المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
ريانية العود | ||||
عادل لطفي | ||||
عذب الكلام | ||||
zineb | ||||
azzouzekadi | ||||
بريق الكلمة | ||||
TARKANO | ||||
ليليان عبد الصمد | ||||
ام الفداء | ||||
السنديانة |
بحـث
.ft11 {FONT-SIZE: 12px; COLOR: #ff0000; FONT-FAMILY: Tahoma,Verdana, Arial, Helvetica; BACKGROUND-COLOR: #eeffff}
.IslamicData
{ font-family: Tahoma, Verdana, Arial, Helvetica, sans-serif;
font-size: 10pt; font-style: normal; line-height: normal; font-weight:
normal; font-variant: normal; color: #000000; text-decoration: none}
الساعة
عدد زوار المنتدى
غيوم خلف الشمس
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
غيوم خلف الشمس
ومرت سنين واحمد لم ينس ذلك الحب الصافي وظلت ذكرى رويدا محفورة في قلبه وكانها لا تزال معه وبين لحظة واخرى كان يعانق تلك السلسلة التي اهدتها له في اخر لقاء لهما وكانه يشتم رائحة الذكرى الحزينة واقسم في قرارة نفسه ان يدخل الجامعة كما وعدها ويصبح طبيبا لامعا فقد سعى والده جاهدا من اجل ان يعيده الى الثانوية لان احمد هو امله الوحيد لانتشاله من مستنقع الفقر الرهيب ولم يخيب الفتى تطلعات اهله ونجح بامتياز في شهادة البكالوريا وباعلى معدل في الثانوية وكانه يتحدى بطموحه وجه الزمن الكئيب واصر على ان يدخل كلية الطب لانها حلم حياته لما كان طالبا في الاعدادية مع رويدة .
وفتحت الجامعة ابوابها لاستقبال طلابها الجدد وانتقل احمد الى العاصمة ليسجل في الكلية وعندما وطات قدماه عتبة المدينة عادت اليه ذكريات الماصي فعانقت دمعة صغيرة خده الاسمر ومسح بسرعة دمعته وكانه يخشى ان يراه احد ودخل الجامعة ليسجل فيها وحانت منه التفاتة الى شابة كانها القمر وهي تقف امام مكتب التسجيلات وتفرس في وجهها وخفق فؤاده وتسارعت دقات قلبه .انها حبيبته رويدة لم يغير الزمن فيها شيئا الا انها ازدادت جمالا ورنت هي اليه وجحظت عيناها فرمت بكل لوازمها من غير قصد على الارض وركضت نحوه كطفلة صغيرة واسرع هو الخطى اليها وطفقا يبكيان كالاطفال وكانهما يغسلان بدموعهما سنين البؤس الماضية .وسجلا في نفس الكلية ثم خرجا الى حديقة قريبة وظلا يبكيان ويتاملان بعضهما ليشبعا نظرهما من بعض .
ومالت الشمس نحو الغروب والفتيان لا يفتان عن النظر الى بعضهما .وعادت هي الى البيت تترنح من شدة الفرح وكانها مخمورة وعجبت امها نادية لامرها فهي منذ رحيل احمد لم يشرق وجهها ولو بربع ابتسامة وسالتها في عجب
ما خطبك يا رويدة
اجابت الفتاة متعجبة
وهل يهولك ان يفرح قلبي الحزين او ان يتحرر ولو مرة واحدة من سجن الالم الا ترين معي ان الدخول الى الجامعة هو بمثابة هروب من هذا السجن الرهيب الذي يسجننا فيه السيد امين
ثم دخلت غرفتها وهي تبتسم والفرح العظيم يتراقص في عينيها .وكانها سعيدة وهي تخبا هذا السر العظيم بين جوانب قلبها البريئ .
وظلت تلتقي احمد لثلاث سنوات سرا ولم يلاحظ احد ان رويدة خرجت من عالم حزنها بسبب احمد بل ظن والدها المشغول على الدوام باعماله ان الجامعة هي سبب تغيرها وقد زال عنه حمل ثقيل لانه يعلم علم اليقين انه السبب في اكتئاب ابنته .
ولكن دوام الحال من المحال فقد عاد ابن عمها الجراح المشهور من المانيا وراى رويدة فطار عقله وقلبه من مكانهما وخطبها من والدها وذات مساء عادت والفرحة المعهودة مرسومة على شفتيها ولكنها انطفات بسرعة عندما رات ابن عمها مراد وتفاجات بخبر خطوبته لها ولكنها اعلنت في وجه والدها التحدي فهي لم تعد طفلة صغيرة يتحكم في مصيرها احد وقالت بشموخ
انا لن اتزوج الا من يختاره قلبي وعقلي وانا اسفة لرفض طلبك يا سيد مراد
لكن صفعة قوية قد دوت المكان وصافحت وجهها الجميل فامين معتاد على ان يامر والكل ينفذ اوامره فكيف لابنته الصغيرة ان تسفر التحدي في وجهه واقسم لها انها سوف تتزوجه رغما عنها فهو واخوه اتفقا منذ عهد بعيد على تزويج ابنته وابن اخيه .ولكن مراد ذو دهاء فقد طلب من عمه مهلة ليقنع رويدا بشخصه وقدم اوراقه الى الجامعة حيث تدرس الفتاه من ان اجل ان يقبلوه كمحاضر لانه اراد ان يعرف سبب رفض رويدا له خاصة وانه طبيب لامع ووسيم وتحلم اي فتاة مهما كان شانها بالزواج منه وبالفعل استطاع ان يكشف سبب رفضها له واخبر عمه بالامر وكاد صوابه يطير من مكانه فهو ظن انه تخلص من ذكرى احمد لكنه لم يدرك ان الحب الحقيقي يعيش ولو طالت سنوات الغياب واقسم على ان يزوج ابنته رغما عنها من الرجل الذي اختاره لها وحبسها في البيت .
وذات ليلة جمعت اغراضها وحثت الخطا نحو بيت احمد. مشت بين الازقة الضيقة تتلمس طريقها في تلك الليلة الموحشة ووصلت الى منزله وتفاجات امه صفية لرؤياها ولكن الفتاة هوت من شدة التعب والضغط الذي احاط بها لايام خاصة انها لم تاكل منذ يومين.وخفق قلب الفتى لما راها
وحملها بين ذراعيه وهزها في حنو وناداها بصوته العذب
رويدا رويدا استيقظي حبيبتي
واستفاقت الفتاة شيئا قشيئا واغرورقت عيناها بالدموع وقالت بشجن
ابي يريد ان يبعدني عنك علينا ان نتزوج يا احمد وبشكل سريع .لاني لا اتخيل حياتي بدونك
سقطت دمعة من عينيه وبللت وجهه الحزين ثم اجابها لا تتسرعي يا رويدا لاني لا اريد ان اتزوجك بهذه الطريقة المهينه فانا اود ان اتزوجك برضا والديك
لذلك اقسم عليك ان تعودي الى بيتك وان احضر غدا انا وابي من اجل خطبتك فقومي وعودي الى منزلك ولا تزيدي الامور سوءا .
قالت له ساخرة
اتظن ان السيد امين يرضى ان يزوجك ابنته انك تحلم يا احمد
رد بحزم
ساحاول ذلك جاهدا ولو ردني ابوك الف مرة فكرماتي وكبرياءي بساط لك حبيبتي
نظرت امه اليه وتنهدت ودعت لهما بان يجمع الله شملهما
وعادت الفتاة واحمد يرافقها وعندما اوصلها الى البيت لمحه والدها فامر رجاله ان يوسعوه ضربا ةتلقى احمد ضربات موجعة وكادت روحه تزهق امام عيني حبيبته وهي تصرخ وتبكي وتحاول ان تنقذه من يدي رجال ابيها لكنهم كان يمسكونها بقوة واستطاعت في لحظة غفلة منهم ان تنفلت من ايديهم ودخلت مسرعة الى القصر ثم خرجت مرة اخرى تحمل سكينا وصرخت بقوة بعد ان وضعت ذبابة السكين على صدرها
اذا لم تامرهم يا ابي ان يتركو احمد غرست هذا السكين بين ضلوع قلبي
وعرف والدها انها ستفعل ذلك ان لم ينفذ طلبها وترك رجاله احمد وقد غشي عليه من شدة الالم .ولكنه تحامل على نفسه وعاد الهوينة الى بيته وهو يتمايل من هول ما اصابه وعندما وصل الى بيته سقط مغميا عليه وقد هال امه ما اصابه وطفقت تصرخ من شدة الشجن .
وودخلت رويدا البيت ثم اقفلت الباب على نفسها ولم تفتح لامها التي تعذبت لرؤيتها بذلك الشكل وبفيت ثلاثة ايام بدون اكل اوشرب وارتفعت حرارتها وصارعت الحمى لايام طويلة وامها لا تستطيع ان تفعل شيئا لاجلها لكنها فتشت في مذكراتها عن شيئ يساعدها وينقذ ابنتها وقد اخذت عنوانا صغيرا واتجهت نحوه ثم طرقت باب ساكنيه ففتحت لها عجوز بائسة هي والدة احمد وسالت المراة عن الفتى فاذ به طريح الفراش ولكنه عندما راى نادية والدة حبيبته وقد قرا على ملامحها الشجن اسرع نحوها رغم المه وسالها في لهفة
مابال حبيبتي هل اصابها من خطب
اجابته والدمع الاسير قد فر من مقلتيها
نعم يا ولدي رويدا تصارع الموت فاذا شئت انتشلها منه واذا شئت دعها لاقدارها.اني اعلم يا ولدي انك سر سعادتها فحررها من الجحيم الذي يسجننا فيه امين ارجوك انقذ ابنتي
قالت هذا ثم خرجت مسرعة الى حيث ابنتها من اجل ان تكون معها
حل الليل واذ بشبح يحوم حول قصر ضخم يحاول ان يتسلق احدى الشرفات .انه احمد جاء ليلبي نداء قلبه ووصل الى اعلى الشرفة فراى حبيبته ممدة على سريرها تصارع الحمى وايقظها بهدوء وفتحت عينيها والبسمة الصغيرة تحاول ان تغزو ملامحها التي علاها الاصفرار
وقال احمد بحنو
جئت لاخذك من هذا السجن جئت لابتعد بك الى اقصى مكان لا يجدنا فيه امين
عادت الحياة تدب في اوصالها وحملها الفتى بين ذراعيه ليضعها على كتفيه لكنهما سمعا مفتاح الباب يدور فجحظت عيناهما نحوه واذا بالسيدة نادية اتت وفي يدها صندوق صغير فقد رات احمد يدخل القصر وعلمت انه جاء لياخذ رويدا فجمعت لهما كل ما تملكه من جواهر ليستعينا بها على حياتهما لكن احمد رفض ذلك واصرت نادية على ذلك فحملها وحمل الصندوق ونزل شيئا فشيئا من ااعلى الشرفة ورويدا تمسكه جيدا وابتعدا عن ناظر امها وكم كان كان منظرهما جميلا وكانهما روح واحدة في جسد واحد.وخاصة انه كان يحملها بتلك الطريقة
ابتعدا عن المدينة وتزوجا واقاما بجانب نهر صغير كانا يسيران على شاطئه يوميا وذات يوم مشيا كعادتهما فقالت رويدا
احمد اذا افترقنا ذات يوم عدني انك لن تنساني ابدا
وضع يده على فمها واجاب
صه لا تقولي هذا سوف لن نفترق ابدا وستكبرين ويحيط اولاد اولادنا بنا ونحكي لهم حكايتنا ليعلمو ان الحب يعيش رغما عن الجميع.
ابتسمت لكنها شعرت بدوار خفيف اصبح يصيبها بين الفينة والاخرى ولم ترد ان تشوش خاطر احمد فدارت عنه مرضها لكن الصداع والدوار اصبح يفوق احتمالها ورغم انها حاولت ان تداري عنه ذلك لكن الاغماءات المتكررة اصبحت تداهمها
واصر الفتى ان ياخذها الى الطبيب وهناك علم انها مصابة بداء خبيث على مستوى راسها وانها مسالة ايام وتفارق الحياة .انهار احمد لم يستطع ان يقاوم فعانقها بشدة وكانه يريد ان يترك عبقها عالقا بجسده وان كان عبقها لا تمحوه الايام وطلب الطبيب ان تبقى في المستشفى لكى يخفف الدواء عنها بعض الامها .وطلبت من فتاها ان يحضر امها واباها لانها علمت انها ستفارق الحياة ان اجلا ام عاجلا.
وحضرت امها وابوها ثم طلبت من امها ان تخرج وتتركها مع والدها وزوجها ووضعت يد امين على يد احمد وقالت
ابي اعرف انك غاضب مني ومن احمد فارجوك سامحنا وارصى عنه بحق اغلى شيئ عندك ياابي اعتبره اخر طلب لي في الحياة
اغرورقت عينا ابيها وضمها الى صدره وقال
انت اغلى ما عندي في الحياة فاغفري لي طيشي وطموحي الزائف ارجوك يا ابنتي سامحي هذا العجوز الاحمق على ما جنته يداه فيك وفي هذا الفتى وعانق الرجل صهره ثم
قبلت يد والدها وراسه ثم قالت بحنو
دعني مع احمد قليلا
خرج امين والدمع يمزق قلبه .
وضعت يدها في يد احمد ودنت منه وعانقته قائلة
انت اجمل شيئ احسسته انت الحب الصادق الذي لم يخفق قلبي لسواه فارجوك سامحني اذا سببت لك جرحا او انزلت من غير قصد دمعة غالية من عينيك
ثم صمتت وطال صمتها فهزها الفتى بين ذراعيه لم يصدق انها اصبحت جثة هامده هزها مرات ومرات وهو يصرخ وقد ملا صراخه المستشفى ولم يخلصو الجثة من بين يديه الا بصعوبة بالغة فقد ابى ان يسلمهم جثة حبيبته ليواروها التراب بل انه اختفى عن انظار الجميع لايام طويلة وقد فقد نطقه فلم يعد قادرا على الكلام واعتصم في بيتهما الحجري الذي تزوجا فيه و الذي بجانب النهر لايام وقد اصبح كالمجنون لا يفرق بين حقيقة اوخيال ولا يسمع شيئا سوى همس حبيبته وذات يوم وجدوه جثة هامدة على قبر رويدا .وكانه راى انه لا جدوى من الحياة من دون حبيبته ولا فائدة من الدنيا من دونها
وفتحت الجامعة ابوابها لاستقبال طلابها الجدد وانتقل احمد الى العاصمة ليسجل في الكلية وعندما وطات قدماه عتبة المدينة عادت اليه ذكريات الماصي فعانقت دمعة صغيرة خده الاسمر ومسح بسرعة دمعته وكانه يخشى ان يراه احد ودخل الجامعة ليسجل فيها وحانت منه التفاتة الى شابة كانها القمر وهي تقف امام مكتب التسجيلات وتفرس في وجهها وخفق فؤاده وتسارعت دقات قلبه .انها حبيبته رويدة لم يغير الزمن فيها شيئا الا انها ازدادت جمالا ورنت هي اليه وجحظت عيناها فرمت بكل لوازمها من غير قصد على الارض وركضت نحوه كطفلة صغيرة واسرع هو الخطى اليها وطفقا يبكيان كالاطفال وكانهما يغسلان بدموعهما سنين البؤس الماضية .وسجلا في نفس الكلية ثم خرجا الى حديقة قريبة وظلا يبكيان ويتاملان بعضهما ليشبعا نظرهما من بعض .
ومالت الشمس نحو الغروب والفتيان لا يفتان عن النظر الى بعضهما .وعادت هي الى البيت تترنح من شدة الفرح وكانها مخمورة وعجبت امها نادية لامرها فهي منذ رحيل احمد لم يشرق وجهها ولو بربع ابتسامة وسالتها في عجب
ما خطبك يا رويدة
اجابت الفتاة متعجبة
وهل يهولك ان يفرح قلبي الحزين او ان يتحرر ولو مرة واحدة من سجن الالم الا ترين معي ان الدخول الى الجامعة هو بمثابة هروب من هذا السجن الرهيب الذي يسجننا فيه السيد امين
ثم دخلت غرفتها وهي تبتسم والفرح العظيم يتراقص في عينيها .وكانها سعيدة وهي تخبا هذا السر العظيم بين جوانب قلبها البريئ .
وظلت تلتقي احمد لثلاث سنوات سرا ولم يلاحظ احد ان رويدة خرجت من عالم حزنها بسبب احمد بل ظن والدها المشغول على الدوام باعماله ان الجامعة هي سبب تغيرها وقد زال عنه حمل ثقيل لانه يعلم علم اليقين انه السبب في اكتئاب ابنته .
ولكن دوام الحال من المحال فقد عاد ابن عمها الجراح المشهور من المانيا وراى رويدة فطار عقله وقلبه من مكانهما وخطبها من والدها وذات مساء عادت والفرحة المعهودة مرسومة على شفتيها ولكنها انطفات بسرعة عندما رات ابن عمها مراد وتفاجات بخبر خطوبته لها ولكنها اعلنت في وجه والدها التحدي فهي لم تعد طفلة صغيرة يتحكم في مصيرها احد وقالت بشموخ
انا لن اتزوج الا من يختاره قلبي وعقلي وانا اسفة لرفض طلبك يا سيد مراد
لكن صفعة قوية قد دوت المكان وصافحت وجهها الجميل فامين معتاد على ان يامر والكل ينفذ اوامره فكيف لابنته الصغيرة ان تسفر التحدي في وجهه واقسم لها انها سوف تتزوجه رغما عنها فهو واخوه اتفقا منذ عهد بعيد على تزويج ابنته وابن اخيه .ولكن مراد ذو دهاء فقد طلب من عمه مهلة ليقنع رويدا بشخصه وقدم اوراقه الى الجامعة حيث تدرس الفتاه من ان اجل ان يقبلوه كمحاضر لانه اراد ان يعرف سبب رفض رويدا له خاصة وانه طبيب لامع ووسيم وتحلم اي فتاة مهما كان شانها بالزواج منه وبالفعل استطاع ان يكشف سبب رفضها له واخبر عمه بالامر وكاد صوابه يطير من مكانه فهو ظن انه تخلص من ذكرى احمد لكنه لم يدرك ان الحب الحقيقي يعيش ولو طالت سنوات الغياب واقسم على ان يزوج ابنته رغما عنها من الرجل الذي اختاره لها وحبسها في البيت .
وذات ليلة جمعت اغراضها وحثت الخطا نحو بيت احمد. مشت بين الازقة الضيقة تتلمس طريقها في تلك الليلة الموحشة ووصلت الى منزله وتفاجات امه صفية لرؤياها ولكن الفتاة هوت من شدة التعب والضغط الذي احاط بها لايام خاصة انها لم تاكل منذ يومين.وخفق قلب الفتى لما راها
وحملها بين ذراعيه وهزها في حنو وناداها بصوته العذب
رويدا رويدا استيقظي حبيبتي
واستفاقت الفتاة شيئا قشيئا واغرورقت عيناها بالدموع وقالت بشجن
ابي يريد ان يبعدني عنك علينا ان نتزوج يا احمد وبشكل سريع .لاني لا اتخيل حياتي بدونك
سقطت دمعة من عينيه وبللت وجهه الحزين ثم اجابها لا تتسرعي يا رويدا لاني لا اريد ان اتزوجك بهذه الطريقة المهينه فانا اود ان اتزوجك برضا والديك
لذلك اقسم عليك ان تعودي الى بيتك وان احضر غدا انا وابي من اجل خطبتك فقومي وعودي الى منزلك ولا تزيدي الامور سوءا .
قالت له ساخرة
اتظن ان السيد امين يرضى ان يزوجك ابنته انك تحلم يا احمد
رد بحزم
ساحاول ذلك جاهدا ولو ردني ابوك الف مرة فكرماتي وكبرياءي بساط لك حبيبتي
نظرت امه اليه وتنهدت ودعت لهما بان يجمع الله شملهما
وعادت الفتاة واحمد يرافقها وعندما اوصلها الى البيت لمحه والدها فامر رجاله ان يوسعوه ضربا ةتلقى احمد ضربات موجعة وكادت روحه تزهق امام عيني حبيبته وهي تصرخ وتبكي وتحاول ان تنقذه من يدي رجال ابيها لكنهم كان يمسكونها بقوة واستطاعت في لحظة غفلة منهم ان تنفلت من ايديهم ودخلت مسرعة الى القصر ثم خرجت مرة اخرى تحمل سكينا وصرخت بقوة بعد ان وضعت ذبابة السكين على صدرها
اذا لم تامرهم يا ابي ان يتركو احمد غرست هذا السكين بين ضلوع قلبي
وعرف والدها انها ستفعل ذلك ان لم ينفذ طلبها وترك رجاله احمد وقد غشي عليه من شدة الالم .ولكنه تحامل على نفسه وعاد الهوينة الى بيته وهو يتمايل من هول ما اصابه وعندما وصل الى بيته سقط مغميا عليه وقد هال امه ما اصابه وطفقت تصرخ من شدة الشجن .
وودخلت رويدا البيت ثم اقفلت الباب على نفسها ولم تفتح لامها التي تعذبت لرؤيتها بذلك الشكل وبفيت ثلاثة ايام بدون اكل اوشرب وارتفعت حرارتها وصارعت الحمى لايام طويلة وامها لا تستطيع ان تفعل شيئا لاجلها لكنها فتشت في مذكراتها عن شيئ يساعدها وينقذ ابنتها وقد اخذت عنوانا صغيرا واتجهت نحوه ثم طرقت باب ساكنيه ففتحت لها عجوز بائسة هي والدة احمد وسالت المراة عن الفتى فاذ به طريح الفراش ولكنه عندما راى نادية والدة حبيبته وقد قرا على ملامحها الشجن اسرع نحوها رغم المه وسالها في لهفة
مابال حبيبتي هل اصابها من خطب
اجابته والدمع الاسير قد فر من مقلتيها
نعم يا ولدي رويدا تصارع الموت فاذا شئت انتشلها منه واذا شئت دعها لاقدارها.اني اعلم يا ولدي انك سر سعادتها فحررها من الجحيم الذي يسجننا فيه امين ارجوك انقذ ابنتي
قالت هذا ثم خرجت مسرعة الى حيث ابنتها من اجل ان تكون معها
حل الليل واذ بشبح يحوم حول قصر ضخم يحاول ان يتسلق احدى الشرفات .انه احمد جاء ليلبي نداء قلبه ووصل الى اعلى الشرفة فراى حبيبته ممدة على سريرها تصارع الحمى وايقظها بهدوء وفتحت عينيها والبسمة الصغيرة تحاول ان تغزو ملامحها التي علاها الاصفرار
وقال احمد بحنو
جئت لاخذك من هذا السجن جئت لابتعد بك الى اقصى مكان لا يجدنا فيه امين
عادت الحياة تدب في اوصالها وحملها الفتى بين ذراعيه ليضعها على كتفيه لكنهما سمعا مفتاح الباب يدور فجحظت عيناهما نحوه واذا بالسيدة نادية اتت وفي يدها صندوق صغير فقد رات احمد يدخل القصر وعلمت انه جاء لياخذ رويدا فجمعت لهما كل ما تملكه من جواهر ليستعينا بها على حياتهما لكن احمد رفض ذلك واصرت نادية على ذلك فحملها وحمل الصندوق ونزل شيئا فشيئا من ااعلى الشرفة ورويدا تمسكه جيدا وابتعدا عن ناظر امها وكم كان كان منظرهما جميلا وكانهما روح واحدة في جسد واحد.وخاصة انه كان يحملها بتلك الطريقة
ابتعدا عن المدينة وتزوجا واقاما بجانب نهر صغير كانا يسيران على شاطئه يوميا وذات يوم مشيا كعادتهما فقالت رويدا
احمد اذا افترقنا ذات يوم عدني انك لن تنساني ابدا
وضع يده على فمها واجاب
صه لا تقولي هذا سوف لن نفترق ابدا وستكبرين ويحيط اولاد اولادنا بنا ونحكي لهم حكايتنا ليعلمو ان الحب يعيش رغما عن الجميع.
ابتسمت لكنها شعرت بدوار خفيف اصبح يصيبها بين الفينة والاخرى ولم ترد ان تشوش خاطر احمد فدارت عنه مرضها لكن الصداع والدوار اصبح يفوق احتمالها ورغم انها حاولت ان تداري عنه ذلك لكن الاغماءات المتكررة اصبحت تداهمها
واصر الفتى ان ياخذها الى الطبيب وهناك علم انها مصابة بداء خبيث على مستوى راسها وانها مسالة ايام وتفارق الحياة .انهار احمد لم يستطع ان يقاوم فعانقها بشدة وكانه يريد ان يترك عبقها عالقا بجسده وان كان عبقها لا تمحوه الايام وطلب الطبيب ان تبقى في المستشفى لكى يخفف الدواء عنها بعض الامها .وطلبت من فتاها ان يحضر امها واباها لانها علمت انها ستفارق الحياة ان اجلا ام عاجلا.
وحضرت امها وابوها ثم طلبت من امها ان تخرج وتتركها مع والدها وزوجها ووضعت يد امين على يد احمد وقالت
ابي اعرف انك غاضب مني ومن احمد فارجوك سامحنا وارصى عنه بحق اغلى شيئ عندك ياابي اعتبره اخر طلب لي في الحياة
اغرورقت عينا ابيها وضمها الى صدره وقال
انت اغلى ما عندي في الحياة فاغفري لي طيشي وطموحي الزائف ارجوك يا ابنتي سامحي هذا العجوز الاحمق على ما جنته يداه فيك وفي هذا الفتى وعانق الرجل صهره ثم
قبلت يد والدها وراسه ثم قالت بحنو
دعني مع احمد قليلا
خرج امين والدمع يمزق قلبه .
وضعت يدها في يد احمد ودنت منه وعانقته قائلة
انت اجمل شيئ احسسته انت الحب الصادق الذي لم يخفق قلبي لسواه فارجوك سامحني اذا سببت لك جرحا او انزلت من غير قصد دمعة غالية من عينيك
ثم صمتت وطال صمتها فهزها الفتى بين ذراعيه لم يصدق انها اصبحت جثة هامده هزها مرات ومرات وهو يصرخ وقد ملا صراخه المستشفى ولم يخلصو الجثة من بين يديه الا بصعوبة بالغة فقد ابى ان يسلمهم جثة حبيبته ليواروها التراب بل انه اختفى عن انظار الجميع لايام طويلة وقد فقد نطقه فلم يعد قادرا على الكلام واعتصم في بيتهما الحجري الذي تزوجا فيه و الذي بجانب النهر لايام وقد اصبح كالمجنون لا يفرق بين حقيقة اوخيال ولا يسمع شيئا سوى همس حبيبته وذات يوم وجدوه جثة هامدة على قبر رويدا .وكانه راى انه لا جدوى من الحياة من دون حبيبته ولا فائدة من الدنيا من دونها
القمر الحزين- كبار الشخصيات
- عدد المساهمات : 238
تاريخ التسجيل : 25/05/2011
رد: غيوم خلف الشمس
جزااااااااك الله ألف خير
كلمااااات في منتهى الرووووووووعة
كلمااااات في منتهى الرووووووووعة
عذب الكلام- مشرف
- عدد المساهمات : 6185
تاريخ التسجيل : 17/01/2011
العمر : 45
رد: غيوم خلف الشمس
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تسلم اناملك يا عزيزتي شكرآ بزاف
ريانية العود- إدارة
- عدد المساهمات : 17871
تاريخ التسجيل : 15/01/2011
الموقع : قلب قطر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يونيو 20, 2024 12:29 pm من طرف azzouzekadi
» لحدود ( المقدرة شرعاً )
الثلاثاء يوليو 04, 2023 1:42 pm من طرف azzouzekadi
» يؤدي المصلون الوهرانيون الجمعة القادم صلاتهم في جامع عبد الحميد بن باديس
الأحد ديسمبر 15, 2019 10:06 pm من طرف azzouzekadi
» لا اله الا الله
الأحد يناير 28, 2018 7:51 pm من طرف azzouzekadi
» قصص للأطفال عن الثورة الجزائرية. بقلم داؤود محمد
الثلاثاء يناير 31, 2017 11:52 pm من طرف azzouzekadi
» عيدكم مبارك
الإثنين سبتمبر 12, 2016 11:14 pm من طرف azzouzekadi
» تويتر تساعد الجدد في اختياراتهم
السبت فبراير 06, 2016 3:47 pm من طرف azzouzekadi
» لاتغمض عينيك عند السجود
السبت يناير 30, 2016 10:52 pm من طرف azzouzekadi
» مباراة بين لاعبي ريال مدريد ضد 100 طفل صيني
الخميس يناير 14, 2016 11:18 pm من طرف azzouzekadi