هدى وندى محرومتان من الدخول إلى الوطن رغم حملهما الجنسية الجزائرية

يخوض السيد حساين أمير، المغترب في مدينة تولوز، معركة قضائية في فرنسا والجزائر، من أجل استرجاع ابنتيه التوأم ندا وهدى اللتين يكفلهما بحكم قضائي، بعد أن تسلمهما من مديرية النشاط الاجتماعي بوهران، حيث وجد نفسه بين عشية وضحاها محروما من ابنتيه،
بسبب خلاف نشب بينه وبين زوجته التي أيدتها السلطات القضائية الفرنسية.
قصة التوأم ندى وهدى مثلما يرويها الأب الذي يكفلهما، بدأت عندما قرّر هذا الأخير رفقة زوجته الاتصال بمديرية النشاط الاجتماعي بوهران، من أجل كفالة طفلة أو طفل، نتيجة حرمانهما من الذرية، وهو الأمر الذي تم يوم 24 جوان 2009 تاريخ استنفاد كل الإجراءات المتعلقة بكفالة التوأم ندى وهدى، بموجب الحكم القضائي الذي يقضي بتغيير تسمية الطفلتين من عبد الغني إلى حساين، نسبة لاسم الوالد الكافل الذي طار بهما فيما بعد إلى مقر إقامته بمدينة تولوز الفرنسية، وكله أمل في تعويض الوقت الذي ضيّعه وهو محروم من نعمة الأبوة. غير أن الأمور انقلبت رأسا على عقب مع مرور الأيام، كما يقول، إذ عمدت الزوجة إلى إخفاء كل الوثائق الخاصة بالتوأم، وفي مقدمتها جوازات سفرهما، من أجل منع أي إمكانية لعودتهما إلى أرض الوطن. ولم يتوقف الوضع عند هذا الحد، حسب السيد أمير، بل تعدّاه إلى التزوير واستعمال المزوّر ''حيث اكتشفت ذات يوم بالصدفة وأنا أتفقد علبة البريد الخاصة بمنزلي، رسالة بها وثائق موجهة من قبل محامية فرنسية تدعى إليزابيت ريدال، وكّلتها زوجتي من أجل تغيير أسماء البنتين من حساين إلى حمادي (اسمها العائلي) بغرض إلحاقهما بالدفتر العائلي. وبعد أن عارضتها في ذلك من منطلق أن هذا الإجراء مخالف لروح الشريعة الإسلامية التي تُحرّم التبني، صمّمت على الفكرة ونفذتها من خلال تزوير توقيعي الذي أدرجته في العريضة على أساس أنني موافق، وهو ما اضطرني إلى رفع دعوى قضائية ضد المحامية المعنية بالتواطئ أمام الجهات القضائية المختصة بتهمة التعسف والتجاوز''.
وأبدى ذات المتحدث قلقه على حال التوأم الذي يحمل اسمه بوثائق مختومة من قبل وزارة العدل الجزائرية، ويحرم من رؤيتهما منذ أزيد من خمسة أشهر مضت ''باعتبار أنه تم تهريب هدى وندى من قبل عائلة زوجتي التي هدّدتني بالقتل، فضلا عن تعرضي في أكثـر من مرة إلى اعتداءات جسدية انتهت بشهادات عجز، ناهيك عن اقتحام منزلي الواقع بمنطقة رودز بتولوز، خاصة بعد أن وقع الطلاق بيننا بموجب دعوى قضائية رفعتها'' يضيف المعني.
وحسب المتحدث، فإن هدى وندى تحملان الجنسية الجزائرية، ومع ذلك تضمنت عريضة المحامية الموكلة من قبل زوجتي مطلب منعهما من دخول إلى التراب الجزائري، الأمر الذي يستدعي تدخل الجهات الوصية لإرجاعهما إلى أرض الوطن '' خاصة أن التوأم يحمل اسمي، ومع ذلك قضت الجهات القضائية الفرنسية لصالح الزوجة''، على حد قوله، مضيفا أنه تنقل إلى غاية القنصلية الجزائرية الواقعة في مدينة مونبوليي من أجل طلب مساعدتها، غير أنها لم تُعر الموضوع أي اهتمام.
وقد لجأ السيد أمير إلى رفع دعوى قضائية في الجزائر، وبالتحديد في محكمة السانيا بوهران، يطالب فيها باسترجاع ابنتيه وإعادتهما إلى أرض الوطن، طبقا للمادة 421 من قانون الأسرة، ومبادئ عقد الكفالة الذي يحوزه، حيث أنه تمت برمجة جلسة المحاكمة يوم 02 سبتمبر القادم.