزمن الذي سماه بالأجل، والذي نراه ممتزجاً بكلمة التأريخ، لتمنح المفهوم القرآني للتأريخ ميزة خاصة به، ألا وهي عدم تضمنه للزمن، بل إن الزمن قضية مستقلة لها اطارها الخاص، الذي سنبحثه بصورة مستقلة.
ويظهر أن سورة الكهف اختصت بنقل تفصيلي لبعض الوقائع التأريخية التي تعلق غرض القرآن ببيانها من قبيل حادثة أهل الكهف، وحادثة لقاء موسى بالخضر (ع)، وجانب من حياة ذي القرنين، وقال عنه (سأتلوا عليكم منه ذكراً). فعبّر عن نقل الوقائع السالفة والتي نسميها نحن بالتأريخ بالذكر، وقد قال صاحب (مجمع البيان) في معرض تفسيره للآية: «أي خبره وقصته»، ثم قال: «معناه، قل يا محمد سأقرأ عليكم خبراً وقصة».

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أصل اللغات فى القرآن  - صفحة 2 Empty رد: أصل اللغات فى القرآن

مُساهمة من طرف ريانية العود الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 8:19 pm

وبعد هذا سنبدأ ببحث مفهوم الأجل من زاوية تعلقه بقضية فلسفة التأريخ لنخرج بالمفهوم القرآني له.
ـ ما هو الأجل؟
وردت كلمة «أجل» في ما يقرب من خمسين آية للدلالة على زمن معين محدد، وقد شمل البعد الزمني للحياة الانسانية في جزء كبير من تلك الآيات، وفي البعض الآخر، دلت لفظة الأجل على بعد زمني للكون بمعناه الواسع.
وقد فسّر صاحب «الميزان»، الأجل في معرض تفسيره للآية الثانية من سورة الأنعام (هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلاً وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون) بقوله: «يشير إلى خلقه للعالم الانساني بعد الاشارة إلى خلق العالم الكبير فيبيّن أن الله سبحانه هو الذي خلق الانسان ودبره بضرب الأجل لبقائه الدنيوي ظاهراً، فهو محدود الوجود بين الطين الذي بدأ منه خلق نوعه، وإن كان بقاء نسله جارياً على سنّة الزواج والوقاع».
وفي الصفحة نفسها قال: «ومن الممكن أن يراد بالأجل ما تقارن الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى..» وقد أبهم الأجل بإتيانه منكراً في قوله: (ثم قضى أجلاً) للدلالة على كونه مجهولاً للانسان لا سبيل له إلى المعرفة به بالتوسل إلى العلوم العادية.
وقوله: (أجل مسمى عنده) تسمية الأجل تعيينه، فإن العادة في العهود والديون ونحو ذلك، يذكر الأجل، وهو المدة المضروبة.
ثم يقول: «إن المراد بالأجل الأول ما بين الخلق والموت، والثاني بين الموت والبعث ذكره عدد من الأقدمين، وربما روي عن ابن عباس، وقد أورده ضمن التفسيرات الغريبة».
وقد أشار لدى تصديه للآية السابعة من سورة الروم: (ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى..) بقوله: «إن الله سبحانه ما خلق هذا العالم كلاً ولا بعضاً إلا خلق ملابساً للحق أو مصاحباً، أي لغاية حقيقية، لا عبث بلا غاية له وإلى أجل معين فلا يبقى شيء منها إلى ما لا نهاية له بل يغنى وينقطع».
وهكذا يحدد معنى كلمة «أجل» بمعنى الزمن المحدد الذي يتحرك فيه الانسان، وكذلك الكون نحو غايته، وهذا أهم ما يميز كلمة الأجل عن كلمة التأريخ; فالأجل وقت معين، تنتهي حياة الانسان عنده كجماعة، على العكس من كلمة تأريخ التي لا تنطوي على دلالة من هذا النوع.
ومن خلال هذا نكشف أن المفهوم القرآني للتأريخ يرتبط بقوة بالحدود، فالانسان فرداً أو جماعة يعيش فترة محددة لا يتعداها، كما دلّ على ذلك بعض الآيات التي أكدت هذا المفهوم، إذ قالت: (إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعةً..) يونس/ 83.
إذن، المفهوم الاسلامى للتأريخ تضمن تحديد فترة زمنية يعيشها الانسان، وهذا يقتضي وجود بداية ونهاية، وإن القرآن بهذا التحديد لا يترك مجالاً للتخرص والظن بل يحدد تلك البداية بوضوح وقاطعية، ومنذ السورة الأولى (البقرة) ويظل يؤكد المضمون نفسه في بقية السور بنفس درجة التأكيد والقاطعية. كما انه لا يفتأ يذكر بنهاية الانسان بالموت ونهاية الحياة البشرية بفناء مشابه، يسميه يوم القيامة، والذي يعبّر عن انقضاء أجل الحياة البشرية. بل يعمد القرآن إلى مهاجمة الآراء والفرضيات التي تقول باستمرار الحياة وديمومتها. وبعد هذا سيكون الأجل (هو الزمن الذي يتحرك خلاله الانسان منذ بداية وجوده ككائن وحتى نهاية هذا الوجود).

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أصل اللغات فى القرآن  - صفحة 2 Empty رد: أصل اللغات فى القرآن

مُساهمة من طرف ريانية العود الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 8:20 pm

مع ما يترافق مع هذه الحركة من تطورات وخبرات وانتكاسات. وسيكون الفرق في هذا المفهوم عما سواه، بكونه يرتبط ببداية ونهاية، ويشترك مع ما سواه بكونه صيرورة الانسان، مضافاً إلى ما أشار إليه القرآن من التداخل في الآجال. فهناك أجل كلي للجماعة وأجل خاص بالفرد.
كما إن المفهوم ينطوي على علاقة خاصة قائمة بين مؤجل ومؤجل له ونفس الأجل. وهذا فضلاً عن نفي العبثية والاقرار بوجود هدف يسعى إليه الوجود. وهكذا نكتشف جملة من خصائص المفهوم الاسلامي للتأريخ، وهي:
1 ـ انّه صيرورة محددة بزمن.
2 ـ انّه الزمن محدد ومتداخل (الأجل).
3 ـ انّه ينطوي على علاقة بين مؤجل ومؤجل له.
4 ـ نفي العبثية وتأكيد الهدفية.
ليكون التعريف الاسلامي للتأريخ هو: «الأجل الذي تحدث خلاله صيرورة الانسان وصولاً إلى الهدف الكوني الكبير».
وهذا التعريف يتضمن الإقرار بوجود معنى وفلسفة للتأريخ ثم وجود روابط وعلاقات لابد من اكتشافها وتحديدها، استكمالاً للتعريف.

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أصل اللغات فى القرآن  - صفحة 2 Empty رد: أصل اللغات فى القرآن

مُساهمة من طرف ريانية العود الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 8:21 pm

منهج القرآن لإحداث التغيير

* د. محمد عبدالرحمن مرحبا
إن الفقهاء وأصحاب كتب الشريعة عند حديثهم عن القواعد الأصولية تتبعوا منهج القرآن في التربية والتعليم لإحداث التغيير المطلوب. فهناك تدرج في التشريع يريد أن يساير الفطرة البشرية وطبيعة الإنسان التي تأبى التحول الفجائي، والمثل على ذلك تحريم الخمر، إذ لم يكن التحريم عملاً فجائياً بل لقد حدث على خطوات ومراحل متدرجة في اليسر والصعوبة. ويعبر عن ذلك قصة عمر بن عبدالعزيز مع ابنه الذي أنكر على أبيه عدم إزالة بقايا الانحراف والمظالم التي ارتكبها مَن سبقه من خلفاء بني أمية، فقال عمر قولته المشهورة: (لا تُعجِّل يا بني فقد ذم الله الخمر في القرآن مرتين وحرمها في الثالثة. وإني لا أريد أن أحمل الناس على الحق جملةً فيكون من ذا فتنة). لقد كان شعار القوم آنذاك: (يسروا ولا تُعسروا) فلابد من تيسير سبل التحريم حتى تنضج ظروفه ومبرراته لاتخاذ الخطوة الحاسمة. وبهذا استطاع القرآن القضاء على عادة شرب الخمر بين المسلمين، وإن كنت لا أشك في أنه بقيت في الساحة قلة ضئيلة لم تستطع التخلص من هذه العادة فتجاوز عنها القرآن لأنه إنما يرسم ويخطط للأجيال المقبلة. فإذا عجزت هذه القلة عن التخلص من هذه العادة فقد خرج من أصلابها سلالات نظيفة لم تقرب الخمر طوال حياتها. لقد كانت الواقعية رائد محمد والقرآن، ولا عليه بعد ذلك أن يحدث تجاوز من هنا وتقصير من هنا ليَسلم الإنسان!
وقد نتج عن ذلك ما يسمى بالناسخ والمنسوخ. إن التدرج في التشريع غرضه القضاء على عادات راسخة في المجتمع الجاهلي واستئصال شأفتها كما ذكرنا. كان شرب الخمر أمراً مباحاً لا حرج منه حتى في أوقات الصلاة. فكان يصح للمسلم أن يصلي وهو سكران، لكنه في خطوة تالية مُنع من الصلاة إذا بلغ به السكر حداً أفقده الوعي، فإذا كان السكر دون ذلك فالصلاة صحيحة لا غبار عليها: (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون) النساء/ 43، ثم نُسخت هذه الآية بآية أخرى نزلت) فيما بعد أتمت عملية التحريم نهائياً: (إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) المائدة/ 90، فالآية السابقة يقال لها منسوخة، وقد نسختها الآية الأخيرة. هذه الآية نسخت تلك، وكلتاهما من القرآن، لكن إحداهما منسوخة تُقرأ ولا يُحتج بها، وبالتالي لا يجوز العمل بها، والأخرى ناسخة، يجب الالتزام بها وعدم تأويلها. بصرفها عن ظاهر معناها. وهكذا فالنسخ مبدأ أساسي في الاسلام، إنه يريد أن يعالج أمراً واقعاً يعيشه المجتمع كل يوم ويعاني من همومه. ولئن دل ذلك على شيء فإنما يدل على مدى واقعية القرآن وعنايته بمشكلات الحياة وهمومها. إنه الآلية القادرة على إزالة التناقض بين المطلق والنسبي، بين الثابت والمتحرك، بين الموت والحياة. هي الواقعية عصب كل تحرك وتحريك، كل تفقه وتفقيه، بل كل تفكر وتفكير، وكل تأصيل وتشريع في نطاق الاسلام السني، دع عنك الاسلام

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أصل اللغات فى القرآن  - صفحة 2 Empty رد: أصل اللغات فى القرآن

مُساهمة من طرف ريانية العود الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 8:22 pm

بل كل تفكر وتفكير، وكل تأصيل وتشريع في نطاق الاسلام السني، دع عنك الاسلام المنحرف.
إن ظاهرة النسخ هذه تُبرز واقعية القرآن كما رأينا وبالتالي تبرز طابعه التاريخي. فالنسخ لا معنى له في الاسلام إلا تطور التشريع بتطور الواقع الاجتماعي. وهناك ظاهرة أخرى تبرز الطابع التاريخي للقرآن أيضاً وهي ظاهرة تنجيم القرآن. فالخطاب القرآني لم (ينزل) جملةً واحدة، بل لقد نزل (نجوماً) استجابة لأحداث ووقائع تمر بها حياة المؤمنين وتأتي كل يوم بجديد. ومعنى ذلك أنه (نزل منجماً) بحسب التعبير الاسلامي ـ على امتداد 23 سنة ـ ، تبعاً لما يطرأ على هذا المجتمع من معضلات أو مشاكل، أو يثار فيه من أسئلة تُطرح على النبي من قبيل (يسألك) و(يسألونك) و(سأل) و(سألك) وأمثالها، ولابد أن (ينزل) القرآن مجيباً عن هذه الأسئلة بكلمة (قل). وبذلك يتبين الموقف الاسلامي من القضايا المطروحة التي يدور عليها السؤال والتسآل. فنتج عن ذلك كله نظام شامل للحياة والمجتمع هو وليد واقع الحياة والمجتمع وتفاعلات الحياة والمجتمع.
والقرآن مع حرصه الشديد على الإجابة عن الأسئلة التي تُطرح على الساحة، فقد كان حريصاً أيضاً على أن يحدَّ بقدر الإمكان من كثرة السؤال والتسآل وألاّ يُطلق للمؤمنين العنان ليسألوا عن كل شيء يقفز إلى أذهانهم، كيلا يغرقهم في نصوص لا تنتهي تشل فاعلية الفكر وتوقف تحركه. إنه لا يريد أن يلزمهم بقوالب جامدة لا تدع لهم فسحة أو رخصة، لاسيما وأن هذه الأسئلة كان أكثرها يدور على الحلال والحرام. ولذلك نهاهم عن الإكثار من الأسئلة، فقال: (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبد لكم تسؤكم، وإن تسألوا عنها حين يُنزَّل القرآن تُبدَ لكم، عفا الله عنها، والله غفور رحيم * قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين) المائدة/ 101 و102. فالسؤال ملزم لصاحبه، فإن لم يتقيّد بالجواب الذي (ينزل) به القرآن فقد وقع في الحرام. فما عفا الله عنه هو ما تُرك للعقل البشري ليجتهد فيه.
والاجتهاد قاعدة أساسية من قواعد التشريع الاسلامي. فالنصوص لم تتناول كل شيء بالتفصيل. فقد بين الله حكمه في أشياء وسكت عن أشياء، وهذا السكوت تفويض إلينا بالاجتهاد. ومن الاجتهاد ما يعتمد على القياس ومنه ما يعتمد على المصلحة.
قال الشاطبي (المتوفى سنة 590هـ) في كتاب الاعتصام: (فلم يبق للدين قاعدة يُحتاج إليها في الضروريات والخاصيات أو التكميلات إلا وقد بينت غاية البيان. نعم يبقى تنزيل الجزئيات على الكليات موكولاً إلى نظر المجتهد. فإن قاعدة الاجتهاد نصاً ثابتة في الكتاب والسنة، فلابد من إعمالها ولا يسع تركها، وإذا ثبتت في الشريعة أشعرت بأن ثم مجالاً للاجتهاد، ولا يوجد ذلك إلا فيما لا نص فيه. ولو كان المراد بالآية الكمال بحسب تحصيل الجزئيات بالفعل، فالجزئيات لا نهاية لها فلا تنحصر بمرسوم. وقد نصّ العلماء على هذا المعنى، فإنما المراد بحسب ما يحتاج إليه من القواعد الكلية التي يجري عليها ما لا نهاية له من النوازل).

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أصل اللغات فى القرآن  - صفحة 2 Empty رد: أصل اللغات فى القرآن

مُساهمة من طرف ريانية العود الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 8:22 pm

وهكذا، ففي الشريعة أصول عامة استوفت أمور الدين. لكن تفصيلها تُرك للنظر الاجتهادي، لأن النصوص المتناهية كما هو معلوم لا تستوعب الوقائع غير المتناهية. فاستنباط أحكام الوقائع المتجددة من الوقائع الكلية لابد منه لفهم الشريعة. وقد حدث ذلك في وقت مبكر جداً، بل لقد كان أسبق أنواع النظر العقلي عند المسلمين وأسرعها إلى الظهور.
وعلى كل حال، إن الأصل في الأشياء الإباحة حتى يكون المنع بالنص. فانتهزوا أيها المؤمنون فرصة عدم ورود النص رفعاً للحرج ففي ذلك رخصة لكم. واعلموا أن الله لم ينس شيئاً وأن النص على كل شيء فيه تضييق، وفيه تشديد، وفيه حرج، وفيه أيضاً عدم مراعاة لأحوال الزمان والمكان، فلا تتدخلوا بعد اليوم فيما لا يعنيكم، فالله أعلم بمصالحكم. إن الناس يختارون ما يحقق المصلحة ولا مصلحة لكم في التزام نصوص جامدة لا تحقق أي مصلحة فيضيقون بها ولا يعملون بمضمونها فيهلكون.
وهكذا نرى كيف أن القرآن لم يكن فقط عمدة المسلمين الأساسية في رصد حياة نبيهم بتقلباتها المتموجة ولحظاتها الخفاقة منذ بلوغه سن الأربعين حتى وفاته، بل كان أيضاً عمدتهم في رصد حياة شريعتهم وسجلاً أميناً لحوادث وقعت ومواقف اتخذت وحركة تاريخية لم تتوقف إلا بتوقف أنفاس مثيراه ومشعل فتيلها.
المشاكل عربية إسلامية، والهموم عربية إسلامية، والحلول عربية إسلامية، والأسئلة والأجوبة عربية إسلامية، في بيئة كل نسمة هواء فيها وكل حبة رمل عربية إسلامية. وكل أولئك يؤكد تاريخية القرآن وتمخضه بحركة التاريخ. فكل آية في القرآن هي تاريخ وكل آية تنبض بدفق التاريخ، وما أكثر الآيات التي غيرت في تلك البقعة على الأقل وجه التاريخ، خلال ثلاثة وعشرين عاماً من الكفاح والنضال والعذاب والآلام التي قذفت بأصحابها إلى سدة التاريخ، وجعلتهم صناعاً للتاريخ.
وهكذا فكلما كان الاسلام ينتشر في ربى الحجاز ونجد، كان الوحي (ينزل) ـ بحسب التعبير القرآني ـ بالتوجه والتعليم وبالدرس الضروري في المثابرة والصبر والإقدام والإخلاص والبشارة والأمل والتشجيع والترهيب والتغريب.. يتلقاه أولئك الأبطال الأسطوريون، أبطال الملحمة الخارقة.

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أصل اللغات فى القرآن  - صفحة 2 Empty رد: أصل اللغات فى القرآن

مُساهمة من طرف ريانية العود الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 8:23 pm

استحالة تحريف القرآن الكريم

* درس الكاتب فيما سبق من دراسته مسألة تحريف القرآن وأدلة الرأي الشاذ القائل به، وقد ناقشها مناقشة وافية بعد أن بيّن معنى التحريف وأقسامه في علوم القرآن.
وفي هذا القسم يواصل الكاتب بحثه، فيذكر الأدلة على سلامة القرآن من التحريف، بل استحالة تحريفه، مؤكداً إجماع علماء الإمامية على ذلك في الجملة.
- خصائص المصحف الإمام:
السيد علي كمال الدزفولي محقق القرآن المعاصر، يذكر عشر خصائص للجمع العثماني، من جملتها:
1 ـ أمر عثمان بأن يأتي كل شخص بكل ما سمعه عن النبي(ص) ليساهم في هذا المشروع، لئلا يغيب عن هذا الجمع أي شيء، حتى لا يراود الشك أحداً في محتوى هذا المصحف، وليتيقن الجميع بأنه قد تم جمعه على مرأى ومسمع مشاهير الصحابة.
2 ـ الاعتماد على المرحلة الأولى من الجمع البكري (نسبة إلى أبي بكر).
3 ـ كل ما استعصى حلّه فيما يتعلق بالاختلافات المسموعة (اللفظية) تنتخب منها لهجة قريش.
4 ـ تجنباً للشبهة وتطرق الفساد، فقد امتنعوا عن تدوين الموارد التالية: منسوخ التلاوة (باعتباره عنواناً مبتدعاً)، ما لم يكن موجوداً في الفترة الأخيرة (على عهد النبي-ص-)، ما لم تثبت قراءته، القراءات الشاذة، قراءات الآحاد والالحاقات (الحواشي) التفسيرية.
5 ـ تم ترتيب آيات كل سورة طبقاً للتوقيف المستند إلى النبي(ص) في الفترة الأخيرة.
نال الجمع العثماني منذ لحظاته الأولى وبعد التغلب على النعرات العاطفية والجاهلية قبول كبار الصحابة، على رأسهم الإمام علي(ع) حيث وردت روايات متعددة وبتعابير شتى عن تأييده لعمل عثمان وحصيلة جهود اللجنة المعينة لمهمة تدوين المصحف الإمام.
ولو خالط الشك صحة صدور هذه الروايات، فحسبنا سيرة الإمام علي(ع) الحاكية تأييده لعمل عثمان أو تقريره (السكوت الناشئ عن الرضا والقبول) له على أقل تقدير. يقول السيد الخوئي في معرض تأييد عمل عثمان: (أما ان عثمان جمع المسلمين على قراءة واحدة، وهي القراءة التي كانت متعارفة بين المسلمين، والتي تلقوها بالتواتر عن النبي (ص) وانه منع عن القراءات الأخرى المبتنية على أحاديث نزول القرآن على سبعة أحرف، والتي تقدم توضيح بطلانها، أما هذا العمل من عثمان فلم ينتقده عليه أحد من المسلمين؛ وذلك لأن الاختلاف في القراءة كان يؤدي إلى الاختلاف بين المسلمين، وتمزيق صفوفهم، وتفريق وحدتهم، بل كان يؤدي إلى تكفير بعضهم بعضاً. وقد مرّ ـ فيما تقدم ـ بعض الروايات الدالة على أن النبي(ص) منع عن الاختلاف في القرآن. ولكن الأمر الذي انتقد عليه، هو إحراقه لبقية المصاحف، وأمره أهالي الأمصار بإحراق ما عندهم من المصاحف، وقد اعترض على عثمان في ذلك جماعة من المسلمين، حتى سمّوه بحرّاق المصاحف).


ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أصل اللغات فى القرآن  - صفحة 2 Empty رد: أصل اللغات فى القرآن

مُساهمة من طرف ريانية العود الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 8:24 pm

أما ما ذهب إليه بعضهم من وجوب المحافظة على هذه الكتابات المتناثرة الموجودة على الجلود والأحجار وجرائد النخيل، فهو فكرة حديثة ومقبولة في هذا العصر؛ حيث ان حفظ المستندات والتحفيات القديمة أمر ممكن ومطلوب. ولو قام عثمان بمثل هذا العمل، لنقض غرضه في نفي الاختلاف. ففي الوقت الذي نجد مصاحف عثمان الستة أو السبعة ـ وعلى الرغم من كل تلك الدقة في المحافظة عليها ـ قد ضاعت كلها أو جلها، أو على أقل تقدير لا نعرف شيئاً عن مصيرها، فكيف يعقل امكانية المحافظة على العظام والأحجار والجلود المبعثرة والبالية، ليعلم أيمكن أن يستفيد منها الباحثون في العصر الحاضر وفي المستقبل، أم لا؟
- أدلة القائلين بعدم التحريف:
1 ـ القرآن:
أشهر الآيات القرآنية والوعود الإلهية المصرحة بحفظ القرآن هي ثلاث آيات:
أ‌) آية الحفظ: (إنا نحن نزّلنا الذكر وإنا له لحافظون) الحجر/ 9. والمراد من (الذكر) القرآن، كما في الآية السابقة على آية الحفظ في هذه الصورة نفسها: (وقالوا يا أيها الذي نزّل عليه الذكر إنك لمجنون) الحجر/ 6.
هذه الآية وسائر الآيات القرآنية التي سوف نذكرها، تُعدُّ حجةً على القائلين بالتحريف بالنقيصة فقط من الفريقين؛ لأن هؤلاء يقولون بحذف وإسقاط آيات أو سور من القرآن، مع إقرارهم بكون القرآن الموجود صحيحاً وقطعي الصدور. ومن هنا نراهم قد أجازوا صحة الاستدلال بالآيات الموجودة.
هناك شبهات، تحوم حول هذه الآية، وقد أجيب عنها في الكتب المطولة، من جملتها ان الضمير في (له لحافظون) يعود على النبي(ص)؛ ولكن مع وجود المرجع الحاضر، إرجاع الضمير إلى المرجع الغائب يحتاج إلى قرينة.
ب‌) آية عدم إتيان الباطل: (وإنه لكتاب عزيز، لا يتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خلفِهِ، تنزيل من حكيم حميد) فصلت/ 41-42. واضح أن التحريف أظهر مصاديق (إتيان الباطل)، الذي نزّه الله ساحة القرآن عنه.
ج) (إن علينا جمعه وقرآنه) القيامة/ 17.
2 ـ الأحاديث:
أ‌) حديث الثقلين المشهور الذي بلغ حد الاستفاضة من طرق الفريقين: (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، نهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض). والقول بالتحريف يقتضي سقوط الكتاب الذي هو الثقل الأكبر عن الحجية.
ب‌) أحاديث وجوب عرض الحديث على القرآن.
ج) الأحاديث الدالة على ثواب قراءة السور في الصلاة وغيرها؛ حيث لو لم تكن سور القرآن مجموعة ومدونة بالكامل ومحفوظة عند المسلمين، لما كان لهذا الأمر من معنى.
د) الأحاديث الواردة عن الأئمة (ع) في باب أن ما في أيدي الناس هو القرآن النازل من عند الله تعالى نفسه.
3 ـ الدليل الثالث على عدم تحريف القرآن إجماع الفريقين، وكذلك إجماع الإمامية منذ عصر الأئمة(ع) وإلى اليوم؛ فأعلام الإمامية من الصدوق (القرن الرابع) إلى الإمام الخميني وآية الله الخوئي وسائر المجتهدين والمراجع العظام، هم من القائلين باستحالة تحريف القرآن. وسنذكر رأي بعضهم مع أسمائهم.
4 ـ الدليل الرابع إعجاز القرآن؛ باعتبار منافاة التحريف مع كون القرآن معجزة؛ لبداهة ضياع معاني القرآن بالتحريف، في حين ان أساس الإعجاز هنا هو الفصاحة والبلاغة اللتان تدوران مدار المعنى واللفظ. إنما يصحّ إعجاز القرآن ـ الذي تحدى الله به الآخرين، والذي مني فيه المعارضون والمخالفون بالهزيمة النكراء ـ بشرط المحافظة عليه من ألفه إلى يائه، وصحة استناده جميعاً إلى الله تعالى. إن كون القرآن معجزة إلهية ونبوية خالدة من عقائد المسلمين.

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أصل اللغات فى القرآن  - صفحة 2 Empty رد: أصل اللغات فى القرآن

مُساهمة من طرف ريانية العود الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 8:25 pm

5 ـ الدليل الخامس صلاة الإمامية لأن الأئمة الأطهار(ع) وفقهاء الإمامية، يقولون بوجوب قراءة سورة تامة بعد الفاتحة في الركعتين الأوليين من الفريضة، وهذا يحكي اعتقاد الإمامية بعدم سقوط شيء من القرآن. وبعبارة أوضح: إن القائلين بالتحريف لا يمكنهم اعتبار قراءة سورة محتملة التحريف جائزةً ومجزيةً؛ لأن الاشتغال اليقيني يستدعي الفراغ اليقيني. إذن، هذا الترخيص من الأئمة (ع) بقراءة هذه السور في الصلاة ـ في نفسه ـ دليل على عدم وقوع التحريف في القرآن؛ وإلا، لكان مستلزماً لتفويت الصلاة الواجبة على كل مكلف.
6 ـ الدليل السادس بداهة تواتر القرآن؛ حيث إن قضية التواتر في نقل وقراءة مجموع القرآن، وكل أجزائه، وسوره، وآياته، منذ عهد الرسالة وعلى مر الأعصار والقرون بين جميع طبقات المسلمين، من ضرورات الدين. وادعاء المدّعين بقرآنية بعض العبارات أو تحريف القرآن ـ بشكل عام ـ إنما هو من باب خبر الواحد (غير المتواتر).
7 و8 ـ الاهتمام الاستثنائي للنبي(ص) والصحابة بحفظ وجمع القرآن، وكذلك كونه مجموعاً في عهد النبي(ص) ـ ولو لم يكن مدوناً بين الدفتين ـ اللذان لهما واقع تاريخي؛ يعدّان في نظر بعض المحققين من بين الأدلة على عدم تحريف القرآن.
9 ـ الدليل التاسع هو الدليل العقلي؛ الذي عرضه العلامة الطباطبائي (رض) بأفضل بيان، وقد نقلناه بدورنا قبل البدء بهذه الفقرة (أدلة القائلين بعدم التحريف) مباشرة.
10 ـ الدليل العاشر هو الدليل العقلي- التأريخي؛ أي: لو كان القرآن الإمام (المصحف العثماني) ـ الذي تمت تهيئته في خلافة عثمان والذي هو في متناول أيدينا اليوم ـ محرفاً، لوجب على الإمام علي(ع) أن يعترض ويضع تصحيح القرآن في صدر برنامج حكومته؛ أي بالضبط مثل تصديه في بداية الإعلان عن برنامج حكومته للتغييرات التي أدخلها عثمان على السنة النبوية ـ والتي تقل خطورة عن مسألة تحريف القرآن ـ حيث قال (ع) بأنه سيسترجع الأموال التي وزّعها عثمان على حاشيته، حتى ولو اشتروا بها الغلمان أو جعلوها مهوراً للنساء. (وقد ذكرنا الأحاديث الحاكية بصراحة إمضاء الإمام علي(ع) لعمل عثمان فيما يتعلق بصحة المصحف العثماني).

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أصل اللغات فى القرآن  - صفحة 2 Empty رد: أصل اللغات فى القرآن

مُساهمة من طرف ريانية العود الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 8:25 pm

11 ـ الدليل أو القرينة الأخرى هي أن لجنة تهيئة وتدوين المصحف الإمام (العثماني)، قد كتبت الكثير من الكلمات القرآنية ـ والتي يتجاوز عددها مئة كلمة ـ على خلاف قواعد الإملاء العربي الصحيح، وبتعبير جريء ولكنه صحيح: ارتكبت (أغلاطاً إملائية). وهذه الاختلافات في الكتابة أو (الأغلاط الإملائية) ـ كما في (يبسط) التي كتبت مرة بـ(السين) وأخرى بـ(الصاد)، و(مسيطر) التي كتبت بـ(الصاد): بـ(مصيطر) ـ قد وردت في الرسم العثماني وهي باقية إلى اليوم على حالها الأول. وكذلك (بسم الله الرحمن الرحيم) التي كتبت في بداية (113) سورة من بين (114) سورة قرآنية، ولم تكتب في أول سورة التوبة؛ بحق وامتثالاً للوحي، وقد ذكر المفسرون أسباب ذلك. أو الحروف المقطعة (فواتح السور)؛ أي الحروف القرنية المرموزة مثل (الر) أو (كهيعص)، التي لم تكشف أسرارها لمحققي القرآن ومفسريه والعارفين بالاسلام من المسلمين وغير المسلمين، ولم تطرح إلى اليوم نظرية مقنعة في تفسيرها. نرى اللجنة قد كتبتها بعينها ولم تجز أي إصلاح قياسي أو اجتهاد أو تصرف فيها. كما ان بعض الفقهاء الأعلام، ومنهم مالك وأحمد بن حنبل قد أفتوا بعد ذلك بوجوب الحفاظ على الرسم؛ أي رسم الخط العثماني. ومعلوم أن هذا الاهتمام الزائد والحرص الشديد على حفظ الغرائب والاشتباهات أو الأغلاط الإملائية يحكي ـ بكل صراحة ـ صحة جمع وتدوين القرآن وصيانته من أي تغيير طارئ عليه أو زيادة أو نقصان.

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أصل اللغات فى القرآن  - صفحة 2 Empty رد: أصل اللغات فى القرآن

مُساهمة من طرف ريانية العود الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 8:26 pm

آراء أعلام الإمامية في استحالة تحريف القرآن:
لطول البحث وعجز المقالة عن استيعاب نقل آراء أعلام الإمامية من القرن الثالث والرابع وإلى اليوم؛ نكتفي بالاشارة إلى أسماء بعضهم ومصادر أقوالهم وفي الختام نورد بعض الفتاوى والآراء لكبار المجتهدين المعاصرين التي يندر ذكرها في المقالات والكتب الأخرى:
1 ـ أول ما تم التصريح به في باب صيانة القرآن من التحريف كان للشيخ الصدوق (توفي 381هـ).
2 ـ الشيخ المفيد (توفي 413هـ).
3 ـ الشريف المرتضى علم الهدى (توفي 436هـ).
4 ـ الشيخ الطوسي (توفي 460هـ).
5 ـ الشيخ الطبرسي (توفي 548هـ).
6 ـ السيد ابن طاووس (توفي 664هـ).
7 ـ العلامة الحلي (توفي 726هـ).
8 ـ المحقق الأردبيلي (توفي 993هـ).
9 ـ القاضي نور الله الشوشتري (توفي 1019هـ).
10 ـ الشيخ البهائي (توفي 1031هـ).
11 ـ الملا محسن الفيض الكاشاني (توفي 1090هـ).
12 ـ الشيخ الحر العاملي (توفي 1104هـ).
13 ـ الشيخ جعفر آل كاشف الغطاء (1228هـ).
14 ـ الحجة محمد جواد البلاغي (توفي 1352هـ).
15 ـ السيد محسن الأمين العاملي (توفي 1371هـ).
16 ـ الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء (توفي 1373هـ).
17 ـ السيد شرف الدين العاملي (توفي 1381هـ).
18 ـ آية الله أبو الحسن الشعراني (توفي 1393هـ).
19 ـ العلامة الطباطبائي (توفي 1402هـ).
20 ـ آية الله البروجردي (توفي 1382هـ).
21 ـ آية الله الحكيم (توفي 1390هـ) الذي أصدر فتوى في هذا الخصوص.
22 ـ آية الله السيد محمد هادي الميلاني (توفي 1395هـ) الذي أصدر فتوى بهذا الخصوص.
23 ـ الإمام الخميني (توفي 1409هـ).
24 ـ آية الله الخوئي (توفي 1413هـ)، الذي كتب واحدة من أ فضل وأشمل الرسائل في رد التحريف واثبات صيانة القرآن تحت عنوان (صيانة القرآن من التحريف)، كما ان له فتوى بهذا الخصوص.
25 ـ آية الله الكلبايكاني (توفي 1414هـ).

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أصل اللغات فى القرآن  - صفحة 2 Empty رد: أصل اللغات فى القرآن

مُساهمة من طرف ريانية العود الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 8:26 pm

وما ذكرناه وأشرنا إليه هو أسماء عدد من أعلام الإمامية. وقد تضمنت الكتب الثلاثة القيّمة: (صيانة القرآن من التحريف) تأليف الشيخ محمد هادي معرفة، و(التحقيق في نفي التحريف على القرآن الشريف) تأليف السيد علي الحسيني الميلاني، و(أكذوبة تحريف القرآن) تأليف رسول جعفريان (الأصل الفارسي يحمل عنوان: أسطورة تحريف القرآن)، تضمنت بمجموعها أسماء وآراء أكثر من خمسين علماً من أعلام الإمامية القائلين صراحة باستحالة تحريف القرآن.
وأخيراً، ومن باب مسك الختام، ننقل رأي الإمام الخميني(رض) في هذا الموضوع:
(هذا الكتاب السماوي- الإلهي، الذي يمثل صورة حية موضوعية ومدونة بجميع الأسماء والصفات والآيات والبينات، الذي تقصر يدنا عن بلوغ مقاماته الغيبية، ويعجز البشر عن كشف أسراره، باستثناء الوجود المقدس الجامع لـ(مَن خوطب به) والذي تلقنه خُلَّصُ الأولياء العظام ببركة وتعليم تلك الذات المقدسة، واغترف من بحر إشراقه خلص العرفاء، ببركة المجاهدات والرياضات القلبية على قدر الاستعداد ومراتب السير والسلوك والذي وصلتنا صورته الخطية بدون تحريف أو زيادة أو نقصان ـ ولو حرف واحد ـ على لسان الوحي بعد اجتيازه للمراحل والمراتب، من الظلم أن يترك -هذا الكتاب- مهجوراً لا سمح الله).

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أصل اللغات فى القرآن  - صفحة 2 Empty رد: أصل اللغات فى القرآن

مُساهمة من طرف ريانية العود الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 8:27 pm

الدلالة الصوتية في النص القرآني


لا شك أن استقلال أية كلمة بحروف معينة بكسبها ذائقة سمعية قد تختلف عن سواها من الكلمات التي تؤدي نفس المعنى بما يجعل كلمة دون كلمة ـ وإن اتحدا معنى ـ مؤثرة في النفس، أما بتكثيف المعنى، وإما بإقبال العاطفة، وإما بزيادة التوقع.
فهي حيناً تصك السمع، وحيناً تهيئ النفس وحيناً آخر تضفي صيغة التأثر: فزعاً من شيء أو توجهاً لشيء، أو رغبة في شيء .. هذا المناخ الحافل تضفيه الدلالة الصوتية، ونماذجها في المقل القرآني تتجلى مختارة منه، وحروف صاحبت بعض الكلمات، فعاد لهما الوقع الخاص من النفس، بما لا تعطيه كلمة أخرى، مقاربة للمعنى، أو لا تفرغه صيغة مماثلة من التركيب.
وهذا باب متسع بحدود في دلالة ألفاظ المثل الصوتية، وأثرها في السمع وجلجلتها في الحس، هدوءاً وإثارة، وقد يستوعب جملة من ألفاظه في الجرس والنغمة والصدى والإيقاع، بيد أنني سأحاول عرض أظهرها دلالة من خلال بعض الأمثلة:
أولاً ـ الكلمة (متشاكسون) في قوله تعالى: (ضرب الله مثلاً رجلاً فيه شركاء متشاكسون..) الزمر/ 29.
تعتبر لغة عن المخاصمة والعناد والجدل في أخذ ورد لا يستقران، وقد تعطي بعض معناها الكلمة (متخاصمون) ولكن المثل لم يستعملها حفاظاً على الدلالة الصوتية التي جمعت في الكلمة حروف الأسنان والشفة في التاء والشين والسين تعاقبان، تتخللها الكاف، فأعطت هذه الحروف مجتمعة نغماً موسيقياً خاصاً حملها أكثر من معنى الخصوصية والجدل والنقاش بما أكسبها من أزيز في الأذن يبلغ السامع إلى أن الخصام قد بلغ درجة الفورة والعنف من جهة، كما أحاطه بجرس مهموس خاص يؤثر في الحس والوجدان من جهة أخرى.
ثانياً ـ الكلمة (أوهن) من قوله تعالى: (وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت..) العنكبوت/ 41.
تعطي معنى الضعف، وقد تحقق هذا المعنى كلمة (أوهى) ولكن المثل استعملها دون سواها لما يعطيه ضم حروف الحلق وأقصى الحلق إلى النون من التصاق وانطباق وغنة لا تتأتى بضم الألف المقصورة إليها، حينئذ تصل الكلمة إلى السمع وهي تحمل لوناً باهتاً مؤكداً بضم هذه النون إلى تلك الحروف لتحدث وقعاً يشعر بالضعف المتناهي لا مجرد الضعف وحده.


ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أصل اللغات فى القرآن  - صفحة 2 Empty رد: أصل اللغات فى القرآن

مُساهمة من طرف ريانية العود الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 8:28 pm

ثالثاً ـ الكلمة (كل) من قوله تعالى: (وهو كل على مولاه..) النحل/ 76.
فإنها توحي عادة بمعنى العالة، ولكن المثل استعملها دون سواها لإضاءة المعنى بما فيها من غلظة وشدة وثقل، لهذا الصدى الخاص المتولد بإطباق اللسان على اللهاة في ضم الكاف إلى الكلام المشددة. وما ينجم عن ذلك من رنة في النفس، ووقع على السمع، من وراء ذلك بأن هذا العبد شؤم لا خير معه وبهيمة لا أمل بإصلاحه، فهو عالة عادة بل هو (كل) وكفى.
رابعاً ـ الكلمة (صر) في قوله تعالى: (كمثل ريح فيها صرٌّ..) آل عمران/ 117.
إنها كلمة لا يسد غيرها مسدها في المعجم بهذه الدلالة الصوتية الخاصة لما تحمله من وقع تصطك به الأسنان، ويشتد معه اللسان، فالصاد الصارخة مع الراء المضعفة قد ولدتا جرساً يضفي صيغة الفزع، وصورة الرهبة، فلا الدفء يستنزل، ولا الوقاية تتجمع، بما يزلزل وقعه كيان الانسان.
خامساً ـ (تمسه) في قوله تعالى: (ولو لم تمسسه نار..) النور/ 35.
لها أزيزها الحالم، وصوتها المهموس، ونغمها الرقيق، نتيجة لالتقاء حرفي السين متجاورين بما لا تحققه كلمة أخرى تؤدي نفس المعنى، ولكنها لا تؤدي هذه الدلالة الصوتية التي وفرتها هذه الكلمة برقة وبساطة.
وكما دلت الألفاظ دلالة صوتية معينة في الاستعمال المثلي في القرآن فكذلك لمسنا لبعض الحروف دلالة صوتية معينة يتعاقبها في سلك بعض الألفاظ حتى عادت ذات وقع خاص على السمع، وطبيعة مؤاتية في الحس من خلال ترادفها وتناظرها واحتشادها، وسنختار منها (الفاء) العاطفة، نظراً لاختيار المثل لها دون سواها في دلالته الصوتية كما يلي:
أولاً ـ الفاء في كل من (اختلط) و(أصبح) في قوله تعالى: (فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً..) الكهف/ 45.
فيها ترتيب وتعقيب يصك السمع في دلالة وقع الأمر دون حائل وبلا فاصل تعبيراً عن الخسران النهائي، والحرمان المتواصل دفعة واحدة، وهنا تلتقي الدلالة الصوتية بالدلالة الاجتماعية بما يستفاد من معنى لغوي.
ثانياً ـ ويتمثل هذا التوالي عطفاً بالفاء دالاً على سرعة الإيقاع، وعدم الإمهال، بما يوحيه للسمع وللذهن كلاً غير منفصل بقوله تعالى: (فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت..) البقرة/ 66.
فلا حائل ولا زمن بين الإصابة والاحتراق، إذ تختفي الحدود الزمنية فما هي إلا لحظات حتى تعود الجنة رميماً بمفاجأة الإصابة وشدة الاحتراق ونفاذ الأمر.
ثالثاً ـ وما يقال آنفاً يجري تطبيقه على كلٍ من قوله تعالى: (فأصابه وابل فتركه صلداً..) البقرة/ 264.
وقوله تعالى: (فإن لم يصبها وابل فطل..) البقرة/ 265.
فوجود الفاء مكرورة على هذا النمط سواء أكان الحرف عاطفاً أم رابطاً فإن له دخلاً كبيراً في الوقع الموسيقي على الأذن.
رابعاً ـ ويبلغ هذا الترتيب في التعاقب دورته بقوله تعالى: (فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه) الفتح/ 29.
فالتوالي هنا زيادة على جرسه السمعي ليوحي إلى النفس نقطة الانتهاء من حقيقة الأمر حتى عاد واقعاً دون شك مقترناً بالدلالة الإيحائية في كشف تماسك هذه الجماعة وترابطها، وكذا الزرع في شدة أسره، وقوة تشابكه.

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أصل اللغات فى القرآن  - صفحة 2 Empty رد: أصل اللغات فى القرآن

مُساهمة من طرف ريانية العود الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 8:29 pm

الالتفات وتنوع الكلام في القرآن

مما أخذ على القرآن: عدم نسجه على منوالٍ واحد، فهناك ظاهرة الالتفات وتنوع الخطاب والانتقال والرجوع والقطع والوصل.. وإلى أمثال ذلك من التنقل الكلامي. زعموا أنه قد يشوش على القارئ فهم المعاني!
لكنه جهل بأساليب البديع من كلام العرب، وما ذاك الالتفات وهذا التنقل في الخطاب إلا تطرية في الكلام تزيد في نشاط السامعين وتسترعي انتباههم لفهم مناحي الكلام أكثر وأنشط.
والشيء الذي أغفلوه أنهم حسبوا من صياغة القرآن أنها صياغة كتاب، في حين أنها صياغة خطاب.
إن لصياغة الكتاب مميزات تختلف عن مميزات صياغة الخطاب. فقضية الجري على منوالٍ واحد هي خاصة بصياغة الكتاب. أما التنوع والتنقل والالتفات فهي من خاصة صياغة الخطاب سواء أكان نظماً أم نثراً، فلا يتقيد الناطق بالاطّراد في سياقٍ واحد، بل له الانتقال والتحول أثناء الكلام حسبما ساقته دلائل المقام.
فهذا عزيز مصر ـ ينقل كلامه القرآن حينما واجه امرأته ويوسف على حالة استنكرها ـ يقول: (يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين) يوسف/ 29. فيخاطب يوسف أولاً، ثم يلتفت إلى امرأته يوبخها.
وكلا الخطابين منساق في نسق واحد ولكن في واجهتين، وقد نقله القرآن على شاكلته الأولى. والقرآن كله من هذا القبيل، لأنه كلام الله واجه به عباده في صياغة خطاب ولم ينزل في صياغة كتاب. ومن ثَمّ كانت فيه هذه الكثرة من الالتفات والتنقل في الكلام. الأمر الذي زاد في طراوته وزان في طلاوته.
يقول تعالى: (إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً. لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً) الفتح/ 8 و9.
يبتدئ الكلام بالخطاب مع الرسول ويتحول من فوره إلى مواجهة المؤمنين.
ثم الضماير المتتابعة الثلاثة (وتعزروه وتوقروه وتسبحوه) يعود الأوّلان منها إلى النبي والثالث إلى الله! وهذا من مداورة الكلام من وجهة إلى وجهة، ويعد من ألطف صنع البديع.


ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أصل اللغات فى القرآن  - صفحة 2 Empty رد: أصل اللغات فى القرآن

مُساهمة من طرف ريانية العود الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 8:30 pm

ولا يخفى أن مثل هذا لا يدخل في متشابه الكلام بعد معروفية مراجع الضمائر لدى المخاطبين النابهين. وهو من حُسن الوجازة وظريف البيان (في ظاهر إبهام وواقع إحكام) سهلاً ممتنعاً يكسو الكلام حلاوةً ممتعة.
فبدلاً من أن يكون الكلام مشوهاً مضطرب المفاد ـ حسبما راقه المتعرب المتكلف ـ أصبح حلواً سائغاً يستلذه المستمع النبيه.
ومثله في القرآن كثير ويكون من لطيف صنع البديع.
وبديعة الالتفات كانت غرّة البدائع التي ازدان بها كلام رب العالمين وقد بحثنا عنها وعن أنواع ظرائفها عند البحث عن روائع فنون بدائع كلامه تعالى (في المجلد الخامس من التمهيد). ونبهنا هناك على أنه لابد في كل التفاتة من فائدة رائعة وراء تطرية الكلام والتفنن فيه لتزيده رونقاً فوق روعته، وأتينا بأمثلة لذلك.
وهنا ـ في الآية التي تمثل بها المتكلف من سورة يونس ـ نقول: إنه يزيد مبالغة في الاستنكار:
قال تعالى: (وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر في آياتنا..) يونس/ 21.
يعني: أن أولئك الكفرة الجحود إذا كشف الله عنهم ضرهم، فبدلاً من أن يشكروا تراهم يكفرون نعمة الله ويحاولون تغطيتها بأنواع الملتبسات..
فيمثل لذلك ركوبهم البحر ومواجهة الطوفان: (هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين. فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم متاع الحياة الدنيا ثم إلينا مرجعكم..) يونس/ 22-23.
فبدأ يواجههم في الخطاب، لكنه في الأثناء يغير وجهة الكلام إلى التكلم عن غائبين، ليحول وجهة السامعين من كونهم مخاطبين إلى كونهم ناظرين مستمعين. وذلك للتمكن في نفوسهم من استقباح ما يشهدونه من فضيع الحال وشنيع المآل، فيلمسوا قباحة العمل وهم يرونه من كثب، فيكونوا هم الحاكمين على فعالهم بالتقبيح.

ريانية العود
إدارة
إدارة

عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع الموقع : قلب قطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صفحة 2 من اصل 3 الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى