رجال وكلمات

(50)

قرأت الامبراطورة زوجة قيصر روسيا (الإسكندر الثالث) قراراً رسمياً بخط زوجها يقول "العفو مستحيل ، النفي إلى سيبيريا" فغيَّرت الامبراطورة موضع الفاصلة فصار القرار "العفو ، مستحيل النفي إلى سيبيريا" عندها أُطلق سراح السجين الذي كان مقرَّراً نفيُه إلى صقيع سيبيرية.

(49)

سأل رجلٌ أبا حنيفة: إذا خلعت ثيابي ودخلت إلى النهرلأغتسل، أَأُحوِّل وجهي إلى القبلة أم خلافها. فقال له: أبو حنيفة: الأفضل أن تحوِّل وجهك إلى الجهة التي فيها ثيابُك لئلا يسرقها أحد.


(48)

بعث ملك إلى عبدٍ له وقال: مالـَكَ لا تخدمني وأنت عبدي؟ فأجابه: لو اعتبرتَ لعلمتَ أنك عبدُعبدي، لأنك تتَّبع الهوى فأنت عبدُه، وأنا أملكه فهو عبدي، فاعتبرَ الملك وعفاعنه.

(47)

خطب أبو القطوف إلى قومٍ امرأةً لهم فأجابوه، وقالوا: إن لها من الضياع خمساً، ومن البيوت عشرَة، ومن الأموال عشرين ألف دينار، ومن الذهب والفضة الكثير. فما مالك أنت؟ قال: إن كنتم صادقين فإن مالها هذا يكفيني وإيَّاها ما عشنا ويزيد، فما سؤالكم عن مالي؟!

(46)

قيل: إنه كان لأنوشروان مؤدّبٌ، فضربه يوماً ظُلماً، فحقد عليه، فلمّا ولِّي المُلْكَ بعدَ أبيه سأله: لِمَ ضربْتَني يوم كذا ظُلماً؟ قال: علمْتُ أنك ستصيرُ بهذا المقام فأردْتُ أن أذيقَك طعمَ الظُّلم كي لا تظلِم، فعذره ووصله.




(45)


سئل الإسكندر أي شيء نلته بملكك أنت أشد سرورًا به ؟

قال : قوتي على مكافأة من أحسن إلي بأكثر من إحسانه


(44)

وقال الواثق لابن أبي دواد :

قد كان عندي الساعة الزيات فذكرك بكل قبيح .

فقال :

الحمد لله الذي أحوجه إلى الكذب علي ، و نزهني عن قول الحق فيه .

(43)
قال المعافى بن نُعيم :
وقفت أنا ومعبد بن طوق على مجلسٍ لبني العنبرِ وأنا على ناقةٍ لي، وهو على حمار، فقاموا إلينا، فبدأوني فسلموا علي، ثم انكفئوا إلى معبد، فقبضَ يده عنهم
وقال: لا ولا كرامة، بدأتمُ بالصغير قبلَ الكبير، وبالمولى قبل العربي
فأسكتوا. فانبرى له حدث منهم فقال :
بدأنا بالكاتبِ قبلَ الأميّ، وبالمهاجر قبل الأعرابي، وبراكبِ الراحلةِ قبل راكبِ الحِمار.

(42)

اشترى مزبد لامرأته ثوبا فقالت: هو خشن

فقال: أيما أخشن هو أم الطلاق؟

فرضيت به .

(41)

قال محمد بن إبراهيم الإمام للدارمي:

لو صلحت عليك ثيابي لكسوتك

فقال الدارمي :

فديتك إن لم تصلح علي ثيابك صلحت علي دنانيرك .



(40)

قال عمرو بن العاص :

أعجبتني كلمةٌ من أمةٍ؛
قلت لها ومعها طبق: ما عليه يا جارية?
قالت: فلم غطيناه إذن?
.

(39)

سئل الشعبي عن مسألةٍ فقال: لا علم لي بها
فقيل: ألا تستحيي؟
فقال: ولِم أستحيي مما لم تستح منه الملائكة حين قالت: "سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا" (البقرة: 32)

(38)
جلس أبو جعفر المنصور فتساقط عليه الذباب ، وكان كلما طارده ألح عليه حتى ضجر ؛ فدخل عليه أبو الحسن مقاتل بن سليمان ، وله شهرة واسعة في التفسير . فقال له أبو جعفر المنصور : يا أبا الحسن أتعلم لماذا خلق الله تعالى الذباب ؟ فقال أبو الحسن : نعم يا أمير المؤمنين ليذل الله عز وجل به الجبابرة ، فسكت .
(37)

قال رجلٌ لعمرو بن العاص لأتفرغَنَّ لك. فقال: حينئذ تقع في الشغل.

(36)

رأى يهودي أحد الصالحين في أبهى زي وأحسنه ، واليهودي في حال ردي ، وأسمال رثة فقال : أليس قال رسولكم : الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ؟ قال نعم ، فقال : هذا حالي وهذا حالك فقال : غلطت يا أخا اليهود لو رأيت ما وعدني الله من الثواب وما أعد لك من العقاب لعلمت أنك في الجنة وأني في السجن .



(35)

وقال رجل لإبراهيم بن أدهم‏:‏ يا أبا إسحاق كنت أريد أن تقبل مني هذه الجبة كسوة‏.‏

قال‏:‏ إن كنت غنياً قبلتها منك وإن كنت فقيراً لم أقبلها منك‏.‏

قال‏:‏ فإني غني‏.‏

قال‏:‏ وكم مالك قال‏:‏ ألفا دينار‏.‏

قال‏:‏ فأنت تود أنها أربعة آلاف‏.‏

قال‏:‏ نعم‏.‏

قال‏:‏ فأنت فقير لا أقبلها منك‏.

(34)

لما بنى محمد بن عمران قصره حيال قصر المأمون قيل للمأمون :

يا أمير المؤمنين ، لقد باهاك وباراك .

فدعاه المأمون وسأله : لم بنيت قصرك محاذيا لقصري ؟

فقال :

يا أمير المؤمنين ، أحببت أن ترى أثر نعمتك علي فجعلته نصب عينك .

فاستحسن منه المأمون جوابه وأجزل عطيته

(33)

وقف المهديُّ على عجوزٍ من العرب، فقال: ممَّن أنتِ؟ قالت: من طيِّئ.
قال: ما منع طيِّئًا أن يكون فيهم مثل حاتم؟
فقالت: الذي منع الملوك أن يكون فيهم مثلك. فعجب من جوابها ووصلها

(32)

قال المنصور لبعض أهل الشام :

ألا تحمدون الله أن رفع عنكم الطاعون منذ وليناكم ؟

فقال الشامي :

إن الله أعدل من أن يجمعكم علينا والطاعون .

فسكت المنصور ولم يزل يطلب له العلل حتى قتله .


(31)

وقال الإسكندر لرجل رث الثياب تكلـَّم بفصاحة:

ليكن حسن ثيابك كحسن كلامك

فقال: أما الكلام فأنا قادر عليه ، وأما الثياب فأنت تقدر عليها

فخلع عليه.



(30)

شكى بعض الناس القاضي سوار بن عبد الله قاضي البصرة الى الخليفة المنصور و ذكروه عنده بشر ، فاستقدمه من البصرة ، فبعد ان دخل عليه عطس المنصور ، فلم يشمته سوار، فقال : ما يمنعك من ان تشمتني ؟ قال لانك لم تحمد الله ، فقال المنصور: قد حمدت في نفسي ، فقال سوار : فقد شمتك في نفسي ... فقال المنصور: ارجع الى عملك ، فانك اذا لم تحابني لم تحابِ غيري .

(29)

قيل لعمر بن عبد العزيز : يا امير المؤمنين .. لو اتيت المدينة ،فإن قضى الله موتا دفنت موضع القبر الرابع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم و أبي بكر و عمر.. فقال رضي الله عنه : و الله لئن يعذبني الله بكل عذاب إلا النار -فإنه لا صبر عليها - أحب إلي من أن يعلم الله من قلبي أني أرى نفسي لذلك أهلا

(28)
جاء رجل الى هشام بن عبد الملك ، فقال له: يا امير المؤمنين ، ان عبد الملك اقطع جدي قطعة ارض ، فأقرها الوليد و سليمان ، حتى اذا استخلف عمر بن عبد العزيز رحمه الله نزعها ، فقال له هشام: اعد مقالتك، فقال و اعاد قوله ..." حتى اذا استخلف عمر رحمه الله نزعها " ، و ترحم عليه و لم يترحم على من امر له بالقطعة، فقال هشام : والله ان فيك لعجباً .. انك تذكر من اعطى جدك القطعة و لا تترحم عليه، و تذكر من نزعها منك فتترحم عليه .... إنا قد أمضينا ما صنع عمر رحمه الله .

(27)

لما هرب سليمان بن عبد الملك من طاعون الشام قيل له: إن الله تعالى يقول " قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذاً لا تمتعون إلا قليلاً " قال: ذلك القليل أطلب.

(26)

كان هارون الرشيد يقرأ في المصحف فانتهى إلى قوله تعالى: " ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون " فقال: لعنه الله ما كان أوضعه، ادعى الربوبية بملك مصر! لأولينها أخس عبيدي، فولاها الخصيب



(25)

قيل لمحمد ابن الحنفية : كيف كان أبوك يقحمك المهالك ويولجك المضايق دون أخويك الحسن والحسين فقال: لأنهما كانا عينيه، وكنت يديه، فكان يقي عينيه بيديه.

(24)

قدم إلى الحجاج أسرى كانوا في ثورة ابن الأشعث فتقدم رجل منهم فقال : أيها الأمير : إن لي عليك حقاً . قال : وما حقك . قال : سبَّك ابن الأشعث يوماً فرددتُ عليه . قال : ومن يشهد بهذا ؟ فقام أحد الأسرى , فشهد بصدق الرجل . فقال له الحجاج : وأنت لماذا لم ترد على ابن الأشعث مثله ؟ قال : لقديم بغضي إياك. فأمر الحجاج أن يخلى عن الأول لحقه , وعن الثاني لصدقه وجرأته .

(23)

سأل رجل الفضل بن عياض وقد كف بصره: كيف وجدت ذهاب بصرك؟ فقال أصبت فيه راحتين. عصمتهما عن محارم الله ولا أنظر إلى ثقيل مثلك.

(22)

دخلت إحدى العجائز على السلطان سليمان القانوني تشكو إليه جنوده الذين سرقوا مواشيها بينما كانت نائمة فقال لها السلطان: كان عليك أن تسهري على مواشيك لا أن تنامي ، فأجابته: ظننتك أنت ساهر يا سيدي فنمت مطمئنة

(21)

جاء رجل إلى وجيه من وجهاء بلده فقال: أنا جارك وقد مات أخي فمر لي بكفن، قال: لا والله ما عندي شيء ولكن عد إلينا بعد أيام فسيكون ما تجد. قال: أصلحك الله فهل نملّح الميت إلى أن يتيسر عندك شيء؟!



(20)

دخل على مجلس معاوية شاعر فقال له ( إنّ ) فردّ عليه معاوية : ( وَ )
فانصرف الشاعر ، بعد ذلك سأله الحضور ما قال لك وما قلت له؟
فأجاب: أما قوله : (إنّ) فيقصد قوله تعالى: " إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة "
وأما ردّي (وَ) فأقصد قوله تعالى: "والشعراء يتبعهم الغاوون" فلما سمعها انصرف.

(19)

أنشد أبو تمام لأحمد بن المعتصم قصيدته التي مدحه بها:
مَا في وُقُوفِكَ سَاعَةً مِنْ بَاسِ..تَقْضِي ذِمامَ الأَرْبُعِ الأَدْرَاسِ
فَلَعَلَّ عَيْنَكَ أنْ تُعِينَ بِمَائِهَا......وَالدَّمْعُ مِنهُ خَاذِلٌ وَمْوَاسِي
فلما قال:
أَبْليَتَ هذَا المَجْدَ أَبْعَدَ غَايَةٍ.........فِيهِ وَأَكرَمَ شِيمةٍ ونِحَاسِ
إِقْدَامَ عَمْروٍ في سَماحَةِ حَاتِمٍ...في حِلْمِ أَحْنَفَ في ذَكَاءِ إِيَاسِ
قال له الكندي، وكان حاضراً وأراد الطعن عليه:
الأمير فوق مَن وصفت.
فأطرق قليلاً،ثم زاد في القصيدة بيتين لم يكونا فيها:
لاَ تُنْكِروُا ضَرْبِي لَهُ مَنْ دُونَهُ..مَثَلاً شَروُداً في النَّدَى وَالبَاسِ
فالله قد ضَرَبَ الأَقَلَّ لِنُورِهِ........مَثَلاً منَ المِشْكَاةِ وَالنِّبْرَاسِ


---------------

وبذلك أشار أبو تمام إلى قوله تعالى:
{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }النور35

(18)

أعد الخليفة هارون الرشيد مفاجأة للشاعر أبى نواس فاتفق مع جلسائه قبل حضور أبى
نواس اتفاقا سريا حتى يرى تصرف أبى نواس ، أعطى هارون الرشيد لكل واحد منهم بيضة . ثم حضر أبو نواس فسلم على الخليفة والحضور وجلس ، وبدأ الخليفة وجلساؤه فى تنفيذ الاتفاق ، أظهر الخليفة بعض الضيق على وجهه فقال له جلساؤه : ماذا بك يا أمير المؤمنين ؟ ، قال : لقد اختفى البيض من بغداد كلها والطبيب يوصى بضرورة وجود البي على مائدة طعامى ، قال أحدهم : نحن طوع أمرك حتى لو أمرتنا أن نصير دجاجا تبيض كل منها بيضة لك ، فقال الخليفة : أحقا تقولون ؟ حسنا عليكم أن تصيروا دجاجا ويعطينى كل منكم بيضة وجم أبو نواس ولم يعرف كيف يتصرف إذ سرعان ما وجد كل واحد من الحضور يخرج بيضة من موضع جلوسه وأعطاها للخليفة وهنا أسرع أبو نواس وصاح صياح الديك ، فقال له الخليفة : ماذا تفعل يا أبا نواس ؟ قال : يامولاى هؤلاء دجاجك وأنا ديكهم .فضحك الخليفة والحضور ودهشوا من حسن تصرفه وسرعة بديهته

(17)

دخل رجل على ابن شبرمة القاضي ليشهد في قضية فقال له ابن شبرمة:‏ ‏ لا أقبل شهادتك.‏

قال: ولم؟ ‏ ‏ قال: بلغني أن جارية غنت في مجلسٍ كنت فيه، فقلت لها: أحسنتِ .

قال الرجل:‏ ‏ قلت لها ذلك حين ابتدأت أو حين سكتت؟‏ ‏ قال: حين سكتت.‏

‏ قال: إنما استحسنتُ سكوتَها أيها القاضي.‏ ‏ فقبل شهادته. ‏
.

(16)


قال رجل ليوسف الصديق عليه السلام :

إني أحبك. فقال: وما صنع بي غير المحبة ، فقد أحبني أبي فطرحت لأجله في الجب، وأحبتني امرأة العزيز فحبست لأجلها في السجن بضع سنين.




(15)


وقال المتوكل لأبي العيناء: كيف ترى دارنا هذه ؟
فقال: يا أمير المؤمنين ، رأيت الناس يبنون الدور في الدنيا وأنت بنيت الدنيا في دارك.

(14)

قدم معاوية رضي الله عنه المدينة فدخل دار عثمان، فقالت عائشة بنت عثمان: وا أبتاه وبكت.
فقال معاوية: يا ابنة أخي إن الناس أعطونا طاعةً وأعطيناهم أماناً، وأظهرنا لهم حلماً تحته غضبٌ، وأظهروا لنا طاعةً تحتها حقدٌ، ومع كل إنسانٍ سيفه، وهو يرى مكان أنصاره، فإن نكثناهم نكثوا بنا، ولا ندري أعلينا يكون أم لنا، ولأن تكوني بنت عم أمير المؤمنين خيرٌ من أن تكوني امرأةً من عرض المسلمين.

(13)

جادل أعرابي هشام بن عبد الملك فعاتبه هشام على مجادلته ؛ فقال الأعرابي : " يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها " الآية ، أفنجادل الله ولا نجادلك !

(12)

مر سفيهان برجل مهذب فأرادا أن يسخرا منه ؛ فوقف أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره وسألاه : أمغفل أنت أم أحمق ؟ فقال لهما : أنا بين الاثنين .

(11)

من الأجوبة المسكتة ما حكى في كتاب الحدائق: أن رجلاً تنبأ في زمن المأمون فقيل له ما معجزك ؟ فقال اطرح هذه الحصاة التي في يدي في الماء فتذوب فيه، فاحضروا ماءاً؛ ففعل كما قال فقالوا حيلة في الحصاة ولكن نعطيك حصاة غيرها فذوبها، فقال يا قوم لستم أجل من فرعون ولا أنا أعظم من موسى ولم يقولوا له لا نرضى بما فعلته بعصاك وندفع إليك عصى أخرى، فضحك المأمون فاستتابه.



(10)

قال معاوية لعقيل بن أبي طالب: أين ترى عمك أبا لهب؟ قال:في النار، مفترشاً عمتك حماَّلة الحطب. وكانت أم جميل امرأة أبي لهب بنت حرب بن أمية ابن عبد شمس.

(09)

قال عبد الملك بن مروان لبثينة: ما رجا منك جميل؟ قالت: ما رجت منك الأمَّة حين ملكتك أمرها.


(08)
سأل رجل "إياسا" (وهو قاضي حكيم جدا) عن النبيذ، فقال: هو حرام ، فقال الرجل: أخبرني عن الماء؟
فقال: حلال
قال: فالمكسور؟ قال: حلال، قال: فالتمر؟ قال: حلال، قال: فما باله إذا اجتمع يحرم ؟! (يقصد نبيذ التمر)
فقال إياس: أرأيت لو رميتك بهذه الحفنة من التراب، أتوجعك؟
قال : لا ! قال: فهذه الحفنة من التبن؟ قال: لا توجعني! قال: فهذه الغرفة من الماء؟
قال: لا توجعني شيئا!
قال: أفرأيت إن خلطت هذا بهذا وهذا بهذا حتى صار طينا ثم تركته حتى استحجر ثم رميتك به أيوجعك؟
قال: إي والله وتقتلني!
قال: فكذلك تلك الأشياء إذا اجتمعت.

(07)

و كتب عمر بن عبد العزيز إلى الحسن:
أما بعد فإذا أتاك كتابي فعظني وأوجز
فكتب إليه الحسن:
أما بعد:
فاعص هواك والسلام.

(06)

ومن ذلك ما حكي أن الحجاج خرج يوماً متنزهاً فلما فرغ من نزهته صرف عنه أصحابه، وانفرد بنفسه، فإذا هو بشيخ من بني عجل فقال له: من أين أيها الشيخ؟ قال: من هذه القرية، قال: كيف ترون عمالكم؟ قال: شر عمال، يظلمون الناس، ويستحلون أموالهم، قال: فكيف قولك في الحجاج؟ قال: ذاك ما ولي العراق شر منه قبحه الله، وقبح من استعمله، قال: أتعرف من أنا؟ قال: لا، قال: أنا الحجاج، قال: جعلت فداك أو تعرف من أنا؟ قال: لا. قال: فلان بن فلان مجنون بني عجل أصرع في كل يوم مرتين، قال: فضحك الحجاج منه وأمر له بصلة.





(05)


دخل ابن عباس على معاوية و قد كف بصره فأجلسه معه على سريره ثم قال له :

أنتم معشر بني هاشم تصابون في أبصاركم .
فقال ابن عباس: و أنتم معشر بني أمية تصابون في بصائركم .

وعُيِّر مرة بذهاب بصره فأنشد :

إن يأخــذ الله مـــن عينيّ نورهما *** ففي لساني وقلبي منهما نـــور

قلبي ذكى وعقلي غير ذي دخل *** وفي فمي صارم كالسيف مشهور


**************

(04)

يروى أن أشعب كان قد أزمع سفراً ، فذهب لوداع جاريةٍ يحبها ، فقال لها وهما يتناجيان:
- اهديني هذا الخاتم لأتذكرك به في غيابي.
فأجابت:
- إنه من ذهب فأخاف أن تذهب ، ولكن: خذ هذا العود لعلك تعود، وتناولت عوداً من الأرض.

**************

(03)

رأى أحد الصالحين الخليفة هارون الرشيد ,فصاح به : ياهارون , لقد أتعبت الأمة , ولم يستقم أمرك. فأمر حراس فأحضروه فسأله بحنق : ما حملك على أن تناديني باسمي دون كنتي !؟ فقال : إن الله كني أعداءه فقال : (( تبت يدا أبي لهب وتب )) و سمى أولياءه فقال : [ يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ] , [ يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا ] .
فعفا عنه .


**************


(02)


أعجب الصمعي ببلاغة امرأة تكلمت عنده , فقال ما أحسن كلامك ! فقالت : و هل بقي بعد القرآن بلاغة ؟
إن آية واحدة جمعت أمرين و نهيين و بشارتين
فقال الصمعي : بالله أسمعيني . فقرأت قوله تعالى : ( و أوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليمًّ و لاتخافي و لا تحزني إنا رادُّوه إليكِ و جاعلوه من المرسلينَ ) .
فأعجبه علمهُا أكثر مما أدهشَته فصاحتُها .


**************

(01)


قال بعضهم: نزلت في بعض القرى وخرجت في الليل لحاجة فإذا أنا بأعمى على عاتقه جرة ومعه سراج. فقلت له: يا هذا؟ أنت والليل والنهار عندك سواء! فما معنى السراج؟
فقال: يا فضولي! حملته معي لأعمى البصيرة مثلك، يستضيء به. فلا يعثر بي فأقع أنا وتنكسر الجرة.

بارك الله فيك اخي احمد اطلت ووفيت من مقالك وذهبت عنا معظم الوقت لكن كانت في قمة ورعة حيث تشد اباب للتبعها الى اخر
بارك الله فيك

مشكوين على كل الكلمات المشجعة دمتم بكل ود.