ســــاعدنــي

ساعدني
كي أعود امرأة قوية
أرمم انكساري
وأنحر ضعفي
وانفض عني غبار الأشواق

ساعدني..
كي أعود امرأة سعيدة
أنهي ضياعي
وأنهي مواسم احتراقي

ساعدني..
كي أعود امرأة مثقفة
أمارس القراءة
والكتابة
واحتضن في المساء أوراقي

ساعدني..
كي أعود امرأة خيالية
أرسم مدن الحب
وأعطر طرقاتها باللهفة
وأملأ مبانيها بالعشاق

ساعدني..
كي أعود امرأة طبيعية
لا أضحك بلا سبب
ولا أبكي بلا سبب
ولا أرتجف رعبا عند الفراق..

ساعدني..
كي أعود امرأة طفولية
أرتدي مريولي المدرسي
والعب بالماء والتراب
واجري فرحا بين الرفاق

ساعدني..
كي أعود امرأة مراهقة
أهاتفك سرا
واراقصك خيالا
وأنام وخيالك ملء أحداقي

ساعدني..
كي أعود أمراه جميله
أقف إمام المرآة
وازين ضفائري بالياسمين
وأملأ عنقي بالأطواق

ساعدني..
كي أعود امرأة خارقة
أتراقص برغم الألم
واقف برغم الانكسار
وأتنفس برغم الاختناق

ساعدني..
كي أعود امرأة عاطفية
أملك قدرة الحب
وقدرة العشق
وقدرة الاشتياق

ساعدني..
كي أعود امرأة حرة
أفر من سجون الحب
وأتحرر من عبودية الحنين
وأحطم قيود الأشواق

ساعدني..
كي أعود امرأة حسنة النية
أحسن الظن بالآخرين
فلا أحصي أناملي عند المصافحة
ولا أتحسس ظهري عند العناق

ساعدني..
كي أعود امرأة على قيد الحياة
فقد سئمت الموت بلا موت
والاحتضار بلا احتضار
والاختناق قبل اختناق ....

لايجب ان نؤمن بالمعجزات حد الوهم
ولا يجب ان ندافع عن الوهم لدرجة ظلم اليقين
فالحياة ليست لعبة كرتونية هشة
نلصق قطعها ونشكلها كما نحب ونشتهي
ولا العالم سبورة سوداء نمسح خارطته ونغير تضاريسه بما يتوافق مع امانينا
ولا النصيب علبة مذهبة نختارها على اذواق قلوبنا
ولا هو بيت رمل نشيده بسهولة على شاطىء البحر
ونتقاسم غرفه وممراته وطرقاته وذكرياته..........
حين تقول لي.........
سياتيك زمن جديد ؟
اظلما ادخلتنى لزمانك ام عبثا
اي زمان تتحدث عنه وقد توقف عندي مند رحيلك
فاصبحت احدث مرة عقلي ومرة قلبي ........سكوت سكوت
لقد دبحني صوتكما.......وصار كل منهما يتحدث لوحده.....
ويصلني صوتهما .... انينا و انينا وانين..........
حين تقول لي.........
وفى موكب الشوق يمضى زمانى؟
فنحن ياسيدي لن نصغر! والزمان لن يعود من اجلنا يوما الى الوراء فترفق بي وبك فشوق قاتلي وقاتلك لا محالة
حين تقول لي ........
و قد يحمل الروض زهراً ندياً
و يرجع للقلب عطر الأمانى
وقد يسكب الليل لحناً شجياً
لا ماء لا هواء لا شمس فالزهور دبلت! والاماني شاخت على محطات الانتظار !
حين تقول لي ........
و قد يحمل العمر حلماً وليداً
لحب جديد سيأتى مكانى
فالحياة لاتعترف بحق العشاق بفرصة اخرى على ارض اخرى!
هي تُعيد التفاصيل والحكايات فقط !
لكنها لاتعيد الأرواح والوجوه !
فالحكاية تتكرروالأبطال يتغيرون !
حين تقول لي ........
و لان قلبكِ مهما افترقنا
سيشتاق صوتى وذكرى حنانى
اجب على سؤالي لماذا يُشد اللحاف من على جسد قلبي في اشد مراحل العمر برودة
لماذا يعلو صفير الرياح على نوافذي في اكثر مواسم العمر حاجة للهدوء ؟
أتكون أنت مراهقتي المتأخرة ؟
ثورة البركان التي تعترض طريقنا ونحن باتجاه مرحلة ما من العمر ؟
مراهقتي التي لم تستيقظ وانا على عتبة البلوغ!
مراهقتي التي لم اصافحها وانا على المقاعد المدرسية!
مراهقتي التي كانت وصايا امي وجدتي اقوى مني ومنها
مراهقتي التي كنت استرها واستتر منها ادعاء للنضج!
مراهقتي التي بحثت عنها طويلا بين أكوام الكتب والصحف والروايات
ولم اجدها ولم تجدني!
فعشت بين رفيقات صباي كتمثال من النضج
تمره المشاعر ولاتمره ! وتجدني غرقت بك ! غرقت بك وسيشتاق قلبي صوتك وذكرى حنانك ؟!

شكرا سيدي على كلامك ............واسفة على تاخر الرد .....
حين يكون الكلام في صميم يلزمه وقت ووقت ووقت..........
مع خالص تحياتى واحترامى ..............رباب