مناهج جديدة يتم تدريسها في المدارس المستقلة( منهج الثقافة الأسرية، والتربية القيمية والتربية البدنية، )

من بين انجازات هيئة التعليم بالمجلس الاعلى للتعليم للعام الدراسي الحالي إعداد أطر مناهج جديدة يتم تدريسها في المدارس المستقلة هي أطر منهج الثقافة الأسرية، والتربية القيمية والتربية البدنية، استكمالاً لمنظومة معايير المناهج التي تشمل كلاً من اللغتين العربية والانجليزية والعلوم والرياضيات والدراسات الاجتماعية والعلوم الشرعية، التي تهدف إلى بناء الشخصية المتكاملة للطلاب أكاديمياً واجتماعياً وبدنياً. وتم تدريس الإطار العام لمنهج الثقافة الأسرية بشكل تجريبي في 12 مدرسة لأول مرة خلال العام الدراسي الحالي 2007/2008 ، تمهيداً لتدريسه في العام الدراسي القادم في جميع المدارس المستقلة.

ويهدف منهج التربية الأسرية إلى تعليم الطلاب كيفية التعامل مع أفراد أسرهم، وإقامة علاقات صحية مع أفراد المجتمع، كما يهدف إلي زرع الثقة في نفوس الطلاب وتشجيعهم علي سلوكيات ايجابية. وكانت هيئة التعليم بالمجلس الأعلى للتعليم قد أعلنت سابقاً أن الهدف من تدريس الإطار العام لمنهج الثقافة الأسرية في المدارس المستقلة هو تعزيز النمو الذاتي والاجتماعي للمتعلمين وتمكينهم من تطوير مهاراتهم واتجاهاتهم وقيمهم وسماتهم الشخصية ومن ثم تقييمها وتطبيقها وتوظيفها لتعزيز فعاليتهم الذاتية والاجتماعية وتنمية إحساسهم بتقدير الذات وتهيئتهم واعداهم لمواجهة التحديات والمسؤوليات الناجمة عن علاقاتهم مع الآخرين من منطلق كونهم أفرادا في عائلاتهم و مجتمعهم وتعديل وتغيير سلوكياتهم واتجاهاتهم ومواقفهم السلبية تجاه أنفسهم وأسرهم ومجتمعهم ووطنهم إلى مواقف ايجابية داعمة للبناء والتطوير والتقدم في ظل عالم سريع التغيير.
معايير دولية
وفي هذا السياق، أوضحت الأستاذة صباح الهيدوس مديرة هيئة التعليم قائلة " لقد تمّ الإعلان عن الإطار العام لوثيقة منهج الثقافة الأسرية في سبتمبر 2007م والتي تمّ إعدادها من قِبل لجنة علمية رفيعة المستوى ومتعددة التخصصات وذلك بالتعاون والتنسيق مع مركز الاستشارات العائلية، وبعد تطوير الوثيقة وصياغتها حسب المعايير الدولية ووضعها في قالب تربوي بصورة علمية ومنهجية تمّ تكييفها لتراعي قيم الدين والثقافة القطرية، إذ طبقت بصورة تجريبية في 15 مدرسة مستقلة منها 11 مدرسة بالمرحلة الثانوية و3 بالمرحلة الابتدائية ومدرسة واحدة بالمرحلة الإعدادية وذلك أسوة بإطار منهج الثقافة القيمية كما نُظمت ورش عمل تدريبية لهذه المدارس وتمت مراجعة خططها التعليمية وذلك للاطمئنان على كيفية تدريسها لهذه المادة".

وأضافت" يركز الإطار العام لمنهج الثقافة الأسرية على العديد من الجوانب الخاصة بالثقافة الأسرية والمتمثلة في الجوانب الأخلاقية والاجتماعية والثقافية والجسدية والروحية والجنسية والانفعالية والتي يمكن تطويرها ضمن الإطار المدرسي لتعزيز بناء شخصية المتعلم بصورة تربوية وعلمية ومنهجية سليمة وتحصينه وحمايته من الأخطار المحدقة في ظل عولمة لا تعترف بالخصوصية الثقافية تدعمها ثورة غير مُرَشدة في عالم الاتصالات والمعلومات والفضائيات، لذلك تقوم هيئة التعليم بزيارات ميدانية منتظمة للمدارس للوقوف على سير العملية التدريسية ومراجعة خطط الدرس وتبادل الأفكار ووجهات النظر معها دون التأثير على استقلاليتها في كيفية تدريس الإطار العام لمنهج الثقافة الأسرية"
الثانوية المستقلة شهادة معتمدةتعتبر الشهادة الثانوية العامة للمدارس الثانوية المستقلة شهادة وطنية رسمية معتمدة تستد إلى تقييمات تربوية ذات مصداقية عالية تشمل التقييمات المدرسية والاختبارات القياسية الخارجية التى تقوم بها هيئة التقييم.

وقد تم بناء الاختبارات الخارجية للشهادة الثانوية العامة وفق معايير المجلس الأعلى للتعليم في أربع مواد هي اللغة العربية واللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم والتي بنيت على معايير الصف الثاني عشر للمستوى التأسيسي لهذا الصف ، كما تم احتساب 50% للدرجة الكلية للشهادة الثانوية للتقييم الداخلي للمدرسة و 50 % من الدرجة للاختبارات الخارجية الموحدة ، انطلاقاً من أهمية دور المعلم والمدرسة في تقييم أداء الطالب في المواد الدراسية وأثر ذلك على تحقيق جودة التعليم الذي يضيف أثراً إيجابياً وفاعلاً في رفع أداء الطلبة.

وكانت هيئة التقييم قد قامت على مدى العام الدراسي الحالي بدعم عملية التقييمات المدرسية وإرساء القواعد الصحيحة لها بتوفير فريق من المحكمين لمواد التقييمات المدرسية إضافة إلى فريق من المحكمين المحليين من كل مدرسة مشاركة في الاختبارات لتقييم الإنجازات المتميزة للطلبة في الصف الثاني عشر . وقد صنفت تلك الإنجازات إلى خمس مجموعات مع بناء معايير محددة يقوم بتطبيقها فريق التحكيم المحلي الذي تم تدريبه للتحكيم وفقاً للمعايير الموضوعة بهدف تسجيل الإنجازات المتميزة على شهادات الطلبة المستحقين لها في المجال الديني أو الثقافي أو العلمي أو الرياضي أو الاجتماعي . وتشمل الشهادة الثانوية العامة التي سيتسلمها الطلبة أربعة مكونات أساسية هي الدرجة العامة الكلية لنتائج الطالب والدرجة المجمعة التفصيلية للمواد ونتائج تحصيل المواد الدراسية للطالب بالمدرسة والإنجازات الإضافية المتميزة للطالب .

وتعتبر هيئة التقييم التي تعد وتشرف على إجراء هذه الاختبارات هي الجهة المختصة بتقييم جميع طلبة المدارس المستقلة وتقييم أداء المدارس من خلال تقييم منهجي مبني على المخرجات باستخدام أدوات ووسائل مختلفة ، ونشر نتائج التقييم بكل موضوعية وشفافية لتحقيق المساءلة التربوية والتطوير المستمر للنظام التعليمي بالدولة وذلك ضمن هيئات المجلس الأعلى للتعليم الذي يعد السلطة العليا بالدولة المسئولة عن رسم السياسات التربوية والإشراف على تنفيذ مبادرة دولة قطر لتطوير التعليم العام والتي تحمل شعار /تعليم لمرحلة جديدة/ وتسعى إلى إنشاء نظام أكاديمي عالمي المستوى . يذكر أن المجلس الأعلى للتعليم هو السلطة العليا بالدولة المسئولة عن رسم السياسة التربوية والإشراف على تنفيذ مبادرة دولة قطر لتطوير التعليم العام "تعليم لمرحلة جديدة" من خلال هيئاته الثلاث وهي هيئة التقييم والتعليم و التعليم العالي التي تسعى لإنشاء نظام تعليمي عالمي المستوى.
الثقافة الأسرية فى المدارس
وفي محاولة للتعرف على حصاد العام الأول لتدريس هذه المادة، واستطلاع الآراء المختلفة حول تدريس المادة في مدارسنا المستقلة، التقينا عدداً من المعنيين من مسؤولين وتربويين وطلاب ، وكانت آراؤهم في مجملها تجمع على أهمية هذه المادة في زيادة الوعي الاجتماعي لدى الطلاب والطالبات. في البداية تقول السيدة منى الكواري مسؤولة برنامج الثقافة الأسرية بمكتب معايير المناهج بهيئة التعليم إن إطار منهج الثقافة الأسرية يدور حول سبعة محاور: الأخلاقية والاجتماعية والثقافية والجسدية والروحية والجنسية والانفعالية. وبالنسبة لتدريس المنهج في المدارس المستقلة- قالت لقد بدأنا ب 12 مدرسة فقط هذا العام، وكانت المدارس تتمتع بالحرية في تدريس المنهج، فمنها من أقرها كمادة منفصلة، بينما استخدمت مدارس أخرى محتويات المنهج وقامت بدمج محاوره في المواد المختلفة مثل الدراسات الاجتماعية والعلوم الشرعية وغيرها.

وعقدت ورش تدريبية للمعلمين القائمين على تدريس المادة في المدارس المحددة. وتقول المؤشرات التي لدينا أن هناك إقبالا كبيراً من الطلاب على هذه المادة. وأشارت إلى أن الثقافة الجنسية، ليست إلا أحد محاور الإطار العام ،وبالتالي ليس من الصحيح تسميتها بهذا الاسم. ويتم تدريسها في إطار ديننا الإسلامي الحنيف وشريعتنا السمحاء وينبغي أن تقع التربية الجنسية ضمن إطار عام واضح من القيم الإسلامية مع أهمية الوعي بالقوانين التي تحكم السلوك الجنسي ، وأن أهميتها تزداد في هذا العصر الذي يشهد انفجاراً للمعلومات، وسهولة حصول أبنائنا على العديد من المعلومات والمفاهيم المغلوطة من مصادر متعددة. إضافة إلى أن تدريس هذه المادة يساير اتجاه الدولة لنشر الثقافة الأسرية، مما يعد دعماً لدور المجلس الأعلى لشؤون الأسرة. كما أكدت الأستاذة منى الكواري أن هيئة التعليم شكلت لجنة لتنقيح إطار منهج الثقافة الأسرية، وفقاً للتغذية الراجعة من المدارس التجريبية، والزيارات الميدانية التي قامت بها اللجنة لهذه المدارس.
منهج التربية الأسرية
يركز منهج التربية الأسرية على الجوانب الخاصة بالثقافة الأسرية المتمثلة في الجوانب الأخلاقية والاجتماعية والثقافية والجسدية والروحية والجنسية والانفعالية، والتي يمكن تطويرها ضمن الإطار المدرسي. كما تدرس المادة المعلومات والمفاهيم والمهارات والقيم والاتجاهات المرتبطة بإطار منهج الثقافة الأسرية بشكل مخطط له، في نطاق معايير المناهج الحالية التي تتضمن اللغتين العربية والانجليزية والعلوم والرياضيات، ومنهج الدراسات الإسلامية ومنهج الدراسات الاجتماعية ومنهج التربية القيمية.

ويهدف إطار المنهج إلى تمكين المتعلمين من تطوير مهاراتهم واتجاهاتهم وقيمهم وسماتهم الشخصية، ومن ثم تقييمها وتطبيقها وذلك من أجل تحقيق الأهداف التالية: إعداد المتعلمين ليكونوا فاعلين اجتماعياً وذاتياً. تنمية الإحساس بتقدير الذات وتحمل المسؤولية الشخصية. إعداد المتعلمين لمواجهة التحديات والمسؤوليات الناجمة عن علاقاتهم مع الآخرين وعن كونهم أفراداً في عائلاتهم. دعم وتشجيع الاتجاهات والسلوكيات الإيجابية عند المتعلمين، وتعديل وتغيير الاتجاهات والسلوكيات السلبية عند المتعلمين تجاه أنفسهم وأسرهم وعلاقاتهم بالآخرين.
النمو الجنسي لدى الأطفال
وبخصوص الجانب الجنسي نص الإطار العام للمنهج على انه نتيجة لحدوث النمو الجنسي لدى الأطفال، فإنهم سيحتاجون إلى فهم التغيرات الجسدية الناتجة عن ذلك والقدرة على التحكم بالمشاعر الجنسية وتحمل المسؤولية ويتمثل السياق الخاص باستكشاف الجوانب المتعددة الخاصة بالنشاط الجنسي، وينبغي أن تقع التربية الجنسية ضمن إطار عام واضح من القيم الإسلامية مع أهمية الوعي بالقوانين التي تحكم السلوك الجنسي. أما بالنسبة للأنماط الخاصة بالحياة الأسرية بأشكالها المتعددة مثل الزواج والأبوة والمسائل الأخرى الأكثر حساسية، فإنه ينبغي مراعاة التوازن عند تقديمها، بحيث تتسم عملية مناقشة المسائل الأخلاقية بالموضوعية. الطلبة : المادة مفيدة لنا في الحياة العملية وبالنسبة لآراء الطلبة والطالبات، فقد أجمعت الطالبات اللاتي التقيناهن في مدرسة آمنة بنت وهب الثانوية المستقلة للبنات على استفادتهن من المنهج، وقالت إحداهن "مثل هذه المادة تفيدني في حياتي سواء في سن المراهقة أو بعد هذه المرحلة".
وعن مدى توفر مصادر جيدة وحديثة للمادة العلمية، قالت الطالبات إن المادة تدرس من خلال حصص اللغة العربية والتربية الإسلامية والمهارات الحياتية والأنشطة المدرسية كالمحاضرات. وعن مدى ارتباط الجزء العملي بالنظري قالت معظم الطالبات إن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الجوانب النظرية والتطبيقية للمنهج. من جهتهم طالب طلاب مدرسة الدوحة الثانوية للبنين بالمزيد من الاهتمام بمنهج التربية الأسرية، وذلك بتوفير معلمين متخصصين في تدريس المادة نظراً لأهميتها، كما أعربوا عن رغبتهم في توفير مصادر علمية للمنهج، والربط بين الجانبين النظري والتطبيقي. وأعربوا عن اعتقادهم بأن المادة مهمة لأنها" تساعد على حل المشاكل الأسرية وعرض ومناقشة المشاكل الاجتماعية" على حد تعبير أحدهم. بينما أكد آخر: "إن المنهج ضروري لكي نعالج مشاكلنا الأسرية، وفي حياتنا المستقبلية مع الزوجة والأطفال" وأضاف أحد الطلاب: " إن المقرر يحتوي على مشاكل أسرية وحلولها بالإضافة لكيفية التعامل مع الزوجة في المستقبل و الكثير من ذلك , فهي تخدم الطالب بشكل كبير وينعكس ذلك ايجابيا في أسرته ومجتمعه كذلك." و في نفس المدرسة ، رأى بعض الطلاب إن الوقت مازال مبكراً بالنسبة لهم ليتعلموا أشياء عن الأسرة والأطفال، لأنهم في سن المراهقة. يقول أحد الطلبة: : في الواقع أظن أنه هناك الكثير والكثير لنتعلمه في أمور الحياة، ولكن .. هل يجب أن نتعلم كل ما يجب أن نتعلمه عن الحياة في المدرسة؟ أليس المفترض أن يكون هناك جزء نتعلمه في المدرسة والجزء الآخر يكمله البيت؟ هل يجب أن نتعلم كيف نعتني بـ (زوجتنا) ونحن لم نبلغ سن البلوغ القانوني؟ وهل يجب أن نتعلم كيف نعتني بـ (أطفالنا) في حين أننا مجرد مراهقين؟
المعلمون:
إقبال كبير من الطلاب أما الأستاذ فايد سعود منسق مادة الثقافة الأسرية بمدرسة الدوحة الثانوية للبنين، فقال: إن المادة تزيد وعي الطلاب في تكوين أسرة سوية يكون إطارها الدين الإسلامي الحنيف. كما أنها تمثل تحصينا للطلاب من أخطار الأمراض وخاصة الجنسية منها كالايدز والهربس. وأكد لنا الأستاذ سعود إن إقبال الطلاب رائع على هذه المادة ونقوم بتشجيع الطلاب على كتابة المشاريع التي تثري المنهاج الدراسي وعرضها على الباوربوينت، وإعداد أوراق عمل، كما نقوم بعمل اختبار شهري للطلاب. ومن مدرسة الإيمان الثانوية المستقلة للبنات، صرحت السيدة هدى بوهندي منسقة المادة إن مادة الثقافة الأسرية منقسمة لدينا لعدة مواد كلها تندرج تحت المادة الأساسية وهي الصحة النفسية ،سكن ومودة ، جددي حياتك ،التغذية الصحية ،الترويح والخلاء ، اتيكيت ،إدارة الوقت، علم التشريح ،التربية الصحية، الرياضيات في الحياة ،ال banking ،التسويق . وأضافت الأستاذة بوهندي إننا لا نجد أي صعوبات في المنهج وتطبيقه وقالت هي مادة لها إقبال كبير حيث تتضمن عدة أفرع وتقوم الطالبة باختيار الفرع الذي يناسبها وتسجل بها. وكل مادة من هذه المواد يتولاها قسم من مواد المدرسة على سبيل المثال " banking " يتولاها قسم اللغة الانجليزية ،سكن ومودة يتولاها قسم الشريعة ،علم التشريح يتولاها قسم التربية الصحية ،الترويح والخلاء يتولاها قسم الرياضة ،وهناك تفكير فى زيادة هذه المواد في السنة المقبلة التي تندرج تحت الثقافة الأسرية لتأثيرها الايجابي على الطالبات في حياتهم والتي تفيدهم في حياتهم العملية ويتم تدريس المنهج نظريا من خلال الشرح وعمليا من خلال الورش التي تقام بالمدرسة. وهذه المواد تعود بفائدة كبيرة على الطالبات وتفيدهم جدا بحياتهم العملية. وقد حدثتنا الطبيبة د. صفاء فضل الأحمد التي تدرس الصحة النفسية بالمدرسة، فقالت إن هذه المادة من أكثر المواد التي تجذب الطالبات لأنها تفسر لهن أشياء كثيرة يريدون أن يعرفونها في هذا السن، وتعتبر مادة سكن ومودة أيضا من أكثر المواد التي تجذب الطالبات.
وفي مدرسة آمنة بنت وهب الثانوية المستقلة للبنات، صرحت السيدة جميلة توفيق منسقة المادة التي تدرس أيضا جزءا من المادة عن طريق منهجها باللغة العربية - انه يتم تطبيق المنهج عن طريق مواد اللغة العربية والعلوم الشرعية والعلوم والدراسات الاجتماعية والمهارات الحياتية للتربية البدنية والأنشطة وعلى انه يتم عقد ورش عمل لتقسيم الأدوار والمهارات ، كما تم انجاز مجموعة من الأنشطة التي ترسخ القيم والاتجاهات المطلوبة. وأشار الإطار العام لمحتوى إطار منهج الثقافة الأسرية إلى أنه يتعين على المدارس عند تطوير محتوى منهج الثقافة الأسرية، الأخذ بالاعتبار الطرق العملية لتحقيق الأهداف العامة التي وردت في هذه الوثيقة. ومن المهم في البداية تناول المعرفة والمهارات والاتجاهات والقيم التي تريد المدرسة تطويرها في طلبتها من منظور كلي وشامل. فعلى سبيل المثال، ينبغي الأخذ بالاعتبار الأمور التالية: بيئة تعلم محفزة (المعروضات والمجسمات والأماكن الهادئة والممرات وأماكن تجمع الطلبة). جو المدرسة والروح السائدة فيها. تهيئة الظروف المريحة للمتعلمين مع إبقائهم متيقظين في حالة تعلم مثلى. تقدير الإنجازات على اختلاف أنواعها والاحتفاء بها. التأكد من أن الراشدين يمثلون قدوة حسنة في المدرسة. التعامل مع المناسبات الخاصة.

وسيتم تنفيذ البرنامج الخاص بإطار منهج الثقافة الأسرية في عدد من السياقات المختلفة، حيث سيتضمن مجموعة من الخبرات التي سيتم تقديمها للمتعلمين. على سبيل المثال قد تتضمن هذه السياقات والخبرات دورة الحياة وفهم طبيعة العلاقات والزواج والتربية الجنسية والاعتناء بالأطفال والمتعلمين الصغار وإدارة الأمور المالية في العائلة ومهارات التواصل والعلاقات الأسرية. وستكون الخبرات الخاصة بنظام الرعاية والزيارات المدرسية والعمل ضمن المجموعات الصغيرة وخبرات العمل وأسبوع الصحة وجماعة المسرح ذات صلة بالخبرات الموجودة ضمن الإطار العام. ويتطلب تنفيذ إطار منهج الثقافة الأسرية تخطيطاً شاملاً للسياقات والخبرات التي يمكن أن يحدث من خلالها التطور الشخصي، وسيكون للمعلمين دور أساسي في ذلك.

ومن جهة أخرى، كشفت بعض المدارس المستقلة بأن منهج الثقافة الأسرية ليس بالأمر الجديد بالنسبة لها إذ درجت هذه المدارس على تدريسه منذ ثلاث سنوات ضمن المهارات الاجتماعية والحياتية وهو معمول به في العالم العربي وبلدان العالم الأخرى، والآن تقوم بتدريسه بصورة علمية ومنهجية أكثر من أي وقت مضى في ضوء وثيقة الإطار العام لمنهج الثقافة الأسرية التي وضعتها هيئة التعليم والذي يتكون من ثلاثة محاور مترابطة،هي: المحتوى، ويشمل ما سيتم تعليمه لخدمة الثقافة القطرية والدين الإسلامي في ضوء الإطار العام لمنهج الثقافة الأسرية؛ وطرق التدريس، وتشمل كيفية تدريس منهج الثقافة الأسرية مع مراعاة الفئات العمرية للطلبة وإعطاء المدارس كامل حريتها في كيفية تدريس المنهج سواء بتدريسه كمادة منفردة أو دمجه ضمن مواد الاجتماعية والعلوم والتربية الإسلامية والإنجليزي والتاريخ أو تدريسه ضمن الأنشطة اللاصفية بالمدرسة من خلال المحاضرات والندوات المتخصصة والزيارات، أو تدريسها كمادة اختيارية.
آراء أولياء الأمور
وفي سياق آخر، قامت بعض المدارس باستطلاع آراء أولياء الأمور وأخذ موافقتهم على تدريس منهج الثقافة الأسرية وكانت استجابتهم ايجابية وعالية في هذا الشأن حيث توسعت هذه المدارس في تطوير مفهوم الثقافة الأسرية ليشمل الحقوق والواجبات الأسرية بما في ذلك حقوق الأبناء على الآباء والعكس، وكيفية إقامة الصداقات والعلاقات الاجتماعية الحميمة مع الآخرين والتحكم في الجوانب الانفعالية وتوظيف قيم الحُلم وكتم الغيظ واستعراض الخلافات الأسرية وأثرها على التحصيل العلمي، والتوافق في الزواج وكيفية اختيار شريك الحياة وحقوق الزوجة في عقد الزواج، والمحافظة على المال العام وتبني ثقافة الادخار والتعامل مع الضغوطات، وكيفية التحكم في الغريزة الجنسية ضمن إطار عام واضح من القيم الإسلامية مع أهمية الوعي بالقوانين التي تحكم السلوك الجنسي بما في ذلك المحافظة على الصحة والنظافة الجسدية واستعراض الأمراض والأضرار الناجمة عن الكحول والمخدرات وعواقبها على الفرد والأسرة والمجتمع.

يذكر أن الإطار العام لمنهج الثقافة الأسرية يعمل على تحديد كل من المعرفة والمفاهيم والمهارات والقيم التي ينبغي تناولها في المراحل الدراسية المختلفة حيث يتم توفير المتطلبات الخاصة بهذا المنهج في سياقات مختلفة وعبر مجموعة من الخبرات. تشمل المعرفة والفهم مجموعة مشتركة من المعلومات التي ينبغي على المتعلمين تعلمها وفهمها ومن ثم تقييمها لكي يشعروا بأن لديهم المقدرة والكفاءة لمعالجة المسائل الحياتية التي تواجههم؛ أما المهارات فتشمل المهارات الخاصة بالجوانب الاجتماعية والشخصية للمتعلمين وجيل الشباب والتي يمكن اكتسابها وممارستها إما داخل الصف الدراسي أو من خلال الخبرات التي يوفرها المجتمع المدرسي بما في ذلك مهارات التواصل كالتحدث والاستماع ومهارات التعامل مع الآخرين وتعزيز قيم التعاون ومهارات حل المشكلات وصنع القرارات لاسيما في الجوانب المالية؛ وأخيراً الاتجاهات والقيم وتشمل اتجاهات الطلبة نحو المعرفة وطريقة تصرفهم وسلوكهم بما في ذلك تعزيز تكافؤ الفرص وتقبل الآخر، ومراعاة النزاهة والعدالة والاستقامة والاستقلالية في التفكير وتحمل المسؤولية والتعاون والتعلم مدى الحياة وغيرها من الاتجاهات والقيم التي تتحول إلى ممارسات واقعية في سلوكيات المتعلم

دايما مميزة في الطرح